وسَنْكَبَاثُ بفتح فسكون نون وبعد الكاف موحّدَة أُخرى : بلدٌ بسَمَرْقَنْدَ وهو نِسْبَةُ أَحمَدَ بنِ الرَّبِيعِ ابن شافِعٍ السَّنْكَبَاثِيّ روى عن أَحمدَ بنِ حُميد السَّنْكَبَاثِيّ وعنه ابنُه عليٌّ وعن عَلِيٍّ الخطيبُ عبدُ الله ابنُ عُمرَ الكِسَائِيّ ومات علِيٌّ سنة 452
فصل الشين المعجمة مع المثلثة
" الكَبَاثُ كسَحَابٍ : النَّضِيجُ من ثَمَرِ الأَرَاكِ " قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ . وفي المُحْكَمِ : وقِيل : هو ما لمْ بَنْضَجْ منه وقيل : هو حَمْلُه إِذا كان مُتَفَرِّقاً واحدتُه كَبَاثَةٌ قال :
يُحَرِّكُ رأْساً كالكَبَاثَةٌ واثِقاً ... بوِرْدِ فَلاَةٍ غَلَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ وفي الصّحاح : ما لمْ يَنْضَجْ من الكَبَاثِ فهو بَرِيرٌ . وقال أَبو حنيفةَ : الكَبَاثُ فُوَيْقَ حَبِّ الكُسْبَرَةِ في المِقْدَارِ وهو يَمْلأُ مع ذلك كَفَّىِ الرَّجُلِ وإِذا الْتَقَمَه البَعيرُ فَضَلَ عن لُقْمَتِه . " وكَبِثَ اللَّحْمُ كفَرِحَ : تَغَيَّرَ وأَرْوَحَ " . عن أًبي عمرٍو : الكَبِيثُ : اللَّحْمُ قد غَمَّ وقد " كَبَثْتُهُ أَنَا : غَمَمْتُه " . هو " لَحْمٌ كَبِيثٌ وَمَكْبُوثٌ " ويُنْشَد لأَبِي زُرَارَةَ النَّصْرِىّ :
" أَصبَحَ عَمّارٌ نَشِيطاً أَبِثَا
" يأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قد كَبِثَا " والكُنْبُثُ بالضّمّ : الصُّلْبُ الشّدِيدُ والمُنْقَبِضُ البَخِيلُ كالكُنْبُوثِ والكُنَابِثِ " بضم أَوّلهما أَيضاً والنون زائدة وقيل بأَصالَتِها وسيأْتي للمصنّف بعْدُ . " وتَكْبِيثُ السَّفِينَةِ " هو " أَنْ تُجْنَحَ " أَي تُمَالَ " إِلى الأَرْضِ ويُحَوَّلَ ما فِيهَا إِلى " السَّفِينَةِ " الأُخْرَى " . وكَبَاثَةُ بنُ أَوْسٍ بالفَتْح : أَخُو عَرَابَةَ له صُحْبَةٌ ذكرَه الجَمَاهِيرُ استدركه شيخُنا
" بَثَّ " الشَّيْءَ و " الخَبَرَ يَبُثُّه " بالضَّمّ " ويَبِثُّه " بالكسر بَثّاً هكذا صَرّحَ به ابنُ منظور وغيرُه فقولُ شيخِنا - : أَما الكَسْر فلم يذكُرْه أَحدٌ من اللُّغَويين ولا من الصَّرْفِيِّين مع استِيعابِهم للشَّواذّ والنَّوَادِر فالظاهر أَنّ المصنّف اشتَبه عليه بِبَتَّ بالمُثَنّاة بمعنى قطَع فهو الذي حَكَوْا فيه الوَجْهَيْنِ وتَبَرّع هو بِزيادَة لُغَةٍ ثالثَة غير معروفة انتهى - مَنْظُورٌ فيه وكفى بابن مَنْظُورٍ صاحِبِ اللسان حُجّةً . " وأَبَثَّهُ " إِبْثاثاً " وَبَثَّثَهُ " بالتشديد للمبالغة . قد يُبْدَل من الثّاءِ الوسطى باءٌ تخفيفاً فيقال : " بَثْبَثَهُ " كما قالوا في حَثَّثْت : حَثْحَثْت كلّ ذلك بمعنى " نَشَرَه وفَرَّقَه " . أَبَثَّه " فانْبَثَّ " : فَرَّقَه فَتَفَرَّق وخَلَقَ اللهُ الخَلْقَ فبَثَّهُمْ في الأَرْضِ وفي التنزيل العَزِيز : " وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِساءً " أَي نَشَر وكَثَّرَ وفي حديثِ أَمِّ زَرْعٍ " زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَه " أَي لا أَنْشُرهُ لِقُبْحِ آثارِه . وبَثْبَثَ الخَبَرَ بَثْبَثَةً : نَشَرَه . " وبثَثْتُكَ السِّرَّ " بَثّاً هكَذَا في سائر النُّسَخ والذي صَرّح به غيرُ واحدٍ من أَئمةِ اللّغَة : أَبْثَثْتُ فلاناً سِرّى - بالأَلفِ - إِبثَاثاً أَي أَطْلَعْتُه عليه وأَظْهَرْتُه له . أَمّا " أَبْثَثْتُكَ " فمن البَثِّ بمعنى الحُزْن أي " أَظْهَرْتُه " أَي بَثِّي " لَكَ " وفي الأَساس : ومن المَجَاز : بثَثْتُه ما في نَفْسِي أَبُثُّه وأَبْثَثْتُه إِيّاه : أَظْهَرْتُه لَه وباثَثْتُه سِرّى وباطِنَ أَمْرِي : أَطْلَعْتُه عَلَيْه وبينهما مُبَاثَّةٌ ومُنَافَثَة وبَثٌّ الخَبَرَ فانْبَثَّ . انتهى . " وتَمْرٌ بَثٌّ " ومُنْبَثٌّ إِذا لم يُجَوَّدْ كَنْزُه فَتَفَرَّق وقيل : هو المُنْتَثُر الذي ليس في جِرابٍ ولا وِعاءٍ كفَثٍّ وهو كقولهم : ماءٌ غَوْرٌ . قال الأَصمعيّ : تَمْرٌ بَثٌّ أَي " مُتَفَرِّقٌ " بعضُه من بعض " مَنْثُورٌ " أَي لعدمِ جَوْدَةِ كَنْزِه . " وَبثَّ الغُبَارَ وبَثْبَثَه : هَيَّجَه " وأثارَه . وَبَثْبَثَ التُّرَابَ : استثارَه وكَشَفَه عمّا تَحْتَه . " والمُنْبَثُّ : المَغْشِيُّ عليهِ " من الوَجْدِ والحُزْنِ أَو من الضَّرْبِ وأَما قولُه تعالى " فكانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً " فمعناه أَي غُبَاراً مُنْتَثِراً . " والبَثُّ : الحالُ " والحُزْنُ والغَمُّ الذي تُفْضِى به إِلى صاحِبِك . في حديث أُمّ زَرْع : " لا يُولِجُ الكَفَّ ليَعْلَم البَثَّ " قال الأَزْهَرِيّ : البَثُّ في الأَصل : " أَشَدُّ الحُزْنِ " وفي نسخِ التهذيب : شِدَّةُ الحُزْنِ والمَرَضُ الشَّدِيدُ كأَنَّهُ من شِدَّتِه يَبُثُّه صاحِبَه . المعنى : أَنّه كانَ بجَسَدِهَا عَيْبٌ أَو داءٌ فكان لا يُدْخِل يَدَه في ثَوْبِها فيَمَسَّه ؛ لعِلْمِه أَنّ ذلك يُؤذِيها ؛ تَصِفُه باللُّطْف . وقيل : إِنّ ذلك ذَمٌّ له أَي لا يَتَفَقَّد أُمورَها ومصالِحَها كقولهم : ما أُدْخِلُ يَدي في هذا الأَمْرِ أَي لا أَتَفَقَّدُه . وفي حديث كعبِ بنِ مالك " فلمّا تَوجَّهَ قافِلاً من تَبُوكَ حضَرَنِي بَثِّي " أَي اشْتَدَّ حُزْنِي . " واسْتَبَثَّه إِيّاه : طَلَبَ إِليه أَنْ يَبُثَّه إِيّاهُ " فالسّين للطّلَبِ
ومما يستدرك عليه : بَثَّ الخَيْلَ في الغَارَةِ يَبُثُّها بَثّاً فانْبَثَّتْ . وبَثَّ الصَّيَّادُ كِلابَه يَبُثُّها بَثّاً . وانْبَثَّ الجَرَادُ : انْتَشَرَ . وتَمْرٌ مُنْبَثٌّ : غيرُ مَكْنُوزٍ . وإِبْثِيثُ كِعفْرِيت : اسمُ جَبَل كذا في المُعْجَم . وبَثَّ المَتَاعَ بنَواحِي البَيْتِ : بسَطَه . قالَ الله عزّ وجلّ : " وزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ " أَي مَبْسُوطَة . وقال الفَرّاءُ : مَبْثُوثَةٌ أَي كَثِيرَةٌ . وفي حديثِ عبدِ الله " فلمّا حَضَر اليَهُودِيَّ المَوْتُ قال : بثْبِثُوه " حَكاه الهَرَوِىّ في الغَريبَيْن . وأَبَثَّه الحَديثَ : أَطْلَعَه عليه . قال أَبُو كَبير :
ثمّ انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبتي ... رَعِشَ البَنَانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ وبَثْبَثْتُ الأَمْرَ إِذا فَتَّشْتَ عنهُ وتَخَبَّرْتَه