" الفَرْثُ " بفتح فسكون : " السِّرْجِينُ " ما دَامَ في " الكَرِشِ " والجمع فُروثٌ وفي المحكم : الفَرْثُ : السِّرِقينُ والفَرْثُ والفُرَاثَةُ : سِرْقِينُ الكَرْشِ . الفَرْثُ " : الرِّكْوَةُ الصَّغِيرَةُ لُغَةٌ في القَافِ " وهو غَلَطٌ وقد أَخذ من نَصِّ الصّاغَانِيّ فإِنّه قَال : القَرْثُ بالقَاف : الرَّكْوَةُ وبالفاءِ : غَثَيَانُ الحُبْلَى . فهو أَورده من نَصِّ الأَشباه وليس مرادُه أَن القاف لغةٌ في الفاءِ فتأَمّل . الفَرْثُ " : غَثَيَانُ الحُبْلَى كالانْفِراثِ والتَّفَرُّثِ وإِنَّهَا لَمُنْفَرَثٌ بها " إِذا غَثَتْ نَفْسُهَا من ثِقَلِ الحَبَلِ . وقال أَبو عَمروٍ : يقال للمرأَة : إِنّها لمُنْفَرِثَةٌ وذلك في أَولِ حَمْلِها وهو أَن تَخْبُثَ نفْسُها فيَكْثُرَ نَفْثُها للخَراشِىِّ التي على رأْسِ مَعِدَتِهَا . قال أَبو منصور : لا أَدري مُنْفَرِثَة أَم مُتَفَرِّثَة وقال غيره : امرأَة فُرُثٌ : تَبْزُقُ وتَخْبُث نَفْسُها في أَوَّلِ حَمْلِها وفد انْفُرِثَ بها . " وَفَرَثَ الجُلَّةَ يَفْرُثُ ويَفْرِثُ " فَرْثاً : شَقَّها ثم نَثَرَ جميعَ " ما فِيهَا " وفي التهذيب : إِذا فَرَّقَهَا . وأَفْرْثْتُ الكَرِشَ إِذا شَقَقْتَها ونَثَرْتَ ما فيها . وفي الصّحاح : ابنُ السِّكِّيت : فَرَثْتُ للقَوْمِ جُلَّةً فأَنا أَفْرُثُها وأَفْرِثُها إِذا شَقَقْتَها ثمَ نَثَرْتَ ما فيها انتهى . قيل : كلّ ما نَثَرْتَهُ من وِعَاءٍ فَرْثٌ فَرَثَ " كَبِدَهُ يَفْرِثُها " فَرْثاً - من باب ضَرَبَ وهكذا في الصّحاح وغيرِه ولم يذكر فيه أَحدٌ من الأَئِمة الوَجهينِ فقولُ شيخِنا : ثمّ قَضِيَّته أَنَّ فَرَثَ الكَبِدَ كضَرَب وفي الصّحاح أَنه بهما كالذي قَبلَه غيرُ مُتَّجِهٍ كما هو ظاهر - : " ضَرَبَهَا " حتى تَنْفَرِثَ كَبِدُه وفي الصّحاح : إِذا ضَرَبْتَه " وهو حَيٌّ كَفَّرثَها تَفْرِيثاً فانْفَرَثَتْ كَبِدُه " أَي " انْتَثَرَتْ " وقوله : وهو حَيٌّ هكذا في نسختنا بل سائِرِ النُّسَخِ التي بأَيْدِينا وهو مطابقٌ عِبارةَ الصّحاح واللسان وقد شَذَّت نسخةُ شيخنا فإِنه وجد فيها : وهي حَيٌّ بضمير المؤنّث وهو خطأٌ ولا قلاقَةَ في كَلامِ المُصَنِّف على ما زَعَمَ . وفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَهُ وأَفْرَثَها وفَرَّثَها : فَتَّتَها وفي حديث أُمِّ كُلْثُومٍ بنتِ علِيٍّ : " قالت لأَهْلِ الكُوفَةِ : أَتَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتُم لِرَسُولِ الله صلَّى الله عليه وسلم " الفَرْثُ : تَفْتِيتُ الكَبِدِ بالغَمِّ والأَذَى . " وأَفْرَثَ الكَبِدَ " وفَرَّثَها تَفْرِيثاً إِذا " شَقَّها وأَلْقَى " عنها " الفُرَاثَةَ " وهو " بالضَّمّ " : الفَرْثُ وهو السِّرْقِينُ كما تقدَّمَ " أَي " أَلْقَى " مَا فِيهَا " وهو مأْخُوذٌ من عبارةِ ابنِ سِيدَه والأَزهريّ . ونصُّ عبارةِ الأَوّل : الفَرْثُ والفُرَاثَةُ سِرْقِينُ الكَرِشِ وفَرَثْتُهَا عنه أُفْرُثُها فَرْثاً وأَفْرَثْتُها وفَرَّثْتُها كذلك . ونصُّ عبارةِ الثاني : وأَفْرَثْتُ الكَرِشَ إِذا شَقَقْتَها ونَثَرْتَ ما فِيهَا فالمُصَنِّفُ خلَطَ بينَ العِبَارَتينِ . أَفْرَثَ الرَّجلُ إِفْراثاً : وَقَع فيهِ . وأَفْرَثَ " أَصْحَابَه : عَرَّضَهُمْ " للسُّلْطَانِ أَو " لِلأَئِمَةِ النّاسِ " أَو كَذَّبَهُم عندَ قومٍ ليُصَغِّرَهُم عندَهم أو فَضَحَ سِرَّهُم . " وفَرِثَ كفَرِحَ : شَبِعَ " يقالُ : شَرِبَ على فَرِثَ أي شِبَعِ . فَرِثَ " القَوْمُ : تَفَرَّقُوا " . وَمَكَانٌ فَرِثٌ ككَتِفٍ : لا جَبَلٌ ولا سَهْلٌ " . وجَبَلٌ فَرِيثٌ : ليسَ بِضَخْمٍ صُخُورُه وليس بِذى مَطَرٍ ولا طِينٍ وهو أَصعَبُ الجِبَالِ حتّى إِنه لا يُصْعَدُ فيه لصُعُوبَتِه وامْتِناعِه
ومما يستدرك عليه : ثَرِيدٌ فَرْثٌ : غيرُ مُدَقَّقِ الثَّرْدِ كأَنه شُبِّه بهذا الصِّنْفِ من الجِبَال . وقال اللِّحْيَانيّ : قال القَنَانِيّ : لا خيرَ في الثَّرِيدِ إِذَا كَان شَرِثاً فَرِثاً وقد تقدم ذِكْرُ الشَّرِثِ . والمَفَارِثُ : المَواضِعُ التي يُفْرَثُ فيها الغَنَمُ وغيرها
" الرَّثُّ " والرِّثَّةُ والرَّثِيثُ : الخَلَقُ الخَسِيسُ " البَالِي " من كلِّ شيْءٍ تقول : ثَوْبٌ رَثٌّ وحَبْلٌ رَثٌّ ورَجُلٌ رَثٌّ الهَيْئِة في لُبْسِه وأَكثرُ ما يستعملُ فيما يُلْبَس والجمعُ رِثَاثٌ " كالأَرَثِّ والرَّثِيثِ " . الرَّثُّ " : السَّقَطُ من مَتَاعِ البَيْتِ " من الخُلْقانِ " كالرِّثَّةِ بالكسرِ ج رِثَثٌ ورِثَاثٌ " مثل قِرْبَةٍ وقِرَبٍ ورِهْمَةٍ ورِهَامٍ وفي الحديث : " عَفَوْتُ لَكُمْ عن الرِّثَّةِ " وهي مَتَاعُ البَيْتِ الدُّونُ . وفي اللسان : الرَّثُّ والرِّثَّةُ جَمِيعاً : رَدِىءُ المَتَاعِ وأَسْقَاطُ البَيْتِ من الخُلْقَانِ . " والرِّثَّة " بالكسر " أَيْضاً " : المرأَةُ " الحَمْقاءُ وضُعَفاءُ النّاسِ " وخُشارَتُهم وهو مَجازٌ شُبِّهوا بالمَتاع الرَّدِىءِ والجمعُ رِثَاثٌ . رَجُلٌ رَثُّ الهَيْئَةِ : خَلَقُهَا باذُّها . وفي خَلْقِه رَثَاثَةٌ " الرَّثاثَةُ " بالفَتْح " والرُّثُوثَةُ " بالضّمّ " : البَذَاذَةُ " . " وقد رَثَّ يَرُثُّ " رَثَاثَةً ويَرِثُّ رُثُوثَةً . قال ابنُ دُريد : أَجازَ أَبو زيد : رَثَّ " وأَرَثَّ " وقال الأَصمَعيّ : رَثَّ بغيرِ أَلفٍ قال أَبو حاتم : ثم رَجَع بعد ذلك وأَجاز : رَثَّ وأَرَثَّ وقولُ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة :
أَرَثَّ جديدُ الحَبْلِ من أُمِّ مَعْبَدِ ... بعَاقبَةٍ وأَخْلَفَتْ كُلَّ مَوْعِدِ يجوزُ أَن يكونَ على هَذِه اللُّغَةِ ويجوزُ أَن تكونَ الهمزةُ للاستِفْهَام دَخَلَتْ على رَثَّ . وقد رَثَّ الحَبْلُ وغَيْرُه " وأَرَثَّهُ " البِلَى و " غَيْرُه " عن ثَعلب وأَرَثَّ الثَّوْبُ أَي أَخْلَقَ . يُقَال للرَّجُلِ إِذا ضُرِبَ في الحَرْبِ فأُثْخِنَ وحُملَ وبِهِ رَمَقٌ ثم ماتَ : قد " ارْتُثَّ " فُلانٌ وهو افْتُعِل " على المَجْهُولِ " أَي " حُمِل من المَعْرَكَةِ رَثِيثاً أَي جَرِيحاً وبِهِ رَمَقٌ " . وفي اللسان : المُرْتَثُّ : الصَّرِيعُ الذِي يُثْخَنُ في الحَرْبِ ويُحْمَلُ حَيّاً ثمّ يموتُ وقال ثعلبٌ : هوَ الذي يُحْمَلُ من المَعْرَكَةِ وبه رَمَقٌ فإِن كان قَتِيلاً فليس بمُرْتَثٍّ . " والمُرِثُّ " مأْخُوذٌ " من أَرَثَّ حَبْلُه " والاسمُ من ذلك الرِّثَّةُ . " وارْتَثَّ " فُلانٌ " نَاقَةً له " أَو شاةً " : نَحَرَهَا من الهُزَالِ "
ومما يستدرك عليه : ارْتَثُّوا رِثَّةَ القَوْمِ : جَمَعُوها أَو اشْتَرُوهَا . والرَّثِيثُ : الجريحُ كالمُرْتَثِّ وفي حدِيث أُمِّ سَلَمَة " فرآنِي مُرْتَثَّةً " أَي ساقِطَةً ضَعِيفَةً وأَصلُه من الرَّثِّ : الثَّوبِ الخَلَقِ والمُرْتَثُّ مُفْتَعَلٌ منه . وفي الأَساس من المجاز : مَرَّ ببني فُلان فارْتَثَّهُمْ وكلامٌ رَثٌّ : غَثُّ سَخِيفٌ وفي هذا الخَبَرِ رَثَاثَةٌ وَرَكَاكَةٌ إِذا لم يَصِحّ