الَّذِي اسم
مبهم وهو مبنيٌّ معرفة ولا يتم إِلاَّ بصلة وأَصله لَذِي فأُدخل عليه الأَلف
واللام قال ولا يجوز أَن يُنْزَعا منه ابن سيده الَّذِي من الأَسماء الموصولة
ليتوصل بها إِلى وصف المعارف بالجمل وفيه لغات الَّذِي والَّذِ بكسر الذال والَّذْ
بإِسكانها
الَّذِي اسم
مبهم وهو مبنيٌّ معرفة ولا يتم إِلاَّ بصلة وأَصله لَذِي فأُدخل عليه الأَلف
واللام قال ولا يجوز أَن يُنْزَعا منه ابن سيده الَّذِي من الأَسماء الموصولة
ليتوصل بها إِلى وصف المعارف بالجمل وفيه لغات الَّذِي والَّذِ بكسر الذال والَّذْ
بإِسكانها والَّذِيّ بتشديد الياء قال وليسَ المالُ فاعْلَمْه بمالٍ من الأَقْوامِ
إِلاَّ للَّذِيّ يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْه لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه وللقَصِيّ
والتثنية اللَّذانِّ بتشديد النون واللَّذانِ النون عوض من ياء الذي واللَّذا بحذف
النون فَعَلى ذلك قال الأَخطل أَبَني كُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا قَتَلا
الملُوكَ وفَكَّكا الأَغْلالا قال سيبويه أَراد اللَّذانِ فحذف النون ضرورة قال
ابن جني الأَسماء الموصولة نحو الذي والتي لا يصح تثنية شيء منها من قِبَل أَن
التثنية لا تَلحق إِلا النكرة فما لا يجوز تنكيره فهو بأَن لا تصح تثنيته أَجدر
فالأَسماء الموصولة لا يجوز أَن تنكر فلا يجوز أَن يثنى شيء منها أَلا تراها بعد
التثنية على حدّ ما كانت عليه قبل التثنية وذلك قولك ضربت اللذين قاما إِنما
يتعرَّفان بالصلة كما يتعرَّف بها الواحد في قولك ضربت الذي قام والأَمر في هذه الأَشياء
بعد التثنية هو الأَمر فيها قبل التثنية وهذه أَسماء لا تنكر أَبداً لأَنها
كِنايات وجارية مَجرى المضمرة فإِنما هي أَسماء لا تنكر أَبداً مصوغة للتثنية وليس
كذلك سائر الأَسماء المثناة نحو زيد وعمرو أَلا ترى أَن تعريف زيد وعمرو إِنما هو
بالوضع والعلمية ؟ فإِذا ثنيتهما تنكرا فقلت رأَيت زَيْدَيْنِ كَرِيمين وعندي
عَمْران عاقلان فإِن آثرت التعليم بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدانِ والعَمْران
وزَيْداك وعَمْراك فقد تعرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعْرّفهما قبلها ولَحِقا
بالأَجناس وفارقا ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع فإِذا صح ذلك فينبغي أَن
تعلم أَن اللذان واللتان وما أَشبههما إِنما هي أَسماء موضوعة للتثنية مخترعة لها
وليست تثنية الواحد على حد زيد وزيدان إِلا أَنها صيغت على صورة ما هو مثنى على
الحقيقة فقيل اللذانِ واللتانِ واللَّذَيْنِ واللَّتَيْنِ لئلا تختلف التثنية وذلك
أَنهم يحافظون عليها ما لا يحافظون على الجمع وهذا القول كله مذكور في ذا وذي وفي
الجمع هم الَّذِينَ فَعَلُوا ذاك واللَّذُو فعلوا ذاك قال أَكثر هذه عن اللحياني
وأَنشد في الذي يعني به الجمع للأَشهب بن رُميلة وإِنَّ الَّذِي حانَت بِفَلْجٍ
دِماؤُهُمْ هُمُ القَوْم كلُّ القَوْمِ يا أُمَّ خالِدِ وقيل إِنما أَراد الذين
فحذف النون تخفيفاً الجوهري في جمعه لغتان الذين في الرفع والنصب والجر والذي بحذف
النون وأَنشد بيت الأَشهب بن رميلة قال ومنهم من يقول في الرفع اللَّذُون قال وزعم
بعضهم أَن أَصله ذا لأَنك تقول ماذا رأَيْتَ بمعنى ما الذي رأَيت قال وهذا بعيد
لأَن الكلمة ثلاثية ولا يجوز أَن يكون أَصلها حرفاً واحداً وتصغير الَّذِي
اللُّذَيَّا واللِّذَيَّا بالفتح والتشديد فإِذا ثَنَّيْت المصغر أَو جمعته حذفت
الأَلف فقلت اللَّذَيَّانِ واللَّذَيُّونَ وإِذا سميت بها قلت لَذٍ ومن قال الحرث
والعباس أَثبت الصلة في التسمية مع اللام فقال هو الذي فعل والأَلف واللام في الذي
زائدة وكذلك في التثنية والجمع وإِنما هنَّ متعرّفات بصلاتهن وهما لازمتان لا يمكن
حذفهما فرب زائد يلزم فلا يجوز حذفه ويدل على زيادتهما وجودك أَسماء موصولة
مِثلَها معرَّاة من الأَلف واللام وهي مع ذلك معرفة وتلك الأَسماء مَن وما وأَيّ
في نحو قولك ضربت مَن عندك وأَكلت ما أَصعمتني ولأَضربن أَيُّهم قام فتعرّفُ هذه
الأَسماء التي هي أَخوات الذي والتي بغير لام وحصول ذلك لها بما تبعها من صلاتها
دون اللام يدل على أَن الذي إِنما تعرّفه بصلته دون اللام التي هي فيه وأَن اللام
فيه زائدة وقول الشاعر فإِنْ أَدَعِ اللَّواتي مِنْ أُناسٍ أَضاعُوهُنَّ لا أَدَعِ
الَّذِينا فإِنما تركه بلا صلة لأَنه جعله مجهولاً ابن سيده اللَّذْوَى اللَّذّةُ
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أَنها ذكرت الدنيا فقالت قد مَضَتْ لَذْواها
وبَقِيَتْ بَلْواها أَي لَذَّتُها وهي فَعْلى من اللذة فقلبت إِحدى الذالين ياء
كالتَّقَضِّي والتَّظَنِّي قال ابن الأَعرابي اللَّذْوَى واللَّذَّة واللَّذاذةُ
كله الأَكل والشرب بنَعْمة وكِفاية كأَنها أَرادت بذهاب لَذْواها حياةَ النبيّ صلى
الله عليه وسلم وبالبَلْوَى ما امْتُحِن به أُمته من الخِلاف والقِتال على الدنيا
وما حدث بعده من المحن قال ابن سيده وأَقول إِن اللَّذْوَى وإِن كان معناه اللَّذة
واللَّذاذة فليس من مادة لفظه وإِنما هو من باب سيَطرْ ولأْآلٍ وما أَشبهه اللهم
إِلا أَن يكون اعتقد البدل للتضعيف كباب تَقَضَّيْت وتَظَنَّيْت فاعتقد في لَذِذتُ
لَذِيتُ كما تقول في حَسِسْتُ حَسِيتُ فيُبنى منه مثال فَعْلى اماً فتنقلب ياؤه
واواً انقلابها في تَقْوى ورَعْوى فالمادة إِذاً واحدة
معنى
في قاموس معاجم
قال أَبو العباس
أَحمد بن يحيى ومحمد بن زيد ذا يكون بمعنى هذا ومنه قول الله عز وجل مَنْ ذا الذي
يَشْفَع عِنده إلا بإذنه أَي مَنْ هذا الذي يَشْفَع عِنده قالا ويكون ذا بمعنى
الذي قالا ويقال هذا دو صَلاحٍ ورأَيتُ هذا ذا صَلاحٍ ومررت بهذا ذي صَلاحٍ ومعناه
قال أَبو العباس
أَحمد بن يحيى ومحمد بن زيد ذا يكون بمعنى هذا ومنه قول الله عز وجل مَنْ ذا الذي
يَشْفَع عِنده إلا بإذنه أَي مَنْ هذا الذي يَشْفَع عِنده قالا ويكون ذا بمعنى
الذي قالا ويقال هذا دو صَلاحٍ ورأَيتُ هذا ذا صَلاحٍ ومررت بهذا ذي صَلاحٍ ومعناه
كله صاحِب صَلاح وقال أَبو الهيثم ذا اسمُ كلِّ مُشارٍ إليه مُعايَنٍ يراه المتكلم
والمخاطب قال والاسم فيها الذال وحدها مفتوحة وقالوا الذال وحدها هي الاسم المشار
إليه وهو اسم مبهم لا يُعرَف ما هو حتى يُفَسِّر ما بعده كقولك ذا الرَّجلُ ذا
الفرَسُ فهذا تفسير ذا ونَصْبُه ورفعه وخفصه سواء قال وجعلوا فتحة الذال فرقاً بين
التذكير والتأْنيث كما قالوا ذا أَخوك وقالوا ذي أُخْتُك فكسروا الذال في الأُنثى
وزادوا مع فتحة الذال في المذكر أَلفاً ومع كسرتها للأُنثى ياء كما قالوا أَنْتَ
وأَنْتِ قال الأَصمعي والعرب تقول لا أُكَلِّمُك في ذي السنة وفي هَذِي السنة ولا
يقال في ذا السَّنةِ وهو خطأٌ إِنما يقال في هذه السَّنةِ وفي هذي السنة وفي ذي
السَّنَة وكذلك لا يقال ادْخُلْ ذا الدارَ ولا الْبَسْ ذا الجُبَّة وإنما الصواب ادْخُل
ذي الدارَ والْبَس ذي الجُبَّةَ ولا يكون ذا إلا للمذكر يقال هذه الدارُ وذي
المرأَةُ ويقال دَخلت تِلْكَ الدَّار وتِيكَ الدَّار ولا يقال ذِيك الدَّارَ وليس
في كلام العرب ذِيك البَتَّةَ والعامَّة تُخْطِئ فيه فتقول كيف ذِيك المرأَةُ ؟
والصواب كيف تِيكَ المرأَةُ ؟ قال الجوهري ذا اسم يشار به إِلى المذكر وذي بكسر
الذال للمؤنث تقول ذي أَمَةُ اللهِ فإِن وقفت عليه قلت ذِهْ بهاء موقوفة وهي بدل
من الياء وليست للتأْنيث وإنما هي صِلةٌ كما أَبدلوا في هُنَيَّةٍ فقالوا هُنَيْهة
قال ابن بري صوابه وليست للتأْنيث وإنما هي بدل من الياء قال فإِن أَدخلت عليها
الهاء للتنبيه قلت هذا زيدٌ وهذي أَمَةٌ اللهِ وهذه أَيضاً بتحريك الهاء وقد
اكتفوا به عنه فإِن صَغَّرْت ذا قلت دَيًّا بالفتح والتشديد لأَنك تَقْلِب أَلف ذا
ياء لمكان الياء قبلها فتُدْغِمها في الثانية وتزيد في آخره أَلفاً لتَفْرُقَ بين
المُبْهَم والمعرب وذَيّانِ في التثنية وتصغير هذا هَذَيًّا ولا تُصَغَّر ذي
للمؤنث وإنما تصَغَّر تا وقد اكتفوا به عنه وإن ثَنَّيْتَ ذا قلت ذانِ لأَنه لا
يصح اجتماعهما لسكونهما فتَسْقُط إحدى الأَلفين فمن أَسقط أَلف ذا قرأَ إنَّ
هذَينِْ لَساحِرانِ فأَعْرَبَ ومن أَسقط أَلف التثنية قرأَ إَنَّ هذانِ لساحِرانِ
لأَن أَلف ذا لا يقع فيها إعراب وقد قيل إنها على لغة بَلْحَرِثِ ابن كعب قال ابن
بري عند قول الجوهري من أَسقط أَلف التثنية قرأَ إنَّ هذان لساحران قال هذا وهم من
الجوهري لأَن أَلف التثنية حرف زيد لمعنى فلا يسقط وتبقى الأَلف الأَصلية كما لم
يَسقُط التنوين في هذا قاضٍ وتبقى الياء الأَصلية لأَن التنوين زيدَ لمعنى فلا يصح
حذفه قال والجمع أُولاء من غير لفظه فإن خاطبْتَ جئْتَ بالكاف فقلت ذاكَ وذلك
فاللام زائدة والكاف للخطاب وفيها دليل على أَنَّ ما يُومأُ إِليه بعيد ولا
مَوْضِعَ لها من الإِعراب وتُدْخِلُ الهاء على ذاك فتقول هذاك زَيدٌ ولا
تُدْخِلُها على ذلك ولا على أُولئك كما لم تَدْخُل على تلْكَ ولا تَدْخُل الكافُ
على ذي للمؤنث وإنما تَدْخُلُ على تا تقول تِيكَ وتِلْك ولا تَقُلْ ذِيك فأِنه
خطأٌ وتقول في التثنية رأَيت ذَيْنِكَ الرِّجُلين وجاءني ذانِكَ الرَّجُلانِ قال
وربما قالوا ذانِّك بالتشديد قال ابن بري من النحويين من يقول ذانِّك بتشديد النون
تَثْنِيةَ ذلك قُلِبَتِ اللام نوناً وأُدْغِمَت النون في النون ومنهم من يقول
تشديدُ النون عِوضٌ من الأَلف المحذوفة من ذا وكذلك يقول في اللذانِّ إِنَّ تشديد
النون عوض من الياء المحذوفة من الذي قال الجوهري وإنما شددوا النون في ذلك
تأْكيداً وتكثيراً للاسم لأَنه بقي على حرف واحد كما أَدخلوا اللام على ذلك وإنما
يفعلون مثل هذا في الأَسماء المُبْهَمة لنقصانها وتقول للمؤنث تانِكَ وتانِّك
أَيضاً بالتشديد والجمع أُولئك وقد تقدم ذكر حكم الكاف في تا وتصغير ذاك ذَيّاك
وتصغير ذلك ذَيّالِك وقال بعض العرب وقَدِمَ من سَفَره فوجد امرأَته قد ولدت
غلاماً فأَنكره فقال لها لَتَقْعُدِنَّ مَقْعَدَ القَصِيِّ مِنِّي ذي القاذُورةِ
المَقْلِيِّ أَو تَحْلِفِي برَبِّكِ العَلِيِّ أَنِّي أَبو ذَيّالِكِ الصَّبيِّ قد
رابَني بالنَّظَر التُّرْكِيِّ ومُقْلةٍ كمُقْلَةِ الكُرْكِيِّ فقالت لا والذي
رَدَّكَ يا صَفِيِّي ما مَسَّني بَعْدَك مِن إنْسِيِّ غيرِغُلامٍ واحدٍ قَيْسِيِّ
بَعْدَ امرأَيْنِ مِنْ بَني عَدِيِّ وآخَرَيْنِ مِنْ بَني بَلِيِّ وخمسة كانوا على
الطَّوِيِّ وسِتَّةٍ جاؤوا مع العَشِيِّ وغيرِ تُرْكِيٍّ وبَصْرَوِيِّ وتصغير
تِلْك تَيَّاكَ قال ابن بري صوابه تَيّالِكَ فأَما تَيّاك فتصغير تِيك وقال ابن
سيده في موضع آخر ذا إِشارة إِلى المذكر يقال ذا وذاك وقد تزاد اللام فيقال ذَلِكَ
وقوله تعالى ذَلِكَ الكِتابُ قال الزجاج معناه هَذا الكتابُ وقد تدخل على ذا ها
التي للتَّنْبِيه فيقال هَذا قال أَبو علي وأَصله ذَيْ فأَبدلوا ياءه أَلفاً وإن
كانت ساكنة ولم يقولوا ذَيْ لئلا يشبه كَيْ وأَيْ فأَبدلوا ياءه أَلفاً لِيلْحَقَ
بباب متى وإذ أَو يخرج من شَبَه الحَرْفِ بعضَ الخُروج وقوله تعالى إنَّ هَذانِ
لَساحِرانِ قال الفراء أَراد ياء النصب ثم حذفها لسكونها وسكون الأَلف قَبْلَها
وليس ذلك بالقوي وذلِك أَن الياء هي الطارئة على الأَلف فيجب أَن تحذف الأَلف
لمكانها فأَما ما أَنشده اللحياني عن الكسائي لجميل من قوله وأَتَى صَواحِبُها
فَقُلْنَ هَذَا الَّذي مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنا وجَفانا فإِنه أَراد أَذا
الَّذِي فأَبدل الهاء من الهمزة وقد استُعْمِلت ذا مكان الذي كقوله تعالى
ويَسْأَلُونك ماذا يُنْفِقُون قل العَفْوُ أَي ما الذي ينفقون فيمن رفع الجواب
فَرَفْعُ العَفْوِ يدلّ على أَن ما مرفوعة بالابتداء وذا خبرها ويُنْفِقُون صِلةُ
ذا وأَنه ليس ما وذا جميعاً كالشيء الواحد هذا هو الوجه عند سيبويه وإِن كان قد
أَجاز الوجهَ الآخر مع الرفع وذي بكسر الذال للمؤنث وفيه لُغاتٌ ذِي وذِهْ الهاء
بدل من الياء الدليل على ذلك قولهم في تحقير ذَا ذَيًّا وذِي إنما هي تأْنيث ذا
ومن لفظه فكما لا تَجِب الهاء في المذكر أَصلاً فكذلك هي أَيضاً في المؤنث بَدَلٌ
غيرُ أَصْلٍ وليست الهاء في هَذِه وإن استفيد منها التأْنيث بمنزلة هاء طَلْحَة
وحَمْزَة لأَن الهاء في طلحة وحمزة زائدة والهاء في هَذا ليست بزائدة إِنما هي بدل
من الياء التي هي عين الفعل في هَذِي وأَيضاً فإِنَّ الهاء في حمزة نجدها في الوصل
تاء والهاء في هذه ثابِتةٌ في الوصل ثَباتَها في الوقف ويقال ذِهِي الياء لبيان
الهاء شبهها بهاء الإِضمار في بِهِي وهَذِي وهَذِهِي وهَذِهْ الهاء في الوصل
والوقف ساكنةٌ إِذا لم يلقها ساكن وهذه كلها في معنى ذِي عن ابن الأَعرابي وأَنشد
قُلْتُ لَها يا هَذِهي هذا إِثِمْ هَلْ لَكِ في قاضٍ إِلَيْهِ نَحْتَكِمْ ؟ ويوصل
ذلك كله بكاف المخاطبة قال ابن جني أَسماء الإِشارة هَذا وهذِه لا يصح تثنية شيء منها
من قِبَلِ أَنَّ التثنية لا تلحق إِلا النكرة فما لا يجوز تنكيره فهو بأَن لا تصح
تثنيته أَجْدَرُ فأَسْماء الإِشارة لا يجوز أَن تُنَكَّر فلا يجوز أَن يُثَنَّى
شيء منها أَلا تراها بعد التثنية على حدّ ما كانت عليه قبل التثنية وذلك نحو قولك
هَذانِ الزَّيْدانِ قائِمَيْن فَنَصْبُ قائِمَيْن بمعنى الفعل الذي دلت عليه
الإِشارةُ والتنبيهُ كما كنت تقول في الواحد هذا زَيْدٌ قائماً فَتَجِدُ الحال
واحدةً قبل التثنيةِ وبعدها وكذلك قولك ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ قاما تَعرَّفا بالصلة
كما يَتَعَرَّفُ بها الواحد كقولك ضربت الذي قامَ والأَمر في هذه الأَشياء بعد
التثنية هو الأَمر فيها قبل التثنية وليس كذلك سائرُ الأَسماء المثناة نحو زيد
وعمرو أَلا ترى أَن تعريف زيد وعمرو إِنما هو بالوضع والعلمية ؟ فإِذا ثنيتهما
تنكرا فقلت عندي عَمْرانِ عاقِلانِ فإِن آثرت التعريف بالإِضافة أَو باللام فقلت
الزَّيْدانِ والعَمْرانِ وزَيْداكَ وعَمْراكَ فقد تَعَرَّفا بَعْدَ التثنية من غير
وجه تَعَرُّفِهما قبلها ولَحِقا بالأَجْناسِ وفارَقا ما كانا عليه من تعريف
العَلَمِيَّةِ والوَضْعِ فإِذا صح ذلك فينبغي أَن تعلمَ أَنَّ هذانِ وهاتانِ إِنما
هي أَسماء موضوعة للتثنية مُخْتَرعة لها وليست تثنية للواحد على حد زيد وزَيْدانِ
إِلا أَنها صِيغت على صورة ما هو مُثَنًّى على الحقيقة فقيل هذانِ وهاتانِ لئلا
تختلف التثنية وذلك أَنهم يُحافِظون عليها ما لا يُحافِظون على الجمع أَلا ترى
أَنك تجد في الأَسماء المتمكنة أَلفاظَ الجُموع من غير أَلفاظِ الآحاد وذلك نحو
رجل ونَفَرٍ وامرأَةٍ ونِسْوة وبَعير وإِبلٍ وواحد وجماعةٍ ولا تجد في التثنية
شيئاً من هذا إنما هي من لفظ الواحد نحو زيد وزيدين ورجل ورجلين لا يختلف ذلك
وكذلك أَيضاً كثير من المبنيات على أَنها أَحق بذلك من المتمكنة وذلك نحو ذا
وأُولَى وأُلات وذُو وأُلُو ولا تجد ذلك في تثنيتها نحو ذا وذانِ وذُو وذَوانِ
فهذا يدلك على محافظتهم على التثنية وعنايتهم بها أَعني أَن تخرج على صورة واحدة
لئلا تختلف وأَنهم بها أَشدُّ عِناية منهم بالجمع وذلك لَمَّا صيغت للتثنية
أَسْماء مُخْتَرَعة غير مُثناة على الحقيقة كانت على أَلفاظ المُثناة تَثْنِيةً
حقيقةً وذلك ذانِ وتانِ والقول في اللَّذانِ واللَّتانِ كالقول في ذانِ وتانِ قال
ابن جني فأَما قولهم هذانِ وهاتانِ وفذانك فإِنما تقلب في هذه المواضع لأَنهم
عَوَّضوا من حرف محذوف وأَما في هذانِ فهي عِوَضٌ من أَلف ذا وهي في ذانِك عوض من
لام ذلك وقد يحتمل أَيضاً أَن تكون عوضاً من أَلف ذلك ولذلك كتبت في التخفيف
بالتاء
( * قوله « ولذلك كتبت في التخفيف بالتاء إلخ » كذا بالأصل ) لأَنها حينئذ ملحقة
بدَعْد وإِبدال التاء من الياء قليل إِنما جاء في قولهم كَيْتَ وكَيْتَ وفي قولهم
ثنتان والقول فيهما كالقول في كيت وكيت وهو مذكور في موضعه وذكر الأَزهري في ترجمة
حَبَّذا قال الأَصل حَبُبَ ذا فأُدغمت إِحدى الباءَين في الأُخرى وشُدِّدت وذا
إِشارة إِلى ما يقرب منك وأَنشد بعضهم حَبَّذا رَجْعُها إِلَيْكَ يَدَيْها في
يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارا كأَنه قال حَبُبَ ذا ثم ترجم عن ذا فقال هو
رَجْعُها يَدَيْها إِلى حَلّ تِكَّتها أَي ما أَحَبَّه ويَدا دِرْعِها كُمَّاها
وفي صفة المهدي قُرَشِيٌّ يَمانٍ ليس مِن ذِي ولا ذُو أَي ليس نَسَبُه نَسَبَ
أَذْواء اليمن وهم مُلوكُ حِمْيَرَ منهم ذُو يَزَنَ وذُو رُعَيْنٍ وقوله قرشيٌّ
يَمانٍ أَي قُرَشِيُّ النَّسَب يَمانِي المَنْشإ قال ابن الأَثير وهذه الكلمة
عينها واو وقياس لامها أَن تكون ياء لأَن باب طَوَى أَكثر من باب قَوِيَ ومنه حديث
جرير يَطْلُع عليكم رَجل من ذِي يَمَنٍ على وجْهِه مَسْحة من ذي مَلَكٍ قال ابن
الأَثير كذا أَورده أَبو عُمَر الزاهد وقال ذي ههنا صِلة أَي زائدة
معنى
في قاموس معاجم
اللَّذَّةُ نقيض
الأَلم واحدة اللذان لذَّه ولَذَّ به يَلَذُّ لَذًّا ولَذَاذَةً والْتَذَّهُ
والْتَذّ به واسْتَلَذّه عدّه لَذِيذاً ولَذِذْتُ الشيءَ بالكسر لَذَاذاً
ولَذَاذَةً أَي وجدته لذيذاً والتذذت به وتلذذت به بمعنى واللَّذّة واللَّذَادَةُ
واللَّذِيذ
اللَّذَّةُ نقيض
الأَلم واحدة اللذان لذَّه ولَذَّ به يَلَذُّ لَذًّا ولَذَاذَةً والْتَذَّهُ
والْتَذّ به واسْتَلَذّه عدّه لَذِيذاً ولَذِذْتُ الشيءَ بالكسر لَذَاذاً
ولَذَاذَةً أَي وجدته لذيذاً والتذذت به وتلذذت به بمعنى واللَّذّة واللَّذَادَةُ
واللَّذِيذُ واللَّذْوَى كله الأَكل والشرب بِنَعْمَةٍ وكفاية ولَذِذْتُ الشيء
وأَنا أَلَذُّ به لَذَاذَةً ولَذِذْته سواء وأَنشد ابن السكيت تَقاكَ بِكَعْبً
واحد وتَلَذّه يداك إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ ولَذَّ الشيءُ يَلَذُّ إِذا
كان لذيذاً وقال رؤْبة لَذَّتْ أَحاديثُ الغَوِيِّ المُبْدِعِ أَي اسْتُلِذ بها ويُجْمَعُ
اللَّذيذُ لِذاذاً وفي الحديث إِذا ركب أَحدكم الدابة فليحملها على مَلاذِّها أَي
ليُجْرِها في السُّهولة لا في الحُزُونة والمَلاذُّ جمع مَلَذٍّ وهو موضع اللذة من
لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذاذة فهو لذيذ أَي مشتهى وفي حديث عائشة رضي الله عنها
أَنها ذكرت الدنيا فقالت قد مضى لَذْواها وبقي بَلْواها أَي لذتها وهو فَعْلى من
اللذة فقلبت احدى الذالين ياء كالتقضي والتلظي وأَرادت بذهاب لَذْواها حياة سيدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالبلوى ما حدث بعده من المحن وقول الزبير
( * قوله « وقول الزبير إلخ » في شرح القاموس وفي الحديث كان الزبير يرقص عبد الله
ويقول )
في الحديث حين كان يُرَقّص عبدَ الله ويقول أَبيضُ من آل أَبي عَتيقِ مُبارَكٌ من
ولَدِ الصِّدِّيقِ أَلَذُّه كما أَلَذُّ رِيقي قال تقول لذذته بالكسر أَلذه بالفتح
ورجل لَذٌّ مُلْتذ أَنشد ابن الأَعرابي لابن سَعْنَهَ فَراحَ أَصِيلُ الحَزْم
لَذّاً مُرَزَّأً وباكَرَ مَمْلُوءاً من الرَّاح مُتْرَعا واللَّذّ واللَّذيذ
يجريان مَجرى واحداً في النعت وقوله عز وجل من خمر لذةٍ للشاربِين أَي لذيذة وقيل
لذة أَي ذات لذةٍ وشراب لَذٌّ من أَشربة لُذٍّ ولِذاذ ولَذيذٌ من أَشربة لِذاذ
وكأْسٌ لَذَّةٌ لذيذة وفي التنزيل بيضاء لَذةٍ للشاربين وقد روي بيت ساعدة لَذٌّ
بِهَزِّ الكَفِّ أَراد يلتذ الكف به وجعل اللذة للعَرَض الذي هو الهز لتشبثه بالكف
إِذا هزته والمعروف لَدْنٌ وكذلك رواه سيبويه وأَنشد ثعلب حَتى اكْتَسى الرأْسُ
قِناعاً أَشبها أَمْلَحَ لا لَذًّا ولا مُحَبَّا فنفى عنه أَن يكون لَذًّا وكذلك
لو احتاج إِلى إِثباته وإِنجابه لوصفه بأَنه لَذٌّ وكان يقول « قناعاً أَشهبا
أَملح لذّاً محببا » ولَذَّ الشيءُ صار لذيذاً ابن الأَعرابي اللَّذُّ النوم
وأَنشد ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تركتُه بأَرْضِ العِدى من خَشْيَةِ
الحَدَثانِ واستشهد الجوهري هنا بقول الشاعر ولَذٍّ كطعم الصّرْخَدِيّ قال ابن بري
البيت للراعي وعجزه دفعته عَشيَّةَ خَمْسِ القومِ والعينُ عاشقه أَراد أَنه لما
دخل ديار أَعدائه لم ينم حذاراً لهم وقوله في الحديث لَصُبَّ عليكم العذاب صَبّاً
ثم لُذَّ لَذًّا أَي قُرن بعضه إِلى بعض واللَّذْلَذَةُ السُّرْعَةُ والخِفَّةُ
ولَذْلاذٌ الذئبُ لسرعته هكذا حكي لَذْلاذٌ بغير الأَلف واللام كأَوس ونَهْشَلٍ
الجوهري واللذِ واللذْ بكسر الذال وتسكينها لغة في الذي والتثنية اللذا بحذف النون
والجمع الذين وربما قالوا في الجمع اللذون قال ابن بري صواب هذه أَن تذكر في فصل
لذا من المعتل تاموضع قال وقد ذكره في ذلك وإِنما غلّطه في جعله في هذا الموضع
كونُه بغير ياء قال وهذا إِنما بابه الشعر أَعني حذف الياء من الذي