القِرْفُ بالكَسْرِ : القِشْرُ وجَمْعُه قُرُوفٌ أَو قِشْرُ المُقْلِ وقِشْرُ الرُّمّانِ وكلُّ قِشْرٍ : قِرْفٌ . والقِرْفُ من الخُبْزِ : ما يَتَقَشَّرُ مِنْهُ ويَبْقَى في التَّنُّورِ . والقِرْفُ مِنَ الأَرْضِ : ما يُقْتَلَعُ مِنْها مَعَ وفي العُبابِ مِن البُقُولِ والعًرُوقِ ومنه الحَدِيثُ : " إِذا وجَدْتَ قِرْفَ الأَرْضِ فلا تَقْرَبْها " : أَي المَيْتةَ أَرادَ ما يُقْتَرَفُ من بَقْل الأَرْضِ وعُرُوقِه ويُقْتَلَعُ وأَصلُها أَخْذُ القِشْرِ منه . والقِرْفُ : لِحاءُ الشَّجَرِ واحِدَتُه قِرْفَةٌ كالقُرافَةِ ككُناسَةٍ . والقِرْفَةُ بهاءٍ : التُّهَمَةُ يُقال فلانٌ قِرْفَتِي : أَي تُهَمَتِي أَي هو الَّذِي أَتَّهِمُه . والقِرْفَةُ الهُجْنَةُ ومنه المُقْرِفُ للهَجِينِ كما سَيَأْتِي . والقِْفَةُ : الكَسْبُ يُقال : هو يَقْرِفُ لِعيالِه : أَي يَكْسِبُ لهم . والقِرْفَةُ القِشْرَةُ واحِدَةً القِرْفِ . والقِرْفَةُ : اسم قُشُور الرُّمّانِ يُدْبَغُ بها . ومن المجازِ : القِرْفَةُ : هي المُخاطُ اليابِسُ اللازِقُ في الأَنْفِ كالقِرْفِ ومنه حديثُ ابنِ الزُّبَيْرِ : ما عَلَى أَحَدِكُم إِذا أَتَى المَسْجِدَ أَنْ يُخْرِجُ قِرْفَةَ أَنْفِه أَي : قِشْرَتَه أَي يُنَقِّيَ أَنْفَه منه . والقِرْفَةُ : مَنْ تَتَّهِمُه بشيءِ ومنه : فلانٌ قِرْفَتِي . والقِرْفَةُ : ضَرْبٌ مِنَ الدّارِصِينيِّ وهو عَلى أَنواعٍ لأَنَّ منه الدَّارَصِينِيَّ على الحَقِيقَةِ ويُعْرَفُ بِدارَ صِينِيِّ الصِّينِ وجِسْمُه أَشْحمُ وفي بعض النُّسَخِ زِيادة وأَسْخَنُ أَي : أَكْثرُ سُخُونَةً وأَكثَرُ تخَلْخُلاً ومنه المَعْرُوفُ بالقِرْفَةِ على الحَقِيقَةِ وهو أَحْمَرُ أَمْلَسُ مائِلٌ إِلى الحُلْوِ ظاهِرُه خَشِنٌ برائِحَةٍ عَطِرَةٍ وطَعْمٍ حادٍ حِرِّيفٍ ومنهُ المَعْرُوفُ بقِرْفَةِ القَرَنْفُلِ وهي رَقِيقَةٌ صُلْبةٌ إِلى السَّوادِ بِلا تَخَلْخُلٍ أَصْلاً ورائِحَتُها كالقَرَنْفُلِ وعلى هذا الأَخَيرِ اقْتَصَرَ أَهلُ اللُّغةِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : ضَرْبٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ والكُلُّ مُسَخِّنٌ مُلطِّفٌ ومُدِرٌّ مُجَفِّفٌ باهِيٌّ كما بَيَّنَه الأَطباءُ . ويقال : هُمْ قِرْفَتِي : أَي عِنْدَهُمْ أَظُنُّ طَلِبَتِي . ويُقال : سَلْهُم عن ناقَتِكَ فإِنَّهُم قِرْفَةٌ : أَي تَجِدُ خَبَرَها عِنْدَهُم كما في الصِّحاحِ . ويُقالُ : هو أَمْنَعُ كما في روايةٍ ومثلُه في الصِّحاحِ أَو أَعَزُّ مِنْ أُمِّ قِرْفَةَ قالَ الأَصْمَعِيُّ : هي امْرَأَةٌ فَزَارِيَّةٌ وإِنّما ضُرِبَ بمَنَعَتِها المَثَلُ لأَنَّهُ كانَ يُعَلَّقُ في بَيْتِها خَمْسُونَ سَيْفاً لخَمْسِينَ رَجُلاً كُلُّهُم مَحْرَمٌ لَهَا وهي زَوْجَةُ مالِكِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفزارِيِّ وقد جاءَ ذكرُها في كُتُبِ السِّيرِ . وأَبو الدَّهْماءِ قِرْفَةُ بنُ بُهَيْسٍ كزُبَيْرٍ وهو الأَكثَرُ أَو بَيْهَسٍ كحَيْدَرٍ أَو قِرْفَةُ بنُ مالِك بنِ سَهْمٍ : تابِعِيٌّ قالَ ابنُ حِبّان : هو مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ رَوَى عن رَجُلٍ من أَصْحابِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم رَوى عنه حُمَيْدُ بنُ هِلالِ . وحَبِيبُ بنُ قِرْفَةَ العَوْذِيُّ : شاعِرٌ منسوبٌ إِلى عَوْذِ بن غالِبِ بنِ قُطَيْعَةَ ابن عَبْسٍ . وفاتَه : والانُ بنُ قِرْفَةَ العَدَوِيُّ عن حُذَيْفَةَ . وصالِحُ بنُ قِرْفَةَ عن داوُدَ بن أَبِي هِنْد . والقَرْفُ بالفَتْحِ : شَجَرٌ يُدْبَغُ بهِ الأَدِيمُ أَو هُو الغَرْفُ والغَلْفُ وقد تَقَدَّم ذِكرُهُما . وقال الجَوْهَرِيُّ : القَرْفُ : وِعاءٌ من أَدَمٍ يُدْبَغُ بالقِرْفَةِ : أَي بقُشُورِ الرُّمّانِ يُجْعَلُ فيه لَحْمٌ مَطْبُوخٌ بتَوابلَ وفي التّهْذِيبِ : القرْفُ : شيءٌ من جُلُودِ يُعْمَلُ منه الخَلْعُ والخَلْعُ : أَنْ يُؤْخَذَ لَحْمُ الجَزُورِ ويُطْبَخَ بشَحْمِه ثم يُجْعَلَ فيه تَوابلُ ثم يُفْرغَ في هذا الجِلْدِ والجَمْعُ قُرْوفٌ وبهِ فُسِّرَ قولُ مُعَقِّر بن حِمارٍ البَارِقِيّ :
وذُبْيانِيَّةٍ أَوْصَتْ بَنِيها ... بأَنْ كَذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُوقال أَبُو سَعِيدٍ : القَرْفُ : الأَدِيمُ وجمعُه قُرُوفٌ زاد غيرُه : كأَنَّه قُرِفَ أَي قُشِرَ فَبَدَتْ حُمْرَتُه وقال : أَبو عَمْروٍ : القُرُوفُ : الأَدَمُ الحُمْرُ الواحِدُ قَرْفٌ قال : والقُرُوفُ والظُّرُوفُ بمعنًى واحدٍ . والقَرْفُ : الأَحْمَرُ القانِئُ ويُقالُ : هو أَحْمَرُ قَرْفٌ : أَي شَدِيدُ الحُمْرَةِ وفي الحَدِيثِ : أَراكَ أَحْمَرَ قَرْفاً ويُقالُ أَيضاً : أَحْمَرُ كالقَرْفِ عن اللِّحْيانِيّ وأَنشَدَ :
" أَحْمَرُ كالقَرْفِ وأَحوَى أَدْعَجُ كالأَقْرَفِ عن أَبي عَمْرٍو هذا حاصِلُ ما فِي العُبابِ وهو صَريحٌ في أَنَّ القَرْفَ بالفتحِ وضَبَطَه ابنُ الأَثيرِ في النِّهايَةِ أَحْمَرَ قَرِفاً ككَتِفٍ فانظُر ذلك
والقَرَفُ بالتَّحْرِيكِ : الاسم من المُقارَفَةٍ والقِرافِ بالكسرِ للمُخالَطَةِ وفي الصِّحاحِ : هو مُداناةُ المَرَضِ يُقال : أَخْشَى عَلَيْكَ القَرَفَ وقد قَرِفَ بالكسرِ وفي الحَدِيثِ : أَنَّ قَوْماً شَكَوْا إِليْهِ صَلى اللهُ عليه وسَلَّم وبَاءَ أَرْضِهِم فقالَ : تَحَوَّلُوا فإِنَّ مِن القَرَفِ التَّلَفَ . والقَرفُ : داءٌ يَقْتُلُ البَعِيرَ عن ابنِ عبّادٍِ قال : ويكونُ من شَمِّ بَوْلِ الأَرْوَى قال : والقَرَفُ أَيضاً : النُّكْسُ في المَرَضِ . والقَرَفُ أَيضاً : مُقارَفَةُ الوَباءِ أَي مُداناتُهُ . وقال أَبو عَمْرٍو : القَرَفُ : الوَباءُ يُقالُ : احْذَر القَرَفَ في غَنَمِك . والقَرَفُ : العَدْوى وقالَ ابنُ الأَثِير في شَرْحِ الحَدِيثِ المَذْكور : القَرَفُ : مُلابَسَةُ الدّاءِ ومُداناةُ المَرَضِ والتَّلَفُ : الهَلاكُ قال : وليسَ هذا من بابِ العَدْوَى وإِنِّما هو من الطِّبِّ فإِنَّ اسْتِصْلاحُ الهَواءِ من أَعْوانِ الأَشياءِ على صِحَّةِ الأَبْدانِ وفَسادًَ الهواءِ من أَسْرعِ الأَشياءِ إلى الأَسْقامِ . والقَرَفُ من الأَراضِي : المَحَمَّةُ أَي : ذاتُ حُمى ووباءٍ نقله ابنُ عبّادٍ . والقَرَفُ : مثلُ الخَلِيق الجَدِير قال الأَزْهَرِيُّ : ومنه الحَدِيثُ : هُوِ قَرَفٌ أَنْ يُبارَكَ لَهُ فِيه . كالقَرِفِ ككَتِفٍ ويُقال : هو قَرِفٌ من كَذَا وقَرِفٌ بِكَذا أَي : قمِنٌ قالَ : د
والمرءُ ما دامَتْ حُشاشَتُه ... قَرِفٌ من الحِدْثانِ والأَلَمِوالتَّثْنِيَةُ والجَمْعُ كالواحدِ أو لا يُقالُ كَكَتِفٍ ولا كَأَمِيرٍ بَلْ بالتَّحْريكِ فَقطْ وقولُ أَبِي الحَسن : ولا يُقالُ : ما أَقْرَفَهَ ولا أَقْرَفْ بهِ أَو يُقالُ وأَجَازَهُما بنُ الأَعْرابيُّ على مِثْلِ هذا . وقَرَفَ عَلَيْهِم يَقْرِفُ قَرْفاً : إِذا بَغَى عَلَيْهِم قالَهُ الأَصْمَعِيُّ . وقَرَفَ القَرَنْفُلَ قَرْفاً : قَشَرَه بَعْدَ يُبْسِهِ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصّوابُ وقَرَفَ القَرْحَ : قَشَرَه بعدَ يُبْسه . وقرَفَ فُلاناً : عابَهُ أَو اتَّهَمَه ويُقالُ : هو يُقْرَفُ بكَذا أَي يُرْمَى به ويُتَّهَمُ فهو مَقْرُوفٌ . وقرَفَ الرَّجُلَ بسُوءٍ : رَماه به . وقَرَفْتُه بالشَّيءِ فاقْتَرَفَ به . وقَرَفَ لِعيالِه : إِذا كَسَبَ لَهُم من هُنا ومن هُنا . وقَرَفَ قَرْفاً : إِذا خَلَّطَ تَخْلِيطاً . وقَرَفَ عَلَيهِمْ قَرْفاً : إِذا كَذَبَ . وقَوْلُهم : تَرَكْتُه على مِثْلِ مَقْرِفِ الصَّمْغَةِ ويُرْوَى مثل مَقْلَعِ الصَّمْغَةِ وقد تَقَدَّمَت الإِشارةُ إِليه في ق ل ع : أَي علَى خُلُوٍّ لأَنَّ الصًّمْغَةَ إِذا قُلِعَتْ لم يَبْقَ لها أَثَرٌ وفي الصِّحاحِ : وهو مَوْضِعُ القَرْفِ أَي القَشْرِ وهو شَبيهٌ بقولهِم : تَرَكْتهُ على مِثْلٍ لَيْلَةٍ الصَّدَرِ زادَ الصاغانيُّ : لأَنَّ الناسَ يَنْفِرُون من مِنًى فلا يَبْقَى منهم أَحَدٌ . والقَرافَةُ كسَحابَةٍ : بَطْنٌ من المَعافِرِ بني يَعْفُرَ بنِ مالِكِ بن الحارِثِ ابنِ مُرَّةَ بنِ أُدَدَ بنِ زَيْدِ بن يَشْجُبَ ابنِ عُرَيْبِ بنِ زَيْدِ بنِ كَهْلانَ بنِ سبَأ ابن يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطانَ . وقولً الجَوْهَريِّ : يَعْفُرُ بنُ هَمْدانَ خطَأٌ نَبَّه عليهِ بنُ الجَوانِيِّ النَّسَابَةُ وعامَّةُ المَعافِرِ بمصر ولهم خُطَّةٌ بمِصْر تُعْرَفُ مُتَّصِلَةٌ بالقَرافَة وقَرافَةُ هذه أُمُّهُم وهم وَلَدُ عصر بنِ سَيْف بنِ وائِل بن الحريّ وبِهِم سُمِّيَتْ مقْبَرَةُ مِصْرَ القَرافَة ولقَرافَةَ مَسْجِدٌ بالقَرافَةِ يُعْرَفُ بمَسْجِدِ الرَّحْمَةِ شريفٌ مُجابُ الدُّعاءِ خُطِّيٌّ بُنِيَ وقتَ الفُتُوحِ وهو مُجاوِرٌ لمَسْجِدِ الأُقْهُوبِ الخُطِّيِّ قالَ ابنُ الجَوّانِيِّ : وانقَرَضَ بنُو قَرافَةَ لم يَبْقَ منهم أَحدٌ وبِها قَبْرُ إِمامِ الأَئِمَّةِ أَبِي عبد الله مُحَمَّدِ بن إِدْرِيسَ الشّافِعِيِّ رَحِمَه اللهُ تَعالَى ورَضِيَ عنه وعمَّنْ أَحَبَّه وقد تَقَدَّم ذكره في ش ف ع وذَكَرْنا هُناك مَوْلِدَه ووفاتَه وقد نُسِبَ إِلى سُكْناها ومُجاوَرَتِها جُمْلَةٌ من المُحَدِّثِينَ . وقَراف كسَحابٍ : ة بجَزِيرَةٍ لبَحْرِ اليَمَن بحِذاءِ الجارِ أَهْلُها تُجّارٌ نقله الصّاغانِيُّ وضَبَطَه في التّكْمِلةِ ككِتابٍ . ورَجُلٌ مَقْرُوفٌ : ضامِرٌ لَطِيفٌ مَخْرُوطٌ نقله ابنُ عَبّادٍ . وأَقْرفَ له : داناهُ عن أَبِي عَمْرٍو وقال الأَصْمَعِيُّ : أَي خالَطَه يُقال : ما أَبْصرَتْ عَيْنِي ولا أَقْرَفَتْ يَدِي أَي : ما دَنَتْ مِنْه وما أَقْرَفْتُ لذلِكِ : أَي ما دانَيْتُه ولا خالَطْتُ أَهْلَه قال ابنُ بَرِّيّ : شاهِدُه قولُ ذي الرُّمَّةِ :
نَتُوجٍ ولم تُقْرَفُ لِما يُمْتَنَى لَه ... إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُهالم تُقْرَفْ : لم تُدانِ ما يُمْتَنَى : ما لَهُ مُنْيَةٌ والمُنْيَةُ : انْتظارُ لَقْحِ النّاقَةِ من سبعةِ أَيَّامٍ إِلى خَمْسَةَ عَشَرَ يوماً . وقال اللَّيْثُ : أَقْرَفَ فلانٌ فُلاناً وذلك إِذا وَقَعَ فيه وذَكَرَه بسُوءٍِ . ويُقال : أَقْرَفَ به وأَظَنَّ بهِ : إِذا عَرَّضَه للتُّهَمَةِ والظِّنَّةِ والقِرْفَةِ . وقالَ أَبو عَمْرِو : أَقْرَفَ آلُ فُلانٍ فُلاناً : إِذا أَتاهُم وهُمْ مَرْضى فأَصابَهُ ذلِكَ فاقْتَرَفَ هو من مَرَضِهم . والمُقْرِفُ كمُحْسِنٍ من الفَرَسٍ وغَيْرِه : ما يُداونِي الهُجْنَةَ أَي الذي أُمُّه عَرَبِيَّةٌ لا أَبُوه ؛ لأَنَّ الإِقْرافَ إِنّما هو مِنْ قِبَلٍ الفَحْلِ والهُجْنَةُ من قِبَلِ الأُمِّ ومنه الحَدِيثُ : " أَنَّه رَكِبَ فَرَساً لأَبِي طَلْحَةَ مُقْرِفاً " وقِيلَ : هو الَّذِي دانَى الهُجْنَة من قِبَلِ أَبِيه . والمُقْرِفُ : الرَّجُلُ في لَوْنِه حُمْرَةٌ كالقَرْفِيِّ بالفَتْحِ وكذلكَ القَرْفِيُّ من الأَدِيم : هو الأَحْمَرُ . واقْتَرَفَ : اكْتَسَبَ ومنه قَوْلُه تعالى : " ومنْ يَقْتَرِفُ حَسَنَةً " أَي : يَكْتَسِب وقَولُه تعالَى : " ولِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ " أَي : ليَعْمَلُوا ما هُمْ عامِلُونَ من الذُّنُوب . واقترف لعياله : أي اكتسب لهم واقْترَفَ الذَّنْبَ : أَتاهُ وفَعَلَه : قالَ الرّاغِبُ : أَصْلُ القَرْفِ والاقْتِرافِ : قَشْرُ اللِّحاءِ عن الشَّجرِ والجُلَيْدَةِ عن الجُرْحِ واسْتُعِيرَ الاقْتِرافُ للاكْتِسابِ حُسْناً كانَ أَو سُوءاً وهو في الإِساءَةِ أَكْثَرُ استِعْمالاً ولهذا يُقالُ : الاعْتِرافُ يُزِيلُ الاقْتِرافَ . انتهى . وبَعِيرٌ مُقْتَرَفٌ للمَفْعُولِ : الذي اشْتَرِي حَدِيثاً وإِبِلٌ مُقْتَرَفَةٌ : مُسْتَجَدَّةٌ . وقارَفَهُ مُقارَفَةً وقِرافاً : قاربَهُ ولا تكونُ المُقارَفَةُ إِلا في الأَشْياءِ الدَّنِيَّة قال طَرَفَةُ :
وقِرافُ مَنْ لا يَسْتَفِيقُ دَعارَة ... يُعْدِي كما يُعْدِي الصَّحِيحَ الأَجْرَبُ وقال النابِغَةُ :
وقارَفَتْ وَهِيَ لَمْ تَجْرَبْ وباعَ لَها ... من الفَصافِصِ بالنُّمِّيِّ سِفْسِيرُ أَي : قارَبَتْ أَنْ تَجْرَبَ وفي حَدِيث الإفْكِ : " إِنْ كُنْتِ قارَفْتِ ذَنْباً فتُوبِي إِلى اللهِ " وهذا راجِعٌ إلى المُقارَبَةِ والمُدَاناةِ . وقارَفَ الجَرَبُ البَعِيرَ قِرافاً : داناهُ شَيءٌ منه . وما قارَفْتُ سُوءاً : ما دانَيْتُه وفي الحديث : " هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لم يُقارِفُ اللَّيْلَةَ ؟ فقالَ أَبُو طَلْحَةَ رضيَ الله عنه : أَنَا قالَ ابنُ المُبارَك : قالَ فُلَيْحٌ : أُراهُ يَعْنِي الذَّنْبَ . وقالَ ابنُ فارِسٍ : قارَفَ المَرْأَةَ : جامَعَها لأَنَّ كلَّ واحِدٍ مِنْهُما لِباسُ صاحِبِه . وقالَ الرّاغَبُ : قارَفَ فُلانٌ أَمْراً : إِذا تَعاطَى منه ما يُعابُ به . وتَقَرَّفَت القَرْحَةُ : إِذا تَقَشَّرَتْ وذلكَ إِذا يَبِسَتْ قال عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ :
عُلالَتُنا فِي كُلِّ يومِ كَرِيهَةٍ ... بأَسْيافِنَا والقَرْحُ لم يَتَقرِّفِ وأَنشَدَهُ الجوهريُّ : والجُرْحُ لم يَتَقَرَّفِ . والقَرْفُ كصَبُورٍ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ البَغْيِ من قَرَفَ عليه إِذا بَغَى . والقَرُوفُ الجِرابُ يُوضعُ فيه الزّادُ ج : قُرْفٌ بالضمِّ
ومما يستدركُ عليه : القِرْفَةُ بالكسر : الطائِفةُ من القِرْفِ . وصَبغَ ثوبَه بقِرْفِ السِّدْرِ : أَي بقِشْرِه . وقَرَفَ الشّجَرَةَ يَقْرِفُها قَرْفاً : نَحَتَ قِرْفَها وكذلك قَرَفَ القَرْحَةَ وقَرَفَ جِلْدَ الرِّجْلِ : إِذا اقْتَلَعه وفي حديثِ الخوارِجِ : ِإِذا رَأَيْتُمُوهم فاقْرِفُوهُم واقْتُلُوهم : أَراد اسْتَأْصِلُوهُم . والقِرْفَةُ : اسمُ الجِلْدِ المُنْقْشِرِ من القَرْحَةِ . وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
" اقْتَرِبُوا قِرْفَ القِمَعْنصَبه على النِّداءِ أَي : يا قِرْفَ القِمعِ ويَعْنِي بالقِمَع قِمَعَ الوَطْبِ الَّذِي يُصَبُّ فيه اللَّبَنُ وقرْفُهُ : ما يلْزَقُ به من وَسَخِ اللّبَنِ فأَرادَ أَنَّ هؤلاءِ المُخاطَبِينَ أَوْساخٌ . والقارُوفُ : مِحْلَبُ اللَّبَنِ مِصْرِيَّة . وقَرَفَ الذَّنْبَ وغيرَه قَرْفاً واقْتَرَفَه : اكتَسَبَه . واقْتَرَف المالَ : اقْتَناه . ورَجُلٌ قُرَفَةٌ كتُؤَدَةٍ : إِذا كانَ مُكْتَسِباً . وهذه إِبلٌ مُقْرَفَةٌ كمُكْرَمَةٍ : أَي مُسْتَجَدَّةٌ . واقْتَرِفَ الرّجُلُ بسُوءِ : رُمِيَ به . واقْتَرَفَ : مَرِضَ من المُداناةِ . ويُقالُ : هو قَرَفٌ مِن ثوْبِي للَّذِي تَتَّهِمُه نَقَلَه الجَوْهَرِيًّ . والقِرْفُ بالكَسْرِ : التُّهَمَةُ والجمعُ قِرافٌ . وقَرَفَ الشيءَ : خَلَطَه . والمُقارَفَةُ والقِرافُ : المُخالَطَةُ . ويُقالُ . : لا تُكْثِرْ من القِرافِ : أَي الجِماعِ . وأَقْرَفَ الجَرَبُ الصِّحاحَ : أَعْدَاها . والمُقْرِفُ كمُحْسِنٍ : النَّذْلُ الخَسِيسُ . ووَجْهٌ مُقْرِفٌ : غيرُ حَسَنٍ قالَ ذًو الرَّمَّةِ :
تُرِيك سُنَّةَ وجْهِ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْساءَ ليسَ بها خالٌ ولا نَدَبُ هكذا في اللِّسانِ وفسَّره الصاغانِيُّ بوجِهٍ آخر فقال : هو يَقُولُ : هي كريمَةُ الأَصلِ لم يُخالِطْها شيءٌ من الهُجْنَةِ . ورَجُلٌ مِقْرافُ الذُّنُوب : إِذا كانَ كثيرَ المُباشَرَةِ لها . وقِرافُ التَّمْرِ بالكسرِ : جَمْعُ قَرْفٍ بالفتحِ وهو وِعاءٌ من جِلْدٍ يُدْبَغُ بقُشُورِ الرُّمّانِ . وتقارَفُوا : تَزاجرُوا . وخَيْلٌ مَقارِيفُ : هَجائِنُ
" القَرْصُ : أَخْذُكَ لَحْمَ الإِنْسَانِ بإْصْبَعَيْكَ حَتَّى تُؤْلِمَهُ " وفي العُبابِ : حَتَّى يُؤْلِمَهُ ذلِك . وقيل : هو التَّجْمِيشُ والغَمْزُ بالإِصْبع . قَرَصَهُ يَقْرُصُهُ بالضَّمّ قَرْصاً فهُوَ مَقْرُوضٌ . القَرْصُ : " لَسْعُ البَرَاغِيثِ " وهو مَجازٌ . ومنْ سَجَعات الأَسَاس : قَرَصَهُمُ البَعُوضُ قَرَصَات رَقَصُوا منْهَا رَقَصَات . القَرْصُ : " القَبْضُ " " عَلى الجِلْد " بالإِصْبَعَيْن حَتَّى يُؤلَمَ . القَرْصُ : " القَطْعُ " . ومنه حَديثُ دَمِ المَحِيضِ : حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيهِ بماءٍ وسِدْرٍ " . والدَّمُ وغَيْرُه ممَّا يُصيبُ الثَّوْبَ إِذَا قُرِصَ كانَ أَذْهَبَ للأَثَرِ منْ أَنْ يُغْسَلَ باليَد كلِّها : وقال ابْنُ الأَثير : القَرْصُ : الدَّلْكُ بأَطْرَافِ الأَصابِعِ والأَظْفارِ مَعَ صَبِّ الماءِ عليه حَتَّى يَذْهَبَ أَثَرُه . القَرْصُ : " بَسْطُ العَجينِ " وقد قَرَصَتْهُ المَرْأَةُ تَقْرُصُهُ بالضَّمّ قَرْصاً أَي بَسَطَتْهُ وقَطَعَتْه قُرْصَةً قُرْصَةً . وكُلَّمَا أَخَذْتَ شَيْئاً بَيْنَ شَيْئَيْن أَو قَطَعْتَه فقد قَرَصْتَه . من المَجاز : " القَوَارِصُ من الكَلامِ " : هيَ " التي تُنَعِّصُك وتُؤْلِمُك " كالقَرْص في الجَسَد . تقولُ : أَتَتْنِي من فُلانٍ قَوَارِصُ ولا تَزالُ تَقْرُصُني من فُلانٍ قَارِصَةٌ أَي كَلِمَةٌ مُؤْذِيَةٌ . قال الفَرزدق :
قَوَارِصُ تَأْتَينِي فتَحْتَقِرُونَهَا ... وقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإِنَاءَ فيُفْعَمُ
وقال الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ :
فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بمِثْلِها ... وسَوْفَ أُرِيكَ الباقيَاتِ القَوَارِصَا " والقارِصُ : دُوَيْبَّةٌ كالبَقِّ " تَقْرُص وهو مَجازٌ . القارِصُ : الحامِضُ من أَلْبانِ الإِبِلِ خاصَّةً وقيلَ : هو " لَبَنٌ يَحْذِي اللِّسَانَ " فأَطْلَقَ ولم يُخَصِّص الإِبِلَ . وقال الأَصْمَعيّ وَحْدَهُ : إِذا حَذَى اللَّبَنُ اللِّسَانَ فهو قَارِصٌ وهو مَجاز . " أَو " هُوَ " حَامِضٌ يُحْلَبُ عَلَيْه حَلِيبٌ كَثيرٌ حَتَّى تَذْهَبَ الحُمُوضَةُ " . ظاهرُ سِيَاقِه أَنَّهُ منْ مَعَانِي القَارص وهو خَطَأٌ وإِنَّمَا هُو تَفْسيرُ المُمَحَّل من اللَّبَنِ وقد أَخَذَهُ من كَلام الصّاغَانيّ في العُبَابِ واشْتَبَهَ عَلَيْهِ . ونَصُّه في شَاهِد القَارص قال أَبُو النَّجْم يَصف راعياً :
" يَحْلِفُ بالله سِوَى التَّحَلُّلِ
" ما ذَاقَ ثُفْلاً مُنْذُ عَامٍ أَوَّلِ إِلاَّ منَ القَارِصِ والمُمَحَّلِ قال : المُمَحَّل : الَّذي قد أَخَذَ طَعْماً وهُوَ دُونَ القَارِص وقد صُيِّرَ في السِّقاءِ . ويُقَال : هو الحامِضُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ حَليبٌ كَثيرٌ حَتَّى تَذْهَبَ عنه الحُمُوضَةُ . انْتَهَى . فهو ساقَ هذه العِبَارَة في مَعْنَى المُمَحَّل لا القارِص وعَجيبٌ من المُصَنِّف رَحمَهُ الله تَعَالَى كَيْف لم يَتَأَمَّلْ لذلكَ . ولَعَمْري إِنَّ هذَا لإِحْدَى الكُبَرِ . فتَأَمَّل . " والمِقْرَاصُ " كمَحْرَابٍ : " السِّكِّين المُعَقْرَبُ الرَّأْسِ " قال الصَّاغَانِيّ : هكَذَا يُسَمِّيه بَعْضُ النّاس أَي فَهيَ لَيْسَتْ من اللُّغَة الفُصْحَى وهو مَجازٌ أَيضاً . " وقُرْصٌ : بالضَّمّ : تَلٌّ بأَرْض غَسَّانَ " كَأَنَّهُ سُمِّيَ لاسْتدارَته كهَيْئَةِ القُرْص . قال عَبيدُ بْنُ الأَبْرَص :
ثُمَّ عُجْنَاهُنَّ خُوصاً كالقَطَا ال ... قارِباتِ الماءَ منْ أَيْنِ الكَلال
نَحْوَ قُرْصٍ يَوْمَ جالَتْ حَوْلَه الْ ... خَيْلُ قُبّاً عن يُمِينٍ وشِمَالِ أَضَافَ الأَيْنَ إِلى الكَلاَلِ وإِنْ تَقَارَبَ مَعْنَاهُمَا لأَنَّهُ أَرادَ بالأَيْنِ الفُتُورَ وبالكَلالِ الإِعْيَاءَ كما في اللِّسَان . قيل : " قُرْصٌ هو " ابْنُ أُخْتِ الحَارِثِ بن أَبي شِمْرٍ الغَسَّانيّ " وهو المُرَادُ في قَوْل ابن الأَبْرَص . " والقُرْصَةُ : الخُبْزَةُ " ويُقَال : هي الصَّغيرَةُ جِدّاً كالقُرْصِ " والتَّذْكيرُ أَكْثَر . وأَنْشَد الأَصمَعيُّ يَصفُ حَيَّةً :
" كأَنَّ قُرْصاً من عَجينٍ مُعْتَلِثْ
" هَامَتُه في مثْل كُثَّابِ العَبثْ" ج " القُرْصِ " قِرَصَه وأَقْرَاصٌ " مثْل غُصْنٍ وغِصَنَةٍ وأَغْصَانٍ . جَمْعُ القُرْصَة : " قُرْصٌ " كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ . وفي الحديث : " فأُتِيَ بثَلاثَةِ قِرَصَةٍ من شَعِيرٍ " . من المَجَاز : القُرْصُ : " عَيْنُ الشَّمْسِ " يَقُولُونَ : غَابَ قُرْصُ الشَّمْسِ وظاهرُه أَنَّهُ تُسَمَّى به عَيْنُ الشَّمْس عَامَّةً ومنهم مَنْ خَصَّصَهُ عند غَيْبُوبَتِها . وقال اللَّيْثُ : تُسَمَّى عَيْنُ الشَّمْسِ قُرْصَةً بالهَاءِ عند الغَيْبُوبَةِ : " والقَرِيصُ " كأَمِيرٍ : " ضَرْبٌ من الأُدْمِ " قاله اللَّيْثُ وهو القَرِيسُ بلُغَةِ قَيْسٍ وقد تَقَدَّم في السّين . " والقُرَّاصُ كرُمَّانٍ : البَابُونَجُ " وهو نَوْرُ الأُقْحُوانِ الأَصْفَرِ إِذا يَبِسَ الوَاحدَةُ بهاءٍ . هكذا نَقَلَه الجَوْهَريّ عن أَبي عَمْرٍو . قال أَبو حَنِيفَةَ : أَخْبَرَني أَعرابيٌّ من أَزْدِ السَّرَاةِ قَال : القُرَّاصُ قُرَّاصَانِ : أَحَدُهُمَا العُقَّارُ وقد وَصَفْناه في " ع ق ر " وقال هُنَاكَ : العُقّارُ : " عُشْبٌ " يَرتَفِع نِصْفَ القَامَةِ رِبْعِيٌّ " له أَفْنَانٌ ووَرَقٌ أَوسَعُ من وَرَقِ الحَوْكِ شَديدُ الخُضْرَةِ وله ثَمَرَةٌ كالبَنَادقِ ولا نَوْرَ له ولا حَبَّ ولا يُلابِسُه حَيَوَانٌ إِلاَّ أَمَضَّه حَتَّى كأَنمَا كُوِيَ بالنَّار ثُمَّ يَشْرَى به الجَسَدُ " قَال : وترى الكلْبَ إِذا التبسَ به يَعْوِي ممّا يَنالُه وكذلك غير الكلْب " قال : ويُدْعَى عُقّارَ ناعِمَةَ وقد تَقَدَّم وَجْهُ تَسْمِيَته في " ع ق ر " قال : والآخَرُ يَنْبُتُ كالجِرْجِير يَطُولُ ويَسْمُو ولَهُ زَهْرٌ أَصْفَرُ تَجْرُسُه النَّحْلُ وله " حَرَاوَةً كحَرَاوة الجرجير و " حَبٌّ صِغارٌ حُمْرٌ والسَّوَامُّ تُحِبُّه وتَحْبَطُ عَنْه كَثيراً " لحَرَاوته " حَتَّى تَنْقَدَّ بُطُونُها . وإِنَّمَا رأَيتُ الإِبلَ تَأْكُلُ منه الأَكْلَةَ الوَاحِدَةَ فتَحْبَطُ " منه " والناسُ يَحْذَرُونَهُ ما دامَ غَضّاً فإِذا وَلَّى ذَهَبَ ذلكَ عنه . قالَ : ولصُفْرَة نَوْره قال " الأَخْطل " ووَصَفَ ثَوْرَ وَحْشٍ :
كأَنَّهُ منْ نَدَى القُرّاصِ مُغْتَسِلٌ ... بالوَرْسِ أَو رائحٌ من بَيْتِ عَطّارٍ وقال ابنُ هَرْمةَ في مِثله :
تَرَدّدَ في القُرَّاص حَتَّى كَأَنَّمَا ... تَكَتَّمَ منْ أَلْوَانِهِ أَو تَحَنَّأَ قال : وقال بَعْضُ الرُّوَاةِ : إِنَّمَا قال تَكَتَّمَ أَوْ تَحَنَّأَ لأَنَّ من القُرّاصِ ما لَوْنُه أَصْفَرُ ومنه ما نَوْرُهُ إِلى السَّوادِ . ومعنى تَكَتَّمَ : تَخَضَّب بالكَتَم . وتَحَنَّأَ : تَخَضَّبَ بالحِنّاء . وأَنْشَدَ قولَ النّابغَةِ الجَعْديِّ رضيَ اللهُ تَعَالَى عنه :
بَرَاحاً كَسَا القُرْيانُ ظاهِرَ لِيطِها ... جِسَاداً من القُرَّاصِ أَحْوَى وأَصْفَرَا هذه روَايَةُ الأَخْفَشِ ورَوَى الأَصْمَعيُّ بَرَاحٌ . ورَوَى غَيْرُهما برح أَي بواسعة . وقال أَبو زياد : منَ العُشْب القُرّاصُ وهو عُشْبَةٌ صَفْراءُ وزَهْرَتُها صَفْراءُ ولا يَأْكُلُها شَيْءٌ من المال إِلاّ هُرِيقَ فَمُه ماءً ومَنَابِتُه القِيعانُ قال : وقال بَعْضُ الرُّوَاة : القُرّاصُ من الذُّكُور . وكُلّ هذا كلام الدِّينَوَريّ . قال ابنُ عَبّاد : وقيل : القُرَّاصُ : " الوَرْسُ " . يَقُولُون : " أَحْمَرُ قُرَّاصٌ " كرُمّانٍ : " قَانِئٌ " شَدِيدُ الحُمْرَةِ . وقال كُرَاع : أَي أَحْمَرُ غَلِيظٌ وقد تَقَدَّم في " ف ر ص " أَيْضاً مِثْلُ ذلِك فتَأَمَّلْ . وفي رَجَزِ الجنّ :
" يَأْكُلْنَ مِن قُرَّاصِ
" وحَمَصِيصٍ آصِوقد تَقَدَّم في " حمص " . قَرِصَ " كفَرِح : دامَ عَلَى " المُقَارَصَة وَهِي " المُنافَرَةُ والغِيبَةُ " وهو مَجاز . القِرَاصُ " كِكتَاب : مَاءٌ لِبَنِي عَمْرِو بنِ كِلابٍ " أَوْرَدَهُ الصَّاغَانِيُّ ويَاقُوت . " والقُرْصُنَّةُ " بالضَّمّ : " نَعْتٌ من القُرْصِ " بالفَتْح . " كسَمْعُنَّةٍ ونُظْرُنَّةٍ " أَي عَلَى وَزْنِها من السَّمْع والنَّظَرِ . " وتَقْرِيصُ العَجِينِ : تَقْطِيعُه " قُرْصَةً قُرْصَةً والتَّشْديدُ للتَّكْثِيرِ وقد قَرَصْته قَرْصاً وقَرَّصْتُه تَقْرِيصاً . من المجَازِ : " حَلْيٌ مُقَرَّصٌ " كمُعَظَّمٍ أَي " مُسْتَدِيرٌ كالقُرْصِ " وهذَا قولُ ابْنِ فَارِس . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : أَي مُرَصَّعٌ بالجَوْهَرِ . قُلْتُ : ويُسْمُّونَهُ أَيْضاً القُرْص . قال الصَّاغَانِيّ : والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على قَبْضِ شَيْءٍ بأَطْرَافِ الأَصَابِعِ مع نَتْرٍ يَكُونُ وقد شَذَّ عن هذا التَّرْكيب القُرَّاصُ للنَّبْتِ . قُلْتُ : لا شُذُوذَ فيه عند التَّأَمُّل الصّادق وتَكُونُ تَسْمِيَتُهُ بضَرْبٍ من المَجازِ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : القَارِصَةُ : اسمُ فاعِلَة من القَرْصِ بالأَصَابع . ومنه حَدِيثُ عَليٍّ رَضيَ الله تَعالَى عنه " أَنّهُ قَضَى في القَارِصَة والقَامِصَةِ والوَاقِصة بالدِّيَةِ أَثْلاثاً " . هُنَّ ثَلاثُ جَوَارٍ كُنَّ يَلْعَبْنَ فتَرَاكَبْنَ فقَرَصَتِ السُّفْلَى الوُسْطَى فقَمَصَتْ فسَقَطَتِ العُلْيَا فوُقِصَتْ عُنُقُها فجَعَلَ ثُلْثَيِ الدِّيَةِ على الثِّنْتَيْن وأَسْقَط ثُلُثَ العُلْيَا لأَنَّهَا أَعانَتْ عَلَى نَفْسِها . جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هذا الحَدِيثَ مَرْفوعاً وهو من كَلام عَليٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه . والوَاقِصَة بمَعْنَى المَوْقُوصَة كعِيشَةٍ راضِيَة وسَيَأْتي في مَوْضِعِه . وفي المَثَل : " عَدَا القَارِصُ فحَزَرَ " أَي جَاوزَ الحَدَّ إِلى أَنْ حَمِضَ يُضْرَبُ في تَفَاقُمِ الأَمْرِ واشْتِدادِه وأَوردَه الجَوْهَريُّ وتَرَكَه المُصَنِّفُ قُصُوراً . والمَقَارِصُ : الأَوْعِيَةُ الَّتِي يُقَرَّصُ فِيهَا اللَّبَنُ الوَاحِدَةُ مِقْرَصَة قال القَتَّالُ الكِلاَبِيّ :
وأَنْتُمْ أُناسٌ تُعْجَبُون برَأْيِكُمْ ... إِذا جَعَلَت ما فِي المَقَارِصِ تَهْدِرُ والمُقَرَّص : كمُعَظَّمٍ : المُقَطَّعُ المَأْخُوذُ بَيْنَ شَيْئَيْن . ورُوِيَ في حَديث المَحيض " قَرِّصِيهِ بالمَاءِ " أَي قَطِّعِيه به عن أَبِي عُبَيْد . ويُجْمَع القُرْصُ بمعْنَى الرَّغِيفِ أَيضاً على قِرَاصٍ بالكَسْرِ . والمَقَارِصُ : أَرَضُونَ تُنْبِتُ القُرَّاصَ . ومن المَجاز : بَيْنَهُمَا مُقَارَصاتٌ . وتقولُ : رَأَيْتُهما يَتَقَارَظَان ثم رَأَيْتُهُما يَتقَارَصَانِ . ونَبِيذٌ قارِصٌ : يَحْذِي اللِّسَانَ وفيه قُرُوصَةٌ . وقَرَصَتْهُ الحَيَّةُ فهُوَ مَقْرُوصٌ . والقُرَّيْصُ كجُمَّيْزٍ : عُشْبٌ وكَأَنَّه القُرّاص من لُغَةِ العَامَّة . ولِجَامٌ قَرّاصٌ وقَرُوصٌ : يُؤْذِي الدَّابَّةَ . وقَرَصَه البَرْدُ وبَرْدٌ قَارِصٌ . وقَرْصُ الماءِ : بَرْدُهُ والسِّين في هؤلاءِ لَغَة وقد تَقَدَّمَ . وقُورِصُ بالضَّمِّ وكَسْرِ الرّاءِ : قَرْيَةٌ بمصْرَ من المنُوفِيَّة وقد وَرَدْتُهَا " أَو " هي بالسِّين وقَد تَقَدَّم . والحُسَيْن بنُ أَبِي نَصْرٍ الحَريمِيّ بن القَارِص وأَخُوه الحَسَنُ مُحَدِّثانِ سَمعَا من ابْنِ الحُصَيْن