" القَتُّ : نَمُّ الحَدِيثِ " وهو إِبْلاغُه على جِهَة الفَسَادِ وهو يَقُتُّ الأَحَادِيثَ قَتّاً أَي يَنُمُّها نَمّاً وكذا قَتَّ بينَهُم قَتّاً " كالتَّقْتِيتِ " نقله الصاغانيّ والذي في اللسان : وتَقَتَّتَ الحديث : تَتَبَّعَهُ وتَسَمَّعَه وقِيلَ : إِنَّ القَتَّ الذي هو النَّميمَةُ مُشْتَقُّ منه . " والقَتْقَتَةُ والقِتِّيتَى " مثال الهِجِّيرَي وهو تَتَبُّع النَّمَائِمِ القَتُّ : " الإِسْفِسْتُ " بالكسْر وهي الفِصْفِصَةُ أَي الرَّطْبَةُ من عَلَفِ الدَّوابّ كذا في النهاية " أَو يَابِسُهُ " وبه صَدّرَ الفَيُّوميّ في المِصْباح وفي اللسان : القَتُّ الفِصْفِصَةُ وخصّ بعضُهم به اليابِسَةَ منها وهو جمعٌ عند سيبويهِ واحدته قَتَّةٌ قال الأَعْشَى :
وَيَأْمُر لليَحْمُوم كُلَّ عَشِيَّةٍ ... بقَتٍّ وتَعْلِيقٍ فَقَدْ كادَ يَسْنَقُ وفي التهذيب : القَتُّ : الفِسْفِسَةُ بالسين والقَتُّ يكونُ رَطْباً و " يكون " يابِساً الواحدة قَتَّةٌ مثال تَمْرَةٍ وتَمْرٍ وفي حديث ابنِ سَلامٍ : " فإِنْ أَهْدَى إِلَيْكَ حِمْلَ تِبْنٍ أَو حِمْلَ قَتٍّ فإِنه رِباً " . القَتُّ : " الكَذِبُ " المُهَيَّأُ وقولٌ مَقْتُوتٌ أَي مَكْذُوب قال رؤبة :
قُلْتُ وقَوْلِي عِنْدَهُمْ مَقْتُوتُ ... مَقَالَةً إِذ قُلْتُها قَوِيتُ وقيل : مَقْتُوتٌ : مَوْشِىٌّ به مَنْقُولٌ وقيل : إِنّ أَمرِي عندَهُم زَرِىٌّ كالنَّمِيمَةِ والكَذِب . القَتُّ : " اتِّباعُكَ الرَّجُلَ سِرّاً " وهو لا يَراك " لِتَعْلَمَ " منه " مَا يُرِيدُ " القَتُّ : " شَمُّ الرَّاعي بَوْلَ البَعِيرِ المَهْيُومِ " وهو الذي أَصابَه داءُ الهُيَامِ نقله الصاغانيّ . " والقَتِّيُّونَ : جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُون " نُسِبوا إلى بَيعِ القَتِّ وكلامُه يَقتضى أَن يكونَ نِسْبَتُهُمْ هكذا وليس كذلك وإِنما يُعْرَفُون بالقُتَّات وعبارةُ الصَّاغانيّ سالمةٌ مَن ذلك فإِنه قال : والقَتَّاتُ : مَن يَبِيعُ القَتَّ وممن يُنْسَبُ من المُحَدِّثِين إِلى بيع القَتِّ فيهم كَثْرَةٌ . قلتُ : فلم يَذْكرْ أَحدٌ من أَئمّةِ النَّسبِ فُلاناً القَتِّىّ وإِنما هو القَتَّاتُ . منهم : أَبو يَحْيى القَتَّاتُ عن مُجَاهدٍ ومحمدُ بنُ جعفرٍ القَتَّاتُ الكوفيّ عن أَبي نُعَيْمٍ والحُسَيْنُ ابن جَعْفَرٍ أَخوه عن أَحمدَ بنِ يونسَ اليَرْبُوعيّ وعنهما الطَّبَرانيُّ ورَبِيعُ ابنُ النُّعْمَانِ القَتَّاتُ وعُمَرُ بنُ يَزيدَ الرَّقِّىُّ القَتَّاتُ وغيرُهم . " وقَتَّهُ " قَتّاً : " قَدَّهُ " وعن أَبي زيد : يقال : هُوَ حَسَنُ القَدِّ وحَسَنُ القَتِّ بمعنىً واحدٍ وأَنشد :
كأَنَّ ثَدْيَيْهَا إِذَا مَا ابْرَنْتَي ... حُقّانِ من عَاجِ أُجِيدَا قَتَّاابرَنْتَي أَي انتصبَ " جَعَلَه فِعْلاً للثَّدْي " قَتَّهُ : " قَلَّلَهُ " قَتَّهُ : " هَيَّأَهُ " قَتَّه : " جَمَعَه قَلِيلاً قَلِيلاً " قَتَّ " أَثَرَهُ " يَقُتُّهُ قَتّاً : " قَصَّه وتَتَبَّعَهُ . يُقَال : " رَجُلٌ قَتَّاتٌ " ككَتَّان " وقَتُوتٌ " كصَبُورٍ " وقِتِّيتَي " كَهِجِّيرَي وهذا استعملوه مَصْدَراً وصِفَةً " : نَمَّامٌ أَو " الذي " يَسَّمَّعُ أَحادِيثَ النَّاسِ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون سواءٌ نَمَّها أَمْ لَمْ يَنِمَّهَا " . وقال خالدُ بن جَنْبَة : القَتَّاتُ الذي يَتَسَمَّعُ أَحادِيثَ الناس فيُخْبِرُ أَعداءَهم وقيل : هو الذي يَكُونُ مع القَوْمِ " يتحدّثون " فَيُنِمُّ عَلَيْهِم وامْرَأَةٌ قَتَّاتَةٌ وقَتُوتٌ : نَمُومٌ والقَسَّاسُ : الذي يَسْأَل عن الأَخبارِ ثم يَنِمُّهَا وفي الحديث : " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ " ويجمع على قُتَّاتِ بالضّمّ ككُتَّابٍ . " والتَّقْتيتُ : جَمْعُ الأَفَاوِيهِ " كُلِّها في القِدْرِ " وطَبْخُها " ولا يُقَال : قُتِّتَ إِلا الزَّيْتُ بهذه الصِّفة قال الأَزْهَرِيّ : يُنَشُّ بالنَّارِ كما يُنَشُّ الشَّحْمُ والزُّبْدُ وقال : والأَفْوَاهُ من الطِّيبِ كثيرَةٌ . " وزَيْتٌ مُقَتَّتٌ " إِذا أُغْلِىَ بالنّار ومَعَه أَفْوَاهُ الطِّيبِ . ودُهْنٌ مُقَتَّتٌ : مُطَيَّبٌ " طُبِخَ فيه الرَّياحِينُ " يُتَعالَجُ به للرِّيَاحِ " أَو خُلِط بأَدْهانٍ طَيِّبَةٍ " غيرها وهذا عن ثعلب . وفي الحديث : " أَنَّه صلّى الله عليه وسلّم ادَّهَنَ بِزَيْت غَيْرِ مُقَتَّتٍ وَهُو مُحْرِمٌ " أَي غير مُطَيَّبٍ وقيل : الذي فيه الرَّيَاحِينُ يُطْبَخُ بها الزَّيْتُ بَحْتاً لا يُخَالِطُهُ طِيبٌ قاله ابنُ الأَثير . وقال خالد بن جَنْبَةَ : مُقَتَّتُ المَدِينةِ لا يُوِفى به شيءٌ أَي لا يَغْلُو بشْيءٍ . " وقَتَّهُ كضَبَّةَ " : اسمُ " أُمّ سُلَيْمَانَ " بن حَبيب المُحَارِبِيّ " التّابِعِيّ " المَشْهُور يُعرَف بابنِ قَتَّةَ وهو القَائِلُ في رِثَاءِ الحُسَينِ عليه السلامُ :
وإِنَّ قَتِيلَ الطَّفِّ من آلِ هَاشِمٍ ... أَذَلَّ رِقابَ المُسْلِمِينَ فَذَلَّتِ " واقْتَتَّه " إِذا " اسْتَأْصَلَهُ " قال ذُو الرُّمّة :
" سِوَى أَنْ تَرى سَوْدَاءَ من غَيْر خِلْقَةٍتَخَاطَأَها واقْتَتَّ جَارَاتِها النَّقْلُ قُتَاتٌ " كغُرَابٍ : ع باليَمَنِ " ومما يستدرك عليه : قال الأَزهريّ : القَتُّ : حَبُّ بَرِّىّ لا يُنْبِتُه الآدَمِيُّ فإِذا كانَ عامُ قَحْطٍ وفقدَ أَهلُ الباديَةِ ما يَقْتَاتُونَ به من لَبَنٍ وتَمْرٍ ونَحوِه دَقُّوه وطَبَخُوه واجْتَزَوْا به على ما فِيه من الخُشُونة نقلَه عنه شيخُنا ق - ر - ت