التِّقْدَةُ بالكسْر وتفتح مع كسر القاف الأَخيرة عن الهَرويّ : الكُزْبَرَةُ واالكَرَوْيَاءُ حكَاه ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ ذكرَه بعد ذِكْرِه التِّقْدة بمعنى الكُزْبَرَة وصَوّبها الأَزهَرِيّ . وذَكَره الأَزهريّ في النُّون أَيضاً فقال : والنِّقْدَة : الكَرَوْيَاءُ . ومما يستدرك عليه : التُّقَيِّدَةُ مَوضعٌ في باديَةِ اليَمامة
القُدْسُ بالضَّم وبضَمتيْن : الطُّهرْ اسمٌ ومَصْدَرٌ ومنه قيل للْجَنَّة : حَظِيرَةُ القُدْسُ . وقُدْسٌ بالضمّ : جَبَلٌ عَظِيمٌ بنجدٍ قال أَبو ذُؤَيبٍ :
فإِنّك حَقّاً أَيَّ نظْرَةِ عاشِقٍ ... نَظَرْتَ وقُدْسٌ دُونَها وَوَقِيرُ ويُرْوَى وقُفٌّ دوُنهَا قاله السُّكَّريّ وبه فُسِّرَ حَديثُ بِلاَلِ بن الحَارثِ : أَنَّه أَقْطعَه حَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْع منْ قُدْس ولم يُعْطِه حَقَّ مَسْلِمٍ . قلتُ : هكذا ذَكرَوه والذي في حَديث بِلالٍ هذا : أَنَّه أَقْطعَهُ مَعَادِنَ القَبَلِيَّة غَوْرِيَّهَا وجَلْسِيَّهَا وحَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْع من قَرِيسٍ بالرّاءِ كما سَيَأْتِي . والقُدْسُ : البَيْتُ المُقَدَّسَ لأَنَّه يُتَطَهَّر فيه من الذُّنُوب أَو للبَرَكَةِ الَّتي فيه قال الشّاعر :
" لا نَوْمَ حَتَّى تَهْبِطي أَرْضَ العُدُسْ
" وتَشْرَبِي منْ خَيْرِ ماءٍ بقُدُسْ أَرادَ الأَرْضَ المُقَدَّسَة . والقُدْسُ : سَيِّدنا جِبْريلُ عليه السَّلامُ كرُوحِ القَدْسُ وفي الحَديث : إِنَّ رُوحَ القُدْسُ نَفَثَ في رُوعِي يَعنِي جِبْريلَ عَليْهِ السَّلاَم لأَنَّهُ خُلِقَ من طَهَارَةٍ وفي صِفَةِ عِيَسى عليه السَّلامُ : " وأَيَّدْناه برُوحِ القُدُسِ " مَعَناه : رُوحُ الطَّهَارَةِ وهو جِبْرِيلُ عليه السَّلاَمُ . وقُدْسٌ الأَسَودُ وقُدْسٌ الأَبيَضُ جَبَلانِ بالحجاز عِنْد العَرج البيَضاءُ في دِيَارِ مُزَينة وقُرْبَ الأَبْيَض ثَنِيَّةُ رَكُوبةَ ويُقابِلُ الأَسْوَدَ جَبَلُ آرَةَ ويُعْرَفانِ أيضاً بقُدْسِ آرَةَ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : قُدْسُ أُوَارَة بتقديمِ الهَمَزة على الواو . والقُدَاس كغُرَابٍ : شْيءٌ يُعَمَلُ كالجُمَانِ من الفِضَّة قال الشّاعرُ يَصِفُ الدُّموع :
تَحَدَّرَ دَمْعُ العَيْنِ منْها فخِلْتُه ... كنَظِمِ قُدَاسٍ سِلْكُه مُتَقَطِّعُ شَبَّهَ تَحَدُّرَ دَمْعِه بنَظْمِ القُدَاسِ إِذا إنْقَطَع سِلْكُهُ . والقُدَاسُ : الحَجَرُ يُنْصَبُ على مَصَبِّ الماءِ في الحَوْض وغيرِه وقيل : يُنْصَبُ في وَسَطِ الحَوْضِ إِذا غَمَرَه الماءُ رَوِيَت الإِبلُ وقد يُفْتَحُ مُشَدَّداً أَي ككَتَّانٍ عن ابن دُرَيْد ولو قال : كغُرَاب وكَتَّانٍ سَلِمَ من هذا التَّطْويل أَنْشَدَ أَبو عَمْروٍ :
لارِيَّ حَتَّى يَتَوَارَى قَدَّاسْ ... ذاكَ الحَجَيْرُ بالإِزاءِ الخَنّاسْ أَو حجَرٌ يُطْرَحُ في حَوْض الإِبلِ يُقَدَّرُ عليه الماءُ يَقْتَسِمُونَه بَيْنَهُم وهذا قَولُ ابن دُرَيْدٍ . وقيل : هي حَصَاةٌ تُوضَعُ في الماءِ قَدْرَ الرِّيِّ للإِبل وهي نَحْوُ المَقْلَةِ للإِنْسَان . وقيلَ : هي حَصَاةٌ يُقْسَمُ بها الماءُ في ا لمَفَاوِزِ اسمٌ كالحَبّانِ والقُدَاسُ : المَنِيعُ الضَّخْمُ مِنَ الشَّرَف عن ابنِ عَبّادٍ يقال : شَرَفٌ قُدَاسٌ أَي مَنِيعٌ ضَخْمٌ . والقُدسُ كصُرِدٍ وكُتُبٍ : قَدَحٌ نَحْوُ الغُمَرِ . يُتَطَهَّرُ بِهَا . والقَدِيسُ كأَمِيرٍ : ا لدُّرُّ يَمَانِيَةٌ قَدِيمةٌ زَعَمُوا قاله ابنُ دُرَيْدٍ . والقَدَسُ كجَبَلٍ : السَّطْلُ حِجَازِيَّةٌ لأَنَّهُ يُتَطَهَّرُ فِيه وبِه . وقَدَسُ : د قُرْبَ حِمْص مِن فُتُوحِ شُرَحْبِيلِ بنِ حَسَنَةَ وإِليه تُضافُ جَزِيرَةُ قَدَسَ هكذا في النُّسَخِ والصواب : بُحَيْرةُ قَدَسَ كما في العُبَابِ . والقادِسُ : السَّفِينَةُ العَظِيمَةُ قاله أَبو عمْروٍ وقِيلَ : هو صِنْفٌ من أَصْنافِ المَرَاكِبِ وقِيلَ : لَوْحٌ مِن أَلْواحِهَا وأَنْشَدَ أَبو عَمْروٍ لأُمَيَّة بنِ أَبي عائِذٍ الهَذَلِيّ هكذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ ولم أَجِدْه في شِعْرِه :
وتَهْفُو بهَادٍ لَهَا مَيْلَعٍ ... كَمَا اطَّرَدَ القَادِسَ الأَرْدَمُونَاالمَيْلَعُ : الذِي يَتَحَرَّكُ هكذا وهكذا . والأَرْدَمُ : المَلاَّحُ الحَاذِقُ وفي ا للِّسَان : كما أَقْحَمَ القَادِسَ وفي المُحْكَم : كما حَرَّك القادِسَ والجَمْع : القَوَادِسُ . وقادِسٌ : جَزِيرَةٌ بالأَنْدَلُسِ غَرْبِيَّهَا قُرْبَ البَرِّ على نِصْفِ يَوْمٍ مِنْهَا منها كامِلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوسُفَ القادِسيُّ ماتَ بإِشْبِيلِيَةَ سنة 465 وقادِسُ : قَصَبَةٌ بِهَرَاة خُرَاسَانَ أَعْجَمِيُّ . والقادِسِيَّةُ : ة قُرْبَ الكُوفَةِ على مَرْحَلَةٍ منه بينَهَا وبَيْنَ عُذَيب يُقال : مَرَّ بِهَا إِبراهيمُ عليهِ السَّلامُ فوَجَدَ بِهَا عَجُوزاً فغَسَلَتْ رَأْسَه فقالَ : قُدِّسْتِ مِنْ أَرْضٍ فسُمِّيَتْ بالقادِسِيَّةِ وقيل : دَعَا لَهَا وأَنْ تَكُون مَحَلَّةَ الحَاجِّ وقِيل : إِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلِك لأَنَّه نَزَل بها قَومٌ مِنْ أَهْلِ قادِسِ خُرَاسَانَ نقله السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ . والقُدُّوسُ بالضَّمِّ والتّشْدِيد : مِن أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى الحُسْنَى ويُفْتحُ عن سِيبَوَيْه وبه قرَأَ زَيْدُ بنُ عليٍّ : " الملِكُ القدُّوسُ " وقَالَ يَعْقُوبُ : سَمِعتُ أَعرَابيّاً يقولُ عند الكِسائِيِّ يُكْنى أَبَا الدُّنْيَا يَقْرَأُ " القَدُّوس " بالفَتح وحَكَى اللِّحيَانيُّ الإِجْمَاعَ علَى ضَمِّ قُدُّوسٍ وسُبُّوحٍ وجَوَّزَ الفَتْحَ فِيهمَا أَي الطَّاهِرُ المُنَزَّهُ عنِ العُيُوبِ والنَّقائصِ أَو المُبَارَكُ هكذا جاءَ في التَّفْسِيرِ عن ابنِ الكَلْبِيِّ . وقال ثَعْلَبٌ : كُلُّ اسمٍ علَى فَعُّولٍ فهو مَفْتُوحُ الأَوَّلِ غَيْر قُدُّوسٍ وسُبُّوحٍ وذُرُّوحٍ هؤلاءِ الثّلاثَةُ هكذا إسْتَثْنَاهَا ثَعْلَبٌ . وزاد المُصَنِّف : فُرُّوج وليس في نَصِّه : فبالضَّمِّ ويُفْتَحْنَ وقد أَنْكَرَ الأَزْهَرِيُّ ما حَكاه اللِّحْيانِيُّ من الإِجْمَاعِ . ويُقَال : هُوَ قدُوسٌ بالسَّيْفِ كصَبُورٍ أَي قَدُومٌ بِه نقلَه الصّاغانِيُّ . وسَمَّوْا قَيْدَاساً والعامَّة تَقْلِبُ الدالُ طَاءً ومِقْدَاساً بالكَسْرِ ومن الأَوَّلِ : أَبو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ قَيْدَاسٍ البُونِيُّ عن أَبي عليِّ بنِ شاذَانَ . والتَّقْدِيسُ : التَّطْهِيرُ وتَنْزِيهُ الله عزَّ وجلَّ وقولهُ تعالَى : " ونَحْنُ نَسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدَّسُ لَكَ " قالَ الزَّجّاجُ : أَي نُطَهِّرُ أَنْفُسَنا لكَ وكذلِكَ نَفْعَلُ بِمَنْ أَطاعَك نُقدِّسُه : أَي نُطَهِّرُه : ومِنْه الأَرْضُ المقُدَّسَةُ أَي المُطَهَّرةُ وهي أَرْضُ الشامِ وقال الفَرّاءُ : الأَرْضُ المُقَدَّسَةُ : الطّاهِرَةُ وهي دِمَشْقُ وفِلَسْطِينُ وبَعْضُ الأُرْدُنِّ . ومنه أَيضاً : بَيْتُ المَقْدِسِ كمَجْلِسٍ فإِمَّا أَنْ تكونَ علَى حذفِ الزّائدِ وإِمَا أَنْ تكونُ اسْماً ليسَ على ا لفِعْلِ كما ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْه في المَنْكِبِ وقد يُثَقَّلُ فيقالُ : بَيْتُ المُقَدَّسِ كمُعَظَّمٍ أَي المُطَهَّر والنِّسْبة إِليه : مَقْدِسِيٌّ ومُقَدَّسِيٌّ . والمُقَدِّسُ كمُحَدِّثٍ : الحَبْرُ وقِيلَ : ا لرَّاهِبُ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ :
" فأَدْرَكْنَه يَأْخُذْنَ بالسَّاقِ والنَّسَاكَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِهكذا بخَطِّ أَبِي سَهْل والمَوْجُودُ في نُسَخِ الصّحاح كُلِّهَا : ثَوْبَ المُقَدِّسِي باليَاءِ أَي الكِلابُ أَدركتِ الثَّوْرَ فَأَخَذَتْ بساقِه ونَسَاهُ وشَبْرقَتْ جِلَدَه كما شَبْرَقَتْ وِلْدانُ النَّصَارَى ثَوْبَ الرَاهِبِ المُقَدِّسِ وهو الذي جاءَ من بَيْتَ المَقْدِسِ فقَطَّعُوا ثِيابَة تَبَرُّكاً بها . وتَقَدَّسَ : تَطَهَّرَ وتَنَزَّه . وقُدَيْسَةُ كجُهَيْنَةَ : بِنْتُ الرَّبِيع وهي أَمُّ عبدِ الرَّحْمن بنِ إِبراهِيمَ بن الزُّبَيْرِ بنِ سُهَيْلِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْفِ بن عَبْد عَوْفِ ابن الحارِث بن زُهْرَةَ بن كلاَبٍ القُرَشيِّ الزُّهْريِّ ولو إقْتَصَرَ عَلى قَولهِ : أُمُّ عبدِ الرَّحْمن بن إِبراهيمَ العَوْفِيِّ القُرَشيِّ كانَ أَخْصَرَ . والحُسَيْنُ بنُ قُدَاسٍ كغُرَاب : مُحَدِّثٌ رَوَى عنه عبدُ الله بنُ أَبي سَعْدٍ الوَرَّاقُ وابنُه مَحَمَّدٌ روَى عنه البَاغَنْديُّ . وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : القُدْسُ : تَنْزيه الله تَعَالَى . وهو المُتَقَدِّسُ نَقَلَهُ الاَزْهَرِيُّ . والقُدْسُ بالضَّمّ : المَوْضعُ المُرْتَفِعُ الذي يَصْلُحُ للزِّرَاعَة وبه فُسِّرَ بَعْضُ حَديثِ بِلالِ بن الحارث لمُتَقَدِّم . والتَّقْديسُ : التَّبْرِيكُ والقُدْسُ : البَرَكَةُ وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ : لا قَدَّسَهُ اللهُ : أَي لا بارَكَ عليه . قالَ : والمُقَدَّسُ : المُبَارَكُ وقال قَتَادَةُ : أَرْضٌ مُقَدَّسةٌ : مُبَارَكَةٌ وإِليه ذَهَبَ ابنُ الأَعْرَابيّ . والقَادِسُ : القَدَّاسُ . والقَادُوسُ : إِنَاءٌ من خَزَفٍ أَصْغَرُ مِن الجَرَّة يُخْرَج به الماءُ من السَّوَاقِي والجَمْعُ قَوَاديسُ . والقَادِسُ : البَيْتُ الحَرَامُ وقال يَعْقُوب : من أَسماءِ مَكَّةَ : قادِسُ ولمقُدِّسَةُ لأَنها تُقَدِّسُ من الذُّنوبِ أَي تُطَهِّرُ . ومُنْيَةُ قَادُوس : من قُرَى الجِيزَة بمصْرَ . والقُدَيْسُ كزُبَيْرٍ : اسمٌ للقَادسيَّة أَولضَرُورة الشِّعْر كما جاءَ في شِعْر بِشْر بن رَبيعَةَ الخَثْعَميِّ :
تَذَكَّرْ هَدَاكَ اللهُ وَقْعَ سُيُوفِنَا ... ببَابِ قُدَيْسٍ والمَكَرُّ ضَرِيرُ كما جَعَلها الكُمَيْتُ قادِساً حيثُ يَقُولُ :