تَبُوك ؛ لأَنَّ الأَزْهَرِيَّ قد نَقَل عن بعضٍ أَصالَةَ التّاءِ كما سَبَق فيَنْبَغي أَنْ يُشِيرَ إِليهِ كما فَعَل في تِبراك مع أَنّه ذَكَرَه في برك ويُقَوّي هذا القول ما سَمِعْت من عامَّةِ أَهْلِ الشّامِ يَنْطِقُونَ به بضَمِّ الأَوَّل ولذا ذَكَره الصاغانِيُ وصاحب اللِّسانِ هنا مرّةً ثانِيَةً
ومما يُستَدْركُ عليه : تَنْبُوكُ : شِعبٌ قال رُؤْبةُ :
" أَسْرَى وقَتْلَى في غُثاءِ المُغْتَثي
" بشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ قال الصّاغانيُ : فإِنْ كانَ وَزْنُه فُنْعُولا فهذا مَحَلُّ ذِكْره . قلتُ : ويُقال : فُلانٌ في تَنْبُوكِ عِزِّه أي : غايَة ما بَلَغ من عِزِّه سَمِعْتُها من عَرَبِ الحجازِ . وتَنْبُوك أيضاً : قريَةٌ بنواحِي عُكْبَراءَ من العِراقِ وإِليها نُسِبَ أَبُو القاسِمِ نَصْرُ بنُ علي التَّنْبُوكِيُّ العُكْبَرِيّ
بَكَّهُ يَبُكُّه بَكَّا : خرَقَه أو فرَّقَه عن ابنِ دُرَيْد . وقال أَبُو عَمْرو : بَكَّ الشَّيءَ أي فَسَخَه . وبَكَّ فلانٌ فُلانًا يَبُكُّه بكًّا : زاحَمَه قال عامانُ بنُ كَعْبٍ :
" إِذا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ
" فخَلِّه حَتّى يَبُكَّ بَكَّهْ يَقُول : إِذا ضَجِرَ الذي يُورِدُ إِبِلَه مع إِبِلِكَ لشِدَّةِ الحَرِّ انْتِظارًا فخَلِّه حتّى يُزاحِمَك . أَو بَكَّهُ يَبُكُّه بَكًّا : إِذا رَحِمَهُ ضِدٌّ هكذا في سائر نسخ الكتاب بالراءِ وراجعت كتاب الجَمَهَرةِ لابن دُرَيْدٍ فرأَيْتُه قال فِيها : وبَكَّ فلانٌ يَبُكّ بَكًّا : زَحَم وبَك الرَّجُل صاحِبَه بَكاً : زاحَمَه أَو زَحَمَه هكذا بالزّاي ثم قال : كأَنه من الأضّدادِ وقالَ ابنُ سِيدَهْ : يَذْهَب في ذلك إِلى أَنَّه التَّفْرِيقُ والازْدِحامُ فعرِفَ أَنّ الضِّدِّيّةَ ليست في زاحَم ورَحِم - كما توهَّمَه المُصَنف - وإِنّما هي بينَ فَرَقَه وزاحَمَه ولو قال : بكَّه : خَرَّقه وفِسَخَه وفَرَّقَه وزاحَمَه وزَحَمَه ضِدٌّ ؛ لأصابَ فتأَمَّلْ ذلك
وبَكَّةُ يَبكُّه بَكًّا : رَدَّ نَخْوَتَه ووَضَعَه نقلَهُ ابنُ بَري في ترجمة ر ك ك . وبَكَّه بَكّاً : فَسَخَه
قلتُ : هذا بعينِه قوِلُ أبي عَمرو الذي تَقَدّم إِلاَّ أَنْ يكونَ الأولُ فسَحَه بالحاءِ المُهْمَلة وهذا بالخاءِ المُعْجَمة فتأَمّل . وبَكَّ عُنُقَه بَكًّا : دَقَّها . قيل : ومِنْهُ تَسمِيَة بَكَّة لمَكَّةَ شَرّفَها اللَّهُ تعالَى في قولِه تَعالَى : " إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ للنّاسِ لَلّذِي ببَكّةَ مبارَكاً " . أَو هو اسمٌ لما بَيْنَ جَبَلَيها حكاهُ يَعْقُوبُ في البَدَلِ أَو لِلمَطَافِ . أو مَوْضِع البَيتِ ؛ ومَكَّةُ سائِرٌ البَلَد أَو بَطْن مَكَّة . واخْتُلِفَ في وجه تَسمِيَتِها على أَقوالٍ فقِيلَ : لدَقِّها أَعْناقَ الجَبابِرَة إِذا أَلْحَدُوا فيها بظُلْمٍ زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : لم يناظَرُوا أي لم يُنْتَظَر بِهِم أَو لازْدِحامِ النّاسِ بِها من كلِّ وَجْهٍ وقالَ يَعْقوبُ : لأَنَّ الناسَ يَبُكُّ بعضُهم بعضاً في الطوافِ أي يَزْحَمُ وقال غيرُه : في الطّرُقِ أي يَدْفَعُ وقال الحَصَن : يتَباكونَ فيها من كُلِّ وَجْهٍ وقال ابنُ عَبّاس : لِبَكِّ الأَقْوام بعضها بَعْضاً وقِيلَ : من بَكَّه : إِذا فَسَخَه وقيل : من بَكَّه : إِذا رَدَّ نَخْوَتَه وفي حَديثِ مُجاهِدٍ : من أَسْماءِ مَكَّةَ بَكَّةُ والباء والميم يتَعاقَبانِ وهو قولُ القُتَيبي . وبَكَّ الرَجُلُ : افْتَقر . وبَكَّ : إِذا خَشُنَ بَدَنُه شجاعةَ كِلاهُما عن أبي عَمْرو . وبَكَّ المَرأَةَ بَكاً : نَكَحَها أَو جَهَدَها جِماعاً . وتباكَّ الشيءُ : إِذا تَراكَمَ وتَراكَبَ
وتَباكَّ القَوْمُ : ازْدَحَموا ومنه الحَدِيثُ : فتَباكَّ الناسُ عَلَيهِ أي : تَزاحَمُوا كبَكْبَكُوا بَكْبَكَةً وهذه عن ابنِ دُرَيْد . والبَكْبَكَةُ : طَرحُ الشّيءِ بعضِه على بَعْض وكذلك الكبكَبَة . والبَكْبَكَةُ : الازْدِحامُ وهذا قد تَقَدَّم عن ابنِ دُرَيْد قريباً فهو تَكْرار . والبَكْبَكَةُ : المَجِيءُ والذَّهابُ . وأيضاً : هَزُّ الشيءِ
وقال ابنُ عَبّادٍ : هو تَقْلِيبُ المَتاعِ . وقال اللّيْثُ : هو شَيءٌ تَفْعَلُه العَنْزُ بوَلَدِها . وقالَ غيرُه : الأَبَكُّ : العامُ الشَّدِيدُ لأَنَّهُ يَبُكّ الضُّعَفاءَ والمُقِلِّينَ كما في اللِّسانِ . والأَبَكُّ : الذي يَبُكُّ الحُمُرَ والمَواشِيَ وغَيرَها وجَمْعُه : بُكٌّ قاله ابنُ عَبّادٍ . والأَبَكُّ : العَسِيفُ يَسعَى في أُمُورِ أَهْلِه يُقال : هو أَبَكّ بني فُلان : إِذا كان عَسِيفاً لَهُم يَسعَى في أمُورِهم . والأَبَكُّ : قالَتْ قُطَيَّةُ بنت بِشْرٍ الكِلابِيَّةُ :
" جَرَبَّةٌ من حُمُرِ الأَبَكِّ
" لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّى هكَذا أَنْشَدَه ابنُ الأعرابي وزَعَم أَنْ الأَبَكَّ هُنا جَماعَةُ الحُمُرِ تَبُكُّ بعضُها بعضاً ونَظِيره قولُهم : الأَمَرّ لمَصارِينِ الفَرثِ والأَعَمُّ للجَماعَةِ . قال ابنُ سِيدَه : ويُضْعِفُ ذلك أَنّ فيه ضَرباً من إِضافةِ الشّيءِ إِلىِ نَفْسِه وهذا مُستَكْرَه وقد يكون الأبَكّ هنا المَوْضِعُ فذلك أَصَحُّ للإِضافَةِ وقد صَحَّفَه المُصَنّف بآبَك كهاجَر فذَكَرَه في أَوّلِ حَرفِ الكافِ ووزنه بأَحْمَد وقد نَبَّهْنا هُنالك . والأَبَكُّ الأَجْذَمُ بُكّانٌ عن ابنِ عَبّاد . وذَكَرٌ بَكبَكٌ أي مِدْفَعٌ قال :
" واكْتَشَفَتْ لناشِئٍ دَمَكْمَكِ
" عن وارمِ أَكْظارُه عَضَنَّكِ
" تقولُ دَلِّصْ ساعةً لابل نِك
" فداسَها بأَذْلَغِي بَكْبك وقال ابنُ عَبّادٍ : البَكْباكُ : القَصِير جِداً وهو الذي إِذا مَشَى تَدَحْرَجَ من قِصَرِه . وقال أَبو عُبَيد : أَحْمَقُ باكٌّ تاكٌّ وبائِكٌ تائك : لا يَدْري صوابَهُ مِنْ خَطَئه وفي المحيطِ : هو الذي يَتَكَلّمُ بما يَدْرِي وبما لا يَدْرِي . وقال ابنُ الأَعرابي : البكُكُ بضَمَّتَيْنِ : الأَحْداثُ الأَشِدّاءُ . قال : وأَيْضَاً الحُمُرُ النَّشِيطَةُ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : يُقال : إِنّه لبُكابِكٌ كغلابِط أي : مَرِح هَبِصٌ . وقالَ غيرُه : باكْباكُ : اسمُ رَجُلٍ نقَلَه الصاغاني
ومما يستدرك عليه : جَمْعٌ بَكْباكٌ أي : كَثِيرٌ . ورَجُلٌ بَكْباكٌ أي : غَلِيظٌ قالَه ابنُ درَيْد . ويُقالُ للجَارِيَةِ السَّمِينَةِ : بَكْباكَة وكَبكابَةٌ ووَكْواكَةٌ وكَوكاةٌ ومَرمارَةٌ ورَجْراجَةٌ . والأَبَكُّ : جماعَة الحُمُرِ عن ابنِ الأَعرابِيِّ وقد تقَدَّمَ . ويُقال : بَكِكْتَ يا فُلانُ بالكسرِ تَبَكُّ بالفتحِ : أي جُذِمْتَ عن ابنِ عَبّاد . قال : وبَكَّها بحِمْلِه : أَثْقَلها . قالَ : وبَكَّ الدّابَّةَ : جَهَدَها في السّيرِ . قال : ورَجُلٌ بَكْباكٌ : يُبَكْبِكُ كُلَّ شيءٍ أي : يَهُزُّه ويَنْفُضُه . والبَكْبَكَةُ : حَنِينُ النّاقَةِ وصَوتُها . وتَبَكْبَكُوا على فُلانٍ : ازْدَحَمُوا عليه . وقالَ ابنُ الأَعرابِي : تَباكَّتِ الإبِلُ : ازْدَحَمَت على الماءِ . والأَبَكّانِ : تَثْنِيَةُ الأَبَكِّ : جَبَلانِ يُشْرِفانِ على رَحْبَةِ الهَدّار باليَمامَةِ
وباكَّة بتَشْدِيدِ الكافِ : حِصْنٌ بالأَندَلُسِ من نواحِي بَربُشْتَرَ وهو اليوم بيَدِ الإِفْرِنْجِ نقَلَهُما ياقوت
التَّبُّ : الخَسَارُ والتَّبَبُ مُحَرَّكَةً والتَّبَابُ كسَحَابٍ والتَّبِيبُ كأَمِير : الهَلاَكُ والخُسْرَانُ والتَّتْبِيبُ تَفْعِيلٌ : النَّقْصُ والخَسَارُ المُؤَدِّي للْهَلاَكِ كَذَا قَيَّدَهُ ابنُ الأَثِيرِ وفي التنزيل العزيز " ومَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ " قال أَهلُ التفسيرِ : غَيْرَ تَخْسِيرٍ ومنه قولُهُ تعالى : " ومَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إلاَّ فِي تَبَابٍ " أَيْ في خسْرَانٍ
وتَبًّا لَهُ عَلَى الدُّعَاءِ نُصِبَ لأَنَّه مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ عَلَى فِعْلِه كَمَا تَقُولُ : سَقْياً لفُلاَنٍ مَعْنَاهُ سُقِيَ فُلاَنٌ سَقْياً ولمْ يُجْعَلِ اسْماً مُسْنَداً إلى ما قَبْلَهُ وتَبًّا تَبِيباً مُبَالَغَةٌ وتَبَّ تَبَاباً وتَبَّبَهُ : قَالَ له ذلِكَ أَيْ تَبًّا كَمَا يُقَالُ جَدَّعَه وعَقَّرَه تقول : تَبًّا لِفُلاَن ونَصْبُهُ عَلَى المَصْدَرِ بإضْمَارِ فِعْلٍ أَيْ أَلْزمه اللهُ خُسْرَاناً وهَلاكاً وتَبَّبُوهُمْ تَتْبِيباً : أَهْلَكُوهُمْ . وتَبَّبَ فُلاَناً : أَهْلَكَهُ
وفي التنزيل العزيز " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ يقالُ تَبَّتْ يَدَاهُ أَي ضَلَّتَا وخَسِرَتَا قال الراجزُ :
" أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقَةٍ لَمْ تُسْتَقلْ تَبَّتْ يَدَا صَافِقِهَا مَاذَا فَعلْ ونَقَلَ شيخُنَا عن المصباح : تَبَّتْ يَدُهُ تَتِبُّ بالكَسْرِ : خَسرَت كِنَايَة عنِ الهَلاَكِ وهو ظاهرٌ في المَجَازِ كما صَرَّح به الزمخشريُّ وغيرُه من الأَئمَّةِ
والتَّابُّ بتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة : الكَبِيرُ مِنَ الرِّجَالِ والأُنْثَى : تابَّةٌ عن أَبي زَيْدٍ . وفي الأَساس : ومن المَجَاز : تَبَّ الرَّجُلُ : شَاخَ وكُنْت شَابًّا فَصِرْت تَابًّا شُبِّه فَقْدُ الشَّبَابِ بالتَّبَابِ وشَابَّةٌ أَمْ تَابَّةٌ وقيلَ : التَّابُّ : الرَّجُلُ الضَّعيفُ والتَّابُّ أَيْضاً : الجمَلُ والحِمَارُ قَدْ دَبِرَ بالكَسْرِ ظَهْرُهُمَا يُقَالُ : حِمَارُ تَابٌّ وجَمَلٌ تَابٌّ ج أَتْبَابٌ هُذَلِيّة نَادِرَة
وتَبَّ الشَّيْءَ : قَطَعَهُ وتَبَّ إذَا قَطَعَ و منه التَّبُّوبُ كالتَّنُّورِ وضَبَطَه الصاغَانيُّ كصَبُورٍ : المَهْلَكَةُ يُقَال : وَقَعُوا فِي تَبُّوبٍ مُنْكَرَة أَيْ مَهْلَكَةٍ . والتَّبُّوبُ كَتَنُّورٍ : ما انْطَوَتْ علَيْهِ الأَضْلاَعُ كالصَّدْرِ والقَلْبِ نَقَلَه الصاغانيّ
قلت : والصَّحِيحُ في المَعْنَى الأَخِيرِ أَنَّه البَتُّوت : بالتَّاءَيْنِ آخِرَه وقد تَصَحَّفَ عَلَيْه وقَلَّدَهُ المُصَنِّف
واسْتَتَبَّ الأَمْرُ : تَهَيَّأَ واسْتَوَى واسْتَتَبَّ أَمْرُ فُلاَنٍ إذَا اطَّرَدَ واسْتَقَامَ وتَبَيَّنَ وأَصْلُ هذَا منَ الطَّرِيقِ المُسْتَتِبِّ وهو الَّذِي خَدَّ فيه السَّيَّارَةُ أُخْدُوداً فَوَضَحَ واسْتَبَانَ لمَن يَسْلُكُهُ كأَنَّهُ تُبِّبَ بكَثْرَةِ الوَطْءِ وقُشِرَ وَجْهُهُ فَصَارَ مَلْحوباً بَيِّناً مِنْ جَمَاعَةِ ما حَوَالَيْهِ منَ الأَرْضِ فشُبِّه الأَمْرُ الوَاضِحُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ به وأَنْشَدَ المَازِنيُّ في المَعَانِي :
ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظَّلامِ بَعَثْتُهُ ... يَشْكُو الكَلالَ إلَيَّ دَامِي الأَظْلَلِ
أَوْدَى السُّرَى بِقَتَالِه ومِرَاحِهِ ... شَهْراً نَوَاحِيَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ
نَهْجٍ كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَهُ ... ضَاحِي المَوَارِدِ كالحَصِيرِ المُرْمَلِ نَصَبَ نَواحِيَ لأَنَّه جَعَلَهُ ظَرْفاً أَرَادَ في نَوَاحِي طَرِيقٍ مُسْتَتِبٍّ شَبَّه ما في هذا الطَّرِيقِ المُسْتَتِبِّ من الشَّرَكِ والطُّرُقَاتِ بآثَارِ السِّنِّ وهو الحَديدُ الذِي تُحْرَثُ به الأرْضُ وقال آخَرُ في مِثْلِه :
" أَنْصَبْتُهَا مِنْ ضُحَاهَا أَوْ عَشِيَّتِهَافِي مُسْتَتِبٍّ يَشُقُّ البِيدَ وَالأَكَمَاأَيْ في طَرِيقٍ ذي خُدُودٍ أَيْ شُقُوقٍ مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ وفي حدِيثِ الدُّعَاءِ حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ في أَعْدَائِك أَي اسْتَقَامَ واسْتَمرَّ كُلُّ هذَا في لسان العرب . ومُقْتَضَى كَلاَمِه أَنَّه من المَجازِ وهكذا صرَّحَ به الزمخشريُّ في الأَساس والمُؤَلِّفُ أَعْرَضَ عن ذِكْرِ الاسْتِتْبَابِ وتَرَكَ ما اشْتَدَّ إليه الاحْتيَاجُ لأُولِي الأَلْبَابِ وأَشَار شيخُنَا إلى نُبْذَةٍ منه من غَيْرِ تَفْصِيلٍ ناقلاً عنِ ابنِ فَارِسٍ وابن الأَثِيرِ وفيما ذَكَرْنَا مَقْنَعٌ للحاذِق البَصِير ويُفْهَمُ من تقرِير الشَّرِيشِيِّ شارحِ المقَامَاتِ عند قول الحَرِيرِيِّ في الدِّينَارِيَّةِ : كَمْ آمِر به اسْتَتَبَّتْ إمْرَتَهُ أَيِ اسْتَتَمَّتْ المِيمُ بَدَلُ البَاءِ وأَنَّ نَفْي النَّفْيِ إثْبَاتٌ
والتِّبَّةُ بالكَسْرِ وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَةِ : الحَالَةُ الشَّدِيدَةُ : وفي التَكْمِلَة : يقالُ : هُوَ بِتِبَّةٍ أَيْ حَال شَدِيدَةٍ
ويُقَالُ : أَتَبَّ اللهُ قُوَّتَهُ أَيْ أَضْعَفَهَا وهُوَ مَجَازٌ
وَتَبْتَبَ كَدَحْرَجَ : شَاخَ مِثْلُ تَبَّ نَقَله الصاغانيّ وهو مَجَاز
والتِبَّيّ بالفَتْح ويُكْسَرُ : تَمْرٌ بالبَحْرَيْنِ كالشِّهْرِيزِ بالبَصْرَة وهو بالكَسْرِ وقال أبو حنيفة : وهو الغالِبُ على تَمْرِهِم يَعْنِي أَهْلَ البَحْرَينِ وفي التهذِيب : رَدِيءٌ يأْكُلُهُ سُقَّاطُ النَّاسِ قَالَ الجَعْدِيُّ :