الجَيِّدُ ككَيِّس : ضِدُّ الرَّديءِ على فَيْعل وأَصلُه جَيْوِد قلبت الواو ياءً لانكسارها ومجاورتها الياءَ ثمّ أُدغِمت الياءُ الزائدة فيها . ج جِيادٌ وجِياداتٌ جمعُ الجمعِ . أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
كمْ كانَ عِندَ بَنِي العوّامِ مِن حسَب ... ومن سُيوفٍ جِيَاداتٍ وأَرماحِ وفي الصّحاح في جمعه جَيائِدُ بالهمز على غير قياس . وجاد الشّيْءُ يَجُود جُودةً بالضّمّ وجَودَة بالفتح : صار جَيِّداً . وأَجادَهُ غيْرُه فجادَ . والتجويدُ مثْلُه . وقد قالوا أَجْوَدَهُ كما قالوا : أَطالَ وأَطْولَ وأَطابَ وأَطْيَبَ وأَلانَ وأَلْيَنَ على النُّقْصَان والتَّمام . ويقال هذا شيءٌ بَيِّنُ الجُودةِ والجَوْدة . وقد جاد جودةً وأََجاد : أَتَى بالجَيِّد من القَول أَو الفِعل . ويقال أَجادَ فُلانٌ في عَمله وأَجْوَدَ وجَادَ عَملُهُ يَجودُ جودَةً وجُدْت له بالمال جُوداً فهو مِجْوادٌ بالكسر ومُجِيدٌ أَي يُجِيد كثيراً . وصانعٌ مِجْوادٌ ومُجيدٌ . وأَنشدَ رَجلٌ رجزاً فقيل أَجاد فقيل إِنّه كان مِجْوَاداً وهُم مَجَاوِيدُ . واستجادَهُ : وَجَدَه جَيِّداً أَو طَلبَه جيِّداً وتَخيَّرَه كتَجَوَّده . وفي الأَساس : وأَجَدْتُك ثَوْباً : أَعطيْتُكَه جَيِّداً : والجَوَاد بالفتح : السَّخِيّ والسَّخِيَّة أَي الذَّكر والأُنثَى سواءٌ . واستدَلُّوا بقول أَبي شِهابٍ الهُذليّ :
صَنَاعٌ بإِشْفاها حَصَانٌ بشَكْرِها ... جَوَادٌ بقُوتِ البَطنِ والعِرْقُ زاخرُ وقيل : الجَوَاد : هو الّذي يُعطِي بلا مَسأَلة صيانةً للآخِذ من ذُلِّ السُّؤال . وقال :
وما الجُودُ منْ يُعْطِي إِذا ما سأَلْتَه ... ولكنَّ مَن يُعطِي بغَيْر سُؤال وقال الكرمانيّ : الجُود : إِعطاءُ ما يَنبغِي لمن يَنبغي . وعبارةُ غيرِه : الجُودُ صفَةٌ هي مبْدأُ إِفادة ما يَنبغِي لمن ينبغي لا لعَوضٍ . فهو أَخصُّ من الإِحسان . ج أَجْوادٌ كَسَّروا فَعَالاً على أَفْعالٍ حتَّى كأَنَّهُمْ إِنَّمَا كَسَّروا فَعَلاً . والكثيرُ أَجَاوِدُ على غير قياس وجُوُدٌ بضمّتين كقُذُل في قَذّال . وفي بعض النُّسخ بضمّ فسكون . ونِسْوَةٌ جُودٌ مثْل نَوَارٍ ونُورٍ . قال الأَخطلُ
" وهن بالبذْل لا بُخْلٌ ولا جُودُ وإِنّما سُكِّنت الواوُ لأَنها حرْف عِلّة وجُودَاءُ بضمٍّ ممدوداً وجُودةٌ أَلحقوا الهاءَ للجْمع كما ذهبَ إِليه سيبويه . وقد جادَ الرَّجلُ جُوداً بالضّمّ . واستجادَه : طلَبَ جُودَه ؛ فأَجادَهُ درْهَماً : أَعطاهُ إِيَّاه وفَرَسٌ جَوَادٌ للذَّكر والأُنثَى . قال :
" نَمَتْهُ جَوادٌ لا يُبَاعُ جَنينُها بيِّن الجُودة بالضّمّ أَي رائعٌ . ج جِيَادٌ وأَجيادٌ وأَجاوِيدُ . وفي حديث الصِّراط : ومِنهمْ من يَمُرُّ كأَجاوِيدِ الخيْل . هي جَمْعُ أَجْوادٍ وأَجْوادٌ جمْع جَوادٍ وكان القِيَاس أَن يقال جِوَادٌ فتصحّ الواو في الجمع لتحرَّكها في الواحدِ الذي هو جَواد كحرَكتها في طوِيل ولم يُسمَع مع هذا عنهم جِواد في التكسير البتَّةَ فأَجْروْا واو جَوَادٍن لوقوعها قبل الأَلف مُجْرَى الساكنِ الّذي هو واوُ ثَوْبٍ وسوْطٍ فقالوا جِياد كما قالوا حِياض وسِياط ولم يقولوا جِوَاد كما قالوا قوَام وطوال . وقد جادَ الفرسُ في عَدْوِه : صارَ رائعاً يَجُود جُودةً بالضّمّ وعليه اقتصَر في اللِّسان وجَوْدةً بالفتح كما في بعض النُّسخ وجوَّدَ تجْوِيداً وأَجْوَادَ كما قالُوا أَطالَ وأَطْولَ وقد تقدَّمَ . ويقال : جاد وأَجْوَدَ إِذا صار ذا دابَّةٍ جَوَادٍ أَو فرَسٍ جَوَادٍ فهو مُجِيدٌ من قَومٍ مَجاوِيدَ . قال الأَعشي :
فمثْلِك قد لَهْوتُ بها وأَرْضٍ ... مَهَامِهَ لا يَقُودُ بها المُجيدُ وفي حديث الاستسقاءِ ولم يأْتِ أَحدٌ من ناحِيَة إِلا حَدّثَ بالجَوْد الجَوْدُ : المطرُ الواسِعُ الغزِيرُ . وفي المحكم : الّذِي يرْوِي كلَّ شيْءٍ أَو الجَوْد من المطر : الذي لا مطر فوْقَهُ البَتّة . جمعُ جائدٍ مثْل صاحبٍ وصَحْبٍ . وجادهم المطرُ يجُودهم جَوْداً . ومَطر جَوْدٌ بَيِّن الجَوْدِ . قال أَبو الحسن : فأَمَّا ما حكَى سيبويه من قولهم : أَخذتْنا بالجَوْد وفَوْقَه فإِنما هي مبالغةٌ وتشنيع وإِلاّ فليس فوق الجَوْدِ شيْءٌ قال ابن سيده : هذا قولُ بعضهم . وسَماءٌ جَوْدٌ وُصِفت بالمصدر . وفي كَلام بعْضِ الأَوائل : هَاجتْ بنا سَمَاءٌ جَوْدٌ وكان كذا وكذا وسحابةٌ جوْدٌ كذلك حكاه ابن الأَعرابيّ . ومَطَرَتَانِ جَوْدانِ . وقد جِيدُوا أَي مُطِرُوا مَطَراً جَوْداً . وجِيدَت الأَرضُ : سَقاها الجَوْدُ . وقال الأَصمعيّ : الجَوْد : أَن تُمْطَرَ الأَرضُ حتَّى يَلْتقِيَ الثَّرَيَانِ . وأُجِيدَتِ الأَرضُ كذلك وهذه عن الصاغانيّ . فهي مَجُودةٌ : أَصابَها مَطرٌ جَوْدٌ . وقَولُ صخْرِ الغَيّ :
يُلاعِبُ الرِّيحَ بالعَصْرَيْنِ قَصْطَلُهُ ... والوابِلُونَ وتَهْتَانُ التَّجَاوِيدِ يكون جَمْعاً لا واحدَ له كالتَّعَاجِيب والتّعَاشِيب والتَّبَاشير وقد يكون جَمْعَ تَجْوَادٍ . وجَادَت العَيْنُ تَجُود جَوْداً بالفتح وجُؤُوداً كقُعُودٍ : كَثُرَ دَمْعُهَا عن اللِّحْيَانيّ . وجادَ المَريضُ بِنَفْسِهِ عند الموْت يَجُود جَوْداً وجُؤُداً قَارَبَ أَن يَقْضِيَ يقال هو يَجُود بنَفْسِه إِذا كَان في السِّياق . والعرب تقول : هو يَجُود بنَفْسه أَي يُخرِجها ويَدْفعها كما يَدْفَع الإِنسانُ مالَه وهو مَجاز . وحَتْفٌ مُجِيدٌ أَي حاضِرٌ . وهو مَجاز قيل أُخِذَ من جَوْدِ المَطَر . قال أَبو خراش :
غَدَا يَرْتَادُ في حَجَرَات غَيْثٍ ... فصَادَفَ نَوْأَه حَتْفٌ مُجِيدُ والجُوَادُ كغُرابٍ : العَطَشُ أَو شِدَّتُه قال الباهليّ :
ونَصْرُك خَاذِلٌ عنِّى بَطِيءٌ ... كأَنَّ بكُمْ إِلى خَذْلِى جُوَادَا والجَوْدَة : العَطْشَةُ . قال ذو الرُّمَّة :
تُعاطِيهِ أَحْيَاناً وقَدْ جِيد جَوْدَةً ... رُضَاباً كطَعْمِ الزنْجبيلِ المُعَسَّلِ وفي التهذيب : جِيدَ الرّجلُ يُجَادُ جُوَاداً وجَوْدَةً فهو مَجُودٌ إِذا عَطِش أَوْ جِيد فلانٌ إِذا أَشْرَفَ على الهَلاَكِ كأَنّ الهلاكَ جادَه قال خِدَاش بن زُهَير :
تَرَكْتُ الوَاهِبيَّ لَدَى مَكَرٍّ ... إِذا مَا جَادَه النَّزْفُ استدارَا والجُوَاد : النُّعَاس . وجادَه الهَوَى : شاقَهُ والنُّعَاسُ : غَلَبَه فهو مَجودٌ كأَنَّ النَّومَ جادَه أَي مَطَرَه . والمَجُودُ : الذي يُجهَد من النُّعَاس وغيرِه عن اللِّحْيَانيّ وبه فُسِّر قول لَبِيد :
ومَجُودٍ من صُبَابَاتِ الكَرَى ... عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ وقيل : معنَى مَجُود أَي شَيِّق . وقال الأَصمعيّ : معناه صُبّ عليه من جَوْدِ المَطَر وهو الكَثِير منه . وجَاوَدَ فلانٌ فُلاناً فَجَادَه إِذا غَلَبَهُ بالجُودِ كما يقال : ماجَده من المجد . ومن المَجاز : إِنِّي لأُجَادُ إِليْكَ أَي إِلى لِقائك أَي أَشْتَاقُ وأُسَاقُ كأَنّ هَواه جادَه الشّوْقُ أَي مَطَره . وإِنه ليُجاد إِلى كلّ شيءٍ يَهُوله . والجُودُ بالضّمّ : الجُوعُ كالجُوسِ لغة هُذليّة يقال جُوداً له وجُوساً له . قال أَبو خِراش الهُذليّ يرثي زُهَير بن العَجْوَة :
تَكَادُ يَدَاه تُسْلِمَانِ إِزارَه ... من الجُودِ لمَّا استقبلَتْه الشَّمائلُويُروَى من القُرّ لمَّا اسْتَدْلقَتْه أَي استخرَجَته من حَيث كان . والشمائلُ جمع الشَّمأَل أَي إِذا هاجَت الشَّمال في الشِّتاءِ والشمائل أَيضاً : الأَريحيَّة أَي هَزّته شمائلُه . وقال : كاد يُعطِي إِزاره وكَرِه أَن يقول أَعطَى إِزارَه فيكون قد وصفَه بالأَفْن والجُنون . ويفسَّر الجُود أَيضاً في البيت بالسَّخاءِ عن الأَصمعيّ . والجُود : اسمُ قَلْعَةٍ في جَبَلِ شَطِبٍ نقله الصاغانيّ . وجُودَةُ بالضّم : وادٍ باليَمَنِ والصواب أَنه قَلْتٌ في وادٍ باليمن كذا صرّحَ به أَبو عُبَيْد . والجُودِيُّ بالضّمّ وتشديد الياءِ : موضِع وقال الزَّجّاج : هو جَبَلٌ بآمِدَ وقيل جَبَلٌ بالجَزِيرةِ قُرْبَ المَوْصِلِ وقيل بالشأْم وقيل بالهِنْد اسْتوَتْ عليه سَفينةُ نُوحٍ عليه وعلى نبيِّنا أَفضلُ الصّلاة والسَّلام وكان ذلك يومَ عاشوراءَ من المحرمّ . وقرأَ الأَعمش واسْتَوَتْ على الجُودِي بإِرسال الياءِ وذلك جائز للتخفيف . والجُودِيُّ : جَبَلٌ بأَجَأَ وقال أُميَّة بن أَبي الصلت :
سُبْحَانَه ثُمّ سُبحاناً يعود له ... وقَبْلَنا سبَّحَ الجُوديّ والجُمُدُ وأَبُو الجُودِيُّ : تابِعيٌّ لا يُعرف اسمه ولا يُعرف إِلاّ بكُنْيتِه قاله الصاغانيّ . وأَبو الجُودِيّ : كُنْية الحارث بن عُمَيرٍ الأَسديِّ الشاميّ سَكَنَ وَاسِطَ روَى عن سَعيدِ بن المُهاجِر الحِمْصيّ قاله المِزّيّ قال الصاغانيّ : هو متأَخّر شَيخُ شُعْبَةَ ابنِ الحَجّاج العَتَكيّ . والجَادِيُّ : الزَّعْفَرانُ . قال كُثيِّر عزّةَ :
يُباشِرْن فأَرَ المِسْك في كلِّ مَهْجَعٍ ... ويُشْرِقُ جادِيٌّ بهن مَفِيدُ أَي مَدُوف كذا في الصّحاح . ويقال : أَجادَ فُلانٌ بالوَلَد إِذا وَلدَهُ جَوْاداً وكذَا أَجَادَ به أَبَواهُ . قال الفرزدق :
قومٌ أَبوهمْ أَبو العاصِي أَجَادَ بِهم ... قَرْمٌ نجيبٌ لِجَدَّاتِ مَناجِيب وتَجَاوَدُوا : نَظَرُوا أَيُّهمْ أَجْوَدُ حُجّةً قال أَبو سعيد : سَمعْتُ أَعرابِيَّا قال : كنْتُ أَجلِس إِلَى قَوْم يَتجاوبون وَيتَجاوَدُون . فقلْت له : ما يَتجاوَدونَ ؟ فقال : يَنظرُون أَيُّهم أَجْوَدُ حُجّةً . والجُوِدياءُ بالضّمّ الكِساءُ نَبطيّة أَو فارسيّة وعَرّبة الأَعشي فقال :
وبَيدَاءَ تحسِبُ آرامَها ... رجالَ إِيادٍ بأَجْيَادِهَا وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيد الطَّائيّ في صِفة الأَسَدِ :
حتّى إِذا مَا رَأَى الأَبْصَارَ قد غَفَلَتْ ... واجْتَابَ من ظُلْمَةٍ جُودِيَّ سَمُّورِقال : جُودِيّ بالنّبطية هي جُودياءُ أَراد جُبّةَ سَمُّورٍ . وأَجادَهُ النَّقْدَ : أَعطاهُ جِيَاداً . وشاعِرٌ مِجْوَادٌ أَي مُجِيدٌ يُجِيد كَثيراً . والجِيدُ بالكسر يائيٌّ وسيأْتي ذكره قريباً . ويَجُودَهُ بفتح التّحتيّة وضمّ الجيم : ع ببلادِ تميم وقد تقدّم في الموحّدة بدل التحتية ذِكْر بَجُودات بلفْظ الجمْع وأَنّه موَاضِعُ في دِيار بني سَعْد وربَّما قالوا بَجُودة وبنو سَعْدٍ قومٌ من تميم فتأَمَّلْ . وجَوُّ جَوادَةَ بفتح الجيمين : موضعٌ ببلادِ طَيّىءٍ لبني ثُعَلَ منهم . وقولهم : وَقَعُوا في أَبي جَادٍ أَي بَاطِلٍ . عن أَبي زيد وهو كُنْيَة رجلٍ من مُلوك حِمْير وقد تقدَّم بيانه . ومما يستدرك عليه : تَجوّدْتُهَا لك أَي تَخَيَّرتُ الأَجودَ منها . وأَجْوَاد العرب مذكورون وجاد إِليه : مالَ . وأَجْيَادٌ : جَبَلٌ بمكَّةَ شرّفَها اللّه تعالى ويقال أَجْيادِين بفتح الهمزَةِ وكسر الدال وجاءَ ذِكرُه في الحديث وكثير منهم من يُصحِّفه بالنّون سُمِّيَ بذلك لموضِع خَيْلِ تُبّع كما سُمِّيَ قُعَيقِعَانُ لموضِعِ سِلاَحه . وعَدَا عَدْواً جَوَاداً وسارَ عُقْبَةً جَوَاداً أَي بَعِيدَةً حَثِيثَةً وعُقبتَيْنِ جَوَادَيْن وعُقَباً جِياداً وأَجْوَاداً كذلك إِذا كانت بعيدةً . ويقال : جَوَّدَ في عَدْوِهِ تَجويداً وأَجادَه : قَتَلَه . وجَوْدَانُ : اسم . وتَجوّدَ في صَنْعه : تَنَوَّقَ فيها . وجَوَّادٌ ككَتَّانٍ ابنُ وَديعةَ بن شَلخب الأَكبر : بطْن من حَضرموت منهم جَوّاد بن أَجير بن جَوّاد الجَوَّاديّ . وجَوْدَانُ بن عَبد اللّه البصْريّ عن جريرِ بن حازِمٍ . وجَوْدَانُ قبيلةٌ من الجَهَاضِم . وكسَحَابٍ : جَوَادُ بنُ عَمْرِو بن محمّد الصَّدفيّ الذي نُسِبَ إِليه سَقيفةُ جَادٍ بمصْر روى عنه ابنُ عُمير توفِّيَ سنة 180 ، ذكره ابن يونس . ويقال للذي غلبه النَّومُ : مَجُودٌ كأَنَّ النَّومَ جَادَه أَي مَطَره قال لبيد :
ومَجُودٍ من صُبَاباتِ الكَرَى ... عاطِفِ النُّمْرقِ صَدْقِ المُبْتَذَل وأَبو الجُودِيّ : راجزٌ مشهور قيل فيه :
لو قد حَدَاهُنَّ أَبو الجُودِيِّ ... بَرَجَزٍ مُسحَنْفِرِ الرَّوِيِّ أَنشده المبرِّد في كتاب ما اتَّفَق لفظُه واختلفَ معناه . ولَيلَى بنت الجُودِيّ التي عَشِقها عبد الرحمن بن أَبي بكر الصّديق وتَزوّجها وله فيها شِعْرٌ وخيرٌ مشهور . وأَبو البركات محمّد بن عاسر الأَجدابيّ الجُوديّ نسب لخدْمة بدْر الدِّين جُودِي القيمديّ أَجاز له الكاشغريّ وطبقتُه وهو جَدّ العلاّمة مُغُلْطاي لأُمّه نقَله الحافظ
المَجْدُ : نَيْلُ الشَّرَفِ وقيل : هو الأَخْذِ مِن الشَّرف والسُّودَدِ ما يَكْفِي . المَجْدُ : المُروءَةُ والسَّخَاءُ والكَرَمُ . قال ابنُ سِيدَه : أَو لا يَكُون إِلاَّ بالآباءِ قال ابنُ السِّكْيت : الشَّرَفُ والمَجْد يَكُونَان بالآباءِ يقال : رَجُلٌ شَرِيف ماجِدٌ : له آباءٌ متقدِّمون في الشَّرَف قال : والحَسَبُ والكَرَمُ يكونان في الرجُلِ وإِن لم يكن له آباءٌ لهم شَرَفٌ . في المحكم : وقيل : المجْد : كَرَمُ الاباءِ خاصَّةً وقيل : المَجْدُ كَرَمُ الآباءِ خاصَّةً وقيل : المَجْدُ كَرَمُ الفِعَالِ وقيل : إِذَا قَارَنَ شَرَفُ الذَّاتِ حُسْنَ الفِعَالِ سُمِّيَ مَجْداً وكان سَعْدُ بن عُبَادَة يقول : اللهُمَّ هَبْ لِي حَمْداً ومَجْداً لا مَجْدَ إِلاَّ بِفِعَالٍ ولا فِعَالَ إِلاَّ بِمَالٍ اللهمّ لا يُصْلِحُني إِلاَّ هو ولا أَصْلُح إِلاَّ عَلَيْه . وفي الأَساس : ومن المَجَاز مَجَدُ الرجُلُ كنَصَر وهذه عن الصاغانيّ وكَرُمَ يَمْجُد ويَمْجُد مَجْداً مَصْدَرُ الأَوّل ومَجَادَةً مصدر الثاني فهو ماجِدٌ من الأَول ومَجِيدٌ من الثاني . من المَجار : أَمْجَدَه ومَجَّدَه كِلاهما : عَظَّمَه وأَثْنَى عليه . وأَمْجد اللهُ فُلاناً ومَجَّدَه كَرَّمَ فِعَالَه . يقال : أَمْجَدَ فلانٌ العَطَاءَ ومَجَّدَه إِذا كَثَّرهَ وقال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ :
فَاشْتَرَانِي واصْطَفَانِي نِعْمَةً ... مَجَّدَ الهَنْءَ وأَعْطَانِي الثَّمَنْويَرْوي : أَمْجَدَ الهَنْءَ . وتَمَاجَدَ الرجلُ : ذَكَرَ مَجْدَه أَي حُسْنَ فِعَالِه أَو شَرَفَ آبائِه . ومَاجَدَه مِجاداً بالكسر : عَارضَهُ بالمَجْدِ . وماجَدهُ فَمَجَدَهُ غَلَبَه بالمَجْدِ هو مَجاز . والمَجِيدُ فَعِيلٌ مِن المَجْدِ للمبالَغَةِ وهو في أَسمائه تَعالى يَجْمَع مَعْنَى الجَلِيل والوَهَّابِ . وفي التنزيل العزيز " ذُو العَرْشِ المَجِيدُ " قال الأَزهريّ : الله تعالى هو المَجِيد تَمَجَّدَ بِفِعَالَه ومَجَّدَه خَلْقُه لعظَمته . وقوله تعالى " ذُو العَرْشِ المَجِيد " قال الفَّراءُ : خَفَضهُ يَحيَى وأَصحابُه كما قال الفَّراءُ : خَفَضهُ يَحيَى وأَصحابُه كما قال " بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ " فوصف القرآنَ بالمَجادَة وقيل : يُقْرَأُ : بل هو قُرآنُ مَجِيد أَي قُرآنُ رَبٍّ مَجيدٍ . قال ابن الأَعرابيّ : المَجيدُ : الرَّفيعُ . وقوله تعالى " ق والقرآنِ المَجِيدِ " يريد بالمَجِيدِ الرَّفِيع العالِي . قال أَبو إِسحاق : معنى المَجِيد الكَرِيمُ فمن خَفَض المَجِيد فمِنْ صِفَة العَرْشِ ومن رَفع فمِنْ صِفَة ذو . قيل : المَجِيد : الكَرِيمُ المِفْضَالُ في صفات الله تعالى . والمَجِيدُ أَيضاً : الشَّرِيفُ الذاتِ الحَسَن الفِعَالِ . ومَجَدَتِ الإِبلُ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجُوداً الأَخير بالضمّ وهي مَواجِدُ ومُجَّدٌ ومُجُدٌ وأَمْجَدَتْ إِذا وَقَعَتء في مَرْعىً كَثيرٍ واسعٍ . وأَمْجَدَهَا الراعِي وأَمْجَدْتُها أَنا وهذا قولُ ابنِ الأَعرابيّ أَو مَجَدَتْ وأَمْجَدَت إِذا نَالَتْ مِن الخَلَى بفتح المُعْجَمَة واللامِ وفي بعض النُّسخ : من الحِليّ بكشر الحاءِ المهملة واللام وتشديد الياءِ وفي غيره من الأُمَّهَات : مِن الكَلإِ قَرِيباً من الشِّبَعِ وعُرِفَ ذلك في أَجْسَامها . قد مَجَدَها مَجْداً وأَمْجَدَها راعيها ومَجَّدَها تَمجِيداً : أَشْبَعَها وذلك في أَوَّلِ الربيع أَو أَمْجَدَ الإِبلَ : عَلَفَها مِلْءَ بَطْنِها وأَشْبَعَهَا ولافِعْل لها هي في ذلك فإِن أَرْعَاها في أَرْضٍ مُكْلِئةٍ فرَعَتْ وشَبِعَت فَمَجَدت تَمْجُد مَجْداً ومُجَوداً ولا فِعْل لك في هذا . قاله الإِمام أَبو زيد . أَو مَجَدَ النَّاقَةَ مُخَفَّفاً إِذا عَلَفَهَا مِلْءَ بُطونِها رواه أَبو عُبَيْدٍ عن أَبي عُبَيْدَة عن أَهلِ العَالِيَةِ وقال : وأَهلُ نَجْدٍ يَقولُون مَجَّدَها تَمْجِيداً مُشَدَّداً إِذا عَلَفها نِصْفَ بَطْنِها وقال ابنُ شُمَيْل : المَجْدُ نَحْوٌ مِن نِصْفِ الشِّبَعِ . ومَجِيد كأَميرٍ ابنُ حَيْدَةَ بن مَعَدّ بن عَدْنَان أَبو بَطْنٍ من الأَشْعَرِيِّينَ وقال الهَمْدَانِيّ : وممَّنْ أَخَلَّتْ به النُّسَّابُ من قُضَاعةَ مَجِيدُ بن حَيْدانَ وَهِمُوا فأَدْخَلُوهم في بُطُونِ الأَشْعَرِ لِقُرْبِ الدَّارِ من الدّارِ . مُجَيْد كَزُبَيْرٍ : اسم رجل أَواسم فَحْل إِلى أَحَدِهما نُسِبَت الإِبلُ المُجَيْدِيَّة أَورَدَهَا الفيوميُّ في المِصباح . قال شيخُنَا : وهي من غرائبه قال الأَزهريُّ : وهي من إِبل اليمن . ومَجْد ممنوعاً من الصَّرْف عَلَمٌ على بنْت تَمِيمِ بنِ غالِبِ بن فِهْرٍ والذي في اللسانِ : بِنْتُ تَمِيمِ بن عامِرِ بن لُؤَيٍّ وقَدْ تُصْرَف ومنه بنو مَجْدٍ وهم كِلاَبٌ وكَعْبٌ وعامِرٌ وكُلَيْبٌ بنو رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بن صَعْصَعَةَ نِسْبَة إِلى أُمِّهم وقد ذَكَرَهَا لَبِيدٌ فقال يفتخرُ بها :
سقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ وأَسْقَى ... نُمَيْراً والقَبَائلَ مِنْ هِلاَلِومَجْدُوانُ بفتح الميم وضمّ الدال : بِنَسَفَ منها أَبو جعفر محمّد بن النّضْر بن رمَضَانَ المؤدِّب الزاهدُ أَديبٌ سمِع غريبَ الحدِيث لأَبي عُبَيْد من أَبي الحسن محمد بن طالِبِ بن عَلِيٍّ النَّسفِيّ وغيرِه وعنه أَبو العَبَّاس المُسْتَغْفِرِيّ . ومَجْدُونُ ويكسر أَوَّلُهَا : ة بِبُخَارَا منها أَبو محمّد عبد الله بن محمّد الأَزديُّ المُؤَذِّن روَى عنه الغُنْجَارُ وغيرُه . وذو ماجِدٍ : باليمن من قُرى ذَمَارِ . والماجِدُ : الكَثِيرُ الخَيْرِ الشريفُ المِفْضَال قال ابنُ شُمَيْل : الماجِدُ : الحَسنُ الخُلُقِ السَّمْحُ ورجُل ماجِدٌ وَمَجِيدٌ إِذا كان كريماً مِعْطَاءً . وفي حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه أَمَّا نَحْنُ بنو هاشمٍ فَأَنْجَادٌ أَمْجَادٌ أَي أَشرافٌ كِرَامٌ جمع مَجِيدٍ أَو ماجِدٍ كأَشْهَادٍ في شَهِيدٍ أَو شاهِدٍ . وماجِدٌ أسْمٌ . من المَجاز في المثَل في كُلٍّ شَجَرٍ نَارٌ . واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ اسْتَمْجَد : اسْتَفْضَلَ أَي استَكْثَرَا من النَّارِ كأَنَّهما أَخَذَا مِن النارِ ما هو حسْبُهُمَا فصَلَحَا للاقتداحِ بهما ويقال : لأَنهما يُسْرِعَانِ الوَرْىَ فشُبِّهَا بمن يُكْثِر من العَطَاءِ طَلَباً للمَجْدِ . وأَبو ماجِدةَ الحَنَفِيّ تابِعِيٌّ ويقال أَبو ماجدٍ ويقال العِجْلِيّ الكَوفِيّ قال أَبو حاتمٍ : اسمه عائذُ بنُ نَضْلَةَ عن أَبي مسعودٍ وعنه يحيى بن عبد الله الجابر قاله المِزِّيّ . وتَمَاجَدُوا : تَفَاخَرُوا . وتَماجَدوا : أَظْهَرُوا مَجْدَهُمْ فيما بَيْنَهم وهو مَجاز . ومما يستدرك عليه : التَّمْجِيد : أَن يُنْسَب الرَّجُلُ إِلى المَجْد والمَجْدُ : الشَّرَفُ الواسِعُ . وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها نَاوِلِيني المَجِيدَ أَي المُصْحف . وفي الأَساس المَجْدُ : أَكْلُ الغَنَمِ البَقْلَ يقال : مَجَدَت الغَنَمُ مُجُوداً : أَكَلت البَقْلَ حَتَّى هجَعَ غَرَثُها . ومن المجازِ : تَمَجَّدَ اللهُ بِكَرَمِه . وعِبَادُه يُمَجِّدُونَه . وهو أَهلُ التَّمَاجِيدِ أَي الثَّنَاءِ بالمجْدِ . وَنَزَلوا بهم فأَمْجَدُوهم . وأَمْجَد فُلانٌ وَلَدَه ولِوَلَدِه : تَخَيَّرَ له الأُمَّهاتِ وهؤلاءِ قَومٌ أَمْجَدَهُم أَبوهم كما في الأَساس وقال أَبو حَيَّة يَصِف امرأَةً :
" ولَيْسَتْ بِمَاجدةٍ للطَّعَامِ ولا للشَّرَاب أَي ليست بكثيرةِ الطعام ولا الشرابِ : ويقال : أَمْجَدَنا فُلانٌ قِرًى إِذَا آتَى ما كَفَى وفَضَلَ . وماجنْدَانُ : من قُرى سَمَرْقَنْد . وقال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : وأَمْجَد الرجُلَ سَبًّا وذَمًّا إِذا أَكثرَ له منهما . ومَجْد آباد . من قُرَى هَمَذَان . وأَبو ماجِدَةَ السَّهْمِيُّ وقيل : ابن ماجِدَة وقيلَ : علِيّ بنُ ماجِدَةَ تابِعِيّ عن عُمَر وعنه العلاءُ بن عبد الرحمن