السَّمَهْدَرُ كسَمَنْدرٍ : السَّمَيِنُ يقال : غلامٌ سَمَهْدَرٌ : سَمِينٌ كثير اللَّحْم وقال الفَرّاءُ : غلامٌ سَمَهْدرٌ . يمدَحُه بكثرةِ لحْمِه . السَّمَهْدَرُ : الذَّكَرُ على التشبيه . والسَّمَهْدَرُ من البلادِ : الوَاسِعُ الأطرافِ بعيدُها . وقيل : يَسْمَدَرُّ فيه البَصَرُ من استوائه . ومن الأرْضِ : البعِيدَةُ المَضَلَّةُ الواسِعَةُ قال أبو الزَّحْفِ الكَلِيِنِي :
" ودُونَ لَيْلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ
" جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوَانَا أزْوَرُ
الهَدَرُ محرّكةً : ما يَبْطُل من دَمٍ وغيرِه يقال : هَدَرَ يَهْدِرُ بالكسر ويهدُرُ بالضمّ هَدْرَاً وهَدَرَاً محرّكةً أي بَطَلَ وهَدَرْتُه . لازمٌ مُتَعدٍّ وأَهْدَرْتُه أنا إهْداراً . فَعَلَ وأَفْعَلَ فيه بمعنى واحدٍ وأَهْدَرهُ السُّلطانُ : أباحَه وأَبْطَله . ودِماؤُهم هَدَرٌ بينهم محرّكةً أي مُهدَرَةٌ مُباحةٌ . ويقال : ذهبَ دمُ فلانْ هَدْرَاً وهَدَرَاً أي باطلاً لا قَوَدَ فيه ولا عَقْل ولم يُدرِك بثأْرِه وفي الحديث : " مَن اطَّلعَ في دارٍ بغيرِ إذنٍ فقد هَدَرَتْ عَيْنُه " أي إنّ فَقَووها ذهبتْ باطِلةً لا قِصاصَ فيها ولا دِيَة . وتَهَاَدَروا : أَهْدَروا دِماءَهم : أَبْطَلوها . منَ المَجاز : الهادِرً : اللبَنُ الرَّائبُ الذي خَثُرَ أعلاه وأسفلُه رَقيقٌ وذلك بعد الحُزور ولو قال : ورَقَّ أَسْفَلُه كان مناسباً . والهَدْرُ بالفتح والهادِرُ : الساقطُ الأوّل عن كُراع وهو مَجاز . يقال : هُمْ هَدَرَةٌ محرّكةً وهُدْرَة كعِنَبةٍ وهُمَزَة أي ساقِطون ليسوا بشيءٍ قال ابنُ سِيده : والفتحُ أَقْيَس لأنّه جمع هادر مثل كافِر وكَفَرَة . وأما هِدَرَةٌ بالكسر فلا يُكَسَّر عليه فاعل من الصحيح ولا من المعتلّ إلاّ أنّه قد يكون من أبنية الجموع وأما هُدَرَةٌ بالضمّ فلا يُوافق ما قاله النَّحويّون لأن هذا بناءٌ من الجمع لا يكون إلا للمُعتَلّ دون الصحيح نحو غُزاة وقُضاة اللهُمّ إلاّ أن يكون اسماً للجمع والذي روى هُدَرَة بالضمّ إنما هو ابْن الأَعْرابِيّ وقد أُنكِر ذلك عليه . وكذا الواحدُ والأُنثى يقال : رجلٌ هُدَرَةٌ مثل هُمَزةٍ : ساقِط قال الحُصَيْن بن بُكَيْر الرَّبَعيّ :
إنّي إذا حارَ الجَبَانُ الهُدَرَهْ ... رَكِبْتُ مِن قصدِ السبيلِ مَثْجَرَهْ وهو بالدّال هنا أَجْوَدُ منه بالذّالِ المعجمة وهي روايةُ أبي سعيد وقال الأَزْهَرِيّ : هذا رواه أبو عُبَيْد عن الأصمعيّ بفتح الهاءِ قال : ويقال أيضاً : هُدَرةٌ بُدَرةٌ بالضمّ قال : وقال بعضُهم واحدُ الهدَرَة هِدْرٌ مثل قِرَدةٌ وقِرْد وأنشد بيتَ الحُصين بن بُكَيْر الرَّبَعيّ . قلتُ : وفي التكملة : وقال ابْن الأَعْرابِيّ : بنو فلانٍ هِدَرَةٌ - بكسر الهاءِ وفتح الدال - أي ساقطون وأنشد لحُصَين بن بُكَيْر الرَّبَعيّ :
" إنِّي إذا حارَ الجَبانُ الهِدَرَهْ بكسر الهاء ويقال : الجَبانُ هنا خَرَجَ مَخْرَجَ قول الجعديّ :
يَمْشُونَ والماذِيُّ فَوْقَهُمُ ... يَتَوَقَّدون توَقُّدَ النَّجْمِ أراد النجومَ . وهو مخالفٌ لما في المحكم فتأَمَّلْ . وَهَدَرَ البعيرُ يَهْدِر بالكسر هَدْرَاً بالفتح وهَديراً وهُدوراً كذلك هَدَّرَ تَهْدِيراً إذا كرَّرَ وقيل : صوَّتَ في غَيْرِ شِقْشِقَةٍ وفي الصّحاح : ردَّدَ صَوْتَه في حَنْجَرَتِه وإبلٌ هَوادِرُ وفي المثَل : كالمُهَدِّر في العُنَّة . يُضرَبُ لمن يصيح وليس وراءَه شيءٌ . في الأساس أو يُجلَّبُ ولا يُنفَّذُ قَوْلُه ولا فِعلُه كالبعير الذي يُحبَس في العُنَّة أي الحَظيرة ممنوعاً من الضِّراب وهو يُهَدِّرُ تَهْدِيراً . قال الوليدُ بن عُقبَةَ يُخاطِبُ معاوية :
قَطَعْتَ الدَّهرَ كالسَّدِمِ المُعنَّى ... تُهَدِّرُ في دمشقَ فما تَريمُ منَ المَجاز : هَدَرَ الحَمامُ يَهْدِر بالكسر هَدْرَاً بالفتح وهَديراً نقله ابنُ القَطَّاع وكذلك هَدَلَ يَهْدِل هَديلاً وتَهْداراً بالفتح وكذلك التَّهْدال إذا صوَّتَ . وفي الأساس : قَرْقَرَ وكرَّرَ صَوْتَه في حَنْجَرته كأنّه على التَّشبيه بهَديرِ البعير . وقرأتُ في كتاب غريب الحَمام للحسن بن عَبْد الله الأصبهانيّ ما نصُّه : وَهَدَرَ يَهْدِرُ هَديراً الاسمُ والمصدرُ واحدٌ قال الشاعر :
وَوَرْقاءَ يَدْعُوها الهَديلُ بسَجعِه ... يُجاوِبُ ذاكَ السَّجْعَ منها هَديرُهافي الصّحاح : هَدَرَ الشَّرابُ يَهْدِرُ هَدْرَاً وتَهْدَاراً أي غَلا وفي كلام المصنّف نَظَرٌ من وجوهٍ : أوّلاً فإنّه ترك ذِكرَ الهَديرِ وهو في الأساس وكتُب الغريب . وثانياً : أَوْرَدَ التَّهْدارَ في مصادر هَدَرَ الحَمامُ ولم يَذْكُره أهلُ الغريب فيها مُطلقاً وإنّما ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ في مصادرِ هَدَرَ الشّرابُ كما ترى والزَّمَخْشَرِيّ في مصادرِ هَدَرَ الفَحلُ ؛ وثالثاً : فرَّقَ بين هَدَرَ البعيرُ وهَدَرَ الحمَامُ في الذِّكْرِ وهما واحد في المصادر والاستعمال فكان ينبغي أن يقول : وهَدَرَ البعيرُ إلى آخرِه ثم يقول : وكذا الحمَامُ كما فَعَلَه الأَزْهَرِيّ وابنُ القَطّاع ليكون أَنْسَبَ للاختِصار . منَ المَجاز : هَدَرَ النَّخلُ يَهْدِرُ هَدْرَاً : انْشقَّ كافورُه . منَ المَجاز : هَدَرَ العُشبُ يَهْدِرُ هُدوراً كقُعود عن أبي حنيفة وهَديراً عن ابن شُمَيْل إذا تحرّكَ وطالَ جِدّاً وكَثُرَ وتَمَّ . وأرضٌ هادِرَةٌ : كثيرةُ العشبِ مُتناهِيَةٌ . وقال أبو حنيفة : الهادِرُ من العشب : الكثير وقيل : هو الذي لا شيءَ أطولُ منه . وقال ابنُ شُمَيْل : يقال للبَقْل : قد هَدَرَ إذا بَلَغَ إناهُ في الطُّول والعِظَم وكذلك قد هَدَرَت الأرضُ هَديراً إذا انتهى بَقْلُها طُولاً . الهَدَارُ كَسَحَاب هكذا في سائر النسخ وصوابُه كشَدَّاد كما ضَبَطَه ابنُ الأثير والصَّاغانِيّ وغيرُهما : ع أو : وادٍ باليَمامة وُلدَ به مُسَيْلَمة بنُ حبيب الكَذّاب وبه نَشَأَ وكان من أَهْلِه وكان له عليه طَوِيٌّ فسمعت به بنو حنيفة فكاتَبوه واسْتَجْلَبوه فأنزلوه حَجْرَاً ولما قُتِل سَبَىَ خالدٌ أَهْلَها وأَسْكَنها بني الأَعْرَج وهم بنو الحارث بن كعب بن سعد بن زَيْد مَناةَ بن تَميم فهم أَهْلُها إلى الآن . وأبو الهَدّارِ مُشدَّدةً قد خالف هنا اصْطلاحه فإنّه لو قال : كشَدَّاد لأَصاب اسمُ شاعر عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد :
يَمْتَحقُ الشّيخُ أبو الهَدَّارِ ... مثلَ امْتِحاقِ قَمَرِ السِّرارِ و نُعَيْمُ بن هَدّارٍ أو هَبَّارٍ أو هَمَّارٍ أو خَمَّار أو حمار والصحيح هَمّار غَطَفَانيّ نَزَلَ الشامَ روى عنه كَثيرُ بن مُرّةَ حديثاً واحداً : وكان الأَوْلى أن يَذْكُره في همر ولكنّه تَبِعَ الصَّاغانِيّ في ذِكرِه هنا وقلّده في إيراده الأقوال الثلاثة وتركِه للقولَيْن الأخيرَيْن . والمُنْكَدِرُ بن عَبْد الله بن الهُدَيْر بن عبد العُزّى بن عامرٍ التَّيْميّ كزُبَيْر صحابيّان قلتُ : وآل بيتِ الأخيرِ يُعرَفون ببني الهُدَيْر وأخوه رَبيعةُ بنُ عَبْد الله بن الهُدَيْر ممّن روى عنه عثمان التَّيْميّ وصالحُ بنُ رَبيعة بن الهُدَيْر روى عن عائشةَ ؛ وأبو بكر محمد بن المُنْكَدِر روى عن جابر وأنس وعائشة وأولاده عمرُ وإبراهيمُ ويوسفُ والمُنْكَدِرُ حدَّثوا الأخيرُ غَلَبَتْ عليه العِبادةُ فَمَنَعتْهُ من الحِفظ روى عنه مُحرِزٌ . وولدُه عيسى بن المُنكَدِر أبو محمد نَزيلُ مصر وقاضيها : ومن ولدِ عمر بن محمد بن المُنكَدِر بن عَبْد الله إمامُ مَرْوَ ومُحدِّثُها أبو بكرٍ أحمدُ بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر تُوفّي بها سنة 314 وولدُه أبو عمر عبدُ الواحد روى عن أبيه . والهَدْراءُ : ماءَةٌ وفي التّكملة : ماءٌ بنَجدٍ لبَني عُقَيْل بينهم وبينَ بَني الوَحيد وليس لعُبادة فيه شيءٌ . ورجلٌ هِدْرٌ بالكسر : ثَقيلٌ لا خَيْرَ فيه والجمع هِدَرَةٌ كقِرْد وقِرَدَة وقال أبو صَخْرٍ الهُذَليّ :
" إذا اسْتُوْسِنَتْ واسْتُثْقِلَ الهَدفُ الهِدْرُ جوفٌ أَهْدَرُ أي مُنتَفِخٌ وقد هَدَرَ هَدَرَاً قاله ابنُ القَطّاع . وفي الصّحاح والتهذيب لابن القَطّاع : ضَرَبَه فَهَدَرَت رِئتُه تَهْدِرُ هُدوراً أي سَقَطَت وقال غيرُه : ضَرَبَه فَهَدَرَ سَحْرَه أي أَسْقَطَه . وهو مَجاز . في التّكملة : المَهْدَرَة : ما صَغُرَ من الثَّنايا . فيها أيضاً : اهْدَوْدَرَ المطرُ إذا انْصبَّ وانْهَمَرَ أنشد شَمِرٌ :
" مُهْدَوْدِراً مُعَنْدِراً جُفَالا المُعَنْدِرُ مثلُ المُهْدَوْدِر . قلتُ : وهو مَجاز . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الهَدَرُ محرّكةً : الأَسْقاطُ من الناس الذين لا خَيْرَ فيهم وبه فسَّر الباهليُّ قولَ العَجّاج :" وَهَدَر الجِدُّ من الناسِ الهَدَر أي أسقطَ الجِدّ منْ لا خَيْرَ فيه من النّاس . وَهَدَرَ الفحلٌُ تَهْدَاراً وفحلٌ هَدَّارٌ . منَ المَجاز : هو فحلٌ هادِرٌ وَهَدَرَتْ شِقْشِقَتُه وهو يَهْدِرُ في مَنْطِقه وفي خُطبَتِه كلّ ذلك على التشبيه وَهَدَرتْ جَرَّةُ النّبيذ تَهْدِر هَدْرَاً وهَديراً وتَهْدَاراً وهو مَجاز . قال الأخطلُ يصفُ خَمْرَاً :
كُمَّتْ ثَلاثةَ أَحْوَالٍ بطِينَتِها ... حتى إذا صَرَّحتْ من بَعْدِ تَهْدَارِ وجَرَّةٌ هَدورٌ بغير هاءٍ قال :
" دَلَفْتُ لهم بباطِيَةٍ هَدُورِ وقال الأصمعيّ : هَدَرَ الغلامُ وهَدَلَ : إذا صوَّتَ . وقال أبو السَّمَيْدَع : هَدَرَ الغلام : إذا أراغَ الكلامَ وهو صغيرٌ . وهو مَجاز . وكذلك هَدَرَ العَرْفَجُ إذا عَظُمَ نباتُه . وَرَعْدٌ هَدّارٌ وسمعتُ هَديرَه وهو مَجاز . وفي الحديث : " لا تتزوَّجَنَّ هَيْدَرةً " أي عجوزاً أَدْبَرتْ شَهْوَتُها وحَرارتُها وقيل : هو بالذّالِ المُعجمَة وسيأتي . والهَدَادِرَةُ : بطنٌ من شُرفاءِ المِخْلاف السُّلَيْمانيّ باليمن بيتُ عِلم وصَلاحٍ منهم ابن دَعْسَق المشهور وولده المشهور بولد السَّيِّد المُتوفَّى بتَعِزّ والشريف السنيّ عَبْد الله بن مهنّا ساكن وادي مُور . وهُدَيْرة كجُهَيْنة : بطنٌ من عَكِّ بن عَدْنَان باليمن وهم بنو عَبْد الله بن زَيْد بن كَثير بن عامر بن غَنْم