الذَّبْحُ قَطْعُ
الحُلْقُوم من باطنٍ عند النَّصِيل وهو موضع الذَّبْحِ من الحَلْق والذَّبْحُ مصدر
ذَبَحْتُ الشاة يقال ذَبَحه يَذْبَحُه ذَبْحاً فهو مَذْبوح وذَبِيح من قوم ذَبْحَى
وذَباحَى وكذلك التيس والكبش من كِباشٍ ذَبْحَى وذَباحَى والذَّبِيحة الشاة
الذَّبْحُ قَطْعُ
الحُلْقُوم من باطنٍ عند النَّصِيل وهو موضع الذَّبْحِ من الحَلْق والذَّبْحُ مصدر
ذَبَحْتُ الشاة يقال ذَبَحه يَذْبَحُه ذَبْحاً فهو مَذْبوح وذَبِيح من قوم ذَبْحَى
وذَباحَى وكذلك التيس والكبش من كِباشٍ ذَبْحَى وذَباحَى والذَّبِيحة الشاة
المذبوحة وشاة ذَبِيحة وذَبِيحٌ من نِعاج ذَبْحَى وذَباحَى وذَبائح وكذلك الناقة
وإِنما جاءَت ذبيحة بالهاء لغلبة الاسم عليها قال الأَزهري الذبيحة اسم لما يذبح
من الحيوان وأُنث لأَنه ذهب به مذهب الأَسماء لا مذهب النعت فإِن قلت شاة ذَبيحٌ
أَو كبش ذبيح أَو نعجة ذبيح لم تدخل فيه الهاء لأَن فَعِيلاً إِذا كان نعتاً في
معنى مفعول يذكَّر يقال امرأَة قتيل وكفٌّ خضيب وقال الأَزهري الذبيح المذبوح
والأُنثى ذبيحة وإِنما جاءت بالهاء لغلبة الاسم عليها وفي حديث القضاء من وَليَ
قاضياً
( * قوله « من ولي قاضياً إلخ » كذا بالأصل والنهاية ) فكأَنما ذُبِحَ بغير سكين
معناه التحذير من طلب القضاء والحِرصِ عليه أَي من تَصَدَّى للقضاء وتولاه فقد
تَعَرَّضَ للذبح فليحذره والذبح ههنا مجاز عن الهلاك فإِنه من أَسْرَعِ أَسبابِه
وقوله بغير سكين يحتمل وجهين أَحدهما أَن الذبح في العُرْف إِنما يكون بالسكين
فعدل عنه ليعلم أَن الذي أَراد به ما يُخافُ عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه
والثاني أَن الذَّبْحَ الذي يقع به راحة الذبيحة وخلاصها من الأَلم إِنما يكون
بالسكين فإِذا ذُبِحَ بغير السكين كان ذبحه تعذيباً له فضرب به المثل ليكون أَبلغَ
في الحَذَرِ وأَشَدَّ في التَّوَقِّي منه وذَبَّحَه كذَبَحَه وقيل إِنما ذلك
للدلالة على الكثرة وفي التنزيل يُذَبِّحُون أَبناءَكم وقد قرئ يَذْبَحُون
أَبناءَكم قال أَبو إِسحق القراءة المجتمع عليها بالتشديد والتخفيف شاذ والقراءة
المجتمع عليها بالتشديد أَبلغ لأَن يُذَبِّحُون للتكثير ويَذْبَحُون يَصْلُح أَن
يكون للقليل والكثير ومعنى التكثير أَبلغ والذِّبْحُ اسم ما ذُبِحَ وفي التنزيل
وفديناه بِذِبْح عظيم يعني كبش إِبراهيم عليه السلام الأَزهري معناه أَي بكبش
يُذْبَحُ وهو الكبش الذي فُدِيَ به إِسمعيلُ بن خليل الله صلى الله عليهما وسلم
الأَزهري الذِّبْحُ ما أُعِدَّ للذَّبْح وهو بمنزلة الذَّبِيح والمذبوح والذِّبْحُ
المذبوح هو بمنزلة الطِّحْن بمعنى المطحون والقِطْفِ بمعنى المَقْطُوف وفي حديث
الضحية فدعا بِذِبْحٍ فذَبَحَه الذبح بالكسر ما يُذْبَحُ من الأَضاحِيّ وغيرها من
الحيوان وبالفتح الفعل منه واذَّبَحَ القومُ اتخذوا ذبيحة كقولك اطَّبَخُوا إِذا
اتخذوا طبيخاً وفي حديث أُمِّ زَرْع فأَعطاني من كل ذابحة زَوْجاً هكذا في رواية
أَي أَعطاني من كل ما يجوز ذَبْحُه من الإِبل والبقر والغنم وغيرها وهي فاعلة
بمعنى مفعولة والرواية المشهورة بالراء والياء من الرواح وذَبائحُ الجنّ أَن يشتري
الرجل الدار أَو يستخرج ماء العين وما أَشبهه فيذبح لها ذبيحة للطِّيَرَة وفي
الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبائح الجن كانوا إِذا اشْتَرَوْا داراً
أَو استخرجوا عيناً أَو بَنَوْا بُنياناً ذبحوا ذبيحة مخافة أَن تصيبهم الجن
فأُضيفت الذبائح إِليهم لذلك معنى الحديث أَنهم يتطيرون إِلى هذا الفعل مخافة
أَنهم إِن لم يذبحوا أَو يطعموا أَن يصيبهم فيها شيء من الجن يؤذيهم فأَبطل النبي
صلى الله عليه وسلم هذا ونهى عنه وفي الحديث كلُّ شيء في البحر مَذْبوحُ أَي
ذَكِيّ لا يحتاج إِلى الذبح وفي حديث أَبي الدرداء ذَبْحُ الخَمْرِ المِلْحُ
والشمسُ والنِّينانُ النِّينان جمع نون وهي السمكة قال ابن الأَثير هذه صفة
مُرِّيٍّ يعمل في الشام يؤْخذ الخَمْرُ فيجعل فيه الملح والسمك ويوضع في الشمس
فتتغير الخمر إِلى طعم المُرِّيِّ فتستحيل عن هيئتها كما تستحيل إِل الخَلِّيَّة
يقول كما أَن الميتة حرام والمذبوحة حلال فكذلك هذه الأَشياء ذَبَحَتِ الخَمْرَ
فحلّت واستعار الذَّبْحَ للإِحْلال والذَّبْحُ في الأَصل الشَّقُّ والمِذْبَحُ
السكين الأَزهري المِذْبَحُ ما يُذْبَحُ به الذبيحة من شَفْرَة وغيرها والمَذْبَحُ
موضع الذَّبْحِ من الحُلْقوم والذَّابحُ شعر ينبت بين النَّصِيل والمَذْبَح
والذُّباحُ والذِّبَحَةُ والذُّبَحَةُ وَجَع الحَلْق كأَنه يَذْبَحُ ولم يعرف
الذَّبْحَة بالتسكين
( * قوله « ولم يعرف الذبحة بالتسكين » أي مع فتح الذال واما بضمها وكسرها مع سكون
الباء وكسرها وفتحها فمسموعة كالذباح بوزن غراب وكتاب كما في القاموس ) الذي عليه
العامة الأَزهري الذَّبَحَة بفتح الباء داء يأْخذ في الحَلقِ وربما قتل يقال
أَخذته الذُّبَحة والذِّبَحة الأَصمعي الذُّبْحةُ بتسكين الباء وجع في الحلق وأَما
الذُّبَحُ فهو نبت أَحمر وفي الحديث أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَوى
أَسْعَدَ بنَ زُرَارَة في حَلْقِه من الذُِّبْحة وقال لا أَدَعُ في نفسي حَرَجاً
من أَسْعَدَ وكان أَبو زيد يقول الذِّبَحَةُ والذُّبَحة لهذا الداء ولم يعرفه
باسكان الباء ويقال كان ذلك مثل الذِّبْحة على النَّحْر مثل يضرب للذي تِخالُه صديقاً
فإِذا هو عدوّ ظاهر العداوة وقال ابن شميل الذِّبْحَة قَرْحة تخرج في حلق الإِنسان
مثل الذِّئْبَةِ التي تأْخذ الحمار وفي الحديث أَنه عاد البَرَاءَ بن مَعْرُور
وأَخذته الذُّبَحة فأَمر مَن لَعَطَه بالنار الذُّبَحة وجع يأْخذ في الحلق من
الدَّمِ وقيل هي قَرْحَة تظهر فيه فينسدّ معها وينقطع النفَس فَتَقْتُل والذَّبَاح
القتل أَيّاً كان والذِّبْحُ القتيل والذَّبْحُ الشَّق وكل ما شُقَّ فقد ذُبِح قال
منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يا حَبَّذا جاريةٌ من عَكِّ تُعَقِّدُ المِرْطَ على
مِدَكِّ شِبْه كثِيبِ الرَّمْلِ غَيْرَ رَكِّ كأَنَّ بين فَكِّها والفَكِّ
فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ أَي فُتِقَتْ وقوله غير رَكَّ لأَنه خالٍ من
الكثيب وربما قالوا ذَبَحْتُ الدَّنَّ أَي بَزَلْتُه وأَما قول أَبي ذؤيب في صفة
خمر إِذا فُضَّتْ خَواتِمُها وبُجَّتْ يقال لها دَمُ الوَدَجِ الذَّبيح فإِنه
أَراد المذبوح عنه أَي المشقوق من أَجله هذا قول الفارسي وقول أَبي ذؤيب أَيضاً
وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعبيرِ كأَنه دماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبِيحُ ذبيح وصف للدماء
وفيه شيئان أَحدهما وصف الدم بأَنه ذبيح وإِنما الذبيح صاحب الدم لا الدم والآخر
أَنه وصف الجماعة بالواحد فأَما وصفه الدم بالذبيح فإِنه على حذف المضاف أَي كأَنه
دماء ظِباء بالنُّحور ذبيح ظباؤُه ثم حذف المضاف وهو الظباء فارتفع الضمير الذي
كان مجروراً لوقوعه موقع المرفوع المحذوف لما استتر في ذبيح وأَما وصفه الدماء وهي
جماعة بالواحد فِلأَن فعيلاً يوصف به المذكر والمؤَنث والواحد وما فوقه على صورة
واحدة قال رؤبة دَعْها فما النَّحْوِيُّ من صَديقِها وقال تعالى إِنَّ رحمة الله
قريب من المحسنين والذَّبِيحُ الذي يَصْلُح أَن يذبح للنُّسُك قال ابن أَحمر
تُهْدَى إِليه ذِراعُ البَكْرِ تَكْرِمَةً إِمَّا ذَبِيحاً وإِمَّا كانَ حُلاَّما
ويروى حلاَّنا والحُلاَّنُ الجَدْيُ الذي يؤخذ من بطن أُمه حيّاً فيذبح ويقال هو
الصغير من أَولاد المعز ابن بري عَرَّضَ ابنُ أَحمر في هذا البيت برجل كان
يَشْتِمه ويعيبه يقال له سفيان وقد ذكره في أَوّل المقطوع فقال نُبِّئْتُ سُفْيانَ
يَلْحانا ويَشْتِمنا واللهُ يَدْفَعُ عنَّا شَرَّ سُفْيانا وتذابحَ القومُ أَي
ذبَحَ بعضُهم بعضاً يقال التَّمادُح التَّذابُحُ والمَذْبَحُ شَقٌّ في الأَرض
مِقْدارُ الشِّبْر ونحوه يقال غادَرَ السَّيْلُ في الأَرض أَخاديدَ ومَذابحَ
والذَّبائِحُ شقوق في أُصول أَصابع الرِّجْل مما يلي الصدر واسم ذلك الداء
الذُّباحُ وقيل الذُّبَّاح بالضم والتشديد والذُّباحُ تَحََزُّز وتَشَقُّق بين
أَصابع الصبيان من التراب ومنه قولهم ما دونه شوكة ولا ذُباح الأَزهري عن ابن
بُزُرْج الذُّبَّاحُ حَزٌّ في باطن أَصابع الرِّجْل عَرْضاً وذلك أَنه ذَبَحَ
الأَصابع وقطعها عَرْضاً وجمعه ذَبابيحُ وأَنشد حِرٌّ هِجَفٌّ مُتَجافٍ مَصْرَعُهْ
به ذَبابِيحُ ونَكْبٌ يَظْلَعُهْ وكان أَبو الهيثم يقول ذُباحٌ بالتخفيف وينكر
التشديد قال الأَزهري والتشديد في كلام العرب أَكثر وذهب أَبو الهيثم إِلى أَنه من
الأَدواء التي جاءت على فُعَال والمَذَابِحُ من المسايل واحدها مَذْبَح وهو مَسِيل
يسيل في سَنَدٍ أَو على قَرارِ الأَرض إِنما هو جريُ السيل بعضه على أَثر بعض
وعَرْضُ المَذْبَحِ فِتْرٌ أَو شِبْرٌ وقد تكون المَذابح خِلْقَةً في الأَرض
المستوية لها كهيئة النهر يسيل فيه ماؤُها فذلك المَذْبَحُ والمَذَابِحُ تكون في
جميع الأَرض في الأَودية وغير الأَودية وفيما تواطأَ من الأَرض والمَذْبَحُ من
الأَنهار ضَرْبٌ كأَنه شَقٌّ أَو انشق والمَذَابِحُ المحاريبُ سميت بذلك للقَرابين
والمَذْبَحُ المِحْرَابُ والمَقْصُورة ونحوهما ومنه الحديث لما كان زَمَنُ
المُهَلَّب أُتِيَ مَرْوانُ برجل ارْتَدَّ عن الإِسلام وكَعْبٌ شاهد فقال كَعْبٌ
أَدْخِلوه المَذْبَحَ وضعوا التوراة وحَلِّفوه بالله حكاه الهَرَوِيُّ في
الغَريبَيْنِ وقيل المَذابحُ المقاصير ويقال هي المحاريب ونحوها ومَذَابحُ النصارى
بيُوتُ كُتُبهم وهو المَذْبَح لبيت كتبهم ويقال ذَبَحْتُ فَأْرَة المِسْكِ إِذا
فتقتها وأَخرجت ما فيها من المسك وأَنشد شعر منظور بن مَرْثَدٍ الأَسَدِيِّ
فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ في سُكِّ أَي فُتِقَتْ في الطيب الذي يقال له سُكُّ
المِسْك وتُسمَّى المقاصيرُ في الكنائس مَذابِحَ ومَذْبَحاً لأَنهم كانوا يذبحون
فيها القُرْبانَ ويقال ذَبَحَتْ فلاناً لِحْيَتُه إِذا سالت تحت ذَقَنه وبدا
مُقَدَّمُ حَنكه فهو مذبوح بها قال الراعي من كلِّ أَشْمَطَ مَذْبُوحٍ بِلِحْيَتِه
بادِي الأَداةِ على مَرْكُوِّهِ الطَّحِلِ يصف قَيِّمَ الماء مَنَعَه الوِرْدَ
ويقال ذَبَحَتْه العَبْرَةُ أَي خَنَقَتْه والمَذْبَحُ ما بين أَصل الفُوق وبين
الرِّيش والذُّبَحُ نباتٌ
( * قوله « والذبح نبات إلخ » كصرد وعنب وقوله والذبح الجزر إلخ كصرف فقط كما في
القاموس ) له أَصل يُقْشَرُ عنه قِشرٌ أَسودُ فيخرج أَبيض كأَنه خَرَزَة بيضاءُ
حُلْو طيب يؤكل واحدته ذُبَحَةٌ وذِبَحَةٌ حكاه أَبو حنيفة عن الفراء وقال أَبو
حنيفة أَيضاً قال أَبو عمرو الذِّبَحة شجرة تنبت على ساق نَبتاً كالكُرَّاث ثم
يكون لها زَهْرة صفراء وأَصلها مثلُ الجَزَرة وهي حُلْوة ولونها أَحمر والذُّبَحُ
الجَزَر البَرِّيُّ وله لون أَحمر قال الأَعشى في صفة خمر وشَمولٍ تَحْسِبُ
العَيْنُ إِذا صَفَقَتْ في دَنِّها نَوْرَ الذُّبَحْ ويروى بُرْدَتها لون
الذُّبَحْ وبردتها لونها وأَعلامها وقيل هو نبات يأْكله النعام ثعلب الذُّبَحَة
والذُّبَحُ هو الذي يُشبه الكَمأَةَ قال ويقال له الذِّبْحَة والذِّبَحُ والضم
أَكثر وهو ضَربٌ من الكمأَة بيض ابن الأَثير وفي شعر كعب بن مُرَّة إِني لأَحْسِبُ
قولَه وفِعالَه يوماً وإِن طال الزمانُ ذُباحا قال هكذا جاء في رواية والذُّباحُ
القتل وهو أَيضاً نبت يَقْتُل آكله والمشهور في الرواية رياحا والذُّبَحُ والذُّباحُ
نبات من السَّمِّ وأَنشد ولَرُبَّ مَطْعَمَةٍ تكونُ ذُباحا
( * قوله « ولرب مطعمة إلخ » صدره كما في الأَساس « واليأس مما فات يعقب راحة »
والشعر للنابغة )
وقال رؤبة يَسْقِيهمُ من خِلَلِ الصِّفاحِ كأْساً من الذِّيفان والذُّباحِ وقال
الأَعشى ولكنْ ماءُ عَلْقَمَةٍ بسَلْعٍ يُخاضُ عليه من عَلَقِ الذُّباحِ وقال آخر
إِنما قولُكَ سَمٌّ وذُبَحْ ويقال أَصابه موت زُؤام وذُواف وذُباحٌ وأَنشد لبيد
كأْساً من الذِّيفانِ والذُّباحِ وقال الذُّباحُ الذُّبَحُ يقال أَخذهم بنو فلان
بالذُّباحِ أَي ذَبَحُوهم والذُّبَحُ أَيضاً نَوْرٌ أَحمر وحَيَّا الله هذه
الذُّبَحة أَي هذه الطلعة وسَعْدٌ الذَّابِحُ منزل من منازل القمر أَحد السعود
وهما كوكبان نَيِّرَان بينهما مقدارُ ذِراعٍ في نَحْر واحد منهما نَجْمٌ صَغير
قريبٌ منه كأَنه يذبحه فسمي لذلك ذابحاً والعرب تقول إِذا طلع الذابح انْحَجَر
النابح وأَصلُ الذَّبْح الشَّق ومنه قوله كأَنَّ عَينَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبُوحُ
أَي مشقوق معصور وذَبَّح الرجلُ طأْطأَ رأْسه للركوع كَدبَّحَ حكاه الهروي في
الغريبين والمعروف الدال وفي الحديث أَنه نهى عن التذبيح في الصلاة هكذا جاء في
روايةٍ والمشهور بالدال المهملة وحكى الأَزهري عن الليث قال جاء عن النبي صلى الله
عليه وسلم أَنه نهى عن أَن يُذَبِّحَ الرجلُ في صلاته كما يُذَبِّحُ الحمارُ قال
وقوله أَن يُذَبِّحَ هو أَن يطأْطئ رأْسه في الركوع حتى يكون أَخفض من ظهره قال
الأَزهري صحَّف الليث الحرف والصحيح في الحديث أَن يدبِّح الرجل في الصلاة بالدال
غير معجمة كما رواه أَصحاب أَبي عبيد عنه في غريب الحديث والذال خطأٌ لا شك فيه
والذَّابح مِيسَمٌ على الحَلْق في عُرْض العُنُق ويقال للسِّمَةِ ذابحٌ
معنى
في قاموس معاجم
: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
تَقادَمَ وهو قدِيم والجمع قُدماء و قُدامى . وشيء قُدامٌ : كقَدِيم . وفي حديث
ابن مسعود : فسَلَّم عليه وهو يُصلِّي فلم يَرُدَّ عليه قال : فأخذني ما قَدُم وما
حَدُثَ أي الحزن والكآبةَ يريد أنه عاوَدَتْه أحْزانه القديمة واتَّصَلَت
بالحَدِيثة وقيل : معناه غَلَب عليّ التفَكُّر في أحوالي القديمة والحديثة أيُّها
كان سبباً لترك ردِّه السلام عليّ . و القَدَمُ و القُدْمةُ : السبقة في الأمر .
يقال : لفلان قَدَمُ صِدْقٍ أَي أَثرَةٌ حَسَنة . قال ابن بري : القَدَمُ
التَّقَدُّم قال الشاعر : وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قد أُصِيبُوا فإِنهم بَنَوا لكم خَيرَ
البَنِيَّة والقَدَمْ وقال أُمية بن أَبي الصلت : عَرَفْتُ أَنْ لا يَفُوتَ الله
ذُو قَدَمٍ وأَنَّه من أَمِيرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ وقال عبدا بن هَمّام
السَّلُولي : ونسْتَعِينُ إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ عِندَ اللِّقاءِ بِحَدَ
ثابتِ القَدَمِ وقال جرير : أَبَنِي أُسَيْدٍ قَدْ وَجَدْتُ لِمازِنٍ قَدَماً وليس
لكمْ قُدَيْمٌ يُعْلَمُ وفي حديث عمر : إِنَّا على مَنازِلنا مِن كتاب الله
وقِسمةِ رَسوله والرَّجلُ و قَدَمهُ والرجل وبَلاؤه أَي أَفْعاله و تقَدُّمُه في
الإِسلام وسَبْقُه . وفي التنزيل العزيز : { وبَشِّر الذين آمنوا أَنَّ لهم قَدَمَ
صِدْق عند ربهم } أَي سابِقَ خير وأَثراً حسناً قال الأَخفش : هو التقديم كأَنه
قدم خيراً وكان له فيه تقديم وكذلك القُدْمة بالضم والتسكين قال سيبويه : رجل
قدَمٌ وامرأَة قَدَمةٌ يعني أَن لهما قدَم صدق في الخير قيل : وقَدَمُ الصدقِ
المنزلة الرفيعةُ والسابقة والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال : وللكافر
قَدم شر قال ذو الرمة : وأَنتَ امْرُؤٌ من أَهلِ بَيْتِ ذُؤابةٍ لهمْ قَدَمٌ
مَعْرُوفةٌ ومَفاخِرُ قالوا : القَدَمُ والسابقة ما تقَدَّموا فيه غيرهم . وروي عن
أحمد بن يحيى . قَدَمَ صدق عند ربهم القدَم كل ما قَدَّمْت من خير . و تقَدَّمَتْ
فيه لفلان قَدَمٌ أَي تقدُّمٌ في الخير . ابن قتيبة : { أَن لهم قَدَمَ صدق } يعني
عملاً صالحاً قدّموه . أَبو زيد : رجل قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ من رجال ونساء قَدَمٍ
وهم ذوو القَدَم . وجاء في تفسير { قَدَمَ صدق } : شفاعةَ النبي صلى الله عليه
وسلم يوم القيامة . و قُدّام : نقيض وراء وهما يؤنثان ويصغران بالهاء :
قَدَيْدِمةٌ وقُدَيْدِيمة وَوُرَيِّئة وهما شاذان لأَن الهاء لا تلحق الرباعي في
الصغير قال القطامي : قُدَيْدِمةُ التَّجرِيبِ والحِلْمِ أَنَّني أُرَى غَفَلاتِ
العَيْشِ قبْلَ التَّجارِبِ قال ابن بري : من كسر أَن استأْنف ومن فتح فعلى
المفعول له . وتقول : لقيته قُدَيْدِيمةَ ذلك ووُرَيِّئةَ ذلك . قال اللحياني :
قال الكسائي قُدّام مؤنثة وإِن ذكرت جاز وقد قيل في تصغيره قُدَيْديم وهذا يقوي ما
حكاه الكسائي من تذكيرها وهي أَيضاً القُدّامُ و القَيْدامُ و القَيْدُوم عن كراع
. والقُدُم : المُضي أَمَام أَمامَ وهو يمشي القُدُمَ و القُدَمِيَّة
واليَقْدُمِيَّة و التَّقْدُمِيَّةَ إِذا مَضى في الحرب . ومضى القومُ
التَّقْدُمِيَّةَ إِذا تَقَدّموا قال سيبويه : التاء زائدة وقال : ماذا بِبَدْرٍ
فالعَقَنْ مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبينَ التَّقْدُمِيْ بالمُهَنَّدةِ
الصَّفائِحْ التهذيب : يقال مشى فلان القُدَمِيَّةَ و التَّقْدُمِيّةَ إِذا تقدّم
في الشرف والفضل ولم يتأَخر عن غيره في الإِفْضال على الناس . وروي عن ابن عباس
أَنه قال : إِن ابن أَبي العاص مشى القُدَمية وإِن الزبير لَوَى ذَنَبه أَراد
أَحدهما سَما إِلى مَعالي الأُمور فحازها وأَن الآخر قَصَّر عما سما له منها قال
أَبو عبيد في قوله مشى القُدَمِيّة : قال أَبو عمرو معناه التبَخْتر قال أَبو عبيد
: إِنما هو مثل ولم يُرد المشي بعينه ولكنه أَراد به ركب معالي الأُمور قال ابن
الأَثير : وفي رواية اليقدمية قال : والذي جاء في رواية البخاري القُدَمِيّة
ومعناها أَنه تَقدّم في الشرف والفضل على أَصحابه قال : والذي جاء في كتب الغريب
اليَقْدُمِيّة و التَّقَدُمِيّة بالياء والتاء وهما زائدتان ومعناهما التقدّم
ورواه الأَزهري بالياء المعجمة من تحت والجوهري بالتاء المعجمة من فوق قال : وقيل
إِن اليقدمية بالياء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته وأَفعاله . و التُّقْدُمُة و
التُّقْدُمِيّةُ : أَول تقدم الخيل عن السيرافي . وَقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً و
قُدُوماً و قَدِمهم كلاهما : صار أَمامهم . و أَقْدَمَه و قَدَّمه بمعنى قال لبيد
: فَمَضَى وقَدَّمَها وكانت عادةً مِنه إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَي
يُقدِّمُها قالوا : أَنث الإِقْدام لأَنه في معنى التقْدِمة وقيل : لأَنه في معنى
العادة وهي خبر كان وخبر كان هو اسمها في المعنى ومثله قولهم : ما جاءت حاجتُك
فأَنث ما حيث كانت في المعنى الحاجة . و تَقَدّم : كَقَدَّم . و قدَّمَ و
اسْتَقْدَم : تَقدَّم . التهذيب : ويقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه .
الجوهري : قَدَم بالفتح يَقْدُم قُدوماً أَي تقدّم ومنه قوله تعالى : { يَقْدُم
قومَه يوم القيامة فأَوردَهم النار } أَي يَتقدَّمُهم إِلى النار ومصدره القَدْمُ
. يقال : قَدَمَ يَقْدُم و تَقَدَّمَ يَتَقَدَّمُ و أَقدَمَ يُقْدِم و اسْتَقْدَم
يَسْتَقدِم بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : { يا أَيها الذين آمنوا لا
تُقدِّمُوا بين يدي الله ورسوله } وقرىء لا تَقَدَّمُوا قال الزجاج : معناه إِذا
أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أُمرتم أَن تفعلوه فيه وجاء في التفسير :
أَن رجلاً ذَبح يوم النحر قبل الصلاة فتقدّم قبل الوقت فأَنزل الله الآية
وأَعْلَمَ أَن ذلك غير جائز . وقال الزجاج في قوله عز وجل : { ولقد علمنا
المُستقدمين منكم } في طاعة ا والمُستأْخرين : فيها . و القَدَمةُ من الغنم : التي
تكون أَمام الغنم في الرعي . وقوله تعالى : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأْخرين } يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأَخر منهم
فيه وقيل : علمنا المستقدمين من الأُمم وعلمنا المستأْخرِين وقال ثعلب : معناه من
يأْتي منكم أَولاً إِلى المسجد ومن يأْتي متأَخراً . و قَدَّمَ بين يديه أَي
تَقدَّم وقوله عز وجل : { لا تُقَدِّموا بين يدي الله ورسوله } ولا تَقَدَّموا
فسره ثعلب فقال : من قرأ تُقَدّموا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه ومن قرأَ
لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله وقال الزجاج : تُقَدِّموا و تَقَدَّموا
بمعنى . و أَقْدِمْ و أَقْدُمْ : زجر للفرس وأَمر له بالتقَدُّم . وفي حديث بدر :
إِقْدُمْ حَيْزُوم بالكسر والصواب فتح الهمزة كأَنه يُؤمر بالإِقدام وهو التقدم في
الحرب . و الإِقْدام : الشجاعة . قال : وقد تكسر الهمزة من إِقْدم ويكون أَمراً
بالتقدُّم لا غير والصحيح الفتح من أَقْدَم . و قَيْدُوم كلِّ شيء و قَيْدامُه :
أَوله قال تميم بن مقبل : مُسامِيةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ إِذا كان قَيْدامُ
المَجَرَّةِ أَقْوَدا و قيْدُومُ الجبلِ و قُدَيْديمَتُه : أَنف يتقدَّم منه قال
الشاعر : بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَن جَدِيلَه بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ
مُمَنَّع وصَوام : اسم جبل وقول رؤبة بن العجاج : أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى
قَيْدُوما أَي أَتاناً يمشي قُدُماً . و قَيْدُوم كل شيء : مقدَّمه وصدره . و
قيدوم كُل شيءٍ : ما تقدم منه قال أَبو حية : تَحجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها
البَرَدُ أَي من قَيْدُوم هذه السحابة . و قيدوم كُل شيء : مقدمه وصدره . و قُدُم
: نقيض أُخُر بمنزلة قُبُلُ ودُبُر . ورجل قُدُم : يقتحم الأُمور والأَشياء يتقدم
الناس ويمشي في الحروب قُدُماً . ورجل قُدُمٌ و قَدَمٌ : شجاع والأُنثى قَدَمة .
ابن شميل : رجل قَدَمٌ وامرأة قَدَمٌ إِذا كانا جريئين . وفي حديث علي رضي الله
عنه : غير نَكِلٍ في قَدَم ولا واهِناً في عَزْم أَي في تقدم وقد يكون القَدَم
بمعنى التقدم . وفي الحديث : طُوبَى لعبد مُغْبَرَ قُدُمٍ في سبيل الله رجل قُدُم
بضمتين أَي شجاع ومعنى قُدُم أَي لم يُعَرِّج . وفي حديث علي : نظر قُدماً أَمامه
أَي لم يُعرِّج ولم ينثن وقد تسكن الدال . يقال : قَدَم بالفتح يَقْدَمُ قُدْماً
أَي تَقدّم . وفي حديث شيبة بن عثمان : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قُدْماً
هَا أَي تقدموا وها تنبيه يحرضهم على القتال . و القَدْمُ : الشرف القديم عى مقال
فَعْل . ابن شميل : لفلان عند فلان قَدَمٌ أَي يد ومعروف وصنيعة وقد قَدَم و
قَدِمَ و أَقْدَمَ و تَقَدَّم و استقدم بمعنى كما يقال استجاب وأَجاب . ورجل
مِقْدام و مِقْدامةٌ : مُقْدِم كثير الإِقْدام على العدوّ جريء في الحرب الأَخيرة
عن اللحياني . ورجال مَقادِيمُ والاسم منه القُدْمة أَنشد ابن الأَعرابي : تراه
على الخَيلِ ذا قُدْمةٍ إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها ورجل قَدِمٌ بكسر الدال
أَي مُتقَدِّم أَنشد أَبو عمرو لجرير : أَسُراقَ قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّني
قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِياضُ جَسُورُ ويقال : ضُرِب فَركِبَ مَقادِيمَه إِذا وقَع
على وجهه واحدها مُقْدِم . وفي المثل : اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك يعني سَرْجَكَ أَي
سبقَ ما كان غيرهُ أَحَقَّ به . ويقال : هو جَريء المُقْدَم بضم الميم وفتح الدال
أَي هو جريء عند الإِقدام . و القُدْمُ : المُضِيءُ وهو الإِقْدام . يقال :
أَقْدَم فلان على قِرْنه إِقْداماً و قُدْماً و مَقْدَماً إِذا تَقَدَّم عليه
بجراءة صدره . و أَقْدَمَ على الأمر إِقْداماً و الإِقْدامُ : ضدّ الإِحجام . و
مُقَدِّمة العسكر و قادِمَتُهم و قُداماهُم : مُتَقَدِّموهم . التهذيب : مُقَدِّمة
الجيش بكسر الدال أَوله الذين يتقدمون الجيش وأَنشد ابن بري للأَعشى : هُمُ
ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُرَاقِر مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّى تَولَّتِ وقيل :
إِنه يجوز مُقدَّمة بفتح الدال . و مُقدِّمة الجيش : هي من قَدَّم بمعنى تَقدَّم
ومنه قولهم : المُقدِّمة والنَّتيجة قال البطليوسي : ولو فتحت الدال لم يكن لحناً
لأَن غيره قدَّمه وقال لبيد في قَدَّم بمعنى تَقدَّم : قَدَّمُوا إِذْ قيلَ :
قَيْسٌ قَدِّمُوا وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ أَراد : يا قيس ويروى :
قَدَّمُوا إِذ قال قَيْسٌ قَدِّموا وقال آخر : إِن نَطق القوم فأَنت خَيَّاب أَو
سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب أَو قَدَّموا يَوْماً فأَنتَ وَجَّاب وقال الأَحوص
: فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ من الحُبِّ مُقْدِما لَمُتُّ . ولكِنّي سَأَمْضِي مُقَدِّما
وفي كتاب معاوية إِلي مَلك الروم : لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِليك أَي الجماعة التي
تتقَدَّمُ الجيش من قدَّم بمعنى تَقَدَّمَ وقد استعير لكل شيء فقيل : مُقَدِّمة
الكتاب و مُقدِّمة الكلام بكسر الدال قال : وقد تفتح . و مُقَدِّمةُ الإِبل والخيل
و مُقَدَّمتهما الأَخيرة عن ثعلب : أَول ما يُنْتَج منهما ويَلْقَح وقيل :
مُقدِّمةُ كل شيء أَوله و مُقَدَّم كل شيء نقيض مؤخره . ويقال : ضَرب مُقدَّم وجهه
. و مُقْدِم العين : ما وَلِيَ الأَنف بكسر الدال كمُؤْخِرها ما يلي الصدغ وقال
أَبو عبيد : هو مُقدَّم العين وقال بعض المحررين : لم يسمع المُقدَّمُ إِلا في
مُقدَّم العين وكذلك لم يسمع في نقيضه المؤخَّر إِلا مؤخَّر العين وهو ما يلي
الصدغ . ويقال : ضرب مُقدَّم رأْسه ومؤخَّره . و المُقَدِّمة : ما استقبلك من الجبهة
والجبين . و المُقَدِّمة : الناصية والجَبهة . و مقَاديِم وجهه : ما استقبلت منه
واحدها مُقْدِم و مُقَدِّم الأَخيرة عن اللحياني . قال ابن سيده : فإِذا كان
مَقادِيم جمع مُقْدِم فهو شاذ وإِذا كان جمع مُقَدِّم فالياء عوض وامْتَشَطت
المرأَةُ المُقدِمةَ بكسر الدال لا غير : وهو ضرب من الامتشاط قال أَراه من قُدّام
رأْسها . و قادِمةُ الرحل و قادِمُه و مُقْدِمُه و مُقْدِمَتُه بكسر الدال مخففة و
مُقَدَّمُه و مُقَدَّمَتُه بفتح الدال المشددة : أَمام الواسط وكذلك هذه اللغات
كلها في آخرة الرحل وقال : كأَنَّ مِن آخِرها إِلقادِمِ مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ
المَخارِمِأَراد من آخرها إِلى القادم فحذف إِحدى اللامين الأُولى . قال أَبو
منصور : العرب تقول آخِرة الرحل وواسِطُه ولا تقول قادِمته . وفي الحديث : إِن
ذِفْراها لتكاد تُصيب قادِمةَ الرَّحل هي الخشبة التي في مُقَدِّمة كَوْر البعير
بمنزلة قَرَبوس السرج . و قَيْدُوم الرحل : قادِمتُه . و قادِم الإِنسان : رأْسه
والجمع القَوادِمُ وهي المَقادِم وأَكثر ما يتكلم به جمعاً وقيل : لا يكاد يتكلم
بالواحد منه . و القادِمتانِ و القادِمان : الخِلْفانِ المُتقدِّمان من أَخلاف
الناقة . و قادِم الأَطْباء والضُّروع : الخلفان المتقدمان من أُخلاف البقرة
والناقة وإِنما يقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِران إِلا أَن طرفة استعاره للشاة
فقال : مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وليس
لهما آخِران وللناقة قادِمان وآخران الواحد قادم وآخر وكذلك البقرة و قادِماها
خِلْفاها اللذان يليان السرة وآخراها الخلفان اللذان يليان مؤخرها . و قَوادِمُ
ريش الطائر : ضد خَوافِيها الواحدة قادِمة وخافِية . ابن سيده : و القَوادِمُ
أَربع رِيشات في مُقَدَّم الجناح الواحدة قادِمة وهي القُدامَى والمناكب اللواتي بعدهن
إِلى أَسفل الجناح والخَوافي ما بعد المناكب والأَباهر من بعد الخوافي وقيل :
قَوادِم الطير مَقادِيم ريشه وهي عشر في كل جناح . ابن الأَنباري : قُدامَى الريش
المُقَدَّم قال رؤبة : خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافي مِن القُدامَى لا مِن
الخَوافي ومن أَمثالهم : ما جَعل القَوادِم كالخَوافي قال ابن بري : القُدامَى
تكون واحداً كشُكاعَى وتكون جمعاً كسُكارَى قال القطامي : وقد عَلمت شُيوخُهمُ
القُدامى وهذا البيت أَورده الأَزهري مستشهداً به على القدامى بمعنى القدماء
وسيأْتي . و المِقْدام : ضرب من النخل قال أَبو حنيفة : هو أَبكر نخل عُمان سميت
بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ . و القَدَمُ : الرِّجل أُنثى والجمع أَقدام لم
يجاوزوا به هذا البناء . ابن السكيت : القَدَمُ والرِّجل أُنثيان وتصغيرهما
قُدَيمة ورُجَيلة ويجمعان أَرْجُلاً و أَقداماً . الليث : القَدَم من لدن الرُّسْغ
ما يطأُ عليه الإِنسان قال ابن بري : وقد يجمع قَدَم على قُدام قال جرير :
وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُوخيضف : فيعل من الخَضْف وهو الضُّراط .
وقوله تعالى : { ربنا أَرِنا اللَّذَيْن أَضلاَّنا من الجن والإِنس نَجْعلْهما تحت
أَقْدامِنا } جاء في التفسير : أَنه يعني ابن آدم قابيل الذي قتل أَخاه وإِبليس
ومعنى { نجعلهما تحت أَقدامنا } أَي يكونان في الدرك الأَسفل من النار . وقوله صلى
الله عليه وسلم : كلُّ دم ومالٍ ومَأْثُرة كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ
هاتين أَراد أَني قد أَهدرت ذلك كله قال ابن الأَثير : أَراد إُخفاءها وإِعدامها
وإِذلال أَمر الجاهلية ونقض سُنَّتها ومنه الحديث : ثلاثة في المَنْسَى تحت قَدَمِ
الرحمن أَي أَنهم مَنسيون متروكون غير مذكورين بخير . وفي أَسمائه صلى الله عليه
وسلم : أَنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قَدَمِي أَي على أَثَرِي . وفي حديث
مواقيت الصلاة : كان قَدْرُ صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أَقدام إِلى خمسة أَقدام
قال ابن الأَثير أَقدامُ الظل التي تُعرف بها أَوقات الصلاة هي قَدَمُ كل إِنسان
على قدر قامته وهذا أَمر يختلف باختلاف الأَقاليم والبلاد لأَن سبب طول الظل وقصره
هو انحطاط الشمس وارتفاعها إِلى سمت الرؤوس فكلما كانت أَعلى وإِلى محاذاة الرؤوس
في مجراها أَقرب كان الظل أَقصر وينعكس الأَمر بالعكس ولذلك ترى ظل الشتاء في
البلاد الشمالية أَبداً أَطول من ظل الصيف في كل موضع منها وكانت صلاته صلى الله
عليه وسلم بمكة والمدينة وهما من الإِقليم الثاني ويذكر أَن الظل فيهما عند
الاعتدال في آذار وأَيلول ثلاثة أَقدام وبعض قدم فيشبه أَن تكون صلاته إِذا اشتد
الحر متأَخرة عن الوقت المعهود قبله إِلى أَن يصير الظل خمسة أَقدام أَو خمسة
وشيئاً ويكون في الشتاء أَول الوقت خمسة أَقدام وآخره سبعة أَو سبعة وشيئاً فينزل
هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإِقليم دون سائر الأَقاليم . قال ابن سيده :
وأَما ما جاء في حديث صفة النار من أَنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تسكن جهنم
حتى يضع الله فيها قَدَمه فإِنه روي عن الحسن وأَصحابه أَنه قال : حتى يجعل الله
فيها الذين قَدَّمهم لها من شرار خلقه فهم قَدَمُ الله للنار كما أَن المسلمين
قَدَمُه إِلى الجنة . و القَدَمُ : كل ما قَدَّمت من خير أَو شر و تَقَدَّمتْ
لفلان فيه قَدَمٌ أَي تَقَدُّمٌ من خير أَو شر وقيل : وضع القَدَم على الشيء مثل
للرَّدْع والقَمْع فكأَنه قال يأْتيها أَمر الله فيكفها عن طلب المزيد وقيل :
أَراد به تسكين فَوْرَتها كما يقال للأَمر تريد إِبطاله : وَضَعْتُه تحت قَدَمِي
وقيل : حتى يضع الله فيها قدمه إِنه متروك على ظاهره ويُؤمَن به ولا يُفسر ولا
يُكيَّف . ابن بري : يقال هو يضع قدماً على قدم إِذا تتبع السهل من الأَرض قال
الراجز : قد كان عَهْدِي ببَني قَيْس وهُمْ لا يَضَعُون قَدَماً على قَدَمْ ولا
يَحُلُّونَ بِإِلَ في الحَرَمْ يقول : عهدي بهم أَعزاء لا يَتَوَقَّوْن ولا
يَطلبون السَّهْل وقيل : لا يكونون تِباعاً لقوم قال : وهذا أَحسن القولين وقوله :
ولا يحلون بإِلَ أَي لا ينزلون بجوار أَحد يأْخذون منه إِلاَّ وذمَّة . و القُدوم
: الرجوع من السفر قَدِمَ من سفره يَقْدَم قُدوماً و مَقْدَماً بفتح الدال فهو
قادم : آب والجمع قُدُمٌ و قُدَّام تقول : وردت مَقْدَم الحاج تجعله ظرفاً وهو
مصدر أَي وقت مَقْدَم الحاج . ويقال : قَدِمَ فلان من سفره يقْدَم قُدُوماً . و
قَدِم فلان على الأَمر إِذا أَقْدَم عليه ومنه قول الأَعشى : فكَمْ ما تَرَينَ
امْرءاً راشِداً تَبَيَّنَ ثم انتهى إِذْ قَدِم و قَدِمَ فلان إِلى أَمر كذا وكذا
أَي قصد له ومنه قوله تعالى : { وقَدِمْنا إِلى ما عَمِلوا من عَمَلٍ } قال الزجاج
والفراء : معنى قَدمنا عَمَدنا وقصَدنا كما تقول قام فلان يفعل كذا تريد قصد إِلى
كذا ولا تريد قام من القيام على الرِّجلين . و القُدائِمُ : القَدِيم من الأَشياء
همزته زائدة . ويقال : قِدْماً كان كذا وكذا وهو اسم من القِدَم جعل اسماً من
أَسماء الزمان . و القُدامَى : القُدَماء قال القطامي : وقد عَلِمَتْ شُيُوخُهُمُ
القُدَامى إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جمع النَّسْر . ومضى قُدُماً بضم
الدال : لم يُعرّج ولم يَنثن وقال يصف امرأَة فاجرة : تَمضِي إذا زُجِرَتْ عن
سَوْأَةٍ قُدُما كأنَّها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ يقول : إِذا زُجِرَت عن قبيح
أسرعت إِليه ووقعت فيه كما يقع الهَدَمُ في البئر بإِسراع وهذا البيت أَنشده ابن
السيرافي عن ابن دريد مع أَبيات وهي : قد رابَني مِنْكِ يا أَسماء إِعْراضُ فَدامَ
مِنَّا لكمْ مَقْتٌ وإِبْغاضُ إِن تُبْغِضيني فما أَحْبَبْتُ غانِيةً يرُوضُها من
لِئام الناسِ رَوَّاضُ تمضي إذا زُجِرَت عن سوأَة قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجفر
منقاضُ قُل لِلغَواني : أَمَا فِيكُنَّ فاتكةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه
إِمحاضُ و القُدَّام : القادمون من سفر . و القُدَّام : المِلك قال مهلهل : إِنا
لنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ وقيل :
القُدَّام ههنا جمع قادم من سفر . وقال ابن القطاع : القِدِّيمُ الملِك وفي حديث
الطُّفَيْل بن عمرو : فَفينا الشِّعر والمَلِكُ القُدامُ أَي القَدِيمُ
المُتَقَدِّم مثل طويل وطُوالٍ . أَبو عمرو : القُدَّامُ و القِدِّيم الذي
يتَقدَّم الناس بشرف . ويقال : القُدَّام رئيس الجيش . و القَدُوم : التي يُنحَت
بها مخفف أُنثى قال ابن السكيت : ولا تقل قَدُّوم بالتشديد قال مرقش : يا بِنْتَ
عَجْلانَ ما أصْبَرني على خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدومِ وأَنشد الفراء : فقُلتُ :
أَعِيراني القدُومَ لعَلَّني أَخُطُّ بها قَبْراً لأَبيَضَ ماجِدِ والجمع قَدائِمُ
و قُدُمٌ قال الأَعشى : أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنو دَحَوْلَين تَضرب فيه القُدُم
وقيل : قَدائِم جمع القُدُم مثل قُلُصٍ وقَلائِصَ قال ابن بري : من نصب الجنود جعله
مفعولاً لأَقام أَي أَقام الجنود بهذا البلد حولين ومن خفضه فعلى الإِضافة على
معنى ملكُ الجنودِ وقائد الجنود قال : و قَدائمُ جمع قَدُوم لا قُدُم قال : وكذلك
قلائصُ جمع قَلوص لا قُلُص قال : وهذا مذهب سيبويه وجميع النحويين . و قَدُوم :
ثنية بالسَّراة وقيل : قَدُوم قرية بالشام قال : وقد يقال بالأَلف واللام . وقوله
: اخْتَتن إِبراهيمُ ب أَي هنالك . ابن شميل في قوله صلى الله عليه وسلم : أَوّل
من اختتن إبراهيم ب قال : قطعه بها فقيل له : يقولن قَدوم قرية بالشام فلم يعرفه
وثبت على قوله ويروى بغير أَلف ولام وقيل : القدوم بالتخفيف والتشديد قدوم النجار
. وفي الحديث : أَن زوج فُرَيْعة قتل بطرَف القدوم هو بالتخفيف وبالتشديد موضع على
ستة أَميال من المدينة . الصحاح : القدوم اسم موضع . وفي حديث أَبي هريرة : قال له
أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلى من قَدومِ ضَأْنٍ قيل : هي ثنية أَو جبل بالسَّراة من
أَرض دَوْس وقيل : القَدُوم ما تقدَّم من الشاة وهو رأْسُها وإِنما أَراد احتِقاره
وصِغَر قَدْره . قال ابن بري : وفي هذا الفصل أَبو قُدامة وهو جبل يُشرف على
المُعَرَّف . ابن سيده : و قَدُومى مقصور موضع بالجزيرة أَو ببابل . وبنو قَدَم :
حيّ . و قُدَم : حيّ منهم . و قُدَم : موضع باليمن سمي باسم أَبي هذه القبيلة
والثياب القُدَمية منسوبة إِليه . شمر عن ابن الأَعرابي : القَدْم بالقاف ضرب من
الثياب حُمر قال : وأَقرأَني بيت عنترة : وبِكُلِّ مُرْهَفةٍ لها نَفَثٌ تحْتَ
الضُّلوعِ كَطُرَّة القَدْمِ لا يرويه إِلا القَدْم قال : والفَدْم بالفاء هذا على
ما جاء وذاك على ما جاء . و قادِم و قُدامة و مُقَدَّم و مِقْدام و مُقْدِم :
أَسماء . و قَدَمُ : اسم امرأَة . و قَدامِ : اسم فرس عُروة بن سِنان . و قَدامِ :
اسم كلبة وقال : وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ وقدْ أَوْفى اللَّحاقَ وحانَ
مَصْرَعُهُ و يقْدُم بالياء : اسم رجل وهو يَقْدُم بن عَنَزَةبن أَسد بن رَبيعة بن
نِزار . ابن شميل : ويقال قَدِمة من الحَرّة و قَدِمٌ وصَدِمةٌ وصَدِمٌ ما غَلُظ
من الحرّة والله أَعلم