" تَوَّجُ كبَقَّم " وفي مُعَرَّبِ الجَوَ البِقىّ في التاءِ الفَوِقيّة : ولبعضهم : لم تَأْتِ أَسماءٌ بوزن فَعَّل للعرب غير : شَمَّر وبَقَّم وعَثَّر وبَذَّر وتَوَّج وخَوَّد وشَلَّم وخَضَّم . قال شيخنا : وصَرَّح ابن القطّاع وغيره بأَنّه ليس لهم اسم على فَعَّل غير هذه الأَسماءِ الثّمانية لا تاسعَ لها ؛ لأَنَّ هذا الوَزْنَ من أَوزانِ الأَفعال دون الأَسماءِ " : مَأْسَدَةٌ " ذكره مُلَيحٌ الهُذَلِيّ :
" ومن دُونهِ أَثْبَاجُ فَلْجٍ وتَوَّجُ وفي التّهذيب في ترجمة بقم تَوَّجُ على فَعَّل : موضِعٌ قال جَرِير :
" أَعطُوا البَعِيثَ حَفَّةً ومِنْسَجَا
" وافْتَحِلُوه بَقَراً بِتَوَّجَا تَوَّجُ " : ة بفارِسَ " وفي نسخة إِشارة الدّال بدل الهاءِ . ومن سجعات الأَساس : خَرَجَ تحْتَه الأَعوَجِىّ وعلى يَدِه التَّوَّجِيُّ أَي الصَّقْرُ المنسوب إِلى تَوَّجَ من قُرَى فارِسَ . " والّتاجُ : الإِكْلِيلُ " والقُصَّةُ والعِمَامَةُ والأَخيرُ على التّشبِيه " " ج تِيجَانٌ " وأَتْوَاجٌ والعرب تُسَمّى العَمَائِمَ التَّاجَ وفي الحديث " العَمَائِمُ تِيجَانُ العَرَبِ " جمعُ تاجٍ وهو ما يُصَاغُ للمُلُوك من الذَّهَبِ والجَوْهَرِ أَراد أَن العَمَائِمَ للعربِ بمنزلة التِّيجَانِ للمُلُوكِ ؛ لأَنّهم أَكثرُ ما يكونُون في البَوادِى مكشوفِى الرُءوسِ أَو بالقَلانِس والعَمَائمُ فيهم قليلةٌ والأَكالِيلُ : تِيجانُ مُلُوكِ العَجَمِ . " وتَوَّجَهُ " أَي سَوَّدَهُ وعَمَّمَهُ " فتَتَوَّجَ : أَلْبَسَه إِيّاهُ فَلَبِسَ " . ومَلِكٌ مُتَوَّجٌ . التَّاجُ " : دارٌ للمُعْتَضِدِ " بالله العَبّاسىّ " ببَغْدَادَ " أَتَمَّهُ ابنُه المُكْتَفِى بالله وقَصْرٌ بمِصْرَ للفاطِمِيّين يُعرَف بالتّاجِ والوُجُوِه السَّبْعِ . " وتَاجَتْ إِصْبَعِي فيهِ " لُغَة في " ثَاخَتْ " بالثَّاءِ والخَاءِ وسيأْتي في موضعه . " وتَاجَةُ " اسم امرأَةٍ قال :
يا ويحَ تاجَةَ ما هذا الَّذِي زَعَمَتْ ... أَشَمَّهَا سَبُعٌ أَم مَسَّها لَمَمُ وسيأْتي في ش ف ر " والتَّاجِيَّةُ : مقْبَرَةٌ ببَغْدَادَ نُسِبَتْ إِلى مَدْرَسَةِ تاجِ المُلْكِ أَبِي الغَنَائِمِ " . التَّاجِيَّةُ " : نَهْرٌ بالكُوفَةِ " . " وذُو التّاجِ " : لقبُ جماعَةٍ منهم : " أَبُو أُحَيْحَةَ سَعيدُ بنُ العَاصِ ومَعْبَدُ بنُ عامِرٍ وحارِثَةُ بنُ عَمْرٍو ولَقِيطُ بنُ مالكٍ وهَوْذَةُ بنُ عَلِيّ ومالِكُ بنُ خَالِدٍ " . " وإِمامٌ تائِجٌ " أي " ذُو تاجٍ " على النَّسَب ؛ لأَنّا لم نَسمَعْ له بفعل غيرِ متعدّ قال هِمْيَانُ بنُ قُحَافَةَ :
" تَقَدُّمَ النّاسِ الإِمامُ التَّائِجا أَرادَ تقَدَّمَ الإِمامُ التَّائِجُ النَّاسَ فقلب . وهذا كما يُقَال : رجلٌ دَارِعٌ : ذُو دِرْعٍ . والمُتَوَّجُ : المُسَوَّدُ وكذلك المُعَمَّمُ . " والمَتاوِجُ بالفَتْح " في قول جَنْدَلٍ " الرّاعى
" بِقَرِدٍ مُخْرَنْطِمِ المَتَاوِجِ أَي " حَيْثُ يَتَتَوَّجُ بالعِمَامَةِ "
ومما يستدرك عليه : التَّاجُ للفِضَّة ويقال : للصَّلِيجَةِ أَي السَّبِيكةِ من الفِضّةِ تَاجَةٌ وأَصلهُا تَازَه بالفارِسِيّة للدِّرْهم المَضْرُوبِ حديثاً . وبَنُو تاجٍ : قبيلةٌ من عَدْوانَ مصروف قال :
أَبَعْدَ بنى تَاجٍ وسَعْيِكَ بيْنَهُمْ ... فلا تُتْبِعَنْ عَيْنَيْكَ ما كَانَ هَالِكَا وتَاجٌ وتُوَيجٌ ومُتَوَّجٌ : أَسماءٌ . وتاجٌ " : موضعٌ معرُوفٌ بمِصرَ وهو المُرَاد في قول القَائِل :
رِياضٌ كالعَرَائِسِ حينَ تُجْلَى ... يُزَيِّنُ وَجْهَها تاجٌ وقُرْطُ قالوا : والقُرْطُ بالضمّ : نَبَاتٌ مشهورٌ وهذا الأَخيرُ استدركه شيخُنا
فصل الثاء المثلثة مع الجيم
الوَجْسُ كالوَعْدِ : الفَزَعُ يَقَعُ في القَلْبِ أَو في السَّمْعِ من صَوْتٍ أو غَيْرِه قالَهُ اللَّيْثُ كالوَجَسَانِ مُحَرَّكَةً . وقالَ أَبو عُبَيْدٍ : الوَجْسُ : الصَّوْتُ الخَفِيُّ ومنه الحَدِيثُ : دَخَلْتُ الجَنَّةَ فسَمِعْتُ في جَانِبِهَا . وَجْساً فَقِيلَ : هذا بِلالٌ . ومنه أَيْضاً ما جاءَ في الحَدِيثِ أَنَّه نَهَى عن الوَجْسِ هُوَ : أَنْ يَكُونَ مع جارِيَتهِ أَو امْرَأَتِه والأُخْرَى تَسْمَعُ حِسَّهُ . الأَوْلَى حِسَّهُما وقد سُئِلَ عنه الحَسَنُ فقالَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ الوَجْسَ . والأَوْجَسُ كأَحْمَدَ : الدَّهْرُ وقد تُضَمُّ الجِيمُ عن يَعْقُوبَ نقله الجَوْهَريُّ والفَتْحُ أَفْصَحُ ومنه قولُهم الآتي : لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ وقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ . والأَوْجَسُ : القَلِيلُ من الطَّعَام والشَّرَابِ يَقُولُون : ما ذُقْتُ عِنْدَه أَوْجَسَ أَي : طَعَاماً عن الأُمَويّ وما فِي سِقَائِه أَوْجَسُ أَيْ قَطْرَةٌ هكذا ذَكَرُوه ولم يَذْكُرُوا الشَّرَابَ قالوا : ولا يُسْتَعْمَلُ إلاّ في النَّفْي . والوَاجِسُ : الهَاجِسُ وهو الخَاطِرُ كما سَيَأْتِي . ومِيجَاسٌ كمِحْرَاب : عَلَمٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . وقَوْلُهَ تَعالَى : فأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً وكذا قَوْلُه تَعالَى : فأَوْجَسَ في نَفْسِه خِيفَةً . أيْ أَحَسَّ وأَضْمَرَ وقال أبَو إِسْحَاقَ : مَعْنَاهُ فأَضْمَرَ منهم خَوْفاً وقالَ في مَوْضِعٍ آخَرَ : معنَى أَوْجَسَ : وَقَعَ في نَفْسِه الخَوْفُ . وتَوَجَّسَ الرَّجُلُ : تَسَمَّعَ إلى الوَجْسِ هو الصَّوْت الخَفِيّ قال ذُو الرُّمَّة يَصِفُ صائِداً :
إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنَابِكِهَا ... أَوْ كَانَ صاحِبَ أَرْضٍ أَو بِهِ المُومُ
وقيلَ : إذا أحَسَّ بهِ فسَمِعَهُ وهو خائِفٌ ومنه قَوْلُه : فغَدَا صبيحَةَ صَوْتِهَا مُتَوَجِّساً . وتَوَجَّسَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ إذا تَذَوَّقَه قلِيلاً قَلِيلاً . وقَوْلُهُم : لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ يُرْوَى بفَتْحِ الجِيمِ وضَمِّها أي أَبَداً عن ابنِ السِّكِّيتِ وحَكَى الفارِسِيُّ : سَجِيسَ عُجَيْسِ الأَوْجَسِ أَي لا أَفْعَلُه طُولَ الدَّهْرِ . قالَ الصّاغَانِيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلّ على إِحْسَاسٍ بشَيْءٍ وتَسَمُّع له . ومِمّا شَذَّ عن هذا التَّرْكِيبِ : لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ وما ذُقْتُ عِنْدَكَ أَوْجَسَ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الوَجْسُ : إضْمارُ الخَوْفِ . وأَوْجَسَتِ الأُذُنُ وتَوَجَّسَت : سَمِعَتْ حِسًّا . والوَجّاسُ في قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ :
حَتّى أُتِيحَ له يَوْماً بمُحْدَلَةٍ ... ذُو مِرَّةٍ بدِوارِ الصَّيْدِ وَجّاسُ قالَ ابنُ سِيدَه : إنّه عِنْدِي عليِ النَّسَبِ ؛ إذْ لا نَعْرِفُ له فِعْلاً وقالَ السُّكَّرِيُّ : وَجّاسٌ أَي يَتَوَجَّسُ . وقالَ ابنُ القَطّاعِ : وَجَسَ الشيْءُ وَجْساً أَي خَفِىَ . وقالَ الصّاغَانِيُّ : ما فِي سِقَائِهِ أَوْجَسُ أَي قَطْرَةُ ماءٍ . ومِيجاسٌ كمِحْرَابٍ : مَوْضِعٌ بالأَهْوَازِ وكانَ بهِ وَقْعَةٌ للخَوَارِجِ وأَمِيرُهُم أبو بِلالٍ مِرْداسٌ قالَ عِمْرَانُ بنُ حِطّانَ :
واللهِ ما تَرَكُوا مِن مَتْبَعٍ لِهُدىً ... ولا رَضُوا بالهُوَيْنَي يَوْمَ مِيجَاسِِ و - د - س