مَأَرِبٌ كمَنْزِلٍ : أَهمله الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيّ وصاحبُ اللسان هنا . وقد ذكروه في أَرب . وهي بلادُ الأَزْدِ الّتي أَخْرَجهُمْ منها سَيْلُ العَرِمِ . وقد تكرّرت في الحديث قال ابْنُ الأَثِير : وهي مدينةٌ باليَمَن وكانت بها بِلْقِيسُ . أَعاد هذه المادّةَ هنا بناءً على أَنّ المِيم أَصليّةٌ والهمزةَ زائدةٌ . ومثلُه في البارع والمُحْكَم . وقد تقدم أَنَّ الهمزةَ هي الأَصل والميمَ زائدةٌ وهو الصَّوَابُ الّذِي جرى عليه الجُمْهُورُ . ويقالُ : إِنّ مأْرِبَ : عَلَمٌ على مُلُوكِ اليَمَنِ أَو غير ذلك
رَبَكَه يَربُكُه رَبْكًا : خَلَطَه فارْتَبَكَ : اخْتَلَطَ . ورَبَكَ الثَّرِيدَ يَربُكُه رَبْكًا : أَصْلَحَه وخلَطَه بغَيرِه . وقالَ اللّيثُ : رَبَك فُلانًا رَبْكًا : أَلْقاهُ في وَحَلٍ فارْتَبَكَ فيهِ أي نَشِبَ فيه . ورَبَكَ الرَّبيكَةَ يَربُكُها رَبْكًا : عَمِلَها وهي أَقِطٌ بتَمْرٍ وسَمْن يُعْمَلُ رِخْوًا ليس كالحَيسِ فيُؤْكَلُ وهو قَوْلُ غَنِيَّةَ أُمِّ الحُمارِسِ الكِلابِيَّةِ قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : ورُبَّما صُبَّ عليهِ ماءٌ فشُرِبَ شُربًا أَو هو تَمْرٌ وأَقِطٌ يُعْجَنانِ من غيرِ سَمْنٍ أَو رُبٌّ يُخْلَطُ بدَقِيقٍ أَو سَوِيقٍ أَو طَبِيخٌ من تَمْرٍ وبُرِّ أَو دَقِيقٌ وأَقِطٌ مَطْحُونٌ يُلْبَكُ بِسَمْنٍ مُخْتَلِطٍ بالربِّ وهذا قولُ الدُّبَيرِيَّةِ وقد اقْتَصَر الجوهري على قَوْلِها وقَوْلِ أمِّ الحُمارِسِ أَو هو رُبٌّ وأَقِطٌ بسَمْنٍ وهذا مِثْلُ قَوْلِ الدُّبَيرِيَّةِ سواء فصارَت الأَقْوالُ سَبعَةً كالرَبيكِ في الكُلِّ قالَ أَبُو الرُّهَيمِ العَنْبَرِيُّ :
فإِنْ تجزَعْ فغَيرُ مَلومِ فِعْل ... وإنْ تَصْبِر فمِنْ حُبُكِ الرَّبيكِ
ويُضْرَبُ مَثَلاً للقَوْمِ يجْتَمِعُونَ من كُلَ . وتقَدَّمَ عن الجوهري في ب ر ك أَنَّ البَرِيكَةَ : الخبِيصُ وليس هو الرَّبيكَة وهي الحَيس أَو البَرِيكُ : الرُّطَبُ يُؤْكَلُ بالزُّبْدِ عن أبي عَمْرو وتقدم في ح ي س الكلامُ فيه مُشْبَعًا فراجِعْه . ورَجُلٌ رُبَكٌ كصُرَدٍ ورَبِيكٌ مثل أَمِيرِ ورِبَكّ مثل هِجَفِّ الثاني على النَّسَبِ : مُخْتَلِطٌ في أَمْرِه وشاهِدُ الأَخِيرِ قولُ رُؤبة :
" أَغْبِطُ بالنَّوْمِ الخَلِيَ الرّاقِدَا
" لاقَى الهُوَيْنَى والرِّبَكَّ الرّاغِدَا قال ابنُ دُرَيْدٍ : ورَجُلٌ رَبِكٌ ككَتِفٍ : ضَعِيفُ الحِيلَةِ على النَّسَبِ . وارْتَبَكَ الرَّجُلُ : اخْتَلَطَ عليه أَمْرُه وهو مَجازٌ كرَبكَ كفَرِحَ رَبَكًا ومنه حَدِيثُ علي رَضيَ اللّهُ عنه : تَحيّر في الظّلماتِ وارْتَبَكَ في الهَلَكاتِ أي وَقَع فيها ولم يَكَدْ يَخْلُص مِنْها وفي حَدِيثِ ابنِ مَسعُود رضي اللّهُ عنه : وارْتَبَكَ واللّهِ الشّيخُ . وارْتَبَك في كَلامِه : إِذا تَتَعْتَعَ وهو مَجازٌ . وارْتَبَك الصَّيدُ في الحِبالَةِ : اضْطَرَبَ وهو مَجازٌ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : ارْباكَّ فلانٌ عن الأَمْرِ ارْبِيكاكًا : وَقَفَ عنهُ . قالَ وارْبَاكَّ رَأْيُه عليهِ : إِذا اخْتَلَطَ . وأَرْبُكُ بضَمِّ الباءِ ويُقال : أَرْبُقُ بالقافِ وتُفْتَحُ الباءُ أَيضًا كما قالَه ياقُوت : بخُوزِسْتانَ من نواحِي الأَهْوازِ بل ناحِيَةٌ مستَقِلَّةٌ ذاتُ قُرًى ومَزارِعَ وعندَها قَنْطَرَةٌ مَشهُورَةٌ لها ذِكْرٌ في كُتُبِ السِّيَرِ وأَخبارِ الخَوارِج فتَحَها المسلمونَ عامَ سَبعَ عَشْرَةَ في خلافَةِ سيِّدِنا عُمَرَ رضِي اللّهُ عنه قبل نَهاوَنْدَ وأَميرُ الجَيشِ يومئذٍ النُّعْمانُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنيُّ رضي اللّه عنه وقال في ذلِكَ :
عَوَتْ فارسٌ واليَوْمُ حامٍ أوارُه ... بمُحْتَفَلٍ بين الدِّكاكِ وأَرْبُكِ
فَلاَ غَزوَ إِلاّ حِينَ وَلَّوْا وأَدْرَكَتْ ... جُمُوعُهم خَيل الرَّبيسِ بنِ أَربُك
وأَفْلَتَهُنَّ الهُرمُزانُ مُوائِلاً ... به نَدَبٌ من ظاهِرِ اللَّوْنِ أَعْتَكِ مِنْها أَبو طاهِر عليُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ الرَّامَهُرمُزِيُّ الأرْبُكِيُ ويُقال : الأَرْبُقِيُ قال ياقُوت : وقرأتُ في كتابِ المُفاوَضَة لأبي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الكاتِب : حَدَّثَني القاضِي أَبُو الحَسَن أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الأَرْبُقِيُ بأَرْبُقَ وكانَ رَجُلاً فاضِلاً قاضِيَ البَلَدِ وخَطِيبَه وإِمامَهُ في شهر رَمَضانَ ومن الفَضْلِ على مَنْزِلَةٍ قال : تَقَلَّدَ بَلَدَنا بعضُ جُفاةِ العَجَمِ والْتَفَّ به جماعةٌ مِمن حَسَدَنِي وكَرِهَ تَقَدُّمِي فصَرَفَنِي عن القَضاءِ ورامَ صَرفي عن الخَطابَةِ والإِمامَةِ فثَارَ النّاسُ ولم يُساعِدْهُ المُسلِمُونَ فكَتَبتُ إِليه :
قُلْ للّذِينَ تَأَلَّبوا وتَحَزَّبُوا ... قَد طِبتُ نَفْسًا عن وِلايَةِ أَرْبُقِ
هَبني صُدِدْتُ عن القَضاءِ تَعَدِّيَا ... أأصَدُّ عَنْ حِذْقِي به وتَحَقُّقِي ؟ !
وعَن الفَصاحَة والنَّزاهَة والنُّهي ... خُلْقًا خُصِصْتُ بهِ وفَصْل المَنْطِقِوالرَّبيكَهُ كسَفِينَةٍ : الماءُ المُخْتَلِطُ بالطِّينِ نقله الصّاغاني . والرَّبيكَةُ : الزُّبْدَةُ التي لا يُزايِلُها اللَّبَنُ فهي مُرتَبِكَةٌ نقله الصّاغانيُ . وفي المَثَلِ : غَرثانُ فارْبُكُوا له وروى ابن دُرَيْدٍ : فابْكُلُوا له باللامِ يُقالُ : أَتَى أَعْرابي أَهْلَه كما في الصِّحاحِ أي من سَفَرٍ يُقالُ : هو ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ كما في العُباب فبُشِّرَ بغُلامٍ وُلِدَ لَهُ فقَالَ : ما أَصْنَع بهِ أآَكُلُه ؟ أَم أَشْرَبُه ؟ فقالَت امْرَأَته ذلِكَ القَوْلَ فلَمّا شَبعَ قال : كَيفَ الطَّلاَ وأمُّه ؟ ومَعْنَى المَثَل : أي هو جائِعٌ فسَوُّوا له طَعامًا يَهْجَأْ غَرَثُهُ ثم بَشِّرُوه بالمَوْلُودِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : يُضْرَبُ لمَنْ ذَهَبَ هَمُّه وتَفَرَّغَ لغَيرِه . والأَرْبَكُ من الإِبِلِ : الأَسْوَدُ مُشْرَبًا كُدْرَةً أَو الشَّدِيدُ سَوادِ الأُذُنَيْنِ والدُّفُوفِ وما عَدَا ذلِكَ أي : أذُنَيهِ ودُفُوفه مُشْرَبٌ كُدْرَةً والجمعُ رُبْكٌ وهي الرُّمْكُ بالميمِ قال شَمِر : والمِيمُ أَعْرَفُ وقال الصاغانِي : أَقْوَى وبهِما رُوِي حَديث أبي أمامَةَ رضي اللّه عنه في صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ : أَنَّهُم يَركَبُون المَياثِرَ على النُّوقِ الرُّبْكِ علَيها الحَشايَا
ومما يستدرك عليه : رَماهُ بَربيكَةٍ : أي بأَمْرٍ ارْتَبَك عَلَيه . والرَّبُوكُ كصَبُورٍ : تَمْرٌ يُعْجَنُ بسَمْن وأَقِطٍ فيُؤْكَلُ نَقَلَهُ الصّاغانيُ
وجَبَلٌ أَرْبَكُ : أَرْمَكُ
الرَّبُّ هُوَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ وهو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالِكُه له الرُّبُوبِيَّةُ على جَمِيعِ الخَلْقِ لا شَرِيكَ له وهو رَبُّ الأَرْبَابِ ومَالِك المُلوكِ والأَمْلاَكِ قال أَبو منصور : والرَّبُّ يُطْلَقُ في اللُّغَة على المَالِكِ والسَّيِّدِ والمُدَبِّرِ والمُرَبِّي والمُتَمِّمِ وبالَّلامِ لاَ يُطْلَقُ لِغَيْرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وفي نسخة : على غَيْرِ الله عزّ وجلّ إلاّ بالإِضافَةِ أَي إذا أُطْلِقَ على غَيْرِهِ أُضِيفَ فقِيلَ : رَبُّ كَذَا قال : ويقالُ : الرَّبُّ لِغَيْرِ الله وقد قَالُوه في الجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ قال الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ :
وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ ... مِ الحِيارَيْنِ وَالبَلاَءُ بَلاءُ ورَبٌّ بِلاَ لاَمٍ قَدْ يُخَفَّفُ نقله الصاغانيّ عن ابن الأَنْبَارِيّ وأَنشد المُفضّل :
" وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُرَبٌّ غَيْرُ مَنْ يُعْطِي الحُظُوظَ ويَرْزُقُ كذا في لسان العرب وغيرِه من الأُمَّهَاتِ فقولُ شيخِنَا : هذا التخفيفُ مما كَثُرَ فيه الاضْطِرَابُ إلى أَنْ قَالَ : فإنّ هذا التعبيرَ غيرُ معتادٍ ولا معروفٍ بين اللغويينَ ولا مُصْطَلَحٍ عليه بينَ الصَّرْفِيِّينَ مَحَلُّ نَظَرٍ
والاسْمُ الرِّبَابَةُ بالكَسْرِ قال :
" يَا هِنْدُ أَسْقَاكِ بِلاَ حِسَابَهْ
" سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
والرُّبُوبِيَّةُ بالضَّمِّ كالرِّبَابَةِ : وعِلْمٌ رَبُوبِيٌّ بالفَتْحِ نِسْبَةٌ إلى الرَّبِّ علَى غَيْرِ قِيَاسِ وحكى أَحمد ابن يحيى لاَوَرَبْيِكَ مُخَفَّفَةً لا أَفْعَلُ أَي لاَ وَرَبِّكَ أَبْدَلَ البَاءَ يَاءً للتَّضْعِيفِ ورَبُّ كُلِّ شيْءٍ : مَالِكُهُ ومُسْتَحِقُّهُ أَوْ صَاحِبُهُ يقال : فلانٌ رَبُّ هَذَا الشيءِ أَي مِلْكُه لَهُ وكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً فهو رَبُّهُ يقال : هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ ورَبُّ الدَّارِ وفُلاَنَةُ رَبَّةُ البَيْتِ وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجَالِ وفي حديث أَشْرَاطِ السَّاعَةِ " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا ورَبَّهَا أَرادَ به المَوْلَى والسَّيِّدَ يَعْنِي أَنَّ الأَمَةَ تلِدُ لِسَيِّدِهَا وَلَداً فَيَكُونُ كالمَوْلَى لَهَا لأَنَّه في الحَسَبِ كَأَبِيهِ أَرَادَ أَنَّ السَّبْيَ يَكْثُرُ والنِّعْمَةَ تَظْهَرُ في النَّاسِ فَتَكْثُرُ السَّرارِي وفي حديث إجَابة الدَّعْوَةِ " اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ " أَي صَاحِبَهَا وقيلَ المُتَمِّمَ لَهَا والزَّائِدَ في أَهْلِهَا والعَمَلِ بها والإِجَابَةِ لَهَا وفي حديث أَبي هريرةَ " لاَ يَقُلِ المَمْلُوكُ لِسَيِّدِهِ : رَبِّي " كَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبًّا لِمُشَارَكَةِ اللهِ في الرُّبُوبيَّة فَأَمَّا قوله تعالَى " اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَإنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَى المُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ وعلى ما كانُوا يُسَمُّونَهُمْ به وفي ضَالَّةِ الإِبِلِ " حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا " فإن البَهَائِمَ غَيْرُ مُتَعَبّدَةٍ وَلاَ مُخَاطَبَةٍ فهي بمَنْزِلَةِ الأَمْوَالِ التي تَجُوزُ إضَافَةُ مالِكِها إليها وقولُه تعالى " ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عَبْدِي " فِيمَنْ قَرَأَ به مَعْنَاهُ - واللهُ أَعْلَمْ - ارْجِعي إلى صَاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ مِنْهُ فادخُلِي فيهِ وقال عز وجل " إنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ " قال الزجاج : إنَّ العَزِيزَ صَاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوَاي قال : ويَجُوزُ أَنْ يكونَ : اللهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ج أَرْبَابٌ ورُبُوبٌ
والرَّبَّانِيُّ : العَالِمُ المُعَلِّمُ الذي يَغْذُو النَّاسَ بصِغَارِ العُلُومِ قبلَ كِبَارِهَا وقال مُحَمَّدُ بنُ عضلِيٍّ ابنُ الحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الله بنُ عَبَّاسٍ " اليوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ " وَرُوِي عن عَلِيٍّ أَنَّه قَالَ " النَّاسُ ثَلاَثَةٌ : عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتباعُ كُلِّ نَاعِقٍ " والرَّبَّانِيُّ : العَالِمُ الرَّاسِخُ في العِلْمِ والدِّينِ أَو العَالِمُ العَامِلُ المُعَلِّمُ أَو العالِي الدَّرَجَةِ في العِلْمِ وقيلَ : الرَّبَّانِيُّ : المُتَأَلِّهُ العَارِفُ باللهِ تَعَالَى
ومُوَفّقُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَلاَءِ الرَّبَّانِيُّ المُقْرِئ كانَ شَيْخاً للصُّوفِيّةِ ببَعْلَبَكَّ لَقِيَه الذَّهَبِيُّوالرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ : الحَبْرُ بكَسْرِ الحَاء وفَتْحِها ورَبُّ العِلْمِ ويقالُ : الرَّبَّانِيُّ : الذي يَعْبُدُ الرَّبَّ قال شيخُنَا : ويوجدُ في نُسخ غريبةٍ قديمة بعد قوله " الحَبْرُ " ما نَصَّه : مَنْسُوبٌ إلى الرَّبَّانِ وفَعْلاَنُ يُبْنَى مِنْ فَعِلَ مَكْسُورِ العَيْنِ كَثِيراً كعَطْشَانَ وسَكْرَانَ ومِنْ فَعَلَ مَفْتُوحِ العَيْن قَلِيلاً كَنَعْسَانَ إلى هنا أَوْ هُوَ مَنْسُوبٌ إلى الرَّبِّ أَيِ اللهِ تعالَى بزيادَةِ الأَلِف والنونِ للمُبَالَغَةِ وقال سيبويه : زادُوا أَلفاً ونُوناً في الرَّبَّانِيِّ إذا أَرَادُوا تَخْصِيصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِه كأَنَّ مَعْنَاهُ صاحبُ عِلْمٍ بالرَّبِّ دونَ غيرِه من العُلُومِ والرَّبَّانِيُّ كقولِهِم إلهِيٌّ ونُونُه كلِحْيَانِيّ وشَعْرَانِيّ ورَقَبَانِيّ إذا خُصَّ بِطُولِ اللِّحْيَةِ وكَثْرَةِ الشَّعْرِ وغِلَظِ الرَّقَبَةِ فإذا نَسَبُوا إلى الشَّعْرِ قالوا : شَعِرِيُّ وإلى الرَّقَبَةِ قالُوا رَقَبِيٌّ وإلى اللِّحْيَة لِحْيِيّ والرِّبِّيُّ المنسوب إلى الرَّبّ والرَّبَّانِيُّ : الموصوفُ بعِلْمِ الرَّبِّ وفي التنزيل " كُونُوا رَبَّانِيِّينَ " قال زِرُّ بنُ عَبْدِ اللهِ : أَي حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ قال أَبو عُبيدٍ : سمعتُ رجلاً عالِماً بالكُتُبِ يقولُ : الرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ بالحَلاَلِ والحَرَامِ والأَمْرِ والنَّهْيِ قال : والأَحْبَارُ : أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ ومَا كَانَ ويَكُونُ أَوْ هُوَ لَفْظَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ أَوْ عِبْرَانِيَّةٌ قاله أَبو عُبَيْد وزَعَمَ أَنَّ العربَ لا تعرفُ الرَّبَّانِيِّينَ وإنَّمَا عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ وأَهْلُ العِلْمِ
وَطَالَتْ مَرَبَّتُهُ النَّاسَ ورِبَابَتُه بالكِسْرِ أَي مَمْلَكَتُهُ قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة :
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إلَيْكَ رِبَابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوبُ ويُرْوى : رَبُوبُ بالفَتْحِ قال ابن منظور : وعِنْدِي أَنَّه اسمٌ للجَمْع . وإنَّه مَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبُوبَةِ أَي مَمْلُوكٌ والعِبَادُ مَرْبُوبُونَ للهِ عَزَّ وجَلَّ أَي مَمْلُوكُونَ
ورَبَّهُ يَرُبُّه كان له رَبًّا
وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ : ادَّعَى أَنَّهُ رَبُّهُمَا
ورَبَّ النَّاسَ يَرُبُّهُمْ : جَمَعَ ورَبَّ السَّحَابُ المَطَرَيَرُبُّهُ أَي يَجْمَعُهُ ويُنَمِّيهِ وفُلاَنٌ مَرَبٌّ أَي مَجْمَعٌ يَرُبُّ النَّاسَ ويَجْمَعُهُم
ومن المجاز : رَبَّ المَعْرُوفَ والصَّنِيعَةَ والنِّعْمَةَ يَرُبُّهَا رَبًّا وَرِبَاباً ورِبَابَةً - حَكَاهُمَا اللِّحْيَانيّ - ورَبَّبَهَا : نَمَّاهَا وزَادَهَا وأَتَمَّهَا وأَصْلَحَهَا
ورَبَّ بالمَكَانِ : لَزِمَ قال :
" رَبَّ بِأَرْضٍ لاَ تَخَطَّاهَا الحُمُرْ ومَرَبُّ الإِبِلِ : حَيْثُ لَزِمَتْهُ . ورَبَّ بالمَكَانِ قال ابن دريد : أَقَامَ به كَأَرَبَّ في الكُلِّ يقال أَرَبَّتِ الإِبِلُ بمكَانِ كَذَا : لَزِمَتْهُ وأَقَامَتْ بِه فهي إبِلٌ مَرَابُّ : لَوَازِمُ وأَرَبَّ فلانٌ بالمكان وأَلَبَّ إرْبَاباً وإلْبَاباً إذا أَقَامَ به فلم يَبْرَحْهُ وفي الحديث : " اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ وفَقْرٍ مُرِبٍّ " قال ابنُ الأَثِيرِ : أَوْ قَالَ مُلِبٍّ أَي لاَزِمٍ غَيْرِ مُفَارِقٍ من أَرَبَّ بالمَكَانِ وأَلَبَّ إذا أَقَامَ به ولَزِمَه وكُلُّ لازمٍ شَيْئاً مُرِبٌّ
وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ : دَامَتْ
ومن المجاز : أَرَبَّتِ السَّحَابَةُ : دَامَ مَطَرُهَا
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ : لَزِمَتِ الفَحْلَ وأَحَبَتْهُ
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا : لَزِمَتْه وأَرَبَّتْ بالفَحْلِ : لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْهُ وهِي مُرِبُّ كذلك هذه رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ عن أَبي زيد
ورَبَّ الأَمْرَ يَرُبُّهُ رَبًّا ورِبَابَةً : أَصْلَحًَهُ ومَتَّنَهُ أَنشد ابن الأَنباريّ :
يَرُبُّ الذي يَأْتِي مِنَ العُرْفِ إنَّهُ ... إذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ وتَمَّمَاومن المجاز : رَبَّ الدُّهْنَ : طَيَّبَهُ وأَجَادَهُ كَرَبَّبَه وقال اللِّحْيَانيّ : رَبَبْتُ الدُّهْنَ : غَذَوْتُهُ باليَاسَمِينِ أَو بَعْضِ الرَّيَاحِينِ ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إذا رُبِّبَ الحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ
ورَبَّ القَوْمَ : سَاسَهُمْ أَي كان فَوْقَهُمْ وقال أَبو نصر : هو مِن الرُّبُوبِيَّةِ وفي حديث ابن عبّاس مع ابن الزُّبير " لأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ " أَي يَكُونُونَ عَلَيَّ أُمَرَاءَ وسَادَةً مُتَقَدِّمِينَ يَعْنِي بَنِي أُمّيَّةَ فإنَّهُمْ إلى ابنِ عبّاسٍ أَقْرَبُ من ابنِ الزُّبَيْرِ
وَرَبَّ الشَّيْءَ : مَلَكَهُ قال ابن الأَنْبَاريّ : الرَّبُّ يَنْقَسِمُ على ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ يَكُونُ الرَّبُّ : المَالِكَ ويكونُ الرَّبُّ : السَّيِّدَ المُطَاعَ ويَكُونُ الرَّبُّ : المُصْلِحَ وقولُ صَفْوَانَ : " لأَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ " أَي سَيِّدٌ يَمْلِكُنِي
ورَبَّ فلانٌ نِحْيَهُ أَيِ الزِّقَّ يَرُّبُّهُ رَبًّا بالفَتْحِ ويُضَمُّ : رَبَّاهُ بالرُّبِّ أَي جَعَلَ فيه الرُّبَّ ومَتَّنَه بهِ وهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوبٌ قال :
" سَلالَهَا في أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ أَي غيرِ مُصْلَحٍ وفي لسان العرب : رَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ والحُبَّ بالقِيرِ والقَارِ أَرُبُّهُ رَبَّا أَي مَتَّنْتُهُ وقيلَ : رَبَبْتُه : دَهَنْتُهُ وأَصْلَحْتُه قال عمْرُو بن شَأْسٍ يخَاطِبُ امْرَأَته وكانت تُؤْذِي ابْنَهُ عَرَاراً :
" وإنَّ عَرَاراً إنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍفَإنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ العَمَمْ
فإنْ كُنْتِ مِنّي أَوْتُرِيدِينَ صُحْبَتِي ... فكُونِي له كالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأَدَمْ أَرَادَ بالأَدَمِ النِّحْيَ يقولُ لزوجته : كُونِي لولدِي عَرَارٍ كسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِيَ بِرُبِّ التَّمْرِ لأَنَّ النِّحْيَ إذَا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابتْ رَائِحَتُه ومَنَعَ السمنَ أَنْ يَفْسُدَ طَعْمُهُ أَو رِيحُه
ورَبَّ وَلَدَهُ والصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبًّا : رَبَّاهُ أَي أَحْسَنَ القِيام عليه وَوَلِيَهُ حَتَّى أَدْرَك أَي فارَقَ الطُّفُولِيَّةَ كانَ ابنَه أَو لمْ يَكُنْ كرَبَّبَه تَرْبِيباً وتَرِبَّةً كتَحِلّةٍ عن اللحْيَانيّ وارْتَبَّه وتَرَبَّبَهُ ورَبَّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيضاً وأَنشد اللحْيَانيّ :
تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودانَ شَلَّةٌ ... تَرِبَّةَ أُمٍّ لاَ تُضِيعُ سِخَالَهَا ورَبْرَبَ الرَّجُلُ إذَا رَبَّى يَتِيماً عن أَبي عمرو
وفي الحديث " لَكَ نِعْمَةٌ تَرُبُّهَا أَي تحْفَظُهَا وتُرَاعِيهَا وتُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي الرجلُ وَلَدَه وفي حديث ابنِ ذِي يضزَن :
" أُسْدٌ تُرَبِّبُ في الغَيْضَاتِ أَشْبَالاَ أَي تُرَبِّي وهو أَبْلَغُ منه ومن تَرُبُّ بالتَّكْرِير الذِي فيه وقال حسان بن ثابت :
ولأَنْتِ أَحْسَنُ إذْ بَرَزْتِ لَنَا ... يَوْمَ الخُرُوجِ بسَاحَةِ القَصْرِ
مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَافِيةٍ ... مِمَّا تَرَبَّبَ حَائِرُ البَحْرِ يَعْنِي الدُّرَّةَ التي يُرَبِّيهَا الصَّدَفُ في قَعْرِ المَاء وزَعَمَ ابنُ دريد أَنَّ رَبِبْته كسَمِعَ لغةٌ فيه قال : وكذلك كلُّ طِفْلٍ مِنَ الحيوان غيرِ الإِنسان وكان ينشد هذا البيت :
" كَانَ لَنَا وهْوَ فَلُوٌّ نِرْبَبُهْ كَسَرَ حرفَ المُضَارَعَةِ ليُعْلَمَ أَن ثَانِيَ الفِعْلِ الماضِي مكسورٌ كما ذهب غليه سيبويهِ في هذا النحو قال : وهي لغة هُذَيْلٍ في هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ قلتُ : وهو قولُ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ وآخِرُه :
" مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطِيرُ زَغَبُهْ ومن المجاز : الصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ وَرَبِيبٌ وكذلك الفرسُ
ومن المجاز أَيضاً : ربت المرأَةُ صَبِيَّهَا : ضَرَبَتْ على جَنْبِهِ قليلاً حتى يَنَامَ كذا في الأَسَاس والمَرْبُوبُ المُرَبَّى وقولُ سلامةَ بنِ جَنْدَلٍ :مِنْ كُلِّ حَتٍّ إذَا ما ابْتَلَّ مَلْبَدُه ... صافِي الأَديمِ أَسِيلِ الخَدِّ يَعْبُوبِ
لَيْسَ بأَسْفَى وَلاَ أَقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ يجوزُ أَن يكونَ أَراد بمَرْبُوب الصَّبِيَّ وأَن يكونَ أَرَادَ به الفَرَسَ كذا في لسان العرب
وعن اللِّحْيَانيِّ : رَبَّت الشَّاةُ تَرُبُّ رَبًّا إذا وَضَعَتْ وقيل : إذا عَلِقَتْ وقيل : لا فِعْلَ لِلرُّبَّى وسيأْتي بيانها وإنما فَرَّقَ المُصنِّفَ مَادَّةً واحِدَة في مواضعَ شَتَّى كما هو صنيعُه . وقال شيخنا عند قوله : ورَبَّ : جَمَعَ وأَقَامَ إلى آخر العبارة : أَطْلَقَ المصنفُ في الفِعْلِ فاقتضى أَنَّ المضارعَ مضمومه سواءٌ كان متعدِّياً كرَبَّهُ بمعَانِيه أَو كان لازماً كَرَبَّ إذَا أَقَامَ كَأَرَبَّ كما أَطلق بعضُ الصرفيين أَنه يقال من بَابَيْ قَتَل وضَرَبَ مُطْلَقاً سواءٌ كان لازماً أو متعدياً والصوابُ في هذا الفِعْل إجراؤُه على القواعد الصَّرفيّة فالمتعدِّي منه كَرَبَّه : جَمَعَه أَو رَبَّاه مضمومُ المضارعِ على القياس واللازِمُ منه كَرَبَّ بالمَكَانِ إذا أَقام مكسورٌ على القياس وما عداه كلّه تخليطٌ من المصنف وغيرِه
والرَّبِيبُ : المَرْبُوبُ والرَّبِيبُ : المُعاهَدُ والرَّبِيبُ : المَلِكُ وبهما فُسِّرَ قَولُ امرىء القيس :
فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِمْ ... ولا آذَنُوا جَاراً فَيَظْعَنَ سَالِمَا أَيِ المَلِكِ : وقيلَ المُعَاهَدِ
والرَّبِيبُ : ابنُ امْرأَةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِهِ كالرَّبُوبِ وهو بمعنى مَرْبُوبٍ ويقال لنفس الرجل : رَابٌّ
والرَّبِيبُ أَيضاً زَوْجُ الأُمِّ لَهَا وَلَدٌ من غيرِه ويقال لامرأَةِ الرجل إذا كان له ولدٌ من غيرها رَبِيبَة وذلك مَعْنَى رَابَّةٍ كالرابِّ قال أَبو الحَسَنِ الرُّمّانِيُّ : هو كالشَّهِيدِ والشَّاهِدِ والخَبِيرِ والخَابِرِ وفي الحديث " الرَّابُّ كَافِلٌ " وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتِيمِ وهو اسمُ فاعلٍ من رَبَّهُ يَرُبُّهُ أَي تَكَفَّلَ بأَمْرِه وقال مَعْنُ بن أَوْسٍ يذكر امرأَتَه وذَكَرَ أَرْضاً لَهَا :
" فَإنَّ بِهَا جَارَيْنِ لَنْ يَغْدِرَا بِهَارَبِيبَ النَّبِيِّ وابْنَ خَيْرِ الخَلاَئِفِ يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ وهو ابنُ أُمِّ سَلََةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعَاصِمَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وأَبُوهُ أَبُو سَلَمَةَ وهو رَبِيبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والأُنْثَى رَبِيبَةٌ وقال أَحْمَدُ بن يحيى : القَوْم الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَرِبَّاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كأَنَّه جَمْعُ رَبِيبٍ فعيلٌ بمعنى فاعِل
والرَّبِيبُ : جَدُّ الحُسَينِ بنِ إبراهيمَ المُحَدِّث عن إسحاقَ البَرْمَكِيِّ وعبدِ الوَهّابِ الأَنْمَاطِيِّ
وفَاتَهُ أَبو مَنْصُورٍ عبدُ الله بنُ عبدِ السلامِ الأَزَجِيُّ لَقَبُه رَبِيبُ الدَّوْلَةِ عن أَبي القاسِمِ بنِ بَيَّان وعبدُ اللهِ بنُ عبد الأَحَدِ بنِ الرَّبِيبِ المُؤَدِّب عن السِّلَفِيّ وكان صالحاً يُزَارُ ماتَ سنة 621 وابن الرَّبِيبِ المُؤَرِّخ وداوودُ بن مُلاعب يُعْرَفُ بابنِ الرَّبِيبِ أَحَدُ مَنِ انتهى إليه عُلُوُّ الإِسْنَادِ بعد السِّتمائة
والرِّبَابَةُ بالكَسْرِ : العَهْدُ والمِيثَاقُ قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ :
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إلَيْكَ رِبَابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رَبُوبُ كالرِّبَابِ بالكَسْرِ أَيضاً قال ابن بَرِّيّ قال أَبو عليٍّ الفارسي : أَرِبَّةٌ : جَمْعُ رِبَابٍ وهو العَهْدُ قال أَبو ذؤيب يَذْكُرُ خَمْراً :
تَوَصَّلُ بالرُّكْبَانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال ... جِوَارَ ويُعْطِيهَا الأَمَانَ رِبَابُهَاوالرِّبَابُ : العَهْدُ الذي يَأْخُذُه صاحِبُهَا من الناسِ لإِجَارتِهَا وقال شمرٌ : الرِّبَابُ في بَيْتِ أَبي ذُؤيب جمع رَبٍّ وقال غيرُه : يقولُ : إذا أَجَارَ المُجِيرُ هذِهِ الَمْرَ أَعْطى صَاحِبَهَا قِدْحاً لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا قد أُجِيرَتْ فلا يُتَعَرَّضُ لَهَا كأَنَّهُ ذَهَبَ بالرِّبَابِ إلى رِبَابَةِ سِهَامِ المَيْسِرِ
والرِّبابَةُ بالكَسْرِ جَمَاعَةُ السِّهَامِ أَو خَيْطٌ تُشَدُّ أَو تُجْمَعُ فِيهَا السِّهَامُ أَو هي السُّلْفَةُ التي تُجْعَلُ فيها القِدَاحُ شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ يكونُ فيها السِّهَامُ وقيل : هي شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ تُجْمَعُ فيها سِهَامُ المَيْسِرِ قال أَبو ذُذَيب يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ :
وكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ ... يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ ويَصْدَعُ وقيلَ : هي سُلْفَةٌ بالضَّمِّ هي جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ يُعْصَبُ بها أَي تُلَفُّ عَلَى يَدِ الرَّجُلِ الحُرْضَةِ وهو مُخْرِجُ القِدَاحِ أَي قِدَاحِ المَيْسِر وإنما يفعلون ذلك لِئَلاَّ وفي بعض النسخ لِكَيْلاَ يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ له في صاحِبه هَوًى
والرَّبِيبَة : الحَاضِنَةُ قال ثعلب : لأَنها تُصْلِحُ الشَّيْءَ وتَقُومُ به وتَجْمَعُه
والرَّبِيبَةُ : بِنْتُ الزَّوْجَةِ قال الأَزهريّ : رَبِيبَةُ الرَّجُلِ : بِنْتُ امْرَأَتِه مِنْ غَيْرِهِ وفي حديث ابن عباس " إنَّمَا الشَّرْطُ فِي الرَّبَائِبِ " يُرِيدُ بَنَاتِ الزَّوْجَاتِ من غيرِ أَزْوَاجِهِنَّ الذينَ معهنَّ وقد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من الكلام في الرَّبِيبِ
والرَّبِيبَةُ : الشَّاةُ التي تُرَبَّى في البَيْتِ لِلَبَنِهَا وغَنَمٌ رَبائِب : تُرْبَطُ قَرِيباً مِنَ البُيُوتِ وتُعْلَفُ لاَ تُسَامُ وهي التي ذَكَرَ إبراهِيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ لاَ صَدَقَةَ فِيهَا قال ابنُ الأَثير في حديث النَّخَعِيِّ " لَيْس فِي الرَّبَائِبِ صَدَقَةٌ " الرَّبَائِبُ : التي تكونُ في البَيْتِ وليستْ بسائمةٍ واحدَتُهَا رَبِيبَةٌ بمعنى مَرْبُوبَة لأَنَّ صَاحبَهَا يَرُبُّهَا وفي حديث عائشة " كان لنا جِيرانٌ مِن الأَنصارِ لهم ربَائِبُ وكانُوا يَبْعَثُونَ إلينا مِن أَلْبَانِهَا "
والرَّبَّةُ : كَعْبَةٌ كانت بنَجْرَانَ لِمَذْحِج وبَنِي الحارث بن كَعْب والرَّبَّةُ : هي اللاَّتُ في حديث عُرْوَةَ بنِ مسعُودٍ الثَّقَفِيِّ لما أَسْلَمَ وَعَادَ إلى قومِه دَخَلَ مَنزلَه فأَنْكَرَ قَوْمُه دُخُولَه قَبْلَ أَن يَأْتِيَ الرَّبَّةَ يَعْنِي اللاَّتَ وهي الصَّخْرَةُ التي كانت تَعْبُدُهَا ثَقِيفٌ بالطَّائِفِ وفي حديث وَفْدِ ثَقِيفٍ " كَانَ لَهُم بيْتٌ يُسَمُّونَهُ الرَّبَّةَ يُضَاهُونَ بَيْتَ اللهِ فلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَهُ المُغِيرَةُ "
والرَّبَّةُ : الدَّارُ الضَّخْمَةُ يقال : دَارٌ رَبَّةٌ أَي ضَخْمَةٌ قال حسّان بن ثابت :
وَفِي كُلِّ دَارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ ... وأَوْسِيَّةٍ لِي في ذَرَاهُنَّ وَالِدُ والرِّبَّةُ بالكَسْرِ : نَبَاتٌ أَو اسمٌ لِعِدَّةٍ مِنَ النَّبَاتِ لا تَهيجُ في الصَّيْفِ تَبْقَى خُضْرَتُهَا شِتَاءً وصَيْفاً ومِنْهَا الحُلَّبُ والرُّخَامَى والمَكْرُ والعَلْقَى يقالُ لِكُلِّهَا رِبَّةٌ أَو هي بَقْلَةٌ نَاعِمَةٌ وجَمْعُهَا رِبَبٌ كذا في التهذيب وقيلَ : هو كُلُّ ما أَخْضَرَّ في القَيْظِ من جميع ضُرُوبِ النَّبَاتِ وقيلَ : هِيَ من ضُرُوبِ الشَّجَرِ أَو النَّبْتِ فَلَمْ يُحَدَّ قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ :
" أَمْسَى بِوَهْبَيْنِ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِهِمِنْ ذِي الفَوَارِسِ يَدْعُو أَنْفَهُ الرِّبَبُ الرِّبَّةُ : شَجَرَةٌ أَو هِيَ شَجَرَةُ الخَرُّوبِ والرِّبَّةُ : الجَمَاعَةُ الكَثِيرَةُ ج أَرِبَّةٌ أَو الرِّبَّةُ عَشَرَةُ آلاَفٍ أَوْ نَحْوُهَا والجَمْعُ رِبَابٌ ويُضَمُّ عن ابن الأَنباريّ
والرُّبَّةُ بالضَّمِّ : الفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ قِيلَ : هِيَ عَشَرَةُ آلاَفٍ قال يُونُسُ : رَبَّةٌ ورِبَابٌ كجَفْرَةٍ وجِفَارٍوقال خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ : الرُّبَّةُ : الخَيْرُ اللاَّزِمُ وقال " اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبَارَكٍ فقِيلَ لَهُ : ومَا رُبَّتُه قال : كَثْرَةُ العَيْشِ وطَثْرَتُهُ
والمَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ والثَّرَى ويُنَمِّيه
والمَرَبُّ بالفَتحِ : الأَرْضُ الكَثِيرَةُ الرِّبَّةِ وهو النَّبَاتُ أَو التي لا يَزَالُ بها ثَرًى قال ذو الرُّمَّة :
" خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍمَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ كالمِرْبَابِ بالكَسْرِ والمَرَبَّةُ والمَرْبُوبَةُ وقيل : المِرْبَابُ من الأَرضِينَ : التي كَثُرَ نَبَاتُهَا ونَاسُهَا وكُلُّ ذلك من الجَمْع والمَرَبُّ : المَحَلُّ وَمَكَانُ الإِقَامَةِ والاجتماع والتَّرَبُّبُ : الاجتمَاعُ
والمَرَبُّ : الرَّجُلُ يَجْمَعُ النَّاسَ ويَرُبُّهُمْ
وفي لسان العرب : " وَمَكَانٌ مَرَبٌّ بالفتح أَي مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ قال ذو الرمَّة :
بِأَوَّلَ ما هاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ ... بأَجْرَعَ مِحْلاَلٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ والرُّبَّى كحُبْلَى : الشَّاةُ إذَا وَلَدَتْ ماتَ ولَدُهَا أَيضاً فهي رُبَّى وقيلَ : رِبَابَهَا : مَا بَيْنَهَا وبَيْنَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ وِلاَدَتِهَا وقِيلَ : شَهْرَيْنِ وقال اللِّحْيَانيّ : الرُّبَّى : هِيَ الحَدِيثَةُ النِّتَاجِ من غير أَنْ يَحُدَّ وقْتاً وقيل : هي التي يَتْبَعُهَا ولدُهَا وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه " لاَ تَأْخُذِ الأَكُولَةَ وَلاَ الرُّبَّى وَلاَ المَاخِضَ " قال ابن الأَثِير : هي التي تُرَبَّى في البَيْتِ لأَجْلِ اللَّبَنِ وقيل : هي القَرِيبَةُ العَهْدِ بالوِلاَدَةِ وفي الحديث أَيضاً " مَا بَقِيَ في غَنَمِي إلاَّ فَحْلٌ أَوْ شَاةٌ رُبَّى " وقيلَ : الرُّبَّى مِنَ المَعْزِ والرَّغُوُثُ مِنَ الضَّأْنِ قاله أَبو زيد وقال غيرُه : من المَعْزِ والضَّأْنِ جميعاً ورُبَّمَا جاءَ في الإِبِلِ أَيضاً قال الأَصمعيّ : أَنْشَدَنَا مُنْتَجِعُ بنُ نَبْهَانَ :
" حَنِينَ أُمِّ البَوِّ فِي رشبَابِهَا والرُّبَّى : الإِحْسَانُ والنِّعْمَةُ نقله الصاغَانيّ والرُّبَّى : الحَاجَةُ يقال : لِي عندَ فُلاَنٍ رُبَّى وعن أَبي عمرو : الرُّبَّى : الرَّابَّة والرُّبَّى : العُقْدَةُ المُحْكَمَةُ يقال في المثل " إنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ مِنْ رُبَّى أَزْرِكَ " يقولُ : إنْ عَوَّلْتَ عَلَيّ فَدَعْنِي أَتْعَبْ واسْتَرْخِ أَنْتَ واسْتَرِحْ ج أَي جَمْعُ الرُّبَّى من المَعْزِ والضَّأْنِ رُبَابٌ بالضَّمِّ وهو نادِرٌ قاله ابنُ الأَثِير وغيرُه تَقُولُ : أَعْنُزٌ رُبَابٌ قال سيبويه : قَالُوا : رُبَّى ورُبَابٌ حَذَفُوا أَلِفَ التأْنيثِ وَبَنَوْهُ على هذا البِنَاءِ كما أَلْقَوُا الهَاءَ مِنْ جَفْرَةٍ فقالُوا : جِفَارٌ إلاَّ أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا كما قالوا : ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ورِخْلٌ ورُخَالٌ والمَصْدَرُ رِبَابٌ كَكِتَابٍ وفي حديث شُرَيْحٍ " إنَّ الشَّاةَ تُحْلَبُ فِي رِبَابِهَا " وحَكَى اللِّحْيَانيُّ : غَنَمٌ رِبَابٌ بالكَسْرِ قال : وهي قَلِيلَةٌ كذا في لسان العرب وأَشَارَ له شيخُنَا وفي حديث المُغِيرَةِ " حَمْلُهَا رِبَابٌ " رِبَابُ المَرْأَةِ : حِدْثَانُ وِلاَدَتِهَا وقيل : هو ما بَيْنَ أَنْ تَضَعَ إلى أَنْ يَأْتِيَ عليها شَهْرَانِ وقِيل : عِشْرُونَ يَوْماً يُرِيدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بعدَ أَنْ تَلِدَ بيَسِيرٍ وذلك مَذْمُومٌ في النِّسَاءِ وإنَّمَا يُحْمَدُ أَنْ لا تَحْمِلَ بعد الوَضْعِ حَتَّى يَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا
والإِرْبَابُ بالكَسْرِ : الدُّنُوُّ من كُلِّ شْيءٍوالرَّبَابُ بالفَتْحِ : السَّحَابُ الأَبْيَضُ وقيل : هو السَّحَابُ المُتَعَلِّق الذي تَرَاهُ كأَنَّهُ دُونَ السحابِ قال ابن بَرِّيّ : وهذا القولُ هو المعروفُ وقد يكونُ أَبيضَ وقد يكون أَسودَ واحدتُهُ بهاءٍ ومثلُهُ في المُخْتَار وفي حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم " أَنَّهُ نَظَرَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْرِيَ بِهِ إلَى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ " قال أَبو عُبَيْد : الرَّبَابَةُ بالفَتْحِ : السَّحَابَةُ التي قد رَكِبَ بعضُهَا بعضاً وجَمْعُهَا : رَبَابٌ وبها سُمِّيَتِ المَرْأَةُ الرَّبَابَ قال الشاعر :
" سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَىمُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ وفي حديث ابن الزبيرِ " أَحْدَقَ بِكُمْ رَبَابُهُ " قال الأَصمعيّ : أَحْسَنُ بيتٍ قالته العرب في وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ عَلَى ما ذَكَره الأَصمعيُّ في نِسْبَةِ البيتِ إليه قال ابن بَرِّيّ : ورَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَةَ بن جَلْهَمَةَ المَازِنِيِّ :
إذَا اللهُ لَمْ يُسْقِ إلاَّ الكِرَامَ ... فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ
أَجَشَّ مُلِثًّا غَزِيرَ السَّحَابِ ... هَزِيزَ الصَّلاَصِلِ والأَزْمَلِ
تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ ... وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ ... نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ والرَّبَابُ : ع بمَكَّةَ بالقُرْبِ من بِئْرِ مَيْمُونٍ والرَّبَابُ أَيضاً : جَبَلٌ بين المَدِينَةِ وفَيْدٍ على طريقٍ كان يُسْلَكُ قديماً يُذْكَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ يقال له : خَوْلَة وهما عن يَمينِ الطريقِ ويَسَارِه والرَّبَابُ مُحَدِّثٌ يَرْوِي عن ابن عَباس وعنه تَمِيمُ بن حُدَير ذَكَرَه البُخَارِيّ وَرَبَابٌ عن مَكْحُولٍ الشاميِّ وعنه أَيوبُ بنُ موسى
والرَّبَابُ : آلَةُ لَهْوٍ لَهَا أَوْتَارٌ يُضْرَبُ بِهَا ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللهِ الوَاسِطِيّ الرَّبَابِيّ يُضْرَبُ بِه المَثَلُ في مَعْرِفَةِ المُوسِيقِي بالرَّبَابِ مَاتَ ببغدَادَ في ذِي القَعْدَة سنة 638
والرَّبَابُ وأُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِئِ القَيْسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابرِ بنِ كعبِ بنِ عُلَيْمٍ الكَلْبِيّ أُمُّ سُكَيْنَةً بِنْتِ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ وفيها يقولُ سَيِّدُنا الحُسَيْنُ رضي الله عنه :
لَعَمْرُكَ إنَّنِي لأُحِبُّ أَرْضاً ... تَحُلُّ بِهَا سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ
أُحِبُّهُمَا وأَبْذُلُ بَعْدُ مَالِي ... ولَيْسَ لِلاَئمٍ فِيهِمْ عِتَابُ وقال أيضاً :
أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَيْداً جَمِيعاً ... ونَتْلَةَ كُلَّهَا وبَنِي الرَّبَابِ
وأَخْوَالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ ... أُحِبُّهُمُ وطُرَّ بَنِي جَنَابِ والرَّبَابُ هذه بِنْتُ أُنَيْفِ بنِ حَارِثَةَ بنِ لأْمٍ الطَّائِيِّ وهي أُمُّ الأَحْوَصِ وعُرْوَةَ بنِ عمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ ابنِ الحارثِ بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ ابنِ عَدِيِّ بمِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ وبها يُعْرَفُونَ وَرَبَابُ بِنْتُ ضليعٍ عن عَمِّهَا سَلْمَانَ بنِ رَبِيعَةَ وَرَبَابُ عن سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ وعنها حَفِيدُهَا عُثْمَانُ بنُ حَكِيمٍ ورَبَابُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ أُمُّ البَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ وأَنشدَ شيخُنَا رحمه الله تعالى :
عَشِقْتُ وَلاَ أَقُولُ لِمَنْ لأَنِّي ... أَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ أَلَمِ العَذَابِ
وكُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُشْفَى فُؤَادِي ... بِرِيقٍ مِنْ ثَنَايَاهُ العِذَابِ
فَأَشْقَانِي هَوَاهُ وَمَا شَفَانِي ... وعَذَبّنِي بِأَنْوَاعِ العَذَابِ
وغَادَرَ أَدْمُعِي مِنْ فَوْقِ خَدِّي ... تَسِيلُ لِغَدْرِهِ سَيْلَ الرَّبَابِ وَمَا ذَنْبِي سِوَى أَنْ هِمْتُ فِيهِ كَمَنْ قَدْ هَامَ قِدْماً في الرَّبَابِ
بِذِكْرَاهُ أَرَى طَرَبِي ارْتِيَاحاً ... وَمَا طَرَبِي بِرَنَّاتِ الرَّبَابِورَوْضَاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرَّبَابَ والرُّبَابُ كغُرَابٍ : ع وهو أَرْضٌ بينَ دِيَارِ بنِي عامرٍ وبَلْحَارِثِ ابنِ كَعْبٍ
وكذا أَبُو الرُّبَابِ المُحَدِّثُ الرَّاوي عن مَعْقَلِ بنِ يَسَارٍ المُزَنِيِّ رضي الله عنه قالَ الحافظُ : جَوَّزَ عَبْدُ الغَنِيِّ أَنْ يَكُونَ هو أَبُو الرُّبَابِ مُطَرِّف بنُ مالِكٍ الذي يَرْوِي عن أَبي الدَّرْدَاءِ وعنه الأَمِيرُ أَيضاً أَبُو الرُّبَابِ رَوَى عنه أَبُو سَعِيدٍ مُوسَى المَهْدِيُّ
والرِّبَابُ بالكَسْرِ : العُثُورُ مَجَازاً والرِّبَابُ جَمْعُ ربَّةٍ بِالكَسْرِ وقد تَقَدَّمَ والرِّبَابُ : الأَصحابُ
والرِّبَابُ : أَحْيَاءُ ضَبَّةَ وهُمْ تَيْمٌ وعَدِيٌّ وعُكْلٌ وقِيلَ : تَيْمٌ وَعِدِيٌّ وعَوْفٌ وثَوْرٌ وأَشْيَبُ وضَبَّةُ عَمُّهُمْ سُموا بذلكَ لِتَفَرُّقِهِمْ لأَنَّ الرُّبَّةَ الفِرْقَةُ ولذلك إذا نَسَبْتَ إلى الرِّبَابِ قُلْتَ رُبِّيُّ فَرُدَّ إلى وَاحِدِهِ وهُوَ رُبَّةٌ لأَنَّكَ إذا نسبتَ الشيءَ إلى الجَمْعِ رَدَدْتَهُ إلى الواحِدِ كما تقولُ في المَسَاجِدِ مَسْجِدِيٌّ إلاَّ أَنْ يَكُونَ سَمَّيْت به رَجُلاً فلا تَرُدُّه إلى الوَاحِدِ كمَا تَقُولُ في أَنْمَارٍ : أَنْمَارِيٌّ وفي كِلاَب كِلاَبِيٌّ وهذا قولُ سيبويهِ وقال أَبو عبيدةَ سُمُّوا رِبَاباً لِتَرَابِّهِم أَي تَعَاهُدِهِم وتَحَالُفِهِم على تَمِيمٍ وقال الأَصمعيّ : سُمُّوا بذلك لأَنَّهُمْ أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي رُبٍّ وتَعَاقَدُوا وتَحَالَفُوا عَلَيْه وقال ثعلبٌ : سُمُّوا رِبَاباً بكَسْرِ الرَّاءِ لأَنَّهُمْ تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعُوا رِبَّةً رِبَّةً وهمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا فَصَارُوا يَداً وَاحِدَةً ضَبَّةُ وثَوْرٌ وعُكْلٌ وتَيْمٌ وعَدِيٌّ كذا في لسان العرب وقِيلَ لأَنَّهُم اجْتَمَعُوا كرِبَابِ القِدَاحِ والوَاحِدَةُ رِبَابَةٌ قالَه البَلاَذُرِيُّ
والرَّبَبُ مُحَرَّكَةً : المَاءُ الكثيرُ المُجْتَمِعُ وقيل : العَذْبُ قال الراجز :
" والبُرَّةُ السَّمْرَاءُ والمَاءُ الرَّبَبْ وهو أَيْضاً ما رَبَّبَهُ الطِّينُ عن ثعلب وأَنشد :
" فِي رَبَبِ الطِّينِ ومَاءٍ حَائِرِ وأَخَذَهُ أَيِ الشَّيْءَ بِرُبَّانِهِ بِالضَّمِّ ويُفْتَحُ : أَيْ أَوّله وفي بعض النُّسَخ بأَوَّلِهِ أَوْ جَمِيعَه ولَمْ يَتْرُكْ منه شَيْئاً ويقال : افْعلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانِهِ أَيْ بِحِدْثَانِهِ وطَرَائِهِ وجِدَّتِهِ ومنه قِيلَ : شَاةٌ رُبَّى ورُبَّانُ الشَّبَابِ : أَوَّلُهُ قال ابنُ أَحْمَرَ :
وإنَّمَا العَيْشُ بِرُبِّانِهِ ... وأَنْتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُعْتَصِرْ وقولُ الشَّاعر :
" خَلِيلُ خَوْدٍ غَرَّهَا شَبَابُهُ
" أَعْجَبَهَا إذْ كَثُرَتْ رِبَابُهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو : الرُّبَّى : أَوَّلُ الشَّبَابِ يقالُ أَتَيْتُهُ فِي رُبَّى شَبَابِهِ ورِبَّان شَبَابِهِ ورُبَابِ شَبَابِهِ قال أَبُو عبيدٍ : الرُّبَّانُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ : حِدْثَانُهوفي الصّحَاح : رُبَّ ورُبَّتَ ورُبَّمَا ورُبَّتَمَا بِضَمِّهِنَّ مُشَدَّدَاتٍ ومُخَفَّفَاتٍ وبِفَتْحِهِنَّ كذلكَ ورُبٌ بِضَمَّتَيْنِ مُخَفَّفَةً ورُبْ كَمْذْ قال شيخُنَا : حَاصِلُ ما ذَكَرَه المُؤَلِّفُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لُغَةً وهو قُصُورٌ ظاهِرٌ فقد قال شيخُ الإِسلام زَكَرِيّا الأَنْصَارِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ في شَرْحِ المُنْفَرِجَةِ الكَبيرِ له ما نَصُّهُ : في رُبَّ سَبْعُونَ لُغَةً ضَمُّ الراءِ وفتحُهَا مع تَشْدِيدِ البَاءِ وتَخْفِيفِهَا مفتوحةً في الضَّمِّ والفَتْحِ ومضمومةً في الضَّمِّ كُلٌّ مِنَ السِّتَّةِ مع تَاءِ التأْنيثِ ساكنةً أَو مفتوحةً أَو مضمومةً أَو مَعَ مَا أَو مَعَهُمَا بأَحْوَالِ التَّاءِ أَو مجردةً منهما فذلك ثَمَانٍ وأَرْبَعُونَ وضَمُّهَا وَفَتْحُهَا مع إسْكَانِ البَاءِ كُلٌّ منهما مع التَّاءِ مفتوحةً أَو مضمومةً أَو مع مَا أَو مَعَهُمَا بحالَتَيِ التاءِ أَو مجردةً فذلك اثْنَتَا عَشْرةَ ورُبت بضم الراءِ وفتحها مع إسْكَانِ الباءِ أَو فَتْحِهَا أَو ضَمِّهَا مُخَفَّفَةً أَو مُشَدَّدَةً في الأَخيرتَيْنِ فذلك عشرة حَرْفٌ خَافِضٌ على الصواب وهو المختارُ عند الجمهور خلافاً للكوفِيِّينَ والأَخْفَشِ ومَنْ وَافَقَهُمْ لاَ يَقَعُ إلاَّ عَلَى نَكِرَةٍ وقال ابن جِنِّي : أَدْخَلُوا رُبَّ على المُضْمَرِ وهو على نِهَايَةِ الاختصاصِ وجَازَ دُخُولُهَا عَلَى المَعْرِفَةِ في هذا المَوْضِع لِمُضَارَعَتِهَا النَّكِرَةَ بِأَنَّهَا أُضْمِرَتْ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ومن أَجْلِ ذلك احتاجت إلى تَفْسِيرٍ وحَكَى الكوفيونَ مُطَابَقَةَ الضَّمِيرِ للتَّمْيِيزِ : رُبَّهُ رَجُلاً قَدْ رَأَيْتَ ورُبَّهُمَا رَجُلَيْنِ ورُبَّهُمْ رِجَالاً ورُبَّهُنَّ نِسَاءً فَمَنْ وَحَّدَ قَالَ : إنَّهُ كِنَايَةٌ عن مَجْهُولٍ ومَنْ لم يُوَحِّدْ قالَ : إنَّهُ رَدُّ كَلاَمٍ كَأَنَّهُ قِيل لهُ : مَالَكَ جَوَارٍ قَالَ رُبَّهُنَّ جَوَارٍ قَدْ مَلَكْتُ وقال أَبُو الهَيْثَمِ : العَرَبُ تَزِيدُ في رُبَّ هاءً وتجعلُ الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعْرَفُ ويَبْطُلُ معها عَمَلُ رُبَّ فلا تخفض بها ما بَعْدَ الهاءِ وإذا فَرَقْتَ بين كم التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشْيءٍ بَطَلَ عنها عَمَلُهَا . وأَنشد :
كَائِنْ رَأَيْتَ وَهَايَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ ... وَرُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ نَصَبَ عَطِباً مِنْ أَجْلِ الهَاءِ المَجْهُولَةِ وقولُه :رُبَّهُ رَجُلاً ورُبَّهَا امْرَأَةً أَضْمَرَتْ فيها العَرَبُ على غير تقدمِ ذِكرٍ ثم أَلْزَمَتْهُ التَّفْسِيرَ ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّحَ ما أَوقعت به الالتباسَ ففسره بذكرِ النوعِ الذي هو قولهم : رَجُلاً وامْرَأَةً كذا في لسان العرب أَو اسمٌ وهو مذهب الكوفيينَ والأَخفشِ في أَحَدِ قَوْلَيْهِ ووافقهم جماعةٌ قال شيخُنَا : وهو قول مردودٌ تعرَّضَ لإِبطاله ابنُ مالك في التسهيل وشرحه وأَبْطَلَه الشيخ أَبو حَيّانَ في الشرح وابن هشامٍ في المُغْنِي وغيرُهم وقِيل : كَلمة تَقلِيلٍ دائماً خلافاً للبعض أَو في أَكثرِ الأَوقاتِ خلافاً لقومٍ أَو تَكْثِيرٍ دائماً قاله ابن دُرُسْتَوَيْهِ أَو لَهُمَا في التهذيب : قال النحويونَ رُبَّ مِنْ حُرُوف المَعَانِي والفَرْقُ بَيْنَها وبينَ كَمْ أَن رُبَّ للتقليلِ وكمْ وُضِعَت للتكثيرِ إذا لم يُرَدْ بها الاستفهام وكلاهُمَا يقع على النَّكِرَاتِ فيخفضها قال أَبو حاتمٍ : من الخطإِ قول العَامَّةِ : رُبَّمَا رَأَيْتهُ كَثِيراً ورُبَّمَا إنَّمَا وُضِعَتْ للتقليل وقال غيرُه : رُبَّ ورَبَّ ورُبَّةَ كلمة تقليلٍ يُجَرُّ بها فيقال : رُبّ رجلٍ قائمٌ ورَبّ رجُلٍ وتدخل عليها التاءُ فيقال : رُبَّتَ رجل وَرَبَّتَ رَجلٍ وقال الجوهريّ : وتدخل عليه ما ليمكن أن يتكلم بالفعل بعده فيقال : رُبَّمَا وفي التنزيل العزيز " رُبَمَا يَوَدُّ الذينَ كفروا " وبعضهم يقول : رَبما بالفَتْحِ وكذلك رُبَّتَمَا وَرَبَّتَمَا ورُبَتَما ورَبَتَمَا والتثقيل في كلّ ذلك أَكثرُ في كلامهم ولذلك إذا حَقَّرَ سيبويه رُبَّ من قوله تعالى " رُبَمَا يَوَدُّ رَدَّهُ إلى الأَصْلِ فقال : رُبَيْبٌ قال اللِّحْيَانيّ قَرَأَ الكسائيّ وأَصحابُ عبدِ الله والحَسَن " رُبَّمَا يَوَدُّ بالتثقيل وقرأ عاصمٌ وأهل المدينة وزِرُّ بن حُبَيْشٍ " رُبَمَا يَوَدُّ " بالتخفيف قال الزّجّاج : مَنْ قَالَ إنَّ رُبَّ يُعْنَى بها التَّكْثِيرُ فهو ضِدُّ مَا تَعْرِفهُ العَرَب فإنْ قَالَ قائِلٌ : فَلِمَ جَازَتْ رُبَّ في قوله " رُبَمَا يَوَدُّ الذينَ كَفَرُوا " ورُبَّ للتقليل فالجَوَابُ في هذا أَنَّ العربَ خوطِبت بما تَعْلَمُه في التهديدِ والرجل يَتَهَدَّدُ الرجلَ فيقول له لعَلّك سَتَنْدَم عَلَى فِعْلِكَ وهو لا يشكُّ في أَنه يَنْدَم ويقول : رُبَّمَا نَدِمَ الإِنسانُ من مثلِ ما صَنَعْت وهو يعلمُ أَن الإِنسانَ يندمُ كثيراً قال الأَزهريّ : والفَرْقُ بين رُبَّمَا ورُبَّ أَنَّ رُبَّ لا يَلِيهِ غيرُ الاسمِ وَأَمَّا رُبَّمَا فإنه زِيدَت مَا مَع رُبَّ لِيَلِيَهَا الفِعْلُ تقولُ رُبَّ رجُلٍ جَاءَنِي ورُبَّمَا جَاءَنِي زَيْدٌ ورُبَّ يَوْمٍ بَكَّرْتُ فيه ورُبَّ خَمْرَةٍ شَرِبْتُهَا وتقول : رُبَّمَا جَاءَنِي فلانٌ ورُبَّمَا حَضَرَنِي زَيْدٌ وأَكْثَرُ ما يَلِيهِ الماضي ولا يَليهِ من الغابرِ إلاَّ مَا كانَ مُسْتَيْقَناً كقوله " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كفَرُوا " وَوَعَدُ اللهِ حَقٌّ كَأَنَّه قد كان فهو بمعنى ما مَضَى وإن كان لفظُه مُسْتَقْبَلاً وقد تَلِي رُبَّمَا الأَسْمَاءُ وكذلك رُبَّتَمَا وقال الكسائيُّ يَلَزَمُ مَنْ خَفَّفَ فأَلْقَى أَحدَ البَاءَيْنِ أَن يقولَ : رُبْ رَجُلٍ فَيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدَوَاتِ كما تقول : لِمَ صَنَعْتَ ولِمْ صَنَعْتَ وقالَ : أَظُنُّهُمْ إنَّمَا امْتَنَعُوا مِنْ جَزْمِ البَاءِ لكَثْرَةِ دُخُولِ التاءِ فيها في قولهم رُبَّتَ رَجُلٍ ورُبَتَ رَجُلٍ يريدُ الكسائيّ أَن تَاءَ التأْنيثِ لا يكونُ ما قَبْلَهَا إلا مفتوحاً أَو في نِيَّةِ الفَتْحِ فَلَمَّا كانت تاءُ التأْنِيثِ تدخلُهَا كثيراً امتنعوا من إسْكَانِ ما قَبلَ هاءِ التأْنيثِ فآثَروا النَّصْبَ يعنِي بالنَّصْبِ الفَتْحَ قال اللِّحْيَانيُّ : وقال لي الكسائيّ : إنْ سَمِعْتَ بالجَزْمِ يَوْماً فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ يُرِيدُ إنْ سَمِعْتَ أَحَداً يقولُ : رُبْ رَجُلٍ فَلاَ تُنْكِرْهُ فإنَّهُ وَجْهُ القِيَاسِ قال اللِّحْيَانيّ : ولَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ رَبَّمَا بالفَتْحِ وَلاَ رَبَمَا كذا في لسان العرب أَوْ في مَوْضِعِ المُبَاهَاةِ والافْتِخَارِ دونَ غيره للتَّكْثِيرِ كما ذَهب إليه جماعةٌ من النحويينَ أَوْ لمْ تُوضَعْلتقليلٍ ولا تكثيرٍ بل يُسْتَفَادَانِ من سِيَاقِ الكلام خِلاَفاً للبَعْضِ وقد حَرَّرَهُ البَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ في التُّحفة كما أَشار إليه شيخُنا وقال ابن السَّرَّاج : النحويّونَ كالمُجْمِعِينَ على أَنّ رُبَّ جوابٌ . يلٍ ولا تكثيرٍ بل يُسْتَفَادَانِ من سِيَاقِ الكلام خِلاَفاً للبَعْضِ وقد حَرَّرَهُ البَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ في التُّحفة كما أَشار إليه شيخُنا وقال ابن السَّرَّاج : النحويّونَ كالمُجْمِعِينَ على أَنّ رُبَّ جوابٌ
واسْمُ جُمَادَى الأُولَى عند العربِ رُبَّى ورُبٌّ واسم جُمَادَى الآخِرَةِ رُبَّى ورُبَّةُ عن كُرَاع واسمُ ذِي القَعْدَةِ رُبَّةُ بضَمِّهِنَّ وإنَّمَا كانُوا يسمونَهَا بذلك في الجَاهِليّة وضَبَطَه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ بالنُّونِ وقال هو اسمٌ لجُمَادَى الآخِرَةِ وخَطَّأَهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ وأَبُو الطيّبِ وأَبُو القَاسِم الزَّجّاجِيّ كما سيأْتي في ر ن ن
والرَّابَّةُ : امْرَأَةُ الأَبِ وفي حديثِ مُجَاهِدٍ " كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رَابِّهِ " يَعْنِي امْرَأَةَ زَوْجِ أُمِّهِ لأَنَّه كان يُرَبِّيهِ وقد تقدَّم ما يتعلّق به من الكَلاَم
والرُّبُّ بالضَّمِّ : هو ما يُطْبَخُ من التَّمْرِ والرُّبُّ : الطِّلاَءُ الخَاثِرُ وقِيلَ هو دِبْسُ أَي سُلاَفَةُ خُثَارَةِ كُلِّ تَمْرَةٍ بعدَ اعْتِصَارِهَا والطَّبْخِ والجَمْعُ : الرُّبُوبُ والرِّبَابُ ومنه : سِقَاءٌ مَرْبُوبٌ إذَا رَبَبْتَهُ أَي جَعَلْتَ فيه الرُّبَّ وأَصْلَحْتَه به وقال ابن دُريد : ثُفْلُ السَّمْنِ والزَّيْتِ الأَسْوَدُ وأَنشد :
" كَشَائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وفي صِفَةِ ابنِ عباسٍ " كَأَنَّ عَلَى صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مِسْكٍ أَوْ عَنْبَر وإذا وُصِفَ الإِنْسَانُ بحُسْنِ الخُلُقِ قِيلَ هُوَ السَّمْنُ لاَ يَخُمُّ
والحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ قَنَانٍ الرُّبِّيُّ : مُحَدِّثٌ بَغْدَادِيٌّ مُكْثِرٌ صَادِقٌ سَمِعَ الأُرْمَوِيَّ ومَاتَ بَعْدَ ابنِ مُلاَعِب كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إلى الرُّبِّ وفي نسخة : إلى بَيْعِهِ
والمُرَبَّبَاتُ الأَنْبِجَاتُ أَيِ المَعْمُولاَتُ بالرُّبِّ كالمُعَسَّلِ المَعْمُولِ بالعَسَلِ وكذلك : المُرَبَّيَاتُ إلاَّ أَنَّهَا مِنَ التَّرْبِيَةِ يقالُ زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ
والرُّبَّانُ بالضَّمِّ مِنَ الكُوْكَبِ : مُعْظَمُهُ ورَئِيسُ المَلاَّحِينَ في البَحْرِ : كالرُّبَّانِيِّ بالضمِّ منسوباً عن شَمِرٍ وأَنشدَ للعجاج :
" صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانِيُّ وقَالُوا : ذَرْهُ برُبَّانٍ والرُّبَّانُ رُكْنٌ ضَخْمٌ مِنْ أَرْكَانِ أَجَإٍ لِطَيِّئِ نَقَلَه الصاغانيّ
والرُّبَّانُ كَرُمَّانٍ عن الأَصمعيّ والرَّبَّانُ مِثْلُ شَدَّادٍ عن أَبي عُبَيْدة : الجَمَاعَةُ
وكَشَدَّاد : أَحْمَدُ بنُ مُوسَى الفَقِيهُ أَبُو بَكْرِ بنُ المِصْرِيِّ بن الرَّبَّابِ ماتَ بعدَ الثلاثمائة وأَبُو الحَسَنِ هكذا في النسخ والصوابُ : أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يَعْقُوبَ الصَّيْرَفِيُّ بن الرَّبَّابِ رَاوِي مَسَائِلِ عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ عن ابن ثابتٍ الصَّيْرَفِيّ
والرَّبَّابِيَّةُ : ماءٌ باليَمَامَةِ نَقَلَه الصاغانيّ وقَيَّدَهُ بالضَّمِّ
وارْتُبَّ العِنَبُ إذا طُبِخَ حَتَّى يَكُونَ رُبًّا يُؤْتَدَمُ به عن أَبِي حَنِيفَةَ
والمَرْأَةُ تَرْتَبُّ الشَّعَرَ قالَ الأَعْشى :
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنَامِلِ تَرْتَبُّ ... سُخَاماً تَكُفُّهُ بخِلاَلِ وهُوَ من الإِصلاَحِ والجَمْعِ
والمُرْتَبُّ : المُنْعِمُ وصاحِبُ النِّعْمَةِ و : المُنْعَمُ عَلَيْهِ أَيضاً وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ رَجَزُ رؤبةَ :
" ورَغْبَتِي فِي وَصْلِكُمْ وحَطْبِي
" فِي حَبْلِكُمْ لاَ أَئْتَلِي وَرَغْبِي إلَيْكَ فَارْبُبْ نِعْمَةَ المُرءتَبِّوالرِّبِّيُّ بالكسر واحدُ الرِّبِّيِّين وهم الأُلوف من الناسِ قاله الفراءُ وقال أَبو العباس أَحمدُ بن يحيى : قال الأَخْفَش : الرِّبِّيُّونَ منسوبونَ إلى الرَّبِّ قال أَبو العبَّاس : يَنْبَغِي أَن تُفْتَحَ الراءُ على قوله قال : وهو على قول الفَرّاءِ من الرِّبَّةِ وهي الجَمَاعَة وقال الزجّاج رُبِّيُّونَ بكَسْرِ الرَّاءِ وضمها وهم الجَمَاعَة الكثيرَة وقيلَ : الرِّبِّيُّونَ : العُلماءُ الأَتْقِيَاءُ الصُّبُر وكِلاَ القولينِ حَسَنٌ جِمِيلٌ وقال أَبو العباسِ : الرَّبَّانِيُّونَ : الأُلوف والرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ وقد تقدَّم وقرأَ الحَسَن : رُبِّيُّونَ بضَمِّ الراءِ وقَرَأَ ابن عباس رَبِّيُّونَ بفَتْحِ الرَّاءِ كذا في اللسان
قلت : ونَقَلَهُ ابن الأَنباريِّ أَيضاً وقال : وعَلَى قِرَاءَة الحَسَنِ نُسِبُوا إلى الرُّبَّةِ والرُّبَّةُ : عَشَرَة آلافٍ
والرَّبْرَبُ : القَطِيع من بَقَرِ الوَحْشِ وقيل : من الظِّبَاءِ ولا وَاحِدَ له قال :
بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلَى وَلاَ أُمَّ شَادِنٍ ... غَضِيضَةَ طرْفٍ رُعْتَه