السِّدْرُ شجر
النبق واحدتها سِدْرَة وجمعها سِدْراتٌ وسِدِراتٌ وسِدَرٌ وسُدورٌ
( * قوله « سدور » كذا بالأَصل بواو بعد الدال وفي القاموس سقوطها وقال شارحه
ناقلاً عن المحكم هو بالضم ) الأَخيرة نادرة قال أَبو حنيفة قال ابن زياد
السِّدْرُ من العِضاهِ وهو
السِّدْرُ شجر
النبق واحدتها سِدْرَة وجمعها سِدْراتٌ وسِدِراتٌ وسِدَرٌ وسُدورٌ
( * قوله « سدور » كذا بالأَصل بواو بعد الدال وفي القاموس سقوطها وقال شارحه
ناقلاً عن المحكم هو بالضم ) الأَخيرة نادرة قال أَبو حنيفة قال ابن زياد
السِّدْرُ من العِضاهِ وهو لَوْنانِ فمنه عُبْرِيٌّ ومنه ضالٌ فأَما العُبْرِيُّ
فما لا شوك فيه إِلا ما لا يَضِيرُ وأَما الضالُ فهو ذو شوك وللسدر ورقة عريضة
مُدَوَّرة وربما كانت السدرة محْلالاً قال ذو الرمة قَطَعْتُ إِذا تَجَوَّفَتِ
العَواطي ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وضالا قال ونبق الضَّالِ صِغارٌ قال
وأَجْوَدُ نبقٍ يُعْلَمُ بأَرضِ العرَبِ نَبِقُ هَجَرَ في بقعة واحدة يُسْمَى
للسلطانِ هو أَشد نبق يعلم حلاوة وأَطْيَبُه رائحةً يفوحُ فَمْ آكلِهِ وثيابُ
مُلابِسِه كما يفوحُ العِطْر التهذيب السدر اسم للجنس والواحدة سدرة والسدر من
الشجر سِدْرانِ أَحدهما بَرِّيّ لا ينتفع بثمره ولا يصلح ورقه للغَسُولِ وربما
خَبَط ورَقَها الراعيةُ وثمره عَفِصٌ لا يسوغ في الحلق والعرب تسميه الضالَ والسدر
الثاني ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العُنَّاب له سُلاَّءٌ
كَسُلاَّئه وورقه كورقه غير أَن ثمر العناب أَحمر حلو وثمر السدر أَصفر مُزٌّ
يُتَفَكَّه به وفي الحديث من قطَع سِدْرَةً صَوَّبَ اللهُ رأْسَه في النار قال ابن
الأَثير قيل أَراد به سدرَ مكة لأَنها حَرَم وقيل سدرَ المدينة نهى عن قطعه ليكون
أُنْساً وظلاًّ لمنْ يُهاجِرُ إِليها وقيل أَراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل
به أَبناء السبيل والحيوان أَو في ملك إِنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق
ومع هذا فالحديث مضطرب الرواية فإِن أَكثر ما يروى عن عروة بن الزبير وكان هو يقطع
السدر ويتخذ منه أَبواباً قال هشام وهذه أَبواب من سِدْرٍ قَطَعَه أَي وأَهل العلم
مجمعون على إِباحة قطعه وسَدِرَ بَصَرُه سَدَراً فهو سَدِرٌ لم يكد يبصر ويقال
سَدِرَ البعيرُ بالكسر يَسْدَرُ سَدَراً تَحيَّرَ من شدة الحرّ فهو سَدِرٌ ورجل
سادر غير متشتت
( * قوله « غير متشتت » كذا بالأَصل بشين معجمة بين تاءين والذي في شرح القاموس
نقلاً عن الأَساس وتكلم سادراً غير متثبت بمثلثة بين تاء فوقية وموحدة ) والسادِرُ
المتحير وفي الحديث الذي يَسْدَرُ في البحر كالمتشحط في دمه السَّدَرُ بالتحريك
كالدُّوارِ وهو كثيراً ما يَعْرِض لراكب البحر وفي حديث عليّ نَفَرَ مُسْتَكْبِراً
وخَبَطَ سادِراً أَي لاهياً والسادِرُ الذي لا يَهْتَمُّ لشيء ولا يُبالي ما صَنَع
قال سادِراً أَحْسَبُ غَيِّي رَشَدَاً فَتَنَاهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرْ
( * وقوله « صابت بقر » في الصحاح وقولهم للشدة إِذا نزلت صابت بقر أَي صارت الشدة
في قرارها )
والسَّدَرُ اسْمِدْرَارُ البَصَرِ ابن الأَعرابي سَدِرَ قَمِرَ وسَدِرَ من شدّة
الحرّ والسَّدَرُ تحيُّر البصر وقوله تعالى عند سِدْرَةِ المُنْتَهى قال الليث زعم
إِنها سدرة في السماء السابعة لا يجاوزها مَلَك ولا نبي وقد أَظلت الماءَ والجنةَ
قال ويجمع على ما تقدم وفي حديث الإِسْراءِ ثم رُفِعْتُ إِلى سِدرَةِ المُنْتَهَى
قال ابن الأَثير سدرةُ المنتهى في أَقصى الجنة إِليها يَنْتَهِي عِلْمُ الأَوّلين
والآخرين ولا يتعدّاها وسَدَرَ ثَوْبَه يَسْدِرُه سَدْراً وسُدُوراً شَقَّه عن
يعقوب والسَّدْرُ والسَّدْلُ إِرسال الشعر يقال شَعَرٌ مَسدولٌ ومسدورٌ وشَعَرٌ
مُنسَدِرٌ ومُنْسَدِلٌ إِذا كان مُسْتَرْسِلاٍ وسَدَرَتِ المرأَةُ شَعرَها
فانسَدَر لغة في سَدَلَتْه فانسدل ابن سيده سدَرَ الشعرَ والسِّتْرَ يَسْدُرُه
سَدْراً أَرسله وانسَدَرَ هو وانسَدَرَ أَيضاً أَسرع بعض الإِسراع أَبو عبيد يقال
انسَدَرَ فلان يَعْدُو وانْصَلَتَ يعدو إِذا أَسرع في عَدْوِه اللحياني سدَر ثوبَه
سَدْراً إِذا أَرسله طولاً وقال أَبو عمرو تَسَدَّرَ بثوبه إِذا تجلَّل به
والسِّدارُ شِبْهُ الكِلَّةِ تُعَرَّضُ في الخباء والسَّيدارَةُ القَلَنْسُوَةُ
بِلا أَصْداغٍ عن الهَجَرِيّ والسَّديرُ بِناءٌ وهو بالفارسية سِهْدِلَّى أَي ثلاث
شهب أَو ثلاث مداخلات وقال الأَصمعي السدير فارسية كأَنَّ أَصله سادِلٌ أَي قُبة
في ثلاث قِباب متداخلة وهي التي تسميها الناس اليوم سِدِلَّى فأَعربته العرب
فقالوا سَدِيرٌ والسَّدِيرُ النَّهر وقد غلب على بعض الأَنهار قال أَلابْنِ
أُمِّكَ ما بَدَا ولَكَ الخَوَرْنَقُ والسَّدِير ؟ التهذيب السدِيرُ نَهَر
بالحِيرة قال عدي سَرَّه حالُه وكَثَرَةُ ما يَمْ لِكُ والبحرُ مُعْرِضاً
والسَّدِيرُ والسدِيرُ نهر ويقال قصر وهو مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية سِهْ دِلَّه
أَي فيه قِبابٌ مُداخَلَةٌ ابن سيده والسدِيرُ مَنْبَعُ الماءِ وسدِيرُ النخل سوادُه
ومُجْتَمَعُه وفي نوادر الأَصمعي التي رواها عنه أَبو يعلى قال قال أَبو عمرو بن
العلاء السَّدِيرُ العُشْبُ والأَسْدَرانِ المنكِبان وقيل عِرقان في العين أَو تحت
الصدغين وجاء يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه يُضْرَبُ مثلاً للفارغ الذي لا شغل له وفي حديث
الحسن يضرب أَسدريه أَي عِطْفيه ومنكبيه يضرب بيديه عليهما وهو بمعنى الفارغ قال
أَبو زيد يقال للرجل إِذا جاء فارغاً جاء يَنفُضُ أَسْدَرَيْه وقال بعضهم جاء ينفض
أَصْدَرَيْه أَي عطفيه قال وأَسدراه مَنْكِباه وقال ابن السكيت جاء ينفض
أَزْدَرَيْه بالزاي وذلك إِذا جاء فارغاً ليس بيده شيء ولم يَقْضِ طَلِبَتَه أَبو
عمرو سمعت بعض قيس يقول سَدَلَ الرجُل في البلاد وسدَر إِذا ذهب فيها فلم يَثْنِه
شيء ولُعْبَة للعرب يقال لها السُّدَّرُ والطُّبَن ابن سيده والسُّدَّرُ اللعبةُ
التي تسمى الطُّبَنَ وهو خطٌّ مستدير تلعب بها الصبيان وفي حديث بعضهم رأَيت أَبا
هريرة يلعب السُّدَّر قال ابن الأَثير هو لعبة يُلْعَبُ بها يُقامَرُ بها وتكسر
سينها وتضم وهي فارسية معربة عن ثلاثة أَبواب ومنه حديث يحيى بن أَبي كثير
السُّدّر هي الشيطانة الصغرى يعني أَنها من أَمر الشيطان وقول أُمية بن أَبي الصلت
وكأَنَّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَها سَدِرٌ تَواكَلَه القوائِمُ أَجْرَدُ
( * قوله « برقع » هو كزبرح وقنفذ السماء السابعة اه قاموس )
سَدِرٌ للبحر لم يُسْمع به إِلاَّ في شعره قال أَبو علي وقال أَجرد لأَنه قد لا
يكون كذلك إِذا تَموَّجَ الجوهري سَدِرٌ اسم من أَسماء البحر وأَنشد بيت أُمية
إِلاَّ أَنه قال عِوَضَ حولها حَوْلَه وقال عوض أَجرد أَجْرَبُ بالباء قال ابن بري
صوابه أَجرد بالدال كما أَوردناه والقصيدة كلها دالية وقبله فأَتَمَّ سِتّاً
فاسْتَوَتْ أَطباقُها وأَتى بِسابِعَةٍ فَأَنَّى تُورَدُ قال وصواب قوله حوله أَن يقول
حولها لأَن بِرْقِعَ اسم من أَسماء السماء مؤنثة لا تنصرف للتأْنيث والتعريف
وأَراد بالقوائم ههنا الرياح وتواكلته تركته يقال تواكله القوم إِذا تركوه شبه
السماء بالبحر عند سكونه وعدم تموجه قال ابن سيده وأَنشد ثعلب وكأَنَّ بِرقع
والملائك تحتها سدر تواكله قوائم أَربع قال سدر يَدُورُ وقوائم أَربع قال هم
الملائكة لا يدرى كيف خلقهم قال شبه الملائكة في خوفها من الله تعالى بهذا الرجل
السَّدِرِ وبنو سادِرَة حَيٌّ من العرب وسِدْرَةُ قبيلة قال قَدْ لَقِيَتْ
سِدْرَةُ جَمْعاً ذا لُها وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى فأَما قوله عَزَّ عَلى
لَيْلى بِذِي سُدَيْرِ سُوءُ مَبِيتي بَلَدَ الغُمَيْرِ فقد يجوز أَن يريد بذي
سِدْرٍ فصغر وقيل ذو سُدَيْرٍ موضع بعينه ورجل سَنْدَرَى شديد مقلوب عن سَرَنْدَى
معنى
في قاموس معاجم
دَرَّ اللبنُ
والدمع ونحوهما يَدِرُّ ويَدُرُّ دَرّاً ودُرُوراً وكذلك الناقة ذا حُلِبَتْ
فأَقبل منها على الحالب شيء كثير قيل دَرَّتْ وإِذا اجتمع في الضرع من العروق
وسائر الجسد قيل دَرَّ اللبنُ والدِّرَّةُ بالكسر كثرة اللبن وسيلانه وفي حديث خزيمة
غاضت ل
دَرَّ اللبنُ
والدمع ونحوهما يَدِرُّ ويَدُرُّ دَرّاً ودُرُوراً وكذلك الناقة ذا حُلِبَتْ
فأَقبل منها على الحالب شيء كثير قيل دَرَّتْ وإِذا اجتمع في الضرع من العروق
وسائر الجسد قيل دَرَّ اللبنُ والدِّرَّةُ بالكسر كثرة اللبن وسيلانه وفي حديث خزيمة
غاضت لها الدِّرَةُ وهي اللبن إِذا كثر وسال واسْتَدَرَّ اللبنُ والدمع ونحوهما
كثر قال أَبو ذؤيب إِذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها كَقِتْر الغلاءِ
مُسْتَدِرٌّ صِيابُها استعار الدَّرَّ لشدة دفع السهام والاسم الدِّرَّةُ
والدَّرَّة ويقال لا آتيك ما اخْتَلَفَتِ الدِّرَّةُ والجِرَّةُ واختلافهما أَن
الدِّرَّةَ تَسْفُلُ والجِرَّةَ تَعْلُو والدَّرُّ اللبن ما كان قال طَوَى
أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتى كأَنها فَلافِلُ هِندِيٍّ فَهُنَّ لُزُوقُ أُمهاتُ الدَّر
الأَطْباءُ وفي الحديث أَنه نهى عن ذبح ذوات الدَّرِّ أَي ذوات اللبن ويجوز أَن
يكون مصدرَ دَرَّ اللبن إِذا جرى ومنه الحديث لا يُحْبَسُ دَرُّكُم أَي ذواتُ
الدَّرِّ أَراد أَنها لا تحشر إِلى المُصَدِّقِ ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إِلى
أَن تجتمع الماشية ثم تعدّ لما في ذلك من الإِضرار بها ابن الأَعرابي الدَّرُّ
العمل من خير أَو شر ومنه قولهم لله دَرُّكَ يكون مدحاً ويكون ذمّاً كقولهم قاتله
الله ما أَكفره وما أَشعره وقالوا لله دَرُّكَ أَي لله عملك يقال هذا لمن يمدح
ويتعجب من عمله فإِذا ذم عمله قيل لا دَرَّ دَرُّهُ وقيل لله دَرُّك من رجل معناه
لله خيرك وفعالك وإِذا شتموا قالوا لا دَرَّ دَرُّه أَي لا كثر خيره وقيل لله
دَرُّك أَي لله ما خرج منك من خير قال ابن سيده وأَصله أَن رجلاً رأَى آخر يحلب
إِبلاً فتعجب من كثرة لبنها فقال لله دَرُّك وقيل أَراد لله صالح عملك لأَن الدرّ
أَفضل ما يحتلب قال بعضهم وأَحسبهم خصوا اللبن لأَنهم كانوا يَقَصِدُون الناقة
فيشربون دمها ويَقْتَطُّونَها فيشربون ماء كرشها فكان اللبنُ أَفضلَ ما يحتلبون
وقولهم لا دَرَّ دَرُّه لا زكا عمله على المثل وقيل لا دَرَّ دَرُّه أَي لا كثر
خيره قال أَبو بكر وقال أَهل اللغة في قولهم لله دَرُّه الأَصل فيه أَن الرجل إِذا
كثر خيره وعطاؤه وإِنالته الناس قيل لله درُّه أَي عطاؤه وما يؤخذ منه فشبهوا
عطاءه بِدَرِّ الناقة ثم كثر استعمالهم حتى صاروا يقولونه لكل متعجب منه قال
الفرّاء وربما استعملوه من غير أَن يقولوا لله فيقولون دَرَّ دَرُّ فلان ولا دَرَّ
دَرُّه وأَنشد دَرَّ دَرُّ الشَّبابِ والشَّعَرِ الأَسْ ودَ وقال آخَر لا دَرَّ
دَرِّيَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلَهُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مَكْنُوزُ وقال
ابن أَحمر بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعفَهُ العُمُرُ للهِ دَرِّي فَأَيَّ العَيْشِ
أَنْتَظِرُ ؟ تعجب من نفسه أَيّ عيش منتظر ودَرَّت الناقة بلبنها وأَدَرَّتْهُ
ويقال درَّت الناقة تَدِرُّ وتَدُرُّ دُرُوراً ودَرّاً وأَدَرَّها فَصِيلُها
وأَدَرَّها مارِيها دون الفصيل إِذا مسح ضَرْعَها وأَدَرَّت الناقة فهي مُدِرٌّ
إِذا دَرَّ لبنها وناقة دَرُورٌ كثيرةُ الدَّرِّ ودَارٌّ أَيضاً وضَرَّةٌ دَرُورٌ
كذلك قال طرفة من الزَّمِرَاتِ أَسبل قادِماها وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ
وكذلك ضَرْعٌ دَرُورٌ وإِبل دُرُرٌ ودُرَرٌ ودُرَّارٌ مِثل كافر وكُفَّارٍ قال
كانَ ابْنُ أَسْمَاءَ يَعْشُوها ويَصْبَحُها من هَجْمَةٍ كَفَسِيلِ النَّخْلِ
دُرَّارِ قال ابن سيده وعندي أَن دُرَّاراً جمع دَارَّةٍ على طرح الهاء
واسْتَدَرَّ الحَلُوبَةَ طلب دَرَّها والاسْتِدْرَارُ أَيضاً أَن تمسح الضَّرْعَ
بيدك ثم يَدِرَّ اللبنُ ودَرَّ الضرع يَدُرُّ دُروراً ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين
وحَلُوبَتُهُمْ يعني فَيْئَهم وخَرَاجَهم وَأَدَرَّهُ عُمَّالُه والاسم من كل ذلك
الدِّرَّةُ ودَرَّ الخَرَاجُ يَدِرُّ إِذا كثر وروي عن عمر رضي الله عنه أَنه
أَوصى إِلى عماله حين بعثهم فقال في وصيته لهم أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين قال
الليث أَراد بذلك فيئهم وخراجهم فاستعار له اللِّقْحَةَ والدِّرَّةَ ويقال للرجل
إِذا طلب الحاجة فَأَلَحَّ فيها أَدَرَّها وإِن أَبَتْ أَي عالجها حتى تَدِرَّ
يكنى بالدَّرِّ هنا عن التيسير ودَرَّت العروقُ إِذا امتلأَت دماً أَو لبناً
ودَرَّ العِرْقُ سال قال ويكون دُرورُ العِرْقِ تتابع ضَرَبانه كتتابع دُرُورِ
العَدْوِ ومنه يقال فرس دَرِيرٌ وفي صفة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في
ذكر حاجبيه بينهما عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب يقول إِذا غضب دَرَّ العِرْقُ الذي بين
الحاجبين ودروره غلظه وامتلاؤه وفي قولهم بين عينيه عِرْقٌ يُدِرُّه الغضب ويقال
يحرّكه قال ابن الأَثير معناه أَي يمتلئ دماً إِذا غضب كما يمتلئ الضرع لبناً إِذا
دَرَّ ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً ودُرُوراً إِذا كثر مطرها وسماء مِدْرَارٌ
وسحابة مِدْرَارٌ والعرب تقول للسماء إِذا أَخالت دُرِّي دُبَس بضم الدال قاله ابن
الأَعرابي وهو من دَرَّ يَدُرُّ والدِّرَّةُ في الأَمطار أَن يتبع بعضها بعضاً وجمعها
دِرَرٌ وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ والجمع دِرَرٌ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ سَلامُ
الإِلهِ ورَيْحانُه ورَحْمَتُهُ وسَمَاءٌ دِرَرْ غَمامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ
العِبَادِ فَأَحْيَا البِلاَد وطَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دَرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ وفي
حديث الاستسقاء دِيَماً دِرَراً هو جمع دِرَّةٍ يقال للسحاب دِرَّة أَي صَبُّ
واندقاق وقيل الدِّرَرُ الدارُّ كقوله تعالى دِيناً قِيَماً أَي قائماً وسماء
مِدْرارٌ أَي تَدِرُّ بالمطر والريحُ تُدِرُّ السَّحابَ وتَسْتَدِرُّه أَي
تَسْتَجْلبه وقال الحادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس الغَطَفَانِيُّ فَكأَنَّ فاها
بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ ثَغَبٌ بِرابَِيَةٍ لَذيذُ المَكْرَعِ بِغَرِيضِ سارِيَةٍ
أَدَرَّتْهُ الصَّبَا من ماء أَسْحَرَ طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ والثغب الغدير في ظل
جبل لا تصيبه الشمس فهو أَبرد له والغريض الماء الطري وقت نزوله من السحاب وأَسحرُ
غديرٌ حُرُّ الطِّين قال ابن بري سمي هذا الشاعر بالحادرة لقول زَبَّانَ بنَ
سَيَّارٍ فيه كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْ نِ رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حادِرِ قال
شبهه بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ في حائر وإِنقاضها صوتها والحائر مُجْتَمَعُ الماء في
مُنْخَفِضٍ من الأَرض لا يجد مَسْرَباً والحادرة الضخمة المنكبين والرصعاء
والرسحاء الممسوحة العجيزة وللسَّاقِ دِرَّةٌ اسْتِدْارَارٌ للجري وللسُّوقِ درَّة
أَي نَفَاقٌ ودَرَّت السُّوقُ نَفَقَ متاعها والاسم الدِّرَّة ودَرَّ الشيء لانَ
أَنشد ابن الأَعرابي إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا كأَنَّ
عُرُوقَ الجَوفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما وذلك لأَن العرب تقول إِن استدبار الشمس
مَصَحَّةٌ وقوله أَنشده ثعلب تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ عن دِرَّةٍ
تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ فسره فقال هذه حرب شبهها بالناقة ودِرَّتُها دَمُها ودَرَّ
النباتُ الْتَفَّ ودَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء وسراج دارٌّ ودَرِيرٌ ودَرَّ الشيءُ
إِذا جُمِعَ ودَرَّ إِذا عُمِلَ والإِدْرارُ في الخيل أَن يُقِلَّ الفرسُ يَدَهُ
حين يَعْتِقُ فيرفعها وقد يضعها ودَرَّ الفرسُ يَدِرٌ دَرِيراً ودِرَّةً عدا
عَدْواً شديداً ومَرَّ على دِرَّتِهِ أَي لا يثنيه شيء وفرس دَرِيرٌ مكتنز
الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ قال امرؤ القيس دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَليدِ أَمَرَّهُ
تَتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ ويروي تَقَلُّبُ كفيه وقيل الدَّرِير من
الخيل السريع منها وقيل هو السريع من جميع الدواب قال أَبو عبيدة الإِدْرَارُ في
الخيل أَن يَعْتِقَ فيرفع يداً ويضعها في الخبب وأَنشد أَبو الهيثم لما رَأَتْ
شيخاً لها دَرْدَرَّى في مِثلِ خَيطِ العَهِنِ المُعَرَّى قال الدردرّى من قولهم
فرس دَرِيرٌ والدليل عليه قوله في مثل خيط العهن المعرّى يريد به الخذروف والمعرّى
جعلت له عروة وفي حديث أَبي قِلابَةَ صليت الظهر ثم ركبت حماراً دَرِيراً الدرير
السريع العدو من الدواب المكتنز الخلق وأَصل الدَّرِّ في كلام العرب اللبنُ ودَرَّ
وَجْهُ الرجل يَدِرُّ إِذا حسن وجهه بعد العلة الفرّاء والدِّرْدَرَّى الذي يذهب
ويجيء في غير حاجة وأَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ وهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ الأَخيرة
على النَّسَب إِذا فتلته فتلاً شديداً فرأَيته كأَنه واقف من شدة دورانه قال وفي
بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها إِذا رأَيته واقفاً لا يتحرك من شدّة دورانه
والدَّرَّارَةُ المِغْزَلُ الذي يَغْزِلُ به الراعي الصوفَ قال جَحَنْفَلٌ
يَغَزِلُ بالدَّرَّارَة وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية أَتيتك وأَمْرُك
أَشدُّ انْفِضاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زلتُ أَرُمُّه حتى تَرَكْتُه مِثْلَ
فَلْكَةِ المُدِرِّ قال وذكر القتيبي هذا الحديث فغلط في لفظه ومعناه وحُقُّ
الكَهُول بيت العنكبوت وأَما المدرّ فهو بتشديد الراء الغَزَّالُ ويقال للمِغزَلِ
نفسه الدَّرَّارَةُ والمِدَرَّةُ وقد أَدرّت الغازلة دَرَّارَتَها إِذا أَدارتها
لتستحكم قوّة ما تغزله من قطن أَو صوف وضرب فلكة المدرّ مثلاً لإِحكامه أَمره بعد
استرخائه واتساقه بعد اضطرابه وذلك لأَن الغَزَّال لا يأْلو إِحكاماً وتثبيتاً
لِفَلْكَةِ مِغْزَلِه لأَنه إِذا قلق لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ وقال القتيبي أَراد
بالمدرّ الجارية إِذا فَلَكَ ثدياها ودَرَّ فيهما الماء يقول كان أَمرك مسترخياً
فأَقمته حتى صار كأَنه حَلَمَةُ ثَدْيٍ قد أَدَرَّ قال والأَول الوجه ودَرَّ السهم
دُرُوراً دَارَ دَوَرَاناً جيداً وأَدَرَّه صاحِبُه وذلك إِذا وضع السهم على ظفر
إِبهام اليد اليسرى ثم أَداره بإِبهام اليد اليمنى وسبابتها حكاه أَبو حنيفة قال
ولا يكون دُرُورُ السهم ولا حنينه إِلا من اكتناز عُودِه وحسن استقامته والتئام
صنعته والدِّرَّة بالكسر التي يضرب بها عربية معروفة وفي التهذيب الدِّرَّة
دِرَّةُ السلطان التي يضرب بها والدُّرَّةُ اللؤلؤة العظيمة قال ابن دريد هو ما
عظم من اللؤلؤ والجمع دُرُّودُرَّاتٌ ودُرَرٌ وأَنشد أَبو زيد للربيع بن ضبع
الفزاري أَقْفَزَ من مَيَّةَ الجَريبُ إِلى الزُّجْ جَيْنِ إِلاَّ الظِّبَاءَ
والبَقَرَا كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ في نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا
وكَوْكَبٌ دُرِّيُّ ودِرِّيُّ ثاقِبٌ مُضِيءٌ فأَما دُرِّيٌّ فمنسوب إِلى الدُّرِّ
قال الفارسي ويجوز أَن يكون فُعِّيْلاً على تخفيف الهمزة قلباً لأَن سيبويه حكي عن
ابن الخطاب كوكب دُرِّيءٌ قال فيجوز أَن يكون هذا مخففاً منه وأَما دِرِّيٌّ فيكون
على التضعيف أَيضاً وأَما دَرِّيٌّ فعلى النسبة إِلى الدُّرِّ فيكون من المنسوب
الذي على غير قياس ولا يكون على التخفيف الذي تقدم لأَن فَعِّيْلاً ليس من كلامهم
إِلاَّ ما حكاه أَبو زيد من قولهم سَكِّينةٌ في السِّكِّينَةِ وفي التنزيل كأَنها
كوكب دُرِّيٌّ قال أَبو إِسحق من قرأَه بغير همزة نسبه إِلى الدُّر في صفائه وحسنه
وبياضه وقرئت دِرِّيٌّ بالكسر قال الفراء ومن العرب من يقول دِرِّيٌّ ينسبه إِلى الدُّرِّ
كما قالوا بحر لُجِّيُّ ولِجِّيٌّ وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ وقرئ دُرِّيء بالهمزة وقد
تقدم ذكره وجمع الكواكب دَرَارِيّ وفي الحديث كما تَرَوْنَ الكوكب الدُّرِّيَّ في
أُفُقِ السماء أَي الشَّدِيدَ الإِنارَةِ وقال الفراء الكوكب الدُّرِّيُّ عند
العرب هو العظيم المقدار وقيل هو أَحد الكواكب الخمسة السَّيَّارة وفي حديث الدجال
إِحدى عينيه كأَنها كوكب دُرِّيَّ ودُرِّيٌّ السيف تَلأْلُؤُه وإِشراقُه إِما أَن
يكون منسوباً إِلى الدُّرّ بصفائه ونقائه وإِما أَن يكون مشبهاً بالكوكب الدريّ
قال عبدالله بن سبرة كلُّ يَنُوءُ بماضِي الحَدَّ ذي شُطَبٍ عَضْبٍ جَلا القَيْنُ
عن دُرِّيِّه الطَّبَعَا ويروي عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَهُ منسوب إِلى الذَّرِّ
الذي هو النمل الصغار لأَن فرند السيف يشبه بآثار الذر وبيت دُرَيْد يروى على
الوجهين جميعاً وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً وطُول السُّرَى دُرِّيَّ
عَضْب مُهَنَّدِ وذَرِّيَّ عضب ودَرَرُ الطريق قصده ومتنه ويقال هو على دَرَرِ
الطريق أَي على مَدْرَجَتِه وفي الصحاح أَي على قصده ويقال دَارِي بِدَرَر دَارِك
أَي بحذائها إِذا تقابلتا ويقال هما على دَرَرٍ واحد بالفتح أَي على قصد واحد ودَرَرُ
الريح مَهَبُّها وهو دَرَرُك أَي حِذاؤك وقُبالَتُكَ ويقال دَرَرَك أَي قُبالَتَكَ
قال ابن أَحمر كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها والقُفُّ مما تراه فَوْقَه
دَرَرَا واسْتَدَرَّتِ المِعْزَى أَرادت الفحل الأُمَوِيُّ يقال للمعزى إِذا
أَرادت الفحل قد اسْتَدَرَّت اسْتِدْراراً وللضأْن قد اسْتوْبَلَتِ اسِتيبالاً
ويقال أَيضاً اسْتَذْرَتِ المِعْزَى اسْتِذْرَاءً من المعتل بالذال المعجمة
والدَّرُّ النَّفْسُ ودفع الله عن دَرِّه أَي عن نَفْسه حكاه اللحياني ودَرُّ اسم
موضع قالت الخنساء أَلا يا لَهْفَ نَفْسِي بعدَ عَيْشٍ لنا بِجُنُوبِ دَرَّ فَذي
نَهِيقِ والدَّرْدَرَةُ حكاية صوت الماء إِذا اندفع في بطون الأَودية
والدُّرْدُورُ موضع في وسط البحر يجيش ماؤُه لا تكاد تَسْلَمُ منه السفينة يقال
لَجَّجُوا فوقعوا في الدُّرْدُورِ الجوهري الدُّرْدُور الماء الذي يَدُورُ ويخاف منه
الغرق والدُّرْدُرُ مَنْبِتُ الأَسنان عامة وقيل منبتها قبل نباتها وبعد سقوطها
وقيل هي مغارزها من الصبي والجمع الدَّرَادِر وفي المثل أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فكيف
أَرجوك بِدُرْدُرٍ ؟ قال أَبو زيد هذا رجل يخاطب امرأَته يقول لم تَقْبَلِي
الأَدَبَ وأَنت شابة ذات أُشُرٍ في ثَغْرِكِ فكيف الآن وقد أَسْنَنْتِ حتى بَدَتْ
دَرَادِرُكِ وهي مغارز الأَسنان ؟ ودَرِدَ الرجلُ إِذا سقطت أَسنانه وظهرت
دَرادِرُها وجمعه الدُّرُدُ ومثله أَعْيَيْتَني من شُبَّ إِلى دُبَّ أَي من لَدُنْ
شَبَبْتَ إِلى أَن دَبَبْتَ وفي حديث ذي الثُدَيَّةِ المقتولِ بالنَّهْروان كانت
له ثُدَيَّةٌ مثل البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَج تجيء وتذهب
والأَصل تَتَدَرْدَرُ فحذفت إِحدى التاءين تخفيفاً ويقال للمرأَة إِذا كانت عظيمة
الأَليتين فإِذا مشت رجفتا هي تدردر وأَنشد أُقْسِمُ إِن لم تأْتِنا تَدَرْدَرُ
لَيُقْطَعَنَّ من لِسانٍ دُرْدُرُ قال والدُّرْدُرُ ههنا طَرف اللسان ويقال هو
أَصل اللسان وهو مَغْرِز السِّنِّ في أَكثر الكلام ودَرْدَرَ البُسْرَةَ دلكها
بدُرْدُرِه ولاكَها ومنه قول بعض العرب وقد جاءه الأَصمعي أَتيتني وأَنا
أُدَرْدِرُ بُسْرَة ودَرَّايَةُ من أَسماء النساء والدَّرْدَارُ ضرب من الشجر
( * قوله « ضرب من الشجر » ويطلق أَيضاً على صوت الطبل كما في القاموس ) معروف
وقولهم دُهْ دُرَّيْنِ وسعدُ القَيْنُ من أَسماء الكذب والباطل ويقال أَصله أَن
سَعْدَ القَيْنَ كان رجلاً من العجم يدور في مخاليف اليمن يعمل لهم فإِذا كَسَدَ
عَمَلُهُ قال بالفارسية دُهْ بَدْرُودْ كأَنه يودِّع القرية أَي أَنا خارج غداً
وإِنما يقول ذلك ليُسْتَعْمَلَ فعرّبته العرب وضربوا به المثل في الكذب وقالوا
إِذا سمعتَ بِسُرَى القَيْن فإِنه مُصَبِّحٌ قال ابن بري والصحيح في هذا المثل ما رواه
الأَصمعي وهو دُهْدُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ من غير واو عطف وكون دُهْدُرَّيْنِ
متصلاً غير منفصل قال أَبو عليّ هو تثنية دُهْدُرٍّ وهو الباطل ومثله الدُّهْدُنُّ
في اسم الباطل أَيضاً فجعله عربيّاً قال والحقيقة فيه أَنه اسم لِبَطَلَ
كَسَرْعانَ وهَيهاتَ اسم لِسَرُعَ وَبَعُدَ وسَعْدُ فاعل به والقَيْنُ نَعْتُه
وحذف التنوين منه لالتقاء الساكنين ويكون على حذف مضاف تأْويله بطل قول سَعْدِ
القَيْنِ ويكون المعنى على ما فسره أَبو عليّ أَن سَعْدَ القَيْنَ كان من عادته
أَن ينزل في الحيّ فيُشِيع أَنه غير مقيم وأَنه في هذه الليلة يَسْرِي غَيْرَ
مُصَبِّحٍ ليبادر إِليه من عنده ما يعمله ويصلحه له فقالت العرب إِذا سمعتَ
بِسُرَى القَيْنِ فإِنه مُصَبِّح ورواه أَبو عبيدة معمر بن المثنى دُهْدُرَّينِ
سَعْدَ القَيْنَ ينصب سعد وذكر أَن دُهْدُرَّيْنِ منصوب على إِضمار فعل وظاهر
كلامه يقضي أَن دُهْدْرَّين اسم للباطل تثنية دُهْدُرٍّ ولم يجعله اسماً للفعل كما
جعله أَبو علي فكأَنه قال اطرحوا الباطل وسَعْدَ القَيْنَ فليس قوله بصحيح قال وقد
رواه قوم كما رواه الجوهري منفصلاً فقالوا دُهْ دُرَّيْنِ وفسر بأَن دُهْ فعل أَمر
من الدَّهاءِ إِلاَّ أَنه قدّمت الواو التي هي لامه إِلى موضع عينه فصار دُوهْ ثم
حذفت الواو لالتقاء الساكنين فصار دُهْ كما فعلت في قُلْ ودُرَّيْنِ من دَرَّ
يَدِرُّ إِذا تتابع ويراد ههنا بالتثنية التكرار كما قالوا لَبَّيْك وحَنَانَيْكَ
ودَوَالَيْكَ ويكون سَعْدُ القَيْنُ منادى مفرداً والقين نعته فيكون المعنى بالغْ
في الدَّهاء والكذب يا سَعْدُ القَيْنُ قال ابن بري وهذا القول حسن إِلاَّ أَنه
كان يجب أَن تفتح الدال من دُرَّين لأَنه جعله من دَرَّ يَدِرُّ إِذا تتابع قال
وقد يمكن أَن يقول إِن الدال ضمت للإِتباع إِتباعاً لضمة الدال من دُهْ والله
تعالى أَعلم