التُّحْفَةُ بِالضَّمِّ وكَهُمَزَة نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ : ما أَتْحَفْتَ به الرَّجُلَ مِن البِرّ واللَّطَف مُحَرَّكَةً وفي بعض النُّسَخِ بِالضَّمِّ التُّحْفَةُ : الطُّرْفَةُ مِن الْفَاكِهَةِ وغيرِهَا من الرَّياحِينِ ج : تُحَفٌ وقد أَتْحَفْتُهُ تُحْفَةً : إِذا أَطْرَفْتَه بها وفي الحَدِيث : ( تُحْفَةُ الصَّائِمِ الدُّهْنُ والمِجْمَرُ ) يَعْنِي أَنَّه يُذْهِبُ عنه مَشَقَّة الصَّومِ وشِدَّتَهُ وفي حديث أَبِي عَمْرَةَ : ( تُحْفَةُ الكَبيرِ وصُمْتَةُ الصَّغِيرِ ) وفي حديثٍ آخر : ( تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ ) أَو أصْلُهَا وُحْفَةٌ بالوًاوِ إِلاَّ أَنَّ هذِه التاءَ لاَزمَةٌ في تَصْرِيفِ الفِعْل كُلِّه إِلاِّ في قَوْلِهِم : يَتَفَعَّلُ فإنَّهم يقولون : أَتْحَفْتُ الرُّجُلَ تُحْفَةً وهو يَتَوَحَّفُ كما يقولون : يَتَوَكَّفُ قَالَهُ اللَّيْثُ وكأَنَّهُم كَرِهُوا لُزُومَ البَدَلِ هنا لاجْتِماعِ المِثْلَيْنِ فرَدّوه إِلَى الأَصْلِ فإِنْ كانَ عَلَى ما ذَهَبَ إِليه فتُذْكَرُ في و ح ف وكذلك التُّهَمَةُ والتُّخَمَةُ وتُقَاةٌ وتُرَاثٌ وأَشْبَاهُها
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : اتَّحَفَهُ بتَشْدِيد التَّاءِ فهو مُتَّحِفٌ بمعنَى أَتْحَفَهُ قال ابنُ هَرْمَةَ :
حَفَرَ الشَّيْءَ يَحْفِرُه من حَدِّ ضَرَبَ حَفْراً واحْتَفَرَه : نَقَّاه كما تُحْفَرُ الأَرضُ باحَدِيدَةِ واسم المُحتَفَرِ الحُفْرَة . وما يُحْفَرُ به : المِحْفَارُ . مِنَ المَجَازِ : حَفَرَ المَرْأَةَ جَامَعَها تَشْبِيهاً بحَفْر النَّهْر عن ابنِ الأَعرابِيّ . الحَفْرُ : الهُزال عن كُرَاع . يقال : حَفَرَ الغَرَزُ العَنْزَ يَحفِرُها حَفْراً : أَهْزَلَها يقال : ما حامِلٌ إِلا والحَمْلُ يَحْفِرهَا إِلا النّاقَةَ فإِنّها تَسْمَن عَلَيه . وهو مَجازٌ . من المَجَاز حَفَرَ ثَرَي زَيْدٍ : فَتَّشَ عَنْ أمْرِه ووَقَفَ علَيْه عن ابْنِ الأعرابِيّ . من المَجاز : حَفَرَ الصَّبِيُّ : سَقَطَتْ رَوَاضِعُه فإذا سَقَطت الثَّنِيَّتَان العُلْيَيَانِ والسُّفْلَيانِ فيُقال : أحْفَرا إحْفاراً . والحُفْرةُ والحَفِيرَة كلاهما : المُحْتَفَر . والحَفَرُ بالتَّحْرِيكِ : البِئْرُ المُوَسَّعَة فوق قَدْرِها . ويُسْكَّن كالحَفِير والحَفِيرة . الحَفَرُ بالتحريك : التُّرابُ المُخْرَجُ مِنَ الشَّيْءِ المَحْفُورِ وهو مِثْل الهَدَمِ . ويقال : هو المَكان الذي حُفِرَ . وقال الشاعر :
" قالوا انْتَهَيْنَا وهذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ ج أي جَمْعُهَا أحْفَارٌ وجج أي جَمْع الجَمْع أحافِيرُ أنشد ابنُ الأعرابي
" جُوب لها مِن جَبَلٍ هِرْشَمِّ
" مُسْقَى الأَحَافِير ثَبِيتِ الأُمِّ وقد تكون الأحافِيرُ جَمْعَ حَفِيرٍ كقَطِيعٍ وأقاطِيع . الحَفَرُ بالتَّحْرِيك : سُلاَقٌ في أصُولِ الأسْنَانِ نَقَلَه ابن السِّكَّيت وقال : والتَّحْرِيك لُغَةُ بنِي أسَد وقد حَفِرَتْ مِثْل تَعِبَ تَعَباً وهي أردأ اللُّغَتَيْن . وقال ابنُ قُتَيْبَة في أدَب الكاتِب : الحَفَرُ في الأسْنَانِ : صُفْرَةٌ تَعْلُوهَا . نَقَلَه ابنُ خَالَويْه في شَرْح الفَصيح وابْنُ دُرَيد في الجَمْهَرة ويُسَكَّنُ وهو الأَفْصَحُ والفِعْلُ كعُنِي وضَرَبَ وسَمِعَ . وفي المصباح : حفَرَت الأسنانُ حَفْراً من باب ضَرَب وفي لغةٍ لِبني أسَدِ : حَفِرَت حَفَراً من باب تعِبَ إذا فَسَدت أُصولُها بسُلاَقٍ يُصِيبُها حكَى اللُّغَتَين الأزْهَريُّ
قال شيخُنا : ويُؤْخَذُ مِن كلامِ الفَصِيح أنَّ تسكِينَ الفَاءِ أفصحُ لأنه به صَدَّر وثَنَّى بالتَّحْرِيك فدَلَّ على أنّه فَصِيحٌ ومع ذلك تَعقَّبوه . قال اللّبْلِيُّ في شَرْحهِ كان يَنْبِغي لِثَعْلب أن لا يذكُر المُحَرَّك مع ساكن الفاءِ لأنّ هذا مما فيه لُغَتَان إحداهُما فَصِيحَة والأُخْرَى لَيْسَتْ بِفَصِيحَة وكان يَجِب عليه أن يَذْكُرَ الفَصيحَة ويَترُكَ الّتِي ليستْ بِفَصِيحَةٍ كما شَرَطَ في أوّل كِتَابه انتهى . وفي التهذيب : الحَفْر والحفَر جَزْمٌ وفَتْحٌ لُغَتَانِ : وهو ما يَلْزَق بالأسْنَان مِن ظاهِرٍ وباطِنٍ . تقول : حَفَرَتْ أسنانُه تَحْفِر حَفْراً . ويقال : في أسنانِه حَفَرٌ بالتَّحْرِيك وهو لُغَةُ بَنِي أسَد . وسُئل شَمِرُ عن الحَفَرِ في الأسنان فقال : هو أن يَحْفِر القَلَحُ أصولَ الأسْنَانِ بين اللِّثَةِ وأصْلِ السِّنِ من ظاهِرٍ وباطِن يُلِحُّ على العَظْم حتّى يَنْقَشِر العَظْم إن لم يُدْرَك سَرِيعاً . ويقال : أخَذ فَمه حَفَرٌ وحَفْرٌ . ويُقال : أصْبَحَ فَمُ فلانٍ مَحْفُوراً وقد حُفِرَ فُوه . وحَفَر يَحْفِر حَفْراً وحَفِرَ حَفَراً فِيهِماونقل شيخُنا عن ابن دُرُسْتَوَيه في شَرْح الفَصِيح : الحَفْر بسكون الفاءِ مَصْدرُ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ وهو حَفَرَه يَحْفِره حَفْراً فكأنَّ الذِي حَفَر أسنانَه إنّمَا هو كِبَرُ السِّنّ أو دَوَامُ القَلَح أو آفةٌ لَحِقَتْهَا . قال : وأما الحَفَر بفتح الفاءِ فمَصْدُر قولِهِم : حَفِرَت سِنُّهُ تَحْفَر حَفَراً وهذا الفِعْلُ ليس مُتَعَدِّياً والأوّل مُتَعَدٍّ . وحكَى صاحِبُ الواعي أنّه يُقال في مَصْدر حَفِرت بالكَسْر حَفْراً وحَفَراً بالإسكانِ والتَّحْرِيك . قال : والحَفْرُ : بَثْرَةٌ تَخْرُج في لِثَةِ الصَّبِيِّ فيقال : صَبِيٌّ مَحْفُورٌ إذا أصابه ذلك . وأحْفَر الصَّبِيُّ : سَقَطَت لَه الثَّنِيَّتانِ العُلْيَيَانِ والسُّفْلَيَانِ للإثْنَاءِ والإرْبَاع وإذا سَقَطت رَوَاضِعُه قيل : حَفَرَت كما تَقدَّم . مِن المَجَازِ . أحْفَرَ المُهْرُ : سَقَطَت وفي بَعْضِ النُّسخِ الجَيِّدة المُصَحَّحَة بعد قوله : والسُّفْليانِ : والمُهْرُ للإثناءِ . والإرباعِ وفي بعض الأُصول زِيادَة والقُرُوح سقطت ثَنَايَاهُ ورَبَاعِيَاتُهُ
وقال أبو عُبَيدَةَ في كِتاب الخَيل : يقال : أحْفَر المُهْرُ إحفاراً فهو مُحْفِر قال : وإحْفارُه : أن تتحرَّك الثَّنِيَّتَانِ السُّفْلَيانِ والعُلْيَيان من رَوَاضْعه فإذا تَحرَّكْن قالوا : قد أحفَرَت ثَنَايَا رَوَاضِعِه فسَقَطْن . قال : وأوَّلُ ما يَحْفِر فيما بَيْنَ ثَلاثِينَ شَهْراً أدْنَى ذلك إلى ثَلاثَةِ أعْوَامٍ ثُمّ يَسْقُطْن فيَقَع عَلَيها اسْمُ الإبداءِ ثُمّ تُبْدِي فتَخرُج له ثَنِيَّتانِ سُفْلَيَانِ وثَنِيَّتان عُلْيَيان مكانَ ثَنايَاه الرّوَاضِعِ التي سَقَطْن بعد ثلاثَةِ أعْوَامٍ فهو مُبْدٍ . قال : ثمّ يُثْنِي فلا يزال ثَنِيّاً حتّى يُحْفِر إحْفَاراً : وإحْفَارُه : أن تَتَحْرَّك له الرَّباعِيَتَانِ السُّفْلَيانِ والرّباعِيتَان العُلْيَيَان من رَوَاضِعِه . وإذا تَحَرَّكْن قيِلَ : قد أحْفَرَت رَبَاعِيَاتُ رَوَاضِعِه فيَسْقُطْن أولَ ما يُحْفِرنْ في اسْتِيفائه أرْبَعَةَ أعْوام ثم يَقَعُ عَلَيْها اسْمُ الإبْدَاءِ ثم لا يَزالُ رَبَاعِياً حتّى يُحفِرَ للقُرُوح وهو أنْ يَتَحَرَّك قارِحَاه وذلك إذا استَوْفَى خَمْسَةَ أعْوَام ثمّ يَقَع عليه اسمُ الإبداءِ على ما وصَفْناه ثم هو قارِحٌ
وفي الأساس : وحَفَرَت رَوَاضِعُ المُهْرِ : تَحَرَّكَت للسقوط لأنَّهَا إذا سَقَطت بَقِيَتْ منابِتُهَا حَفْراً فَكَأنَّهَا إذا نَغَضَتْ أخَذَتْ في الحَفْرِ . ولأحْفَر المُهْرُ : حَفَرَت رَوَاضِعُه . أحْفرَ فُلاناً بِئْراً : أعانَهُ على حَفْرِها . والحَفِير : القَبْرُ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُول عن ابْنِ الأعْرَابِيّ كالحُفْرَةِ والحَفِيرَةِ كما في الأَساسِ . والحَافِرُ : واحِدُ حَوَافِرِ الدَّبَّةِ : الخَيْلِ والبِغَالِ والحَمِيرِ اسمٌ كالكاهِلِ والغَارِب . قال الشاعر في جمع الحَافِر :
أوْلَى فَأَوْلَى يا امْرَأَ القَيْسِ بَعْدَما ... خَصَفْنَ بآثارِ المَطيِّ الحَوَافِرَا أراد خَصَفْن بالحَوافِرِ آثارَ المَطِيّ يَعْنِي آثارَ أخْفافِه . من المَجاز قَوْلُهم : الْتَقَوْا فاقْتَتَلُوا عِنْدَ الحَافِرَة أي عند أوَّلِ المُلْتَقَى . من المَجاز قَولُ العَرَب : أتَيْتُ فلاناً ثُمَّ رَجَعْتُ عَلَى حَافِرَتِي أي طَرِيقي الّذي أصْعَدْتُ فِيهِ خاصّةً فإنْ رَجَع على غَيْرِه لم يَقُل ذلك . وفي التَّهْذِيب : أي رَجَعْت من حَيْثُ جِئْت : ورَجَعَ على حافِرَتهِ أي طَرِيقهِ الّذي جاءَ مِنه . من المَجاز : الحافِرَةُ : الخِلْقَةُ الأولَى والعَوْدُ في الشَّيْءِ حتى يُرَدَّ آخِرُه على أوَّلِه . وفي الكتِاب العَزِيز : " أئِنَّا لَمَرْدُودُونَ في الحَافِرَةِ " أي في أوَّلِ أمْرِنا . وأنشد ابنُ الأعْرَابيّ :
أحافِرَةً على صَلَعٍ وشَيْبٍ ... مَعَاذّ اللهِ من سَفَهٍ وعَارٍيقول : أأرجِعُ إلى ما كُنْتُ عليه في شَبابِي وأمْرِي الأوّلِ من الغَزل والصِّبا بعد ما شِبْتُ وصَلِعْتُ . وفي الحديث " إنَّ هذا الأَمْرَ لا يُتْرك على حَالِه حتّى يُرَدّ على حافِرَتِه " أي على أوَّلِ تأْسِيسه وقال الفَرَّاءُ في تَفْسِير قَولِهِ تَعالى " أئِنَّا لَمَردُودُونَ في الحافِرَة " أي إلى أمرِنا الأوّل أي الحَيَاةِ . وقال ابنُ الأعرابيّ : في الحافِرَة أي في الدُّنْيَا كما كُنَّا وقيل : أي في الخَلْق الأوَّل بعدَ ما نَمُوت . قالوا في المثل : النَّقْدُ عِنْدَ الحَافِرةِ والحَافِر أي عِنْدَ أوّل كَلِمَةٍ وفي التَّهْذِيب : معناه : إذا قَالَ قد بِعتُك رَجَعْتَ عليه بالثمن وهما في المعنَى واحدٌ . وأصْلُه أي المَثَل أنَّ الخَيلَ أكرَمُ ما كَانَتْ عِنْدَهُم وأنْفَسُه وكانُوا لنفاسِتَها عِنْدَهم وَنفاسَتِهم بها لا يَبِيعُونَها نَسِيئَةً فكان يَقولُه الرَّجُلُ للرَّجُلِ : النَّقْدُ عند الحافِر أي عِنْد بَيْع ذَاتِ الحَافِر أي لا يَزُولُ حَافِرُه حَتَّى يَأْخُذَ ثَمَنَهُ . وصَيَّروه مَثَلاً . ومَنْ قال : عند الحافِرَة فإنَّه لَمَّا جَعَل الحافِرَ في مَعْنَى الدّابّة نَفْسِها وكَثُر اسْتِعْمَالُه من غير ذِكْرِ الذّات أُلحِقَت به عَلاَمَةُ التَّأْنِيث إشعاراً بتَسْمِية الذَاتِ بها . أو كَانُوا يَقُولُونَها ويَتَكلَّمُون بها عِنْدَ السَّبْق والرِّهَانِ . رَواه الأزهرِيّ عن أبِي العَبّاس . وقال أيْ أوّل ما يقعُ حَافِرُ الفَرَسِ عَلى الحَافِرِ أي المَحْفُورِ كما يُقالُ : ماءٌ دَافِقٌ يُرِيدُ : مَدْفُوقٌ . وفي نَصِّ أبي العَباس : أو الحافِرَةُ : الأرْضُ المَحْفُورة . يقال : أوَّل ما يَقَع حافِرُ الفَرَس على الحافرة فقَدْ وَجَبَ النَّقْدُ يَعنِي في الرِّهَان أي كما يَسْبِق فيَقَع حافِرُه يقول : هاتِ النَّقْد وقال الليثُ : النَّقْدُ عند الحافر معناه إذا اشتريْتَه لم تَبْرَحْ حتّى تَنْقُدَ . هذا أصْلُه ثمَّ كَثُرَ حتّى استُعْمِل في كُلِّ أوّلِيَّة فقيل رَجَع إلى حافِرِه وحافِرَته وفعَل كذا عند الحافِرَةِ والحافِرِ ومنه حديث أُبَيّ قال " سألْتُ النَبيَّ صَلّى الله عليه وسلَّم عن التَّوْبة النَّصُوح قال هو النَّدَم على الذّنْب حين يَفْرُط منك وتَسْتَغْفِر الله بنَدَامتك عندَ الحافِرِ لا تَعُود إليه أبداً " والمعنَى تَنْجِيز النَدامَةِ والإسْتِغْفَارِ عِنْد مُواقَعَةِ الذَّنْب من غَير تأْخِيرٍ لأنَّ التَأْخِيرَ من الإصْرار
من المَجاز : هذا غيْثٌ لا يَحْفِرُه أحدٌ أي لا يَعْلَمُ أحَدٌ أيْنَ أقْصاه والحِفْرَاةُ بالكَسْرِ : نَبَاتٌ في الرَّمْلِ لا يزالُ أخضَرَ وهو من نَبَاتِ الرَّبيع . قال أبُو النَّجْم في وَصْفها :
" يَظَلُّ حِفْرَاه من التَّهَدُّلِ في رَوْضِ ذَفْرَاءَ ورُغْلٍ مُخْجِلِ ج حِفْرَى كشِعْرَى . وقال أبو حنيفَة : الحِفْرَى : ذاتُ وَرَقٍ وشَوْكٍ صِغارٍ لا تَكُون إلا في الأرضِ الغَلِيظة ولها زَهْرةٌ بيْضَاءُ وهي تَكُون مثْلَ جُثَّةِ الحَمَامَةِ . قلت : وأنشدَ أبو عَليٍّ القَاليّ في المقْصُورِ لكُثَيّر :
وحَلَّت سُجَيْفَةُ من أرْضِها ... رَوَابِيَ يُنْبِيْنَ حِفْرَى دِمَاثا الحِفْرَاة عِنْدَ أهْلِ اليمن : خَشَبَةٌ ذاتُ أصابعَ يُذَرَّى بها الكُدسُ المَدوسُ ويُنَقَّى بها البُرُّ مِنَ التِّبْنِ . قال الأزْهَرِيّ : وهي الرَّفْشُ الَّذي يُذَرَّى بِهِ الحِنْطةُ وهي الخَشَبَةُ المُصْمَتَةُ الرَّأسِ فأمّا المُفَرَّج فهو العَضْم والمِعْزَقَة . والحَافِّيرَةُ بشَدِّ الفاءِ : سَمَكَةٌ سوداءُ مُسْتَديِرَة نقَلَه الصَّغانِيُّ . والحَفَّار ككَتَّان : منْ يَحْفِر القَبْرَ وهو لَقَبُ جماعَة من المُحَدَّثين . منهم أبو بَكْر محمد بنُ عَليّ بْنِ عَمْرٍو الضَّرِيرُ البَغْدَادِيُّ وهما صَدُقان . اسمُ فَرَس سُرَاقَة بِن مَالك بن جُعْشُم الكِنَانِيِّ المُدْلِجِيّ أبو سُفْيَان الصَّحَابِيّ رضي الله عنهالحِفَارُ كِكتَابٍ : عُودٌ يُعَوَّجُ ثم يُجْعَلُ في وَسَطِ البَيْتِ من الشَّعْر ويُثْقَبُ في وَسَطِه ويُجْعَلُ العَمُودَ الأَوسَط . والحَفَر مُحَرَّكةً ولا تَقُلْ بِهَاءٍ : ع بالكُوفَةِ وفي التكملة : اسم هذا المَوْضع الحَفَرَة كَانَ يَنْزِلُه عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الحفَرِيُّ كُنَيتُه أَبُو دَاوودَ يَرْوِي عن الثَّوْرِيّ وكان من العُبَّاد . ذكَرَه ابن حِبّانَ في كِتابِ الثِّقَات . الحَفَر : ع بيْن مَكَّةَ والبَصْرَة وكَذلِك الحَفِيرُ . وهو نَهرٌ بالأُردُنّ نَزَلَ عنده النُّعْمَان بنُ بَشِير وقيل بين الحَفِير والبَصْرة ثَمَانِيةَ عشرَ مِيلاً ويقالان بغير أَلفٍ ولام . في التّهْذِيب : الأَحفارُ المَعْرُوفَةُ في بِلادِ العَرَب ثَلاثَة . فمنها حَفَرُ أَبي مُوسى بفتح الحاءِ والفاءِ وقد جاءَ ذِكْرُها في الحدِيث وهي رَكَايَا احْتَفَرَها أَبوُ موسَى الأَشْعَرِيّ رضي اللهُ عنه على جَادِةِ البَصْرَةِ إِلى مَكَّةَ قال الأَزهَرِيُّ : وقد نَزلْت بها واستَقَيْت مِن رَكَاياهَا وهي ما بين ماوِيَّةَ والمَنْجَشَانِيَّات وهي مُسْتَوِية بَعِيدَةُ الرِّشاءِ عَذْبَة المَاءِ . ومِنْهَا حَفَرُ ضَبَّةَ وهي رَكَايَا بناحِية الشَّوَاجِنِ بَعِيدَةُ القَعْرِ عَذْبةُ الماءِ ومِنْهَا حَفَرُ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ تميم وهي بحِذاءِ العَرَمَةِ وَرَاءَ الدَّهْنَاءِ يُسْتَقَى منْها بالسَّانِيَة عند حَبْل من حِبال الدهْنَاءِ يُقَال حَبْل الحَاضِر وحَفِيرٌ وحَفِيرَةُ : مَوْضِعَانِ هكذا في النُّسخ على فَعِيل وفَعِيَلة ومِثْلٌه في التكملة قَالَ :
لمَنِ النَّارُ أُوقِدَتْ بحَفِيرِ ... لم تُضِيءْ غيرَ مُصْطَلَى مَقْرُوررِ والذي في التهذيب : حَفْر وحَفِيرة : اسمَا مَوضعَينِ ذَكرهما الشعراءُ القُدماءُ . والحَفَائِرُ : ماءٌ لِبَنِي قُرَيْطٍ على يَسَارِ حَاجِّ الكُوفَةِ نقله الصَّغانِيّ سُمِّيَ باسم الجمع . والحُفَيْرَةُ مُصَغَّرةً : ع بالعِراقِ نقله الصّاغنِيّ . ويَحْيَى بنُ سُلَيْمَان الحُفْرِيُّ بالضَّمِّ من المُحَدِّثين وقِيلَ له ذلك لأَنَّ دارَه كَانَتْ علَى حُفْرَةٍ بِالقَيْرَوَان بدَرْبِ أُمّ أَيّوبَ روَى عن الفُضَيبْل وعنه جَبرون بن عيسى . ومَحْفُور : ة بِشَطِّ بَحْرِ الرُّومِ وبالعَيْنِ لَحْنٌ نبَّه عليه الصّاغانِيّ ويُنْسَجُ بِهَا البُسُطُ والمَفَارِشُ الغالِيَةُ الأَثْمَانِ . ومما يُسْتَدْرك عليه : استحفَر النَّهرُ : حانَ لَهُ أَن يُحْفَر . والحُفَيْر كزُبير . مَنزِلٌ بين ذي الحُلَيْفة ومَلَ يَسْلُكه الحاجُّ ورَكِيَّةٌ حفِيرَةٌ وحَفرٌ بَدِيعٌ . وأَتَي يَرْبُوعاً مُقَصِّعاً أَو مُرَهِّطاً فحفَرَه وحَفَر عنه واحتفره . قال الأَزْهَرِيّ : وقال أَبو حاتم : يقال حافَرَ مُحَافَرَةٌ وفُلانٌ أَروغُ من يَرْبُوعٍ مُحافِرٍ وذلك أَن يَحْفِر في لُغْزٍ من أَلغَازِه فيذْهب سُفْلاً ويَحْفِر الإِنْسانُ حتى يَعْيا فلا يَقْدِر عليه ويَشتبه عليه الجُحْر فلا يَعرِفه من غيره فيدَعَه فإِذا فَعَل اليَرْبُوعُ ذلك قيل لِمَنْ يَطْلُبه دَعْه فقد حافَرَ فلا يَقْدِر عليه أَحدٌ . يقال : إِنَّه إِذا حَافَرَ وأَبَي أَن يَحْفِرَ التُّراب ولا يَنْبُثَه ولا يُدْرَي وَجْهُ جُحْرِه يقال : قد حَشَى فترَى الجُحْرَ مَمْلُوءًا تُراباً مُسْتَوِياً مع ما سِواهُ إِذا حَثى ويُسَمَّى ذلك الحاثِياءَ . يقال : ما أَشَدَّ اشتِباهَ حاثِيائِه . وقال ابنُ شُمَيْل : رَجُلٌ مُحافِرٌ : لَيْس لَه شَيْءٌ . وأَنْشد :
" مُحَافِرُ العَيشِ أَتَى جِوَارِي
" لَيْسَ لَه مِمَّا أَفاءَ الشَّارِي
" غَيْرُ مُدًى وبُرْمَةٍ أَعْشَارِوفي الأَساس : وحَفَر عن الضَّبّ واليَرْبُوع لِيَسْتَخْرِجَه . ويُتَّسَعُ فيه فيقال : حَفَرتُ الضّبَّ واحتفرْتُه . وحَافَرَ اليَرْبُوعُ : أَمعَنَ في حَفْرِهِ . وفلانٌ أَرْوغُ من يَرْبُوعٍ مُحافِرٍ . وهو نَصّ مكْشُوفٌ . وبُرْهَانٌ جَلِيٌّ ينادِي على صِحّة ما ذَكَرتُ في : يُخادِعون اللهَ و : حَشَا الله انتهى . وفي اللسان : وكانت سُورَةُ براءَة تُسَمَّى الحَافِرَةَ وذلك أَنَّهَا حَفَرت عن قُلُوب المُنلفِقِين وذلك أَنه لمّا فُرِضَ القِتَالُ تَبَيَّن المُنافِقُ مِن غَيْره ومَنْ يُوالِي المُؤمِنِين مِمَّن يُوالِي أَعداءَهم . وقرأْتُ في الحَمَاسَة :
ومُسْتعْجِل بالحَرْبِ والسِّلْمُ حَظُّه ... فلمّا استُشِيرَتْ كَلَّ عَنْهَا مَحَافِرُهْ . قال في الهامش : جمْع محفر والمراد به هنا السِّلاحُ . والحافِرَةُ : الأَرْضُ المَحْفُورَةُ . ويَقُولُونَ للقَدَمِ حافِراً إِذا أَرادوا تَقْبِيحها على الاستِعَارةِ . قال جُبَيْهَاءُ الأَسَدِيّ يَصِف ضَيْفاً طارِقاً أَسْرَعَ إِلَيْه :
فاَبْصَرَ نَارِي وهي شَقْرَاءُ أُوقِدَتْ ... بلَيْلٍ فلاحَتْ للعُيُونِ النّواظِرِ
فلما رَقَدَ الوِلْدانُ حتى رأَيْتُه ... على البَكْرِ يَمْرِيه بساقٍ وحافِر ومعنى يَمْرِيه : يسْتَخْرِج ما عِنْدَه مِن الجَرْيِ . والحَفْر بفتح فسكون : اسمُ المَكَان الَّذِي حُفِرَ كخَنْدَقٍ أَو بِئر . وعن ابن الأَعرابيّ : أَحَفَر الرّجلُ إِذا رَعَى إِبلَه الحِفْرَي . قال الأَزهرِيُّ : وهو من أَرْدَإِ المَرْعَى . قال : وأَحْفَرَ إِذا عَمِلَ بالحِفْرَاة وهي المِعْرَفَة . وقال : وحَفِرَ كفَرِحُ إِذا فَسَدَ . وحُفْرَة وحُفَيْرَة : موضِعانِ وكذلك الأَحفَارُ وأَحْفَارٌ . قال الفَرَزْدَقُ :
فيَاليتَ دارِي بالمَدِينةِ أَصْبَحَتْ ... بأَحْفَارِ فَلْجِ أَو بِسِفِ الكَوَاظِم . وقال ابنُ جِنِّي : أَراد الحَفَر وكَاظِمةَ فجَمعَهُمَا ضَرُورَةً . ويقال : هذا البَلَدُ مَمَرُّ العَسَاكِرِ ومَدَقُّ الحَوَافِرِ . وفُلانٌ يَمْلِكُ الخُفَّ والحافِرَ . ومن المجاز : وَطِئَهُ كُلُّ خُفٍّ وحَافِرٍ . ورَجَع إِلى حَافِرَتِهِ : شاخَ وهَرِمَ . وحَفَرَ الفَصيلُ أُمَّه حَفْراً وهو استِلالُه طِرْقَها حتى يَسْتَرْخِي لحمُهَا بامتصاصه إِياهَا . وتَحفَّر السَّيْلُ : اتَّخذَ حُفَراً في الأَرْضِ . وابنُ أَبي الحَوافِر : طبِيبٌ مَشْهُورٌ . والحفَّارة : قَرْيَة من أَعمال الجِيزة : والحَافِرَةُ : قَرْيَة بالصَّعِيد الأَدْنَى . وحَفَرُ السِّيدانِ عند كاظمةَ . وحَفَرُ الرِّباب : مَوْضع . وحُفَارٌ كغُرابٍ : مَوضِعٌ باليمن . وحافِرُ بنُ التَّوْأَم الحِمْيَرِيّ : أَحد كُهَّان حِمْيَر أَسلَم على يدِ مُعَاذِ بن جَبَلٍ ذَكَره الذَّهَبِيُّ في المُخَضْرَمِين . والمَحَافِرَةُ : بطْن من الجَحَافِل وفيهم عَدَدٌ وَمَدَدٌ وهم باليَمَن ذَكَره المَلكُ الغَسَّانُّي في الأَنسابِ
اسْحَنْفَرَ الرّجُلُ : مَضَى مُسْرِعاً واسْحَنْفَرَ الطَّرِيقُ : اسْتَقَامَ وامتَدَّ . اسحْنَفَر المَطَرُ : كَثُرَ . وقال أبو حَنِيفَة : المُسْحَنْفِرُ : الكَثِيرُ الصَّبِّ الواسِعُ . قال :
أَغَرُّ هَزِيمٌ مُسْتَهِلٌ رَبَابُه ... له فُرُقٌ مُسْحَنفِرَاتٌ صَوَادِرُ اسْحَنْفَر الخَطِيبُ في خُطْبَتِنه إِذَا مَضَى واتَّسَع في كَلامِه . ويقال : اسحَنْفَرَ الرجلُ في مَنْطِقه إِذَا مَضَى فيه ولم يَتَمكَّثْ . وفي الصّحاح : المُسْحَنْفِرُ : البلدُ الواسِعُ . والمُسْحَنْفِرُ : الرَّجلُ الحاذِقُ الماضِي في أُموره . المُسْحَنْفِر : الطَّرِيقُ المُسْتَقِيمُ والمَطَر الصَّبّ . قال الأَزْهَرِيّ : اسحَنْفَرَ واجْرَنَفْرَ رُباعيّانِ والنون زائدةٌ كما لَحِقَت بالخُمَاسيِ وجملة قول النَّحْوِيِّيْن أَن الخُمَاسِيّ الصَّحِيح الحُرُوف لا يكون إلا في الأسماءِ مثل الجَحْمَرِش والجِرْدَحْل وأمّا الأفعال فليس فيها خماسيٌّ إلا بِزيادة حَرْفٍ أو حَرْفَيْن فافهمه
ومما يستدرك عليه : اسحَنْفَرَت الخَيْلُ في جَرْيها إِذَا أسْرَعَت