جَبَى الخراجَ والماء والحوضَ يَجْبَاهُ ويَجْبيه
جَمَعَه وجَبَى يَجْبَى مما جاء نادراً مثل أَبى يَأْبى وذلك أَنهم شبهوا الأَلف
في آخره بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ قال وقد قالوا يَجْبَى
والمصدر جِبْوَةً وجِبْيَة عن اللحياني وجِباً وجَباً
جَبَى الخراجَ والماء والحوضَ يَجْبَاهُ ويَجْبيه
جَمَعَه وجَبَى يَجْبَى مما جاء نادراً مثل أَبى يَأْبى وذلك أَنهم شبهوا الأَلف
في آخره بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ قال وقد قالوا يَجْبَى
والمصدر جِبْوَةً وجِبْيَة عن اللحياني وجِباً وجَباً وجِبَاوةٌ وجِبايةٌ نادر وفي
حديث سعد يُبْطِئُ في جِبْوَتهِ الجِبْوَة والجِبْيَة الحالة من جَبْيِ الخراج
واسْتِيفائه وجَبَيْتُ الخراجَ جِبَاية وجَبَوْته جِبَاوَة الأَخير نادر قال ابن
سيده قال سيبويه أَدخلوا الواو على الياء لكثرة دخول الياء عليها ولأَن للواو خاصة
كما أَن للياء خاصة قال الجوهري يهمز ولا يهمز قال وأَصله الهمز قال ابن بري
جَبَيْت الخراج وجَبَوْته لا أَصل له في الهمز سماعاً وقياساً أَما السماع فلكونه
لم يسمع فيه الهمز وأَما القياس فلأَنه من جَبَيْت أَي جمعت وحَصَّلت ومنه جَبَيْت
الماء في الحوض وجَبَوْته والجابي الذي يجمع المال للإبل والجَبَاوَةُ اسم الماء
المجموع ابن سيده في جَبَيْت الخراج جَبَيْته من القوم وجَبَيْتُه الْقَوْمَ قال
النابغة الجعدي دنانير نَجْبِيها العِبادَ وغَلَّة على الأَزْدِ مِن جاهِ امْرِئٍ
قد تَمَهَّلا وفي حديث أَبي هريرة كيف أَنتم إذا لم تَجْتَبوا ديناراً ولا
دِرْهَماً الاجْتِباءُ افتِعال من الجِباية وهو استخراج الأَموال من مَظانها
والجِبْوة والجُبْوة والجِبا والجَبا والجِباوة ما جمعتَ في الحوض من الماء
والجِبا والجَبا ما حول البئر والجَبا ما حول الحوض يكتب بالأَلف وفي حديث الحديبية
فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جَباها فَسَقَيْنا واسْتَقَيْنا الجَبا
بالفتح والقصر ما حول البئر والجِبَا بالكسر مقصور ما جمعت فيه من الماء الجوهري
والجِبا بالكسر مقصور الماء المجموع للإبل وكذلك الجِبْوة والجِباوة الجوهري
الجَبا بالفتح مقصور نَثِيلة البئر وهي ترابها الذي حولها تراها من بعيد ومنه
امرأةٌ جَبْأَى على فَعْلى مثال وَحْمَى إذا كانت قائمة الثَّدْيَيْن قال ابن بري
قوله جَبْأَى التي طَلَعَ ثديُها ليس من الجَبا المعتلّ اللام وإنما هو من جَبَأَ
علينا فلان أَي طلع فحقه أَن يذكر في باب الهمز قال وكأَنّ الجوهري يرى الجَبَا
الترابَ أَصله الهمز فتركت العرب همزة فلهذا ذكر جَبْأَى مع الجَبَا فيكون الجَبا
ما حول البئر من التراب بمنزلة قولهم الجَبْأَة ما حول السرة من كل دابة وجَبَى
الماءَ في الحوض يَجْبِيه جَبْياً وجَباً وجِباً جَمَعَه قال شمر جَبَيْت الماء في
الحوض أَجْبي جَبْياً وجَبَوْت أَجْبُو جَبْواً وجِبايةً وجِباوةً أَي جمعته أَبو
منصور الجِبا ما جُمع في الحوض من الماء الذي يستقى من البئر قال ابن الأَنباري هو
جمع جِبْية والجَبا بالفتح الحوض الذي يُجْبَى فيه الماءُ وقيل مَقام الساقي على
الطَّيِّ والجمع من كل ذلك أَجباءٌ وقال ابن الأَعرابي الجَبَا أَن يتقدم الساقي
للإبل قبل ورودها بيوم فيَجْبِيَ لها الماءَ في الحوض ثم يوردَها من الغد وأَنشد
بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتها لا بالعَجَلْ وبالجَبَا أرْوَيْتها لا بالقَبَلْ يقول
إنها إبل كثيرة يُبطئون بسقيها فتُبْطئ فَيَبْطُؤُ ريُّها لكثرتها فتبقى عامّة
نهارها تشرب وإذا كانت ما بين الثلاث إلى العشر صب على رؤوسها قال وحكى سيبويه
جَبَا يَجْبَى وهي عنده ضعيفة والجَبَا مَحْفَر البئر والجَبَا شَفَة البئر عن
أَبي ليلى قال ابن بري الجَبا بالفتح الحوض والجِبا بالكسر الماء ومنه قول الأَخطل
حتى وَرَدْنَ جِبَا الكُلابِ نِهالاَ وقال آخر حتى إذا أَشرَفَ في جوفِ جَبَا وقال
مُضَرِّس فجمعه فأَلْقَتْ عَصا التَّسْيار عنها وخَيَّمت بأَجْباءِ عَذْبِ الماء
بيضٍ مَحافِرُهْ والجابية الحوض الذي يُجْبَى فيه الماء للإبل والجابِيَة الحوض الضَّخْم
قال الأَعشى تَرُوحُ على آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ كجابيَة الشَّيْخِ العِراقيِّ
تَفْهَقُ خص العراقي لجهله بالمياه لأَنه حَضَرِيّ فإذا وجدها مَلأَ جابيتَه
وأَعدَّها ولم يدرِ متى يجد المياه وأَما البدويّ فهو عالم بالمياه فهو لا يبالي
أَن لا يُعِدَّها ويروى كجابية السَّيْح وهو الماء الجاري والجمع الجَوابي ومنه
قوله تعالى وجِفانٍ كالجوابي والجَبَايا الرَّكايا التي تُحْفر وتُنْصب فيها
قُضبان الكَرْم حكاها أَبو حنيفة وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وذاتِ جَباً كَثِيرِ
الوِرْدِ قَفْرٍ ولا تُسْقَى الحَوائِمُ من جَباها فسره فقال عنى ههنا الشرابَ
( * قوله « الشراب » هو في الأصل بالشين المعجمة وفي التهذيب بالسين المهملة )
وجَبا رَجَعَ قال يصف الحمار حتى إذا أَشْرَفَ في جَوْفٍ جَبَا يقول إذا أَشرف في
هذا الوادي رجع ورواه ثعلب في جوفِ جَبَا بالإضافة وغَلَّط من رواه في جوفٍ جَبَا
بالتنوين وهي تكتب بالأَلف والياء وجَبَّى الرجلُ وضع يديه على ركبتيه في الصلاة
أَو على الأَرض وهو أَيضاً انْكبابه على وجهه قال يَكْرَعُ فيها فيَعُبُّ عَبّا
مُجَبِّياً في مائها مُنْكَبّا وفي الحديث أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرَطوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُعْشَروا ولا يُحْشَروا ولا يُجَبُّوا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لكم ذلك ولا خَيْرَ في دِينٍ لا رُكُوعَ فيه أَصل
التَّجْبِيةَ أَن يقوم الإنسان قيام الراكع وقيل هو السجود قال شمر لا يُجَبُّوا
أَي لا يَرْكعوا في صلاتهم ولا يسجدوا كما يفعل المسلمون والعرب تقول جَبَّى فلان
تَجْبِيَةً إذا أَكَبَّ على وجهه بارِكاً أَو وضع يديه على ركبتيه منحنياً وهو
قائم وفي حديث ابن مسعود أَنه ذكر القيامةَ والنفخَ في الصُّور قال فيقومون
فيُجَبُّون تَجْبِيَةَ رجلٍ واحدٍ قياماً لرب العالمين قال أَبو عبيد التجبية تكون
في حالين إحداهما أَن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم وهذا هو المعنى الذي في الحديث
أَلا تراه قال قياماً لرب العالمين ؟ والوجه الآخر أن يَنْكَبَّ على وجهه بارِكاً
وهو كالسجود وهذا الوجهُ المعروف عند الناس وقد حمله بعض الناس على قوله فيخرُّون
سُجَّداً لرب العالمين فجعل السجود هو التَّجْبية قال الجوهري والتَّجْبية أَن
يقوم الإنسان قيام الراكع قال ابن الأَثير والمراد بقولهم لا يُجَبُّونَ أَنهم لا
يصلون ولفظ الحديث يدل على الركوع والسجود لقوله في جوابهم ولا خيرَ في دِينٍ ليس
فيه ركوع فسمى الصلاة ركوعاً لأَنه بعضها وسئل جابر عن اشتراط ثَقيف أَن لا صدقة
عليها ولا جهاد فقال علم أَنهم سيَصَّدَّقون ويجاهدون إذا أَسلموا ولم يرخص لهم في
ترك الصلاة لأَن وقتها حاضر متكرر بخلاف وقت الزكاة والجهاد ومنه حديث عبد الله
أَنه
( * قوله « ومنه حديث عبد الله أنه إلخ » هكذا في النسخ التي بأيدينا ) ذكر
القيامة قال ويُجَبُّون تَجْبِيةَ رجُل واحد قياماً لرب العالمين وفي حديث الرؤيا
فإذا أَنا بِتَلٍّ أَسود عليه قوم مُجَبُّون يُنْفَخُ في أَدبارِهم بالنار وفي
حديث جابر كانت اليهود تقول إذا نكَحَ الرجلُ امرأَته مُجَبِّيَةً جاء الولدُ
أَحْوَل أَي مُنْكَبَّةً على وجهها تشبيهاً بهيئة السجود واجْتَباه أَي اصْطفاه
وفي الحديث أَنه اجْتَباه لنفسه أَي اختاره واصطفاه ابن سيده واجْتَبَى الشيءَ
اختاره وقوله عز وجل وإذا لم تأْتهم بآية قالوا لولا اجْتَبَيْتها قال معناه عند
ثعلب جئت بها من نفسك وقال الفراء معناه هلا اجْتَبَيْتَها هلا اخْتَلَقْتَها
وافْتَعَلْتها من قِبَل نفسك وهو في كلام العرب جائز أَن يقول لقد اختار لك الشيءَ
واجْتَباه وارْتَجَله وقوله وكذلك يَجْتَبِيك ربك قال الزجاج معناه وكذلك يختارك
ويصطفيك وهو مشتق من جبيت الشيءَ إذا خلصته لنفسك ومنه جبيت الماء في الحوض قال
الأَزهري وجِبايةُ الخراج جمعه وتحصيله مأْخوذ من هذا وفي حديث وائل بن حُجْر قال
كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغارَ ولا وِرَاطَ
ومن أَجْبَى فقد أَرْبَى قيل أَصله الهمز وفسر من أَجْبَى أَي من عَيَّنَ فقد
أَرْبَى قال وهو حسن قال أَبو عبيد الإجباء بيع الحرث والزرع قبل أَن يبدو صلاحه
وقيل هو أَن يُغَيِّب إبِلَهُ عن المصَدِّق من أَجْبَأْتُهُ إذا وارَيْته قال ابن
الأَثير والأَصل في هذه اللفظة الهمز ولكنه روي غير مهموز فإما أَن يكون تحريفاً
من الراوي أَو يكون ترك الهمز للازدواج بأَرْبَى وقيل أَراد بالإجْباء العِينَة
وهو أَن يبيع من رجل سِلْعة بثمن معلوم إلى أَجل معلوم ثم يشتريها منه بالنقد
بأَقل من الثمن الذي باعها به وروي عن ثعلب أَنه سئل عن قوله من أَجْبَى فقد
أَرْبَى قال لا خُلْفَ بيننا أَنه من باع زرعاً قبل أَن يُدْرِك كذا قال أَبو عبيد
فقيل له قال بعضهم أَخطأَ أَبو عبيد في هذا من أَين كان زرع أَيام النبي صلى الله
عليه وسلم ؟ فقال هذا أَحمق أَبو عبيد تكلم بهذا على رؤُوس الخَلْق وتكلم به بعد
الخلق من سنة ثمانَ عَشْرَة إلى يومنا هذا لم يُرَدَّ عليه والإجْباءُ بيع الزرع
قبل أَن يبدو صلاحه وقد ذكرناه في الهمز والجابِيَة جماعة القوم قال حميد بن ثور
الهلالي أَنْتُم بجابِيَة المُلُوك وأَهْلُنا بالجَوِّ جِيرَتُنا صُدَاء وحِمْيَرُ
والجابي الجَراد الذي يَجْبي كلَّ شيءٍ يأكُلُه قال عبد مناف بنُ رِبْعِيّ الهذلي
صابُوا بستَّةِ أَبْياتٍ وأَرْبعة حتى كأَنَّ عليهم جابِياً لُبَدَا ويروى بالهمز
وقد تقدم ذكره التهذيب سُمِّيَ الجرادُ الجابيَ لطُلوعِه ابن الأَعرابي العرب تقول
إذا جاءت السنة جاء معها الجابي والجاني فالجابي الجراد والجاني الذئب
( * قوله « والجاني الذئب » هو هكذا في الأصل وشرح القاموس ) لم يهمزهما
والجابِيَة مدينة بالشام وبابُ الجابِيَة بدمشق وإنما قضى بأَن هذه من الياء لظهور
الياء وأَنها لام واللام ياءً أَكثر منها واواً والجَبَا موضع وفَرْشُ الجَبَا
موضع قال كثير عزة أَهاجَكَ بَرْقٌ آخرَ الليلِ واصِبُ تَضَمَّنَهُ فَرْشُ الجَبَا
فالمَسارِبُ ؟ ابن الأَثير في هذه الترجمة وفي حديث خديجة قالت يا رسول الله ما
بَيْتٌ في الجنَّة من قَصَب ؟ قال هو بيتٌ من لؤلؤة مجَوَّفة مُجَبَّاةٍ قال ابن
الأَثير فسره ابن وهب فقال مجوَّفة قال وقال الخطابي هذا لا يستتِمّ إلا أَن يجعل
من المقلوب فتكون مجوَّبة من الجَوْب وهو القَطْع وقيل من الجَوْب وهو نَقِير
يجتمع فيه الماء والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
الجَبُّ
القَطْعُ جَبَّه يَجُبُّه جَبّاً وجِباباً واجْتَبَّه وجَبَّ خُصاه جَبّاً
اسْتَأْصَلَه وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ والمَجْبُوبُ الخَصِيُّ الذي قد
اسْتُؤْصِلَ ذكَره وخُصْياه وقد جُبَّ جَبّاً وفي حديث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ الذي
أَمَر النبيّ
الجَبُّ
القَطْعُ جَبَّه يَجُبُّه جَبّاً وجِباباً واجْتَبَّه وجَبَّ خُصاه جَبّاً
اسْتَأْصَلَه وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ والمَجْبُوبُ الخَصِيُّ الذي قد
اسْتُؤْصِلَ ذكَره وخُصْياه وقد جُبَّ جَبّاً وفي حديث مَأْبُورٍ الخَصِيِّ الذي
أَمَر النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم بقَتْلِه لَمَّا اتُّهمَ بالزنا فإِذا هو
مَجْبُوبٌ أَي مقطوع الذكر وفي حديث زِنْباعٍ أَنه جَبَّ غُلاماً له وبَعِيرٌ
أَجَبُّ بَيِّنُ الجَبَبِ أَي مقطوعُ السَّنامِ وجَبَّ السَّنامَ يَجُبُه جَبّاً
قطَعَه والجَبَبُ قَطْعٌ في السَّنامِ وقيل هو أَن يأْكُلَه الرَّحْلُ أَو
القَتَبُ فلا يَكْبُر بَعِير أَجَبُّ وناقةٌ جَبَّاء الليث الجَبُّ استِئْصالُ السَّنامِ
من أَصلِه وأَنشد
ونَأْخُذُ بَعْدَهُ بِذنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ ليسَ لَه سَنامُ
وفي الحديث أَنهم كانوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الإِبلِ وهي حَيّةٌ وفي حديث حَمْزةَ
رضي اللّه عنه أَنه اجْتَبَّ أَسْنِمةَ شارِفَيْ عليٍّ رضي اللّه عنه لَمَّا شَرِبَ
الخَمْرَ وهو افْتَعَلَ مِن الجَبِّ أَي القَطْعِ ومنه حديثُ الانْتِباذِ في
المَزادةِ المَجْبُوبةِ التي قُطِعَ رأْسُها وليس لها عَزْلاءُ مِن أَسْفَلِها
يَتَنَفَّسُ منها الشَّرابُ وفي حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما نَهَى النبيُّ صلى
اللّه عليه وسلم عن الجُبِّ قيل وما الجُبُّ ؟ فقالت امرأَةٌ عنده هو المَزادةُ
يُخَيَّطُ بعضُها إِلى بعض كانوا يَنْتَبِذُون فيها حتى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتِ
الانْتباذ فيها واشْتَدَّتْ عليه ويقال لها المَجْبُوبةُ أَيضاً ومنه الحديث إِنَّ
الإِسْلامَ يَجُبُّ ما قَبْلَه والتَّوبةُ تَجُبُّ ما قَبْلَها أَي يَقْطَعانِ
ويَمْحُوانِ ما كانَ قَبْلَهما من الكُفْر والمَعاصِي والذُّنُوبِ وامْرأَةٌ
جَبّاءُ لا أَلْيَتَيْنِ لها ابن شميل امْرأَة جَبَّاءُ أَي رَسْحاءُ والأَجَبُّ
مِنَ الأَرْكَابِ القَلِيلُ اللحم وقال شمر امرأَةٌ جَبَّاءُ إِذا لم يَعظُمْ
ثَدْيُها ابن الأَثير وفي حديث بعض الصحابة رضي اللّه عنهم وسُئل عن امرأَة
تَزَوَّجَ بها كيف وجَدْتَها ؟ فقال كالخَيْرِ من امرأَة قَبّاءَ جَبَّاءَ قالوا
أَوَليس ذلكَ خَيْراً ؟ قال ما ذاك بِأَدْفَأَ للضَّجِيعِ ولا أَرْوَى للرَّضِيعِ
قال يريد بالجَبَّاءِ أَنها صَغِيرة الثَّدْيَين وهي في اللغة أَشْبَهُ بالتي لا
عجز لها كالبعير الأَجَبّ الذي لا سَنام له وقيل الجَبّاء القَلِيلةُ لحم الفخذين
والجِبابُ تلقيح النخل وجَبَّ النَخْلَ لَقَّحَه وزَمَنُ الجِباب زَمَنُ
التَّلْقِيح للنخل الأَصمعي إِذا لَقَّحَ الناسُ النَّخِيلَ قيل قد جَبُّوا وقد
أَتانا زَمَنُ الجِبابِ والجُبَّةُ ضَرْبٌ من مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس
وجمعها جُبَبٌ وجِبابٌ والجُبَّةُ من أَسْماء الدِّرْع وجمعها جُبَبٌ وقال الراعي
لنَا جُبَبٌ وأَرْماحٌ طِوالٌ ... بِهِنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونا ( 1 )
( 1 قوله « الشطونا » في التكملة الزبونا ) والجُبّةُ مِن السِّنانِ الذي دَخَل
فيه الرُّمْحُ
[ ص 250 ] والثَّعْلَبُ ما دخَل مِن الرُّمْحِ في السِّنانِ وجُبَّةُ الرُّمح ما
دخل من السنان فيه والجُبّةُ حَشْوُ الحافِر وقيل قَرْنُه وقيل هي من الفَرَس
مُلْتَقَى الوَظِيف على الحَوْشَب من الرُّسْغ وقيل هي مَوْصِلُ ما بين الساقِ
والفَخِذ وقيل موصل الوَظيف في الذراع وقيل مَغْرِزُ الوَظِيفِ في الحافر الليث
الجُبّةُ بياضٌ يَطأُ فيه الدابّةُ بحافِره حتى يَبْلُغَ الأَشاعِرَ والمُجَبَّبُ
الفرَسُ الذي يَبْلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكْبَتَيْه أَبو عبيدة جُبّةُ الفَرس
مُلْتَقَى الوَظِيفِ في أَعْلى الحَوْشَبِ وقال مرة هو مُلْتَقَى ساقَيْه
ووَظِيفَي رِجْلَيْه ومُلْتَقَى كل عَظْمَيْنِ إِلاّ عظمَ الظَّهْر وفرسٌ
مُجَبَّبٌ ارْتَفَع البَياضُ منه إِلى الجُبَبِ فما فوقَ ذلك ما لم يَبْلُغِ الرُّكبتين
وقيل هو الذي بلغ البياضُ أَشاعِرَه وقيل هو الذي بلَغ البياضُ منه رُكبةَ اليد
وعُرْقُوبَ الرِّجْلِ أَو رُكْبَتَي اليَدَيْن وعُرْقُوَبي الرّجْلَيْنِ والاسم
الجَبَبُ وفيه تَجْبِيبٌ قال الكميت
أُعْطِيتَ مِن غُرَرِ الأَحْسابِ شادِخةً ... زَيْناً وفُزْتَ مِنَ التَّحْجِيل
بالجَبَبِ
والجُبُّ البِئرُ مذكر وقيل هي البِئْر لم تُطْوَ وقيل هي الجَيِّدةُ الموضع من
الكَلإِ وقيل هي البِئر الكثيرة الماءِ البَعيدةُ القَعْرِ قال فَصَبَّحَتْ بَيْنَ
الملا وثَبْرَهْ جُبّاً تَرَى جِمامَه مُخْضَرَّهْ فبَرَدَتْ منه لُهابُ الحَرَّهْ
وقيل لا تكون جُبّاً حتى تكون ممّا وُجِدَ لا مِمَّا حفَرَه الناسُ والجمع
أَجْبابٌ وجِبابٌ وجِبَبةٌ وفي بعض الحديث جُبِّ طَلعْةٍ مَكانَ جُفِّ طَلعْةٍ وهو
أَنّ دَفِينَ سِحْرِ النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم جُعِلَ في جُبِّ طَلْعةٍ أَي في
داخِلها وهما معاً وِعاءُ طَلْعِ النخل قال أَبو عبيد جُبِّ طَلْعةٍ ليس
بمَعْرُوفٍ إِنما المَعْرُوفُ جُفِّ طَلْعةٍ قال شمر أَراد داخِلَها إِذا أُخْرِجَ
منها الكُفُرَّى كما يقال لداخل الرَّكِيَّة من أَسْفَلِها إِلى أَعْلاها جُبٌّ
يقال إِنها لوَاسِعةُ الجُبِّ مَطْوِيَّةً كانت أَو غير مَطْوِيّةٍ وسُمِّيَت
البِئْر جُبّاً لأَنها قُطِعَتْ قَطْعاً ولم يُحْدَثُ فيها غَيْر القَطْعِ من
طَيٍّ وما أَشْبَهه وقال الليث الجُبّ البئر غيرُ البَعيدةِ الفرَّاءُ بِئْرٌ
مُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيء منها مُقَبَّبةً وقالت
الكلابية الجُبُّ القَلِيب الواسِعَةُ الشَّحْوةِ وقال ابن حبيب الجُبُّ رَكِيَّةٌ
تُجابُ في الصَّفا وقال مُشَيِّعٌ الجُبُّ جُبُّ الرَّكِيَّةِ قبل أَن تُطْوَى
وقال زيد بن كَثْوةَ جُبُّ الرَّكِيَّة جِرابُها وجُبة القَرْنِ التي فيها
المُشاشةُ ابن شميل الجِبابُ الركايا تُحْفَر يُنْصَب فيها العنب أَي يُغْرس فيها
كما يُحْفر للفَسِيلة من النخل والجُبُّ الواحد والشَّرَبَّةُ الطَّرِيقةُ من شجر
العنب على طَرِيقةِ شربه والغَلْفَقُ ورَقُ الكَرْم والجَبُوبُ وَجْهُ الأَرضِ
وقيل هي الأَرضُ الغَلِيظةُ وقيل هي الأَرضُ الغَليظةُ من الصَّخْر لا من الطّينِ
وقيل هي الأَرض عامة لا تجمع وقال اللحياني الجَبُوبُ الأَرضُ والجَبُوب التُّرابُ
وقول امرئِ القيس
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها ... وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً على رَحْلِي
يحتمل هذا كله [ ص 251 ]
والجَبُوبةُ المَدَرةُ ويقال للمَدَرَةِ الغَلِيظةِ تُقْلَعُ من وَجْه الأَرضِ
جَبُوبةٌ وفي الحديث أَن رجلاً مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رجلٌ أَبيضُ رَضْراضٌ
قال القتيبي قال الأَصمعي الجَبُوب بالفتح الأَرضُ الغَلِيظةُ وفي حديث عليّ كرَّم
اللّه وجهه رأَيتُ المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يصلي أَو يسجد على الجَبُوبِ ابن
الأَعرابي الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ والجَبُوبُ المَدَرُ المُفَتَّتُ وفي
الحديث أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فتفل فيها هو من الأَوّل ( 1 )
( 1 قوله « هو من الأول » لعل المراد به المدرة الغليظة ) وفي حديث عمر سأَله رجل
فقال عَنَّتْ لي عِكْرِشةٌ فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ أَي رَمَيْتُها حتى كَفَّتْ عن
العَدْوِ وفي حديث أَبي أُمامةَ قال لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللّه صلى اللّه
عليه وسلم في القَبْر طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهم الجَبُوبَ ويقول سُدُّوا الفُرَجَ ثم
قال إِنه ليس بشيءٍ ولكنه يُطَيِّبُ بنَفْسِ الحيّ وقال أَبو خِراش يصف عُقاباً
أَصابَ صَيْداً
رأَتْ قَنَصاً على فَوْتٍ فَضَمَّتْ ... إِلى حَيْزُومِها رِيشاً رَطِيبا
فلاقَتْه بِبَلْقَعةٍ بَراحٍ ... تُصادِمُ بين عَيْنيه الجَبُوبا
قال ابن شميل الجَبُوبُ وجه الأَرضِ ومَتْنها من سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل أَبو
عمرو الجَبُوبُ الأَرض وأَنشد لا تَسْقِه حَمْضاً ولا حَلِيبا انْ ما تَجِدْه
سابِحاً يَعْبُوبا ذا مَنْعةٍ يَلْتَهِبُ الجَبُوبا وقال غيره الجَبُوب الحجارة
والأَرضُ الصُّلْبةُ وقال غيره
تَدَعُ الجَبُوبَ إِذا انْتَحَتْ ... فيه طَرِيقاً لاحِبا
والجُبابُ بالضم شيء يَعْلُو أَلبانَ الإِبل فيصير كأَنه زُبْد ولا زُبْدَ
لأَلبانها قال الراجز يَعْصِبُ فاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ عَصْبَ الجُبابِ
بِشفاهِ الوَطْبِ وقيل الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم والبقَر وقد أَجَبَّ
اللَّبَنُ التهذيب الجُبابُ شِبه الزبد يَعْلُو الأَلبانَ يعني أَلبان الإِبل إِذا
مَخَضَ البعيرُ السِّقاءَ وهو مُعَلَّقٌ عليه فيَجْتمِعُ عند فَمِ السِّقاء وليس
لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إِنما هو شيء يُشْبِه الزُّبْدَ والجُبابُ الهَدَرُ
الساقِطُ الذي لا يُطْلَبُ وجَبَّ القومَ غَلَبَهم قال الراجز مَنْ رَوّلَ اليومَ
لَنا فقد غَلَبْ خُبْزاً بِسَمْنٍ وهْو عند الناس جَبْ وجَبَّتْ فلانة النساء
تَجُبُّهنّ جَبّاً غَلَبَتْهنّ من حُسْنِها قالَ الشاعر جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ
وعَبْس وجابَّنِي فجَبَبْتُه والاسم الجِبابُ غالَبَني فَغَلَبْتُه وقيل هو غَلَبَتُك
إِياه في كل وجْهٍ من حَسَبٍ أَو جَمال أَو غير ذلك وقوله جَبَّتْ نساءَ العالَمين
بالسَّبَبْ قال هذه امرأَة قدَّرَتْ عَجِيزَتها بخَيْط وهو السَّبَبُ ثم أَلقَتْه
إِلى نساء الحَيِّ لِيَفْعَلْن كما [ ص 252 ] فَعَلت فأَدَرْنَه على أَعْجازِهنَّ
فَوَجَدْنَه فائضاً كثيراً فغَلَبَتْهُنَّ وجابَّتِ المرأَةُ صاحِبَتَها
فَجَبَّتْها حُسْناً أَي فاقَتْها بِحُسْنها والتَّجْبِيبُ النِّفارُ وجَبَّبَ
الرجلُ تَجْبيباً إِذا فَرَّ وعَرَّدَ قال الحُطَيْئةُ
ونحنُ إِذ جَبَّبْتُمُ عن نسائِكم ... كما جَبَّبَتْ من عندِ أَولادِها الحُمُرْ
وفي حديث مُوَرِّقٍ المُتَمَسِّكُ بطاعةِ اللّهِ إِذا جَبَّبَ الناسُ عنها
كالكارِّ بعد الفارِّ أَي إِذا تركَ الناسُ الطاعاتِ ورَغِبُوا عنها يقال جَبَّبَ
الرجلُ إِذا مَضَى مُسْرِعاً فارًّا من الشيءِ الباهلي فَرَشَ له في جُبَّةِ لدارِ
أَي في وسَطِها وجُبَّةُ العينِ حجاجُها ابن الأَعرابي الجَبابُ القَحْطُ الشديدُ
والمَجَبَّةُ المَحَجَّةُ وجادَّتُ الطرِيق أَبو زيد رَكِبَ فلان المَجَبَّةَ وهي
الجادّةُ وجُبَّةُ والجُبَّةُ موضع قال النمر بن تَوْلَب
زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوِّ فأَصْبَحَتْ ... أَجَأٌ وجُبَّةُ مِنْ قَرارِ
دِيارِها
وأَنشد ابن الأَعرابي
لا مالَ إِلاَّ إِبِلٌ جُمَّاعَهْ ... مَشْرَبُها الجُبَّةُ أَو نُعاعَهْ
والجُبْجُبةُ وِعاءٌ يُتَّخذُ مِن أَدمٍ يُسْقَى فيه الإِبلُ ويُنْقَعُ فيه
الهَبِيدُ والجُبْجُبة الزَّبيلُ من جُلودٍ يُنْقَلُ فيه الترابُ والجمع
الجَباجِبُ وفي حديث عبدالرحمن بن عوف رضي اللّه عنه أَنه أَوْدَعَ مُطْعِم بنَ
عَديّ لما أَراد أَن يُهاجِر جُبْجُبةً فيها نَوًى مِن ذَهَبٍ هي زَبِيلٌ لطِيفٌ
من جُلود ورواه القتيبي بالفتح والنوى قِطَعٌ من ذهب وَزْنُ القِطعة خمسةُ دراهمَ
وفي حديث عُروة رضي اللّه عنه إِنْ ماتَ شيءٌ من الإِبل فخذ جِلْدَه فاجْعَلْه
جَباجِبَ يُنْقَلُ فيها أَي زُبُلاً والجُبْجُبةُ والجَبْجَبةُ والجُباجِبُ
الكَرِشُ يُجْعَلُ فيه اللحم يُتَزَوَّدُ به في الأَسفار ويجعل فيه اللحم
المُقَطَّعُ ويُسَمَّى الخَلْعَ وأَنشد
أَفي أَنْ سَرَى كَلْبٌ فَبَيَّتَ جُلَّةً ... وجُبْجُبةً للوَطْبِ سَلْمى
تُطَلَّقُ
وقيل هي إِهالةٌ تُذابُ وتُحْقَنُ في كَرشٍ وقال ابن الأَعرابي هو جِلد جَنْبِ
البعير يُقَوَّرُ ويُتَّخذ فيه اللحمُ الذي يُدعَى الوَشِيقةَ وتَجَبْجَبَ واتخذَ
جُبْجُبَةً إِذا اتَّشَق والوَشِيقَةُ لَحْمٌ يُغْلى إِغْلاءة ثم يُقَدَّدُ فهو
أَبْقى ما يكون قال خُمام بن زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِي
إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ ... فلا تُهْدِ مِنْها واتَّشِقْ وتَجَبْجَب
وقال أَبو زيد التَّجَبْجُبُ أَن تجْعَل خَلْعاً في الجُبْجُبةِ فأَما ما حكاه ابن
الأَعرابي من قَولهم إِنّك ما عَلِمْتُ جَبانٌ جُبْجُبةٌ فإِنما شبهه بالجُبْجُبة
التي يوضعُ فيها هذا الخَلْعُ شَبَّهه بها في انْتِفاخه وقِلة غَنائه كقول الآخر
كأَنه حَقِيبةٌ مَلأَى حَثا ورَجلٌ جُباجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذا كان ضَخْمَ
الجَنْبَيْنِ ونُوقٌ جَباجِبُ قال الراجز [ ص 253 ] جَراشِعٌ جَباجِبُ الأَجْوافِ
حُمُّ الذُّرا مُشْرِفةُ الأَنْوافِ
وإِبل مُجَبْجَبةٌ ضَخْمةُ الجُنُوبِ قالت
حَسَّنْتَ إِلاَّ الرَّقَبَهْ ... فَحَسِّنَنْها يا أَبَهْ
كي ما تَجِيءَ الخَطَبَهْ ... بإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ
ويروى مُخَبْخبه أَرادت مُبَخْبَخَةً أَي يقال لها بَخٍ بَخٍ إِعْجاباً بها
فَقَلَبت أَبو عمرو جمل جُباجِبٌ وبُجابِجٌ ضَخْمٌ وقد جَبْجَبَ إِذا سَمِنَ
وجَبْجَبَ إِذا ساحَ في الأَرض عبادةً
وجَبْجَبَ إِذا تَجَرَ في الجَباجِبِ أَبو عبيدة الجُبْجُبةُ أَتانُ الضَّحْل وهي
صَخْرةُ الماءِ وماءٌ جَبْجابٌ وجُباجِبٌ كثير قال وليس جُباجِبٌ بِثَبْتٍ
وجُبْجُبٌ ماءٌ معروف وفي حديث بَيْعَةِ الأَنصارِ نادَى الشيطانُ يا أَصحابَ
الجَباجِب قال هي جمع جُبْجُبٍ بالضم وهو المُسْتَوى من الأَرض ليس بحَزْنٍ وهي
ههنا أَسماءُ مَنازِلَ بمنى سميت به لأَنَّ كُروشَ الأَضاحِي تُلْقَى فيها أَيامَ
الحَجّ الأَزهري في أَثناءِ كلامه على حيَّهلَ وأَنشد لعبداللّه بن الحجاج
التَّغْلَبي من أَبيات
إِيَّاكِ أَنْ تَستَبْدِلي قَرِدَ القَفا ... حَزابِيةً وهَيَّباناً جُباجِبا
أَلفَّ كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه ... من الصُّوفِ نِكْثاً أَو لَئِيماً
دُبادِبا
وقال الجُباجِبُ والدُّبادِبُ الكثيرُ الشَّرِّ والجَلَبةِ
معنى
في قاموس معاجم
في أَسماءِ
اللّه المُجِيبُ وهو الذي يُقابِلُ الدُّعاءَ والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول
سبحانه وتعالى وهو اسم فاعل مِن أَجاب يُجِيبُ والجَوابُ معروفٌ رَدِيدُ الكلام
والفِعْل أَجابَ يُجِيبُ قال اللّه تعالى فإِني قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ
إِذا دَعا
في أَسماءِ
اللّه المُجِيبُ وهو الذي يُقابِلُ الدُّعاءَ والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول
سبحانه وتعالى وهو اسم فاعل مِن أَجاب يُجِيبُ والجَوابُ معروفٌ رَدِيدُ الكلام
والفِعْل أَجابَ يُجِيبُ قال اللّه تعالى فإِني قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ
إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لي أَي فَلْيُجِيبوني وقال الفرَّاءُ يقال إِنها
التَّلْبِيةُ والمصدر الإِجابةُ والاسم الجَابةُ بمنزلة الطاعةِ والطاقة والإِجابةُ
رَجْعُ الكلام تقول أَجابَه عن سُؤَاله وقد أَجابَه
إِجابةً وإِجاباً وجَواباً وجابةً واسْتَجْوَبَه واسْتَجابَه واسْتَجابَ له قال
كعبُ ابن سَعْد الغَنَويّ يرثي أَخاه أَبا المِغْوار
وَداعٍ دَعا يا مَنْ يُجيبُ إِلى النَّدَى ... فلم يَسْتَجِبْه عِنْدَ ذاكَ
مُجِيبُ ( 1 )
( 1 قوله « الندى » هو هكذا في غير نسخة من الصحاح والتهذيب والمحكم )
فقُلتُ ادْعُ أُخرى وارْفَعِ الصَّوتَ رَفعةً ... لَعَلَّ أَبا المِغْوارِ مِنْكَ
قَرِيبُ
والإِجابةُ والاستِجابةُ بمعنى يقال اسْتَجابَ اللّه دعاءَه والاسم
الجَوابُ والجابةُ والمَجُوبةُ [ ص 284 ] الأَخيرةُ عن ابن جني ولا تكون مصدراً
لأَنَّ المَفْعُلةَ عند سيبويه ليست من أَبنية المصادر ولا تكون من باب المَفْعُول
لأَنَّ فِعْلها مزيد وفي أَمثالِ العَرب أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً قال هكذا
يُتَكلَّم به لأَنَّ الأَمثال تُحْكَى على موضوعاتها وأَصل هذا المثل على ما ذكر
الزُّبَيْر ابن بكار أَنه كان لسَهلِ بن عَمْرٍو ابنٌ مَضْعُوفٌ فقال له إِنسان
أَين أَمُّكَ أَي أَين قَصْدُكَ ؟ فظَنَّ أَنه يقول له أَين أُمُّكَ فقال ذهَبَتْ
تَشْتَري دَقِيقاً فقال أَبُوه أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً وقال كراع الجابةُ
مصدر كالإِجابةِ قال أَبو الهيثم جابةٌ اسم يُقُومُ مَقامَ المصدر وإِنه لَحَسَنُ
الجيبةِ بالكسر أَي الجَوابِ قال سيبويه أَجاب مِنَ الأَفْعال التي اسْتُغْني فيها
بما أَفْعَلَ فِعْلَه وهو أَفْعَلُ فِعْلاً عَمَّا أَفْعَلَه وعن هُوَ أَفْعَلُ مِنكَ
فيقولون ما أَجْوَدَ جَوابَه وهو أَجْوَدُ جَواباً ولا يقال ما أَجْوَبَه ولا هو
أَجْوَبُ منك وكذلك يقولون أَجْوِدْ بَجَوابهِ ولا يقال أَجوِب به وأَما ما جاءَ
في حديث ابن عمر أَنَّ رجلاً قال يا رسولَ اللّه أَيُّ الليلِ أَجْوَبُ دَعْوةً ؟
قال جَوْفُ الليلِ الغابِرِ فسَّره شمر فقال أَجْوَبُ من الإِجابةِ أَي أَسْرَعُه
إِجابةً كما يقال أَطْوَعُ من الطاعةِ وقياسُ هذا أَن يكون من جابَ لا مِن أَجابَ
وفي المحكم عن شمر أَنه فسره فقال أَجْوَبُ أَسْرَعُ إِجابةً قال وهو عندي من باب
أَعْطَى لفارِهةٍ وأَرسلنا الرِّياحَ لوَاقِحَ وما جاءَ مِثلُه وهذا على المجاز
لأَنَّ الإِجابةَ ليست لِلَّيل إِنما هي للّه تعالى فيه فَمعناه أَيُّ الليلِ
اللّهُ أَسرع إِجابةً فِيه مِنه في غَيْرِه وما زاد على الفِعْل الثُّلاثي لا
يُبْنَى مِنْه أفْعَلُ مِنْ كذا إِلا في أَحرف جاءَت شاذة وحَكى الزمخشريُّ قال
كأَنَّه في التَّقْدير مِن جابَتِ الدَّعْوةُ بوزن فَعُلْتُ بالضم كطالَتْ أَي
صارَتْ مُسْتَجابةَ كقولهم في فَقِيرٍ وشَديدٍ كأَنهما مِنْ فَقُرَ وشَدُدَ وليس
ذلك بمستعمل ويجوز أَن يكون من جُبتُ الأَرضَ إِذ قَطَعْتَها بالسير على معنى
أَمْضَى دَعْوَةً وأَنْفَذُ إِلى مَظانِّ الإِجابةِ والقَبُول وقال غيره الأَصل
جاب يجوب مثل طاع يَطُوعُ قال الفرَّاءُ قيل لأَعرابي يا مُصابُ فقال أَنتَ
أَصْوَبُ مني قال والأَصل الإِصابةُ مِن صابَ يَصُوبُ إِذا قَصَدَ وانجابَتِ
الناقةُ مَدَّت عُنُقَها للحَلَبِ قال وأُراه مِن هذا كَأَنَّها أَجابَتْ حالِبَها
على أَنَّا لم نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجابَ قال أَبو سعيد قال لي أَبو عَمْرو بن
العلاءِ اكْتُبْ لي الهمز فكتبته له فقال لي سَلْ عنِ انْجابَتِ الناقةُ أَمَهْموز
أَمْ لا ؟ فسأَلت فلم أَجده مهموزاً
والمُجاوَبةُ والتَّجارُبُ التَّحاوُرُ
وتَجاوَبَ القومُ جاوَبَ بَعضُهم بَعْضاً واسْتَعمله بعضُ الشُعراءِ في الطير فقال
جَحْدَرٌ
ومِمَّا زادَني فاهْتَجْتُ شَوْقاً ... غِنَاءُ حَمامَتَيْنِ تَجاوَبانِ ( 1 )
( 1 قوله « غناء » في بعض نسخ المحكم أيضاً بكاء )
تَجاوَبَتا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيٍّ ... على غُصْنَينِ مِن غَرَبٍ وبَانِ
واسْتَعمَلَه بعضُهم في الإِبل والخيل فقال
تَنادَوْا بأَعْلى سُحْرةٍ وتَجاوَبَتْ ... هَوادِرُ في حافاتِهِم وصَهِيلُ
[ ص 285 ] وفي حديث بناءِ الكَعْبَةِ فسَمِعنا جَواباَ مِن السَّماءِ فإِذا
بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ الجَوابُ صَوْتُ الجَوْبِ وهو انْقِضاضُ الطير
وقولُ ذي الرمة
كأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ ... إِذا تَجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ
تَرْنِيمُ
أَراد تَرْنِيمانِ تَرْنِيمٌ من هذا الجَناح وتَرْنِيمٌ مِن هذا الآخر وأَرضٌ
مُجَوَّبةٌ أَصابَ المطَرُ بعضَها ولم يُصِبْ بَعْضاً وجابَ الشيءَ جَوْباً
واجْتابَه خَرَقَه وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وسَطَه فقد جُبْتَه وجابَ الصخرةَ
جَوْباً نَقَبها وفي التنزيل العزيز وثَمُودَ الذين جابُوا الصَّخْرَ بِالوادِ قال
الفرَّاءُ جابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُيُوتاً ونحو ذلك قال الزجاجُ
واعتبره بقوله وتَنْحِتُون مِن الجِبال بُيُوتاً فارِهِينَ وجابَ يَجُوبُ جَوْباً
قَطَعَ وخَرَقَ ورجُلٌ جَوَّابٌ مُعْتادٌ لذلك إِذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ
سَيَّاراً فيها ومنه قول لقمان بن عاد في أَخيه جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمد أَراد أَنه
يَسْري لَيْلَه كُلَّه لا يَنامُ يَصِفُه بالشَّجاعة وفلان جوَّابٌ جَأّبٌ أَي
يَجُوبُ البِلاد ويَكْسِبُ المالَ وجَوَّابٌ اسم رجل من بني كلابٍ قال ابن السكيت
سُمي جَوَّاباً لأَنه كان لا يَحْفِرُ بئْراً ولا صخْرةً إِلا أَماهَها وجابَ
النعلَ جَوْباً قَدَّها والمِجْوَب الذي يُجابُ به وهي حَديدةٌ يُجابُ بها أَي
يُقْطَعُ وجابَ المفَازةَ والظُّلْمةَ جَوْباً واجْتابَها قَطَعَها وجابَ البِلادَ
يَجُوبُها جَوْباً قَطَعَها سَيْراً وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه قَطَعْتُه
وجُبْتُ البِلاد أَجُوبُها وأَجِيبُها إِذا قَطَعتها وجَوَّابُ الفَلاةِ دَلِيلُها
لقَطْعِه إِيَّاها والجَوْبُ قطْعُك الشيءَ كما يُجابُ الجَيْبُ يقال جَيْبٌ
مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ وكلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فهو مُجَوَّبٌ قال الراجز واجْتابَ
قَيْظاً يَلْتَظِي التِظاؤُهُ وفي حديث أَبي بكر رضي اللّه عنه قال للأَنْصارِ يَوْم
السَّقِيفةِ إِنما جِيبَتِ العَرَبُ عنا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبها أَي
خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا فكُنَّا وسَطاً وكانت العرَبُ حَوالَينا كالرَّحَى
وقُطْبِها الذي تَدُورُ عليه وانْجابَ عنه الظَّلامُ انْشَقَّ وانْجابَتِ الأَرضُ
انْخَرَقَتْ والجَوائِبُ الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ تقول هل
جاءَكم من جائبِة خَبَرٍ أي مِن طَريقةٍ خارِقةٍ أَو خَبَرٍ يَجُوبُ الأَرْضَ منْ
بَلَدٍ إلى بَلَدٍ حكاه ثعلب بالإِضافة وقال الشاعر يَتَنازَعُون جَوائِبَ
الأَمْثالِ يعني سَوائِرَ تَجُوبُ البلاد والجابةُ المِدْرى من الظِّباءِ حين جابَ
قَرْنُها أَي قَطَعَ اللحم وطَلَع وقيل هي المَلْساءُ اللَّيِّنةُ القَرْن فإِن
كان على ذلك فليس لها اشتقاق التهذيب عن أَبي عبيدة جابةُ المِدْرَى من الظِّباءِ
غير مهموز حين طَلَعَ قَرْنهُ [ ص 286 ] شمر جابةُ المِدْرَى أَي جائِبَتُه حِينَ
جابَ قَرْنُها الجِلدَ فَطَلَعَ وهو غير مهموز وجُبْتُ القَمِيصَ قَوَّرْتُ
جَيْبَه أَجُوبُه وأَجِيبُه وقال شَمر جُبْتُه وجِبْتُه قال الراجز باتَتْ تَجِيبُ
أَدْعَجَ الظَّلامِ جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمامِ قال وليس من لفظ الجَيْبِ
لأَنه من الواو والجَيْبُ من الياءِ قال وليس بفَيْعلٍ لأَنه لم يُلْفظ به على
فَيْعَلٍ وفي بعض نسخ المُصَنَّف جِبْتُ القَمِيصَ بالكسر أَي قَوَّرْتُ جَيْبَه
وجَيَّبْتُه عَمِلت له جَيْباً واجْتَبْتُ القَمِيصَ إِذا لَبِسْتَه قال لبيد
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوامِعُ بالضُّحَى ... واجْتابَ أَرْدِيةَ السَّرابِ
إِكامُها
قوله فَبِتِلْكَ يعني بناقَتِه التي وصَفَ سَيْرَها والباءُ في بتلك
متعلقة بقوله أَقْضي في البيت الذي بعده وهو
أَقْضِي اللُّبانةَ لا أَفَرِّطُ رِيبةً ... أَو أَنْ يَلُومَ بِحاجةٍ لُوَّامُها
واجْتابَ احْتَفَر قال لبيد
تَجْتابُ أَصْلاً قائماً مُتَنَبِّذاً ... بُعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَمِيلُ هَيامُها (
1 )
( 1 قوله « قائماً » كذا في التهذيب والذي في التكملة وشرح الزوزني قالصاً ) يَصِف
بقرة احْتَفَرَت كِناساً تَكْتَنُّ فيه من المطر في أَصْل أَرطاةٍ ابن بزرج
جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه التهذيب واجتابَ فلانٌ ثوباً إذا لَبِسَه وأَنشد
تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنها فأَنْسَلَها ... واجْتاب أُخْرَى جَديداً بَعْدَما
ابْتَقَلا
وفي الحديث أَتاه قَومٌ مُجْتابي ( 2 )
( 2 قوله « قوم مجتابي » كذا في النهاية مضبوطاً هنا وفي مادة نمر ) النِّمارِ أَي
لابِسِيها يقال اجْتَبْتُ القمِيصَ والظَّلامَ أَي دَخَلْتُ فيهما قال وكلُّ شيءٍ
قُطِع وَسَطُه فهو مَجْيُوبٌ ومَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ ومنه سُمي جَيْبُ القَمِيصِ وفي
حديث عليّ كَرَّم اللّه وجهه أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطه
وأَدْخَلْتُه في عُنُقي وفي حديث خَيْفانَ وأَما هذا الحَيُّ مِن أَنْمارٍ
فَجَوْبُ أَبٍ وأَوْلادُ عَلَّةٍ أَي إِنهم جِيبُوا من أَبٍ واحد وقُطِعُوا منه
والجُوَبُ الفُرُوجُ لأَنها تُقْطَع مُتَّصلاً والجَوْبة فَجْوةُ ما بين البُيُوتِ
والجَوْبةُ الحُفْرةُ والجَوْبةُ فَضاءٌ أَمْلَسُ سَهْلٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ وقال
أَبو حنيفة الجَوْبةُ من الأَرضِ الدارةُ وهي المكانُ المُنْجابُ الوطِيءُ من
الأَرض القليلُ الشجرِ مِثْلُ الغائط المُسْتَدير ولا يكون في رَمْلٍ ولا جَبَلٍ
إِنما يكون في أَجلاد الأَرض ورِحابِها سمي جَوْبةً لانْجِيابِ الشجر عنها والجمع
جَوْباتٌ وجُوَبٌ نادر والجَوْبةُ موضع يَنْجابُ في الحَرَّة والجمع جُوَبٌ
التهذيب الجَوْبةُ شِبْهُ رَهْوة تكون بين ظَهْرانَيْ دُورِ القَوْمِ يَسِيلُ منها
ماءُ المطَر وكل مُنْفَتِقٍ يَتَّسِعُ فهو جَوْبةٌ وفي حديث الاسْتِسْقاء حتى صارت
المَدينةُ مِثلَ الجَوْبةِ قال هي الحُفْرةُ المُسْتَديرةُ الواسِعةُ وكلُّ
مُنْفَتِقٍ بلا [ ص 287 ] بِناءٍ جَوْبةٌ أَي حتى صار الغَيْمُ والسَّحابُ
مُحِيطاً بآفاق المدينةِ والجَوْبةُ الفُرْجةُ في السَّحابِ وفي الجبال وانْجابَتِ
السَّحابةُ انْكَشَفَتْ وقول العَجَّاج
حتى إِذا ضَوْءُ القُمَيْرِ جَوَّبا ... لَيْلاً كأَثْناءِ السُّدُوسِ غَيْهَبا
قال جَوَّبَ أَي نَوَّرَ وكَشَفَ وجَلَّى وفي الحديث فانْجابَ السَّحابُ عن
المدينةِ حتى صار كالإِكْلِيل أَي انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إِلى بعض وانْكَشَفَ
عنها والجَوْبُ كالبَقِيرة وقيل الجَوْبُ الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ والجَوْبُ
الدَّلْو الضَّخْمةُ عن كراع والجَوْبُ التُّرْسُ والجمع أَجْوابٌ وهو المِجْوَبُ
قال لبيد
فأَجازَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ ... وبكلِّ أَطْلَسَ جَوْبُه في المَنْكِبِ
يعني بكل حَبَشِيٍّ جَوْبهُ في مَنْكِبَيْه وفي حديث غَزْوة أُحُدٍ وأَبو طلحةَ
مُجَوِّبٌ على النبي صلى اللّه عليه وسلم بحَجَفَةٍ أَي مُتَرِّسٌ عليه يَقِيه بها
ويقال للتُّرْسِ أَيضاً جَوبةٌ والجَوْبُ الكانُونُ قال أَبو نخلةَ كالجَوْبِ
أَذْكَى جَمرَه الصَّنَوْبَرُ
وجابانُ اسمُ رجل أَلفُه منقلبة عن واو كأَنه جَوَبانُ فقلبت الواو قلباً لغير علة
وإِنما قيل فيه إِنه فَعَلانُ ولم يقل إِنه فاعال من ج ب ن لقول الشاعر
عَشَّيْتُ جابانَ حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ... وكادَ يَهْلِكُ لولا أَنه اطَّافا
قُولا لجَابانَ فلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِه ... نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ الليلِ
إِسْرافُ ( 1 )
( 1 قوله « إسراف » هو بالرفع في بعض نسخ المحكم وبالنصب كسابقه في بعضه أيضاً
وعليها فلا اقواء )
فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذلك على أَنه فَعَلانُ ويقال فلان فيه
جَوْبانِ من خُلُقٍ أَي ضَرْبان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ قال ذو الرمة
جَوْبَيْنِ مِن هَماهِمِ الأَغْوالِ أَي تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ من أَصوات الغِيلانِ
وفي صفةِ نَهَرِ الجنة حافَتاه الياقوتُ المُجَيَّبُ وجاءَ في مَعالِم السُّنَن
المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ بالباءِ فيهما على الشك وأَصله من جُبْتُ الشيءَ إِذا
قَطَعْتَه وسنذكره أَيضاً في جيب والجابَتانِ موضِعانِ قال أَبو صَخْرٍ الهُذلي
لمَن الدِّيارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ ... بالجَابَتَيْنِ فَرَوْضةِ الحَزْمِ
وتَجُوبُ قَبيلةٌ من حِمْيَر حُلَفاءُ لمُرادٍ منهم ابن مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللّه
قال الكميت
أَلا إِنَّ خَيْرَ الناسِ بَعْدَ ثلاثةٍ ... قَتِيلُ التَّجُوِبيِّ الذي جاءَ مِنْ
مِصْرِ
هذا قول الجوهري قال ابن بري البيت للوَليد بن عُقْبة وليس للكميت كما ذكر وصواب
إِنشاده قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الذي جاءَ من مصرِ [ ص 288 ] وإِنما غَلَّطه في ذلك
أَنه ظَنَّ أَن الثلاثة أَبو بكر وعمرُ وعثمانُ رضوانُ اللّه عليهم فظَنَّ أَنه في
عليّ رضي اللّه عنه فقال التَّجُوبِيّ بالواو وإِنما الثلاثة سيِّدُنا رسولُ اللّه
صلى اللّه عليه وسلم وأَبو بكر وعمر رضي اللّه عنهما لأَن الوليد رَثَى بهذا
الشِّعْر عثمانَ بن عفان رضي اللّه عنه وقاتِلُه كِنانةُ بن بِشر التُّجِيبيّ
وأَما قاتل عليّ رضي اللّه عنه فهو التَّجُوبِيُّ ورأَيت في حاشيةٍ ما مِثالُه
أَنشد أَبو عبيد البَكْرِيّ رحمه اللّه في كتابه فَصْلِ المقال في شرح كتاب
الأَمثال هذا البيت الذي هو أَلا إِنَّ خير الناس بعد ثلاثة لِنائلةَ بنتِ
الفُرافِصةِ بن الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عثمان رضي اللّه عنه تَرثِيه
وبعده
وما لِيَ لا أَبْكِي وتَبْكِي قَرابَتي ... وقد حُجِبَتْ عنا فُضُولُ أَبي عَمْرِو