قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ ...
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ(قرآن). 3. "عَبْدُ الْمَالِكِ": اِسْمُ عَلَمٍ مُرَكَّبٌ. 4. "أَبُو مَالِكٍ" : كُنْيَةُ الكِبَرِ وَالشّيْخُوخَةِ. 5. "مَالِكٌ الْحَزِينُ" (حو) : طَائِرٌ مَائِيٌّ. [ن. بَلَشُونٌ].
أَلَكَ الفَرَسُ اللِّجامَ بفِيهِ يَأْلُكُه أَلْكًا : مثل علَكَه عن ابنِ سِيدَه وقالَ اللَّيث : قولُهم : الفَرَسُ يَأْلُكُ اللُّجُمَ والمعروفُ يَلُوكُ أَو يَعْلُك أي : يَمْضُغِ . قال : ومنه الأَلُوكَةُ والمَألُكة بضمّ اللاّم وتُفْتَحُ اللاّمُ أيضاً والأَلُوكُ والمَأْلُكُ بضم اللاّمِ قال سِيبَوَيْه : ليس في الكَلامِ مَفْعُل . وقال كُراع : لا مَفْعُلَ غيرُه كلُّ ذلك بمعنى الرسالَة اقتصر اللّيثُ منها علي المَأْلُكَة والأَلُوك وزاد الجَوهريُّ المَألك والأَلُوكَة ذكره ابن سِيدَه والصاغانيُ قال اللّيثُ : سُمِّيَت الرِّسالَةُ ألوكًا لأنَّها تُؤْلَكُ في الفَمِ ومثلُه قولُ ابنِ سِيدَه وأَنشَدَ الجوهَرِيُّ للَبِيدٍ :
وغُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّهُ ... بألوك فبَذَلْنا ما سَأَلْ وشاهِدُ المَألُكَةِ قولُ مهر بن كعْب :
أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوس مَأْلُكَةً ... عن الذي قد يُقالُ بالكَذِبِ وأَنْشَد ابنُ بَرّي :
أَبْلِغْ يَزِيدَ بني شَيبانَ مَأْلُكَةً ... أَبا ثُبَيتٍ أَما تَنفَكُّ تَأْتَكِلُ
قالَ : إِنّما أَرادَ تَأْتَلِكُ من الأَلُوكَ حكاه يَعْقُوب في المَقْلوبِ قالَ ابنُ سِيدَه : ولم نسمَعْ نَحْنُ في الكلامِ تَأْتَلِكُ من الألُوكِ فيكونُ هذا مَحْمُولا عليه مَقْلُوباً منه وأَمّا شاهِدُ مَأْلُكٍ فقولُ عَديِّ بنِ زَيْدٍ العِبادِيِّ :
أَبْلِغِ النُّعْمانَ عَنّي مَأْلُكاً ... أَنَّه قدْ طالَ حبسي وانْتِظارِي قالَ شيخُنا : وقوله : لا مَفْعُلَ غيرُه هذا الحَصْرُ غيرُ صَحيحٍ ؛ ففي شرحِ التَّصْرِيف للمَوْلَى سعدِ الدّينِ أَن مَفْعُلاً مرفوضٌ في كلامهم إِلاَّ مَكْرُماً ومَعُوناً وزاد غيره مَألُكاً للرِّسالةِ ومَقْبُراً ومَهْلُكاً وميسُراً للسَّعَةِ وقُرِئَ : " فنَظِرَةٌ إِلى مَيسُره " بالإِضافَةِ قِيلَ : ويُحْتَمل أنّ الأَصْلَ في الألفاظِ المَذْكُورَةِ مَفْعُلَةٌ ثم حُذِفَت التّاءُ وذلك ظاهرٌ في قراءةِ ميسُرِه . وفي ارْتِشافِ الشيخِ أبي حَيّان - بعد ذكرِ السّتّةِ المذكورة - ولم يأْتِ غيرُها وقيل : هو أي : مَفْعُل جَمْعٌ لما فيه الهاءُ
وقال السِّيرافيُ : مفردٌ أَصلُه الهاءُ رُخِّمَ ضرورةً ؛ إِذ لم يَردْ إِلاَّ في الشِّعْرِ . قال شيخُنا : وهو في غير مَيسُرِه ظاهِرٌ أَمّا هي فوَرَدَتْ في القرآنِ ثم نَقَل عن بَحْرَق في شرحٍ اللاّمِيَّة بعد ما نَقَل كلامَ المُصَنّف مع أنّه - أي المُصَنِّف - ذكرَ الباقِياتِ في موادِّها وكانَ مُرادُه ما انْفَرَد بالضمِّ دونَ مشارَكةِ غيرِه لكن يَرِدُ عليه مَكْرُم ومَعُون . قلت : قد سَبَقَ إِنكارُ سِيبَوَيْهِ هذا الوَزْنَ وهذا الذي ذَكَره شيخُنا من الحَصْرِ هو نصُّ كُراع بعينِه قال في كتابيه المُجَرَّد والمُنَضَّد : المَأْلُكُ : الرِّسالة ولا نَظيرَ لها أي لم يَجئ على مَفْعُل إِلاّ هِيَ وما ذكره عن شَرحِ التَّصْرِيفِ وأبي حَيّان والسِّيرافي وبَحْرَق من ذكر مَكْرُم ومَعُون فقد سَبَقَهم بذلك الإِمامُ أبو مُحَمَّد ابنُ بري فإِنّه قال : ومثله مَكْرُم ومَعُون وأَمّا قولُ أبي حَيان : قِيلَ : إِنه جَمْعٌ لما فيه الهاء فهُوَ الذي حَكاه أَبو العَبّاس مُحَمّد بنُ يَزِيدَ في شرحِ قولِ عَدِي السابِق قال : مَأْلُك : جمعُ مَألُكَةٍ قالَ ابنُ سِيدَه : وقد يَجُوز أَنْ يكونَ من بابِ إِنْقَحْل في القِلَّة قالَ : والذي رُوِيَ عن أبي العَبّاس أَقْيسُ وقولُ السِّيرافي : إِنّه رُخِّمَ ضَرورةً ؛ إذْ لم يَرِدْ إِلاّ في الشِّعرِ . قلتُ : وشاهِدُ مًكْرُمٍ قولُ الشّاعِر أَنشده ابن بَرّيّ :
" لِيَوْمِ رَوْعٍ أَو فَعَالِ مَكْرُمِ وشاهِدُ مَعُون قولُ جَمِيل أَنشده ابنُ بَري :
بُثَيْنَ الْزَمي لا إِنّ لا إِن لَزِمْتِه ... على كَثْرَةِ الواشِينَ أي مَعُونِ فتَحَقّق بذلك أَنّهما إِنّما رُخِّما لضَرُورةِ شِعْر وأَما القِراءةُ المذكورةُ فقد نَقَلَها الجوهَرِيُّ في ي س ر ونَقَل عن الأَخْفَش أَنّه قال : غير جائِزٍ لأَنّه ليس في الكلامِ مَفْعُل بغيرِ الهاءِ وأَمّا مَكْرُم ومعُون فإِنّهما جمعُ مَكْرُمَة ومَعُونَة وبهذا يَظْهَرُ أَنّ ما نَقَله كُراع من الحصْرِ وقَلَّده المصَنِّفُ صحيحٌ بالنِّسْبَةِ وِإنْ كانَ الحَقّ مع سِيبَوَيْه في قولِه : ليس في الكلامِ مَفْعُل فإِنّ جميعَ ما وَرَدَ على وزنِه إِنما هو في أَصلِه الهاء وما أَدَقَّ نَظَرَ الجَوهرِيِّ حيث قالَ : وكذلك المأْلُك والمَأْلُكَة بضم اللاّمِ منهما وِلم يَتَعَرَّضْ لقَوْلِ كُراع إِشارةً إِلى أَنَّ أصْلَه المَألُكَة مُرَخَّم منه وليس ببِناءٍ على الأَصْلِ فتأَمّلْ ذلِك وأَنْصِف . وقِيلَ : المَلَكُ واحِدُ المَلائِكة مُشْتَقٌّ منه و أَصْلُه مَأْلَكٌ ثم قُلِبَت الهمزةُ إِلى موضِعِ اللاّمِ فقِيل ملأَكٌ وعليه قولُ الشّاعِر :
أيُّها القاتِلُونَ ظُلْماً حُسَيناً ... أَبشِرُوا بالعَذابِ والتَّنْكِيل
كُلُّ أَهْلِ السّماءِ يَدْعُو عَلَيكُم ... من نَبي ومَلأَكٍ ورَسُول ثم خُفِّفَت الهمزةُ بأَنْ أُلْقِيَتْ حَرَكَتُها على الساكِنِ الذي قَبلَها فقِيلَ : مَلَكٌ وقد يُستَعْمَل مُتَمَّماً والحَذْف أَكثرُ ونَظِيرُ البيتِ الذي تَقَدّم أيضاً قولُ الشّاعرِ :فلستَ لإِنْسي ولكن لَملأَكٍ ... تنزَّلَ من جَوِّ السّماءِ يَصُوبُ والجمعُ ملائِكَةٌ دَخَلَت فيها الهاءُ لا لِعُجْمة ولا لنَسَبٍ ولكن على حَدِّ دُخُولِها في القَشاعِمَةِ والصَّياقِلَة وقد قالُوا : الملائِكُ وقال ابنُ السِّكّيتِ : هي المَأْلَكَةُ والمَلأَكَة على القَلْبِ والمَلائِكَةُ جمع ملأَكَة ثم تُرِكَ الهَمْزُ فقيل : مَلَكٌ في الوحدان وأَصلُه مَلأَك كما تَرَى وسيأتي شيءٌ من ذلك في م ل ك . وقالَ ابنُ عَبّاد : قد يكونُ الأَلُوكُ : الرَّسُولُ . قال : والمَأْلُوكُ : المَأْلُوقُ وهو المَجْنُون الكافُ بدلٌ عن القافِ . ويُقال : جاءَ فلانٌ إِلى فُلانٍ وقد اسْتَألكَ مَألُكَتَه أي : حَمَلَ رِسالَتَه . ويُقال أيضاً : اسْتلأكَ كما سيأْتي
ومما يُستَدْرَكُ عليه : أَلَكَه يَأْلِكهُ أَلْكاً : أَبْلَغَه الأَلُوكَ عن كُراعِ . وألَكَ بينَ القَوْمِ : إِذا تَرَسَّلَ . وقال ابنُ الأَنْبارِيّ : يُقال : أَلِكْني إِلى فُلانٍ يُرادُ به أَرْسِلْني وللاثْنَيْنِ أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكْنَني والأَصلُ في أَلِكْني أَلْئكْني فحُوّلَتْ كسرةُ الهَمْزَةِ إِلى اللاّمِ وأُسْقِطت الهمزةُ وأَنشد :
أَلِكْني إِليها فَخَيرُ الرَّسُو ... لِ أَعْلَمهُم بِنَواحِي الخَبر قال : ومن بني على الأَلُوك قال : أَصلُ أَلِكْني أألِكْني فحُذِفَت الهمزةُ الثّانيةُ تَخْفِيفاً . وأَنْشَد :
" أَلِكْني يا عُيَين إِليكَ قَوْلاً قال الأزْهَرِيُّ : ألِكني : أَلِكْ لَي وقال ابنُ الأَنْبارِي : أَلِكْني إِليه أي : كُنْ رَسُولِي إِليه وقالَ غيرُه : أَصْلُ أَلِكْني : أألِكْنِي أُخِّرت الهمزةُ بعدَ اللاّمِ وخُفِّفَت بنقْل حَرَكَتِها على ما قبلَها وحَذْفِها يقال : أَلِكْنِي إلَيها برسالةٍ وكان مُقْتَضَى هذا اللّفْظ أنْ يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برِسالَةٍ إِلاّ أَنه جاءَ على القَلْب ؛ إِذ المعنى : كُنْ رَسُولي إِليها بهذه الرِّسالةِ فهذا على حدِّ قولِهم :
" ولا تَهَيَّبني المَوْماةُ أَرْكَبُها أي ولا أَتَهَيَّبُها وكذلك أَلِكْني لَفْظه يَقْتَضي أَن يكونَ المُخاطَبُ مرسِلاً والمتَكَلِّم مرسَلاً وهو في المَعْنَى بعَكسِ ذلك وهو أَنّ المُخاطَبَ مُرسَل والمُتَكلِّمَ مُرسِلٌ وعلى ذلك قولُ ابن أبي رَبِيعَةَ :
أَلِكْنِي إِليها بالسَّلامِ فإِنَّه ... يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشهَّر أي بَلِّغْها سلامِي وكُنْ رَسُولي إِليها . وقد تُحْذَف هذه الباء فيُقال : أَلِكْني إِليها السَّلام قال عَمْرُو بنُ شَأس :
أَلِكْني إِلى قَوْمِي السَّلامَ رِسالَةً ... بآيةِ ما كانُوا ضِعافاً ولا عُزْلاَ فالسَّلاَم مفعولٌ ثانِ ورِسالَةً بدلٌ منه وإِن شِئْتَ حَمَلْتَه إِذا نَصبتَ على مَعْنَى بَلِّغْ عَني رسالَةً والذي وَقَع في شِعْرِ عَمْرِو بنِ شأس :
أَلِكْني إِلَى قَوْمي السَّلامَ ورَحْمَةَ ال ... إله فما كانُوا ضِعافاً ولا عُزْلاَ وقدْ يكونُ المرسَلُ هو المُرسَل إِليه وذلك كقولكَ : أَلِكْني إِليكَ السلامَ : أي كُنْ رَسُولِي إِلى نَفْسِك بالسَّلام وعليه قولُ الشّاعر :
ألكْني يا عَتِيق إِليكَ قولاً ... سَتُهْدِيه الرّواة إِليك عَني وفي حَدِيثِ زَيد بن حارِثَة وأَبِيه وعَمّه :
ألِكْني إِلى قَوْمي وإن كُنْتُ نائِياً ... فإِني قَطِينُ البيتِ عنْدَ المَشاعِرِ أي بَلِّغْ رِسالَتي . وتقَدّم في ترجمة ع ل ج يُقال : هذا ألوكُ صِدْقِ وعَلُوكُ صِدْقِ وعَلُوجُ صِدْق لما يُؤْكَلُ وما تَلَوَّكْتُ بأَلُوك وما تَعَلَّجتُّ بعَلُوج
مَلَكَه يَمْلِكُه مَلْكًا مُثَلَّثَةً اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الكَسر وزادَ ابنُ سِيدَه الضَّمَّ والفَتْح عن الَلِّحْياني ومَلَكَةً مُحَرَكَةً عن اللِّحْيانيِّ وممَلكَةً بضم اللامِ أَو يُثَلَّثُ كسرُ اللامِ عن ابنِ الأَعْرابِي وهي نادِرَةٌ ؛ لأن مَفْعِلاً ومَفْعِلَةً قلّما يكونانِ مَصْدَرًا : احْتَواهُ قادِرًا عَلَى الاسْتِبدادِ بهِ كما في المُحْكَمِ وقال الرّاغِبُ : المُلْك : هو التَّصَرُّفُ بالأَمْرِ والنَّهي في الجُمْهُورِ وذلِكَ يَخْتَصُّ بسِياسَةِ الناطِقِينَ ولِهذا يُقال : مالِكُ النّاس ولا يُقال : مالِكُ الأَشْياءِ وقولُه عَزّ وجَلَّ : " مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " فتَقْدِيرُه المالِك في يَوْمِ الدِّينِ وذلِكَ لقولِه عَزّ وجَلّ : " لِمَنِ المُلْك اليَوْمَ " والمُلْكُ ضَربان : مُلْكٌ هو التَّمَلّكُ والتَّوَلِّي ومُلْكٌ هو القُوَّةُ على ذلِكَ تَوَلَّى أَو لَمْ يَتَوَلَّ فمِنَ الأَوَّلِ قولُه عَزَّ وجَلَّ : " إنَّ المُلُوكَ إِذا دَخَلوا قَريَةً أَفْسَدُوها " . ومن الثّانِي قولُه عَزَّ وجَلَّ : " إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُم مُلُوكًا " فجعَلَ النُّبُوَّةَ مَخْصُوصةً والمُلْكَ فِيهم عامًّا فإِنَّ مَعْنَى الملْكِ هُنا هو القَوَّةُ التي يُتَرَشَّحُ بها للسِّياسَةِ لا أَنّه جعلَهُم كُلَّهُم مُتَوَلِّينَ للأَمْرِ فذلك مُنافٍ للحِكْمَةِ كما قِيلَ : لا خَيرَ في كَثْرَةِ الرّؤَساءِ
ومالَهُ مِلْكٌ مُثَلَّثاً ويحَرَّكُ وبَضَمَّتَيْنِ كل ذلِكَ عن اللِّحْيانِي ما عَدَا التَّحْرِيكَ أي : شَيءٌ يَملِكُهُ وقالَ اللّيثُ : وقولُهم : ما في مِلْكِه شَيءٌ ومَلْكِه شَيءٌ : أي لا يَمْلِكُ شَيئًا وفيه لُغَةٌ ثالِثَةٌ ما في مَلَكَتِه شَيءٌ بالتَّحْرِيكِ عن ابنِ الأَعْرابِي هكذا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصاغانِي وحَكَى اللِّحْيانِي عن الكِسائي : ارْحَمُوا هذا الشَّيخَ الذي لَبسَ له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي : لَيسَ له شَيءٌ بهذا فَسَّرَه اللِّحْيانِي قال ابنُ سِيدَه : وهو خَطَأٌ وحَكَاه الأزْهَرِيُّ أَيضًا وقال : ليسَ لَه شَيءٌ يَملِكُه
وأَمْلَكَه الشيء ومَلَّكَه إِيّاه تَمْلِيكًا بمَعْنًى واحد أي : جَعَلَه مِلْكًا له يَمْلِكُه
ويُقال : لِي في هذا الوادِي مِلْكٌ مُثَلَّثًا ويُحَرَكُ أي : مرعًى ومَشْرَب ومالٌ وغيرُ ذلك مما يَمْلِكُهُ
أَو هي البِئْرُ يَحْفِرُها ويَنْفَرِدُ بها وأَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرابِي بصورَةِ النَّفي
وقالُوا : الماءُ مَلَكُ أَمْرٍ مُحَرَّكَةً أي : يَقُومُ به الأمْرُ لأَنَّهُمِ أي القَوْمَ إٍذا كانَ مَعَهُم ماءٌ مَلَكُوا أمْرَهم قال أبو وَجْزَةَ السَّعْدِي :
لم يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُم ... إِلا صَلاصِلُ لا تُلْوِي عَلَى حَسَبِ أي يُقْسَمُ بينَهُم بالسَّويَّةِ لا يُؤْثَرُ به أَحَدٌ وقال الأُمَوِيُّ : من أَمْثالِهِمْ الماءُ مَلَك أَمْره أي : على لَفْظِ الماضِي أي إِنّ الماءَ مِلاكُ الأَشْياءِ يُضْرَبُ للشَّيءِ الذي بهِ كَمالُ الأَمْرِ . قلتُ : ويُروَى أَيْضًا الماءُ مَلَكُ الأَمْر ومَلَكُ أَمْري فهي أَرْبَعُ روايات ذكر المُصَنِّفُ واحِدَةً وأَغفل عن الباقِينَ
وقال ثَعْلَبٌ : يُقالُ : لَيسَ لَهُم مِلْكٌ مُثَلَّثًا : إِذا لم يَكُنْ لهم ماءٌ والجَمْعُ مُلُوكٌ قال ابن بُزُرْجَ : مِياهُنا مُلُوكُنا وماتَ فُلانٌ عن مُلُوك كَثِيرَةٍ وقال ابنُ الأَعْرابِي : مالَهُ مِلْكٌ بالتَّثْلِيثِ ويُحَرّك : يُرِيدُ بِئْرًا وماءً أي مالَه ماءٌ . ومَلَكَنا الماءُ أي : أَرْوانَا فقَوِينا على أَمْرِنا عن ثَعْلَبٍ
ويُقال : هذا مِلْك يَمِيني مُثَلَّثَةً ومَلْكَةُ يَمِيني بالفَتْحِ والصّوابُ بالتَّحْرِيكِ عن ابن الأعْرابِي : أي ما أَمْلِكُه قال الجَوْهَرِيُّ : والفَتْحُ أَفْصَحُ وفي الحَدِيثِ : كانَ آخِرُ كَلامِه الصَّلاةَ وما مَلَكَتْ أَيمانُكُم يريدُ الإِحْسانَ إلى الرَّقِيقِ والتَّخْفِيفَ عنهم وِقيل أرادَ حُقُوق الزَّكاةِ وِإخْراجها من الأموالِ التي تَمْلِكُها الأيْدِي كأَنه عَلِمَ بما يَكُونُ من أَهْلِ الرِّدَّةِ وإِنْكارِهِم وُجُوبَ الزَّكاةِ وامْتناعِهم من أَدائِها إِلى القائِمِ بَعْدَه فقَطَعَ حُجَّتَهُم بأَن جَعَلَ آخرَ كلامِه الوَصِيَّةَ بالصّلاةِ والزَّكاةِ فعَقَلَ أَبو بَكْرٍ رضي اللّه عنه هذا المَعْنَى حينَ قال : لأَقْتُلَنَّ من فَرَّقَ بينَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ
وأَعْطاني مِنْ مُلْكهِ مُثَلَّثَةً اقْتَصَرَ ثَعْلبٌ على الفتحِ والضمِّ أي : مما يَقْدِرُ عليه وقال ابنُ السِّكِّيتِ : المَلْكُ : ما مُلِكَ يُقال : هذا مَلْكُ يَدي ومِلْكُ يَدِي وما لأَحَدٍ في هذا مَلْكٌ غَيري ومِلْكٌ
ومَلْكُ الوَلِيِّ المَرأَةَ بالفتحِ ويُثَلَّثُ هو حَظْرُه إِيّاها ومِلْكُه لَهَا
ويُقال : هو عَبدُ مَمْلَكَةٍ مُثَلَّثَةَ اللاّمِ كسرُ اللاَّمٍ عن ابنِ الأَعْرابِي : إِذا مُلِكَ هو ولمُ يمْلَكْ أَبَواهُ وفي التَّهْذِيب : الذي سُبِيَ ولَمُ يمْلَكْ أَبَواه قال ابنُ سيدَه : يُقال : نَحْنُ عَبِيدُ مَمْلَكَةٍ لا عَبِيد قِن أي : إنَّنا سبِينَا ولم نُمْلَكْ قَبلُ والعَبدُ القنُّ : الذي مُلِكَ هو وأَبَواه ويُقال : القِنُّ : المُشْتَرَى
ويُقال : طالَ مُلْكُهُ مثَلَّثَةً ومَلَكَتُه مُحَرَكَةً عن اللِّحْيانِيِّ أي : رِقُّه ويُقال : إِنّه حَسَنُ المِلْكَةِ والمِلْكِ عنه أَيضًا
وأَقَرَ بالمَلَكَةِ مُحَرَّكَةً وبالمُلُوكَة بالضّمِّ أي بالمُلْكِ وفي الحَدِيث : لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيئُ المَلَكَةِ أي الذي يُسيءُ صُحْبَة المَمالِيكِ وفي حَدِيث آخر : حُسنُ المَلَكَةِ نَماءٌ وسُوءُ المَلَكَةِ شُؤْمٌ
والمُلْكُ بالضّمِّ : م مَعْرُوفٌ وهو ضَبطُ الشيء المُتَصَرَفِ فيه بالحُكْمِ وهو كالجِنْسِ للمِلْكِ فكُلُّ مُلْكٍ مِلْكٌ وليسَ كُلُّ مِلْكٍ مُلْكًا يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ كالسّلْطانِ
والمُلْكُ : العَظَمَةُ والسلْطانُ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " قُل اللّهُمَّ مالِكَ المُلْك تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ " وقولُه تَعالى : " لِمَنِ المُلْك اليَوْمَ "
والمُلْكُ : حَبُّ الجُلْبانِ
والمُلْكُ : الماءُ القَلِيلُ يُقالُ : مالَهُ مُلْكٌ من الماءِ أي : قَلِيلٌ منه
والمَلْكُ بالفَتْحِ وككَتِف وأَمِيرِ وصاحِبِ : ذُو المُلْكِ وبهِنَّ قُرِئَ قولُه تعالَى : " مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " و " مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ " و " مَلِيكِ يَومِ الدِّينِ " و " مَلْكِ يَومِ الدِّينِ " كما سَيَأْتي ومَلْك ومَلِكٌ مثل فَخْذٍ وفَخذٍ كأَنَّ المَلْكَ مُخَفَّفٌ من ملك والمَلِك مَقْصُورٌ من ممالِك أَو مَلِيكٍ قالَ عَبدُ اللِّه بنُ الزِّبَعْرَى :
يا رَسُولَ المَلِيك إِنَّ لِسانِي ... راتِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنا بُورُ والمَلْكِ مُلُوكٌ وجمع المَلِكِ أمْلاكٌ وجمع المَلِيكِ مُلَكاء وجَمْعُ المالِكِ مُلَّكٌ كرُكَّع وراكِع والاسمُ المُلْكُ والأمْلُوكُ بالضمِّ : اسمٌ للجَمْعِ عن ابنِ سِيدَهْ
وقالَ بعضُهم : المَلِكُ والمَلِيك للّهِ تَعالَى وغيرِه والمَلْكُ لغيرِ اللّه تعالى والمَلِكُ : من مُلُوكِ الأَرْضِ ويُقالُ له مَلْكٌ بالتَّخْفِيفِ
وقال ابنُ دُرَيْدِ : الأُمْلُوكُ : قَوْمٌ مِنَ العَرَبِ زادَ غَيرُه مِنْ حِميرَ أَو هم مَقاوِلُ حِمْيَر كما في التَّهْذِيب ومِنْهُ : كَتَبَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُّ عليهِ وسَلّم إِلى أُمْلُوكِ رَدْمانَ ورَدْمانُ : موضِعٌ باليَمَنِ
ومَلَّكُوه على أَنْفسِهِم تَمْلِيكًا وأَمْلَكُوه : صَيَّرُوهُ مَلِكًا عن اللِّحْيانيِّ ويُقال : مَلَّكَه الله المالَ والمُلْكَ فهو مُمَلَّكٌ قالَ الفَرَزْدَقُ في خالِ هِشامِ بنِ عبد المَلِكِ :
وما مِثْلُه في النّاسِ إِلاّ مُمَلَّكًا ... أَبُو أُمِّه حَيٌ أَبُوه يُقارِبهْيَقُولُ : ما مِثْلُه في النّاسِ حَيُ يُقارِبُه إِلاّ مُمَلَّكٌ أَبُو أُمِّ ذلك المُمَلَّكِ أَبُوهُ ونَصَب مُمَلَّكًا لأنّه استثْناءٌ مُقَدَّمٌ وقال هِشام : هو إِبْراهِيمُ بنُ إِسْماعِيلَ المَخْزُومِي قال الصّاغانيُ : البَيتُ من أَبْياتِ الكِتابِ ولم أَجِدْهُ في شِعْرِ الفَرَزْدَقِ
والمَلَكُوتُ مُحَرّكَةً من المُلْكِ كرَهَبُوتٍ من الرّهبة مُخْتَصٌّ بمُلْكِ اللّه عزّ وجلّ قالَ اللّهُ تَعالَى : " وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والأَرْضِ " . ويُقالُ للمَلَكُوتِ مَلْكُوَةٌ مثل تَرقُوَةٍ بمَعْنَى العِزّ والسُّلْطان يُقال له مَلَكُوتُ العِراقِ ومَلْكُوَتُهُ ؛ أي : عِزُّه ومُلْكُه عن اللِّحْياني وقولُه تَعالَى : " بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيء " أي : سُلْطانُه وعَظَمَتُه وقال الزَّجّاجُ : أي تَنْزِيه اللّه عن أَنّ يُوصَفَ بغَيرِ القُدْرَةِ قالَ : ومَلَكُوتُ كُلِّ شيء أي : القُدْرَةُ عَلَى كلِّ شيء
والمَمْلَكَةُ وتُضَمُّ اللامُ : عِزُّ المَلِكِ وسُلْطانُه في رَعِيتِه . وقِيل : عَبِيدُه وقالَ الرّاغِبُ : المَمْلَكَةُ : سُلْطانُ المَلِكِ وبقاعُه التي يَتَمَلَّكُها وقال غيره : يُقال : طالَتْ مَمْلَكَتُه وساءَتْ مَمْلَكَتُه وحَسُنَتْ مَمْلَكَتُه والجَمْعُ المَمالِكُ
وبضَمِّ اللامِ فقط : وَسَطُ المَملَكَةِ وبه فَسَّرَ شَمِرٌ حَدِيث أَنَس رضي اللّه عنه البَصْرَةُ إِحْدَى المُؤْتَفِكاتِ فانْزِلْ في ضَواحِيها وإِيّاكَ والمَمْلُكَةَ
ومن المَجازِ : تَمالَكَ عَنْهُ : إِذا مَلَكَ نَفْسَه عنه
ولَيسَ له مَلاكٌ كسَحابٍ أي : لا يَتَمالَكُ
ويُقال : ما تَمالَكَ فُلانٌ أَنْ وَقَع في كذا : إِذا لَم يستَطعْ أَنْ يَحْبِسَ نَفْسَه قال الشّاعِرُ :
" فلا تَمَالَكَ عن أَرْضٍ لها عَمَدُوا ويُقال : نَفْسِي لا تُمالِكُني لأَنْ أَفْعَلَ كَذَا أي : لا تُطاوِعُني
وفلان مالَهُ مَلاكٌ أي : تَماسُكٌ وفي حَدِيثِ آدَمَ عليهِ السّلامُ : " فَلَمّا رَآه أَجْوَفَ عَرَفَ أَنّه خَلْقٌ لا يَتَمالَكُ " أي لا يَتماسَكُ
وِإذا وُصِفَ الإِنْسانُ بالخِفَّةِ والطيش قِيلَ : إِنّه لا يَتَمالَكُ
ومَلاكُ الأَمْرِ بالفتحِ ويُكْسَرُ : قِوامُه الذي يُمْلَكُ به وصَلاحُه وفي التَّهْذيب : الذي يُعْتَمَدُ عليه وفي الحَدِيث : مِلاكُ الدِّين الوَرَعُ وهو مَجازٌ
والمِلاكُ ككِتابٍ : الطِّينُ لأَنّه ُيمْلَكُ كما يُمْلَكُ العَجِينُ
ومِنَ المَجازِ ناقَةٌ مِلاكُ الإِبِلِ : إِذا كانت تَتْبَعُها عن ابنِ الأَعْرابي
ومن المَجازِ : شَهِدْنا إِمْلاكَهُ ومِلاكَهُ بكَسرهِما ويُفْتَحُ الثّانِي الأَخِيرتانِ عن الَلِّحْيانيِّ تَزَوُّجَه أَو عَقْدَه مع امْرَأَتِه
وأَمْلَكَه إِيّاها حَتَّى مَلَكَها يَمْلِكُها مَلْكًا مُثَلَّثًا : زَوَّجَه إِيّاها عن اللِّحْيانيِّ وهو مَجازٌ تَشْبِيهًا بمُلِّكَ عليها في سِياسَتِها وبهذا النَّظَرِ قِيل : كادَ العَرُوسُ يَكُونُ مَلِكًا قاله الرّاغِبُ
وأُمْلِكَ فُلانٌ يمْلَكُ إِمْلاكًا : إِذا زُوِّجَ وقولُه مِنْه وفي بعضِ النُّسَخِ عنه أَيْضًا أي هذا القولُ عن اللِّحْيانِي أَيضًا ولم يَسبِقْ له ذِكْرُ اللِّحْيانيِّ حَتّى يُعِيدَ إِليه الضَّميرَ وِإنّما هو رآه هكذا في التَّهذيبِ والمُحْكَم لما ذَكَرُوا عن اللِّحْيانيِّ القولَ الأَوّلَ ثم ذَكَرُوا القولَ الثاني وقالُوا عنه أَيْضًا : وهذَا غَلَطٌ كبِيرٌ من المُصَنِّفِ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عليه
ولا يُقالُ : مَلَكَ بِها ولا أُمْلِكَ بِها وإِنّما يُقال : مَلَكَها يَمْلِكُها مَلْكًا بالتّثْلِيثِ : إِذا تَزَوَّجَهاوأَمْلَكَه فُلانَةَ : زَوَّجَه إِيّاها نقَلَه ابنُ الأَثِيرِ وغيرُه قال شَيخُنا : وعليه أَكْثَرُ أَهلِ اللُّغَةِ حَتّى كادَ أَنْ يَكُونَ إِجْماعًا منهم وجَعَلُوه من اللَّحْنِ القَبِيحِ ولكن جَوَّزَه صاحبُ المِصْباحِ وقال : إِنّه يُقالُ : مَلَكْتُ بامْرَأَة كما يُقال : تَزَوَّجْتُ بها في لُغَةِ مَنْ يَقُول : تَزَوَّجْتُ بامَرَأَةٍ وقالَه النَّوَوِيُّ مُحافَظةً على تَصْحِيحِ عِبارَةِ الفُقَهاءِ والله أَعلم . قلتُ : وفي الصِّحاحِ : وجِئنَا من إِمْلاكِهِ ولا تَقُلْ مِنْ مِلاكِه وفي العَيْنِ المِلاكُ : مِلاكُ التَّزْوِيجِ وأَباهُ الفُصَحاءُ ونقَلَه ابنُ الأَثِيرِ أَيْضًا . قلتُ ولكِنَّه وَرَد في حَدِيثٍ : مَنْ شَهِدَ مِلاكَ امْرئ مُسلمِ إلخ فهذا أَقْوَى دَلِيلِ على جَوازِه وِإليَه مالَ اللِّحْيانيُ وكأنَّ المُصَنِّفَ لم يُنَبِّه عليه لأَجْلِ ذلك فتَأَمَّلْ
ومن المَجازِ : أمْلِكَتْ فُلانةُ أَمْرَها : إِذا طُلِّقَتْ عن اللِّحْيانِيِّ وقِيلَ : جُعِلَ أَمْرُ طَلاقِها بِيَدِها
قالَ الأَزْهَرِيُّ : مُلِّكَتْ فُلانَةُ أَمْرَها بالتَّشْدِيدِ أَكْثَرُ مِنْ أُمْلِكَتْ
ومَلَكَ العَجِينَ يَمْلِكُه مَلْكًا وأَمْلَكَه نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ : إِذا أَنْعَمَ عَجْنَه وفي الصِّحاحِ : شَدَّ عَجْنَه وقال مَرَةً : أَجادَ عَجْنَه وقال غَيرُه مَلَكَه : إِذا قَوِيَ عليهِ وفي حَدِيثِ عُمَرَ رضي اللّه عنه : أَمْلِكُوا العَجِينَ فإِنَّه أَحَدُ الرَيْعَيْنِ أي الزِّيادَتَيْن أَرادَ أَنَّ خُبزَهُ يَزِيدُ بما يَحْتَمِلُه من الماءِ بجَوْدَةِ العَجْنِ وقد مَرَّ في ر ي ع
وقالَ بَعْضُهُم : عَجَنَت المَرأَةُ فأَمْلَكَتْ : إِذا بَلَغَتْ مِلاكَتَهُ وأَجادَتْ عَجْنَه حَتّى يَأْخُذَ بَعْضُه بَعْضًا كَمَلَّكَه تَمْلِيكًا وهذه عن الصّاغانيِّ
قلتُ : ونَقَل الفَرّاءُ عن الدُّبَيرِيَّةِ : يُقال للعَجِينِ إِذا كانَ مُتماسِكًا مَمْلُوكٌ ومملَكٌ ومُمَلَكٌ
ومَلَكَ الخِشْفُ أُمَّهُ : إِذا قَوِيَ وقَدَرَ أَنْ يَتْبَعَها عن ابنِ الأَعْرابِي وهو مَجازٌ
ومِلْكُ الطَّرِيقِ مُثَلَّثًا : وَسَطُه ومُعْظَمُه أَو حَدُّه عن اللِّحْيانيِّ وكذا مِلْكُ الوَادِي عنه أَيْضًا ويُقال : خَلِّ عن مِلْكِ الطَّرِيقِ وملْكِ الوادِي : أي حَدِّه ووَسَطِه ويُقال : الْزَمْ ملْكَ الطَّرِيقِ أي : وَسَطَه قالَ الطِّرِمّاحُ :
إِذا ما انْتَحَتْ أمَّ الطَّرِيقِ تَوَسَّمَتْ ... رَثِيمَ الحصًى من مَلْكِها المتُوَضِّحِ وقال آخرُ :
أَقامَتْ عَلَى مَلْكِ الطَّرِيقِ فمَلْكُه ... لَها ولمَنْكُوبِ المَطايَا جَوانِبُهْ والمُلَيكَةُ كجُهَينَةَ : الصَّحِيفَةُ كما في الِّلسانِ
ومُلَيكَةُ اسمُ جَماعَةٍ من النِّسوَة صحابِيّات رضي اللّه تَعالَى عَنْهُنَّ وهن : مُلَيكَةُ : جَدَّهُ إسْحاقَ بنِ عبد اللّه بنِ أبي طَلْحَةَ ومُلَيكَةُ بنتُ ثابِتِ بنِ الفاكِهِ وابْنَةُ خارِجَةَ بنِ زَيْد وابْنَةُ خارِجَةَ بنِ سنانٍ المُرِّيَّةُ وامرأَةُ خَبّابِ بنِ الأَرَتِّ : لها إِدْراكٌ وابْنَةُ داوُدَ : وابْنَةُ سَهْلِ بنِ زَيْدٍ الأَشْهَلِيَّةُ وابْنَةُ عبدِ اللّه بنِ أبي بْنِ سَلُولٍ وامرأَةُ عَبدِ اللّه بنِ أَبيِ حَدْرَد الهِلالِيَّةُ وأُمُّ السّائِب بنِ الأقْرَعِ الثَّقَفِيَّةُ وابْنَةُ عَمْرو الزَّيْدِيَّةُ وغيرُ هؤلاءِ
ومُلَيكَةُ أَيضاً : جَماعَة من المُحَدِّثِينَ
وتَمْلِكُ كتَضْرِبُ العَبدَرِيَّةُ : صَحابِيَّةٌ رضي الله عنها لها حَدِيث مُضْطَرِبٌ رَوَتْ عَنْها صَفِيَّةُ بنت شَيبَةَ
وكسَفِينَةٍ مَلِيكَةُ بنت أبي الحَسَن النَّيسابُورِيَّةُ : مُحدِّثَةٌ رَوَتْ عن الفَضْل ابنِ المُحِبِّ وعنها عبدُ الرحْمنِ بنُ السمعانيِّ
وكزُبَيرٍ : يَزِيدُ بنُ مُلَيكٍ عن أبي الطُّفَيلِ وعَنْهُ حَفِيدُه يَزِيدُ بنُ أبي حَكِيمِ ابنِ يَزِيدَ
وعَبدُ الرّحمنِ بنُ أَحْمَدَ بن مُلَيك شَيخٌ لابنِ جُمَيع أَوْرَدَه في مُعْجَمِه
وكأَمِيرٍ : مُحًمّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَلِيك بن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهِيمَ الدَّيبُلِيِّوكصَبُورٍ والصّوابُ على لَفْظِ الجَمْعِ كما حَقَّقهُ الحافِظُ وغيرُه مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بن مَلُوكٍ الهاشِمِيُ عن كَرِيمَةَ المَروَزِيَّة
وأَبو المُهَلّبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مَلوكٍ الوَرّاق : شَيخٌ لابن طَبَرزَدَ مُحَدّثُونَ
وفاتَه : عَبد الوَهّابِ بنُ أبي الفَهْمِ بنِ أبي القاسِمِ بنِ عَبدِ المَلِكِ الكَفْرطابِيُ يُعْرَفُ بابنِ مُلُوكٍ حَدَّثَ عن ابنِ عَساكِر ماتَ سنة 615
وفي النِّساءِ مُلُوكُ عِدَةٌ
ومُلْكُ الدّابَّةِ بالضّمِّ وبضَمَّتَين : قَوائِمُها وهادِيها ومنه قَوْلُهم : جاءَنا تَقُودُه مُلُكُه حكاه الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدٍ واقْتَصَر على اللّغَةِ الأَخِيرَةِ وبالضّمِّ كأَنه مُخَفَّفٌ من المُلُكِ بضَمَّتَين قال ابنُ سِيدَه : وعليه أُوَجِّهُ ما حكاه اللِّحْياني عن الكِسائيِّ من قَوْل الأَعْرابِي : ارْحَمُوا هذا الشَّيخَ الذي لَيسَ له مُلْكٌ ولا بَصَرٌ أي : يَدانِ ولا رِجلانِ ولا بَصَر وأَصْلُه من قَوائمِ الدّابَّةِ فاسْتَعارَهُ الشَّيخ لنَفْسِه وقال شَمِرٌ : لم أَسْمَعْ هذا القَوْلَ - يعني المُلُكَ بمَعْنَى القَوائِم - لغَيرِ الكِسائي الواحِدُ مِلاكٌ ككِتَاب سُمِّي به لأنَّه به قِوامُها ونِظامُها
والمَلَكُ مُحَرَّكَةً : واحِدُ الملائِكَةِ والمَلائِكِ يَكُونُ واحِدًا وجَمْعًا كما في الصِّحاحِ وشاهِدُ الأَخِيرِ قولُ أُميّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ :
وكَأَنَّ بِرقِعَ والمَلائِكُ حَوْلَه ... سَدِرٌ تَواكَلَه القَوائِمُ أَجْرَدُ قالَ اللَّيْثُ : المَلَكُ إِنّما هو تَخْفِيفُ المَلأَكِ وأَجْمَعُوِا على حَذْفِ هَمزِهِ وهو مَفْعَلٌ من الألُوكِ وقد ذُكِرَ في : ل أ ك وفي أ ل ك وذَكَرنا هناكَ عن الكِسائي قال : إِنّ أَصْلَه مَألَك بتَقْدِيمِ الهَمزَةِ من الأَلُوك ثم قُلِبَتْ وقُدِّمَت الّلامُ فقيل : مَلأَك وأَنْشَدَ أَبو عُبَيدَةَ لرَجُلٍ من عَبدِ القَيسِ جاهِلِي يَمْدَحُ بعضَ المُلُوكِ كما في الصِّحاح قيل : هو النُّعْمانُ وقال ابنُ السِّيرافي : هو لأبي وَجْزَةَ يمدح به عبدَ اللّه بن الزُّبَير قلت وأَنشده الكسائي لعَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ يمدحُ الحارثَ بن جَبَلَة بن أبي شَمَر :
ولَستَ لإِنسيٍ ولكِنْ لِمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السّماءِ يَصُوبُ ثم تُرِكَتْ هَمْزَتُه لكثرةِ الاسْتِعمالِ فقِيلَ : مَلَكٌ فلما جَمَعُوه رَدّوها إِليه فقالُوا : ملائِكَةٌ ومَلائِكُ أَيْضًا . هذه أقوالُ النَّحْوِيِّينَ قالَ الرّاغِبُ : وقالَ بعَضُ المُحَقِّقِينَ : هو من المُلْكِ قال : والمُتَوَلِّي من الملاَئِكَةِ شَيئاً من السِّياساتِ يُقالُ له : مَلَكٌ بالفَتْحِ ومِنَ البَشَر يُقال له : مَلِكٌ بالكسر قال : وكُلُّ مَلَكٍ ملائِكَةٌ وليس كُلّ مَلائِكَةٍ مَلَكًا بل المَلَكُ هم المُشارُ إِلَيهِم بقولِهِ عَزَّ وجَلَّ : " فالمُدَبِّراتِ " " فالمُقَسِّماتِ " " النّازِعاتِ " ونحو ذلك ومنه : " مَلَكُ المَوْتِ الذي وُكِّلَ بِكم " . قلتُ : وهذا بِناء عَلى أَنَّ المِيمَ أصْلَيّةٌ وِإليه جَنَحَ أَبو حَيّان في النَّهْرِ فقالَ : المَلَكُ مِيمُه أصْلِيَّةٌ وجَمْعُه على مَلائِكَة أَو مَلائِكَ شاذٌّ . واشْتِقاقُه من المُلْكِ وهو القُوَّةُ كأَنَّهم تَوَهَّمُوا أَنّه فَعال وقِيلَ : أَصْلُه مَلاكٌ كشَمالٍ ومِيمُه أَصْلِيَّةٌ حُذِفَتْ همزَتُه بعدَ إِلْقاءِ حَرَكَتِها على ما قبلَها ثُمَّ رُدَّتُ للجَمْعِ فوَزْنُه فعائِلَة وهَمزَتُه زائِدَةٌ : نقله شيخُنا . قلت : وكأَنَّ الجَوهرِيَ لَحَظَ هذا المَعْنَى فأَوْرَدَ هذه اللَّفْظَةَ هُنا وذَكَر أَقْوالَ النَّحْويِّينَ وِإلاّ فليسَ مَحَلُّ ذِكْرِها هُنا وقد نَبَّه عليه الشَّمْسُ الفناريّ في حَواشِي المُطَوَّلِ فقالَ : وأَنْت خَبِيرٌ بأَنَّ إِيرادَه ما ذُكِرَ في فصل المِيمِ من بابِ الكافِ ليسَ كما يَنْبَغِي والحَقُّ إِيرادُه في فصلِ الأَلِفِ من ذلك البابِ ثم والعَجَبُ أَنَّه أَوْرَدَه فِيهِ مع زيادَةِ المِيمِ وأَوْرَدَ المَكانَةَ في فصل الكافِ من بابِ النّونِ مع أَنَّ المِيمَ فيها أَصْلِيَّةٌوكصاحب الإِمامُ المُقدَّمُ مالِكُ بنُ أَنَسٍ الأَصْبَحِي إِلى ذي أَصْبَحَ بنِ زَيْدِ بنِ الغَوْثِ بن سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ عَدِي بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ سَدَدِ بنِ زرعَةَ وهو حِمْيَرُ الأَصْغَرُ : إِمامُ المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسّلامِ تَرجَمَته شَهيرةٌ ومناقِبُه كثيرة وهو أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ المَشْهُودِ لهم بالسَّبقِ والاجْتِهادِ تُوفي بالمَدِينة سنة 179 ودُفِنَ بالبَقِيعِ رضي اللُّه عنه وأَرْضاهُ عَنّا
والمُسَمَّى بمالِكٍ مُحَدِّثُونَ كَثِيرُون لا يَدْخُلُون تحتَ الاسْتِقصاءِ فمن ثِقاتِ التّابِعِينَ : مالِكُ بنُ أَوْسِ بن الحَدَثانِ كانَ من فصَحاءِ العَرَبِ ومالِكُ بنُ عامِرٍ السَكْسَكي وأَبو أَنَس مالِكُ بنُ أبي عامِرٍ الأَصْبَحِي جَدُّ مالِكِ ابنِ أَنَسٍ ومالِكُ بنُ دِينارٍ الزَّاهِدُ البَصْرِيُّ ومالك بن عياض ومالِكُ بنُ صُحارٍ ومالِكُ بن عامِرٍ ومالِكُ بنُ الحارِثِ الكُوفِي ومالِكُ بنُ سَعْدٍ التُّجِيبِيُ ومالِكُ بنُ الجَوْن ومالِكُ بن هرِم ومالِكُ بنُ الصَبّاح ومالِكُ أَبُو داودَ الأحْمَرُ ومالِكُ بنُ حَمْزَةَ ومالِكُ بنُ أبي مَريمَ ومالِكُ بنُ يَسارٍ البَصْرِيُ ومالِكُ بنُ أبي رُشْد ومالِكُ بنُ نُمَيرٍ الأَزْدِيُّ ومالِكُ بنُ يَزِيدَ بن ذي حمايهّ ومالِكُ بنُ شُرَحْبِيلَ ومالِكُ بنُ ضَبَّةَ النّاجِيُ ومالِكُ بنُ المُنْذِرِ بنِ الجارُودِ ومالِكُ بنُ ظالمٍ ومالِكُ بنُ أدا ومالِكُ ابنُ أبي سَهْمٍ ومالِكُ بنُ مالِكٍ ومالِكُ ابن الصَبّاح ومالِكُ بنُ الحارِثِ النَّخَعِيُّ الأشَتَرُ ومالِكُ بنُ أَسماءَ بنِ خارِجَةَ ومالِكُ بنُ حِصْن الفَزارِيُّ ومالِكُ بن زُبَيد فهؤلاءِ تابِعِيُّونَوتسعون صحابياً وهم : مالِكُ ابنُ أَحْمَرَ الجُذامِي وابن أُحْيمِر الباهِلي وابنُ أمَيَّةَ السّلَمِيُ بَدْرِيٌّ ومالِكٌ الأَشْجَعِيُ أَبو عَوف وابنُ أَوْسِ بنِ عَتِيك الأَنْصارِيُّ وابْنُ إِياس الأَنْصارِيّ وابنُ أيْفَعَ الهَمداني وابنُ بُرهَةَ بن نَهْشَلٍ المُجاشِعِيُ وابنُ التَّيِّهانِ الأَوْسِيُّ وابنُ ثابِت الأَوْسِي وابْنُ ثَعْلَبَة الأَنْصارِىّ وابنُ جُبَيرٍ الأَسْلَمِي وابنُ الحارِثِ الذّهْلِي : عقبُه بهَراةَ وابنُ الحارِثِ الغامِدِيّ وابنُ حَبِيبٍ أَبُو مِحْجَنٍ وابنُ جسلٍ : له وفادَةٌ وابنُ حُمْرَةَ الهَمْدانيُ وابنُ الحُوَيْرِث اللَّيثيُ وابنُ حَيدَةَ القُشَيرِيُّ وابنُ الخَشْخاشِ العَنْبَرِيّ وابنُ خَلَفِ ابنِ عَمْرو وابنُ أبي خولي وابنُ الدُّخْشُم : عَقَبِيٌ بَدْرِيٌّ وابنُ رافِعٍ الخَزْرَجِيُّ : بَدْرِيّ وابنُ رَبِيعَة أَبُو أُسَيدٍ : بَدْرىّ وابنُ رَبِيعَةَ السَّلُولِيُّ أَبُو مَريَمَ والرُّواسِيُّ : له وِفادَةٌ وابنُ زاهِرٍ وابنُ زَمْعَةَ بنِ قَيسٍ والثّقَفي أَبُو السِّائِبِ جَدُّ عَطاءَ بنِ السّائِبِ بَدْرِىٌّ ومالِكٌ أَبو السَّمْحِ وابنُ أبي سِلْسِلَة الأَزْدِيّ أَحدُ الأبْطال وابنُ سِنانٍ أَخُو صُهَيب وابنُ سِنان والِدُ أبي سَعِيدٍ وابنُ صَعْصَعَةَ المازِني ومالِكٌ أَبو صَفْوانَ وابنُ ضَمْرَةَ الضَّمْرِيُّ وابنُ طَلْحَةَ وابنُ عامِر الأَشْعَرِيّ : له وِفادَة وابنُ عُبادَةَ الغافِقِيُ وابنُ عُبادَةَ الهَمدانِيُ وابنُ عَبدِ اللِّه الطّائي وابنُ عبد اللِّه بنِ سِنان أَبُو حَكِيمٍ وابنُ عَبدِ اللِّه الخُزاعِيُّ وابنُ عبد اللِّه الأَوْدِيُّ وابنُ عَبدِ اللِّه بنِ جبَيِرِ ومالِكٌ أَبو عَبدِ اللِّه الهلالِيُّ وابنُ عبدةَ الهَمْدانيِّ وابنُ عتاهِيَةَ الكِنْدِيّ وابنُ عَمرِو الأسَدِيُّ وابن عَمْرو البَلَوِيُّ وابنُ عَمْرِو بن مالِكٍ المُجاشِعِي وابن عَمْرو التَّميمِيُّ وابنُ عَمْرِو بنِ ثابِت الأَنْصارِيّ أَبو حَنّة وابنُ عَمْرو الثَّقَفي وابنُ عَمْرو السُّلَمِيُ : بَدْرِيٌّ وابنُ عَمْرو بنِ عَتِيك وابن عَمْرو القُشَيرِيُّ وابنُ عُمَيرِ بنِ مالِكٍ : له وِفادَةٌ وابنُ عمَيرِ السُّلَمِيُ وابنُ عُمَيرٍ أَبو صَفْوانَ وابنُ عميلَةَ بنِ السبّاقِ وابنُ عَوْف النَّصْرِيُّ وابنُ أبي العَيزار وابنُ عَوْفِ التُّشْتَرِيّ وابنُ عِياضٍ وابن قُدامَةَ الأَوْسِيُّ : بَدْرِيٌّ وابنُ قَيسٍ العاهِرِيُّ وابنُ قَيسٍ أَبو خَيثَمَةَ وابن قَيس أَبُو صِرمَةَ وابنُ مَخْلَدٍ وابنُ مَرارَة الرَّهاوِيّ ومالِكٌ المُرِّيُّ والدُ أبي غَطَفانَ وابنُ مَسعُود الخَزْرَجِيُ : بَدْرِيٌّ وابنُ مِشْوَف العائِذِيّ له وِفادَة وابنُ نَضْلَةَ الجُشَمِيُ له وِفادَةٌ وابن نَمَطٍ الهَمْدانيُ : له وِفادَةٌ وابن نُميلَةَ المُزَنيُ : بَدْرِيٌّ وابنُ نُوَيْرَةَ التَّمِيمِي وابنُ هُبَيرَةَ السَّكُونِيُ وابنُ هِدْمٍ التُجِيبِيُ وابنُ الوَلِيدِ وابنُ وَهْب الخُزاعِي وابنُ وُهَيب : والِدُ سَعْدِ بنِ أبي وَقّاصٍ وابن يُخامِر السَّكْسَكِيُ وابن يَسارٍ السَّكُونِي وابن قِهْطِم والِدُ أبي العُشَراءِ الدّارِمِي وفيه اختلافٌ كَثِيرٌ ومالِكٌ الأَشْعرِيّ ويُقال : أَبو مالِكٍ ومالِكُ الدّارِ : مَوْلَى عُمَرَ ومالِكُ بنُ عُقْبَة ومالِكُ بنُ مالِكٍ من هَواتِفِ الجانِّ وفي سَنَدِ حَدِيثه نَظَرٌ رضي الله تعالَى عنهم أَجْمَعِينَ
ومن المَجازِ : اعْتَراهُ أَبُو مالِكٍ وهو كُنْيَةُ الجُوع قالَ الشّاعِرُ :
أَبُو مالِكٍ يَعْتادُنا في الظَّهَائِرِ ... يَجِيءُ فيُلْقِي رَحْلَه عِنْدَ عامِرِ أَو هو كُنْيَةُ السِّنّ والكِبَر والهَرَمِ يُقال : عَلاهُ أَبو مالِكٍ قال ابنُ الأَعْرابيِّ : كُنيَ به لأَنَّه مَلَكَه وغَلَبَه قال الشّاعِرُ :
أَبا مالِكٍ إِنَّ الغَوانِي هَجَرنَنِي ... أَبا مالِكٍ إِنِّي أَظُنُّكَ دائِبَا وقال آخَرُ :
" بِئْسَ قَرِينُ اليَفَنِ الهالِكِ
" أُمُّ عُبَيدٍ وأَبو مالِكِومِلْكٌ بالكسرِ : وادٍ بمَكَّةَ حَرَسها اللّه تَعالى وُلِدَ فيه مِلْكانُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَبدِ مَناةَ بنِ أُدّ فسُمِّيَ باسمِ الوادِي قاله نَصْرٌ أَو هو واد باليَمامَةِ بينَ قَرقَرَى ومَهَبِّ الجَنُوبِ أَكثر أَهْلِه بنو جُشَمَ من وَلَدِ الحارِثِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ حُلَفاءَ بني هزال من وَرائِه وادي نِساح قاله نَصْرٌ ولكنه قيَّدَه فيهما بالتَّحْرِيكِ
ومِلْكانُ بالكَسرِ أَو بالتَّحْرِيكِ : جَبَلٌ بالطائِفِ قالَهُ نَصْرٌ بينَه وبينَ مَكَّةَ لَيلَةٌ
وقالَ ابنُ حَبِيب : مَلَكانُ مُحَرَكَةً في قُضاعَةَ هو ابنُ جَرمِ بنِ زَبّانَ بنِ حُلْوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الْحافِ وابنُ عَبّادِ بنِ عِياضِ بنِ عُقْبَةَ بنِ السَكُونِ وقوله في قُضاعَةَ غَلَطٌ والصواب في السَّكُونِ وأَما الذي في قُضاعَةَ فهو ابنُ جَرمٍ المُتَقَدِّمُ ذِكْره قال : ومَنْ سِواهُما من العَرَبِ فبالكَسرِ كما في العُبابِ وأَوْرَدَه السّهَيلِي في الرَّوْضِ هكذا والحافِظُ في التَّبصِير كُلُّهم عن ابنِ حَبِيبِ واقْتَصَرَ ابنُ الأَنْبارِيِّ فيما حَكاهُ عن أَبِيهِ عن شُيُوخِه على الأَوَّلِ فقَط فتأَمّل
ومما يستدرك عليه : مَلَكَه يَمْلِكُه تَمَلّكًا : اسْتَبَدّ بهِ نقله ابنُ سِيدَه عن اللِّحْياني قال : ولم يَحْكِها غيرُه وقال غَيرُه : تَمَلَّكَه تَمَلُّكًا : مَلَكَه قَهْراً
ويُقال : ما لِفُلانٍ مَوْلَى مِلاكَةٍ - بالكسرِ - دُونَ اللّهِ أي : لَمْ يَمْلِكْه إِلاّ اللّهُ تَعالَى
وحكى اللِّحْياني : مَلِّكْ ذا أَمْرٍ أَمْرَهُ كقولِكَ : مَلِّكِ المالَ رَبَّهُ وإِنْ كانَ أَحْمَقَ وهو مَجازٌ
وفي الأَساسِ : مَلَّكْتُه أَمْرَه وأَمْلَكْتُه : خَلَّيتُه وشَأْنَه
والمَمْلُوكُ يَخْتَص في التَّعارُفِ بالرَّقِيقِ من بَيْنِ الأَمْلاكِ قالَ عَزَّ وَجَلَّ : " ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبداً مَمْلوكًا " والجمعُ مَمالِيكُ
وقد يُقال : فُلانٌ جَوادٌ بمَملُوكِه أي : بِما يَتَمَلَّكُه قالَ الأَعْشَى :
ولَيسَ كَمَنْ دُون مَمْلُوكِه ... مَفاتِيحُ بُخْلٍ وأَقْفالُها ومَمْلُوكٌ مُقِرٌّ بالمُلُوكَةِ بالضّمِّ والمَلَكَةِ مُحَرَّكَةً والمِلْكِ بالكسر أي : العُبُودَةِ والعامَّةُ تَقُول بالمِلْكِيَّةِ
وقولهُ تَعالى : " ما أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا " قُرِئَ بفَتْحِ الميمِ وبكَسرِها
ومُلُوكُ النَّحْلِ : يَعاسِيبُها التي يَزْعُمُونَ أَنّها تَقْتادُها على التَّشْبِيهِ واحِدُهُم مَلِيكٌ قال أَبو ذُؤْيب :
وما ضَرَبٌ بَيضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إِلى طُنُفٍ أَعْيَا بِراقٍ ونازِلِ وقولُ ابنٍ أَحْمَرَ :
بَنَّت عَلَيهِ المُلْكُ أَطْنابَها ... كَأْس رَنَوْناةٌ وطِرفٌ طِمِر قالَ ابنُ الأَعرابي : المُلْكُ هنا : الكَأْسُ والطَرفُ الطًّمِرّ ولذلك رَفَع المُلْكَ والكَأْسَ مَعًا يَجْعَلُ الكَأْسَ بَدَلاً من المُلْكِ وأَنْشَدَه غَيرُه بنَصْب الكافِ من المُلْك على أَنّه مَصْدَرٌ مَوْضُوعٌ موضِعَ الحالِ كأنه قال مُمَلَّكًا وليس بحالٍ ولذلك ثَبتَتْ فيه الأَلفُ واللام وهذا كَقَوْلِه : فأَرْسَلَها العِراكَ... أي مُعْتَرِكَةً وكَأْسٌ حينَئذٍ رُفِعَ ببَنَّتْ ورَواه ثَعْلَبٌ : بَنَتْ عليهِ المُلْكُ بتخفِيفِ النُّون ورَواه بعضُهم مَدَّتْ عليه المُلْكُ وكُلُّ هذا مِنَ المِلكِ ؛ لأَنَّ الملْكَ مِلْكٌ وإِنّما ضَمُّوا المِيمَ تَفْخِيمًا له
ومَلَّكَ النَّبعَةَ تَملِيكًا : صَلَّبَها وذلك إِذا يَبَّسَها في الشَّمس مع قِشْرِها عن أبنِ الأَعْرابي وقال أَوس بنُ حَجَرٍ تصِفُ قَوْسًا :
فمَلَّكَ باللِّيط التي تَحْتَ قِشْرِها ... كغِزقِئ بَيضٍ كَنَّهُ القَيضُ مِنْ عَلُ قالَ : مَلَّكَ كما تُمَلِّكُ المَرأَةُ العَجِينَ تَشُدُّ عَجْنَه أي تَرَكَ من القِشْرِ شَيئًا تَتَمالَكُ القَوْسُ بهِ يَكُنُّها ؛ لِئَلاّ يَبدُوَ قَلْبُ القَوْسِ فيَتَشَقَّقَ وهم يَجْعَلُون عَلَيها عَقَبًا إِذا لم يَكُنْ عليها قِشْرٌ يَدُلُّكَ على ذلك تَمْثِيلُه إِيّاه بالقَيضِ للغِرقِئ
ويُقال : امْلِكْ عَلَيكَ لِسانَكَ وهو مَجازونَقَل ابنُ السِّكِّيتِ : قالُوا : لأَذْهَبنًّ إِمّا هُلْكًا أَو ملْكًا بالتَّثْلِيثِ في الأَخيرِ أي : إِما أَنْ أَملِكَ أَو أَملِكَ
وجَمْعُ المِلْكِ بالكَسرِ أَمْلاكٌ ويختَصّ في التَّعارُفِ بالعَقاراتِ والأَراضِي
وجمع المالِكِ مُلاكٌ
ويُقال : لنا مُلُوكٌ من نَخْلٍ جَمْعُ المِلْكِ وليس لَنا مُلَكاءُ جَمْع المَلِيكِ من المُلُوكِ
ومُلِّكَتْ فُلانَةُ أَمْرَها تَمْلِيكًا : طُلِّقَتْ نقلَهَ الأَزْهرِيُّ
وقالَ قَيسُ بنُ الخَطِيمِ يَصِفُ طَعْنَةً :
مَلَكْتُ بِها كَفي وأَنْهَرتُ فَتْقَها ... يَرَى قائِمٌ مِنْ دُونِهَا ما وَراءها يعني شَدَدْتُ بالطَّعْنَة ويقال ملكتُ كَفي بالسَّيفِ : إِذا شَدَّ القَبضَ عليه وهو مجازٌ
ومَمْلَكَةُ الطَّرِيقِ : مُعْظَمُه ووَسَطُه وكذلك مِلاكه بالكسرِ
والأُملوكُ بالضّمِّ : دُوَيْبَّةٌ تكونُ في الرَّمْلِ تُشْبه العَظاءةَ
ومالِكٌ الحَزِينُ : اسمُ طائِرٍ من طَيرِ الماءِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
والمالِكانِ : مالِكُ بنُ زَيْد ومالِكُ ابنُ حَنْظَلَةَ نقَلَه الجَوْهَرِيّ
وقال اللَّيْثُ : مَلك الإِبِلِ والشّاءِ : ما يَتَقَدَّمُها ويَتْبَعُه سائِرُها ومِثْلُه للرّاغِبِ قال : وهو مجازٌ
والإِملِيكُ بالكَسرِ : هو مُوَيْلكُ بنُ مالِكٍ
وقال ابن عَبّاد : المِلِّيكَي كَخصِّيصى : المِلاكُ
ومِلاَكَةُ العَجِينِ ككتَابَةٍ : ما انْتَهى إِليه عَجْنُه
ومِلْكانُ بالكسرِ أَو مُحَرَكَة : جَبَلٌ في بلاد طَيِّئ كانَت الرُّومُ تَسكُنُه في الجاهليَّة قاله نَصْرٌ وهو غير مَلَكانِ الطّائف الذي ذَكَرَه المُصَنّف
ومَالِكٌ : اسم رَمْلٍ قال ذُو الرُّمَّة :
لَعَمرُكَ إِنِّي يومَ جَرعاءِ مالكٍ ... لذُو عَبرَةٍ كَلاً تَفيضُ وتَخْنُقُ وسَمَّوْا مُلَّكًا كسُكَّرٍ
وامْتَلَكَه كتَمَلَّكَه
ومن المَجازِ : مَلك نَفْسهُ عند الغَضَبِ
ولَوْ مَلَكْت أَمْرِي كانَ كَذا وكَذا
ومَلَكَ عليه أَمْرَه : إِذا اسْتَوْلى عليه
وسَمِعْتُ كذا فلَم أَمْلِكْ أَنْ قلْتُ مثل : فلم أًتمالَكْ
وقال ابنُ حَزْمٍ : مَلْكُ بنُ كِنانَةَ بالفتح لا أَعْرِفُ في القُدَماءِ غَيرَه ولا في الإِسْلاميِّينَ إِلاَّ بَكْرَ بنَ مَلْك صاحب فَرغانَةَ نقله الحافِظُ عنه
ومُلوك البِجائيّ بالضم ذَكَرَه ابنُ بَشْكُوال
والمالِكِيةُ : قريَة بالسّوادِ ومنها عبدُ الوَهّابِ بنُ مُحَمَّد المالِكي ابنِ الصابُوني صاحِبُ ابنِ البَطِر وابْنه عَبد الخالِقِ
والمَلَكيَّة محرَكَةً : جماعَةٌ من مسلمة الرّومِ من النّصارَى
ومَحَلَّةُ مالِك : قريَةِّ بمِصْرَ وقد رأَيْتُها
وابنُ المَلَكِ محَرَّكَةً : شارِحُ المَشارِقِ اسمه عبدُ اللَّطِيفِ وهو تَعْرِيب ابنِ فُرُشْتَه
وأَبُو مُلَيكَةَ كجُهَينَةَ : زُهَيرُ بن عَبدِ اللِّه بنٍ جُدْعانَ التَّيمي له صحْبَة وحَفِيدُه أبو مُحَمّدٍ ويُقال : أَبُو بَكْير عَبدُ اللِّه بن عبَيدِ اللّه : محدّث وابنُ أَخِيه عَبدُ الرَحْمنِ بن أَبي بَكْر من مَشايخ الإِمام الشّافِعِيِّ رضي اللّه عنه
وأبُو مُلَيكَة البَلَوِيّ والكِنْديُّ والذمارِيِّ : صحابِيّونَ رضي اللُه عنهم
وأبو مالِك الأَسْلَميُ والأَشْجَعي والأَشْعَرِيُّ والغِفارِيُّ والقُرَظِي : صحابيونَ رضي اللّه عنهم
وأَبُو مالِكٍ عَمْرُو بنُ هاشِمٍ الجَنْبِي عن إِسْماعِيلَ بنِ أبي خالِدٍ وعَنْه مُحَمَّدُ ابنُ عُبَيدٍ المُحارِبي
وأَبُو مالِكٍ عَبدُ المَلِكِ بنُ الحُسَين النَّخَعِي الواسِطِي عن أبي إِسْحاقَ السَّبِيعِي وعنه مَروان بنُ مُعاوِيَةَ الفَزَارِيُّ
وأَبُو مالِكٍ عُبَيدُ اللِّه بنُ الأَخْنَسِ عن عَمرِو بنِ شُعَيب وعَنْه سَعِيدُ بنُ أبي عَرُوبَةَ
وشَبرَا ملكان : قَريَةٌ بمِصْرَ وقد دَخَلْتُها
وسَفْطُ المُلوكِ : أُخْرَى بها
وجَزِيرَةُ مالِكٍ : بالبُحَيرَةِتَنْبِيهٌ : اعلم أَنَّ تَقالِيبَ هذه المادَّةِ كُلَّها مُستَعْمَلَةٌ وهي م ل ك و م ك ل و ك م ل و ك ل م و ل ك م و ل م ك قالَ الإِمامُ فَخْرُ الدِّينِ : تَقالِيبُها الستَّةُ تُفِيد القوَّةَ والشِّدَّةَ خَمْسَةٌ منها مُعْتَبَرةٌ وواحِدٌ ضائِعٌ يعني ل م ك قالَ المُصَنِّفُ في البَصائِرِ : وهذا غَرِيب منه ؛ لأَنَّ المادَّةَ الضّائِعَةَ عِنْدَه مُعْتَبَرَةٌ مَعْرُوفةٌ عندَ أَهلِ اللّغَةِ ثم ساقَ النَّقْلَ عن العُبابِ ما قِيلَ في اللَّمْكِ قال : فإِذَنْ تراكيبه السِّتَّةُ مستَعْمَلَةٌ مُعْطِيَة مَعْنَى القوَّةِ والشِّدَّةِ
مُهِمَّةٌ : قولهُ تَعالَى : " مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " قرأَ عاصِمٌ والكِسائي ويَعقُوبُ مالِكِ بأَلِفٍ وقرأَ باقِي السَّبعَةِ وهم ابنُ كَثِيرٍ ونافِع وأَبُو عَمرو وابنُ عامِرٍ وحَمزَةُ : " مَلِكِ يَومِ الدِّينِ " بغيرِ أَلِفٍ وأَجْمَعَ السَّبعَةُ على جَر الكافِ والإِضافَةِ
وقُرِئَ مالِكَ بنَصْبِ الكافِ والإِضافَةِ ورُوِي ذلك عن الأَعْمَشِ
وقُرِئَ كذلك بالتَّنْوِينِ ورُوِي ذلك عن اليَمانِ
وقُرِئَ مالِكُ يَوْمٍ بالرَّفْعِ والإِضافَةِ ورُوي ذلك عن أبي هُرَيْرَةَ
وقُرِئَ كذلك بالتَّنْوِينِ وروى ذلك عن خَلَفٍ
وقُرِئَ مالِك بالإِمالة وروى ذلك عن يَحْيَى بنِ يَعْمَر
وقُرِئَ مالك بالإمالَة والتَّفْخِيمِ ونقَلَ ذلك عن الكَسائي
وقُرِئَ مَلِكي بإِشباع كسرةِ الكافِ ورُوِي ذلك عن نافِعٍ
وقُرِئَ مَلِكَ بنصب الكافِ وتركِ الأَلفِ وروى ذلك عن أَنَسِ بنِ ما مالك
وقُرِئَ مَالِكُ برفع الكافِ وتَركِ الأَلفِ وروى ذلك عن سَعْدِ بنِ أَبي وَقّاص
وقُرِئَ مَلْكِ كسَهْلٍ أي ساكِنَةَ اللامِ ورُوِي ذلك عن أبي عَمْرو قُلْت : رواها عَبدُ الوارِثِ عنه قال : وهذا من اخْتِلاسِه وأَصْله مَلِك ككَتف فسَكَّن وهي لُغَةُ بَكْرِ بنِ وائِل
وقُرِئَ مَلَكَ فِعلاً ماضِيًا وروى ذلك عن علي بنِ أبي طالِبٍ
وقرِئَ مَلِيك كسَعِيد
ومَلاك ككَتّان
فهذِه ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجْهًا من الشِّواذِّ غيرَ الوَجْهَيْنِ الأَوَّلَينْ اللَّذَيْنِ اتَّفَقَ عليهما السَّبعَة وبعضُها يَرجعُ إِلى المُلْكِ بالضمِّ وبعضُها إِلى المِلْكِ بالكسرِ
وفلانٌ مالِكٌ بيَنُ المِلْك والمُلْكِ والمَلْك
وقراءةُ جَرِّ الكافِ تُعْرَبُ صِفةً للجَلالَةِ فإِنْ كانَ اللَّفْظُ مَلِكًا ككَتِفٍ أَو مَلْكًا كسَهْلٍ مُخَفَّفًا من مَلِك أَو مَليكًا كأَمِيرٍ فلاَ إِشْكالِ بوَصْف المَعْرِفَة بالمَعْرِفَةِ
وِإن كانَ اللَّفْظُ مَليكًا أَو مَلاكًا مُحَوَّلَيْنِ من مالِكٍ للمُبالَغَةِ فإِن كانَ للماضي فلا إِشْكالَ أَيضًا ؛ لأَن إِضافَتَه مَحْضَةٌ ويُؤَيِّده قراءةُ مَلَكَ بصيغةِ الماضي قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وكذا إِذا قُصِدَ به زَمانٌ مُستَمرٌّ فإِضافَتُه حَقيقيَّة فإِن أَرادَ بهذا أَنّه لا نَظَر إِلى الزَّمَنِ فصَحيحٌ
وقراءةُ نَصْبِ الكاف على القَطْع ؛ أي أَمْدَحُ وقيل : أَعْني وقيل : منادى تَوْطِئَةً ل " إِيّاكَ نَعْبُد " وقيل في قراءة " مالِكَ " بالنصبِ : إِنّه حالٌ
ومن رَفَعَ فعَلَى إِضمارِ مبتَدأٍ أي هُوَ وقِيلَ : خبَرُ الرَّحْمنِ على رفعه
ومن قَرَأَ مَلَكَ فجُمْلَةٌ لا مَحَلَّ لها ويَجُوزُ كونُها خَبَرَ الرَّحْمن ومن قرأَ مَلِكِي أَشْبَعَ كسرة الكاف وهو شاذّ في مَحَلِّ مَخْصُوص وقال المَهْدَوِيُّ : لغةٌوما ذُكِرَ من تَخالُف مَعْنَى مالكٍ ومَلِك هو المَشْهُورُ وقَوْلَ الجُمْهُورِ وقال قومٌ : هُما بمَعْنًى واحد كفارِه وفَرِهِ وفاكِهٍ وفَكِه وعلى الأَوّل قيلَ : مالِكُ أَمْدَحُ ؛ لأَنه أَوْسَعُ وأَجْمَعُ وفيه زيادَةُ حَرف يتَضَمَّن عشرَ حَسَناتٍ والمالكِيَّة تثبت لإِطْلاقِ التَّصَرّف دونَ المَلَكيَّة وأَيْضًا المَلِكُ مَلِكُ الرَّعِيَّة والمَالِكُ مالِكُ العبد وهو أَدْوَنُ حالاً من الرَّعِيَّة فيَكُونُ القَهْرُ والاسْتيلاءُ في المالكيَّةِ أَكْثَر ؛ ولأَنَّ الرَّعِيَّةَ يمكِنُهم إِخْراجُ أَنْفُسهِم عن كَوْنِهم رَعيَّةً والمَمْلوكُ لا يُمْكِنُه إِخراجُ نفسِه عن كَوْنِه مَمْلُوكًا وأَيْضًا المَمْلُوكُ يجبُ عليه خِدْمَةُ المالِكِ بخِلافِ الرَّعِيَّةِ مِع المَلِكِ فلهذه الوُجوه كانَ مالِكُ أكْمَلَ من ملِكِ ومِمَّن قالَ به الأَخْفشُ وأَبو عُبَيدَةَ
وقِيل : مَلِك أَمْدَحُ لأَنَّ كُلَّ أَحَد من أَهْلِ البَلَدِ مالِكٌ والمَلِكُ لا يَكُونُ إِلاّ واحِداً من أَعْظَمِ النّاسِ وأَعْلاهُم ولأَنَّ سِياسَةَ المُلُوكِ أَقْوَى من سياسَةِ المالِكِينَ لأَنَّه لو اجْتَمَع عالَمٌ من المُلاّكِ لا يُقاوِمُونَ مَلِكاً واحِداً قالوا : ولأَنِّه أَقْصَرُ والظاهِرُ أَنَّ القارِئَ يُدْرِكُ من الزَّمانِ ما يُدْرِكُ فيه الكَلِمَةَ بتمامِها بخِلافِ مالِكِ فإِنَّهَا أَطْوَل فيَحْتَمِلُ أَن لا يَجِدَ من الزَّمانِ ما يُتمُّها فيه فهو أَوْلَى وأَعْلَى ورُوِي ذلك عن عُمَر واخْتَارَه أَبو عُبَيدٍ