" حَدَثَ " الشيءُ يَحْدُثُ " حُدُوثاً " بالضّمّ " وحَدَاثَةً " بالفَتْحِ : " نَقِيضُ قَدُمَ " والحَدِيثُ : نَقِيضُ القَدِيمِ والحُدُوثُ : نَقِيضُ القُدْمَةِ " وتُضَمُّ دالُه إِذا ذُكِرَ مَعَ قَدُمَ " كأَنَّه إِتْبَاعٌ ومثله كثِيرٌ . وفي الصّحاح : لا يُضَمُّ حَدُثَ في شْيءٍ من الكلامِ إِلا في هذا المَوْضِعِ وذلك لِمكَانِ قَدُمَ على الأزْدِواجِ وفي حَدِيث ابنِ مَسْعُودٍ " أَنّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وهو يُصَلّى فَلَمْ يَرُدَّ عليهِ السّلام قال : فأَخَذَنِي ما قَدُمَ ومَا حَدُثَ " يعنِي هُمُومَه وأَفْكَارَه القَدِيمةَ والحَدِيثَةَ يقال : حَدَثَ الشَّيْءُ فإِذا قُرِنَ بقَدُمَ ضُمَّ للأزْدِوَاج . والحُدُوثُ : كونُ شْيءٍ لم يَكُنْ وأَحْدَثَهُ اللهُ فهو مَحْدَثٌ وحَدِيثٌ وكذلك استَحْدَثَهُ وفي الصّحاح : اسْتَحْدثَتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَدِيداً . " وحِدْثانُ الأَمْرِ بالكسْرِ : أَوَّلُه وابْتِداؤُه كحَدَاثَتِه " يقال : أَخَذَ الأَمْرَ بِحِدْثَانِهِ وحدَاثَتِه أَي بأَوَّلِهِ وابْتِدائِه وفي حديثِ عائِشَةَ رضي الله عنها " لولا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْرِ لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ وَبَنَيْتُها " والمُرادُ به قُرْبُ عَهْدِهم بالكُفْرِ والخُرُوجِ منه والدُّخُول في الإِسلامِ وأَنَّهُ لم يَتَمَكَّنِ الدَّينُ في قُلُوبِهِم فإِن هَدَمْتُ الكَعْبَةَ وغيَّرْتُهَا رُبَّمَا نَفَرُوا من ذلك . وحدَاثَةُ السِّنِّ : كِنَايَةٌ عن الشَّبَابِ وأَوَّلِ العُمُرِ . الحدثانُ " من الدَّهْرِ : نُوَبُهُ " وما يَحْدُثُ منه " كحَوَادِثِه " واحِدُها حادِث " وأَحْدَاثُه " واحِدُهَا حَدَثٌ . وقال الأَزْهَرِيّ : الحَدَثُ من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ : شِبْهُ النَّازِلَةِ . وقال ابنُ منظور : فأَمّا قولُ الأَعْشَى :
فإِمّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّة ... فإِنّ الحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا فإِنه حذف للضَّرُورَة وذلك لِمَكَان الحَاجَةِ إِلى الرِّدْفِ . وأَمّا أَبُو عليٍّ الفَارِسِيّ فذَهَبَ إِلى أَنه وَضَعَ الحَوَادِثَ مَوضعَ الحَدَثَانِ كما وَضَعَ الآخَرُ الحَدَثَانَ مَوْضعَ الحَوَادِثِ في قوله :
أَلاَ هَلَكَ الشِّهَابُ المُسْتَنِيرُ ... ومِدْرَهُنَا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ
ووَهَّابُ المِئِينَ إِذا أَلَمَّتْ ... بنا الحَدَثَانُ والحَامِي النَّصُورُ وقال الأَزهريّ : وربما أَنَّثَتِ العَرَبُ الحَدَثَانَ يَذْهَبُون به إِلى الحَوادِث . وأَنشد الفَرّاءُ هذين البَيْتَيْنِ وقال : تقولُ العَربُ : أَهْلَكَتْنَا الحَدَثَانُ قال : فأَمّا حِدْثَانُ الشَّباب فبكسرِ الحاءِ وسكون الدال . قال أَبو عمرٍو الشيبانيّ : " تقول : " أَتَيْتُهُ في رُبَّي شَبابِه ورُبَّانِ شَبَابِه وحَدِيث شَبَابِه وحِدْثَانِ شَبَابِه وحَدِيثِ شَبَابِه بمعنىً واحِدٍ . قلت : وبمثل هذا ضبطَهُ شُرَّاحُ الحَمَاسَة وشُرَّاح ديوانِ المُتَنَبّي وقالُوا : هو مُحَرَّكة : اسمٌ بمعنى حَوَادِثِ الدَّهْرِ ونَوَائِبِهِ وأَنشدَ شيخُنا - رحمه الله - في شرحه قول الحَمَاسِيّ :
رَمَى الحَدَثَانُ نِسْوَةَ آل حَرْبٍ ... بمِقْدَارٍ سَمَدْنَ له سُمُودَا
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِيضَ سُودَا مُحَرَّكَة قال : وكذلك أَنشَدَهما شَيْخَانا ابنُ الشّاذِلّي وابن المسناوِيّ وهُمَا في شرحِ الكافِية المالكيّة وشُرُوح التَّسْهِيل وبعضُهم اقْتَصَرَ على ما في الصّحاح من ضبطهِ بالكَسْرِ كالمُصَنّف وبعضُهُم زاد في التَّفَنُّنِ فقال : حَدَثانِ : تَثْنِيةُ حَدَث والمراد منهما : اللّيلُ والنّهَار وهو كقولهم : الجَدِيدانِ والمَلَوانِ ونحو ذلك . " والأَحْدَاثُ : الأَمْطَارُ " الحادِثَةُ في " أَوَّل السَّنة " قال الشاعر :
تَرَوَّى من الأَحْدَاثِ حَتّى تَلاحَقَتْ ... طَوائِفُه واهْتَزّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ وفي اللسان : الحَدَثُ : مثلُ الوَلِيّ وأَرْضٌ مَحْدُوثَةٌ : أَصابَها الحَدَثُ . قال الأَزهرِيّ : شابٌّ حَدَثٌ : فَتِىُّ السِّنِّ وعن ابن سيدَه : " رَجُلٌ حَدَثُ السِّنّ وحَدِيثُهَا بَيِّنُ الحَدَاثَةِ والحُدُوثَةِ : فَتِىُّ " ورجالٌ أَحْدَاثُ السِّنِّ وحُدْثَانُهَا وحُدَثَاؤُهَا . ويقال : هؤلاءِ قَوْمٌ حِدْثَانٌ : جَمْعُ حَدَثٍ وهو الفَتِىُّ السِّنِّ . قال الجَوْهَرِيّ : ورَجُلٌ حَدَثٌ أَي شَابٌّ فإِن ذَكَرْتَ السِّنَّ قلتَ : حَدِيثُ السِّنّ . وهؤلاءِ غِلْمَانٌ حُدْثَانٌ أَي أَحْدَاثٌ . وكلُّ فَتِىٍّ من النّاسِ والدَّوابِّ والإِبِلِ حَدَثٌ والأُنْثَى حَدَثَةٌ واستعملَ ابنُ الأَعْرَابِيّ الحَدَثَ في الوَعلِ قَالَ : فإِذا كانَ الوَعِلُ حَدَثاً فَهُوَ صَدَعٌ كذا في اللّسان . قلتُ : والذي قاله المصنّف صرَّحَ به ابنُ دُرَيْد في الجَمْهَرَة ووافقَه المُطَرِّزِيّ في كتابه غريب أَسماءِ الشّعراءِ وابنُ عُدَيْس كما نَقَلَه اللَّبْلِىُّ عنه من خَطِّه والذي قاله الجَوْهَرِيّ صَرّحَ به ثَعْلَبٌ في الفصيح واللِّحْيَانيّ في نَوادِرِه . ونقل شيخُنَا عن ابنِ دُرُسْتَوَيه : العامَّة تقول : هو حَدَثُ السِّنِّ كما تقول : حَدِيثُ السِّنّ وهو خطَأٌ ؛ لأَن الحَدَثَ صِفَةُ الرّجُلِ نفْسِه وكان في الأَصل مصدَراً فوَصفَ به ولا يُقَال للسِّنّ حَدَثٌ ولا للضِّرس حدث ولا للناب ولا تَحْتَاجُ معه إِلى ذِكْرِ السِّنّ وإِنّمَا يقال للغُلامِ نفْسِه : هو حَدَثٌ لا غيرُ قال : فأَمّا الحَدِيثُ فصِفَةٌ يُوصَفُ بها كلُّ شْيءٍ قريبِ المُدَّةِ والعَهْدِ به وكذلك السِّنِّ الحَدِيثَةُ النَّبَاتِ والحَدِيثُ السِّنِّ من الناسِ : القريبُ السِّنّ والمَوْلِدِ ثم قال : وعليه أَكثرُ شُرّاحِ الفَصِيحِ . قلت : به سُمّىَ " الحَدِيث " وهو : " الجَدِيدُ " من الأَشياءِ . الحَديثُ " : الخَبَرُ " فهما مُترادِفانِ يأْتي على القَلِيلِ والكثيرِ " كالحِدِّيثَي " بكسرٍ وشدِّ دالٍ على وزن خِصِّيصَي تقول : سَمِعْتُ حِدِّيثَي حَسَنَةً مثل خِطِّيئَي أَي حَدِيثاً . " ج أَحَادِيثُ " كقَطيعٍ وأَقَاطِيعَ وهو " شاذٌّ " على غيرِ قِياسٍ وقيل : الأَحادِيثُ جمع أُحْدُوثَة كما قاله الفَرّاءُ وغيرُه وقيل : بل جمعُ " الحديث " أَحْدِثَة على أَفْعِلَة ؛ ككَثْيبٍ وأَكْثِبَةٍ . قد قَالُوا في جَمْعه : " حِدْثانٌ " بالكسر " ويُضَمّ " وهو قليل أَنشد الأَصمعيّ :تُلَهِّى المَرْءَ بالحُدْثانِ لَهْواً ... وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطِيقُ وراه ابنُ الأَعْرَابِيّ : بالحَدَثانِ محرّكَة وفسّره فقال : إِذا أَصابَه حَدَثَانُ الدَّهْرِ من مصائِبِه ومَرازِئه أَلْهَتْهُ بِدَلِّها وحَدِيثهِا " عن ذلك " " ورجلٌ حَدُثٌ " بفتح فضمّ " وحَدِثٌ " بفتح فكسر " وحِدْثٌ " بكسر فسكون " وحِدِّيثٌ " كسِكِّينٍ زاد في اللّسَان ومُحَدِّث كلّ ذلك بمعنىً واحدٍ أَي " كَثِيرُه " حَسَنُ السِّيَاقِ له كلّ هذا على النَّسَبِ ونحوه هكذا في نسختنا وفي أُخرى : رَجُلٌ حَدُثٌ كنَدُسٍ وكَتِفٍ وشِبْرٍ وسِكِّيتٍ وهذا أَوْلَى ؛ لأَنّ إِعْرَاءَ الكلماتِ عن الضَّبْطِ غيرُ مناسبٍ وضبطَهَا الجوهريّ فقال : ورجل حَدُثٌ وحَدِثٌ بضم الدال وكسرها أَي حَسَنُ الحديث ورجلٌ حِدِّيثٌ مثلُ فِسِّيقٍ أَي كثيرُ الحَدِيثِ ففرّق بين الأَوَّلَيْن بأَنَّهُمَا الحَسَنُ الحديثِ والأَخِيرُ : الكثيرُه . قال شيخُنا : وفي كلام غيرِه ما يَدُلُّ على تَثْلِيثِ الدَّالِ وقال صاحِبُ الواعي الحَدِث : من الرجال بضّم الدّال وكسرها هو الحَسَنُ الحَدِيثِ والعامَّة تقول الحِدِّيث أَي بالكسر والتَّشْدِيد قال وهو خَطَأٌ إِنما الحِدِّيثُ : الكثيرُ الحَدِيثِ . " والحَدَثُ : محرّكةً : الإِبْداءُ وقد أَحْدَثَ " من الحَدَثِ . ويقال : أَحْدَثَ الرَّجُلَ ؛ إِذا صَلَّعَ وفَصَّحَ وَخَضَفَ أَيَّ ذلك فَعَلَ فهو مُحْدِثٌ . وأَحْدَثُه : ابْتَدَأَهُ وابْتَدَعَهُ ولم يَكُنْ قَبْلُ . الحَدَثُ " : د بالرُّومِ " وفي اللسان : موضِعٌ متَّصل ببِلادِ الرُّومِ مُؤَنَّثَةٌ زاد الصّاغانيّ : وعندَهُ جَبَلٌ يقال له : الأُحَيْدِبُ وقَدْ ذُكِرَ في موضِعِه . الحَدِيثُ : ما يُحْدِّثُ به المُحَدِّثُ تَحْدِيثاً وقد حَدَّثَهُ الحَدِيثَ وحَدَّثَهُ بهِ . وفي الصّحاح : " المُحَادَثَةُ " و " التَّحَادُثُ " والتَّحَدُّثُ والتَّحَدُّيثُ مَعروفاتٌ . المُحَادَثَةُ " : جِلاءُ السَّيْفِ كلإِحْداثِ " يقال : أَحْدَثَ الرّجُلُ سَيْفَه وحادَثَه إِذا جَلاَهُ وفي حديثِ الحَسَن " حَادِثُوا هذه القُلُوبَ بذِكْرِ الله تَعالى فإِنها سَرِيعَةُ الدُّثُور " معناه اجْلُوها بالمَوَاعِظِ واغْسِلُوا الدَّرَنَ عنْهَا وشَوِّقُوهَا حتّى تَنْفُوا عنْهَا الطَّبَعَ والصَّدَأَ الذي تَرَاكَبَ عَلَيْهَا وتَعَاهَدُوهَا بذلكَ كما يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ قال :
" كنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِمن المَجَازِ : ما جَاءَ في الحَدِيث : " قد كانَ في الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ بنُ الخَطّابِ " قالوا : " المُحَدَّثُ كمُحَمَّدٍ : الصَّادِقُ " الحَدْسِ وجاءَ في تَفْسِيرِ الحَدِيث أَنَّهُم المُلْهَمُونَ والمُلْهَمُ هو الذِي يُلْقَى في نَفْسِه الشَّيْءُ فيُخْبِرُ به حَدْساً وفِرَاسةً وهو نَوْعٌ يَخُصُّ اللهُ به من يَشَاءُ من عِبَادَه الذين اصْطَفى مثلَ عُمَرَ كأَنَّهُم حُدِّثُوا بشيْءٍ فَقَالُوه . المُحْدَثُ " بالتخفيف : ماءَانِ " : أَحدُهما لِبَنِى الدِّيلِ بِتِهامَةَ والآخَرُ على سِتَّةِ أَمْيَالٍ من النَّقْرَة . المُحْدَثُ أَيضا : " ة بوَاسطَ " بالقُرْبِ منها قَرْيَةٌ أُخرَى " بِبِغْدَادَ " . المُحْدَثَةُ " بهاءٍ : ع " فيهِ ماءٌ ونَخْلٌ وجُبَيْلٌ يقالُ له : عَمُودُ المُحْدَثَةِ . " وأَحْدَثَ " الرجُلُ " : زَنَى " وكذلك المرأَةُ يُكْنَى بالإِحْدَاثِ عن الزِّنَا . " والأُحْدُوثَةُ " بالضَّمِ " : ما يُتَحَدَّثُ به " وفي بعض المُتُونِ : ما حُدِّثَ به . ونقل الجَوْهَرِيّ عن الفَرّاءِ نُرَى أَنّ واحِدَ الأَحَادِيثِ أُحْدُوثَةٌ ثم جَعَلُوهُ جَمْعاً للحَدِيثِ . قال ابنُ بَرِّىّ : ليسَ الأَمْرُ كما زَعَمَ الفَرّاءُ ؛ لأَنَّ الأُحْدُوثَةَ بمَعْنَى الأُعْجُوبَةِ يقال : قد صارَ فُلانٌ أُحْدُوثَةً . فَأَمَّا أَحاديثُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلا يكونُ واحدُهَا إِلاّ حَدِيثاً ولا يُكونُ أُحْدُوثَةً قال : وكذلك ذَكَرَهُ سِيبويْه في باب ما جاءَ جَمْعُه على غيرِ واحِدهِ المُسْتَعْمَلِ كَعُروضٍ وأَعارِيضَ وباطِلٍ وأَباطِيلَ انتهى . قال شيخُنا : وصَرَّحُوا بأَنَّه لا فَرْقَ بينَها وبينَ الحَدِيثِ في الاستعمالِ والدَّلالَةِ على الخَيْرِ والشَّرِّ خلافاً لمن خَصَّهَا بما لا فَائِدَةَ فيهِ ولا صِحَّةَ له كأَخْبَارِ الغَزَلِ ونحوِهَا من أَكاذِيبِ العَرَبِ فقد خَصَّ الفرّاءُ الأُحْدُوثَةَ بأَنّها تكونُ للمُضْحِكات والخُرَافَاتِ بخلافِ الحَدِيث وكذلك قالَ ابن هشامٍ اللَّخْمِيّ في شَرْحِ الفَصِيح : الأُحْدُوثَةُ لا تُسْتَعْمَلُ إِلاّ في الشَّرِّ ورد عليه أَبو جَعْفَرٍ اللَّبْلِىّ في شرحِه فإِنّه قال : قد تُسْتَعْمَلُ في الخَيْرِ قال يعقُوبُ في إِصلاحِه : يُقَالُ : انتَشر له في النَّاسِ أُحْدُوثَةٌ حَسَنَةٌ قال أَبو جَعْفَر : فهذَا في الخَيْرِ وأَنشَدَ المُبَرّد :
" وكُنْتُ إِذا ما زُرْتُ سُعْدَى بأَرْضِهَاأَرَى الأَرْضَ تُطْوَى لي ويَدْنُو بَعِيدُهَا
مِنَ الخَفِراتِ البِيضِ وَدَّ جَلِيسُهَا ... إِذَا ما انْقَضَتْ أُحْدُوثَةٌ لو تُعِيدُها ومثل ذلك أَورده الخَفَاجِيّ في سورةِ يُوسُف عليه السلام . رَجُلٌ " حِدْثُ المُلُوكِ بالكَسْرِ " إِذا كَانَ " صَاحِب حَدِيثِهِم " وسَمَرِهِمْ وحِدْثُ نِسَاءٍ : يتَحَدَّثُ إِليْهِنّ كقَوْلِكَ : تِبْعُ نساءٍ وزِيرُ نِسَاءٍ . " والحَادِثُ والحَدِيثَةُ وأَحْدُثٌ كأَجْبُل : مَوَاضِعُ " : فحَدِيثَةُ المَوْصِلِ : بُلَيْدَةٌ على دِجْلَةَ . وحَدِيثَةُ الفُرَاتِ : قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ قُرْبَ الأَنبارِ . ذَكرَهما الشّهابُ الفَيُّوميّ والشمسُ محّمدُ بن محّمدِ الحُميديّ في الرّوضِ المِعْطَار في خبر الأَمْصار . وأَمّا حَادِثُ : فإِنها قَرْيَةٌ على ساحِلِ بحرِ اليَمَنِ . وأَحْدُثٌ . لغةٌ في أَجْدُثٍ ذكرَه السُّكّريّ في شَرْح شِعْر هُذَيل وأَنشدَ بيتَ المُتَنَخِّل السّابق في الجيم قال الصّاغانيّ : وليس بتصحيفِ أَجْدُث بالجِيم . والحَدَثَةُ مُحَرَّكةً : وادٍ قُرْبَ مَكّةَ أَعلاه لِهُذَيْل وأَسْفَلُهُ لكِنَانَة . " وأَوْسُ بنُ الحَدَثانِ " بنِ عَوْفِ ابنِ رَبِيعَة النَّصْرىّ " مَحَرّكَةً : صحَابِيٌّ " مَشْهُور مِن هَوازِن نادَي أَيامُ مِنيً أَنّهَا أَيامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ روى عنه ابنُه مالك وقد قيلَ : إِنّ لابْنِه هذا صُحْبَةً أَيضاً وهو منقولٌ من حَدَثَانِ الدَّهْرِ أَي صُرُوفه ونَوَائبهومما يستدرك عليه : حَدَثَ الأَمْرُ : وَقَعَ . ومُحْدَثَاتُ الأُمورِ : ما ابتَدَعَهُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ من الأَشْيَاءِ التي كان السَّلَفُ الصَّالِحُ على غيرِها وفي الحديثِ : " إِيّاكُم ومُحَدَثَاتِ الأُمُورِ " جَمْعُ مُحْدَثةٍ : بالفَتْح : هو مالك يكن مَعْرُوفاً في كتابٍ بني قُرَيْظَةَ " لَمْ يَقْتُلْ من نسائِهِمْ إِلاّ امْرَأَةً واحِدَةً كاَنَتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً " قيل : حَدَثُها أَنّها سَمَّتِ النَّبِي صلَّى الله عليه وسلّم . وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلُّ بِدْعةٍ ضَلاَلَةٌ " . وفي حديث المَدِينَة : " مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أو آوَى مُحْدِثاً " الحَدَثُ : الأَمرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذي ليس بمُعْتَادٍ ولا مَعْرُوف في السُّنّة والمُحْدِثُ يُروَى بكسرِ الدّال وفتحها على الفاعِل والمَفْعُول فمعنَى الكسْرِ : من نَصَرَ جانِباً وآوَاه وأَجَارَه من خَصْمِه وحال بينَه وبينَ أَن يقْتَصَّ مِنْهُ والفتْحُ : هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه ويكونُ معنى الإِيواءِ فيه : الرِّضا بهِ والصَّبْرَ عَلَيْهِ فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعَةِ وأَقرَّ فاعِلَها ولم يُنْكِرْهَا عليه فقد آوَاهُ . واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَديِداً قال ذو الرُّمّة :
" أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبَراًأَم راجَعَ القَلْبَ مِنْ أَطْرَابِه طَرَبُ كذا في الصّحاح . وفي حديث حُنَيْنٍ " إِنّي لأُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُم " وهو جَمْعُ صِحَّة لحَدِيثٍ فَعِيل بمعنى فاعِل . وفي حديث أُمّ الفَضْل : " زَعَمَت امْرَأَتِي " الأُولَى أَنها أَرْضَعَت امْرَأَتِي " الحُدْثَي " هي تأْنيثُ الأَحْدَثِ يريدُ المَرْأَةَ التي تَزوَّجها بعدَ الأُولَى . وقال الجَوْهَرِيّ : الحَدَثُ والحُدْثَي والحَادِثَةُ والحَدَثَانُ كُلُّه بمعنىً . والحَدَثَانُ محرّكةً : الفَأْسُ التي لها رَأْسٌ واحِدَةٌ على التَّشْبِيه بحَدَثَانِ الدَّهْرِ قال ابنُ سِيده : ولم يَقُلْه أَحَدٌ أَنشد أَبو حنيفة :
وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثَانُ فِيهِ ... إِذَا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابَا قال الأَزهريّ : أَرادَ بجَوْنٍ جَبَلاً وقوله : أَجَابا يعنى صَدَى الجَبَلِ تَسْمَعُه . قلت : الشعر لعُوَيْجٍ النَّبْهانّي . والحِدْثَانُ بِالكَسْر جمعُ الحَدَثانِ محرَّكةً على غير قياس وكذلك كِرْوانٌ ووِرْشَانٌ في كَرَوَان ووَرَشَان ونَحَطُوا أَي زَفَرُوا كذا حَقَّقه الصَّاغانِيّ في العُبَاب في ن ح ط . وسَمّى سيبويْهِ المَصْدَرَ حَدَثاً ؛ لأَنّ المصادرَ كُلَّهَا أَعراضٌ حادِثَةٌ وكسَّره على أَحَْداث قال : وأَمّا الأَفْعَالُ فأَمْثِلَةٌ أُخِذَتْ من أَحْدَاثِ الأَسْمَاءِ . وفي حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها : " أَنَّهَا جَاءَتْ إِلى النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلم فوَجَدَتْ عندَهُ حُدَّاثاً " أَي جَمَاعَةً يَتَحَدَّثُون وهو جَمْعٌ على غيرِ قِياس حَمْلاً على نَظيرِه نحو سامِرٍ وسُمَّارٍ فإِنّ السُّمَّارَ المُحَدِّثُونَ . وفي الحديث : " يَبْعَثُ اللهُ السَّحَابَ فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ وَيَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الحَدِيثِ " قال ابنُ الأَثِيرِ : جاءَ في الخَبَرِ أَنَّ حَدِيثَهُ الرَّعْدُ وضَحكَهُ البَرْقُ وشُبِّهَ بالحَدِيثِ ؛ لأَنّه يُخْبِرُ عن المَطَرِ وقُرْبِ مجيئهِ فصارَ كالمُحَدِّثِ به ومنه قول نُصَيْبٍ :
فعَاجُوا فَأَثْنَوْا بالّذِي أَنْتَ أَهْلُه ... ولو سَكَتُوا أَثْنَتْ عليكَ الحَقَائِب وهو كَثيرٌ في كَلامهم ويجوزُ أَن يكونَ أَرادَ بالضَّحِكِ افْتِرارَ الأَرْضِ وظُهُورَ الأَزْهَارِ وبالحَدِيثِ ما يَتَحَدَّثُ به النَّاسُ من صِفَةِ النَّبَات وذِكْرِهِ ويُسَمَّى هذا النّوعُ في عِلْم البَيَانِ المَجَازَ التَّعْلِيقيَّ وهو من أَحسَنِ أَنواعِه . وتَرَكْتُ البِلادَ تَحَدَّثُ أَي تَسْمَعُ فيها دَوِيّاً حكاه ابن سِيدَه عن ثعلب . ومن المجاز : صاروا أَحادِيثَ كذا في الأَساس . وناقَةٌ مُحْدِثٌ كمُحْسِنٍ : حدِيثَةُ النّتَاجِ نقله الصّاغَانيّ
الغِيرَة بالكَسْر : المِيرَة كالغِيَار ككِتَاب مِنْ غارَهُم يَغِيرُهُم وغارَ لَهُم أَي مارَهُم ونَفَعَهُم . وذَهَب فلانٌ يَغِيرُ أَهلَه غَيْراً أَي مارَهُم . ومنه قولُ بعضِ الأَغْفَال :
ما زِلْتُ في مَنْكَظَة وسَيْر ... لصِبْيَة أَغِيرُهُمْ بِغَيْرِي وغَيْرُ : بمَعْنَى سِوَى والجَمْع أَغْيَارٌ وهي كَلِمَة يُوصَفُ بهَا ويُسْتَثْنَى . قال الفَرّاءُ : وتَكُونُ بمَعْنَى لا فَتنْصِبُها على الحالِ كقَوْلِه تَعَالَى : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ولاَ عَادٍ : أَي فمَن اضْطُرَّ جائِعاً لا باغِياً وكقوله تَعَالَى : غَيْرَ ناظِرِينَ إِنَاه . وقولُه تَعَالَى : غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ . وقال أَيضاً : بَعْضُ بَني أَسَدٍ وقُضَاعَةَ يَنْصِبُون غَيْراً إِذا كانَ بمَعْنَى إِلاّ تَمَّ الكَلامُ قَبْلَهَا أَوْ لَمْ يَتِمَّ يقولُونَ : ما جاءَنِي غَيْرَك وما جاءَنِي أَحَدٌ غَيْرَك . وفي اللسان : قال الزجّاج : من نَصَبَ غَيْراً فهو على وَجْهَيْنِ : أَحدهما الحالُ والآخرُ الاسْتِثْنَاءُ . قال الأَزهريّ : ويكونُ غَيْرُ بمعْنَى لَيْسَ كما تقولُ العَرَبُ : كلامُ الله غَيْرُ مَخْلُوقٍ ولَيْسَ بمَخْلُوق وهو اسمٌ مُلازِمٌ للإِضافَة في المَعْنَى ويُقْطَعُ عنها لَفْظاً إِن فُهمَ مَعناه وتَقَدَّمتْ عليها لَيْسَ قِيلَ : وقولُهم : لا غيرُ لَحْنٌ وصَوَّبَه ابنُ هشَام وهو غَيْرُ جَيِّد لأَنّه مَسْمُوعٌ في قَوْل الشاعِر ما نَصُّه :
" جَوَاباً به تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَالَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ لا غَيْرُ تُسْأَلُ
وقد احْتَجَّ به إِمَامُ النُّحاةِ فِي عَصْرِه ابنُ مالك وهو شَيْخُ المُصَنّف في بابِ القَسَم من شَرْح التَّسْهِيلِ وكَأَنَّ قولَهم : لَحْنٌ مأْخوذٌ من قَوْلِ السِّيرافيّ ما نَصُّه : الحَذْف إِنّمَا يُسْتَعْمَل إِذا كانتْ إِلاّ وغَيْرُ بعدَ لَيْسَ ولو كَانَ مَكانَ لَيْسَ غَيْرُهَا من أَلْفَاظ الجَحْد لم يَجُزِ الحَذْفُ ولا يُتَجاوَزُ بذلك مَوْرِدُ السَّمَاع . انتهى كَلامهُ أَي السِّيرَافِيّ . وقد سُمِع ذلك قَوْلِ الشاعرِ المتقدّم ذِكْرُه فلا يكونُ لَحناً وهذا هو الصَّوابُ الذي نَقَلُوه في كُتُبِ العَرَبِيَّة وحَقَّقُوه . ويُقَالُ : قَبَضْتُ عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرهَا بالرَّفْع وبالنَّصْبِ ؛ ولَيْسَ غَيْرَ بالفتْح على حَذْفِ المُضَاف وإِضْمارِ الاسْمِ ولَيْسَ غَيْرُ بالضَّمّ ويحتمل كَوْنُه ضَمَّةَ بِنَاءٍ وإِعْرَاب ؛ ولَيْسَ غَيْرٌ بالرَّفْعِ ؛ ولَيْسَ غَيْراً بالنَّصْب ولا تَتَعَرَّفُ غَيْرُ بالإضَافَةِ لشِدَّة إِبْهَامِهَا . ونَقَلَ النَّوَويُّ في تَهْذيب الأَسْمَاءِ واللُّغَاتِ عن ابْنِ أَبِي الحُسَيْنِ في شامِلِه : مَنَعَ قوم دُخُولَ الأَلف والّلام على غَيْر وكُلٍّ وبَعْضٍ لأَنَّهَا لا تَتَعَرَّف بالإِضافَة فلا تَتَعَرّف بالّلام . قال وعِنْدِي لا مَانعَ من ذلك لأَنَّ الّلامَ ليست فيها للتَّعْريف ولكنّها الَّلامُ المُعَاقَبةُ للإِضافة نحو قَوْله تعَالى : فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى . أَي مأْواه على أَنّ غَيْراً قد تتعرَّفُ بالإِضافة في بَعْضِ المَوَاضِع . وقد يُحْمَل الغَيْرُ على الضِدّ والكُلُّ على الجُمْلَة والبَعْضُ على الجُزْءِ فيصحّ دُخُولُ الّلام عَلَيْهَا بهذا المَعْنَى . انتهى . قال البَدْرُ القَرَافِيّ : لكِنْ في هذا خُرُوجٌ عن مَحَلّ النِّزَاع كما لا يَخْفَى . وإِذَا وَقَعَتْ بين ضِدَّيْن ك غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهم ضَعُف إِبْهَامُها أَو زال قال الأَزْهَريّ : خُفِضت غَيْر هُنَا لأَنَّهَا نَعْتٌ للّذِين جازَ أَنْ تكونَ نَعْتاً لِمَعْرِفَة لأَنَّ الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَه وإِنْ كانَ فيه الأَلف والّلام . وقال أَبو العَبّاسِ : جعل الفَرّاءُ الأَلِفَ والّلامَ فِيهَا بمَنْزلَة النَّكِرَة ويجوزُ أَنْ يكونَ غَيْر نَعْتاً للأَسماءِ التي في قوله : أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ . وهي غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَها . قال : وهذا قولُ بعضهم والفَرّاءُ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ غَيْر نَعْتاً إِلاَّ للَّذين لأَنَّهَا بمَنْزِلَة النَّكْرَة . وقال الأَخْفَشُ : غَيْر بَدَلٌ . قال ثَعْلَب : وليس بمُمْتَنِع ما قَال ومَعْنَاهُ التَّكْرِيرُ كأَنّه أَرادَ صراطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم . وإِذا كانَتْ للاسْتثْنَاءِ أُعْرِبَتْ إِعرابَ الاسْمِ التالي الواقِع بَعْدَ إِلاّ في ذلك الكَلام وذلك أَنَّ أَصْلَ غَيْرٍ صِفَةٌ والاسْتثْنَاءَ عارضٌ فَتَنْصِب في : جاءَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْد . وتُجيزُ النَّصْبَ والرَّفْعَ في : ما جاءَ أَحدٌ غَيْر زَيْد . وإِذا أُضيفَتْ لمَبْنِىٍّ جازَ بِناؤُهَا على الفَتْح كقوله أَي الشاعر :
" لَمْ يَمْنَع الشُّرْبَ منْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْحَمَامَةٌ في غُصُونٍ ذاتِ أَوْ قَالِوقد أَشْبَعَ ابنُ هِشام القَوْلَ في غَيْر بما لا مَزيدَ عليه . واسْتَدْرَك البَدْرُ الدَّمامِينيّ في شَرْحه ما يَنْبَغِي النَّظَرُ لَهُ والوُقُوفُ بالتَّأَمُّلِ لَدَيْه . وتَغَيَّرَ الشيْءُ عن حاله : تَحَوَّلَ . وغَيَّرَهُ : جَعَلَه غَيْرَ ما كَانَ . وغَيَّرَهُ حَوَّلَهُ وبَدَّلَهُ وفي التنزيل العزيز : ذلكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهمْ قال ثعلب : معناه حَتَّى يُبدِّلُوا ما أَمَرَهُم الله . والاسْمُ من التَّغْيير الغَيْرُ عن اللَّحْيَانيّ وأَنشد : إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قَلِيلُ الغَيْرِ . قال : ولا يُقَالُ : إِلاّ غَيَّرْت . وذَهَب اللّحْيَانيّ إِلى أَنّ الغَيْرَ لَيْسَ بمَصْدَر إِذ لَيْسَ له فِعْلٌ ثُلاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ . وغَيْرُ الدَّهْرِ كعِنَب : أَحْدَاثُه وأَحْوَالُه المُغَيَّرَةُ ووَرد في حديث الاسْتِسْقَاء : ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ . وقال ابنُ الأَنْبَاريّ في قولهم : لا أَراني اللُه بكَ غِيّرَاً الغِيَرُ مِن تغيُّرِ الحال وهو اسمٌ بمَنْزِلَةِ القِطَع والعِنَب وما أَشْبَهَهُمَا . قال : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعاً واحدتُه غِيَرَةٌ . وأَرْضٌ مَغِيرَةٌ بالفَتْح ومَغْيُورَةٌ أَي مَسْقيَّةٌ أَو مَمْطُورَة . وغارَه يَغِيرُه غَيْراً : وَدَاهُ وقال أَبو عُبَيْد : غارَني الرَّجُلُ يَغُورُني ويَغيرُنِي إِذا وَدَاكَ من الدِّيَة . وغارَهُ من أَخِيه يَغِيرُه ويَغُورُه غَيْراً : أَعْطَاهُ الدِّيَةَ والاسمُ منه الغِيرَةُ بالكَسْر وج الغَيْرُ كعِنَب وقيل : الغِيَرُ اسمٌ واحِدٌ مُذكَّر والجَمْع أَغْيَارٌ مثلُ ضِلَع وأَضْلاع . وقال أَبو عَمْرو : الغِيَرُ جَمْعُ غِيَرَةٍ وهي الدِّيَة قال بعضُ بَنِي عُذَرَةَ :
لنَجْدَعَنَّ بأَيْدِينا أُنُوفَكَمُ ... بَنِي أُمَيْمة إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا وغَيَّرَه إِذا أَعْطَاهُ الدِّيَةَ . وأَصْلُها من المُغَايَرَةِ وهي المُبَادَلَة لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا سَمَّي الدِّيَةَ غِيَراً فيما أُرَى لأَنّه كان يَجِبُ القَوَدُ فغُيِّرَ القَوَدُ به فسُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً وأَصلُه من التَّغْيِير . وقال أَبو بَكْرٍ : سُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً لأَنَّهَا غُيِّرَت عن القَوَد إِلى غَيْرِه ؛ رَواه ابنُ السِّكّيت في الواو والياءِ . وقال ابن سِيدَه : غارَ الرَّجُلُ على امرأَتِه وكذا غارَتْ هِيَ عَلَيْه تَغَارُ بعلامَة المذكّر الغائب ومؤنّثه غَيْرَةً بالفَتْح وغَيْراً بِغَيْرِ هاءٍ وغَاراً وغِيَاراً ككِتَابٍ قال الأَعْشَى :
لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيَارُ وإِشْفا ... قٌ عَلَى سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضّالِ وتقدّم الاسْتِشْهَادُ على الغارِ في المادّة التي تقدَّمتْ فهو غَيْرانُ بالفَتْح من قوم غَيَارَي كسَكَارَى وغُيَارَى بالضَّمّ أَيضاً كما قاله الجوهَرِيّ . قال البَدْرُ القَرَافِيُّ : ولم يَجِئْ شَئٌ من الجَمْعِ بالضَّمِّ مع الفَتْحِ غَيْرهُ وغَيْر سُكَارَى وعُجَالَى . وحَكَى المُصَنِّف الكَسْرَ في كسَالَى أَيضاً وغَيُورٌ كصَبُور من قَوْمٍ غُيُرٍ بضمّتَيْن صَحَّتِ الياءُ لخِفّتها عليهم وأَّنهم لا يَسْتَثْقِلُون الضَّمَّة عليها اسْتِثْقَالَهم لها على الواو . ومَنْ قال : رُسْلٌ قال : غُيْرٌ والغَيُورُ فَعُولٌ من الغَيْرَة وهي الحَمِيَّةُ والأَنَفَةُ ويقال : رَجُلٌ مِغْيَارٌ أَي شَدِيدُ الغَيْرَةِ مِنْ قَوْمٍ مَغايِيرَ قال النابِغَة :
شُمْسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِقْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِوهي غيْرَى كسَكْرَى من قَوْم غَيَارَى وغَيُورٌ من غُيُرٍ ولو قال : وهي غَيْرَى وغَيُورٌ والجَمْع كالجَمْع كان أَخْصَرَ . ويُقَال : رَجُلٌ غَيُورٌ وامرأَةٌ غَيُورٌ بلا هاءٍ لأَنّ فَعُولاً يشترِكُ فيه الذكرُ والأُنْثَى . وغَارَهُمُ اللهُ تَعَالَى بمَطَر يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : سَقَاهُمْ وأَصابَهم بخِصْب . وغارَهُمْ بخَيْرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : أَعْطَاهُمْ وكذا بالرِّزْق . وغارَ فُلاناً يَغِيرُه غَيْراً : نَفَعَه فاغْتَارَ هو : انْتَفَع . قال عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ الهُذَلِيّ :
ماذَا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهما ... لا تَرْقُدان ولا بُؤسَى لمَنْ رَقَدَا يقولُ : لا يُغْنِى بُكاؤُهما على أَبيهِمَا مِنْ طَلَب ثأَرِه شيئاً . وغَارَ الرَّجُلُ أَهْلَه : تَزوَّج عليها فغَارَتْ هِيَ ؛ حكاه أَبو عُبضيْدٍ عن الأَصمعيّ وقد تَقَدّم في غ و ر أَيضاً لأَنّ المادَة واوِيّةٌ ويائِيّة . وغايضرَهُ بِسلْعَةٍ مُغَايَرَةً : عارَضَه بالبَيْعِ وبَادَلَه . وغارَهُ غَيْراً : مارَهُ . واغْتَارَ : امْتَارَ وخَرَجَ يَغْتَارُ لأَهْلهِ أَي يَمْتَارُ ؛ نقله الصاغانيّ عن الفَرّاءِ . ومن المَجَازِ : بَناتُ غَيْرٍ : الكَذُِب هكذا في التَّكْمِلَة . وفي الأَساس : جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ أَي بأَكاذيبَ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِذا ما جِئْتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ... وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْن الذّهَابَا والغِيَارُ بالكسْرِ : البِدَالُ مصدرُ غايَر السِّلْعَةَ قال الأَعْشَى :
فلا تَحْسَبُنِّي لَكُمْ كافِراً ... ولا تَحْسَبُنِّي أُرِيدُ الغِيَارَا والغِيَارُ أَيضاً : عَلاَمَةُ أَهلِ الذِّمَّةِ كالزُّنّارِ للمَجُوسِ ونَحْوِه وقيل : هو عَلاَمَةُ اليهُود . وغَيْرَةُ بالفَتْحِ : فَرَسُ الحارِث ابنِ يَزيدَ الهَمْذانيِّ ؛ نقَلَه الصاغانيّ . وغِيَرَةُ كعِنبَة : اسمٌ وهو أَبو قَبِيلَة . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : المُغَيِّر : الَّذي يُغَيِّرُ على بَعيرِه أَداتَه لِيُخَفِّف عَنْهُ ويُرِيحَهُ . قال الأَعشى :
واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ ... مِ وكانَ النِّطَافُ ما في العَزَالِي وقال ابنُ الأَعرابيّ : يُقَال : غَيَّرَ فلانٌ عن بَعِيرِه إِذا حَطَّ عنه رَحْلَهُ وأَصْلَح منْ شَأْنه . ويقال : تَرَكَ القَوْمُ يُغَيِّرون أَي يُصْلحُون الرِّحَالَ . قال الشاعر :
جِدِّى فما أَنْتِ بأَرْضِ تَغْيِيرْ ... واعْتَرِفِي لدَلَجٍ وتَهْجِيرْ وتَغَايَرَت الأَشْيَاءُ : اخْتَلَفَتْ . وتَغْيِيرُ الشَّيْبِ : نَتْفُه . وفلانٌ لا يَتَغَيَّر على أَهْلِه أَي لا يَغَارُ . وتقولُ العَرَبُ : أَغْيَرُ من الحُمَّى : أَي أَنّهَا تُلازِمُ المَحْمُومَ مُلازَمَةَ الغَيُورِ لبَعْلِها . ورَجُلٌ غَيّارٌ وامرأَةٌ غَيّارَةٌ : كثيرةُ الغَيْرَةِ والأَنَفَة . وغِيرَةُ بنُ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْر جَدُّ بَني البُكَيْرِ البَدْرِيِّين . وغِيرَةُ أَيضاً : جَدٌّ لواثِلَةَ بنِ الأَسْقعِ . وفي ثَقِيفٍ غِيَرَةُ بنُ عَوْفِ بن ثَقِيف
فصل الفاء مع الراء