سَرِكَ الرَّجُلُ كفَرِحَ أَهْمَلَه الجوهري وقال ابنُ الأعْرابِي : أي ضَعُفَ بَدَنُه بَعْدَ قُوَّة . وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : السَّروَكَةُ والتَّسروُكُ : رَدَاءةُ المَشْيِ وِإبْطاءٌ فيه من عَجَفٍ أَو إِعْياءٍ كَذا في العُبابِ واللِّسانِ وقد سَروَكَ وتَسَروَكَ : إِذا اسْتَرخت مَفاصِلُه في المِشْيَةِ وتَباطَأَ . وقال الخَارْزَنجي : بَعِيرٌ سركُوكٌ كعُصْفُورٍ : أي فاكٌّ مَهْزُولٌ
ومما يستدرك عليه : المُتسَرِّكَةُ من الشَّاءِ : التي ليسَت بمَهْزُولَة ولا سَمِينَةٍ نقَلَه الخَارْزنجي . والسَّوارِكَة : قَبِيلَةٌ من العَرَبِ في جَبَل الخليل . وأَبو بَكْر مُحَمّدُ بنُ المُظَفَّرِ بنِ عبد اللّهِ السِّركاني بالكسرِ : مُحَدِّثٌ وابْنتُهُ سُكَينَةُ سَمعَتْ من أبي الوَقْتِ ضَبَطَه الحافِظُ . ومُحَمَّدُ بنُ إِسْحاقَ بنِ حاتِمٍ السّارَكُونِيُّ : حَدَّثَ عن مُحَمّدِ بنِ أَحْمَدَ بن خَنْب ضَبَطَه الأَميرُ
وسَركُ بالفَتْحِ : قَريَةٌ بِطُوسَ
كَما مِنْ دراك فاعْلَمَنَّ لنادِمٍ ... وأَرْضَكَ عَينَيهِ الحِمارُ وصَفَّقَا ر ك ك
الرَّكِيكُ كأَمِيرٍ وغُراب وغُرابَةٍ والأَرَكُّ من الرِّجالِ : الفَسلُ الضعِيفُ في عَقْلِه ورَأْيِه وقِيل : الرَكِيكُ هو الضَّعِيفُ ؛ فلم يُقَيَّدْ قال جَمِيل بنُ مَرثَد :
" لا تَكُونَنَّ رَكِيكًا تَنْبَلاَ
" لَعْوًا إِذا لاقَيتَه تَقَهَّلاَ أَو مَنْ لا يَغارُ على أَهْلِهِ وهو الدَّيُّوثُ أَو مَن لا يَهابُه أَهْلُه وكُلُّه من الضَّعْفِ وفي الحَدِيث : أَنّه لَعَنَ الرّكاكَةَ سَمّاه رُكاكَةً على المُبالَغَةِ في وَصْفِه بالرَّكاكَةِ على وَجْهَيْنِ : أَحَدُهما بالبِناءِ لأَنّ فُعالاً أَبلغُ من فَعِيلٍ كقولِكَ طُوالٌ في طَوِيلٍ والثانيةُ إِلْحاقُ الهاءِ للمُبالَغَةِ . وقال أَبو زَيْدٍ : رَجُلٌ رُكاكَةٌ ورَكِيكٌ : إِذا كُنّ النِّساءُ يَستَضْعِفْنَه فلا يَهَبنَه ولا يَغارُ علَيهَنّ وفي الحَدِيث : " إِنّ اللّه يُبغِضُ السُّلْطانَ الركاكَةَ " . أي : الضَّعِيف وهي رُكاكَةٌ ورَكِيكَةٌ رِكاكٌ بالكسرِ
وقد رَكَّ يَرِكُّ رَكاكَةً : ضَعُفَ عَقْلُه ورَأيُه ونَقَصَ . ورَكَّ الشّيء رَقَّ ومنه قَوْلُهُم اقْطَعْهُ منِ حيث رَكَّ والعامَّةُ تَقُولُ : من حيث رَقّ . وقالَ اللّيثُ : رَكَّه كمَدَّهُ رَكًّا : طَرَحَ بَعْضَهُ على بَعْضٍ قال رُؤْبَةُ :
" ونجنَا مِنْ حَبسِ حاجاتٍ ورَك
" فالذُّخْرُ منها عِنْدَنا والأَجْرُ لَكْ ورَكَّ الذَّنْب في عُنُقِه رَكًّا : أَلْزَمَه إِيّاه . وقالَ اللّيثُ : الرَّكُّ : إِلزامكَ الشّيءَ إِنْسانًا تَقُولُ : رَكَكْتُ هذا الحَقَّ في عُنقِه ورَكَكْتُ الأَغْلالَ في أَعْناقِهِم . وقال ابنُ درَيْدٍ : رَكَّ الشَّيءَ بِيَدِه رَكًّا : إِذا غَمَزَه غَمْزَةً خَفِيفَةً ليَعْرِفَ حَجْمَه
قالَ : وركَّ المَرأَةَ رَكًّا وبَكَّهَا بَكًّا ودَكَّها دَكّا : إِذا جامَعَها فجَهَدَها في الجِماعِ قالَتْ خِرنِقُ بِنْتُ عَبعَبَةَ تَهْجُو عَبدَ عَمْرِو بنِ بِشْرٍ :
أَلاَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عبد عَمْرو ... أَبِالْخِزْياتِ آخَيتَ المُلُوكَا
هُمُ رَكّوكَ للوَرِكَيْنِ رَكًّا ... ولو سَأَلُوكَ أَعْطَيتَ البُرُوكَا واسْتَرَكَّه : اسْتَضْعَفَه قالَ القُطامِي يَصِف أَحْوالَ النّاسِ :
تَراهُمْ يَغْمِزُونَ من اسْتَرَكُّوا ... ويَجْتَنِبون من صَدَقَ المَصاعَا والمُرتَكُّ : من تَراهُ بَلِيغًا وَحْدَه وإذا خاصَمَ عَييَ أي إِذا وَقَعَ في خُصُومَةٍ عَجَزَ . وقد ارْتَكَّ ارْتِكاكًا : ضَعُفَ
وارْتَكَّ في أَمْرِه أي : شَكَّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : المُرتَكُّ من الجِمالِ : الرِّخْوُ المَمْذُوقُ النِّقْيِ . والرَّكْرَكَةُ : الضَّعْفُ في كُلِّ شَيءٍ . والرَكُّ بالفتحِ ويُكْسَرُ وكسَفِينَةٍ : المَطَرُ القَلِيلُ وفي التَّهْذِيب : الضَّعِيفُ أَو هو فَوْقَ الدَّثِّ . وقال ابنُ الأَعْرابِي : أَوّلُ المَطَرِ الرَّشُّ ثم الطَّش ثم البَغْشُ ثم الركُّ بالكَسرِ أَرْكاكٌ ورِكاكٌ زاد الصّاغانيُ ورُكّانٌ وجَمعُ الرَكِيكَةِ ركائِكُ قال الشّاعِرُ :
تَوَضَّحْنَ في قَرنِ الغَزالَةِ بَعْدَمَا ... تَرَشَّفْنَ دِرّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ
وقد أَرَكَّتِ السَّماءُ : جاءَتْ بالرِّكِّ ورَكَّكَتْ وهذه عن ابنِ عَبّادٍ وأَرضٌ مُرَكّ عَلَيها ورَكِيكَةٌ ورِكّ بالكَسرِ وهذه عن ابنِ شُميل : لم يُصِبها مَطَرٌ إِلاّ ضَعِيفٌ . وأَرْضٌ مُرَكَّكَةٌ ورَكِيكَةٌ : أَصابَها رِكٌّ وما بِها مَرتَعٌ إِلاّ قَلِيلٌ وقال ابنُ الأعرابي : قِيلَ لأَعْرابي ما مَطَرُ أَرْضِكَ ؟ فقال : مُرَكِّكَةٌ فيها ضُرُوس وثَرد يَذُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّحُ قال : والثَّردُ : المَطَرُ الضَّعِيفُ . ورَجُلٌ رَكِيكُ العِلْمِ والعَقْلِ أي : قَلِيلُه . وقالَ شَمِرٌ : كلّ شيءٍ قَلِيلٍ دَقِيقٍ من ماءٍ ونَبت وعِلْمٍ فهو رَكِيكٌ . والرَّكّاءُ بالمَدِّ : صَوْتُ الصَّدَى يَرِدُكَ من الجَبَلِ ويُحاكِي ما به نَطَقْتَ . وقال ابنُ عَبّادٍ : ارْتَكَّ : مثلُ ارْتج يُقال : مَرَّ يَرتَكُّ ويَرتج واحِدٌ وقال يَعْقوبُ : إِنّه بَدَل . قال : وارْتَكَّ في أَمْرِه أي : شَكَ . ورَكٌّ : ماءٌ شَرقِيَ سَلْمَى أَحَدِ جَبَلَي طَيِّئ له ذِكْرٌ في سَرِيَّةِ علي رضي الله عنهُ إِلى القلس وفي المَراصِدِ : مَحَلَّةٌ من مَحالِّ سَلْمَى قالَ الشّاعِرُ :
" هذا أَحَقُّ مَنْزِلٍ بِرَكِّ
" الذِّئْبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبكِي وفَكَّ إِدْغامَهُ زُهَيرُ بنُ أبي سُلْمَى ضَرُورَةً فقالَ :
ثُمَّ اسْتَمَرُّوا فقالُوا : إِنَّ مَشْرَبَكُم ... ماءٌ بشَرقي سَلْمَى فَيدُ أَو رَكَكُ قال ابنُ جِنِّيِ في الشَّواذِّ : قال أَبُو عُثْمانَ : قال الأصمَعِيُ : سأَلْتُ أَعْرابِيًّا ونَحْنُ في المَوْضِع الذي ذَكَرَه زُهَير - يعني هذا البَيتَ - فقُلْتُ : هَلْ تَعْرِفُ رَكَكًا ؟ فقال : قدْ كانَ ها هُنا ماء يُسَمَّى رَكّاً فعَلِمْتُ أَن زُهَيرًا احْتاجَ إِليه فحَرَّكَه . والرَّكْراكَةُ : المَرأَةُ العَظِيمَةُ العَجُزِ والفَخِذَيْنِ . وقَوْلُهم في المَثَلِ : شَحْمَةُ الركَّى كرُبَّى وهو الذي يَذُوبُ سَرِيعًا يُضْرَبُ لمَنْ لا يُعِينُك في الحاجاتِ ولا يُغْني عَنْكَ . وسِقاءٌ مَركُوك : قد عُولِجِ وأُصْلِحَ قالَ ابنُ عَبّادٍ : وتَرَكْرُكُه أي السِّقاءَ هو تَمَخُّضُهُ بالزّبْدِ
ومما يستدرك عليه : سَكْرانُ مُرتَكٌّ : إِذا لم يُبَيِّن كَلامَه . وثَوْبٌ رَكِيكُ النَّسجِ : ضَعِيفُه . ووَرَدَ في الحَدِيثِ : أَنَّه يُبغِض الوُلاةَ الرَّكَكَةَ هو جَمْع رَكِيكٍ كضَعِيف وضَعَفَة وَزْناً ومَعْنًى . وقال اللِّحْيانِيّ : أُركَّتِ الأَرْض - عَلَى ما لَم يسَمَّ فاعِلُه - فهي مُرَكَّةٌ : أَصابَها الرِّكاكُ من الأَمْطارِ وكذلك رُكِّكَت فهي مُرَكَّكَةٌ . وقالَ ابنُ شُمَيلٍ : الركُّ بالكَسرِ : المَكانُ المَضْعُوفُ
ورَكَ الأَمْرَ يَرُكه رَكاً : رَدَ بَعضَه على بَعْضٍ . والمَركُوكُ والرَّكِيكُ : المَغْمُوز . وقال ابنُ الأَعْرابِي : يُقالُ : ائَتزَرَ فُلانٌ إزْرَة عَكَّ رَكّ وهُو أَنْ يسبلَ طَرَفي إِزارِه وأَنْشدَ :
" إِزْرَتُه تَجِدْه عَكَّ وَكّا
" مِشْيَتُه في الدّارِ هاكَ رَكّا قال : هاكَ رَكَّ : حكايةٌ لتَبَخْتُرِه . ورَكْرَكَ : إِذا جَبُنَ عن ابنِ الأعرابي . وقال أَبُو عَمْرو : الرُّكَّى على فُعْلَى : العَفَلّقُ الواسِع . والركُّ بالكسرِ : المَهْزُولُ قالَ :
" يا حَبَّذا جارِيَةٌ مِنْ عَكِّ
" تُلَفِّقُ المِرط على مِدَكِّ
" مِثْل كَثِيبِ الرَّمْلِ غَيرَ ركِّ وذَكَرَه الجوهري في ز ك ك قال الصاغانيُ : وهو تَصْحِيفٌ والصوابُ في اللُّغَةِ والرَّجَزِ بالرّاءِ وسَيَأتِي
وقال ابنُ عَبّادٍ : رَكَّ اللَّهُ نَماه أي : غَضَّ اللَّهُ نَماه . والرُّكُوكَةُ بالضَّمِّ : الضَّعْفُ
تُسْتَرُ كجُنْدَبٍ أهملَه الجماعةُ وهو د وحُكِيَ ضَمُّ الفَوْقِيَّةِ الثانِيةِ أيضاً . وشُشْتَرُ بمعجَمَتَيْن بالضَّبْط السابق لَحْنٌ وقيل : هو الأَصلُ وتُسْتَرُ تَعْرِيبُه . وقيل : هما موضعانِ قالَه شيخُنَا وهو مِن كُوَر الأهْواز بخُوزِسْتَان قالَه ابنُ الأَثِيرِ : بها قَبْرُ البَراءِ بنِ مالِكٍ والمشهورُ بها سَهْلُ بنُ عبدِ اللهِ بن يُونُسَ صاحبُ الكَرَامَاتِ سَكَنَ البصرةَ وصَحِبَ ذا النُّونِ المصْرِيَّ وسُورُها أوّلُ سُورٍ وُضِعَ بعد الطُّوفانِ أي فهو بَلَدٌ قديمٌ ومَحَلَّهُ التُّسْتَرِيِّينَ ببغدادَ ومنها : أبو القاسمِ هِبَةُ الله بنُ أحمدَ الحَرِيرِيُّ وسُفْيَانُ بنُ سعيدٍ
السِّتْر بالكَسْرِ معروفٌ وهو ما يُسْتَر به واحِدُ السُّتُورِ بالضَّمّ والأسْتَارِ بالفَتْح والسُّتُرِ بضَمَّتين وهو مُسْتَدْرَكٌ على المُصَنِّف . والسِّتْر : الخَوْفُ يقال فلانٌ لا يَسْتَتِر من الله بسِْر أَي لا يَخْشَاه ولا يَتَّقِيه وهو مَجَاز . يقال : ما لِفلانٍ سِتْرٌ ولا حِجْرٌ فالسِّتْر : الحَيَاءُ والحِجْر : العَقْل . والعَمَلُ هكذا في سائِر الأصولِ وأظُنُّه تَصْحِيفاً والصواب العَقْل وهو من السِّتَارة والسِّتْر
وعبد الرَّحمن بن يَوسفَ السِّتْرِيُّ بالكَسْر كان يَحْمِل أسْتَارَ الكَعْبَة من بَغْدَادَ إليها مُحَدِّثٌ رَوَى عن يَحْيَى بن ثَابِتٍ توفي سنة 618 . ويَاقُوت بن عبد الله السِّتْرِيُّ الخادِمُ من العُبَّادِ المُصدِّقين توفي سنة 563 . قُلْت : وأبُو المِسْك عَنْبَر بن عبد الله النَّجْمِيّ السِّتْريّ عن أبي الخَطَّاب بن البَطِر والحُسْيَن بن طلحة النِّعَالِيّ وعنه أبو سَعْدٍ السَّمْعَانِيّ توفي سنة 534 . وأبو الحَسِن علىُّ بن الفَضْلِ ابن إدريسَ بن الحسن بن مُحَمَّد السامِرِيُّ إلى السامِرِيَّةَ محلَّة ببغداد عن الحَسَن بن عَرَفَة وعنه أبو نَصْرٍ مُحَمَّد بن أحمد بن حَسْنُونٍ النَّرْسِيُ وعبد العزيز بن مُحَمَّد ابن نَصْرٍ السُّتُورِيَّانِ وهذه النِّسْبَة لمن يَحْفَظ السُّتُور بأبوابِ المُلُوك ولمَنْ يَحْمل أستارَ الكَعْبَة مُحَدِّثَانِ حدَّث الأَخيرُ عن إسماعيلَ الصَّفَّارِ . والسَّتَر بالتَّحْرِيك : التُّرْسُ لأنَّه يُسْتَر به قال كَثِيرُ بن مُزرِّدٍ :
" بَيْن يَدَيْه سَتَرٌ كالغِرْبالْ والسِّتَارَةُ بالكَسْر : مَا يُسْتَرُ بِه من شَيْءٍ كائِناً ما كان كالسُّتْرَة بالضَّمّ والمِسْتَرِ كمِنْبَر والسِّتَارِ ككِتاب والإستارَةِ بالكَسْر والإستارِ بغيرِ هَاءٍ والسَّتَرَة محرّكةً ج أَي جمع السِّتَارٍ والسِّتَارةِ سَتَائِرُ . وفي الحَدِيث " أيُّمَا رَجُلٍ أغَلَقَ بابَه على امرأَة وأرْخَى دُونَهَا إستَارَةً فقد تَمَّ صَدَاقُها " قالوا : الإسْتَارَةُ من السِّتْر كالإعْظَامَة لِمَا تُعَظِّم به المَرْأَةُ عَجِيزَتَهاَ وقالوا : إسْوارٌ للسِّوار . وقالوا : إشْرارَةٌ لما يُشْرَرُ عليه الأقِط وجَمْعُها الأشَارِير . قيل : لم تُسْتَعْمل إلا في هذا الحَدِيث . وقيل : لم تُسمَع إلا فيه قال الأَزْهَرِيّ : ولو رُوِىَ أسْتَارَهُ جمع سِتْرٍ لكان حَسَناً . والسِّتَارَةُ : الجِلْدةَ على الظُّفُرِ لكَوْنها تَسْتُره . والسِّتَار بلا هَاءٍ : السِّتْرُ بالكَسْر هو ما يُسْتَر به وَلا يَخْفَى أنَّه لو ذَكَره عند أخواته كان أَلْيَقَ كما نَبَّهْنَا عليه قريباً وآخذَهُ شَيْخُنَا ونَزَلَ عليه وغَفَل عن طَرِيقَته المُقَرَّرة أنَّه قد يُفرِّق الألْفاظَ لأجل تفريعِ ما بَعْدَهَا وقد سبق مثله كثيرٌ وهُنا كذلك فلما رأى أَن السِّتَار معانِيه كثيرةٌ أفردَه وَحْدَه ليُفرِّع ما بعده من المَعَاني عليه هَرَباً من التَّكْرَار ج سُتُرٌ ككِتَاب وكُتُب وقد نَبَّهْنَا في أوَّلِ المادّة أَنَّ السِّتْر بالكَسْر أيضاً يُجْمَع على سُتُرٍ كما ذكرَه ابنٌ سِيدَه وغيره . والسِّتَارُ : جَبَلٌ بالعَالَيِة في دِيار سُلَيْم حِذاءَ صُفَيْنَةَ . و السِّتَار : جبلٌ بأجَأ في بلاد طَيِّئٍ . وجاء في شِعر امرئ القيس :
" على السِّتَار فيَذْبُلِ
قيل : هو جَبَلٌ بالحِمَى أحمَرُ فيه ثَنَايَا تُسْلَك بينه وبَيْن إمَّرَةَ خمسةُ أميالٍ . والسِّتَارُ : ثَنَايَا وأَنشازٌ فَوْقَ أنْصابِ الحَرَم بمكَّةَ لأنَّهَا سُتْرَةٌ بينه وبين الحِلِّ . والسِّتَارَانِ : وادِيانِ في دِيَارِ رَبِيعَة . وقال الأَزْهَرِيّ : السِّتارَانِ في دِيَارِ بني سَعْد : وَادِيَانِ يقال لأَحدهما السِّتَارُ الأغْبَرُ والآخَر : السِّتَارُ الجَابِرِيّ وفيهما عُيُونٌ فَوَّارَةٌ تسِقي نَخِيلاً كثيرةً . منها عَيْنٌ حَنِيذٍ وعَيْنُ فِرْيَاضٍ وعَيْنُ بَثَاءٍ وعَيْنُ حُلْوَةَ وعَيْنُ ثَرْمدَاءَ . وهي من الأحْساء على ثَلاث ليالٍ . والسِّتَار : جَبَلٌ بدِيَارِ سُلَيْم بالعَالِيَة وقد ذَكَرَه أوَّلاً فهو تَكْرار . والسِّتَار : ناحِيَةٌ بالبَحْرينِ ذاتُ قُرىً تَزِيد على مِائةٍ لامرئ القيس بن زَيْدِ مَنَاة وأفْنَاءِ سَعْدِ بن زَيْدٍ ولا يَخْفَى أنَّه بعَيْنه الذي عَبَّر عنه بوَادِييَنْ ِفي ديار رَبِيعَة فتَأَمَّل حَقَّ التَّأَمُّل تَجْدْه . ومن المَجَاز : السَّتِيرُ كأمِير : العَفِيفُ كالمَسْتُورِ وهي السَّتِيرَة بهاءٍ قال الكميت :
ولقَدْ أزُورُ بها السَّتِي ... رَةَ في المُرَعَّثَةِ السَّتَائِرْ ومن المَجَاز : الإسْتَارُ بالكَسْر في العَدَدِ : أرْبَعَةٌ . قال جَرِير :
إن الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأمُّه ... وأبا البَعِيث لشَرُّ ما إسْتارِ أي شرُّ أرْبَعَة ورابِعُ القَوْم : إسْتَارُهم . قال أبو سعيد : سَمْعْتُ العَرَبَ تقول للأربعة : إستارٌ ؛ لأنَّه بالفَارِسيّة : جِهَار فأعْرَبوه وقالوا : إسْتَار ومثله قال الأَزْهَرِيّ . وزادَ جَمْعُه أسَاتِيرُ . وقال أبو حاتم : يقال ثَلاثُة أساتِرَ والواحدُ إسْتَارٌ ويقال لكلِّ أربعة : إستارٌ : يقال : أكلْتُ إستَاراً من الخُبْز أَي أربعة أرغفةٍ . والإستَارُ في الزِّنَة : أربَعةُ مَثَاقِيلَ ونِصْفٌ قاله الجوهريّ . وهو مُعّربٌ أيضاً والجمع الأساتِيرُ . وستَرَ الشَّيْءَ يَسْتُره سَتْراً بالفَتْح وسَتَراً بالتَّحْرِيك : أخْفَاهُ فانْسَتَرَ هو وتَسَتَّرَ واسْتَتَرَ أَي تَغْطَّى الأول عن ابن الأَعرابيِّ أَي انْسَتَر . وساتُورُ : أحَدُ السَّحَرِة الذَّين آمنوا بمُوسى عَلَيْه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام قاله ابن إسحاق وهم أربعة : ساتُورٌ وعَازُور وحَطْحَط ومُصَفَّى . وأسْتَرَابَاذُ بالكسر معناه عِمَارَةُ البَغْل فإن أسْتَرَ كأَحْمَد بالفَارِسِّيِة البَغْل . ويقال أيضاً أسْتَارَابَاذ بزيادة الألف : ة بقُربِ جُرْجَانَ بينها وبين سارِيَةَ ولها تاريِخ . وقال الرُّشَاطِيّ : هي مِن عَمَلِ جُرْجانَ . يُنْسَب إليه عَمَّار بن رَجَاءٍ . وقال ابن الأثِير : ومن مَشاهِير أهلها أبو نُعيم عبد الملك بن مُحَمَّد بن عَدِيّ أحدُ أئِمَّة المسلمين . قال البِلْبِيسيّ : وأبو مُحَمَّد الحسن بن مُحَمَّد بن أحمد بن علي الفقيهُ الحَنَفِيّ تَفقَّه على أبي عبد الله الدَّامَغَانِيّ بَبغْدَادَ وحَدَّث بها . و أسْتَرَاباذُ : كُورَةٌ بالسَّوَادِ من العراق . وأسْتَرَابَاذ : ة بخُرَاسانَ وهي غَيرُ التي بِقُرب جُرْجانَ . ومما يستدرك عليه : السَّتَر مُحَرَّكةً مَصْدَرُ ستَرْتُ الشْيءَ أستُره إِذَا غَطَّيْته
وجارِيةٌ مُسَتَّرة أَي مُخَدَّرة وهو مَجَاز وفي الحَدِيث " إنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِب الحَيَاءَ والسَّتْر " . السَّتِير : فعِيلٌ بمعنَى فَاعِل أَي من شَأنِه وإرَادَته حُبُّ السَّتْر والصَّوْن وقد يكون السَّتِير بمعنى المَسْتور ويُجْمَع على سُتَرَاءَ كقُتَلاَء وشُهَداَءِ . وقد ذَكَره أبو حَيَّان في شرح التَّسْهِيل وعَدّوه غَرِيباً . وقوله تعالى " حِجَاباً مَسْتُوراً " قال ابنُ سِيدَه أَي ساتِراً مثل قوله " كان وَعْدُه مِأتِيّاً " أَي آتِياً . قال بعضهم : لا ثالث لَهُمَا . وقال ثعلب : مَعْنَى مَسْتُوراً مَانِعاً وجاء على لَفْظ مَفْعُولٍ لأنه سُتِرَ عن العَبْد . وقيل حِجَاباً مَسْتُوراً : حِجَاباً على حِجَاب والأوَّل مَسْتُور بالثَّاني . يُرادُ به كَثَافَةُ الحِجَابِ . وسَتَّرَه كسَتَرَه . أَنشدَ اللِّحْيَانِي :
لهَا رِجْلٌ مُجَبَّرةٌ بِخُبٍّ ... وأُخْرَى لا يُستِّرَها أُجَاجُوامرأَةٌ سَتِيرَةٌ : ذاتُ سِتَارَةٍ . وشَجَرٌ سَتِيرٌ : كَثِيرُ الأغْصَانِ . وسَاتَرَه العَدَاوَةَ مُسَاتَرةً وهو مُدَاجٍ مُسَاتِرٌ . وهتَكَ الله سِتْرُه : أطْلَع على مَعَايِبِه . ومَدَّ الليلُ أَسْتارَهُ . وأَمُدُّ إلى الله يَدِي تَحْتَ سِتَارَ اللَّيْلِ . وكل ذلك مَجَاز . وسِتارَةٌ : أرْضٌ . قال :
سَلاَنِي عنْ سِتَارَةَ إنَّ عِنْدي ... بها عِلْماً فمَنْ يَبغِ القِرَاضَا
يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ ... كِرَاماً حيَثْ ما حَبَسوا مَخَاضَا وسِتَارَةُ : مَدِينةٌ بِالْهِنْد عليها حِصْنٌ عظِيمٌ هَائِلٌ مُستَصْعَبُ الفَتْحِ
نَسْتَرُ كجَعْفَرُ أَهملَه الجَوْهَرِيّ وصاحب اللسان واستدركَه الصَّاغانِيّ فقال : هو زاهدٌ فارسيٌّ مَجوسيٌّ كان في زَمن كِسرى أَنُو شَروانَ ملِكِ الفُرْس . نَسْتَرُ : رَيْحانٌ م أي معروفٌ كالنَّسْتَرْنِ بزيادة النون . نَسْتَرُ كدِرْهَم : صُقْعٌ بالعراق أي بسواده كما في التكملة وفي مختصر البُلدان : بالكوفة ذو قُرىً ومَزارِعَ . ونَسْتَرُو بفتح فسكون والراءُ مضمومة وفي كتاب الأَسعد بن ممَّاتي : بزيادة الهاءِ بعدَ الواو : جزيرةٌ بين دِمياط والإسكندريَّة من أَعمال فُوَّةَ والمزاحمتين يصاد فيها السَمك وعليهم ضَمانٌ خمسينَ أَلفَ دِينار وقيل هي جزيرةٌ ذات أَسواق في بُحَيْرَة منفردة . ومُنَسْتِيرُ بضَمِّ الميمِ وفتح النُّون وسُكون السّين وكسر التّاء : د بأَفريقِيَةَ بين المَهدِيَّة وسُوسَة وهي خمسة قصورٍ يحيطُ بها سُورٌ واحدُ بين كلٍّ منها مَرحلَة ويقال إنَّ الذي بنى القصر الكبير هَرْثَمَةُ بن أَعْيَنَ سنة ثمانين ومائة وله في يوم عاشوراءَ مَوسمٌ عظيمٌ ومَجمع كبيرٌ وهو مَعبَدُ الزُّهَّاد والمُنقطعينَ والمُرابِطين . وفي الطَّبقة الثانية من الحصن مَسْجِدٌ لا يخلو من شيخٍ خَيِّرٍ يكونُ مَدارُ القومِ عليه . وفي قِبلَتِه حِصْنٌ فسيحٌ مَزارٌ للنِّساء المُرابِطات وبها جامعٌ مُتْقَنُ البناءِ وفيه غُدُرٌ وحَمّاماتٌ . مُنَسْتِيرُ : د آخَرُ بأَفريقيَة أَيضاً ويُعرَف بمُنَسْتيرِ عُثمانَ أَهلُه قومٌ من قُرَيْشٍ من ولَد الرَّبيع بن سُلَيْمانَ وهو اخْتَطَّها عند دُخولِه أَفريقية بينه وبين القَيْرَوانِ ستُّ مَراحلَ وهي قريةٌ كبيرةٌ آهِلَةٌ بها جامعٌ وخَنادِقُ وأَسواقٌ وحَمَّامٌ وسكَنَتْها عَرَبٌ وبَرْبَرٌ . مُنَسْتِيرُ : ع شرقيّ الأَندلَسِ بين لَقَنْتَ وقَرْطاجَنَّة ذكره ياقوت