: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
تَقادَمَ وهو قدِيم والجمع قُدماء و قُدامى . وشيء قُدامٌ : كقَدِيم . وفي حديث
ابن مسعود : فسَلَّم عليه وهو يُصلِّي فلم يَرُدَّ عليه قال : فأخذني ما قَدُم وما
حَدُثَ أي الحزن والكآبةَ يريد أنه عاوَدَتْه أحْزانه القديمة واتَّصَلَت
بالحَدِيثة وقيل : معناه غَلَب عليّ التفَكُّر في أحوالي القديمة والحديثة أيُّها
كان سبباً لترك ردِّه السلام عليّ . و القَدَمُ و القُدْمةُ : السبقة في الأمر .
يقال : لفلان قَدَمُ صِدْقٍ أَي أَثرَةٌ حَسَنة . قال ابن بري : القَدَمُ
التَّقَدُّم قال الشاعر : وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قد أُصِيبُوا فإِنهم بَنَوا لكم خَيرَ
البَنِيَّة والقَدَمْ وقال أُمية بن أَبي الصلت : عَرَفْتُ أَنْ لا يَفُوتَ الله
ذُو قَدَمٍ وأَنَّه من أَمِيرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ وقال عبدا بن هَمّام
السَّلُولي : ونسْتَعِينُ إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ عِندَ اللِّقاءِ بِحَدَ
ثابتِ القَدَمِ وقال جرير : أَبَنِي أُسَيْدٍ قَدْ وَجَدْتُ لِمازِنٍ قَدَماً وليس
لكمْ قُدَيْمٌ يُعْلَمُ وفي حديث عمر : إِنَّا على مَنازِلنا مِن كتاب الله
وقِسمةِ رَسوله والرَّجلُ و قَدَمهُ والرجل وبَلاؤه أَي أَفْعاله و تقَدُّمُه في
الإِسلام وسَبْقُه . وفي التنزيل العزيز : { وبَشِّر الذين آمنوا أَنَّ لهم قَدَمَ
صِدْق عند ربهم } أَي سابِقَ خير وأَثراً حسناً قال الأَخفش : هو التقديم كأَنه
قدم خيراً وكان له فيه تقديم وكذلك القُدْمة بالضم والتسكين قال سيبويه : رجل
قدَمٌ وامرأَة قَدَمةٌ يعني أَن لهما قدَم صدق في الخير قيل : وقَدَمُ الصدقِ
المنزلة الرفيعةُ والسابقة والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال : وللكافر
قَدم شر قال ذو الرمة : وأَنتَ امْرُؤٌ من أَهلِ بَيْتِ ذُؤابةٍ لهمْ قَدَمٌ
مَعْرُوفةٌ ومَفاخِرُ قالوا : القَدَمُ والسابقة ما تقَدَّموا فيه غيرهم . وروي عن
أحمد بن يحيى . قَدَمَ صدق عند ربهم القدَم كل ما قَدَّمْت من خير . و تقَدَّمَتْ
فيه لفلان قَدَمٌ أَي تقدُّمٌ في الخير . ابن قتيبة : { أَن لهم قَدَمَ صدق } يعني
عملاً صالحاً قدّموه . أَبو زيد : رجل قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ من رجال ونساء قَدَمٍ
وهم ذوو القَدَم . وجاء في تفسير { قَدَمَ صدق } : شفاعةَ النبي صلى الله عليه
وسلم يوم القيامة . و قُدّام : نقيض وراء وهما يؤنثان ويصغران بالهاء :
قَدَيْدِمةٌ وقُدَيْدِيمة وَوُرَيِّئة وهما شاذان لأَن الهاء لا تلحق الرباعي في
الصغير قال القطامي : قُدَيْدِمةُ التَّجرِيبِ والحِلْمِ أَنَّني أُرَى غَفَلاتِ
العَيْشِ قبْلَ التَّجارِبِ قال ابن بري : من كسر أَن استأْنف ومن فتح فعلى
المفعول له . وتقول : لقيته قُدَيْدِيمةَ ذلك ووُرَيِّئةَ ذلك . قال اللحياني :
قال الكسائي قُدّام مؤنثة وإِن ذكرت جاز وقد قيل في تصغيره قُدَيْديم وهذا يقوي ما
حكاه الكسائي من تذكيرها وهي أَيضاً القُدّامُ و القَيْدامُ و القَيْدُوم عن كراع
. والقُدُم : المُضي أَمَام أَمامَ وهو يمشي القُدُمَ و القُدَمِيَّة
واليَقْدُمِيَّة و التَّقْدُمِيَّةَ إِذا مَضى في الحرب . ومضى القومُ
التَّقْدُمِيَّةَ إِذا تَقَدّموا قال سيبويه : التاء زائدة وقال : ماذا بِبَدْرٍ
فالعَقَنْ مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبينَ التَّقْدُمِيْ بالمُهَنَّدةِ
الصَّفائِحْ التهذيب : يقال مشى فلان القُدَمِيَّةَ و التَّقْدُمِيّةَ إِذا تقدّم
في الشرف والفضل ولم يتأَخر عن غيره في الإِفْضال على الناس . وروي عن ابن عباس
أَنه قال : إِن ابن أَبي العاص مشى القُدَمية وإِن الزبير لَوَى ذَنَبه أَراد
أَحدهما سَما إِلى مَعالي الأُمور فحازها وأَن الآخر قَصَّر عما سما له منها قال
أَبو عبيد في قوله مشى القُدَمِيّة : قال أَبو عمرو معناه التبَخْتر قال أَبو عبيد
: إِنما هو مثل ولم يُرد المشي بعينه ولكنه أَراد به ركب معالي الأُمور قال ابن
الأَثير : وفي رواية اليقدمية قال : والذي جاء في رواية البخاري القُدَمِيّة
ومعناها أَنه تَقدّم في الشرف والفضل على أَصحابه قال : والذي جاء في كتب الغريب
اليَقْدُمِيّة و التَّقَدُمِيّة بالياء والتاء وهما زائدتان ومعناهما التقدّم
ورواه الأَزهري بالياء المعجمة من تحت والجوهري بالتاء المعجمة من فوق قال : وقيل
إِن اليقدمية بالياء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته وأَفعاله . و التُّقْدُمُة و
التُّقْدُمِيّةُ : أَول تقدم الخيل عن السيرافي . وَقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً و
قُدُوماً و قَدِمهم كلاهما : صار أَمامهم . و أَقْدَمَه و قَدَّمه بمعنى قال لبيد
: فَمَضَى وقَدَّمَها وكانت عادةً مِنه إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَي
يُقدِّمُها قالوا : أَنث الإِقْدام لأَنه في معنى التقْدِمة وقيل : لأَنه في معنى
العادة وهي خبر كان وخبر كان هو اسمها في المعنى ومثله قولهم : ما جاءت حاجتُك
فأَنث ما حيث كانت في المعنى الحاجة . و تَقَدّم : كَقَدَّم . و قدَّمَ و
اسْتَقْدَم : تَقدَّم . التهذيب : ويقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه .
الجوهري : قَدَم بالفتح يَقْدُم قُدوماً أَي تقدّم ومنه قوله تعالى : { يَقْدُم
قومَه يوم القيامة فأَوردَهم النار } أَي يَتقدَّمُهم إِلى النار ومصدره القَدْمُ
. يقال : قَدَمَ يَقْدُم و تَقَدَّمَ يَتَقَدَّمُ و أَقدَمَ يُقْدِم و اسْتَقْدَم
يَسْتَقدِم بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : { يا أَيها الذين آمنوا لا
تُقدِّمُوا بين يدي الله ورسوله } وقرىء لا تَقَدَّمُوا قال الزجاج : معناه إِذا
أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أُمرتم أَن تفعلوه فيه وجاء في التفسير :
أَن رجلاً ذَبح يوم النحر قبل الصلاة فتقدّم قبل الوقت فأَنزل الله الآية
وأَعْلَمَ أَن ذلك غير جائز . وقال الزجاج في قوله عز وجل : { ولقد علمنا
المُستقدمين منكم } في طاعة ا والمُستأْخرين : فيها . و القَدَمةُ من الغنم : التي
تكون أَمام الغنم في الرعي . وقوله تعالى : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأْخرين } يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأَخر منهم
فيه وقيل : علمنا المستقدمين من الأُمم وعلمنا المستأْخرِين وقال ثعلب : معناه من
يأْتي منكم أَولاً إِلى المسجد ومن يأْتي متأَخراً . و قَدَّمَ بين يديه أَي
تَقدَّم وقوله عز وجل : { لا تُقَدِّموا بين يدي الله ورسوله } ولا تَقَدَّموا
فسره ثعلب فقال : من قرأ تُقَدّموا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه ومن قرأَ
لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله وقال الزجاج : تُقَدِّموا و تَقَدَّموا
بمعنى . و أَقْدِمْ و أَقْدُمْ : زجر للفرس وأَمر له بالتقَدُّم . وفي حديث بدر :
إِقْدُمْ حَيْزُوم بالكسر والصواب فتح الهمزة كأَنه يُؤمر بالإِقدام وهو التقدم في
الحرب . و الإِقْدام : الشجاعة . قال : وقد تكسر الهمزة من إِقْدم ويكون أَمراً
بالتقدُّم لا غير والصحيح الفتح من أَقْدَم . و قَيْدُوم كلِّ شيء و قَيْدامُه :
أَوله قال تميم بن مقبل : مُسامِيةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ إِذا كان قَيْدامُ
المَجَرَّةِ أَقْوَدا و قيْدُومُ الجبلِ و قُدَيْديمَتُه : أَنف يتقدَّم منه قال
الشاعر : بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَن جَدِيلَه بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ
مُمَنَّع وصَوام : اسم جبل وقول رؤبة بن العجاج : أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى
قَيْدُوما أَي أَتاناً يمشي قُدُماً . و قَيْدُوم كل شيء : مقدَّمه وصدره . و
قيدوم كُل شيءٍ : ما تقدم منه قال أَبو حية : تَحجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها
البَرَدُ أَي من قَيْدُوم هذه السحابة . و قيدوم كُل شيء : مقدمه وصدره . و قُدُم
: نقيض أُخُر بمنزلة قُبُلُ ودُبُر . ورجل قُدُم : يقتحم الأُمور والأَشياء يتقدم
الناس ويمشي في الحروب قُدُماً . ورجل قُدُمٌ و قَدَمٌ : شجاع والأُنثى قَدَمة .
ابن شميل : رجل قَدَمٌ وامرأة قَدَمٌ إِذا كانا جريئين . وفي حديث علي رضي الله
عنه : غير نَكِلٍ في قَدَم ولا واهِناً في عَزْم أَي في تقدم وقد يكون القَدَم
بمعنى التقدم . وفي الحديث : طُوبَى لعبد مُغْبَرَ قُدُمٍ في سبيل الله رجل قُدُم
بضمتين أَي شجاع ومعنى قُدُم أَي لم يُعَرِّج . وفي حديث علي : نظر قُدماً أَمامه
أَي لم يُعرِّج ولم ينثن وقد تسكن الدال . يقال : قَدَم بالفتح يَقْدَمُ قُدْماً
أَي تَقدّم . وفي حديث شيبة بن عثمان : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قُدْماً
هَا أَي تقدموا وها تنبيه يحرضهم على القتال . و القَدْمُ : الشرف القديم عى مقال
فَعْل . ابن شميل : لفلان عند فلان قَدَمٌ أَي يد ومعروف وصنيعة وقد قَدَم و
قَدِمَ و أَقْدَمَ و تَقَدَّم و استقدم بمعنى كما يقال استجاب وأَجاب . ورجل
مِقْدام و مِقْدامةٌ : مُقْدِم كثير الإِقْدام على العدوّ جريء في الحرب الأَخيرة
عن اللحياني . ورجال مَقادِيمُ والاسم منه القُدْمة أَنشد ابن الأَعرابي : تراه
على الخَيلِ ذا قُدْمةٍ إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها ورجل قَدِمٌ بكسر الدال
أَي مُتقَدِّم أَنشد أَبو عمرو لجرير : أَسُراقَ قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّني
قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِياضُ جَسُورُ ويقال : ضُرِب فَركِبَ مَقادِيمَه إِذا وقَع
على وجهه واحدها مُقْدِم . وفي المثل : اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك يعني سَرْجَكَ أَي
سبقَ ما كان غيرهُ أَحَقَّ به . ويقال : هو جَريء المُقْدَم بضم الميم وفتح الدال
أَي هو جريء عند الإِقدام . و القُدْمُ : المُضِيءُ وهو الإِقْدام . يقال :
أَقْدَم فلان على قِرْنه إِقْداماً و قُدْماً و مَقْدَماً إِذا تَقَدَّم عليه
بجراءة صدره . و أَقْدَمَ على الأمر إِقْداماً و الإِقْدامُ : ضدّ الإِحجام . و
مُقَدِّمة العسكر و قادِمَتُهم و قُداماهُم : مُتَقَدِّموهم . التهذيب : مُقَدِّمة
الجيش بكسر الدال أَوله الذين يتقدمون الجيش وأَنشد ابن بري للأَعشى : هُمُ
ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُرَاقِر مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّى تَولَّتِ وقيل :
إِنه يجوز مُقدَّمة بفتح الدال . و مُقدِّمة الجيش : هي من قَدَّم بمعنى تَقدَّم
ومنه قولهم : المُقدِّمة والنَّتيجة قال البطليوسي : ولو فتحت الدال لم يكن لحناً
لأَن غيره قدَّمه وقال لبيد في قَدَّم بمعنى تَقدَّم : قَدَّمُوا إِذْ قيلَ :
قَيْسٌ قَدِّمُوا وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ أَراد : يا قيس ويروى :
قَدَّمُوا إِذ قال قَيْسٌ قَدِّموا وقال آخر : إِن نَطق القوم فأَنت خَيَّاب أَو
سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب أَو قَدَّموا يَوْماً فأَنتَ وَجَّاب وقال الأَحوص
: فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ من الحُبِّ مُقْدِما لَمُتُّ . ولكِنّي سَأَمْضِي مُقَدِّما
وفي كتاب معاوية إِلي مَلك الروم : لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِليك أَي الجماعة التي
تتقَدَّمُ الجيش من قدَّم بمعنى تَقَدَّمَ وقد استعير لكل شيء فقيل : مُقَدِّمة
الكتاب و مُقدِّمة الكلام بكسر الدال قال : وقد تفتح . و مُقَدِّمةُ الإِبل والخيل
و مُقَدَّمتهما الأَخيرة عن ثعلب : أَول ما يُنْتَج منهما ويَلْقَح وقيل :
مُقدِّمةُ كل شيء أَوله و مُقَدَّم كل شيء نقيض مؤخره . ويقال : ضَرب مُقدَّم وجهه
. و مُقْدِم العين : ما وَلِيَ الأَنف بكسر الدال كمُؤْخِرها ما يلي الصدغ وقال
أَبو عبيد : هو مُقدَّم العين وقال بعض المحررين : لم يسمع المُقدَّمُ إِلا في
مُقدَّم العين وكذلك لم يسمع في نقيضه المؤخَّر إِلا مؤخَّر العين وهو ما يلي
الصدغ . ويقال : ضرب مُقدَّم رأْسه ومؤخَّره . و المُقَدِّمة : ما استقبلك من الجبهة
والجبين . و المُقَدِّمة : الناصية والجَبهة . و مقَاديِم وجهه : ما استقبلت منه
واحدها مُقْدِم و مُقَدِّم الأَخيرة عن اللحياني . قال ابن سيده : فإِذا كان
مَقادِيم جمع مُقْدِم فهو شاذ وإِذا كان جمع مُقَدِّم فالياء عوض وامْتَشَطت
المرأَةُ المُقدِمةَ بكسر الدال لا غير : وهو ضرب من الامتشاط قال أَراه من قُدّام
رأْسها . و قادِمةُ الرحل و قادِمُه و مُقْدِمُه و مُقْدِمَتُه بكسر الدال مخففة و
مُقَدَّمُه و مُقَدَّمَتُه بفتح الدال المشددة : أَمام الواسط وكذلك هذه اللغات
كلها في آخرة الرحل وقال : كأَنَّ مِن آخِرها إِلقادِمِ مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ
المَخارِمِأَراد من آخرها إِلى القادم فحذف إِحدى اللامين الأُولى . قال أَبو
منصور : العرب تقول آخِرة الرحل وواسِطُه ولا تقول قادِمته . وفي الحديث : إِن
ذِفْراها لتكاد تُصيب قادِمةَ الرَّحل هي الخشبة التي في مُقَدِّمة كَوْر البعير
بمنزلة قَرَبوس السرج . و قَيْدُوم الرحل : قادِمتُه . و قادِم الإِنسان : رأْسه
والجمع القَوادِمُ وهي المَقادِم وأَكثر ما يتكلم به جمعاً وقيل : لا يكاد يتكلم
بالواحد منه . و القادِمتانِ و القادِمان : الخِلْفانِ المُتقدِّمان من أَخلاف
الناقة . و قادِم الأَطْباء والضُّروع : الخلفان المتقدمان من أُخلاف البقرة
والناقة وإِنما يقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِران إِلا أَن طرفة استعاره للشاة
فقال : مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وليس
لهما آخِران وللناقة قادِمان وآخران الواحد قادم وآخر وكذلك البقرة و قادِماها
خِلْفاها اللذان يليان السرة وآخراها الخلفان اللذان يليان مؤخرها . و قَوادِمُ
ريش الطائر : ضد خَوافِيها الواحدة قادِمة وخافِية . ابن سيده : و القَوادِمُ
أَربع رِيشات في مُقَدَّم الجناح الواحدة قادِمة وهي القُدامَى والمناكب اللواتي بعدهن
إِلى أَسفل الجناح والخَوافي ما بعد المناكب والأَباهر من بعد الخوافي وقيل :
قَوادِم الطير مَقادِيم ريشه وهي عشر في كل جناح . ابن الأَنباري : قُدامَى الريش
المُقَدَّم قال رؤبة : خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافي مِن القُدامَى لا مِن
الخَوافي ومن أَمثالهم : ما جَعل القَوادِم كالخَوافي قال ابن بري : القُدامَى
تكون واحداً كشُكاعَى وتكون جمعاً كسُكارَى قال القطامي : وقد عَلمت شُيوخُهمُ
القُدامى وهذا البيت أَورده الأَزهري مستشهداً به على القدامى بمعنى القدماء
وسيأْتي . و المِقْدام : ضرب من النخل قال أَبو حنيفة : هو أَبكر نخل عُمان سميت
بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ . و القَدَمُ : الرِّجل أُنثى والجمع أَقدام لم
يجاوزوا به هذا البناء . ابن السكيت : القَدَمُ والرِّجل أُنثيان وتصغيرهما
قُدَيمة ورُجَيلة ويجمعان أَرْجُلاً و أَقداماً . الليث : القَدَم من لدن الرُّسْغ
ما يطأُ عليه الإِنسان قال ابن بري : وقد يجمع قَدَم على قُدام قال جرير :
وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُوخيضف : فيعل من الخَضْف وهو الضُّراط .
وقوله تعالى : { ربنا أَرِنا اللَّذَيْن أَضلاَّنا من الجن والإِنس نَجْعلْهما تحت
أَقْدامِنا } جاء في التفسير : أَنه يعني ابن آدم قابيل الذي قتل أَخاه وإِبليس
ومعنى { نجعلهما تحت أَقدامنا } أَي يكونان في الدرك الأَسفل من النار . وقوله صلى
الله عليه وسلم : كلُّ دم ومالٍ ومَأْثُرة كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ
هاتين أَراد أَني قد أَهدرت ذلك كله قال ابن الأَثير : أَراد إُخفاءها وإِعدامها
وإِذلال أَمر الجاهلية ونقض سُنَّتها ومنه الحديث : ثلاثة في المَنْسَى تحت قَدَمِ
الرحمن أَي أَنهم مَنسيون متروكون غير مذكورين بخير . وفي أَسمائه صلى الله عليه
وسلم : أَنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قَدَمِي أَي على أَثَرِي . وفي حديث
مواقيت الصلاة : كان قَدْرُ صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أَقدام إِلى خمسة أَقدام
قال ابن الأَثير أَقدامُ الظل التي تُعرف بها أَوقات الصلاة هي قَدَمُ كل إِنسان
على قدر قامته وهذا أَمر يختلف باختلاف الأَقاليم والبلاد لأَن سبب طول الظل وقصره
هو انحطاط الشمس وارتفاعها إِلى سمت الرؤوس فكلما كانت أَعلى وإِلى محاذاة الرؤوس
في مجراها أَقرب كان الظل أَقصر وينعكس الأَمر بالعكس ولذلك ترى ظل الشتاء في
البلاد الشمالية أَبداً أَطول من ظل الصيف في كل موضع منها وكانت صلاته صلى الله
عليه وسلم بمكة والمدينة وهما من الإِقليم الثاني ويذكر أَن الظل فيهما عند
الاعتدال في آذار وأَيلول ثلاثة أَقدام وبعض قدم فيشبه أَن تكون صلاته إِذا اشتد
الحر متأَخرة عن الوقت المعهود قبله إِلى أَن يصير الظل خمسة أَقدام أَو خمسة
وشيئاً ويكون في الشتاء أَول الوقت خمسة أَقدام وآخره سبعة أَو سبعة وشيئاً فينزل
هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإِقليم دون سائر الأَقاليم . قال ابن سيده :
وأَما ما جاء في حديث صفة النار من أَنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تسكن جهنم
حتى يضع الله فيها قَدَمه فإِنه روي عن الحسن وأَصحابه أَنه قال : حتى يجعل الله
فيها الذين قَدَّمهم لها من شرار خلقه فهم قَدَمُ الله للنار كما أَن المسلمين
قَدَمُه إِلى الجنة . و القَدَمُ : كل ما قَدَّمت من خير أَو شر و تَقَدَّمتْ
لفلان فيه قَدَمٌ أَي تَقَدُّمٌ من خير أَو شر وقيل : وضع القَدَم على الشيء مثل
للرَّدْع والقَمْع فكأَنه قال يأْتيها أَمر الله فيكفها عن طلب المزيد وقيل :
أَراد به تسكين فَوْرَتها كما يقال للأَمر تريد إِبطاله : وَضَعْتُه تحت قَدَمِي
وقيل : حتى يضع الله فيها قدمه إِنه متروك على ظاهره ويُؤمَن به ولا يُفسر ولا
يُكيَّف . ابن بري : يقال هو يضع قدماً على قدم إِذا تتبع السهل من الأَرض قال
الراجز : قد كان عَهْدِي ببَني قَيْس وهُمْ لا يَضَعُون قَدَماً على قَدَمْ ولا
يَحُلُّونَ بِإِلَ في الحَرَمْ يقول : عهدي بهم أَعزاء لا يَتَوَقَّوْن ولا
يَطلبون السَّهْل وقيل : لا يكونون تِباعاً لقوم قال : وهذا أَحسن القولين وقوله :
ولا يحلون بإِلَ أَي لا ينزلون بجوار أَحد يأْخذون منه إِلاَّ وذمَّة . و القُدوم
: الرجوع من السفر قَدِمَ من سفره يَقْدَم قُدوماً و مَقْدَماً بفتح الدال فهو
قادم : آب والجمع قُدُمٌ و قُدَّام تقول : وردت مَقْدَم الحاج تجعله ظرفاً وهو
مصدر أَي وقت مَقْدَم الحاج . ويقال : قَدِمَ فلان من سفره يقْدَم قُدُوماً . و
قَدِم فلان على الأَمر إِذا أَقْدَم عليه ومنه قول الأَعشى : فكَمْ ما تَرَينَ
امْرءاً راشِداً تَبَيَّنَ ثم انتهى إِذْ قَدِم و قَدِمَ فلان إِلى أَمر كذا وكذا
أَي قصد له ومنه قوله تعالى : { وقَدِمْنا إِلى ما عَمِلوا من عَمَلٍ } قال الزجاج
والفراء : معنى قَدمنا عَمَدنا وقصَدنا كما تقول قام فلان يفعل كذا تريد قصد إِلى
كذا ولا تريد قام من القيام على الرِّجلين . و القُدائِمُ : القَدِيم من الأَشياء
همزته زائدة . ويقال : قِدْماً كان كذا وكذا وهو اسم من القِدَم جعل اسماً من
أَسماء الزمان . و القُدامَى : القُدَماء قال القطامي : وقد عَلِمَتْ شُيُوخُهُمُ
القُدَامى إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جمع النَّسْر . ومضى قُدُماً بضم
الدال : لم يُعرّج ولم يَنثن وقال يصف امرأَة فاجرة : تَمضِي إذا زُجِرَتْ عن
سَوْأَةٍ قُدُما كأنَّها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ يقول : إِذا زُجِرَت عن قبيح
أسرعت إِليه ووقعت فيه كما يقع الهَدَمُ في البئر بإِسراع وهذا البيت أَنشده ابن
السيرافي عن ابن دريد مع أَبيات وهي : قد رابَني مِنْكِ يا أَسماء إِعْراضُ فَدامَ
مِنَّا لكمْ مَقْتٌ وإِبْغاضُ إِن تُبْغِضيني فما أَحْبَبْتُ غانِيةً يرُوضُها من
لِئام الناسِ رَوَّاضُ تمضي إذا زُجِرَت عن سوأَة قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجفر
منقاضُ قُل لِلغَواني : أَمَا فِيكُنَّ فاتكةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه
إِمحاضُ و القُدَّام : القادمون من سفر . و القُدَّام : المِلك قال مهلهل : إِنا
لنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ وقيل :
القُدَّام ههنا جمع قادم من سفر . وقال ابن القطاع : القِدِّيمُ الملِك وفي حديث
الطُّفَيْل بن عمرو : فَفينا الشِّعر والمَلِكُ القُدامُ أَي القَدِيمُ
المُتَقَدِّم مثل طويل وطُوالٍ . أَبو عمرو : القُدَّامُ و القِدِّيم الذي
يتَقدَّم الناس بشرف . ويقال : القُدَّام رئيس الجيش . و القَدُوم : التي يُنحَت
بها مخفف أُنثى قال ابن السكيت : ولا تقل قَدُّوم بالتشديد قال مرقش : يا بِنْتَ
عَجْلانَ ما أصْبَرني على خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدومِ وأَنشد الفراء : فقُلتُ :
أَعِيراني القدُومَ لعَلَّني أَخُطُّ بها قَبْراً لأَبيَضَ ماجِدِ والجمع قَدائِمُ
و قُدُمٌ قال الأَعشى : أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنو دَحَوْلَين تَضرب فيه القُدُم
وقيل : قَدائِم جمع القُدُم مثل قُلُصٍ وقَلائِصَ قال ابن بري : من نصب الجنود جعله
مفعولاً لأَقام أَي أَقام الجنود بهذا البلد حولين ومن خفضه فعلى الإِضافة على
معنى ملكُ الجنودِ وقائد الجنود قال : و قَدائمُ جمع قَدُوم لا قُدُم قال : وكذلك
قلائصُ جمع قَلوص لا قُلُص قال : وهذا مذهب سيبويه وجميع النحويين . و قَدُوم :
ثنية بالسَّراة وقيل : قَدُوم قرية بالشام قال : وقد يقال بالأَلف واللام . وقوله
: اخْتَتن إِبراهيمُ ب أَي هنالك . ابن شميل في قوله صلى الله عليه وسلم : أَوّل
من اختتن إبراهيم ب قال : قطعه بها فقيل له : يقولن قَدوم قرية بالشام فلم يعرفه
وثبت على قوله ويروى بغير أَلف ولام وقيل : القدوم بالتخفيف والتشديد قدوم النجار
. وفي الحديث : أَن زوج فُرَيْعة قتل بطرَف القدوم هو بالتخفيف وبالتشديد موضع على
ستة أَميال من المدينة . الصحاح : القدوم اسم موضع . وفي حديث أَبي هريرة : قال له
أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلى من قَدومِ ضَأْنٍ قيل : هي ثنية أَو جبل بالسَّراة من
أَرض دَوْس وقيل : القَدُوم ما تقدَّم من الشاة وهو رأْسُها وإِنما أَراد احتِقاره
وصِغَر قَدْره . قال ابن بري : وفي هذا الفصل أَبو قُدامة وهو جبل يُشرف على
المُعَرَّف . ابن سيده : و قَدُومى مقصور موضع بالجزيرة أَو ببابل . وبنو قَدَم :
حيّ . و قُدَم : حيّ منهم . و قُدَم : موضع باليمن سمي باسم أَبي هذه القبيلة
والثياب القُدَمية منسوبة إِليه . شمر عن ابن الأَعرابي : القَدْم بالقاف ضرب من
الثياب حُمر قال : وأَقرأَني بيت عنترة : وبِكُلِّ مُرْهَفةٍ لها نَفَثٌ تحْتَ
الضُّلوعِ كَطُرَّة القَدْمِ لا يرويه إِلا القَدْم قال : والفَدْم بالفاء هذا على
ما جاء وذاك على ما جاء . و قادِم و قُدامة و مُقَدَّم و مِقْدام و مُقْدِم :
أَسماء . و قَدَمُ : اسم امرأَة . و قَدامِ : اسم فرس عُروة بن سِنان . و قَدامِ :
اسم كلبة وقال : وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ وقدْ أَوْفى اللَّحاقَ وحانَ
مَصْرَعُهُ و يقْدُم بالياء : اسم رجل وهو يَقْدُم بن عَنَزَةبن أَسد بن رَبيعة بن
نِزار . ابن شميل : ويقال قَدِمة من الحَرّة و قَدِمٌ وصَدِمةٌ وصَدِمٌ ما غَلُظ
من الحرّة والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ
الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس قال أَبو خراش
في معنى النَّفْس الروح نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ ولم يَنْجُ إِلا
جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش
كما زعم الجوهري وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم
يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن
سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ
سيف وجفن السيف منقطع منه والنفس ههنا الروح كما ذكر ومنه قولهم فَاظَتْ نَفْسُه
وقال الشاعر كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ
وبُرُودِ قال ابن خالويه النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْس ما يكون به التمييز
والنَّفْس الدم والنَّفْس الأَخ والنَّفْس بمعنى عِنْد والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة
قال ابن بري أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما
قوله سبحانه اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها فالنَّفْس الأُولى هي التي
تزول بزوال الحياة والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل وأَما النَّفْس الدم
فشاهده قول السموأَل تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا ولَيْسَتْ عَلى
غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه
وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على
أَنْفُسِكم وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا
محمد وعليه الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما عندي
ولا أَعلم ما عندك والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ
أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويشهد بصحة
قوله في آخر الآية قوله إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب كأَنه قال تعلم غَّيْبي يا
عَلاَّم الغُيُوبِ والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن وذلك
أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه فجعلوا
التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى وعلى ذلك قول الشاعر
يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا
يَطُورُها ؟ وأَنشد الطوسي لمْ تَدْرِ ما لا ولَسْتَ قائِلَها عُمْرَك ما عِشْتَ
آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها ولم
تَكَدِ وقال آخر فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ تَجِدْ فَرَجاً مِنْ
كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول اجْهَدْ نجاءك لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ
عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم عندي ثلاثة
أَنْفُسٍ وكقوله تعالى أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب
اللَّه قال ابن سيده وقوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم
ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه
فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ وقوله تعالى ويحذِّرُكم اللَّه
نَفْسَه أَي يحذركم إِياه وقوله تعالى اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها روي عن ابن
عباس أَنه قال لكل إسنسان نَفْسان إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز
والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة وقال أَبو بكر بن الأَنباري من اللغويين من
سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح
مذكر قال وقال غيره الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل فإِذا نام
النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه ولا يقبض الروح إِلا عند الموت قال وسميت
النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها كما سَّموا الرُّوح رُوحاً
لأَن الرَّوْحَ موجود به وقال الزجاج لكل إِنسان نَفْسان إِحداهما نَفْس التمييز
وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى
والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ والنائم يَتَنَفَّسُ قال وهذا
الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ قال ونفس الحياة
هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به والنَّفْس الدمُ وفي الحديث ما
لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه وروي عن النخعي أَنه
قال كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه أَراد كل شيء له دم
سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا
سقط فيه أَي دم سائل والنَّفْس الجَسَد قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على
بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن
عَمْرو ابن شمر
( * قوله « عمرو بن شمر » كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس )
الحنفي قتله نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس
المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ
وبِمَنْظَرِ والتامُورُ الدم أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه
ونفسه اللحياني العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا
قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا وكذلك جميع العدد قال وقد
يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع قال حكي جميع ذلك عن الكسائي
وقال سيبويه وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم
يريدون به الإِمنسان أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء ؟ قال
وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث
أَعْيُنٍ للعين من الناس وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء وقال الحطيئة ثلاثَةُ
أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى الذي خلقكم من
نَفْس واحدة يعي آدم عليه السلام وزوجَها يعني حواء ويقال ما رأَيت ثمَّ نَفْساً
أَي ما رأَيت أَحداً وقوله في الحديث بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد
حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس وأَطلق
النَّفَس على القرب وقيل معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان أَراد
إِني بعثت في وقت قريب منها أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا
قرب منه يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها ويروى في نَسَمِ
الساعة وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس ذو النَّفَس ونَفْس الشيء ذاته ومنه ما حكاه
سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل ونَفْسُ الجبل مُقابِلي ونَفْس الشيء عَيْنه
يؤكد به يقال رأَيت فلاناً نَفْسه وجائني بَنَفْسِه ورجل ذو نَفس أَي خُلُق
وجَلَدٍ وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة والنَّفْس العَيْن والنَّافِس العائن
والمَنْفوس المَعْيون والنَّفُوس العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس
ليُصيبَها وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه هذه عن اللحياني ويقال أَصابت فلاناً
نَفْس ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين وفي الحديث نهى عن الرُّقْيَة إِلا
في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس النَّفْس العين هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى
اللَّه عليه وسلم عن أَنس ومنه الحديث أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء
فقال إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة يريد عيونهم ومنه حديث ابن عباس الكِلابُ من
الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً
ويقالُ نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك ابن الأَعرابي
النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين
الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين
والنَّفَس الفَرَج من الكرب وفي الحديث لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن
يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ وقيل
معناه أَي مما يوسع بها على الناس وفي الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم قال أَجد
نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن وفي رواية أَجد نَفَس الرحمن يقال إِنه عنى بذلك
الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم وهم يَمانُونَ لأَنهم
من الأَزد ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده
التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها أَو من نَفَس الريح الذي
يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به
عنه وقيل النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ
يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً
كأَنه قال اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن
بها عن المكروبين والتَّفْريج مصدر حقيقي والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر وكذلك
قوله الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن
الملهوفين قال العتبي هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن
ذلك فقال شيخ منهم ليس لنا ريح والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم والجمع
أَنْفاس وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس والتَنَفُّس استمداد النَفَس وقد تَنَفَّس
الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودواب الماء لا رِئاتَ
لها والنَّفَس أَيضاً الجُرْعَة يقال أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي
جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب قال جرجر
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث
نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء وفي حديث آخر أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء
ثلاثاً يعني في الشرب قال الأَزهري قال بعضهم الحديثان صحيحان والتَنَفُّس له
معنيان أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه
وهو مكروه والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ
يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه
الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما
يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له وقال أَبو وجزة السعدي وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي
نََفَسٍ في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي شراب ذو نَفَسٍ أَي
فيه سَعَةٌ وريٌّ قال محمد بن المكرم قوله النَّفَس الجُرْعة وأَكْرَعْ في الإِناء
نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه فيه نظر وذلك أَن
النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس
الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة
جُرَع ويقال فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد واللَّه أَعلم ويقال اللهم
نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ
يقال نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها وفي الحديث من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة
نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في
الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة ويقال أَنت في نَفَس من أَمرك
أَي سَعَة واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض
والحوادث والآفات والنَّفَس مثل النَّسيم والجمع أَنْفاس ودارُك أَنْفَسُ من داري
أَي أَوسع وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل وهذا المكان
أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع وفي الحديث ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح
وأَبعد قليلاً ويقال هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما وهذا الثوب أَنْفَس
الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج
ووسع وفي الحديث من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته وفي حديث عمار لقد
أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ وأَصله أَن المتكلم إِذا
تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد
ماؤها وقال اللحياني إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً وقال ابن
الأَعرابي أَي رِيّاً وأَنشد وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ في كَوْكَبٍ من
نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل عن
اللحياني ويقال بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع ويقال لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ
أَي مُهْلَةٌ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً
وتَنَفَّس النهار وغيره امتدَّ وطال ويقال للنهار إِذا زاد تَنَفَّسَ وكذلك الموج
إِذا نَضحَ الماءَ وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس الماء وقال
اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ وتنَفَّس العُمْرُ منه
إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع أَنشد ثعلب ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها
تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إِذا
تَنَفَّسَ قال إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح وقال
مجاهد إِذا تَنَفَّس إِذا طلع وقال الأَخفش إِذا أَضاء وقال غيره إِذا تنَفَّس
إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه ويقال كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً
وقول الشاعر عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة ونَفَسُ الساعة
آخر الزمان عن كراع وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب ونَفْسَ الشيء بالضم
نَفاسَةً فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ
والجمع نِفاسٌ وأَنْفَسَ الشيءُ صار نَفيساً وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه
وأَكرمه عندي وقال اللحياني النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر ثم
عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس قال النمر بن تولب لا
تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ
المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً ويقال إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه
أَي مرغوب فيه وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبني فيه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي
وأَنشد بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ
أَي رغَّبني فيه وأَمر مَنْفُوس فيه مرغوب ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه
نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً
بتحريك الفاء ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً الأَخيرة نادرة ضَنَّ ومال نَفِيس مَضْمون به
ونَفِسَ عليه بالشيء بالكسر ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله وكذلك نَفِسَه عليه
ونافَسَه فيه وأَما قول الشاعر وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها تُنافِسُ
دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا وإِما أَن
يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت وتَنافَسْنا ذلك
الأَمر وتَنافَسْنا فيه تحاسدنا وتسابقنا وفي التنزيل العزيز وفي ذلك
فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون وفي حديث
المغيرة سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء وفي
حديث إِسمعيل عليه السلام أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار
عندهم نَفِيساً ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه
المباراة في الكرم وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا وفي الحديث أَخشى أَن تُبْسط الدنيا
عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها هو من
المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه
ونَفِسْتُ بالشيء بالكسر أَي بخلت وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه لقد نِلْتَ صِهْرَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك وحديث السقيفة لم نَنْفَسْ عليك
أَي لم نبخل والنِّفاسُ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ فهي نُفَساءٌ والنَّفْسُ الدم
ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ بالكسر نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ
ونَفْساءُ ونَفَساءُ ولدت وقال ثعلب النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض والجمع
من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس عن اللحياني ونُفُس ونُفَّاس قال
الجوهري وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ ويجمع
أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات وامرأَتان نُفساوان أَبدلوا من همزة التأْنيث
واواً وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت
ومنه الحديث فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها وحكى ثعلب
نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن
يُنْفَس أَي يولد الجوهري وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل
أَن يولد قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة وإِنَّا وإِخْواننا
عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ كما
طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما
يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ
لذلك ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر
أَشد من ولادة الثيب وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به
أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة وقولُ امرئ
القيس ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به
نفسه وربما كان داعَية للهلاك والمَنْفُوس المولود وفي الحديث ما من نَفْسٍ
مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار وفي رواية إِلا كُتِبَ رزقُها
وأَجلها مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة قال يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ فأَما الحيض فلا يقال
فيه إِلا نَفِسَتْ بالفتح وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ
على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه وفي حديث أَبي هريرة أَنه صَلَّى على
مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً وفي حديث ابن
المسيب لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت وقالت أُم
سلمة كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ
ثيابي ثم رجعت فقال أَنَفِسْتِ ؟ أَراد أَحضتِ ؟ يقال نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ
بالفتح إِذا حاضت ويقال لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير يقال ما سرَّني بهذا
الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ
أَي خرج من تحته ريح شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم
وتَنَفَّسَت القوس تصدَّعت ونَفَّسَها هو صدَّعها عن كراع وإِنما يَتَنَفَّس منها
العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ ابن شميل
يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك قال ابن سيده
وأَرى اللحياني قال إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها قال ولست منه
على ثقة والنَّفْسُ من الدباغ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من
القرظ وغيره يقال هب لي نَفْساً من دباغ قال الشاعر أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي
تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ ؟ قال الأَصمعي بعثت امرأَة من العرب
بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ
أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من
السرعة أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به المَنِيئَةُ
المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ وقيل النَّفْس من الدباغ مِلءُ
الكفِّ والجمع أَنْفُسٌ أَنشد ثعلب وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به على
الماء إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا
القَدْر من الدّباغ والنَّافِسُ الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني وفيه خمسة
فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز
ويقال هو الرابع