التَّعْصُوصَةُ بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وهُوَ لُغَةُ الحِجَازِ مِثْلُ البُعْصُوصَة بالمُوَحَّدَةِ في لُغَةِ غَيْرِهِم قَالَهُ اللَّيْثُ وقَدْ تَقَدَّم . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : تَعِصَ كفَرِحَ تَعَصاً : اشْتَكَى عَصَبَه مِنْ كَثْرَةِ المَشْيِ . والتَّعَصُ مُحَرَّكَةً كالمَعَصِ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ولَيْسَ بثَبْتِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ
العَصَبُ مُحَرَّكَةً عَصَبُ الإِنْسَانِ والدَّابّةِ . والأَعْصَابُ : أَطْنَابُ المَفَاصِل التي تُلاَئِمُ بَينها وتَشُدُّهَا وليس بالعَقَب يَكُونُ ذلكَ للإِنْسَان وغَيْره كالبَقَر والغَنَم والنَّعَم والظِّباء والشَّاء حكاه أَبو حنيفة الواحدة عَصَبة وسيأْتي ذكرُ الفَرْق بين العَصَبِ والعَقَب . العَصَبُ : شَجَرٌ يلْتَوِي على الشَّجَر وله وَرَقٌ ضَعيف . وقالَ شَمر : هو نَبَاتٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَر وهو اللَّبْلاَب كالعَصْب بفَتْح فَسُكُون عن أَبي عمرو ويُضَمّ والوَاحِدَة العَصْبَة والعَصَبَة محرّكة والعُصْبَة بالضَّمِّ الأَخِيرة عن أَبي حَنِيفَة حَكَاها عن الأَزْدِيّ قال :
" إِنّ سُلَيْمى عَلِقَت فُؤَادِي
" تَشَبُّثَ العَصْبِ فُروعَ الوَادِي
وسيأْتي مزيداً على ذلك قريباً . العَصَب مُحَرَّكَة : خِيَارُ القَوْم وعَصِبَ اللَّحْمُ كفَرِح أَي كَثُرَ عَصَبُه ولحم عَصِبٌ : صُلْبٌ شَدِيدٌ كَثِيرُ العَصَب . والعَصْبُ : الطَّيُّ الشَّديدُ واللَّيُّ . عَصَبَه يَعْصِبُه عَصْباً : طَوَاه ولَوَاه . قِيلَ : هو الشَّدُّ . و العَصْبُ : ضَمُّ ما تَفَرَّقَ مِنَ الشَّجَر بحَبْل وخَبْطُه لِيَسْقُطَ وَرقُه ورَوِيَ عن الحَجَّاج أَنَّه خَطَب الناسَ بالكُوفَة فقال : لأَعْصِبنَّكُم عَصْبَ السَّلَمَة . السَّلَمَة : شَجَرَةٌ من العِضاه ذاتُ شَوْك وورَقُها القَرَظُ الذي يُدبَغُ به الأَدَمُ ويَعْسُر خَرْطُ وَرَقِها لكَثْرَةِ شَوْكِها فتُعْصَبُ أَغصانُها بأَن تُجْمَع ويُشَدّ بَعْضُها إِلَى بَعْض بِحَبْلٍ شَدّاً شَدِيداً ثم يَهْصُرُها الخَابِط إِلَيْه ويَخبِطُها بعَصاه فَيَتَنَاثَر ورَقُها للمَاشيَة لمَنْ أَرادَ جَمْعَه . وقيل : إِنَّمَا يُفْعَل بِهَا ذلِكَ إِذا أَرَادُوا قَطْعَها حتى يُمْكنَهم الوُصُولُ إِلَى أَصْلِها و أَصْلُ العَصْب : اللَّيُّ . ومنه شَدّ خُصْيَي مُثَنَّى التَّيْس والكَبْش وغَيْرهما من البَهَائم شَدّاً شَديداً حتى يَسْقُطا وفي بعض الأُمَّهات يَنْدُرَا بدل يَسْقُطَا من غَيْر نَزْع أَو سَلّ . يقال : عَصَبْتُ التيسَ أَعْصبُه فهو مَعْصُوبٌ . ومن أَمْثَال العَرَب : فلانٌ لا تُعْصَبُ سَلَماتُه يضرب مَثَلاً للرَّجُلِ الشَّديد العَزِيز الَّذِي لا يُقْهَر ولا يُسْتَذَلُّ . ومنه قولُ الشَّاعر :
" ولا سَلَمَاتِي في بَجِيلَة تُعْصَبُ كذا في الأَسَاس والمُسْتَقْصَى ولِسَان الْعَرَب . في الأَسَاس : عَلَيْهِم أَردِيَةُ العَصْب ؛ وهو ضَرْبٌ من البُرُودِ اليَمَنيَّة يُعْصَب غَزْلُه أَي يُدْرَج ثم يُحَاك وليس من بُرُودِ الرَّقْم ولا يُجْمَع إِنَّمَا يقال : بُرْدُ عَصْبٍ وبُرُودُ عَصْبٍ أَي بالتَنوين والإِضافة كما في النِّهَايَةِ ؛ لأَنَّه مُضَافٌ إِلى الفعل وربَّما اكتَفَوْا بأَنْ يَقُولُوا : عليه العَصْب لأَن البُرْدَ عُرِفَ بِذَلِك الاسْم . قال :
يَبْتَذِلْنَ العَصْبَ والخَزَّ ... معاً والحَبْرَاتومنه قِيلَ للسَّحَاب كاللَّطْخِ : عَصْبٌ . وفي الحديث : المُعْتَدَّة لاَ تَلْبَسُ المُصَبَّغَةَ إِلاّ ثوبَ عَصْبٍ . العَصْبُ : برودٌ يَمَنِيَّة يُعصَب غَزلُهَا أَي يُجْمَعُ ويُشَدُّ ثم يُصْبَغُ ويُنسَجُ فيَأْتِي مَوْشِيّاً لِبَقَاء ما عُصِب فيه أَبيضَ لم يأْخُذْه صِبْغٌ . وقيل : هي بُرُودٌ مُخَطَّطَةٌ فيكونُ النَّهْيُ للمُعْتدَّة عمَّا صُبِغ بَعْد النَّسْج وفي حديث عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه أَنَّه أَراد أَن يَنْهَى عن عَصْبِ اليَمَن وقَالَ : نُبِّئْتُ أَنَّه يُصبَغُ بالبَوْل ثم قال : نُهِينَا عن التَّعَمُّق كذا في لِسَان العَرَب وبَعْضُهَا في الأَسَاسِ والفَائِقِ وفَتْح البارِي والمَشَارِقِ والمَطَالِع والمِصْبَاح والمُجْمَلِ . ونقل شيخُنَا عن الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ أَن العَصْبَ بُرودُ اليَمَن ؛ لأَنَّهَا تُصْبَغ بالعَصْب ولا يَنْبُتُ العَصْبُ والوَرْسُ واللُّبَانُ إِلاّ في اليَمَن قاله أَبو حَنيفَة الدِّينَورِيّ في كتاب النَّبات وقد قَلَّدَه السُّهَيْليّ فِي ذلِك وخالف الجُمْهُورَ حيث إِنَّهم أَجمَعُوا على أَنَّه من العَصْب وهو الشَّدّ لئلا يَعُمّ الصِّبغ للبُردِ كلّه كما تَقَدَّم . وفي لسان العرب ما نَصُّه : وفي الحَدِيث أَنَّه قال لثَوْبَانَ : اشتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلاَدَةً من عَصْبٍ وسِوَارَيْنِ من عَاج . قال الخَطَّابِيّ في المَعَالم : إِن لَم تَكُن الثِّيَابَ اليَمَنِية فلا أَدري ما هُو وما أَدْرِي أَن القلادة تَكُون مِنْها . وقال أَبو موسى : يَحْتَمِل عِنْدِي أَنَّهَا هي العَصَب بفتح الصَّادِ وَهِي أَطْنَاب المَفَاصِل وهو شيءٌ مُدوَّر فيُحتَمَل أَنَّهم كانُوا يَأْخذُون عَصَب بَعْضِ الحَيَوَانَات الطَّاهِرَة فيَقْطَعُونَه ويَجْعَلُونَه شِبْهَ الخَرَز فإِذَا يَبِسَ يَتَّخذُون منه القَلاَئِد فإِذا جَازَ وأَمْكَنَ أَن يُتّخَذَ من عِظَامِ السُّلَحْفَاةِ وَغَيْرِها الأَسْوِرَةُ جَازَ وأَمْكَنَ أَن يُتَّخَذَ من عَصَب أَشْبَاهِها خَرَزٌ يُنْظَم مِنْهَا القَلاَئِدُ . قَال : العَصْب سِنُّ دَابَّة بحرِيَّةُ تُسَمَّى فرسَ فِرْعونَ يُتَّخَذُ منها الخَرَزُ وغيرُ الخَرَز سِكِّينٍ وغَيْرِه ويكون أَبيضَ انتهى . العَصْبُ : غَيْمٌ أَحْمَر تراه في الأُفُق الغَربِيّ يَكُونُ أَي يَظْهر فِي سِنِي الجَدْبِ أَي القَحْط قال الفَرَزْدَقُ :
" إِذَا العَصْبُ أَمْسَى في السَّمَاءِ كأَنَّه سَدَى أُرجُوَانٍ واستَقَلَّت عَبُورُهَا كالعِصَابة بِالكَسْر قال أَبُو ذُؤَيْب :
" أَعَيْنَيَّ لاَ يَبْقَى على الدَّهْرِ فَادِرٌوقد عَصَبَ الأُفُقُ يَعْصِب أَي احْمَرَّ . العَصْبُ : شَدُّ فَخذَي النَّاقَة أَو أَدْنَى مُنْخُرَيْها بحَبْل لِتَدِرَّ اللبنَ كالعِصَابِ . وقد عَصَبَها يَعْصِبُها وسَيَأْتي . وفي الأَسَاسِ : ومِثْلِي لا يَدِرُّ بالعِصَابِ أَي لا يُعْطِي بالقَهْرِ والغَلَبَة . قلت : وَيَأْتِي المَزِيدُ على ذَلِكَ قَرِيباً . العَصْبُ : اتِّسَاخُ الأَسْنَان من غُبَار ونَحْوِه كشِدَّة عَطَشٍ أَو خَوْفٍ كالعُصُوبِ بالضم وقد عَصِبَ الفَمُ يَعْصِبُ عَصْباً وعُصُوباً . العَصْبُ : الغَزْل والفَتْلُ . والعَصَّاب : الغَزَّال . قال رُؤْبَةُ :
" طَيَّ القَسَامِيّ بُرودَ العَصَّابْ القَسَامِيُّ : الذِي يَطْوِي الثِّيَابَ في أَوّل طَيِّهَا حَتَّى يَكسِرها على طيِّها . العَصْبُ : القَبْضُ وعَصَب الشيءَ وعَصَب عَلَى الشَّيْءِ : قَبَضَ عَلَيْهِ كالعِصَابِ بالكَسْرِ أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
وكُنَّا يا قُرَيْشُ عَصَبْنَا ... يَجيء عِصَابُنَا بِدَمٍ عَبِيطِ عِصَابُنا أَي قَبْضُنَا على مَنْ يُغادِي بالسُّيُوف . العَصْب : جَفَافُ الرِّيق أَي يُبْسُه في الفَمِ . وفوه عَاصِبٌ . وعَصَبَ الرِّيقُ بِفِيه بالفَتْحِ يَعْصِب عَصْباً وعَصِبَ كَفَرِح : جَفَّ ويَبِسَ عَلَيْهِ . قال ابنُ أَحْمَرَ :
يُصَلِّي عَلى مَنْ مَاتَ مِنَّا عَرِيفُنَا ... ويَقرأُ حَتَّى يَعْصَبَ الريقُ بالفَمِ ورجل عَاصِبٌ : عصَب الرِّيقُ بِفِيه . قال أَشْرَسُ بْنُ بَشَّامَة الحَنْظَلِيُّ :
" وَإِنْ لَقِحَت أَيْدِي الخُصُومِ وَجَدْتَنينَصُوراً إِذَا ما اسْتَيْبَسَ الريقَ عَاصِبُهْلَقِحَت : ارتَفَعَت . شبَّه الأَيْدِيَ بأَذْنَابِ اللَّوَاقِح مِنَ الإِبل . وعَصَبَ الريقُ فَاهُ يَعْصِبُه عَصْباً : أَيْبَسَه . قال أَبُو مُحَمَّد الفَقْعَسِيّ :
" يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ
" عَصْبَ الجُبَاب بشِفَاهِ الوَطْبِ الجُباب : شِبْه الزُّبْدِ في أَلبَانِ الإِبِلِ . وفي حَدِيث بَدْر لَمَّا فَرَغَ مِنْهَا أَتَاهُ جِبْرِيل وقد عَصَب رأْسَه الغُبَارُ أَي رَكِبَه وَعَلِقَ بِهِ مِن عَصَب الرِّيقُ فَاه إِذَا لَصِقَ بِهِ ورَوَى بعضُ المُحَدِّثِين أَنَّ جِبْرِيل جَاءَ يومَ بَدر على فَرَسٍ أُنْثَى وقد عَصَم ثَنِيَّتِيه الغُبَار . فإِن لم يكن غَلَطاً من المُحَدِّث فهي لُغَةٌ في عَصَبَ والبَاء والميم يتعاقبان في حُرُوف كَثِيرَة لقُرْب مَخْرَجَيْهما . يقال : ضَرْبةُ لازِبٍ ولازِمٍ وسَيَّدَ رَأْسَه وسَمَّده . كذا في لسان العرب . العَصْبُ : لُزُومُ الشيءِ يقال عَصَبَ الماءَ : لزِمَه . وهذا عَنِ ابْن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد :
" وعَصَبَ المَاءَ طِوَالٌ كُبْدُ ويقَال : عَصَبَ الرجُلُ بيتَه أَي أَقَام في بَيْته لا يَبْرَحُه لاَزماً لَه . العَصْب : الإِطَافَةُ بالشَّيْءِ قال ابنُ أَحْمَرَ
يا قومِ ما قَوْمِي على نَأْيِهِمْ ... إِذْ عَصَبَ النَّاسَ شَمَالٌ وقُرّْ يَعْجَب مِن كَرَمهِم وَقَالَ : نِعْمَ القومُ هم في المَجَاعَة إِذْ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ وقٌرٌّ أَي أَطَاف بِهِم وشَمِلَهم بَرْدُهَا . ويقال : عَصَبَ الغُبَارُ بالجَبَل وغَيْرِه : أَطَافَ كذا في لِسَان الْعَرَب . وفي الاَسَاسِ : وعَصَبوا بِهِ أَي أَحَاطُوا . وَوَجَدْتُهم عَاصِبِين به . ومنه العَصَبَة . العَصْبُ : إِسْكَانُ لاَمِ مُفَاعلَتُنْ في عرَوضِ الوَافِر ورَدُّ الجُزْءِ بِذلِك إِلَى مَفَاعِيلُنْ وإِنَّمَا سُمِّي عَصْباً لأَنَّه عُصِب أَن يَتَحرَّك أَي قُبِضَ وفِعْلُ الكُلِّ مما تَقَدَّم كضَرَب إِلا العَصْب بمعْنَى جَفَافِ الرِّيق فإِنَّ مَاضِيَه رُوِي بالوَجْهَيْن الفتح والكَسْر كما أَشَرْنَا إِلَيْه . والعصَابَةُ بالكَسْرِ : ما عُصِب بِه كالعِصَابِ بالكَسْر أَيْضاً والعصب قالَه ابنُ مَنْظُور . وعَصَّبَهُ تَعْصِيباً : شَدَّه واسمُ ما شُدَّ بِهِ العِصَابَةُ . وفي الأَسَاس ويقال : شَدَّ رأْسَه بعِصَابة وغَيْره : بعِصَابٍ العِصَابَةُ أَيضاً : التَّاجُ والعِمَامَةُ . والعَمَائِمُ يقال لها العَصَائِب . قال الفَرَزْدَق :
وركْبٍ كأَنَّ الريحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ ... لها سَلَباً من جَذْبِها بالعَصَائِبِأَي تَنْقُض لَيَّ عَمَائِمهم مِنْ شِدَّتها فكأَنَّها تَسْلُبهم إِيَّاها . ونقل شيخُنَا عن عِنَايَة الشِّهَاب في البَقَرَة أَنَّ العِصَابَةَ ما يُسْتَرُ بِه الرأْسُ ويُدارُ عَلَيْه قَلِيلاً فإِن زَادَ فعِمَامة . فَفَرَّقَ بين العِصَابَة والعِمَامَة وظَاهِر المُصَنِّف أَنّها تُطْلَق على ما ذَكَره وعلى العِمَامة أَيْضاً كأَنَّه مُشْتَرَك وَهو الَّذِي صَرَّح به في النِّهَايَةِ انْتَهَى . وفي لسان العرب : العِصْبَةُ : هَيْئة الاعْتِصَابِ وكل ما عُصِبَ به كَسْرٌ أَو قَرْحٌ من خِرْقَةٍ أَو خَبِيبَةٍ فهو عِصَابٌ له وفي الحَديث أَنَّه رَخَّص فِي المَسْحِ علىالعَصَائِب والتَّسَاخِينِ . وهي كُلُّ ما عَصَبْتَ بِهِ رأْسَك من عِمَامَة أَو مِنْدِيلٍ أو خِرْقَةٍ والذِي وَرَدَ في حَدِيث بَدْر قَال عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَة ارْجِعُوا ولا تُقَاتِلُوا واعْصِبُوهَا بِرَأْسِي قال ابنُ الأَثِير : يُرِيد السُّبَّة التي تَلْحَقُهُم بِتَرْكِ الحَرْب والجُنُوح إِلى السِّلْم فأَضْمَرَها اعْتِمَاداً على مَعْرِفَةِ المُخَاطَبِين أَي اقْرُنُوا هَذِه الحَالَ بِي وانْسُبُوها إِليَّ وإِن كانَتْ ذَمِيمَةً . والمَعْصُوبُ : الجَائِعُ جِدّاً وهو الَّذِي كادَتْ أَمعاؤُه تَيْبَسُ جُوعاً وخَصَّ الجَوْهَرِيُّ هُذَيْلاً بهذه اللُّغَة . وقد عَصَبَ كَضَرَب يَعْصِب عُصُوباً وقيل : سُمِّيَ مَعْصُوباً لأَنه عَصَب بطْنَه بحَجَرٍ من الجُوع . وفي حَدِيثِ المُغِيرَة : فإِذا هو مَعْصُوبُ الصَّدْرِ قيل : كَان مِنْ عَادَتِهِم إِذا جَاعَ أَحدُهم أَن يَشُدَّ جوفَه بعِصَابة ورُبّمَا جَعَل تَحْتَها حجَراً . المَعْصُوبُ : السَّيْفُ اللَّطِيفُ وقال البَدْرُ القَرَافِيّ : هو من أَسْيَاف رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فهو مُسْتَدْرَك لأَنَّه لم يُذْكَر مع أَسْيَافِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلّم في كُتُب السِّيَر وقد بَسَط ذَلِك شيخُنَا في هَذِه المادة وفي ر س ب . وتَعَصَّبَ أَي شَدَّ العِصَابَةَ . و تَعَصَّب : أَتَى بالعَصِبِيَّة مُحَرَّكَة وهو أَنْ يَدْعُوَ الرّجلُ إِلى نُصْرَةِ عَصَبَته والتَّأَلُّبِ مَعَهم على من يُنَاوِئهم ظَالِمين كَانُوا أَوْ مَظْلُومِين وقد تَعَصَّبُوا عَلَيْهم إِذا تَجَمَّعُوا وفي الحَدِيثِ : العَصَبِيُّ مَنْ يُعِين قومَه على الظُّلْم . وقيل : العَصَبِيُّ هُو الَّذِي يَغْضَب لعَصَبَته ويُحَامِي عَنْهم . والتَّعَصُّبُ : المُحَامَاةُ والمُدَافَعَة . وتَعَصَّبْنَا له ومَعَه : نَصْرْنَاه . تَعَصَّبَ : تَقَنَّعَ بالشِّيْءِ ورَضِيَ بِهِ كاعْتَصَبَ بِهِ . يقال : عَصَّبَهُ تَعْصِيباً إِذَا جَوَّعَه وعَصَّبَتْهُم السِّنونَ تَعْصِيباً : أَجاعَتْهُم فهو مُعَصَّب أَي أَكلت مالَه السِّنُونَ عَصَّبَ الدهرُ مَالَه : أَهْلَكُه والعَصَبَةُ مُحَرَّكَةً : هم الَّذِينَ يَرِثُونَ الرَّجُلَ عن كَلاَلَةٍ من غَيْرِ وَالِدٍ وَلاَ وَلَدٍ . وعَصَبَةُ الرَّجُل : بَنُوه وقَرَابَتُه لأَبِيه . وفي التهذِيبِ : ولم أَسْمَعْ للعَصَبَةِ بِوَاحِد والقِيَاسُ أَن يكُون عَاصِباً مثلَ طَالِبٍ وطَلَبَة وظَالِم وظَلَمَة فأَمَّا فِي الفَرَائِضِ فكُلُّ مَنْ لَمْ يَكُن لَه فَرِيضَةٌ مُسَمَّاةٌ فهو عَصَبَةٌ إِنْ بَقِيَ شَيْءٌ بَعْدَ الفَرَائِض أَخَذَ هذَا رَأْيُ أَهْلِ الفَرَائِض والفُقَهَاء عند أَئمة اللغة : العَصَبَة : قَوْمُ الرَّجُل الَّذِين يَتَعَصَّبُون لَه كأَنّه على حَذْفِ الزَّائد وقِيل : العَصَبَة : الأَقَارِبُ مِن جِهَة الأَب ؛ لأَنهم يَعْصِبُونَه ويَعْتَصِب بِهِم أَي يُحِيطون به ويَشْتَدُّ بهم . وقال الأَزْهَرِيّ : عَصَبَةُ الرَّجُلِ : أَولياؤُه الذُّكُور من وَرَثَتِهِ سُمُّوا عَصَبةً لأَنَّهُم عَصَبُوا بِنَسَبِه أَي استَكَفُّوا بِهِ ؛ فالأَبُ طَرَفٌ والابْنُ طَرَفٌ والعَمُّ جَانِبٌ والأَخُ جَانبٌ والجَمْعُ العَصَبَاتُ . والعَرَبُ تُسَمِّي قَرَابَاتِ الرَّجُلِ أَطرافَه ولمّا أَحاطَتْ به هَذه القراباتُ وعَصَبت بنَسَبه سُمُّوا عَصَبَةً وكُلُّ شيء استدَارَ بِشَيْء فَقَد عَصَبَ بِه والعمائمُ يقال لها العَصَائِب مِنْ هَذَا . ثم قال : ويقال : حَوْلَه وعَصَبَت الإِبِلُ بعَطَنِهَا إِذا استَكَفَّت بِهِ قَال أَبوالنَّجْمِ : ْمِ :
" إذْ عَصَبَت بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ يَعْنِي المُدقَّقَ تُرَابُه . والعُصْبَة بالضَّمِّ مِنَ الرِّجَالِ والخَيْلِ بفُرْسَانِهَا وَ جَمَاعَةِ الطَّيْرِ وغيرِها : مَا بَيْنَ الثَّلاَثَة إِلَى العَشَرَة وقيل : ما بَيْنَ العَشَرَة إِلَى الأَرْبَعِين وقيل : العُصْبَة : أَرْبَعُون وقِيل : سَبْعُون . وقد يُقَالُ : أَصْلُ مَعْنَاهَا الجَمَاعَة مُطْلَقاً ثم خُصَّتْ في العُرْفِ ثم اختُلفَ فِيه أَو الاخْتلافُ بحَسَبِ الوَارِد حَقَّقَه شيخُنَا كالعِصَابَة وبالكَسْر في كُلٍّ مِمَّا ذُكِر . قال النَّابِغَة :
" عِصَابَة طَيْرٍ تَهْتدِي بَعَصَائِب وفي حَدِيث عَلِيٍّ رَضي اللهُ عَنْه : الأَبْدَالُ بالشَّامِ والنُّجَبَاءُ بمِصْر والعَصَائِبُ بالعَرِاق . أَرادَ أَن التَّجَمُّعَ للحُرُوبِ يكونُ بالعِرَاق وقيل : أَرادَ جَمَاعَةً من الزُّهَّادِ سَمَّاهم بالعَصَائِبِ ؛ لأَنَّه قرنَهم بالأَبْدالِ والنُّجَبَاءِ . وفي لِسَان العَرَبِ : في التَّنْزِيل ونَحْنُ عُصْبَةقال الأَخْفَشُ : العُصْبَة والعِصَابَةُ : جَمَاعَةٌ ليسَ لها وَاحِدٌ . قال الأَزْهَريُّ : وذَكَر ابْنُ المُظَفَّر في كتابه حَديثاً : أَنَّه يَكُون في آخِرِ الزَّمان رَجُلٌ يقال له أَمِيرُ العُصَب قال ابنُ الأَثِيرِ : هو جَمع عُصْبَة أَي كغُرْفَة وغُرَف فيكُونُ مَقِيساً كالعَصَائِب . في حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام لَمَّا أَقبلَ نَحْوَ البَصْرَة وسُئل عن وَجْهِه فقال :
" عَلِقْتُهمْ إِنّي خُلِقْتُ عُصْبَهْ
" قَتَادَةً تَعَلَّقَت بِنُشْبَهْ قال شَمِرٌ : وبَلَغَني أَنّ بعضَ العَرَب قال :
" غَلَبْتُهم إِنّي خُلِقْتُ عُصْبَهْ
" قَتَادَةً مَلْوِيَّةً بنُشبَهْ قال : والعُصْبَةُ : نباتٌ يَلْتَوِي على الشَّجَر وهُوَ اللَّبْلاَب . والنُشْبَةُ من الرِّجَال : الَّذِي إِذَا عَبِثَ بشيء لم يَكَد يُفَارِقُه . ويقال للرَّجُلِ الشَّدِيدِ المِرَاس : قَتادَةٌ لُوِيَتْ بَعُصْبَة والمَعْنَى : خُلِقْتُ عُلْقَة لخُصُومِي فوَضَعَ العُصْبَة مَوْضع العُلْقَة ثم شَبَّه نفسَه في فَرْطِ تَعَلُّقه وتَشَبُّثه بهِم بالقَتَادَة إِذَا استَظْهَرَت في تَعَلُّقِها واسْتَمْسَكَت بنُشْبَة أَي بشيء شَدِيدِ النُّشوب والباءُ التي في قَوْله بُنْشَبةٍ للاستِعَانَة كالَّتي في : كتبتُ بالقَلَم . وأَما قولُ كُثَيِّر :
بادِيَ الرَّبْعِ والمَعَارِفِ منهَا ... غيرَ رَسْمٍ كعُصْبَةِ الأَغْيَالِ فقد رُوِيَ عن ابن الجَرَّاحِ أَنه قال : العُصْبة : هَنَةٌ تَلْتَفُّ على القَتَادَةِ هكَذَا في النُّسخ الكَثِيرَة وهو الصَّوَابُ وفي بَعْضِها على الفَتَاةِ وبالفَاء والفَوْقِيَّة مُؤَنَّث الفَتَى وفي أُخْرَى بالقَافِ والنُّون وكلاهُما تَحْرِيف وإن صَحَّحَ بعضُّهم الثَّانية على ما قاله شيخُنَا لا تُنْزَعُ عَنْهَا إِلاَّ بِجَهْد . وفي بعضِ أُمَّهَاتِ اللغة بَعْدَ جَهْد وأَنْشَد ابنُ الجَرَّاح :
تَلبَّسَ حُبُّهَا بدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوع ضَالِ واعْتَصَبُوا : صَارُوا عُصْبَةً عُصْبَةً هكذا بالتَّكْرَار في نُسْخَتِنا وعليها عَلاَمة الصِّحَّة والَّذي في لسان العرب والمُحْكَم الاقْتِصارُ عَلى وَاحِد . قال أَبو ذُؤَيْب :
هَبَطْن بَطْنَ رُهَاطٍ واعْتَصَبْنَ كَمَا ... يَسْقِي الجُذُوعَ خِلاَلَ الدُّورِ نَضَّاحُ عَصَب النَّاقةَ : شَدَّ فَخِذَيْهَا لِتَدِرَّ أَي تُرْسِل الدَّرَّ وهو اللَّبَنُ ونَاقَةٌ عَصُوبٌ : لا تَدِرُّ إِلاَّ كَذلِك وفي بَعْضِ الأُمَّهَات : إلا عَلى ذلك قال الشَّاعر :
وإِن صَعُبَت عَلَيْكم فاعْصِبُوهَا ... عِصَاباً تُسْتَدَرُّ بِهِ شَدِيدَاًوقال أَبو زيد : العَصُوبُ : الناقة الَّتي لا تَدِرّ حتى تُعْصَبَ أَدانِي مُنْخُرَيْهَا بخَيْط ثم تُثَوَّر ولا تُحَلُّ حتى تُحْلب . وفي حديث عمرو ومُعَاوِيَة : إِن العَصُوبَ يَرْفُقُ بها حَالِبُهَا فتَحْلُبُ العُلْبةَ قال : العَصُوبُ : النَّاقَة التي لا تَدِرُّ حَتَّى يُعْصَب فَخِذَاها أَي يُشَدَّانِ بالعِصَابة . والعِصابُ : ما عَصَبها بِهِ . وأَعْطَى على العصْبِ أَي على القَهْر مَثَلٌ بِذلِك . قال الحُطَيْئَةُ :
تَدِرُّونَ إِنْ شُدَّ العِصَابُ عَلَيْكُمُ ... ونَأْبَى إِذَا شُدَّ العِصَابُ فلا نَدِرّْ قال : شيخُنَا : وهِي من الصِّفَات المَذْمُومَة في النُّوق . وعَصِبُوا بِهِ كسَمِعَ وضَرَبَ : اجْتَمَعُوا حَوْله . قال سَاعِدَةُ :
ولكِنْ رأَيْتَ القَوْمَ قد عَصَبُوا بِهِ ... فلا شَكَّ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ وفي الأَسَاس : عَصَبُوا بِهِ : أَحَاطُوا ووجَدْتُهُم عَاصِبِينَ بِهِ وقَدْ تَقَدَّم . والعَصُوبُ من النساءِ : المَرْأَةُ الرَّسْحَاءُ أَوِ الزَّلاَّءُ وكلاهما عن كُرَاع . وقال أَبو عُبَيْدَة : العَصُوبُ : الرَّسْحَاءُ والمَسْحَاءُ والرَّصْعَاءُ والمَصْوَاءُ والمِزْلاَقُ والمِزْلاَجُ والمِنْدَاصُ . واعْصَوْصَبَتِ الإِبلُ : جَدَّت في السَّيْرِ كأَعْصَبَت واعْصَوْصَبَ القومُ إِذَا اجتَمَعُوا فإِذا تَجَمَّعُوا على فَرِيقٍ آخرَينَ قيل : تَعَصَّبُوا . واعْصَوْصَبُوا : استَجْمَعُوا وصَارُوا عِصَابَة وعَصَائِبَ وكَذَلِك إِذَا جَدُّوا في السَّيْر اعْصَوْصبَتِ الإِبِلُ وعَصبَت وعَصِبَت : اجْتَمَعَتْ . وفي الحَدِيث أَنَّه كان في مَسِيرٍ فرَفَع صوتَه فلما سَمعوا صَوْتَه اعْصوْصبُوا أَي اجْتَمَعُوا وصَارُوا عِصَابَةً واحِدَةً وجَدُّوا في السَّيْر اعْصَوْصَبَ اليوم والشَّرُّ : اشْتَدَّ وتجَمَّع كأَنَّه من الأَمْرِ العَصِيبِ أَي الشَّدِيد في التَّنْزِيلِ : هذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ قال الفرَّاءُ يومٌ عَصَبْصَبٌ وعَصِيبٌ : شَديدُ الحَرِّ أَو شَدِيدٌ . وليلةٌ عَصِيبٌ كَذَلك ولم يَقُولُوا عصيبة قال كُرَاع : هُو مُشتَقٌّ من قَوْلك : عَصَبْتُ الشيءَ إِذَا شَدَدْتَه وليسَ ذَلِك بمَعْرُوف . أَنشد ثَعْلَب في صفة إِبِلٍ سُقِيَت :
" يا رُبَّ يَوْم لَكَ مِنْ أَيَّامِهَا
" عَصَبْصَبِ الشَّمْسِ إِلَى ظَلامِها وقال الأَزْهَرِيّ : هو مأْخُوذٌ من قَوْلِك عَصَبَ القومَ أَمرٌ يَعْصِبُهُم عَصْباً إِذَا ضَمَّهُم واشْتَدَّ عَلَيْهِم . وقَال أَبُو العَلاء : يوم عَصَبْصَبٌ : بَارِدٌ ذو سَحَابٍ كَثِير لا يَظْهَرُ فِيه مِن السَّمَاء شَيءٌ كذا في لسان العرب . والعَصِيبُ من أَمْعَاءِ الشَّاءِ : ما لُوِي مِنْهَا . والعَصِيبُ : الرِّئَةُ تُعَصَّبُ بالأَمْعَاءِ فتُشْوَى والجَمْعُ أَعْصِبَةٌ وعُصُبٌ . قال حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر وقِيلَ هو للصِّمَّةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيّ :
أُولئك لم يَدْرِينَ ما سَمَكُ القُرَى ... ولا عُصُبٌ فِيهَا رِئَاتُ العَمَارِسِ وفي لسان العرب : ويُقَالُ لأَمْعَاءِ الشَّاةِ إِذَا طُوِيَت وجُمِعَت ثم جُعِلَت في حَوِيَّة من حَوَايَا بَطْنِها : عُصُبٌ واحِدُها عَصِيبٌ . والتَّعْصِيبُ : التَّسْوِيدُ من سَوَّدَه قَوْمُه إِذَا صَيَّروهُ سَيِّداً . وفي الأَسَاس : وكَانُوا إِذَا سَوَّدُوه عَصَّبُوه فجرى التَّعْصِيبُ مَجْرَى التَّسْوِيد . والمُعَصِّبُ كمُحَدِّث : السَّيِّدُ المُطَاع . والذي في التَّوْشِيح وظاهر عِبَارَة لِسَان العَرَب ضَبْطُه كمُعْظَّم كما سنَذْكُره . قال ابن مَنْظُور : ويقال للرَّجُل الذي سَوَّدَه قومُه : قد عَصَّبُوه فهو مُعَصَّب وقد تَعَصَّبَ . ومنه قول المُخَبَّل في الزِّبْرِقَان :
رأَيتُكَ هَرَّيتَ العِمَامَةَ بَعْدَ مَا ... أَراكَ زماناً حاسِراً لم تَعَصَّبِ وهو مَأْخُوذٌ مِن العصَابَة وهي العِمَامَة وكانَت التِّيجَانُ للمُلُوك والعَمَائِمُ الحُمْرُ للسَّادَة من العربِ قال الأَزْهَرِيّ : وكان يُحْمَلُ إِلى البَاديَة من هَرَاةَ عَمَائِمُ حُمْرٌ يَلْبَسُهَا أَشْرَافُهُم ورجُلٌ مُعَصَّبٌ ومُعَمَّم أَي مُسَوَّد . قال عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم :وَسيِّدِ مَعْشَرٍ قد عَصَّبُوه ... بتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا فجعل المَلِكَ مُعَصَّباً أَيضاً لأَنَّ التَاجَ أَحَاطَ برَأْسه كالعِصَابَة التي عَصَبَت برَأْس لابِسِهَا . ويقال : اعْتَصَبَ التَاجُ على رَأْسه إِذا استكَفَّ بِه . ومِنْهُ قولُ ابنِ قَيْسِ الرُّقَيَّات :
يَعْتَصِبُ التاجُ فوقَ مَفْرِقِه ... على جَبِينٍ كأَنَّه الذَّهَب وكانُوا يُسَمُّون السَّيِّدَ المُطاعَ مُعَصَّباً ؛ لأَنه يُعَصَّب بالتَّاج أَو تُعَصَّب به أُمُورُ النَّاس أَي تُرَدُّ إِليه وتُدَارُ بِهِ والعَمَائِمُ تِيجَانُ العَرَب . وفي الأَسَاس : المَلِكُ المُعْتَصِبُ والمُعَصَّب أَي المُتَوَّج . وعَصَّبَه بالسَّيْف تَعْصِيباً : عَمَّمه بِه . المُعَصِّب بضَبْطِ المُؤلف كمُحَدِّث وبِضَبْطِ غَيْرِه كمُعَظَّم : الَّذِي يَتَعَصَّبُ بالخِرَقِ جُوعاً . والذِي عَصَبَتْه السِّنُونَ أَي أَكَلَت مَالَه . والجَائِع الذي يَشْتَدُّ عليه سَخْفَهُ الجُوعِ فيُعَصِّبُ بطنَهُ بحَجَرٍ . ومنه قوله :
ففي هذا فنَحْنُ لُيُوثُ حَرْبٍ ... وفي هَذَا غُيُوثُ مُعَصَّبِينا المُعَصَّبُ : الرَّجُلُ الفَقيرُ . وعَصَبَهُم الجَهْدُ وهو من قولهم يوم عَصِيبٌ وانْعَصَبَ : اشْتَدَّ . عُصَيْبٌ كزُبَيْر : ع بِبِلاَدِ مُزَيْنَةَ . والحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ العَصَّابُ كشَدَّادٍ : مُحَدِّثٌ عن شافع . وفاته مُحمَّدُ بنُ إِسحاقَ العَصَّابُ عن سَلَمَة ابْنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب وعنه الحَسنُ ابنُ الحُسَيْن العَطَّار . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : يقال للرَّجل إِذَا كان شَدِيدَ أَسْرِ الخَلْق غيرَ مُسْتَرْخِي اللَّحْمِ : إِنَّه لمَعْصُوبٌ ما حُفْضِج . ورجل مَعْصُوبُ الخَلْق : شَدِيدُ اكْتِنَاز اللَّحْم عُصِب عَصْباً . قال حَسَّان :
دَعُوا التَّخَاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً ... إِنَّ الرجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ وجارِيةٌ مَعْصُوبَةٌ : حَسَنَةٌ العَصْب أَي الَّليِّ مجدولَةُ الخَلْق . ورجل مَعْصوب : شَدِيدٌ . وعَصَّب الرجلَ تَعْصِيباً : دَعَاه مَعَصَّباً عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّت حَلوبَتُه ... وهل يُعَصَّبُ مَاضِي الهَمِّ مِقْدَامُ ويقال : عَصَب القَيْنُ صَدْعَ الزُّجَاجَةٍ بِضَبَّة من فِضّة إِذا لأَمَهَا بِه . والضَّبَّةُ : عِصَابُ الصَّدْعِ نقله الصَّاغَانيّ . وفي حَدِيث عَلِيٍّ كَرَّم الله وَجْهَه فِرُّوا إِلَى اللهِ وُقُومُوا بما عَصَبَهُ بكم أَي بما افْتَرَضَه عليكم وقَرنَه بكم من أَوامِرِه ونَوَاهيه . وفي حَدِيث المهاجِرِين من المَدِينَة فنزلُوا العُصْبَة هو مَوْضِعٌ بالمَدِينة عند قُبَاءَ . وضبطه بعضهم بفَتْحِ العَيْنِ والصَّادِ هذا من لِسَان العَرَب . وفي الأَسَاسِ : ومِثْلِي لا يَدِرُّ بالعِصَاب أَي لا يُعْطِي بالقَهْرِ والغَلَبَة من النَّاقَةِ العَصوب . وفلان خِوَانُه مَنْصُوبٌ وجَارُهُ مَعْصُوبٌ ويقال فيه : عاصب . وورد عليَّ مَعْصُوبٌ أَي كِتَابٌ لأَنَّه يُعْصَب بخَيْطٍ . والأَمُور تَعْصِبُ بِرَأْسه انتهى . وعليُّ بنُ الفَتْح بْنِ العَصَب المَلحيّ محركة عن البَاغَنْدِيّ . وملكةُ بنتُ عَصْب بْنِ عَمْرو بالفَتْح فالسكون والِدَةُ زَائِدَةَ بنِ الحَارِثِ بْنِ سَامَة بن لُؤَيّ وإِخْوَتِه . وعن ابن الأَعْرَابيّ : غُلامٌ عَصْبٌ وعَضْبٌ وعَكْبٌ إِذا كان خَفِيفاً نَشِيطاً في عَمَلِه