العُجْبُ
والعَجَبُ إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِيادِه وجمعُ العَجَبِ أَعْجابٌ
قال
يا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ ... الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيابِ
وقد عَجِبَ منه يَعْجَبُ عَجَباً وتَعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ قال
ومُسْتَعْجِبٍ مما
العُجْبُ
والعَجَبُ إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِيادِه وجمعُ العَجَبِ أَعْجابٌ
قال
يا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ ... الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيابِ
وقد عَجِبَ منه يَعْجَبُ عَجَباً وتَعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ قال
ومُسْتَعْجِبٍ مما يَرَى من أَناتِنا ... ولو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ
والاسْتِعْجابُ شِدَّةُ التَّعَجُّبِ وفي النوادر تَعَجَّبنِي فلانٌ وتَفَتَّنَني
أَي تَصَبَّاني والاسم العَجِيبةُ والأُعْجُوبة والتَّعاجِيبُ العَجائبُ لا واحدَ
لها من لفظها قال الشاعر
ومنْ تَعاجِيبِ خَلْقِ اللّهِ غَاطِيةٌ ... يُعْصَرُ مِنْها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ
الغَاطِيَةُ الكَرْمُ وقوله تعالى بل عَجِبْت ويَسْخَرُون قرأَها حمزة والكسائي
بضم التاءِ وكذا قراءة علي بن أَبي طالب وابن عباس وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر
وعاصم وأَبو عمرو بل عَجِبْتَ بنصب التاءِ الفراءُ العَجَبُ وإِن أُسْنِدَ إِلى
اللّه فليس معناه من اللّه كمعناه من العباد قال الزجاج أَصلُ العَجَبِ في اللغة
أَن الإِنسان إِذا رأَى ما ينكره ويَقِلُّ مِثْلُه قال قد عَجِبْتُ من كذا وعلى
هذا معنى قراءة من قرأَ بضم التاءِ لأَن الآدمي إِذا فعل ما يُنْكِرُه اللّهُ جاز
أَن يقول فيه عَجِبْتُ واللّه عز وجل قد علم ما أَنْكَره قبل كونه ولكن الإِنكارُ
والعَجَبُ الذي تَلْزَمُ به [ ص 581 ] الحُجَّة عند وقوع الشيءِ وقال ابن
الأَنباري في قوله بل عَجِبْتُ أَخْبَر عن نفسه بالعَجَب وهو يريد بل جازَيْتُهم
على عَجَبِهم من الحَقِّ فَسَمّى فِعْلَه باسمِ فِعْلهم وقيل بل عَجِبْتَ معناه بل
عَظُمَ فِعْلُهم عندك وقد أَخبر اللّه عنهم في غير موضع بالعَجَب من الحَقِّ قال
أَكَانَ للناسِ عَجَباً وقال بل عَجِبُوا أَنْ جاءهم مُنْذِرٌ منهم وقال الكافرون
إِنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ ابن الأَعرابي العَجَبُ النَّظَرُ إِلى شيءٍ غير مأْلوف ولا
مُعتادٍ وقوله عز وجل وإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قولُهم الخطابُ للنبي صلى اللّه
عليه وسلم أَي هذا موضعُ عَجَبٍ حيث أَنكروا البعْثَ وقد تبين لهم مِنْ خَلْقِ
السمواتِ والأَرض ما دَلَّهم على البَعْث والبعثُ أَسهلُ في القُدْرة مما قد
تَبَيَّنُوا وقوله عز وجل واتَّخَذَ سبيلَه في البحر عَجَباً قال ابن عباس
أَمْسَكَ اللّه تعالى جرْيَةَ البَحْرِ حتى كان مثلَ الطاقِ فكان سَرَباً وكان
لموسى وصاحبه عَجَباً وفي الحديث عَجِبَ رَبُّكَ من قوم يُقادُونَ إِلى الجنةِ في
السلاسِل أَي عَظُمَ ذلك عنده وكَبُرَ لديه أَعلم الّله أَنه إِنما يَتَعَجَّبُ
الآدميُّ من الشيءِ إِذا عَظُمَ مَوْقِعُه عنده وخَفِيَ عليه سببُه فأَخبرهم بما
يَعْرِفون ليعلموا مَوْقعَ هذه الأَشياء عنده وقيل معنى عَجِبَ رَبُّكَ أَي رَضِيَ
وأَثابَ فسماه عَجَباً مجازاً وليس بعَجَبٍ في الحقيقة والأَولُ الوجه كما قال ويَمْكُرونَ
ويَمْكُرُ اللّهُ معناه ويُجازيهم اللّه على مكرهم وفي الحديث عَجِبَ رَبُّكَ من
شَابٍّ ليستْ له صَبْوَةٌ هو من ذلك وفي الحديث عَجِبَ رَبُّكُمْ من إِلِّكم
وقُنُوطِكم قال ابن الأَثير إِطْلاقُ العَجَب على اللّه تعالى مَجَازٌ لأَنه لا
يخفى عليه أَسبابُ الأَشياء والتَّعَجُّبُ مما خَفِيَ سببه ولم يُعْلَم وأَعْجَبَه
الأَمْرُ حَمَلَهُ على العَجَبِ منه وأَنشد ثعلب
يا رُبَّ بَيْضَاءَ على مُهَشَّمَهْ ... أَعْجَبَها أَكْلُ البَعيرِ اليَنَمَهْ
هذه امرأَةٌ رأَتِ الإِبلَ تأْكل فأَعْجَبها ذلك أَي كَسَبها عَجَباً
وكذلك قولُ ابنِ قَيسِ الرُّقَيَّاتِ
رَأَتْ في الرأْسِ منِّي شَيْ ... بَةً لَسْتُ أُغَيِّبُها
فقالتْ لي ابنُ قَيْسٍ ذا ... وبَعْضُ الشَّيْءِ يُعْجِبُها
أَي يَكْسِبُها التَّعَجُّبَ وأُعْجِبَ به عَجِبَ وعَجَّبَه بالشيءِ تَعْجِيباً
نَبَّهَهُ على التَّعَجُبِ منه وقِصَّةٌ عَجَبٌ وشيء مُعْجِبٌ إِذا كان حَسَناً
معدًّا والتَّعَجُّبُ أَن تَرَى الشيءَ يُعْجِبُكَ تَظُنُّ أَنك لم تَرَ مِثلَه
وقولهم للّه زيدٌ كأَنه جاءَ به اللّه من أَمْرٍ عَجِيبٍ وكذلك قولهم للّه دَرّهُ
أَي جاءَ اللّهُ بدَرِّه من أَمْرٍ عَجِيبٍ لكثرته وأَمر عُجَابٌ وعُجَّابٌ
وعَجَبٌ وعَجِيبٌ وعَجَبٌ عاجِبٌ وعُجَّابٌ على المبالغة يؤكد به وفي التنزيل
إِنَّ هذا لشيءٌ عُجَابٌ قرأَ أَبو عبدالرحمن السُّلَمِيُّ ان هذا لشيء عُجَّابٌ
بالتشديد وقال الفراء هو مِثْلُ قولهم رجل كريم وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكَبيرٌ وكُبَارٌ
وكُبَّارٌ وعُجَّاب بالتشديد أَكثر من عُجَابٍ وقال صاحب العين بين العَجِيب
والعُجَاب فَرْقٌ أَمَّا العَجِيبُ فالعَجَبُ يكون مثلَه وأَمَّا العُجَاب فالذي
تَجاوَزَ حَدَّ العَجَبِ وأَعْجَبَهُ الأَمْرُ سَرَّه وأُعْجِبَ به كذلك على [ ص
582 ] لفظ ما تَقَدَّم في العَجَبِ والعَجِيبُ الأَمْرُ يُتَعَجَّبُ منه وأَمْرٌ
عَجِيبٌ مُعْجِبٌ وقولهم عَجَبٌ عاجِبٌ كقولهم لَيْلٌ لائِلٌ يؤكد به وقوله أَنشده
ثعلب
وما البُخْلُ يَنْهاني ولا الجُودُ قادَني ... ولكنَّها ضَرْبٌ إِليَّ عَجيبُ
أَرادَ يَنْهاني ويَقُودُني أَو نَهاني وقَادَني وإِنما عَلَّقَ عَجِيبٌ بإِليَّ
لأَنه في معنى حَبِيب فكأَنه قال حَبِيبٌ إِليَّ قال الجوهري ولا يجمع عَجَبٌ ولا
عَجِيبٌ ويقال جمعُ عَجِيب عَجائبُ مثل أَفِيل وأَفائِل وتَبيع وتَبائعَ وقولهم
أَعاجِيبُ كأَنه جمع أُعْجُوبةٍ مثل أُحْدُوثةٍ وأَحاديثَ والعُجْبُ الزُّهُوُّ
ورجل مُعْجَبٌ مَزْهُوٌّ بما يكون منه حَسَناً أَو قَبِيحاً وقيل المُعْجَبُ
الإِنسانُ المُعْجَبُ بنفسه أَو بالشيءِ وقد أُعْجِبَ فلانٌ بنفسه فهو مُعْجَبٌ
برأْيه وبنفسه والاسم العُجْبُ بالضم وقيل العُجْب فَضْلَةٌ من الحُمْق صَرَفْتَها
إِلى العُجْبِ وقولُهم ما أَعجَبَه برأْيه شاذّ لا يُقاس عليه والعُجْب الذي
يُحِبُّ مُحادثةَ النساء ولا يأْتي الريبة والعُجْبُ والعَجْبُ والعِجْبُ الذي
يُعْجِبُه القُعُود مع النساءِ والعَجْبُ والعُجْبُ من كل دابة ( 1 )
( 1 قوله « والعجب والعجب من كل دابة الخ » كذا بالأصل وهذه عبارة التهذيب بالحرف
وليس فيها ذكر العجب مرتين بل قال والعجب من كل دابة الخ وضبطه بشكل القلم بفتح
فسكون كالصحاح والمحكم وصرح به المجد والفيومي وصاحب المختار لاسيما وأُصول هذه
المادة متوفرة عندنا فتكرار العجب في نسخة اللسان ليس إلا من الناسخ اغتر به شارح
القاموس فقال عند قول المجد العجب بالفتح وبالضم من كل دابة ما انضم إلى آخر ما
هنا ولم يساعده على ذلك أصل صحيح ان هذا لشيء عجاب ) ما انْضَمَّ عليه الوَرِكان
من أَصل الذَّنَبِ المَغْروز في مؤخر العَجُزِ وقيل هو أَصلُ الذَّنَبِ كُلُّه
وقال اللحياني هو أَصْلُ الذَّنَبِ وعَظْمُه وهو العُصْعُصُ والجمعُ أَعْجابٌ
وعُجُوبٌ وفي الحديث كُلُّ ابنِ آدمَ يَبْلَى إِلا العَجْبَ وفي رواية إِلاَّ
عَجْبَ الذَّنَب العَجْبُ بالسكون العظم الذي في أَسفل الصُّلْب عند العَجُز وهو
العَسِيبُ من الدَّوابِّ وناقة عَجْباءُ بَيِّنَةُ العَجَبِ غلِيظةُ عَجْبِ
الذَّنَب وقد عَجِبَتْ عَجَباً ويقال أَشَدُّ ما عَجُبَتِ الناقةُ إِذا دَقَّ
أَعْلى مُؤَخَّرِها وأَشْرَفَتْ جاعِرَتاها والعَجْباءُ أَيضاً التي دَق أَعلى
مُؤَخَّرها وأَشرَفَتْ جاعِرَتاها وهي خلْقَةٌ قبيحة فيمن كانت وعَجْبُ الكَثِيبِ
آخِرُه المُسْتَدِقُّ منه والجمعُ عُجُوب قال لبيد
يَجْتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَميلُ هَيامُها
ومعنى يَجتابُ يَقْطَع ومن روى يَجْتافُ بالفاءِ فمعناه يَدْخُلُ يصف مطراً
والقالِصُ المرتفعُ والمُتَنَبِّذُ المُتَنَحِّي ناحيةً والهَيَامُ الرَّمْل الذي
يَنْهار وقيل عَجْبُ كلّ شيءٍ مُؤَخَّرُه وبَنُو عَجْبٍ قبيلة وقيل بَنُو عَجْبٍ
بطن وذكر أَبو زيد خارجةُ بنُ زيدٍ أَن حَسَّان بنَ ثابتٍ أَنشد قوله
انْظُرْ خَليلِي ببَطْنِ جِلَّقَ هلْ ... تُونِسُ دونَ البَلْقاءِ مِن أَحَدِ
فبكى حَسَّان بذِكْرِ ما كان فيه من صِحَّة البصر والشَّبابِ بعدما كُفَّ بَصَرُه
وكان ابنه عبدُالرحمن حاضِراً فسُرَّ ببكاءِ أَبيه قال خارجةُ يقول عَجِبْتُ من
سُروره ببكاءِ أَبيه قال ومثله قوله
فقالتْ لي ابنُ قَيْسٍ ذا ... وبعضُ الشَّيءِ يُعْجِبُها
[ ص 583 ] أَي تَتَعَجَّبُ منه أَرادَ أَابنُ قَيْسٍ فتَرك الأَلفَ الأُولى
معنى
في قاموس معاجم
حَرْفُ نَفي
وتكون بمعنى الذي وتكون بمعنى الشَّرط وتكون عِب ارة عن جميع أَنواع النكرة وتكون
موضُوعة موضع مَنْ وتكون بمعنى الاسْتِفهام وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ
قال الراجز قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إِنْ لم
أُرَوِّه
حَرْفُ نَفي
وتكون بمعنى الذي وتكون بمعنى الشَّرط وتكون عِب ارة عن جميع أَنواع النكرة وتكون
موضُوعة موضع مَنْ وتكون بمعنى الاسْتِفهام وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ
قال الراجز قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إِنْ لم
أُرَوِّها فَمَهْ قال ابن جني يحتمل مَهْ هنا وجهين أَحدهما أَن تكون فَمَهْ
زَجْراً منه أَي فاكْفُفْ عني ولستَ أَهلاً للعِتاب أَو فَمَهْ يا إنسانُ يُخاطب
نفسَه ويَزْجُرها وتكونُ للتعجُّب وتكون زائدة كافَّةً وغير كافة والكافة قولهم
إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ وغير الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق تريد إن زيداً منطلق
وفي التنزيل العزيز فِبما نَقْضِهم مِيثاقَهم وعَمَّا قليل ليُصْبِحُنَّ نادِمين
ومِمَّا خَطيِئَاتِهم أُغْرِقُوا قال اللحياني ما مؤنثة وإن ذُكِّرَت جاز فأَما
قول أَبي النجم اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما
وبَعْدِمَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ وكادتِ الحُرَّةُ أَن
تُدْعَى أَمَتْ فإِنه أَراد وبَعْدِما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز مِنْ
هَهُنا ومِنْ هُنَهْ فلما صارت في التقدير وبعدمَهْ أَشبهت الهاء ههنا هاء
التأْنيث في نحو مَسْلمةَ وطَلْحة وأَصلُ تلك إِنما هو التاء فشبَّه الهاء في
وبَعْدِمَهْ بهاء التأَنيث فوَقَفَ عليها بالتاء كما يَقِفُ على ما أَصله التاء
بالتاء في مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ فهذا قِياسُه كما قال أَبو وَجْزَة
العاطِفُونَتَ حين ما مِنْ عاطِفٍ والمُفْضِلونَ يَداً وإذا ما أَنْعَمُوا
( * قوله « والمفضلون » في مادة ع ط ف والمنعمون )
أَراد العاطِفُونَهْ ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنيث التي أَصلها التاء فَوَقَفَ
بالتاء كما يَقِفُ على هاء التأْنيث بالتاء وحكى ثعلب وغيره مَوَّيْتُ ماء حَسَنةً
بالمدِّ لمكان الفتحة مِن ما وكذلك لا أَي عَمِلْتها وزاد الأَلف في ما لأَنه قد جعلها
اسماً والاسم لا يكون على حرفين وَضْعاً واختار الأَلف من حروف المدِّ واللِّين
لمكان الفتحة قال وإذا نسبت إِلى ما قلت مَوَوِيٌّ وقصيدة ماويَِّةٌ ومَوَوِيَّةٌ
قافيتها ما وحكى الكسائي عن الرُّؤاسي هذه قصيدة مائِيةٌ وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ
ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ قال وهذا أَقْيسُ الجوهري ما حرف يَتَصَرَّف على
تسعة أَوجه الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك قال ابن بري ما يُسأَلُ بها عَمَّا لا
يَعْقِل وعن صفات من يَعْقِل يقول ما عَبْدُ اللهِ ؟ فتقول أَحْمَقُ أَو عاقلٌ قال
الجوهري والخَبَر نحو رأيت ما عِنْدَك وهو بمعنى الذي والجزاء نحو ما يَفْعَلْ
أَفْعَلْ وتكون تعجباً نحو ما أَحْسَنَ زيداً وتكون مع الفِعل في تأْويل المَصدر
نحو بَلَغَني ما صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك وتكون نكرة يَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما
مُعْجِبٍ لك أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لك وتكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما زيد
مُنْطَلِقٌ وغير كافَّة نحو قوله تعالى فبِما رَحْمَةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم وتكون
نفياً نحو ما خرج زيد وما زَيْدٌ خارِجاً فإن جعلْتَها حرفَ نفيٍ لم تُعْمِلْها في
لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ وهو القِياس وأَعْمَلْتَها في لغةِ أَهل الحِجاز
تشبيهاً بليس تقول ما زيدٌ خارِجاً وما هذا بَشراً وتجيء مَحْذُفَةً منها الأَلفُ
إِذا ضَمَمتَ إِليها حرفاً نحو لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون قال ابن بري صوابه
أَن يقول وتجيء ما الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِليها حرفاً جارًّا التهذيب
إِنما قال النحويون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل ومعنى إِنَّما إثباتٌ لما
يذكر بعدها ونَفْيٌ لما سِواه كقوله وإِنَّما يُدافِعُ عن أَحْسابِهم أَنا أَو
مِثْلي المعنى ما يُدافعُ عن أَحسابهم إِلاَّ أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي والله أَعلم
التهذيب قال أَهل العربية ما إِذا كانت اسماً فهي لغير المُمَيِّزِين من الإِنس
والجِنِّ ومَن تكون للمُمَيِّزِين ومن العرب من يستعمل ما في موضع مَنْ مِن ذلك
قوله عز وجل ولا تَنكِحوا ما نَكَح آباؤكم من النِّساء إِلا ما قد سَلَفَ التقدير
لا تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم وكذلك قوله فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النِّساء
معناه مَنْ طابَ لكم وروى سلمة عن الفراء قال الكسائي تكون ما اسماً وتكون جَحْداً
وتكون استفهاماً وتكون شرطاً وتكون تَعَجُّباً وتكون صِلةً وتكون مَصْدَراً وقال
محمد بن يزيد وقد تأْتي ما تَمْنَع العامِلَ عَملَه وهو كقولك كأَنَّما وَجْهُكَ
القمرُ وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا قال أَبو منصور ومنه قوله تعالى رُبَّما يَوَدُّ
الذين كفروا رُبَّ وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فيها ما جُعلت للفعل وقد تُوصَلُ
ما بِرُبَّ ورُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله ماوِيَّ يا رُبَّتَما غارةٍ شَعْواء
كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يريد يا رُبَّتَ غارة وتجيءُ ما صِلَةً يُريد بها
التَّوْكِيدَ كقول الله عز وجل فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهُم المعنى فبِنَقْضِهم
مِيثاقَهم وتجيء مصدراً كقول الله عز وجل فاصْدَعْ بما تؤمر أَي فاصْدَعْ بالأَمر
وكقوله عز وجل ما أَغْنى عنه مالُه وما كَسَبَ أَي وكَسْبُه وما التَّعَجُّبِ
كقوله فما أَصْبَرَهم على النار والاستفهام بما كقولك ما قولُك في كذا ؟
والاسْتِفهامُ بما من الله لعباده على وجهين هل للمؤمنِ تَقْريرٌ وللكافر
تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ فالتقرير كقوله عز وجل لموسى وما تِلكَ بيَمِينك يا موسى قال
هي عَصايَ قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً
والشَّرْطِ كقوله عز وجل ما يَفْتَح الله للناسِ من رَحْمَة فلا مُمْسِكَ لها وما
يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ لَه والجَحْدُ كقوله ما فَعَلُوه إِلاَّ قَليلٌ منهم وتجيء
ما بمعنى أَيّ كقول الله عز وجل ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها
المعنى يُبَيِّن لنا أَيُّ شيء لَوْنُها وما في هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء
ومُرافِعُها قوله لَوْنُها وقوله تعالى أَيّاً ما تَدْعُوا فله الأَسْماء الحُسْنى
وُصِلَ الجَزاءُ بما فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ بما وإِنما يُوصَلُ إِذا
كان جزاء وأَنشد ابن الأَعرابي قول حَسَّانَ إِنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَديثٌ
فبما يأْكُلُ الحَدِيثُ السِّمِينا قال فبما أَي رُبَّما قال أَبو منصور وهو
مَعْروف في كلامهم قد جاءَ في شعر الأَعشى وغيره وقال ابن الأَنباري في قوله عز
وجل عَما قَلِيل ليُصْبحُنَّ نادِمينَ قال يجوز أَن يكون معناه عَنْ قَليل وما
تَوْكِيدٌ ويجوز أَن يكون المعنى عن شيءٍ قليل وعن وَقْتٍ قليل فيصير ما اسماً غير
تَوكيد قال ومثله مما خَطاياهُمْ يجوز أَن يكون من إِساءَة خَطاياهم ومن أَعْمال
خَطاياهم فنَحْكُمُ على ما من هذه الجِهة بالخَفْض ونَحْمِلُ الخَطايا على
إِعرابها وجَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ
وكذلك فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهم معناه فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وما تَوْكِيدٌ ويجوز
أَن يكون التأْويل فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم والماءُ المِيمُ مُمالةٌ
والأَلف مَمْدُودةٌ حكاية أَصْواتِ الشاءِ قال ذو الرمة لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ
إِلا ما تَخَوَّنَهُ داعٍ يُناديه باسْم الماء مَبْغُومُ وماءِ حكايةُ صوتِ الشاةِ
مبني على الكسر وحكى الكسائي باتَتِ الشاءُ ليلَتَها ما ما وماهْ وماهْ
( * قوله « ما ما وماه ماه » يعني بالامالة فيها ) وهو حكاية صوتها وزعم الخليل
أَن مَهْما ما ضُمَّت إِليها ما لَغْواً وأَبدلوا الأَلف هاء وقال سيبويه يجوز أن
تكون كإِذْ ضُمَّ إِليها ما وقول حسان بن ثابت إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ
لَوْنُه شَمَطاً فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس
( * قوله « المخلس » أي المختلط صفرته بخضرته يريد اختلاط الشعر الأبيض بالأسود
وتقدم انشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس وفي الصحاح هنا المحول )
يعني إِن تَرَيْ رأْسي ويدخُل بعدها النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كقولك إِما
تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً ولو حذفت ما لم تقل إِلاَّ إِنْ لم تَقُمْ أَقُمْ ولم
تنوّن وتكون إِمّا في معنى المُجازاة لأَنه إِنْ قد زِيدَ عليها ما وكذلك مَهْما
فيها معنى الجزاء قال ابن بري وهذا مكرر يعني قوله إِما في معنى المُجازاة ومهما
وقوله في الحديث أَنْشُدُكَ بالله لَمَّا فعلت كذا أَي إِلاَّ فَعَلْته وتخفف
الميم وتكون ما زائدة وقرئ بهما قوله تعالى إِنَّ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافظ
أَي ما كلُّ نَفْسٍ إِلا عليها حافظ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ