معنى لا يقدم و لا يؤخر في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
: في أَسماء
الله تعالى المُقَدِّم : هو الذي يُقَدِّم الأَشياءَ ويضعها في مواضعها فمن استحق
التَّقديم قدَّمه . و القَدِيم على الإِطلاق : الله عزوجل . و القِدَمُ : العِتْقُ
مصدر القَدِيم . و القِدَمُ : نَقِيضُ الحُدوث قَدُمَ يَقْدُم قِدَماً و قَدامةً و
تَقادَمَ وهو قدِيم والجمع قُدماء و قُدامى . وشيء قُدامٌ : كقَدِيم . وفي حديث
ابن مسعود : فسَلَّم عليه وهو يُصلِّي فلم يَرُدَّ عليه قال : فأخذني ما قَدُم وما
حَدُثَ أي الحزن والكآبةَ يريد أنه عاوَدَتْه أحْزانه القديمة واتَّصَلَت
بالحَدِيثة وقيل : معناه غَلَب عليّ التفَكُّر في أحوالي القديمة والحديثة أيُّها
كان سبباً لترك ردِّه السلام عليّ . و القَدَمُ و القُدْمةُ : السبقة في الأمر .
يقال : لفلان قَدَمُ صِدْقٍ أَي أَثرَةٌ حَسَنة . قال ابن بري : القَدَمُ
التَّقَدُّم قال الشاعر : وإِنْ يَكُ قَوْمٌ قد أُصِيبُوا فإِنهم بَنَوا لكم خَيرَ
البَنِيَّة والقَدَمْ وقال أُمية بن أَبي الصلت : عَرَفْتُ أَنْ لا يَفُوتَ الله
ذُو قَدَمٍ وأَنَّه من أَمِيرِ السُّوءِ مُنْتَقِمُ وقال عبدا بن هَمّام
السَّلُولي : ونسْتَعِينُ إِذا اصْطَكَّتْ حُدُودُهمُ عِندَ اللِّقاءِ بِحَدَ
ثابتِ القَدَمِ وقال جرير : أَبَنِي أُسَيْدٍ قَدْ وَجَدْتُ لِمازِنٍ قَدَماً وليس
لكمْ قُدَيْمٌ يُعْلَمُ وفي حديث عمر : إِنَّا على مَنازِلنا مِن كتاب الله
وقِسمةِ رَسوله والرَّجلُ و قَدَمهُ والرجل وبَلاؤه أَي أَفْعاله و تقَدُّمُه في
الإِسلام وسَبْقُه . وفي التنزيل العزيز : { وبَشِّر الذين آمنوا أَنَّ لهم قَدَمَ
صِدْق عند ربهم } أَي سابِقَ خير وأَثراً حسناً قال الأَخفش : هو التقديم كأَنه
قدم خيراً وكان له فيه تقديم وكذلك القُدْمة بالضم والتسكين قال سيبويه : رجل
قدَمٌ وامرأَة قَدَمةٌ يعني أَن لهما قدَم صدق في الخير قيل : وقَدَمُ الصدقِ
المنزلة الرفيعةُ والسابقة والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال : وللكافر
قَدم شر قال ذو الرمة : وأَنتَ امْرُؤٌ من أَهلِ بَيْتِ ذُؤابةٍ لهمْ قَدَمٌ
مَعْرُوفةٌ ومَفاخِرُ قالوا : القَدَمُ والسابقة ما تقَدَّموا فيه غيرهم . وروي عن
أحمد بن يحيى . قَدَمَ صدق عند ربهم القدَم كل ما قَدَّمْت من خير . و تقَدَّمَتْ
فيه لفلان قَدَمٌ أَي تقدُّمٌ في الخير . ابن قتيبة : { أَن لهم قَدَمَ صدق } يعني
عملاً صالحاً قدّموه . أَبو زيد : رجل قَدَمٌ وامرأَة قَدَمٌ من رجال ونساء قَدَمٍ
وهم ذوو القَدَم . وجاء في تفسير { قَدَمَ صدق } : شفاعةَ النبي صلى الله عليه
وسلم يوم القيامة . و قُدّام : نقيض وراء وهما يؤنثان ويصغران بالهاء :
قَدَيْدِمةٌ وقُدَيْدِيمة وَوُرَيِّئة وهما شاذان لأَن الهاء لا تلحق الرباعي في
الصغير قال القطامي : قُدَيْدِمةُ التَّجرِيبِ والحِلْمِ أَنَّني أُرَى غَفَلاتِ
العَيْشِ قبْلَ التَّجارِبِ قال ابن بري : من كسر أَن استأْنف ومن فتح فعلى
المفعول له . وتقول : لقيته قُدَيْدِيمةَ ذلك ووُرَيِّئةَ ذلك . قال اللحياني :
قال الكسائي قُدّام مؤنثة وإِن ذكرت جاز وقد قيل في تصغيره قُدَيْديم وهذا يقوي ما
حكاه الكسائي من تذكيرها وهي أَيضاً القُدّامُ و القَيْدامُ و القَيْدُوم عن كراع
. والقُدُم : المُضي أَمَام أَمامَ وهو يمشي القُدُمَ و القُدَمِيَّة
واليَقْدُمِيَّة و التَّقْدُمِيَّةَ إِذا مَضى في الحرب . ومضى القومُ
التَّقْدُمِيَّةَ إِذا تَقَدّموا قال سيبويه : التاء زائدة وقال : ماذا بِبَدْرٍ
فالعَقَنْ مِن مَرازِبةٍ جَحاجِحْ الضَّارِبينَ التَّقْدُمِيْ بالمُهَنَّدةِ
الصَّفائِحْ التهذيب : يقال مشى فلان القُدَمِيَّةَ و التَّقْدُمِيّةَ إِذا تقدّم
في الشرف والفضل ولم يتأَخر عن غيره في الإِفْضال على الناس . وروي عن ابن عباس
أَنه قال : إِن ابن أَبي العاص مشى القُدَمية وإِن الزبير لَوَى ذَنَبه أَراد
أَحدهما سَما إِلى مَعالي الأُمور فحازها وأَن الآخر قَصَّر عما سما له منها قال
أَبو عبيد في قوله مشى القُدَمِيّة : قال أَبو عمرو معناه التبَخْتر قال أَبو عبيد
: إِنما هو مثل ولم يُرد المشي بعينه ولكنه أَراد به ركب معالي الأُمور قال ابن
الأَثير : وفي رواية اليقدمية قال : والذي جاء في رواية البخاري القُدَمِيّة
ومعناها أَنه تَقدّم في الشرف والفضل على أَصحابه قال : والذي جاء في كتب الغريب
اليَقْدُمِيّة و التَّقَدُمِيّة بالياء والتاء وهما زائدتان ومعناهما التقدّم
ورواه الأَزهري بالياء المعجمة من تحت والجوهري بالتاء المعجمة من فوق قال : وقيل
إِن اليقدمية بالياء من تحت هو التَّقَدُّم بهمته وأَفعاله . و التُّقْدُمُة و
التُّقْدُمِيّةُ : أَول تقدم الخيل عن السيرافي . وَقَدَمَهم يَقْدُمُهم قَدْماً و
قُدُوماً و قَدِمهم كلاهما : صار أَمامهم . و أَقْدَمَه و قَدَّمه بمعنى قال لبيد
: فَمَضَى وقَدَّمَها وكانت عادةً مِنه إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدامُها أَي
يُقدِّمُها قالوا : أَنث الإِقْدام لأَنه في معنى التقْدِمة وقيل : لأَنه في معنى
العادة وهي خبر كان وخبر كان هو اسمها في المعنى ومثله قولهم : ما جاءت حاجتُك
فأَنث ما حيث كانت في المعنى الحاجة . و تَقَدّم : كَقَدَّم . و قدَّمَ و
اسْتَقْدَم : تَقدَّم . التهذيب : ويقال قَدَمَ فلان فلاناً إِذا تَقدَّمه .
الجوهري : قَدَم بالفتح يَقْدُم قُدوماً أَي تقدّم ومنه قوله تعالى : { يَقْدُم
قومَه يوم القيامة فأَوردَهم النار } أَي يَتقدَّمُهم إِلى النار ومصدره القَدْمُ
. يقال : قَدَمَ يَقْدُم و تَقَدَّمَ يَتَقَدَّمُ و أَقدَمَ يُقْدِم و اسْتَقْدَم
يَسْتَقدِم بمعنى واحد . وفي التنزيل العزيز : { يا أَيها الذين آمنوا لا
تُقدِّمُوا بين يدي الله ورسوله } وقرىء لا تَقَدَّمُوا قال الزجاج : معناه إِذا
أُمرتم بأَمر فلا تفعلوه قبل الوقت الذي أُمرتم أَن تفعلوه فيه وجاء في التفسير :
أَن رجلاً ذَبح يوم النحر قبل الصلاة فتقدّم قبل الوقت فأَنزل الله الآية
وأَعْلَمَ أَن ذلك غير جائز . وقال الزجاج في قوله عز وجل : { ولقد علمنا
المُستقدمين منكم } في طاعة ا والمُستأْخرين : فيها . و القَدَمةُ من الغنم : التي
تكون أَمام الغنم في الرعي . وقوله تعالى : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأْخرين } يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأَخر منهم
فيه وقيل : علمنا المستقدمين من الأُمم وعلمنا المستأْخرِين وقال ثعلب : معناه من
يأْتي منكم أَولاً إِلى المسجد ومن يأْتي متأَخراً . و قَدَّمَ بين يديه أَي
تَقدَّم وقوله عز وجل : { لا تُقَدِّموا بين يدي الله ورسوله } ولا تَقَدَّموا
فسره ثعلب فقال : من قرأ تُقَدّموا فمعناه لا تُقدّموا كلاماً قبل كلامه ومن قرأَ
لا تَقَدَّموا فمعناه لا تَقَدَّموا قبله وقال الزجاج : تُقَدِّموا و تَقَدَّموا
بمعنى . و أَقْدِمْ و أَقْدُمْ : زجر للفرس وأَمر له بالتقَدُّم . وفي حديث بدر :
إِقْدُمْ حَيْزُوم بالكسر والصواب فتح الهمزة كأَنه يُؤمر بالإِقدام وهو التقدم في
الحرب . و الإِقْدام : الشجاعة . قال : وقد تكسر الهمزة من إِقْدم ويكون أَمراً
بالتقدُّم لا غير والصحيح الفتح من أَقْدَم . و قَيْدُوم كلِّ شيء و قَيْدامُه :
أَوله قال تميم بن مقبل : مُسامِيةٌ خَوْصاء ذاتُ نَثيلةٍ إِذا كان قَيْدامُ
المَجَرَّةِ أَقْوَدا و قيْدُومُ الجبلِ و قُدَيْديمَتُه : أَنف يتقدَّم منه قال
الشاعر : بمُسْتَهْطِعٍ رَسْلٍ كأَن جَدِيلَه بقَيْدُومِ رَعْنٍ مِن صَوامٍ
مُمَنَّع وصَوام : اسم جبل وقول رؤبة بن العجاج : أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى
قَيْدُوما أَي أَتاناً يمشي قُدُماً . و قَيْدُوم كل شيء : مقدَّمه وصدره . و
قيدوم كُل شيءٍ : ما تقدم منه قال أَبو حية : تَحجَّرَ الطيرَ مِن قَيْدُومِها
البَرَدُ أَي من قَيْدُوم هذه السحابة . و قيدوم كُل شيء : مقدمه وصدره . و قُدُم
: نقيض أُخُر بمنزلة قُبُلُ ودُبُر . ورجل قُدُم : يقتحم الأُمور والأَشياء يتقدم
الناس ويمشي في الحروب قُدُماً . ورجل قُدُمٌ و قَدَمٌ : شجاع والأُنثى قَدَمة .
ابن شميل : رجل قَدَمٌ وامرأة قَدَمٌ إِذا كانا جريئين . وفي حديث علي رضي الله
عنه : غير نَكِلٍ في قَدَم ولا واهِناً في عَزْم أَي في تقدم وقد يكون القَدَم
بمعنى التقدم . وفي الحديث : طُوبَى لعبد مُغْبَرَ قُدُمٍ في سبيل الله رجل قُدُم
بضمتين أَي شجاع ومعنى قُدُم أَي لم يُعَرِّج . وفي حديث علي : نظر قُدماً أَمامه
أَي لم يُعرِّج ولم ينثن وقد تسكن الدال . يقال : قَدَم بالفتح يَقْدَمُ قُدْماً
أَي تَقدّم . وفي حديث شيبة بن عثمان : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قُدْماً
هَا أَي تقدموا وها تنبيه يحرضهم على القتال . و القَدْمُ : الشرف القديم عى مقال
فَعْل . ابن شميل : لفلان عند فلان قَدَمٌ أَي يد ومعروف وصنيعة وقد قَدَم و
قَدِمَ و أَقْدَمَ و تَقَدَّم و استقدم بمعنى كما يقال استجاب وأَجاب . ورجل
مِقْدام و مِقْدامةٌ : مُقْدِم كثير الإِقْدام على العدوّ جريء في الحرب الأَخيرة
عن اللحياني . ورجال مَقادِيمُ والاسم منه القُدْمة أَنشد ابن الأَعرابي : تراه
على الخَيلِ ذا قُدْمةٍ إِذا سَرْبَلَ الدمُ أَكْفالَها ورجل قَدِمٌ بكسر الدال
أَي مُتقَدِّم أَنشد أَبو عمرو لجرير : أَسُراقَ قد عَلِمَتْ مَعَدٌّ أَنَّني
قَدِمٌ إِذا كُرِه الخِياضُ جَسُورُ ويقال : ضُرِب فَركِبَ مَقادِيمَه إِذا وقَع
على وجهه واحدها مُقْدِم . وفي المثل : اسْتَقْدَمَتْ رِحالَتُك يعني سَرْجَكَ أَي
سبقَ ما كان غيرهُ أَحَقَّ به . ويقال : هو جَريء المُقْدَم بضم الميم وفتح الدال
أَي هو جريء عند الإِقدام . و القُدْمُ : المُضِيءُ وهو الإِقْدام . يقال :
أَقْدَم فلان على قِرْنه إِقْداماً و قُدْماً و مَقْدَماً إِذا تَقَدَّم عليه
بجراءة صدره . و أَقْدَمَ على الأمر إِقْداماً و الإِقْدامُ : ضدّ الإِحجام . و
مُقَدِّمة العسكر و قادِمَتُهم و قُداماهُم : مُتَقَدِّموهم . التهذيب : مُقَدِّمة
الجيش بكسر الدال أَوله الذين يتقدمون الجيش وأَنشد ابن بري للأَعشى : هُمُ
ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُرَاقِر مُقَدِّمةَ الهامَرْزِ حتَّى تَولَّتِ وقيل :
إِنه يجوز مُقدَّمة بفتح الدال . و مُقدِّمة الجيش : هي من قَدَّم بمعنى تَقدَّم
ومنه قولهم : المُقدِّمة والنَّتيجة قال البطليوسي : ولو فتحت الدال لم يكن لحناً
لأَن غيره قدَّمه وقال لبيد في قَدَّم بمعنى تَقدَّم : قَدَّمُوا إِذْ قيلَ :
قَيْسٌ قَدِّمُوا وارْفَعُوا المَجْدَ بأَطرافِ الأَسَلْ أَراد : يا قيس ويروى :
قَدَّمُوا إِذ قال قَيْسٌ قَدِّموا وقال آخر : إِن نَطق القوم فأَنت خَيَّاب أَو
سَكَتَ القَومُ فأَنتَ قَبْقاب أَو قَدَّموا يَوْماً فأَنتَ وَجَّاب وقال الأَحوص
: فَلَوْ ماتَ إِنسانٌ من الحُبِّ مُقْدِما لَمُتُّ . ولكِنّي سَأَمْضِي مُقَدِّما
وفي كتاب معاوية إِلي مَلك الروم : لأَكونَن مُقَدِّمتَه إِليك أَي الجماعة التي
تتقَدَّمُ الجيش من قدَّم بمعنى تَقَدَّمَ وقد استعير لكل شيء فقيل : مُقَدِّمة
الكتاب و مُقدِّمة الكلام بكسر الدال قال : وقد تفتح . و مُقَدِّمةُ الإِبل والخيل
و مُقَدَّمتهما الأَخيرة عن ثعلب : أَول ما يُنْتَج منهما ويَلْقَح وقيل :
مُقدِّمةُ كل شيء أَوله و مُقَدَّم كل شيء نقيض مؤخره . ويقال : ضَرب مُقدَّم وجهه
. و مُقْدِم العين : ما وَلِيَ الأَنف بكسر الدال كمُؤْخِرها ما يلي الصدغ وقال
أَبو عبيد : هو مُقدَّم العين وقال بعض المحررين : لم يسمع المُقدَّمُ إِلا في
مُقدَّم العين وكذلك لم يسمع في نقيضه المؤخَّر إِلا مؤخَّر العين وهو ما يلي
الصدغ . ويقال : ضرب مُقدَّم رأْسه ومؤخَّره . و المُقَدِّمة : ما استقبلك من الجبهة
والجبين . و المُقَدِّمة : الناصية والجَبهة . و مقَاديِم وجهه : ما استقبلت منه
واحدها مُقْدِم و مُقَدِّم الأَخيرة عن اللحياني . قال ابن سيده : فإِذا كان
مَقادِيم جمع مُقْدِم فهو شاذ وإِذا كان جمع مُقَدِّم فالياء عوض وامْتَشَطت
المرأَةُ المُقدِمةَ بكسر الدال لا غير : وهو ضرب من الامتشاط قال أَراه من قُدّام
رأْسها . و قادِمةُ الرحل و قادِمُه و مُقْدِمُه و مُقْدِمَتُه بكسر الدال مخففة و
مُقَدَّمُه و مُقَدَّمَتُه بفتح الدال المشددة : أَمام الواسط وكذلك هذه اللغات
كلها في آخرة الرحل وقال : كأَنَّ مِن آخِرها إِلقادِمِ مَخْرِمَ فَخْذٍ فارغِ
المَخارِمِأَراد من آخرها إِلى القادم فحذف إِحدى اللامين الأُولى . قال أَبو
منصور : العرب تقول آخِرة الرحل وواسِطُه ولا تقول قادِمته . وفي الحديث : إِن
ذِفْراها لتكاد تُصيب قادِمةَ الرَّحل هي الخشبة التي في مُقَدِّمة كَوْر البعير
بمنزلة قَرَبوس السرج . و قَيْدُوم الرحل : قادِمتُه . و قادِم الإِنسان : رأْسه
والجمع القَوادِمُ وهي المَقادِم وأَكثر ما يتكلم به جمعاً وقيل : لا يكاد يتكلم
بالواحد منه . و القادِمتانِ و القادِمان : الخِلْفانِ المُتقدِّمان من أَخلاف
الناقة . و قادِم الأَطْباء والضُّروع : الخلفان المتقدمان من أُخلاف البقرة
والناقة وإِنما يقال قادِمانِ لكل ما كان له آخِران إِلا أَن طرفة استعاره للشاة
فقال : مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وليس
لهما آخِران وللناقة قادِمان وآخران الواحد قادم وآخر وكذلك البقرة و قادِماها
خِلْفاها اللذان يليان السرة وآخراها الخلفان اللذان يليان مؤخرها . و قَوادِمُ
ريش الطائر : ضد خَوافِيها الواحدة قادِمة وخافِية . ابن سيده : و القَوادِمُ
أَربع رِيشات في مُقَدَّم الجناح الواحدة قادِمة وهي القُدامَى والمناكب اللواتي بعدهن
إِلى أَسفل الجناح والخَوافي ما بعد المناكب والأَباهر من بعد الخوافي وقيل :
قَوادِم الطير مَقادِيم ريشه وهي عشر في كل جناح . ابن الأَنباري : قُدامَى الريش
المُقَدَّم قال رؤبة : خُلِقْتُ مِنْ جَناحِك الغُدافي مِن القُدامَى لا مِن
الخَوافي ومن أَمثالهم : ما جَعل القَوادِم كالخَوافي قال ابن بري : القُدامَى
تكون واحداً كشُكاعَى وتكون جمعاً كسُكارَى قال القطامي : وقد عَلمت شُيوخُهمُ
القُدامى وهذا البيت أَورده الأَزهري مستشهداً به على القدامى بمعنى القدماء
وسيأْتي . و المِقْدام : ضرب من النخل قال أَبو حنيفة : هو أَبكر نخل عُمان سميت
بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ . و القَدَمُ : الرِّجل أُنثى والجمع أَقدام لم
يجاوزوا به هذا البناء . ابن السكيت : القَدَمُ والرِّجل أُنثيان وتصغيرهما
قُدَيمة ورُجَيلة ويجمعان أَرْجُلاً و أَقداماً . الليث : القَدَم من لدن الرُّسْغ
ما يطأُ عليه الإِنسان قال ابن بري : وقد يجمع قَدَم على قُدام قال جرير :
وأُمَّاتُكُمْ فُتْخُ القُدامِ وخَيْضَفُوخيضف : فيعل من الخَضْف وهو الضُّراط .
وقوله تعالى : { ربنا أَرِنا اللَّذَيْن أَضلاَّنا من الجن والإِنس نَجْعلْهما تحت
أَقْدامِنا } جاء في التفسير : أَنه يعني ابن آدم قابيل الذي قتل أَخاه وإِبليس
ومعنى { نجعلهما تحت أَقدامنا } أَي يكونان في الدرك الأَسفل من النار . وقوله صلى
الله عليه وسلم : كلُّ دم ومالٍ ومَأْثُرة كانت في الجاهلية فهي تحت قَدَمَيَّ
هاتين أَراد أَني قد أَهدرت ذلك كله قال ابن الأَثير : أَراد إُخفاءها وإِعدامها
وإِذلال أَمر الجاهلية ونقض سُنَّتها ومنه الحديث : ثلاثة في المَنْسَى تحت قَدَمِ
الرحمن أَي أَنهم مَنسيون متروكون غير مذكورين بخير . وفي أَسمائه صلى الله عليه
وسلم : أَنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قَدَمِي أَي على أَثَرِي . وفي حديث
مواقيت الصلاة : كان قَدْرُ صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أَقدام إِلى خمسة أَقدام
قال ابن الأَثير أَقدامُ الظل التي تُعرف بها أَوقات الصلاة هي قَدَمُ كل إِنسان
على قدر قامته وهذا أَمر يختلف باختلاف الأَقاليم والبلاد لأَن سبب طول الظل وقصره
هو انحطاط الشمس وارتفاعها إِلى سمت الرؤوس فكلما كانت أَعلى وإِلى محاذاة الرؤوس
في مجراها أَقرب كان الظل أَقصر وينعكس الأَمر بالعكس ولذلك ترى ظل الشتاء في
البلاد الشمالية أَبداً أَطول من ظل الصيف في كل موضع منها وكانت صلاته صلى الله
عليه وسلم بمكة والمدينة وهما من الإِقليم الثاني ويذكر أَن الظل فيهما عند
الاعتدال في آذار وأَيلول ثلاثة أَقدام وبعض قدم فيشبه أَن تكون صلاته إِذا اشتد
الحر متأَخرة عن الوقت المعهود قبله إِلى أَن يصير الظل خمسة أَقدام أَو خمسة
وشيئاً ويكون في الشتاء أَول الوقت خمسة أَقدام وآخره سبعة أَو سبعة وشيئاً فينزل
هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإِقليم دون سائر الأَقاليم . قال ابن سيده :
وأَما ما جاء في حديث صفة النار من أَنه صلى الله عليه وسلم قال : لا تسكن جهنم
حتى يضع الله فيها قَدَمه فإِنه روي عن الحسن وأَصحابه أَنه قال : حتى يجعل الله
فيها الذين قَدَّمهم لها من شرار خلقه فهم قَدَمُ الله للنار كما أَن المسلمين
قَدَمُه إِلى الجنة . و القَدَمُ : كل ما قَدَّمت من خير أَو شر و تَقَدَّمتْ
لفلان فيه قَدَمٌ أَي تَقَدُّمٌ من خير أَو شر وقيل : وضع القَدَم على الشيء مثل
للرَّدْع والقَمْع فكأَنه قال يأْتيها أَمر الله فيكفها عن طلب المزيد وقيل :
أَراد به تسكين فَوْرَتها كما يقال للأَمر تريد إِبطاله : وَضَعْتُه تحت قَدَمِي
وقيل : حتى يضع الله فيها قدمه إِنه متروك على ظاهره ويُؤمَن به ولا يُفسر ولا
يُكيَّف . ابن بري : يقال هو يضع قدماً على قدم إِذا تتبع السهل من الأَرض قال
الراجز : قد كان عَهْدِي ببَني قَيْس وهُمْ لا يَضَعُون قَدَماً على قَدَمْ ولا
يَحُلُّونَ بِإِلَ في الحَرَمْ يقول : عهدي بهم أَعزاء لا يَتَوَقَّوْن ولا
يَطلبون السَّهْل وقيل : لا يكونون تِباعاً لقوم قال : وهذا أَحسن القولين وقوله :
ولا يحلون بإِلَ أَي لا ينزلون بجوار أَحد يأْخذون منه إِلاَّ وذمَّة . و القُدوم
: الرجوع من السفر قَدِمَ من سفره يَقْدَم قُدوماً و مَقْدَماً بفتح الدال فهو
قادم : آب والجمع قُدُمٌ و قُدَّام تقول : وردت مَقْدَم الحاج تجعله ظرفاً وهو
مصدر أَي وقت مَقْدَم الحاج . ويقال : قَدِمَ فلان من سفره يقْدَم قُدُوماً . و
قَدِم فلان على الأَمر إِذا أَقْدَم عليه ومنه قول الأَعشى : فكَمْ ما تَرَينَ
امْرءاً راشِداً تَبَيَّنَ ثم انتهى إِذْ قَدِم و قَدِمَ فلان إِلى أَمر كذا وكذا
أَي قصد له ومنه قوله تعالى : { وقَدِمْنا إِلى ما عَمِلوا من عَمَلٍ } قال الزجاج
والفراء : معنى قَدمنا عَمَدنا وقصَدنا كما تقول قام فلان يفعل كذا تريد قصد إِلى
كذا ولا تريد قام من القيام على الرِّجلين . و القُدائِمُ : القَدِيم من الأَشياء
همزته زائدة . ويقال : قِدْماً كان كذا وكذا وهو اسم من القِدَم جعل اسماً من
أَسماء الزمان . و القُدامَى : القُدَماء قال القطامي : وقد عَلِمَتْ شُيُوخُهُمُ
القُدَامى إِذا قَعَدوا كأَنَّهمُ النِّسارُ جمع النَّسْر . ومضى قُدُماً بضم
الدال : لم يُعرّج ولم يَنثن وقال يصف امرأَة فاجرة : تَمضِي إذا زُجِرَتْ عن
سَوْأَةٍ قُدُما كأنَّها هَدَمٌ في الجَفْرِ مُنْقاضُ يقول : إِذا زُجِرَت عن قبيح
أسرعت إِليه ووقعت فيه كما يقع الهَدَمُ في البئر بإِسراع وهذا البيت أَنشده ابن
السيرافي عن ابن دريد مع أَبيات وهي : قد رابَني مِنْكِ يا أَسماء إِعْراضُ فَدامَ
مِنَّا لكمْ مَقْتٌ وإِبْغاضُ إِن تُبْغِضيني فما أَحْبَبْتُ غانِيةً يرُوضُها من
لِئام الناسِ رَوَّاضُ تمضي إذا زُجِرَت عن سوأَة قُدُماً كأنها هَدَمٌ في الجفر
منقاضُ قُل لِلغَواني : أَمَا فِيكُنَّ فاتكةٌ تَعْلُو اللَّئِيمَ بِضَرْبٍ فيه
إِمحاضُ و القُدَّام : القادمون من سفر . و القُدَّام : المِلك قال مهلهل : إِنا
لنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ وقيل :
القُدَّام ههنا جمع قادم من سفر . وقال ابن القطاع : القِدِّيمُ الملِك وفي حديث
الطُّفَيْل بن عمرو : فَفينا الشِّعر والمَلِكُ القُدامُ أَي القَدِيمُ
المُتَقَدِّم مثل طويل وطُوالٍ . أَبو عمرو : القُدَّامُ و القِدِّيم الذي
يتَقدَّم الناس بشرف . ويقال : القُدَّام رئيس الجيش . و القَدُوم : التي يُنحَت
بها مخفف أُنثى قال ابن السكيت : ولا تقل قَدُّوم بالتشديد قال مرقش : يا بِنْتَ
عَجْلانَ ما أصْبَرني على خُطوبٍ كنَحْتٍ بالقَدومِ وأَنشد الفراء : فقُلتُ :
أَعِيراني القدُومَ لعَلَّني أَخُطُّ بها قَبْراً لأَبيَضَ ماجِدِ والجمع قَدائِمُ
و قُدُمٌ قال الأَعشى : أَقامَ به شاهَبُورُ الجُنو دَحَوْلَين تَضرب فيه القُدُم
وقيل : قَدائِم جمع القُدُم مثل قُلُصٍ وقَلائِصَ قال ابن بري : من نصب الجنود جعله
مفعولاً لأَقام أَي أَقام الجنود بهذا البلد حولين ومن خفضه فعلى الإِضافة على
معنى ملكُ الجنودِ وقائد الجنود قال : و قَدائمُ جمع قَدُوم لا قُدُم قال : وكذلك
قلائصُ جمع قَلوص لا قُلُص قال : وهذا مذهب سيبويه وجميع النحويين . و قَدُوم :
ثنية بالسَّراة وقيل : قَدُوم قرية بالشام قال : وقد يقال بالأَلف واللام . وقوله
: اخْتَتن إِبراهيمُ ب أَي هنالك . ابن شميل في قوله صلى الله عليه وسلم : أَوّل
من اختتن إبراهيم ب قال : قطعه بها فقيل له : يقولن قَدوم قرية بالشام فلم يعرفه
وثبت على قوله ويروى بغير أَلف ولام وقيل : القدوم بالتخفيف والتشديد قدوم النجار
. وفي الحديث : أَن زوج فُرَيْعة قتل بطرَف القدوم هو بالتخفيف وبالتشديد موضع على
ستة أَميال من المدينة . الصحاح : القدوم اسم موضع . وفي حديث أَبي هريرة : قال له
أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلى من قَدومِ ضَأْنٍ قيل : هي ثنية أَو جبل بالسَّراة من
أَرض دَوْس وقيل : القَدُوم ما تقدَّم من الشاة وهو رأْسُها وإِنما أَراد احتِقاره
وصِغَر قَدْره . قال ابن بري : وفي هذا الفصل أَبو قُدامة وهو جبل يُشرف على
المُعَرَّف . ابن سيده : و قَدُومى مقصور موضع بالجزيرة أَو ببابل . وبنو قَدَم :
حيّ . و قُدَم : حيّ منهم . و قُدَم : موضع باليمن سمي باسم أَبي هذه القبيلة
والثياب القُدَمية منسوبة إِليه . شمر عن ابن الأَعرابي : القَدْم بالقاف ضرب من
الثياب حُمر قال : وأَقرأَني بيت عنترة : وبِكُلِّ مُرْهَفةٍ لها نَفَثٌ تحْتَ
الضُّلوعِ كَطُرَّة القَدْمِ لا يرويه إِلا القَدْم قال : والفَدْم بالفاء هذا على
ما جاء وذاك على ما جاء . و قادِم و قُدامة و مُقَدَّم و مِقْدام و مُقْدِم :
أَسماء . و قَدَمُ : اسم امرأَة . و قَدامِ : اسم فرس عُروة بن سِنان . و قَدامِ :
اسم كلبة وقال : وتَرَمَّلَتْ بِدَمٍ قَدامِ وقدْ أَوْفى اللَّحاقَ وحانَ
مَصْرَعُهُ و يقْدُم بالياء : اسم رجل وهو يَقْدُم بن عَنَزَةبن أَسد بن رَبيعة بن
نِزار . ابن شميل : ويقال قَدِمة من الحَرّة و قَدِمٌ وصَدِمةٌ وصَدِمٌ ما غَلُظ
من الحرّة والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الليث لا حَرْفٌ
يُنْفَى به ويُجْحَد به وقد تجيء زائدة مع اليمين كقولك لا أُقْسِمُ بالله قال
أَبو إِسحق في قول الله عز وجل لا أُقْسِمُ بيومِ القيامة وأَشْكالِها في القرآن
لا اختلاف بين الناس أَن معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة واختلفوا في تفسير لا فقال
بع
الليث لا حَرْفٌ
يُنْفَى به ويُجْحَد به وقد تجيء زائدة مع اليمين كقولك لا أُقْسِمُ بالله قال
أَبو إِسحق في قول الله عز وجل لا أُقْسِمُ بيومِ القيامة وأَشْكالِها في القرآن
لا اختلاف بين الناس أَن معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة واختلفوا في تفسير لا فقال
بعضهم لا لَغْوٌ وإِن كانت في أَوَّل السُّورة لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة
لأَنه متصل بعضه ببعض وقال الفرّاء لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر كما
ذكرتم قال الفراء وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ قال ولا يبتدأُ بجحد ثم
يجعل صلة يراد به الطرح لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر فيه جَحْد من خبر لا
جَحْد فيه ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ
والنار فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير
المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا أَفعل ذلك جعلوا لا وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً
ردًّا لكلامٍ قد مَضَى فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين
اليمين التي تكون جواباً واليمين التي تستأْنف فرق وقال الليث العرب تَطرح لا وهي
مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ تُريد والله لا أَضْرِبُكَ وأَنشد وآلَيْتُ آسَى
على هالِكِ وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها أَراد لا آسَى ولا أَسأَلُ قال أَبو منصور
وأَفادَنِي المُنْذري عن اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل يُبَيِّن اللهُ
لكم أَن تَضِلُّوا قال مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا ولو كان
يُبَيّنُ الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً قال أَبو منصور وكذلك أَنْ لا
تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد قال ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا قوله عز
وجل إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا يريد أَن لا تزولا وكذلك
قوله عز وجل أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا تَشْعُرون أَي أَن لا تَحْبَطَ
وقوله تعالى أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا معناه
أَن لا تقولوا قال وقولك أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه فأَمَّا
أَنْ لا تقولَه فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله وقولك أَسأَلك بالله أَن
تقوله سأَلتك هذا فيها معنى النَّهْي أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول
ذلك أَبداً والله لا أَقول ذلك أَبداً ؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء وذلك
أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب الإِنعام
موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن أَلا ترى أَنك تقول آتِيكَ غَداً
وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام ؟ فإذا قلت واللهِ أَقولُ ذلك على
معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ وذلك لأَنَّ الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه
واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب معك وأَنت تريد أَن تفعل قال واعلم
أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام التهذيب
قال الفراء والعرب تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها قال الشاعر ما كانَ
يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر أَرادَ
والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر وقال في قوله تعالى لِئلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ
أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ قال العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام
دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد غير مُصرَّح فهذا مما دخَل آخِرَه
الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله صِلةً قال وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ
به فقولك ما مَنَعَكَ أَن لا تَسْجُد وقوله وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا
يُؤْمِنون وقوله عز وجل وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون وفي
الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ وفي قوله وما يُشْعركم مثله فلذلك جُعِلت لا بعده
صِلةً معناها السُّقوط من الكلام قال وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف العربية قال
وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة إِن معنى غير في قول الله عز وجل غير المغضوب عليهم
معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام واحتج بقوله في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما
شَعَرْ بإِفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ قال وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ
فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه فهو جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ
عليه شيئاً كأَنك قلت إِلى غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي وقال الفراء معنى غير في
قوله غير المغضوب معنى لا ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا
مُجْمِلٍ فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه أَلا ترَى أَنه لا
يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع ابن
الأَعرابي قال في قوله في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر أَراد حُؤُورٍ أَي رُجُوع
المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في
هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك قال ويجيء لا بمعنى غير قال الله عز وجل وقِفُوهُمْ
إِنَّهم مسؤُولون ما لكم لا تَناصَرُون في موضع نصب على الحال المعنى ما لكم غيرَ
مُتناصِرين قاله الزجاج وقال أَبو عبيد أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي أَفَعَنْك لا
بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ قال يريد أَمِنك بَرْقٌ
ولا صلة قال أَبو منصور وهذا يخالف ما قاله الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف
نفي تقدَّمه وأَنشد الباهلي للشماخ إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها لَها
الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا
يُهْجَعُ فيها يعني الناقة ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ وترك هُجُوع مجروراً
على ما كان عليه من الإِضافة قال ومثله قول رؤبة لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ
نَفى بلا وترَكَه مجروراً ومثله أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال وقال المبرد
في قوله عز وجل غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين إِنما جاز أَن تقع لا في
قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى النَّفْي والنحويون يُجيزون أَنتَ
زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ ولا يجيزون أَنت
زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه قال فجاءت لا
تُشَدِّد من هذا النفي الذي تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة أَلا ترى أَنك
تقول جاءَني زيد وعمرو فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو ؟ فجائز أَن يكون جاءَه
أَحدُهما فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما
وقوله تعالى ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ يقارب ما ذكرناه وإِن لم
يَكُنْه غيره لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء عند قطرب حكاية عن بعضهم أَنه قال لا
أَفعل ذلك فأَمال لا الجوهري لا حرف نفي لقولك يَفْعَل ولم يقع الفعل إِذا قال هو
يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ وقد يكون
للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا يَقُمْ زيد يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر
وقد يكون لَغْواً قال العجاج في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ وفي التنزيل
العزيز ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد أَي ما منعك أَن تسْجُد وقد يكون حرفَ عطف
لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت زيداً لا عَمراً فإَن أَدْخَلْتَ
عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو لأَن
حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على بعض فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد
النفي وقد تُزاد فيها التاء فيقال لاتَ قال أَبو زبيد طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ
أَوانٍ وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال أَبَى جُودُه لا البُخْلَ
واستَعْجلتْ نَعَمْ بهِ مِنْ فَتًى لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ قال وذكر يونس
أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون
للجُود والبُخْلِ أَلا ترى أَنه لو قيل له امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه
؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على
البدل قال أَبو عمرو أَراد أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا
قيل له لا تُسْرِفُ ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه واستعجلت نعم فقال
نَغَم أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ قال حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال وفيه قولان
آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل أَحدهما معناه أَبَى جُوده
البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ ومعناه ما منعكَ
أَن تسجُدَ قال والقول الثاني وهو حَسَن قال أرى أَن يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن
يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا المعنى أبي جُودُه لا التي هي للبُخْل فكأَنك قلت
أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ به نَعَمْ قال ابن بري في معنى البيت أَي لا
يَمْنَعُ الجُوعَ الطُّعْمَ الذي يَقْتُله قال ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ
ومَن نصب جَعَله نعتاً للا ولا في البيت اسمٌ وهو مفعول لأَبَى وإِنما أَضاف لا
إِلى البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل أَتَمْنَعُني من عَطائك فيقول
المسؤول لا ولا هنا جُودٌ قال وقوله وإِن شئت نصبته على البدل قال يعني البخل
تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى فلا يكون لَغْواً على هذا
القول( لا ) التي تكون للتبرئة النحويون يجعلون لها وجوهاً في
نصب المُفرد والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن والاخْتِيارُ عند
جميعهم أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل أَلم ذلك الكتابُ لا رَيْبَ
فيه أَجمع القراء على نصبه وقال ابن بُزرْج لا صلاةَ لا رُكُوعَ فيها جاء بالتبرئة
مرتين وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة
فأَنتَ بالخيار إِن شئت نصبت بلا تنوين وإِن شئت رَفَعْتَ ونوَّنْتَ وفيها لُغاتٌ
كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم وقال الليث تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها
لتَتِمَّ الكلمة اسماً ولو صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة
الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ وحكى ثعلب لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها ومدَّ لا لأَنه
قد صيَّرَها اسماً والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً واخْتارَ الأَلف من بين حروف
المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة قال وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ
( * قوله « لووي إلخ » كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك
وضاعف الثاني من ثنائي ... ثانيه ذو لين كلا ولائي )
وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ قافِيَتُها لا وأَما قول الله عز وجل فلا
اقْتَحَمَ العَقَبةَ فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ ومثله
فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ
وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ وقد قال الشاعر إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ
جَمَّا وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا ؟ وقال بعضهم في قوله فلا اقْتَحَمَ
العَقَبةَ معناها فما وقيل فَهَلاَّ وقال الزجاج المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما
قال فلا صَدَّق ولا صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة وقلَّما تتَكَلَّم
العرب في مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر لا تكاد تقول لا
جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح
( * قوله « نري صلح » كذا في الأصل بلا نقط مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة )
والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن لا ثابتة كلها في الكلام لأَن قوله ثم كان من
الذين آمنوا يَدُلُّ على معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ قال ونحوَ ذلك قال الفراء
قال الليث وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا وأَنشد فقامَ يَذُودُ الناسَ عنها
بسَيْفِه وقال أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ ويقال للرجل هل كان كذا وكذا ؟ فيقال
أَلا لا جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً ولا نفياً وقال الليث في لي قال هما حَرْفانِ
مُتباينان قُرِنا واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة وأَما قول الكميت كَلا
وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ أَفْقَرا فيقول
كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا والعرب إِذا أَرادوا تَقْلِيل
مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه كَلا وربما كَرَّروا فقالوا
كلا ولا ومن ذلك قول ذي الرمة أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً كلا وانْغَلَّ سائرُه
انْغِلالا وقال آخر يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا