مَأَرِبٌ كمَنْزِلٍ : أَهمله الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيّ وصاحبُ اللسان هنا . وقد ذكروه في أَرب . وهي بلادُ الأَزْدِ الّتي أَخْرَجهُمْ منها سَيْلُ العَرِمِ . وقد تكرّرت في الحديث قال ابْنُ الأَثِير : وهي مدينةٌ باليَمَن وكانت بها بِلْقِيسُ . أَعاد هذه المادّةَ هنا بناءً على أَنّ المِيم أَصليّةٌ والهمزةَ زائدةٌ . ومثلُه في البارع والمُحْكَم . وقد تقدم أَنَّ الهمزةَ هي الأَصل والميمَ زائدةٌ وهو الصَّوَابُ الّذِي جرى عليه الجُمْهُورُ . ويقالُ : إِنّ مأْرِبَ : عَلَمٌ على مُلُوكِ اليَمَنِ أَو غير ذلك
رَبَكَه يَربُكُه رَبْكًا : خَلَطَه فارْتَبَكَ : اخْتَلَطَ . ورَبَكَ الثَّرِيدَ يَربُكُه رَبْكًا : أَصْلَحَه وخلَطَه بغَيرِه . وقالَ اللّيثُ : رَبَك فُلانًا رَبْكًا : أَلْقاهُ في وَحَلٍ فارْتَبَكَ فيهِ أي نَشِبَ فيه . ورَبَكَ الرَّبيكَةَ يَربُكُها رَبْكًا : عَمِلَها وهي أَقِطٌ بتَمْرٍ وسَمْن يُعْمَلُ رِخْوًا ليس كالحَيسِ فيُؤْكَلُ وهو قَوْلُ غَنِيَّةَ أُمِّ الحُمارِسِ الكِلابِيَّةِ قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : ورُبَّما صُبَّ عليهِ ماءٌ فشُرِبَ شُربًا أَو هو تَمْرٌ وأَقِطٌ يُعْجَنانِ من غيرِ سَمْنٍ أَو رُبٌّ يُخْلَطُ بدَقِيقٍ أَو سَوِيقٍ أَو طَبِيخٌ من تَمْرٍ وبُرِّ أَو دَقِيقٌ وأَقِطٌ مَطْحُونٌ يُلْبَكُ بِسَمْنٍ مُخْتَلِطٍ بالربِّ وهذا قولُ الدُّبَيرِيَّةِ وقد اقْتَصَر الجوهري على قَوْلِها وقَوْلِ أمِّ الحُمارِسِ أَو هو رُبٌّ وأَقِطٌ بسَمْنٍ وهذا مِثْلُ قَوْلِ الدُّبَيرِيَّةِ سواء فصارَت الأَقْوالُ سَبعَةً كالرَبيكِ في الكُلِّ قالَ أَبُو الرُّهَيمِ العَنْبَرِيُّ :
فإِنْ تجزَعْ فغَيرُ مَلومِ فِعْل ... وإنْ تَصْبِر فمِنْ حُبُكِ الرَّبيكِ
ويُضْرَبُ مَثَلاً للقَوْمِ يجْتَمِعُونَ من كُلَ . وتقَدَّمَ عن الجوهري في ب ر ك أَنَّ البَرِيكَةَ : الخبِيصُ وليس هو الرَّبيكَة وهي الحَيس أَو البَرِيكُ : الرُّطَبُ يُؤْكَلُ بالزُّبْدِ عن أبي عَمْرو وتقدم في ح ي س الكلامُ فيه مُشْبَعًا فراجِعْه . ورَجُلٌ رُبَكٌ كصُرَدٍ ورَبِيكٌ مثل أَمِيرِ ورِبَكّ مثل هِجَفِّ الثاني على النَّسَبِ : مُخْتَلِطٌ في أَمْرِه وشاهِدُ الأَخِيرِ قولُ رُؤبة :
" أَغْبِطُ بالنَّوْمِ الخَلِيَ الرّاقِدَا
" لاقَى الهُوَيْنَى والرِّبَكَّ الرّاغِدَا قال ابنُ دُرَيْدٍ : ورَجُلٌ رَبِكٌ ككَتِفٍ : ضَعِيفُ الحِيلَةِ على النَّسَبِ . وارْتَبَكَ الرَّجُلُ : اخْتَلَطَ عليه أَمْرُه وهو مَجازٌ كرَبكَ كفَرِحَ رَبَكًا ومنه حَدِيثُ علي رَضيَ اللّهُ عنه : تَحيّر في الظّلماتِ وارْتَبَكَ في الهَلَكاتِ أي وَقَع فيها ولم يَكَدْ يَخْلُص مِنْها وفي حَدِيثِ ابنِ مَسعُود رضي اللّهُ عنه : وارْتَبَكَ واللّهِ الشّيخُ . وارْتَبَك في كَلامِه : إِذا تَتَعْتَعَ وهو مَجازٌ . وارْتَبَك الصَّيدُ في الحِبالَةِ : اضْطَرَبَ وهو مَجازٌ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : ارْباكَّ فلانٌ عن الأَمْرِ ارْبِيكاكًا : وَقَفَ عنهُ . قالَ وارْبَاكَّ رَأْيُه عليهِ : إِذا اخْتَلَطَ . وأَرْبُكُ بضَمِّ الباءِ ويُقال : أَرْبُقُ بالقافِ وتُفْتَحُ الباءُ أَيضًا كما قالَه ياقُوت : بخُوزِسْتانَ من نواحِي الأَهْوازِ بل ناحِيَةٌ مستَقِلَّةٌ ذاتُ قُرًى ومَزارِعَ وعندَها قَنْطَرَةٌ مَشهُورَةٌ لها ذِكْرٌ في كُتُبِ السِّيَرِ وأَخبارِ الخَوارِج فتَحَها المسلمونَ عامَ سَبعَ عَشْرَةَ في خلافَةِ سيِّدِنا عُمَرَ رضِي اللّهُ عنه قبل نَهاوَنْدَ وأَميرُ الجَيشِ يومئذٍ النُّعْمانُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنيُّ رضي اللّه عنه وقال في ذلِكَ :
عَوَتْ فارسٌ واليَوْمُ حامٍ أوارُه ... بمُحْتَفَلٍ بين الدِّكاكِ وأَرْبُكِ
فَلاَ غَزوَ إِلاّ حِينَ وَلَّوْا وأَدْرَكَتْ ... جُمُوعُهم خَيل الرَّبيسِ بنِ أَربُك
وأَفْلَتَهُنَّ الهُرمُزانُ مُوائِلاً ... به نَدَبٌ من ظاهِرِ اللَّوْنِ أَعْتَكِ مِنْها أَبو طاهِر عليُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ الفَضْلِ الرَّامَهُرمُزِيُّ الأرْبُكِيُ ويُقال : الأَرْبُقِيُ قال ياقُوت : وقرأتُ في كتابِ المُفاوَضَة لأبي الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ نَصْرٍ الكاتِب : حَدَّثَني القاضِي أَبُو الحَسَن أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الأَرْبُقِيُ بأَرْبُقَ وكانَ رَجُلاً فاضِلاً قاضِيَ البَلَدِ وخَطِيبَه وإِمامَهُ في شهر رَمَضانَ ومن الفَضْلِ على مَنْزِلَةٍ قال : تَقَلَّدَ بَلَدَنا بعضُ جُفاةِ العَجَمِ والْتَفَّ به جماعةٌ مِمن حَسَدَنِي وكَرِهَ تَقَدُّمِي فصَرَفَنِي عن القَضاءِ ورامَ صَرفي عن الخَطابَةِ والإِمامَةِ فثَارَ النّاسُ ولم يُساعِدْهُ المُسلِمُونَ فكَتَبتُ إِليه :
قُلْ للّذِينَ تَأَلَّبوا وتَحَزَّبُوا ... قَد طِبتُ نَفْسًا عن وِلايَةِ أَرْبُقِ
هَبني صُدِدْتُ عن القَضاءِ تَعَدِّيَا ... أأصَدُّ عَنْ حِذْقِي به وتَحَقُّقِي ؟ !
وعَن الفَصاحَة والنَّزاهَة والنُّهي ... خُلْقًا خُصِصْتُ بهِ وفَصْل المَنْطِقِوالرَّبيكَهُ كسَفِينَةٍ : الماءُ المُخْتَلِطُ بالطِّينِ نقله الصّاغاني . والرَّبيكَةُ : الزُّبْدَةُ التي لا يُزايِلُها اللَّبَنُ فهي مُرتَبِكَةٌ نقله الصّاغانيُ . وفي المَثَلِ : غَرثانُ فارْبُكُوا له وروى ابن دُرَيْدٍ : فابْكُلُوا له باللامِ يُقالُ : أَتَى أَعْرابي أَهْلَه كما في الصِّحاحِ أي من سَفَرٍ يُقالُ : هو ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ كما في العُباب فبُشِّرَ بغُلامٍ وُلِدَ لَهُ فقَالَ : ما أَصْنَع بهِ أآَكُلُه ؟ أَم أَشْرَبُه ؟ فقالَت امْرَأَته ذلِكَ القَوْلَ فلَمّا شَبعَ قال : كَيفَ الطَّلاَ وأمُّه ؟ ومَعْنَى المَثَل : أي هو جائِعٌ فسَوُّوا له طَعامًا يَهْجَأْ غَرَثُهُ ثم بَشِّرُوه بالمَوْلُودِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : يُضْرَبُ لمَنْ ذَهَبَ هَمُّه وتَفَرَّغَ لغَيرِه . والأَرْبَكُ من الإِبِلِ : الأَسْوَدُ مُشْرَبًا كُدْرَةً أَو الشَّدِيدُ سَوادِ الأُذُنَيْنِ والدُّفُوفِ وما عَدَا ذلِكَ أي : أذُنَيهِ ودُفُوفه مُشْرَبٌ كُدْرَةً والجمعُ رُبْكٌ وهي الرُّمْكُ بالميمِ قال شَمِر : والمِيمُ أَعْرَفُ وقال الصاغانِي : أَقْوَى وبهِما رُوِي حَديث أبي أمامَةَ رضي اللّه عنه في صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ : أَنَّهُم يَركَبُون المَياثِرَ على النُّوقِ الرُّبْكِ علَيها الحَشايَا
ومما يستدرك عليه : رَماهُ بَربيكَةٍ : أي بأَمْرٍ ارْتَبَك عَلَيه . والرَّبُوكُ كصَبُورٍ : تَمْرٌ يُعْجَنُ بسَمْن وأَقِطٍ فيُؤْكَلُ نَقَلَهُ الصّاغانيُ
وجَبَلٌ أَرْبَكُ : أَرْمَكُ