الترياق بالكسرة دواء مركب من أجزاء كثيرة ويطلق على ماله زهرية ونفع عظيم سريع وهو الآن يطلق على العادي الذي اخترعه ماغنيس الحكيم وتممه أندروماخس القديم بعد ألف ومائة وخمسين سنة بزيادة لحوم الأفاعي فيه وبها كمل الغرض وهو مسميه بهذا الاسم لأنه نافع من لدغ الهوام السبعية وهي باليونانية ترياء بالكسر ونافع أيضاً من الأدوية المشروبة السمية وهي باليونانية قا آ ممدودة ثم خفف وعرب ويقال بالدال أيضاً بدل التاء وفي العباب الترياق دواء السموم فارسي مركب وقال غيره : لغة في الدرياق وفي حديث ابن عمر : ما أبالي ما أتيت إن شربت ترياقاً إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي والخمر وهي حرام نجسة والترياق أنواع فإذا لم يكن فيه شيء من ذلك فلا بأس به وقيل الحديث مطلق فالأولى اجتنابه كله وفي الحديث إن في عجوة العالية ترياقاً وهو طفل إلى ستة أشهر ثم مترعرع إلى عشرين سنة في البلاد الحارة وعشرين في غيرها ثم يقف عشراً فيها وعشرين في غيرها ثم يموت ويصير كبعض المعاجين كما في نص القانون للرئيس وقال الحكيم داود وممن زاد فيه من الحُكماءِ : أُقْلِيدِس وفلاغُورس وفرافيلس وساغورس ومارينوس حتى جاءَ جالِينوسَ فغير فيه أَوْزاناً وخالَفَ أَوْضاعاً وكان الشيخُ الرَّئِيسُ يَقُول : إِن جالِينُوسَ أَفْسَدَه وأَما عَدَدُ مُفْرَداتهِ فنِهايَتُها تِسْعُون وأَقَلّها أَربع وسِتُّون ويَضْمَحِلُّ الخلافُ بعد مُفرداتِ الأَقراص وعَدَمه وقِيل : إِنَّ النِّهايَةَ سِت وتِسْعُون
قلتُ : وقد سَرَدَهُم الرَّئِيسُ في القانون بأَبْسَطِ عبارَةٍ وأَوْضَح إِشارَةٍ وذَكَر الاخْتِلافَ في عُمُرِه وخَواصِّ فمن أَرادَ ذلِكَ فليُراجِعْ كُتُبَ الرَّئِيسِ فإِنِّ فيها مَقْنَعاً للطالبِ واللهُ أَعلمُ
وتِرْياقُ : ة بهراةَ مِنْها : أَبو نَصْرٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ مُحَّمدِ بن ثُمامَةَ التِّرْياقِيُّ عن أَبِي محَّمدٍ عبدِ الجَباّرِ بنِ محمّدِ الجَرّاحِيِّ المَرْوَزِيِّ وعنه أَبو الفتحِ عبدُ المَلِكِ بن عَبْدِ الله الكَرُوخِيّ في مُسْنَدِ صَحِيح مُسْلم . وأَمّا لسَلامَةُ بنُ ناهِضٍ التِّرْياقِيُّ المَقدسي فإِنه إِلى عَمَلِ التِّرْياقِ المَعْجُونِ المَشْهُورِ رَوَى عنه أَبُو القاسم الطَّبَرانيُّ . والترْياقُ : فرَسٌ كانَ للخَزْرَخِ قالَ إِبراهيمُ بنُ بشيرٍ الأنْصارِيّ :
بَيْن القَتادِيّ والترْياقِ نِسْبَتُها ... جَرْداءُ مَعْرُوقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرْحُوبُ والترْياقُ : الخَمرُ كالترْياقَةِ هكَذا كانَت العَرَبُ تُسَمِّيها لأَنَّها فِيما يزْعُمون تَذْهَبُ بالهَمِّ كما في الصِّحاحِ وفي العُبابِ : دَواء للهُمُومِ . قلتُ : ولِذا تسمى أَيضاً صابُونَ الهموم ومنه قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ :
سقَتْنِي بصَهْباءَ تِرْياقةٍ ... مَتى ماتلَيِّنْ عِظامِى تَلِنْ ويُرْوَى دِرْياقَةٍ وسيأْتي . والتَّرْقُوَةُ بالفَتْح ولا تُضَمُّ تاؤُه كما في الصِّحاح : العُظَيْمُ الَّذِي بينَ ثُغْرَةِ النَّحْرِ والعاتِقِ وهما تَرْقُوَتانِ تكونُ للناسِ وغيرِهم ج : التراقِي أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ في صِفَة قَطاةِ :
قرَت نطْفَةً بينَ التَّراقِي كأَنَّها ... لَدَى سَفَطٍ بينَ الجَوانح مُقْفَلِ وقالَ الفراءُ : قالَ بعضُهُم : التَّرايِقُ : التراقِي وأَنْشدَ يَعْقُوبُ :
هُمُ أَوْرَدُوكَ المَوْتَ حِينَ أتَيْتَهَم ... وجاشَتْ إِليكَ النَّفْسُ بينَ الترايِقِ وَزْنُه : فَعْلُوَةٌ بالفتح لقَوْلهم ترْقَيْتُه تَرْقاةً أَي : أَصَبْتُ تَرْقُوَتَهُ نقلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ وقد أَعادَ المُصَنِّفُ التَرْقوَةَ أَيضاً في المُعْتَلِّ بالواو أَصَالَةً وفي قرن استِطْراداً فتأمل
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الترَقُ محرَّكَةً : شَبِيهٌ بالدَّرَج قالَ الأَعشىَ :
ومارِدٌ من غُواةِ الجنِّ يحْرسُها ... ذُو نِيقَهٍ مُسْتَعِد دُونَها تَرَقَا دُونها : يعني دُونَ الدرَّةِ . ويُقال : بَلَغَت الروح التَّراقِيَ : إِذا شارَفَ المَوْتَ
الرَّقِيبُ هُوَ اللهُ وهُوَ الحَافِظُ الذي لا يَغِيبُ عنه شيءٌ فَعِيلٌ بمَعْنَى فَاعِلٍ وفي الحديث " ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهْلِ بَيْتِهِ " أَي احْفَظُوهُ فِيهِم وفي آخَرَ " مَا مِنْ نَبشيٍّ إلاَّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ رُقَبَاءَ أَي حَفَظَةً يكونونَ مَعَه والرَّقِيبُ : الحَفِيظُ والرَّقِيبُ : المُنْتَظِرُ ورَقِيبُ القَوْمِ : الحَارِسُ وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبَةٍ لِيَحْرُسَهُمْ والرَّقِيبُ : الحَارِسُ الحَافِظُ ورَقِيبُ الجَيْشِ : طَلِيعَتُهُمْ والرَّقِيبُ : أَمِينُ وفي بعض النسخ " مِن " أَصْحَابِ المَيْسِرِ قال كعب بن زُهَيْر
" لَهَا خَلْفَ أَذْنَابِهَا أَزْمَلٌ مَكَانَ الرَّقِيبِ مِنَ اليَاسِرِينَا أَو رَقِيبُ القِدَاحِ هو الأَمِينُ علَى الضَّرِيبِ وقِيلَ : هو المُوَكَّلُ رَجَّحَه ابن ظَفَرٍ في شَرْح المَقَامَاتِ الحرِيرِيَّةِ ولا مُنَافَاةَ بين القَوْلَيْنِ قاله شيخُنا وقيل : الرَّقِيبُ : هو الرَّجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَةِ في المَيْسِرِ ومَعْنَاهُ كُلُّه سَوَاءٌ والجَمْعُ رُقَبَاءُ وفي التهذيب : ويقال : الرَّقِيبُ : اسْمُ السَّهْمِ الثَّالِثِ مِنْ قِدَاحِ المَيْسَرِ وأَنشد :
كَمَقَاعِدِ الرُّقَبَاءِ لِلضُّ ... رَبَاءِ أَيْدِيهِمْ نَوَاهِدْ
وفي حديث حَفْرِ زَمْزَمَ " فَغَارَ سَهْمُ اللهِ ذِي الرَّقِيبِ " وهو مِن السِّهَامِ التي لها نَصِيبٌ وهي سبعةٌ قال في المجمل : الرَّقِيبُ : السَّهْمُ الثَّالِثُ من السَّبْعَةِ التي لها أَنْصِبَاءُ وذكر شيخُنَا رحمه الله : قِدَاحُ المَيْسِرِ عَشَرَةٌ سَبْعَةٌ منها لها أَنصباءُ ولها ثلاثة إنما جَعلوا لها للتكثير فَقَطْ وَلاَ أَنْصِبَاءَ لها فَذَوَاتُ الأَنْصِبَاءِ أَوَّلُهَا : الفَذُّ وفيه فُرْضَةٌ وَاحِدَةٌ وله نَصِيبٌ وَاحِدْ والثاني التَّوْأَمُ وفيه فُرْضَتَانِ وله نَصِيبَانِ والرَّقِيبُ وفيه ثَلاَثُ فُرَضٍ وله ثَلاَثَةُ أَنْصِبَاءَ والحِلْسُ وفيه أَرْبَعُ فُرَضٍ ثُمَّ النَّافِسُ وفيه خَمْسُ فُرَضٍ ثم المُسْبِلُ وفيه سِتُّ فُرَض ثم المُعَلَّى وهو أَعْلاَهَا وفيه سَبْعُ فُرَضٍ وله سَبْعَةُ أَنْصِبَاءَ . وأَمَّا التي لا سَهْمَ لَهَا : السَّفِيحُ والمَنِيحُ والوَغْدُ وأَنشدنا شيخنا قال : أَنشدنا أَبُو عَبْدِ الله محمدُ بن الشاذِلِيّ أَثْنَاءَ قِرَاءَةِ المَقَامَات الحَرِيرِيَّةِ :
إذضا قَسَمَ الهَوَى أَعْشَارَ قَلْبِي ... فَسَهْمَاكِ المُعَلَّى والرّقِيبُ وفيه تَوْرِيَةٌ غَرِيبَةٌ في التعبير بالسَّهْمَيْنِ وأَرَادَ بهما عَيْنَيْهَا والمُعَلَّى له سبعةُ أَنصباءَ والرَّقيبُ له ثَلاَثَة فلم يَبْقَ له من قَلْبِه شيءٌ بل اسْتَوْلَى عليه السَّهْمَانِ
والرَّقِيبُ : نَجْمٌ مِنْ نُجُومِ المَطَرِ يُرَاقِبُ نَجْماً آخَرَ وإنَّمَا قِيلَ لِلْقَيُّوقِ رَقيبُ الثُّرَيَّا تَشْبِ ] هاً بِرَقِيبِ المَيْسِرِ ولذلك قال أَبو ذُؤَيب :
فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابِئِ ... الضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْمِ لاَ يَتَتَلَّعُ والرَّقِيبُ : فَرَسُ الزِّبْرِقَانِ ابنِ بَدْرٍ كأَنَّه كانَ يُرَاقِبُ الخَيْلَ أَنْ تَسْبِقَه
والرَّقِيبُ : ابنُ العَمِّ
والرَّقِيبُ : ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ كأَنَّهُ يَرْقُبُ مَنْ يَعَضُّ أضو حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ ج رَقِيبَاتٌ ورُقُبٌ بضَمَّتَيْنِ كذا في التهذيب
والرَّقِيبُ : خَلَفُ الرَّجُلِ مِن وَلَدِه وعَشِيرَتِه ومن ذلك قولُهُم : نِعْمَ الرَّقِيبُ أَنْتَ لأَبِيكَ وسَلَفِكَ أَي نِعْمَ الخَلَفُ لأَنَّه كالدَّبَرَانِ لِلثُّرَيَّا
ومن المجاز : الرَّقيبُ : النجْمُ الذي في المَشْرِقِ يُرَاقِبُ الغَارِبَ أَوْ مَنَازِلُ القَمَرِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا رَقِيبٌ لِصَاحِبِهِ كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهَا وَاحِدٌ سَقَطَ آخَرُ مثْلُ الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا الإِكْلِيلُ إذَ طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشَاءً غَابَ الإِكْلِيلُ وإذا طَلَعَ الإِكليلُ عِشَاءً غَابَتِ الثُّرَيَّا ورَقِيبُ النَّجْمِ الذي يَغِيبُ بِطُلُوعِه وأَنشد الفرّاءُ :
" أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَنْ لَسْتُ لاَقِياًبُثَيْنَةَ أَوْ يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا قال المُنْذِرِيُّ : سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمِ يقولُ : الإِكْلِيلُ : رَأْسُ العَقْرَب ويُقَالُ : إنَّ رَقِيبَ الثُّرَيَّا مِنَ الأَنْوَاءِ : الإِكْلِيلُ لأَنَّهُ لا يَطْلُعُ أَبَداً حتى تَغِيبَ كَمَا أَنَّ الغَفْرَ رَقِيبُ الشَّرَطَيْنِ والزُّبَانَانِ : رَقِيبُ البُطَيْنِ والشَّوْلَةُ رَقِيبُ الهَقْعَةِ والنَّعَائِمُ : رَقِيبُ الهَنْعَةِ والبَلْدَةُ رَقِيبُ الذِّرَاعِ وَلاَ يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا أَبَداً إلاَّ بِسُقُوطِ صاحِبِه وغَيْبُوبَتِه فَلاَ يَلْقَى أَحَدُهُمَا أَبَداً إلاَّ بِسُقُوطِ صاحِبِه وغَيْبُوبَتِه فَلاَ يَلْقَى أَحَدُهمَا صَاحِبَهُ
وَرَقَبَهُ يَرْقُبُهُ رِقْبَةً ورِقْبَاناً بِكَسْرِهِمَا ورُقُوباً بالضَّمِّ ورَقَابَةً ورَقُوباً ورَقْبَةَ بِفَتْحِهِنَّ : رَصَدَهُ وانْتَظَرَه كَتَرَقَّبَهُ وارْتَقَبَهُ والتَّرَقُّبُ : الانْتِظَارُ وكذلكَ الارْتِقَابُ وقولُه تَعَالَى " وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي " معناه لَمْ تَنْتَظِرْ والتَّرَقُّبُ : تَوَقُّعُ شيْءٍ وتَنْظُّرُهُ
ورَقَبَ الشَّيْءَ يَرْقُبُه : حَرَسَه كَرَاقَبَه مُرَاقَبَةً ورِقَاباً قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنشد :
" يُرَاقِبُ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِيَصِفُ رَفِيقاً لهُ يقولُ يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً عَلَى الرَّحِيلِ كحِرْصِ الحُوتِ علَى المَاءِ وهو مجازٌ وكذلك قَوْلُهُم : بَاتَ يَرْقُبُ النُّجُومَ ويُرَاقِبُهَا كَيَرْعَاهَا ويُرَاعِيهَا
ورَقَبَ فُلاَناً : جَعَلَ الحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ
وارْتَقَبَ المَكَان : أَشْرَفَ عَلَيْهِ وعَلاَ والمَرْقَبَةُ والمَرْقَبُ : مَوْضِعُهُ المُشْرِفُ يَرْتَفعُ عليه الرَّقِيبُ ومَا أَوْفَيْتَ عَلَيْهِ مِن عَلَمٍ أَوْ رَابِيَةٍ لتَنْظُرَ من بُعْدٍ وعن شمر : المَرْقَبَةُ : هي المَنْظَرَةَ في رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ حِصْنٍ وجَمْعُهُ مَرَاقِبُ وقال أَبو عَمْرٍو : المَرَاقِبُ : ما ارتَفَعَ مِن الأَرْضِ وأَنشد :
وَمَرْقَبَةٍ كالزُّجِّ أَشرَفْتُ رأْسَها ... أُقَلِّبُ طَرْفِي في فَضَاءٍ عَرِيضِ والرِّقْبَةُ بالكَسْرِ : التَّحَفُّظُ والفَرَقُ مُحَرَّكَةً هو الفَزَعُ
والرُّقْبَى كَبُشْرَى : أَنْ يُعْطِيَ الإِنْسَانُ إنْسَاناً مِلْكاً كالدَّارِ والأَرْضِ ونَحْوِهِمَا فَأَيُّهُمَا ماتَ رَجَعَ المِلْكُ لِوَرَثَتِهِ وهِي مِن المُرَاقَبَةِ سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما يُرَاقِبُ مَوْتَ صاحِبِه أَو الرُّقْبى : أَنْ يَجْعَلَهُ أَي المَنْزِلَ لِفُلاَنٍ يَسْكُنثهُ فإنْ ماتَ فَفُلاَنٌ يَسْكُنُهُ فكُلُّ واحِدٍ منهما يَرْقُبُ موتَ صاحبِه وقدْ أَرْقَبَه الرُّقْبَى وقال اللِّحْيَانيُّ : أَرْقَبَه الدَّارَ : جَعَلَها له رُقْبَى ولِعَقبِه بعدَه بمنزلةٍ الوَقْفِ وفي الصحاح : أَرْقَبْتُه دَاراً أَوْ أَرْضاً : إذا أَعْطَيْتَهُ إيَّاهَا فكانَتْ للباقِي مِنْكُمَا وقلتَ إنْ مِتُّ قَبْلَكَ فهي لك وإنْ مِتَّ قَبْلِي فهي لي والاسْمُ الرُّقْبَى
قلت : وهِي لَيْسَتْ بِهِبَةٍ عندَ إمَامِنَا الأَعْظَمِ أَبِي حَنِيفَةَ ومُحَمَّدٍ وقال أَبُو يُوسُفَ : هِيَ هِبَةٌ كالعُمْرَى ولم يَقُلْ به أَحَدٌ من فُقَهَاءِ العِرَاقِ قال شيخُنَا : وأَمَّا أَصحابُنَا المَالِكِيَّةُ فإنهم يَمْنَعُونَهَا مُطْلَقاً . وقال أَبو عبيد : أَصْلُ الرُّقْبَى مِن المُرَاقَبَةِ ومثلُه قولُ ابن الأَثيرِ ويقالُ : أَرْقَبْتُ فلاناً دَاراً فهو مُرْقَبٌ وأَنَا مُرْقِبٌ والرَّقُوبُ كَصَبُورٍ مِن النِّسَاءِ : المَرْأَةُ التي تُرَاقِبُ مَوْتَ بَعْلِهَا لِيَمُوتَ فَتَرِثَه ومِن الإِبلِ : النَّاقَةُ التي لاَ تَدْنُو إلى الحَوْضِ منَ الزِّحَامِ وذلك لِكَرَمِها سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّهَا تَرْقُبُ الإِبلَ فإذا فَرَغَتْ مِنْ شُرْبِهَا شَرِبَتْ هِي ومن المجاز : الرَّقُوبُ من الإِبلِ والنساءِ : التي لا يَبْقَى أَي لا يَعِيشُ لهَا وَلَدٌ قال عَبِيدٌ :
" كَأَنَّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ أَو التي مَاتَ وَلَدُهَا وكذلك الرَّجُلُ قال الشاعر :
فَلَمْ يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنَا مِثْلَ أُمِّنَا ... وَلاَ كَأَبِينَا عَاشَ وهْوَ رَقُوبُ وقال ابنُ الأَثيرِ : الرَّقُوبُ في اللُّغَةِ لِلرَّجُلِ والمَرْأَةِ إذَا لَمْ يَعِشْ لَهُمَا وَلَدٌ لأَنَّهُ يَرْقُبُ مَوْتَهُ ويَرْصُدُهُ خَوْفاً عليه ومِن الأَمْثَالِ " وَرِثْتُهُ عَنْ عَمَّةٍ رَقُوبٍ " قال المَيْدَانِيُّ : الرَّقُوبُ مَنْ لاَ يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ فهي أَرْأَفُ بابْنِ أَخِيهَا وفي الحَدِيثِ أَنَّه قَالَ : مَا تَعُدُّونَ فِيكم الرَّقُوبَ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ يَبْقَى لَهُ وَلَدٌ قَالَ : بَلِ الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئاً " قال أَبُو عُبَيْدِ : وكذلك مَعْنَاهُ في كَلاَمِهِم إنَّمَا هُوَ عَلَى فَقْدِ الأَوْلاَدِ قال صَخْرُ الغَيِّ :
فَمَا إنْ وَجْدُ مِقْلاَتٍ رَقُوبٍ ... بِوَاحِدِهَا إذَا يَغْزُو تُضِيفُ قال : وهذا نحوُ قولِ الآخرَ : إنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَهُ ولَيْسَ هَذَا أَن يَكُونَ مَنْ سُلِبَ مَالَه ليسَ بمَحْرُوبٍ وأُمُّ الرَّقُوبِ مِنْ كُنَى الدَّاهِيَةِ والرَّقَبَةُ مُحَرَّكَةً : العُنُقُ أَوْ أَعْلاَهُ أَوْ أَصْلُ مُؤَخَّرِهِ ويُوجَدُ في بَعْضِ الأُمَّهَاتِ أَوْ مُؤَخَّر أَصْلِه ج رِقَابٌ ورَقَبٌ مُحَرَّكَةً وأَرْقُبٌ على طَرْحِ الزَّائِدِ حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابيّ ورَقَبَاتٌوالرَّقَبَةُ : المَمْلُوكُ وأَعْتَقَ رَقَبَةً أَي نَسَمَةً وفَكَّ رَقَبَةً : أَطْلَقَ أَسِيراً سُمِّيَتِ الجُمْلَةُ باسْمِ العُضْوِ لِشَرَفِهَا وفي التنزيل " والمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهمْ وَفِي الرِّقَابِ " إنهم المُكَاتَبُونَ كذا في التهذيب وفي حديث قَسْمِ الصَّدَقَاتِ " وفِي الرِّقَابِ " يريدُ المُكَاتَبِينَ مِن العَبِيدِ يُعْطَوْنَ نَصِيباً من الزَّكَاةِ يَفكُّونَ به رِقَابَهُمْ ويَدْفَعُونَه إلى مَوَالِيهِم وعنِ الليثِ : يُقَالُ : أَعْتَقَ الله رَقَبَتَهُ وَلاَ يُقَالُ : أَعْتَقَ اللهُ عُنُقَهُ وفي الأَسَاس : ومن المجاز : أَعْتَقَ اللهُ رَقَبَتَهُ وأَوْصى بِمَالِهِ في الرِّقَابِ وقال ابنُ الأَثِيرِ : وقد تَكَرَّرَتِ الأَحاديثُ في ذِكْرِ الرَّقَبَةِ وعِتْقِهَا وتَحْرِيرِهَا وفَكِّهَا وهي في الأَصْلِ : العُنُقُ فجُعِلَتْ كِنَايَةً عن جَمِيعِ ذَاتِ الإِنْسَانِ تَسْمِيَةً للشَّيْءِ بِبَعْضِه فإذا قالَ أَعْتَقَ رقَبَةً فكأَنَّه قال أَعْتَقَ عَبْداً أَو أَمَةً ومنه قَوْلُهُم : ذَنْبُهُ في رَقَبَتِه وفي حديث ابن سِيرينَ " لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ " أَي نَفْسُ الأَرْضِ يَعْنِي ما كان من أَرْضِ الخَرَاجِ فهو للمُسْلِمِينَ ليس لأَصحابِه الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلام شيْءٌ لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً وفي حديث بِلاَلٍ " والرَّكَائِب المُنَاخَة لَكَ رِقَابُهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ " أَيْ ذَواتُهُنَّ وأَحْمَالُهُنَّ
ومِنَ المجازِ قَوْلُهُم : مَنْ أَنْتُمْ يَا رِقَابَ المَزَاوِدِ ؟ أَيْ يَا عَجَمُ والعَرَبُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقَابِ المَزَاوِدِ لأَنَّهُمْ حُمْرٌ
ورَقَبَةُ : اسْمٌ والنِّسْبَةُ إليه رَقَبَاوِيٌّ قال سيبويهِ : إنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبَة لَمْ تُضِفْ إليه إلاَّ علَى القِيَاسِ
ورَقَبَةُ : مَوْلَى جَعْدَةَ تَابِعِيٌّ عن أَبي هريرةَ ورَقَبَةُ بنُ مَصْقَلَةَ بنِ رَقَبَةَ بنِ عبدِ الله بنِ خَوْتَعَةَ ابنِ صَبرَةَ تَابِعُ التابِع وأَخُوهُ كَرِبُ بنُ مَصْقَلَةَ كَانَ خَطِيباً كأَبِيهِ في زَمَنِ الحَجَّاجِ وفي حاشية الإِكمال : رَوَى رَقَبَةُ عن أَنَسِ بنِ مالكٍ فيما قِيلَ وثَابِتٍ البُنَانِيِّ وأَبِيهِ مَصْقَلَةَ وعنه أَشْعَثُ بنُ سَعِيدٍ السَّمَّانُ وغيرُهُ رَوَى له التِّرْمِذِيُّ وَملِيحُ بنُ رَقَبَةَ مُحَدِّثٌ شَيْخٌ لِمَخْلَدٍ الباقرْحيّ وَفَاته عَبْدُ الله بنُ رَقَبَةَ العَبْدِيُّ قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ
والأَرْقَبُ : الأَسَدُ لِغِلَظِ رَقَبَتِه والأَرْقَبُ : الغَلِيظُ الرَّقَبَةِ هو أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَّقَبَةِ كالرَّقَبَانِيِّ على غيرِ قياسٍ وقال سيبويه : هُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ والرَّقَبَانِ مَحَرَّكَتَيْنِ قال ابنُ دُريدٍ : يقال : رَجُلٌ رَقَبَانِيٌّ ويقالُ لِلْمَرْأَةِ : رَقْبَاءُ لاَ رَقَبَانِيَّةٌ ولا يُنْعَتُ به الحُرَّةُ والاسْمُ الرَّقَبُ مُحَرَّكَةً هو غِلَظُ الرَّقَبَةِ رَقِبَ رَقَباً
وذُو الرُّقَيْبَةِ كَجُهَيْنَةَ : أَحَدُ شُعَرَاءِ العَرَبِ وهو لَقَبُ مَالِكٍ القُشَيْرِيِّ لأَنَّه كانَ أَوْقَصَ وهو الذي أَسَرَ حَاجِبَ بنَ زُرَارَةَ التَّمِيمِيَّ يَوْمَ جَبَلَةَ كَذَا في لسان العرب وفي المستقصي : أَنَّه أَسَرَه ذُو الرُّقَيْبَةِ والزَّهْدَمَانِ وأَنَّهُ افْتَدَى مِنْهُمْ بِأَلْفَيْ نَاقَةٍ وأَلْفِ أَسِيرٍ يُطْلِقُهُمْ لَهُمْ وقد تَقَدَّم وذُو الرُّقَيْبَةِ مالكُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمَى المُزَنِيُّ أَحَد الشُّعَرَاءِ وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ حَدِيثَهُ في السُّنَنِ مِن طريقِ الحَجَّاجِ بنِ ذِي الرُّقَيْبَةِ عَنْ أَبِيهِ عن جَدِّهِ في بَابِ مَنْ شَبَّبَ ولَمْ يُسَمِّ أَحَداً واسْتَوْفَاهُ الأُدْفُوِيُّ في الإِمْتَاعِ وَرَقَبَانُ مُحَرَّكَةً : ع والأَشْعَرُ الرَّقَبَانُ : شَاعِرٌ واسْمُه عَمْرثو بنُ حَارِثَةَ
ومن المجاز : يقال : وَرِثَ فُلاَنٌ مَالاً عَنْ رِقْبَةٍ : بالكَسْرِ أَي عن كَلاَلَةٍ لم يَرِثْهُ عن آبَائِهِ وَوَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إذا لَمْ يَكُنْ آبَاؤُهُ أَمْجَاداً قال الكُمَيْت :" كَانَ السَّدَى والنَّدَى مَجْداً ومَكْرُمَةًتِلْكَ المَكَارِمُ لَمْ يُورَثْنَ عَنْ رِقَبِ أَي وَرِثَهَا عن دُنًى فَدُنًى من آبائِه ولم يَرِثْهَا مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ
والمُرَاقَبَةُ في عَرُوضِ المُضَارِعِ والمُقْتَضَبِ : هو أَنْ يَكُونَ الجُزْءُ مَرَّةً مَفَاعِيلُ وَمَرَّةً مَفَاعِيلُنْ هكذا في النسخ الموجودة بأَيدينا ووجدتُ في حاشية كتابٍ تَحْتَ مَفَاعِيلُنْ ما نَصُّه : هكذا وُجِدَ بخَطِّ المُصنّف بإثبات الياءِ وصوابه مفاعِلُنْ بحذفها لأَنَّ كلاًّ من اليَاءِ والنُّونِ تُرَاقِبُ الأُخْرَى
قلتُ : ومثلُه في التهذيب ولسان العَرَب وزَادَ في الأَخِيرِ : سُمِّيَ بذلك لأَنَّ آخِرَ السَّبَبِ الذي في آخر الجُزْءِ وهو النُّونُ من مفاعيلُنْ لا يَثْبُت مع آخر السَّبَبِ الذي قبله وليست بمُعَاقَبَة لأَنّ المُرَاقَبَةَ لا يَثْبُتُ فيها الجُزْآنِ المُتَرَاقِبَانِ والمُعَاقَبَةُ يَجْتَمعُ فيها المُتَعَاقِبَانِ وفي التهذيب عن الليث : المُرَاقَبَةُ في آخِرِ الشِّعْرِ بَيْنَ حَرْفَيْنِ : هو أنْ يَسْقُطَ أَحَدُهُمَا وَيَثْبُتَ الآخَرُ وَلاَ يَسْقُطَانِ وَلاَ يَثْبُتَانِ جميعاً وهو في مَفَاعِيلُن التي للمضارِعِ لا يجوز أن يتمّ إنما هو مَفَاعِيلُ أَو مَفَاعِلُنْ انتهى وقال شيخُنا عند قوله " والمُرَاقَبَةُ " بَقِيَ عَلَيْه المُرَاقَبَةُ في المُقْتَضَب فإنها فيه أكثرُ
قلتُ : ولعلَّ ذِكْرض المُقْتَضَبِ سَقَطَ من نسخة شيخِنا فألأْجأَهُ إلى ما قال وهو موجودٌ في غير مَا نُسَخٍ ولكن يقال : إن المؤلف ذكر المضارع والمُقْتَضَب ولم يذكر في المثال إلا ما يختصّ بالمضارعِ فإن المُرَاقَبَة في المُقْتَضَب أَن تُرَاقِبَ وَاوُ مَفْعُولاَت فَاءَه وبالعَكْسِ فيكون الجزءُ مرَّةً مَعُولاَت فينقل إلى مَفَاعِيل ومَرَّة إلى مَفْعُلاَت فينقل إلى فاعِلاَت فتأَمّل تَجِدْ
والرَّقَّابَةُ مُشَدَّدَةً : الرَّجُلُ الوَغْدُ الذي يَرْقُبُ للقومِ رَحْلَهُم إذا غَابُوا
والمُرَقَّبُ كمُعَظَّمٍ : الجِلْدُ الذي يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ورَقَبَتِه
والرُّقْبَةُ بالضَّمِّ لِلنَّمِرِ كالزُّبْيَةِ لِلأَسَدِ والذِّئْبِ
والمَرْقَب : قَرْيَةٌ من إقليم الجِيزَة
وَمَرْقَبُ مُوسَى مَوْضِعٌ بِمِصْرَ
وأَبُو رَقَبَةَ : من قُرى المُنُوفِيّة
وأَرْقَبانُ : مَوْضِعٌ في شِعْرِ الأَخْطَلِ والصَّوابُ بالزَّايِ وسيأْتي
ومَرْقَبُ قريَةٌ تُشْرِف على ساحِلِ بَحْرِ الشأْم
والمَرْقَبَةُ : جَبَلٌ كان فيه رُقَباءُ هُذيل
وذُو الرَّقِيبَةِ كسَفِينَةٍ : جَبَلٌ بِخَيْبَرَ جاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ والرَّقْبَاءُ هِيَ الرَّقُوبُ التي لا يَعِيشُ لها وَلَدٌ عن الصاغانيّ
فُرْقُبٌ كقُنْفُذ بالفَاء وبعد الرَّاءِ قَاف أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ وقال اللِّحْيَانِيّ : هُو : ع ومنه أَي من هذا الموضع الثِّيَابُ الفُرْقُبِيَّة ؛ وهي ثِيَابٌ بِيضٌ من كَتَّان كما قاله اللَّيْثُ ؛ وهي الثُّرْقُبِيَّة أَيضاً حكاها يَعْقُوب في البَدَل : ثوب فُرْقُبِيٌّ وثُرْقُبِيٌّ بمَعْنَىً وَاحد . وفي حَدِيثِ إِسْلاَم عُمَر رَضِي اللهُ عَنْه فأَقْبَلَ شَيخٌ عليه حِبَرَة وثَوْبٌ فُرْقُبِيٌّ . وهو ثَوْبٌ أَبيضُ مِصْرِيٌّ من كَتَّان . وقال الزَّمخْشَرِيُّ : الفُرْقُبِيَّة والثُّرْقُبِيَّة : ثيابٌ مِصْريَّة من كَتَّانٍ ويروى بقَافَيْن منسوبٌ إِلَى قُرْقُوب مع حَذْفِ الوَاوِ في النَّسَب كسابُرِيّ في سَابُور . عن الفَرَّاءِ : زُهَيْرُ بْنُ مَيْمُونٍ الفُرْقُبِيّ الهَمْدَانِيُّ : قارئٌ نَحْوِيٌّ مَنْسوبٌ إِلى مَوْضِع أَوْ هو بقَافَيْن وقد تَقَدَّم النَّقْلُ فِيهِ عَنِ الزَّمَخْشَرِيّ . وقال أَبُو عَمْرو الدَّانيّ في طَبَقَات القُرَّاء : هُوَ كُوفِيٌّ يُعْرَفُ بالكِسَائِيّ له اخْتِيَار في القِرَاءَة . رَوَى عنه الحرُوفَ نُعَيمُ بنُ مسيرة . وقال الرُّشَاطِيُّ : وَرَدَت هَذَه النِّسْبةُ في الثِّيَابِ والرِّجَالِ فيُمْكِن أَنْ تَكُونَ إِلَى مَوْضع أَو يَكُونَ الرَّجُلُ مَنْسُوباً إِلى حَمْلِ الثِّيَابِ