ق - ز - ع قَزَعَ الظَّبْيُ قُزُوعاً كمَنَعَ : أسْرَع وعَدَا عَدْواً شَدِيداً وكذلك البَعِيرُ والفَرَسُ
و يُقَال : قَزَعَ : خَفَّ في العَدْوِ هَارِباً
وقال ابنُ عَبَّادٍ : قَزَعَ أيْضاً إذا أبْطَأ أي سار سَيْراً مَهْلاً ضِدٌّ والقَزَعُ مُحَرَّكَةً : قِطَعٌ مِن السَّحَابِ رِقَاقٌ كأنَّهَا ظِلٌ إذا مَرَّتْ مِنْ تَحْتِ السَّحَابَةِ الكَبِيرَةِ الوَاحِدَةُ قَزَعَةٌ بهَاءٍ ومنه حَدِيثُ الاسْتِسْقَاءِ : ومَا في السَّمَاءِ قَزَعَةٌ أي : قِطْعَةٌ مِن الغَيْمِ وقال الشاعِرُ :
مَقانِبُ بَعْضُهَا يَبْرِي لِبَعْضٍ ... كأنَّ زُهَاءَها قَزَعُ الظِّلالِ
وقِيل : القَزَعُ : السَّحَابُ المُتَفَرِّقُ وما فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ أي لَطْخَةُ غَيْمٍ
وفِي كَلامِ عليٍّ رضيَ اللهُ تَعالى عنه حين ذَكَرَ الفِتَنَ فقال : إذا كانَ ذلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بذَنَبِه فَيَجْتَمِعُون إلَيْه كما يَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَرِيفِ أي قِطَعُ السَّحَابِ لأنَّه أوّلُ الشِّتَاءِ والسَّحابُ يَكُونُ فيه مُتَفَرِّقاً غَيْرَ مُتَرَاكِمٍ ولا مُطْبِقٍ ثمّ يَجْتَمِعُ بعضُه إلى بَعْضٍ بَعْدَ ذلِكَ قالَ ذُو الرُّمَّةِ يصِفُ ماءً في فَلاةٍ :
تَرَى عُصَبَ القَطَا هَمَلاً عَلَيْه ... كَأنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الجَهَامِ لا فِي الحَدِيثِ كما تَوَهَّم الجَوْهَرِيُّ قال شيخُنَا : قُلْت : بل المُتَوَهِّمُ هو ابنُ خالَةِ المُصَنِّفِ وإلاَّ فاللَّفْظُ حَدِيثٌ خَرَّجَه الجماهِير عن علِيٍّ رضِيَ اللهُ عنه وذَكَرَهُ ابنُ الأثِيرِ وغيرُه وليس بمثَلٍَ كما توهَّمَهُ المُصَنِّفُ وقد أشارَ إلى ذلِكَ في النامُوسِ ولكِنَّه لم يَذْكُرْ مَنْ خَرَّجَه ولا صَحابتَهَ والله أعْلَم
قلتُ : وهذا مِن شيْخِنَا تَحَامَلُ مَحْضٌ وتَعَصُّبٌ للجَوْهَرِيِّ من غيرِ مَعْنىً والصّوابُ ما قَالَهُ المُصَنِّف فإنَّ الّذِي ذَكَرَه أصْحَابُ الغَرِيبِ كابنِ الأثِيرِ وغَيْرَه عَزَوْهُ لسّيدنا عليّ رضي اللهُ عنه ولم يَعْزُوه إلى المُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم وهو من جُمْلَةِ خُطَبِه المُخْتَارَةِ وكَلامِهِ المَأْثُور الذِي شَرَحَه العَلاّمةُ ابنُ أبي الحَدِيد في شَرْحِه على نَهْجِ البَلاغَة وليس في كَلامِ المُصَنِّفِ ما يَدُّلُ على أنَّه مَثَلٌ حَتّى يُوَهَّم فتأمَّل
و القَزَعُ : صِغَارُ الإِبِلِ نقله الجَوهَرِيّ وهو مَجازٌ
ومن المجَاز : القَزَعُ : أنْ يُحْلَقَ رَأسُ الصَّبِيِّ ويُتْرَكَ مَوَاضِعُ منهُ مُتَفَرِّقَةً غيرَ مَحْلُوقَةٍ تَشْبِيهاً بِقَزَع السَّحَابِ ومنه الحَدِيثُ : نَهَى عَنِ القَزَعِ يَعْنِي : أخْذَ بَعْضِ الشَّعْرِ وتَرْكَ بَعْضِه وهو مَجازٌ وقالَ ابنُ الرِّقاعِ :
حَتّى اسْتَتَمَ علَيْهَا تامِكٌ سَنِمٌ ... وطَارَما أنْسَلَت عن جِلْدِها قَزَعَا و القَزَعُ مِنَ الصُّوفِ ما يَتَحاتُّ ويَتَنَاتَفُ فِي الرَّبِيعِ فيَسْقُط
ومن المجازِ : القَزَعُ : غُثَاءُ الوَادِي يُقَالُ : رمَى الوَادِي بالقَزَع قالَهُ أبُو سَعِيدٍ والزَّمَخْشَرِيُّ
ومن المجَازِ : الفَحْلُ يَرْمِي بالقَزَعِ وهو : لُغَامُ الجَمَلِ وزَبَدُه على نُخْرَتِه قالَهُ أبو سَعيد والزَّمَخْشَرِيُّ
والقَزَعَة بهاءٍ : وَلَدُ الزِّنَا كذا في النَّوادِرِ
وقَزَعَةُ بِلا لامٍ : عَلَم : جَماعَةٍ من المُحَدِّثِينَ ذَكَرَهُم صاحبُ التَّقْرِيب ويُسَكَّنُ للتَّخْفِيفِ حكاهُ ثَعْلَبٌ
وكُزبَيْرٍ : قُزَيْعُ بنُ فِتْيَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ الغَوْثِ بنِ أنْمَار بنِ إراشٍ
والرُّبَيْعُ بن قُزَيْعٍ كزُبَيرٍ فيهما : التابِعِيُّ عن ابْنِ عُمَرَ وعنه شُعْبَةُ وقد تَقَدَّم ذلِكَ للمُصَنِّفِ في ر - ب - ع ونَسبَه إلى غَطَفانَ
قلتُ : وولَدُه قَيْسُ بنُ الرُّبَيْعِ حَدَّث أيْضاً
وكَبْشٌ أقْزَعُ تَنَاتَفَ صُوفُه في أيّامِ الرَّبِيعِ ذَهَب بَعْضٌ وَبَقِيَ بَعْضٌ وكذلِكَ شَاةٌ قَزْعاءُ كما في العُبَابِ وفي اللِّسَانِ : ونَاقَةٌ قَزْعاءُ كذلِك
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : يُقَالُ : ما عِنْدَهُ قَزَعَةٌ مُحَرَّكَةً أي شَيءٌ من الثِّيَابِ و كذلِكَ مَا علَيْه قِزاعٌ ككِتَابٍ : قِطْعَةُ خِرْقَةٍ وقد تَقَدَّم أنَّه صَحَّفَه بَعْضُهُم بالذّالِ المُعْجَمَة
و القَزِيعَة كشَرِيفَةٍ : القُنْزُعَةُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ وهي وَاحِدَةُ القَنَاعزِع وسيُذْكَروزادَ ابنُ عَبّادٍ : وكذلِكَ القُزَّعَةُ مثلُ قُبَّرةٍ بحَذْفِ إحْدَى النُّونَيْنِ وإدْغامِها فِي الزّاي وضَبَطَهُ غيرُه بضَمٍّ فسُكُونٍ ومِثْلُه في اللِّسانِ وهي الخُصْلَة من الشَّعرِ تُتْرَكُ على رَأسِ الصَّبِيِّ وهي كالذَّوائب فِي نَوَاحِي الرَّأسِِ أو القَلِيلُ من الشَّعرِ في وَسَطِ الرَّأسِ خاصَّةً كالقُنْزُعَةِ بإظْهَارِ النُّونِ ويُذْكَر في قنزع لاخْتِلافِهِم في نُونِه وهُنَا ذَكَره الجَوْهَرِيُّ وغيرُه من أئِمَّةِ التَّصْريفِ وحَكَمُوا على زِيَادَةِ نُونِه
وقولُهم : قُلِّدْتُمْ قَلائِدَ قَوْزَعٍ كجَوْهَرٍ أو لأُقُلِّدَنَّكَ يا هذا قَلائِدَ قَوْزَعٍ أي طُوِّقْتُم أَطْواقاً لا تُفَارِقُكُم أبداً قالَهُ ابنُ الأعْرَابِيِّ على ما فِي العُبَابِ وأنْشَدَ :
قلائدَ قُوزْعٍ جَرَّتْ عَلَيْكُم ... مَواسِمَ مِثْلَ أطْواقِ الحَمَامِ وقال مرَّةً : قلائدَ بَوْزَعٍ ثم رَجَع إلى القافِ وفي اللِّسَان : قالَ الكُمَيْتُ بنُ مَعْرُوفٍ وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ : هو للكُمَيْتِ بنِ ثَعْلَبَةَ الفَقْعَسِيِّ :
أبَتْ أمُّ دِيَنارٍ فأصْبحَ فَرْجُهَا ... حَصاناً وقُلِّدْتظُمْ قَلائِدَ قَوْزَعَا
" خُذُوا العَقْلَ إنْ أعْطَاكُمُ العَقْلَ قَوْمُكُمْوكُونُوا كمَنْ سَنَّ الهَوَانَ فأرْبَعَا
ولا تُكْثِرُوا فيه الضِّجَاجَ فإنَّه ... مَحَا السَّيْفُ ما قَالَ ابنُ دَارَةَ أجْمَعَا فَمهمْا تَشَأ منه فَزارَةُ تُعْطِكْم ومَهْمَا تَشَأْ منه فَزَارَةُ تَمْنَعَا وقالَ أبو تُرابٍ حِكايةً عن العَرَبِ : أقْزَعَ لهُ فِي المَنْطِقِ وأقْذَعَ وأزْهَفَ : إذا تَعَدَّى في القَوْلِ
والتَّقْزِيعُ : الحُضْرُ الشَّدِيدُ وقال الأصْمَعِيُّ : قَزَعَ الفَرَسُ يَعْدُو ومَزَعَ يَعْدُو إذا أحْضَرَ . انتَهَى
وكأنَّه شُدِّدَ للمُبَالغَةِ
ومن المجَازِ : التَّقْزِيعُ : تَجْرِيدُ الشَّخْصِ لأمْرٍ مُعَيَّنٍ وكذا إرْسَالُ الرَّسُولِ شَبَّهُوه بقَزَع السَّحَابِ أرادَ أنَّه يَسْعَى بخَبَرِه مُسْرِعاً إسْراعَ البَرِيدِ
و من المجاَزِ : المُقَزَّعُ كمُعَظَّمٍ : السَّرِيعُ الخَفيفُ من الأفْراسِ والرُّسُلِ قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضِيَ الله عنه :
أآثَرْتَ هِدْماً بَالياً وسَوِيَّةً ... وجِئْتَ به تَعْدُو بَشيراً مُقَزَّعَا ويُرْوَى : بَرِيداً والبَشِيرُ المُقَزَّع : الذِي جُرِّدَ للبِشَارَةِ ومن كُلِّ شيءٍ قالَ ذَو الرُّمَّةِ يَصِفُ صائداً :
مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطْمَارِ لَيْسَ لَهُ ... إلاّ الضِّراءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ والمُقَزَّعُ مِنَ الخَيْلِ ما تُنْتَف ناصِيتَهُ حتَّى تَرِقَّ قالَ الشاعِر :
نَزائعَ للصَّرِيحِ وأعْوَجِيٍّ ... من الجُرْدِ المُقَزَّعَةِ العِجَالِ وقِيلَك هو الخَفيفُ كما في العُبابِ وفي اللِّسَانِ : الرَّقِيقُ الناصِيَةِ خِلْقَةً وقِيلَ : هُوَ المَهْلُوبُ الّذِي جُزَّ عُرْفُه ونَاصِيتَهُ
والمُقَزَّعُ أيْضاً : مَنْ لَيْسَ على رَأسِه إلاّ شَعَراتٌ مُتَفَرِّقاتٌ تَطَايَرُ فِي الرِّحِ قالَهُ اللِّيثُ وأنْشَدَ قولَ ذِي الرُّمَّةِ السابِقَ وقالَ لَبِيدٌ رضيَ اللهُ عَنْه :
" أنا لَبِيدٌ ثُمَّ هذِي المِنْزَعَهْ
" يا رُبَّ هَيْجَا هِيَ خَيْرٌ مِن دَعَهْ
" أكُلَّ يَوْمٍ هامَتِي مَقَزَّعَهْ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : رَجُلٌ مُقَزَّعٌ : رَقِيقُ شَعرِ الرَّأْسِ مُتَفَرِّقُه
قالَ : وتَقَزَّعَ الفَرَسُ أي تَهَيَّأَ للرَّكْضِ وقَزَّعَه تَقْزِيعاً : هَيَّأه لذلِكَ
قالَ وقَزَّعَ رَأْسَهُ تَقْزِيعاً حَلَقَه . وفِي الصّحاحِ : حَلَقَ شَعرَه وبَقِيَتْ منه بَقَايا في نَوَاحيِهِ وهو مَجازٌ وقد نُهِيَ عن ذلِكَ لِما فيه من تَشْويهِ الخِلُقَةِ أو لأنَّه زِيُّ الشَّيْطَانِ أو شِعارُ اليَهُودِ أو غيرُ ذلكَ ممّا هو مبْسُوطٌ فِي شُرُوحِ الصَّحِيحَيْنِ
وقالَ أبو عَمْروٍ : كُلُّ مَنْ جَرَّدْتَه لِشَيءٍ ولَمْ تَشْغَلْهُ بغَيْرِه فقدْ قَزَّعْتَهُ وهو مَجازٌ
ومَقْزُوعٌ : اسْمٌ
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :قَزَعُ السَّهْمِ بالتَّحْرِيكِ : ما رَق مِنْ رِيشِهِ
وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ : رِيشَ برِيشٍ صِغارٍ
والقُزْعَةُ بالضَّمِّ : خُصْلَةٌ من الشَّعْرِ
ورَجُلٌ قُزْعَةٌ بالضَّمِّ : للصَّغِيرِ الدَّاهِيَةِ عامِّيَّة
وكُلُّ شَيءٍ يَكُونُ قِطَعاً مُتَفَرِّقةً فهو قَزَعٌ مُحَرَّكَةً
ورَجُلٌ مُتَقَزِّعٌ : رقِيقُ شَعرِ الرَّأسِ مُتَفَرِّقُه
والقَزَعَةُ مُحَرَّكَةً : مَوْضِعُ الشَّعْرِ المُتَقَزِّع من الرأسِ
وفَرَسٌ مُقَزَّعٌ : شَدِيدُ الخَلْقِ والأسْرِ عن أبي عُبَيْدَةَ
وقَوْزَعَ الدِّيكُ قَوْزَعَةً إذا غُلِبَ فهَرَب أوْ فَرَّ من صاحِبهِ قالَ يعْقُوبُ : ولا تَقْلْ : قَنْزَعَ فإنَّ الأصْلَ فيهِ قَزَعَ : إذا عَدَا هَارِباً ونَسَبَهُ الأصمَعِيُّ للعامَّةِ وسيأتي ذِكْرُه في قنزع مُفَصَّلاً وهذا مَحَلُّ ذِكْرِه
وقَوْزَعٌ كجَوْهَرٍ : اسمُ الخِزْيِ والعَارِ عن ثَعْلَبٍ ومنه المَثَلُ : قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَع وقالَ ابنُ الأعرَابيِّ : أي الفَضَائح
وقال ابنُ بَرِّيّ : القَوْزَعُ : الحِرْبَاءُ وذَكَر المثَلَ وقالَ المَيْدَانِيُّ فِي مَجْمَعِ الأمْثَالِ : قَوْزَعٌ : الدّاهيَةُ والعارُ
وقُزَيْعَةُ كجُهَيْنَة : اسمٌ
وتَقَزَّعَ السَّحَابُ وتَقَشَّعَ بمَعْنىً
ورَجُلٌ مُقَزَّعٌ كمُعَظَّمٍ : ذَهَب مَالُه ولمْ يَبْقَ إلاّ القَزَع وهي صِغارُ الإبِلِ وهو مَجَازٌ نَقَلَه الزَّمخْشَرِيُّ
وتَقَزَّعُوا : تَفَرَّقُوا