الجُنْد بالضمّ : العَسْكَرُ والأَعوانُ والأَنْصار والجمعُ الأَجْنَادُ والجُنُودُ والواحدُ جُنْدِيٌّ فالياءُ للوَحْدة مثل رُوم ورُوميّ كذا في المصباح . والجُنْد : المَدينَةُ وجمعُها أَجنادٌ . وخَصّ أَبو عُبيدة به مُدُنَ الشَّأْم . وأَجنادُ الشأْم خَمْسُ كُوَر : دِمَشق وحِمْص وقنَّسرينُ والأُردُن وفِلَسطِين يقال لكُلِّ مدينةٍ منها جُنْد . وفي حديث عُمرَ أَنّه خَرجَ إِلى الشّأْم فلقيَه أُمراءُ الأَجنادِ وهي هذه الخمسةُ أَماكن كلُّ واحد منها يُسمَّى جُنْداً أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين . وكلُّ صِنفٍ مِن الخَلْقِ جُنْدٌ على حِدةٍ والجمع كالجمْع . وفي المثَل إِنَّ جُنُوداً منها العَسَلُ قال شيخنا في هذا المثَل : إِنّه لمعاويةَ رضي اللّه عنه قاله لمَّا سمع أَن الأَشترَ سُقِيَ عَسَلا فيه سمٌّ فماتَ . يُضرَب عند الشَّماتة بما يُصيب العَدوَّ وقاله الميدانيّ والزمخشريّ . ووقع في تاريخ المسعوديِّ إِنَّ للّه جُنْداً في العَسَل . والجَنَدُ بالتَّحْرِيك : الأَرضُ الغلِيظة . وقيل : هي حجَارةٌ تُشبِهُ الطِّينَ . والجَنَدُ : د باليمن بين عَدَنَ وتَعْزَّ وهو أَحَدُ مخاليفها المشهورة نزَلها مُعَاذُ بن جبَلٍ رضي اللّه عنه . والجَنَدُ بنُ شَهْرَانَ : بَطنٌ من المَعَافر منهم شَرَفُ بن محمّد بن الحَكَم ابن أَخي يَحيَى بن الحَكَم المَعَافرِيّ . وجَنْدٌ كنجْمٍ : د . على نَهرِ سَيْحُونَ منه القاضي الشاعر يعقوب ابن فاضلٍ قَدِم خُوارَزْمَ سنة 548 . وخَلاّد بن عبد الرّحمن بن جُنْدَةَ - الصاغانيّ - بالضّمّ عن سعيد بن المُسيّب وغيره وعنه ابن أَخيه القاسم بن الفيّاض بن عبد الرحمن وغيره . والهَيْثَم بن جَنّادٍ ككتّان وعليُّ بن جَنَدٍ محرّكَةً محدِّثون الأَخير يُعرف بالطّائفيّ : عن عمْرْو بن دِينَار . وجُنَادَةُ بالضّم ابن أَبي أُمَيَّةَ الأَزْديّ وابن جَراد الغَيْلاَنيّ الأَسَديّ وابن زيد الحارثيّ وابن سفيان أَخو جابرٍ وابنُ عبد اللّه بن عَلْقَمة بن عبد المطَّلب وابن عوفٍ وابنُ مالكٍ صحَابِيُّون رضي اللّه عنهم . وجُنيْدُ بن عبد الرحمن بن عوف بن خالدٍ العامريّ وحُميدٌ أَخوه صَحابَّيان . وأَجْنَاديْن بفتح الأَلف وفتْح الدّال وكسرها وفي اللّسان وأَجْنَادَيْنُ وأَجْنادانُ مَوضعٌ النُّونُ مُعْرَبةٌ بِالرَّفْع . قال ابن سيده : وأُرى البِناءَ قد حُكِيَ فيهما . والأَخير من الوجهين ذَكره البكريّ في المعجم كأَنّه تثنية أَجناد وبه جزمَ ابن الأَثير وقيَّده ابن إِسحاق . وقال السُّهَيليّ : كذا سمعْت الشيخ الحافظ أَبا بكرٍ يَنطق به وقيَّدناه عن أَبي بكر بن طاهرٍ عن أَبي عَليٍّ الغَسّانيّ بكسر أَوله وفتح الدال : ع مشهورٌ من نواحي دِمَشق الشأْم كانت فيه الوقْعة العظيمةُ بين الرُّوم والمسلمين . وجُنْدَ يَسابُورُ . بالضّمّ موضعٌ آخَرُ ولفظُه في الرّفع والنّصب سواءٌ لعُجمَته وهو كُوَرِ الأَهواز . والجُنيْدُ كزُبيرٍ : لَقَبُ سيِّد الأَقطاب أَبي القاسم سعِيدِ بن عُبَيْدٍ وقيل هو الجُنيْدُ بن محمّد بن الجُنيد الخرَّاز القَوَاريريّ سُلطانُ الطَّائفة الصُّوفيّة وسيِّدُهم صَحبَ سريّاً السَّقَطيَّ والحارِثَ المحاسِبيّ وسمع الحسن بنَ عَرفةَ ؛ وعنه جعفرٌ الخلْدِيّ وتَفقَّه على أَبي ثَورٍ صاحبِ الشافعي وأَفَتى في حَلْقته وكان شيخ وَقْته وفَريدَ عصره حالاً وقالاً . توفِّيَ سنةَ 298 ودُفِنَ عند شيخِه سَرِيّ بالشُّونِيزيّة ببغدادَ . ومما يستدرك عليه : جُنْدٌ مُجنَّدٌ أَي مجموعة . وهذا كما يقال أَلْفٌ مُؤلَّفَةٌ وقَنَاطيرُ مُقَنْطَرةٌ أَي مُضعَّفة . وجَنْد بفتْح فسكون : ناحيةٌ بسَوادِ العِراق بين فَم النِّيل والنُّعمانيّة . والهَيْثم بن محمّد بن جَنّادٍ ككَتّان الجُهنيّ مُحدّث . والجُنَادِيّ : جِنْسٌ من الأَنماط أَو الثِّياب يُسترُ بها الجُدرانُ . وتَجندَ : اتخذَ جُنداً . وجُنادَة بالضّمّ : حَيٌّ . والجُنْد بالضّمّ : جَبلٌ باليمن . وجُنيد بن سميع المُزنيّ ذكرَه العقيليُّ في الصحابة . والقاسم بن فيّاض بن عبد الرحمن ابن جُنْدة صَنعانيٌّ يُعدّ من أَهل اليمن . ومحمّد بن عبد اللّه بن الجُنَيد الجُنيديّ . ومحمّد بن يوسف بن الجُنَيد الجُنيديّ الكَشّيّ الجُرحانيّ . وأَبو محمدٍ حَيْدر بن محمّدبن أَحمد ابن الجُنَيد البُخاريّ . فهؤلاءِ إِلى جَدِّهم الجُنيْد . وأَما عبد اللّه محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كان يَتكَلَّم كثيراً بكلامِ الجُنيْد . وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن محمد بن أَحمد بن عيسى الأَسفَراينيّ كان واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ . بن أَحمد ابن الجُنَيد البُخاريّ . فهؤلاءِ إِلى جَدِّهم الجُنيْد . وأَما عبد اللّه محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كان يَتكَلَّم كثيراً بكلامِ الجُنيْد . وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن محمد بن أَحمد بن عيسى الأَسفَراينيّ كان واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ
كَتَبهُ يَكْتُبُ كَتْباً بالفَتْح المَصْدَرُ المَقِيسُ وكِتَاباً بالكسر على خِلاف القياس . وقيل : اسْمٌ كاللِّباس عن اللِّحْيَاِنّي . وقِيل : أَصلُهُ المصدرُ ثمّ استُعمِلَ فيما سيأْتي من معانيه . قاله شيخُنا . وكذا : كِتابَةً وكِتْبَةً بالكسر فيهما : خَطَّهُ قال أَبو النَّجْمِ :
أَقْبَلْتُ مِنْ عِنِْ زِيَاد كالخَرِفْ ... تَخُطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتلِفْ
" تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لاَمَ الِفْ وفي لسان العرب قال : ورأَيتُ في بعض النُّسَخ " تِكِتِّبانِ " بكسر التّاءِ وهي لُغَةُ بَهْراءَ يَكْسِرُونَ التَّاءَ فيقولونَ : تِعْلَمُونَ . ثمّ أَتْبَع الكافَ كسرةَ التّاءِ ككَتَّبَهُ مُضَعَّفاً وعن ابن سِيدَهْ : اكْتَتَبَه كَكَتَبَه أَو كَتَّبَهُ : إِذا خَطَّهُ
واكْتَتَبَهُ : إِذا اسْتَمْلاهُ كاسْتَكْتَبَهُ واكْتَتَبَ فلانٌ كِتَاباً : أَي سأَلَ أَنْ يُكْتَبَ له . واسْتَكْتَبَهُ الشَّيِْ : أَي سَأَلَهُ أَن يَكْتُبَه له . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : اكْتَتَبها فهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وأَصِيلاً أَي : استَكْتَبَها . والكِتَابٌ : ما يُكْتَبُ فيهِ وفي الحديثِ : مَنْ نَظَرَ إِلى كِتَابِ أَخيه بغَيْرِ إِذْنِه فكَأَنَّما يَنْظُرُ في النَّارِ . وهو محمولٌ على الكِتَابِ الذي فيه سِرٌّ وأَمانةٌ يَكرَهُ صاحِبُهُ أَنْ يطَّلَعَ عليه . وقيلَ : هو عامٌ في كلِّ كِتاب . ويُؤَنَّثُ على نِيّةِ الصَّحيفةِ . وحكى الأَصْمَعِيُّ عن أَبِي عَمْرِو بْن العَلاَءِ : أَنّهُ سَمِعَ بعضَ العرَبِ يقولُ وذَكَرَ إِنْسَاناً فقال فُلانٌ لَغُوبٌ جاءَتْه كِتابي فاحْتَقَرَهَا . اللَّغُوبُ : الأَحْمَقُ الكِتَابُ : الدَّوَاةُ يُكْتَبُ منها . الِكَتابُ : التَّوْرَاةُ قال الزَّجَّاجُ في قوله تعالَى : " نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ " وقولُهُ " كِتَابَ اللهِ " : جائزٌ أَنْ يكونَ التَّوْراةَ وأَن يكونَ القُرآنَ . الكِتَابُ : الصَّحِيفَةُ يُكْتَبُ فيها . الكِتابُ يُوضَعُ مَوْضِعَ الفَرْضِ قال اللهُ تَعَالَى : " كُتِبَ عَلَيْكُم القِصَاصُ " وقال عَزّ وجَلَّ " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ " مَعْنَاهُ : فُرِضَ . قال : " وكَتَبْنَا عَلَيْهِم فيها " أَي : فَرَضْنا . مِنْ هذا : الكِتَابُ يأْتي بمعنى الحُكْمِ وفي الحديثِ : " لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بكِتَابِ اللهِ " أَي : بحُكْمِ اللهِ الّذي أَنزلَ في كِتابه وكَتَبَه على عِباده ولم يُرِدِ القُرْآنَ لأَنَّ النَّفْيَ والرَّجْمَ لا ذِكْرَ لهما فيه ؛ قال الجَعْدِيُّ :
" يا بِنَت عَمِّي كِتَابُ اللهِ أَخْرَجَنِيعَنْكُمْ وهَلْ أَمْنَعَنَّ اللهَ ما فَعَلا وفي حَدِيثِ بَريرَةَ : " من اشْتَرَطَ شَرْطاً ليس في كِتَابِ اللهِ " أَي : ليس في حُكْمِهِ . في الأَساس : ومِن المجاز : كُتِبَ عليه كذا : قُضِيَ . وكِتَابُ اللهِ : قدَرُهُ قال : وسَأَلَنِي بعضُ المَغَاربةِ ونحنُ بالطَّوافِ عن القَدر فقلت : هو في السَّمَاءِ مكتوبٌ وفي الأَرِضْ مكسوبٌ . من المَجَاز أَيضاً عن اللِّحْيَانّي الكُتْبَةُ بالضَّمِّ : السَّيْرُ الَّذِي يُخْرَزُ به المَزَادَةُ والقِرْبَة وجَمْعُهَا كُتَبٌ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
وَفْراءَ غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوَارِزَها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُالوفْراءَ : الوافِرَةُ . والغَرْفِيَّةُ : المَدْبُوغة بالغَرْفِ شَجرةٍ . وأَثأَى : أَفسدَ . الخَوَارِز : جَمْعُ خارِزِةَ . الكَتْب : الجَمْعُ تقولُ منه : كَتْبتُ البَغْلَةَ . إِذا جَمَعْتَ بيْن شُفْرَيْها بحَلْقَة أَو سَيْرٍ . وفي الأَساس : وكَذَا : كَتَبْتُ عليها وبَغْلَةٌ مٌكتوبة ومكتوبٌ عليها . والكُتْبَةُ : ما يُكْتَبُ به أَيْ يُشَدّ حَياءُ البَغلةِ أَو النَّاقَةِ لئلا يُنْزَى عليها والجَمْعُ كالجَمْعِ . عن اللَّيْثِ : الكُتْبَةُ : الخُرْزَةُ المضمومةُ بالسّيْرِ . وقال ابْنُ سِيدَهْ : هي الَّتِي ضَمَّ السَّيْرُ كِلاَ وَجْهَيْها الكْتبَةُ بالكسر : اكْتِتَابُكَ كِتَاباً تَنْسَخُهُ . والكِتْبَةُ أَيضاً : الحالَةُ . والكِتْبَةُ أَيضاً : الاكْتِتابُ في الفَرْضِ والرِّزْقِ . وكَتَبَ السِّقاءَ والمَزَادَةَ والقِرْبَةَ يَكْتُبُه كَتْباً : خَرَزَةُ بسَيْرَيْنِ فهو كَتِيبٌ . وقيلَ هو أَن يَشُدَّ فَمَهُ حتَّى لا يَقْطُرَ منه شَيءٌ كَاكْتَتَبَهُ : إِذا شَدَّه الوِكاءَ فهو مُكْتَتب . وعن ابْنِ الأَعْرَابيّ : سَمِعْتُ أَعْرَابِياً يقول : أَكْتَبْتُ فَمَ السِّقاءِ فلَمْ يَسْتَكْتِبْ . أَي : لَمْ يَسْتَوْكِ لجفائِه وغِلَظِه . وقال اللِّحْيَانِيّ : اكْتُبْ قِرْبَتَك : اخْرُزْهَا . وأَكْتِبْهَا : أَوْكِها يعني : شُدَّ رَأْسَها . كَتَبَ النَّاقَةَ يَكْتِبُهَا ويَكْتُبُها بالكَسْرِ والضَّمّ كَتْباً وكَتَبَ عليها : خَتَمَ حَيَاءَهَا وخَزَمَ عليه أَو خَزَمَ بحَلْقَةٍ منْ حَدِيدٍ ونَحْوِه كالصُّفْرِ تَضُمّ شُفْرَيْ حَيائِها لئلاَّ يُنْزَي عليها . قال :
لا تَأْمننَّ فَزارِياً خَلَوْتَ بِه ... على بَعِيرِك واكْتُبْها بِأَسْيارِ وذلكِ لأَنَّ بَنِي فَزَارَةَ يُرْمَوْنَ بِغِشْيَانِ الإِبل . كَتَبَ النَّاقَةَ يكْتُبُهَا : ظَأَرَهَا فَخَزَم منْخَرَيْهَا بِشيءٍ لئلاَّ تَشَمَّ البَوْلَ . هكذا في نُسْخَتِنَا وهو خَطَأَ وصوابُهُ " البَوَّ " أَيْ : فلا تَرْأَمُهُ
والكاتِبُ عندَهُمُ : العَالِمُ نقلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابْن الأَعْرَابيّ قال اللهُ تَعَالَى : " أَمْ عِنْدَهُمُ الغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ " وفي كِتابِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم إِلى أَهْل اليَمَنِ " قد بَعَثْتُ إِلَيْكُم كاتِباً من أَصحابي " أَرَاد : عالِماً سُمِّى به لأِنّ الغالِبَ على مَنْ كان يَعْرِفُ الكِتابَة أَنَّ عندَهُ العِلمَ والمعرفةَ وكان الكاتِبُ عندهم عَزيزاً وفيهم قليلاً . والإِكْتابُ : تَعْلِيمُ الكِتَابِ والكِتَابَةِ كالتَّكْتَيبِ . والمُكْتِبُ : المُعلِّمُ وقال اللِّحْيَانيّ : هو المكَتِّبُ الَّذِي يُعَلِّم الكِتَابَةَ . قال الحَسنُ : وكان الحَجَّاجُ مُكْتِباً بالطّائِفِ يعني : مُعَلِّماً ومنه قيل : عُبَيْدٌ المُكْتِبُ لأِنَّه كانَ مُعَلِّماً . ونصُّ الصَّاغانيِّ : كَتَّبْتُ الغُلامَ تَكْتِيباً : إِذا عَلَّمتَهُ الكِتَابةَ مثل اكْتَتَبْتُه : الإِكْتابُ : الإِمْلاَءُ تَقُولُ : أَكْتبنْي هذه القصيدةَ أَيْ : أَمْلِها علىَّ . الإِكْتابُ : شَدَّ رَأْسِ القِرْبَةِ يقَال : أَكْتَبَ سِقَاءَهُ إذا أَوْكأَهُ وهو مَجَاز وقد تقدَّمَ . رَجُلٌ كاتِبٌ والكُتَّابُ كُرَّمانٍ : الكاتِبُون وهم الكَتَبَةُ وحِرْفَتُهُم : الكِتَابَةُ قاله ابْنُ الأَعْرَابيّ . يقال : سَلَّمَ وَلَدَهُ إِلى المَكْتَبِ كمَقعَد أَيْ : مَوْضِعِ الكِتَابِ والتَّعْلِيمِ أَيْ : تعليمِه الكِتَابة . والمُكْتِبُ : المُعَلِّمُ والكُتَّابُ : الصِّبيان قاله المُبِّردُ . وقَوْلُ اللَّيْثِ وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيّ : إِنّ الكُتَّابَ بوزن رُمَّان والمَكْتَبَ كمَقْعَدٍ واحِدٌ وهما مَوضعُ تعليمِ الكِتابِ غَلَطٌ : وهو قولُ المُبَرِّدِ لأَنّه قال : ومَن جعَلَ الموضِعَ الكُتّابِ فقد أَخْطَأَ . وفي الأَساس : وقيل الكُتَّابُ : الصِّبْيانُ لا المَكَانُ . ونقل شيخُنا عن الشِّهابِ في شرح الشِّفاءِ : أَنَّ الكُتَّابَ للمَكْتَبِ وارِدٌ في كلامهم كما في الأَساس وغيرِهِ ولا عِبرة بمن قالَ إِنه مُوَلَّدٌ . وفي العِنَايَة : أَنَّه أَثْبَته الجوهريّ واستفاضَ استعمالُه بهذا المعنى كقوله :
وأَتَى بكُتَّابٍ لَو انْبَسَطَتْ يَدِي ... فيهِمْ رَدَدْتُهُمُ إِلى الكتابوأَوّلُهُ :
تَبًّا لِدَهْرٍ أَتَى بِعُجابِ ... ومَحَا فنُونَ العِلْمَ والآداب والأَبيات في تاريخ ابْنِ خِلِّكان . وأَصلُه جمع كاتِبٍ مثل كَتَبَة فأُطْلِقَ على مَحَلِّه مَجازاً للمجاورة وليس موضوعاً ابتداءً كما قال . وقال الأزْهَريُّ عن اللَّيْثِ : إِنّه لُغَةٌ . وفي الكَشْف : الاعتمادُ على قول الليث ونَقَلَهُ الصاغاني أيضاً وسَلَّمَه ؛ ونقلَه ابْنُ حَجَرٍ في شرح المِنْهَاجِ عن الإِمامِ الشّافِعيّ وصَحَّحَهُ البَيْهَقِيُّ وغيرُه ووفقه الجماهيرُ كصاحب التَّهْذيب والمُغْرِبِ والعُبابِ . انتهى الحاصِلُ من عبارته . ولكنّ عَزْوَهُ إِلى الأَساس ولسان العرب وغيرِهِما مَحَلُّ نَظَرٍ فإِنّهما نَقَلا عبَارَةَ المُبَرِّدِ ولم يُرَجِّحا قَولَ اللَّيْثِ حتى يُسْتَدَلٌ بمرجوحيّة قولِ المُبَرِّدِ كما لا يَخْفَى . ج كَتَاتِيبُ ومكاتيب . وهذا من تَتِمَّة عِبارة الجَوْهَرِيُّ فالأَوّل جَمْعُ كُتّابٍ والثّاني جَمْعُ مَكْتَبٍ . وقد أَخلّ المُصَنِّفُ بذكر الثّاني وذَكَرَه غيرُ واحدٍ قال شيخنا : وفي عبارة المُصَنِّفِ قَلَقٌ . قلت : وذلك لأَنّ كتاتِيبَ إِنّمَا هو جَمْعُ كُتَّابٍ على رأْي الجَوْهَرِيّ واللَّيْثِ وهو قد جعله خطأَ فما معنى ذِكْرِه فيما بَعْدُ ؟ نَعَمِ لم قَدَّمَ ذِكْرَهُ قبل قوله " خطأَ " لَسَلِمَ من ذلك فتأَمّلْ . الكُتَّابُ : سَهْمٌ صَغِيرٌ مُدَوَّرُ الرَّأَسِ يَتَعَلَّمُ بهِ الصَّبِيُّ الرَّمْيَ وبالثاءِ أَيضاً والثّاء المُثَلَّثة في هذا الحرفِ أَعلَى من التّاءِ الفَوْقِيّة كما سيأْتي . وفي عبارةِ شيخِنا هنا قلَقٌ عجيبٌ . الكُتّابُ أَيضاً : جَمْعُ كاتِبٍ مثل كَتَبة وقد تقدّمتِ الإِشارة إِليه . واكْتَتَبَ الرَّجُلُ : إِذا كَتَبَ نَفْسَهُ في دِيوانِ السُّلْطَانِ وفي الحَدِيثِ " قالَ له رَجُلٌ : إِنّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حاجَّةً وإِنِّي اكْتَتَبْتُ في غَزْوَةِ كذا وكذا " أَي : كَتَبْتُ اسْمِي في جُمْلَةِ الغُزَاةِ . وفي حديث ابْنِ عُمَرَ : " من اكْتَتَبَ زَمِناً بَعَثَهُ اللهُ زَمِناً يَوْمَ القِيَامةِ " . من المجاز : اكْتَتَبَ هو : أَسِرَ . واكْتَتَبَ بَطْنُه : حُصِرَ وأَمْسَكَ فهو مُكْتَتِبٌ ومُكْتَتَبٌ عليه ومكتوبٌ عليه نَقله الصاغانيُّ . والمُكْتَوْتِبُ : المُنْتَفِخُ المُمْتَلِئُ ممّا كان : نقله الصّاغانيّ . من المجاز : كَتَّبَ الكَتِيبَةَ جَمَعَها وهي الجَيْشُ : وَتَكَتَّبَ الجَيْشُ تَجمَّعَ . وكَتَّبَ الجَيَّشَ : جَعَلَهُ كَتائِبَ . أَو هِي الجَمَاعَةُ المُسْتَحِيزَةُ مِن الخَيْلِ أَوْ هي جَمَاعَةُ الخَيْلِ إِذَا أَغارَتْ على العَدُوِّ من المِائَةِ إِلَى الأَلْفِ . وكَتَّبَها تَكْتِيباً وكَتَبَها : هَيَأَهَا قال ساعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
لا يُكْتَبُونَ ولا يُكَتُّ عَدِيدهُم ... حَفَلَتْ بِساحَتِهِمْ كَتَائِبُ أَوْعَبُواأَي : لا يُهَيَّؤُونَ . وتَكَتَّبُوا : تَجَمَّعُوا ومنه : تَكَتَّبَ الرَّجُلُ : تَحَزَّمَ وجَمَعَ عليه ثِيَابَه . وهو مجاز . وبَنُو كَتْبٍ بالفَتْح : بَطْنٌ من العرب . والمُكَتَّبُ كمُعَظَّمٍ : العُنْقُودُ من العِنَبِ ونحوِه أُكِلَ بعضُ ما فِيهِ وتُرِكَ بعضُهُ . والمُكَاتَبَةُ بمعنى التَّكاتُب يُقَال : كاتَبَ صدِيقَهُ وتَكاتَبا . من المجاز المُكَاتَبة وهو أَنْ يُكَاتِبَكَ عَبْدُكَ على نَفْسِه بثَمَنِه . فإِذا سَعَى وأَدَّاهُ عَتَقَ . وهي لَفْظَةٌ إِسْلاميّة صرّح به الدَّمِيريّ . والسَّيِّدُ مُكَاتِبٌ والعَبْدُ مُكاتَبٌ إِذا عقَدَ عليه ما فارَقَه عليه من أَداءِ المالِ سُمِّيَتْ مُكَاتَبَةً لِمَا يَكْتُبُ العَبْدُ على السَّيِّد من العِتْقِ إِذا أَدَّى ما فُورِقَ عليه ولِمَا يَكْتُبُ السَّيِّدُ على العَبْدِ من النُّجُومِ الَّتي يُؤَدِّيها في مَحلِّها وأَنَّ له تَعجيزَهُ إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْم يَحِلُّ عليه . وأَحكامُ المُكَاتَبَة مُصرَّحَةٌ في فُروع الفِقْهِ . ومِمّا لم يذكُرْهُ المُؤَلِّفُ : الكُتَيْبَةُ مصغَّرةً اسمٌ لبعضِ قُرَى خَيْبَرَ . ومنه حديثُ الزُّهْرِيِّ : " الكُتَيْبةُ أَكثرُهَا عَنْوَةٌ " يعني " أَنّه فتَحَهَا قَهْراً لا عن صُلْحٍ . والمَكْتَبُ : من قُرَى ابْنِ جِبْلَةَ في اليَمَن نقلْتُهُ عن المُعْجَم