سَعَدَ يَومُنا كنَفَع يَسْعَد سَعْداً بفتح فسكون وسُعُوداً كقُعُودٍ : يَمِنَ وَيَمَن وَيَمُنَ مُثَلَّثةً يقال : يومٌ سَعْدٌ ويومٌ نحْسٌ . والسَّعْدُ : ع قُرْبَ المدينةِ على ثلاثةِ أميالٍ منها كانت غَزْوَة ذاتِ الرِّقاع قريبةً منه والسَّعْد : جبلٌ بالحِجَأز بينه وبين الكَديد ثلاثون مِيلاً عنده قَصْرٌ ومنازلُ وسُوقٌ وماءٌ عذْبٌ على جادَّة طريقٍ كان يُسْلَكُ من فَيْدٍ إلى المدينة . والسّعْد : د يُعْمَل فيه الدُّرُوعُ فيقال : الدُّروعُ السَّعْدِيَّة نِسْبَة إليه وقيل السَّعْد : قَبِيلةٌ نُسِبَت إِليها الدُّروعُ . والسَّعْد ثُلُثُ اللَّبِنَةِ لَبِنَةِ القَمِيصِ والسُّعَيْد كَزُبَيْر : رُبْعُها أَي تِلك اللَّبِنَة . نقله الصاغانيًّ . واستَسْعَدَ بهِ : عَدَّهُ سَعِيداً و في نُسخة : سَعْداً . والسَّعادةُ : خِلافُ الشَّقاوةِ والسُّعُودة خِلافُ النُّحُوسة وقد سعِدَ كعَلِمَ وعُنِيَ سَعْداً وسَعَادَة فهو سَعِيدٌ نقيضُ شَقِيٍّ مثل سَلِمَ فهو سَلِيم وسُعِد بالضم سَعَادة فهو مَسْعُودٌ والجمع سُعَداءُ والأُنثَى بالهاءِ . قال الأَزهريُّ : وجائزٌ أَن يكون سَعيدٌ بمعنَى مَسعودٍ من سَعَدَه اللهُ ويجوز أَن يكونَ من سَعِد يَسْعَد فهو سَعِيدٌ . وقد سَعَده الله وأَسْعَده اللهُ فهو مَسْعُود وسَعِدَ جَدُّه وأَسْعَده : أَنْمَاه . والجَمْعُ مَسَاعِيدُ ولا يقال مُسْعَدٌ كمُكْرَم مُجَارَاةً لأَسْعَدَ الرُّبَاعِيّ بل يُقْتَصَر على مَسْعود اكتفاءً به عن مُسْعَد كما قالوا : مَحبوبٌ ومَحْمُوم ومَجْنُون ونحوها من أفَعلَ رُبَاعِيّاً . قال شيخنا : وهذا الاستعمالُ مشهور عَقَدَ له جماعةٌ من الأَقدمين باباً يَخُصُّه وقالوا : " باب أَفْعَلْته فهو مَفْعُول " وساقَ منه في الغريب المصنَّف أَلفاظاً كثيرة منها : أَحَبَّه فهو مَحْبُوب وغير ذلك وذلك لأَنّهُم يقولون في هذا كُلِّه قد فُعِل بغير أَلف فبُنِيَ مفعولٌ على هذا وإلا فلا وَجْهَ له . وأَشار إليه ابنُ القَطَّاع في الأَبنية ويَعقُوبُ وابن قُتيبةَ وغيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة . والإِسعادُ والمساعدَةُ : المُعاونة . وساعَدَه مُساعدةً وسِعاداً وأَسْعَده : أَعَأنه ورُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم : أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة : لَبَيْكَ وسَعْدَيْكَ والخَيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ والشَّرُّ ليس إِليك . قال الأزهريُّ : وهو خَبَرٌ صحيح وحاجةُ أهل العلم إلى تفسيره ماسةٌ . فأما لَبًّيْكَ فهو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان وأَلَبَّ أَي أَقامَ به لَبّاً وإِلْباباً كأَنَّه يقول : أنا مُقِيمٌ على طاعتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ ومُجِيبٌ لك إِجابةً بَعْدَ إِجابَة . وحُكِيَ عن ابن السِّكِّيت في قوله لَبَّيْك وسَعْدَيْك : تأْويله إِلباباً لك بعد إِلبابٍ أي لُزُوماً لطاعتك بعد لزوم وإسعاداً بعد إِسعاد وقال أحمد بن يحيى : سَعْدَيْك أَي مُساعدةً لك ثم مُساعدة وإِسعاداً لأمرك بعد إسعاد . وقال ابن الأَثير أي ساعَدْتُ طاعتَك مُسَاعدةً بعدَ مساعدة وإِسعاداً بعد إِسعادٍ ولهذا ثُنِّيَ وهو من المَصادر المنصوبة بفِعْلٍ لا يَظْهَر في الاستعمال . قال الجَرْمِيّ : ولم يُسْمَع سَعْدَيْك مفرداً قال الفرّاءً : لا واحدَ لِلَبّيْك وسَعْدَيك على صِحَّة . قال الفرّاءُ : وأَصلُ الإِسْعادِ والمُساعدةِ مُتابعةُ العَبْدِ أَمْرَ ربه ورِضَاه . قال سيبويه : كلامُ العربِ على المساعدة والإِسعاد غير أَنَّ هذا الحرْفَ جاءَ مثنَّى على سَعْدَيْك ولا فِعْلَ له على سَعد . قال الأَزْهَرِيُّ : وقد قُرِئَ قوله تعالى : " وَأمَّا الذين سُعدُوا " وهذا لا يكون إلاَّ من : سَعَدَه اللهُ وأَسْعَدَه أَي أَعانَه وَوَفَّقَه لا مِن أَسْعَدَه الله . وقال اَبو طالب النّحويّ : معنَى قوله لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ أَي أَسْعَدَني اللهُ إِسعاداً بعدَ إسعادٍ . قال الأزهريّ : والقول ما قاله ابنُ السِّكِّيت وأَبو العباسِ لأَن العَبْدَ يُخَاطِبُ رَبَّه ويّذْكُرُ طاعَتَهُ ولُزُومَه أَمْرَه فيقول : سَعْدَيْكَ كما يقول لَبِّيْكَ أَي مُساعَدةً لأَمْرِك بعد مُساعدة . وإذا قيل أًَسعَدَ الله العَبْدَ وسَعَدَه فمعناه : وَفَّقَه الله لما يُرْضِيه عنه فيَسْعَدُ بذلك سَعادةً . كذا في اللِّسَان . والسُّعُدوالسُّعُود الأَخيرةُ أَشهر وأَقْيَس كلاهما : سُعُودُ النُّجُومِ : وهي الكواكب التي يقال لكلّ واحد منها : سَعْدُ كذا وهي عَشَرَة أَنجمٍ كلّ واحد منها سَعْدٌ : سَعْدُ بُلَعَ . قال ابن كُنَأسة : سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ . قال أبو يَحيى : وزَعَمَت العربُ أنه طَلَعَ حينَ قال الله تعالى : " يا أَرْض ابْلَعِي مَاءَك " ويقال إِنما سُمّيَ بُلَعاً لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ . وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ ثلاثة كواكب على غيرِ طَرِيقِ السُّعود مائلةٌ عنها وفيها اختلافٌ وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ولا مُضِيئة مُنِيرَة سُمِّيَتْ بذلك لأنها إذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهُوَامُّها من جحَرَتِهَأ جُعِلَت جِحَرَاتُهَأ لها كالأَخْبِيَة . وقيل : سَعْدُ الأَخْبِيَةِ : ثلاثةُ أَنْجُمٍ كأَنَّهَأ أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن . وسَعْدُ الذَّابِحِ قال ابن كُنَاسَةَ : هو كوكبانِ مُتَقَاربان سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكباً صغيراً غامِضاً يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه والذَّابِحُ أَنْوَرُ منه قليلا . وسَعْدُ السُّعودِ كوكبَانِ وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ولذلك أُضِيف إِليها وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابِحِ في مَطْلَعه . وقال الجوهريّ : هو كوكب نَيِّرٌ منفرد . ود الأَخيرةُ أَشهر وأَقْيَس كلاهما : سُعُودُ النُّجُومِ : وهي الكواكب التي يقال لكلّ واحد منها : سَعْدُ كذا وهي عَشَرَة أَنجمٍ كلّ واحد منها سَعْدٌ : سَعْدُ بُلَعَ . قال ابن كُنَأسة : سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ . قال أبو يَحيى : وزَعَمَت العربُ أنه طَلَعَ حينَ قال الله تعالى : " يا أَرْض ابْلَعِي مَاءَك " ويقال إِنما سُمّيَ بُلَعاً لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ . وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ ثلاثة كواكب على غيرِ طَرِيقِ السُّعود مائلةٌ عنها وفيها اختلافٌ وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ولا مُضِيئة مُنِيرَة سُمِّيَتْ بذلك لأنها إذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهُوَامُّها من جحَرَتِهَأ جُعِلَت جِحَرَاتُهَأ لها كالأَخْبِيَة . وقيل : سَعْدُ الأَخْبِيَةِ : ثلاثةُ أَنْجُمٍ كأَنَّهَأ أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن . وسَعْدُ الذَّابِحِ قال ابن كُنَاسَةَ : هو كوكبانِ مُتَقَاربان سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكباً صغيراً غامِضاً يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه والذَّابِحُ أَنْوَرُ منه قليلا . وسَعْدُ السُّعودِ كوكبَانِ وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ولذلك أُضِيف إِليها وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابِحِ في مَطْلَعه . وقال الجوهريّ : هو كوكب نَيِّرٌ منفرد
وهذه الأربعة منها من مَنَأزِلِ القمرِ يَنْزِل بها وهي في بُرْجَيِ الجَدْيِ والدَّلْو ومن النُّجُوم : سَعْدُ ناشِرةَ وسَعْدُ المَلِكِ وسَعْدُ البِهَامِ وسَعْدُ الهُمَامِ وسَعْدُ البارِعِ وسَعْدُ مَطَر . وهذه السِّتَّةُ ليستْ من المنازل كُلُّ سَعْدٍ منها كَوْكَبَانِ بينهما في المَنْظَرِ نَحوُ ذِرَاعٍ وهي مُتَناسِقةٌ . وفي الصّحاح : في العَرب سُعُودٌ قبائِلُ كَثِيرَةٌ منها : سَعْدُ تَمِيمٍ وسَعْدُ قَيْس وسَعْدُ هُذَيْلٍ وسَعْدُ بَكْرٍ وأَنشد بيت طَرَفة :
رَأًَيْتُ سُعُوداً مِن شُعُوبٍ كَثِيرةٍ ... فلم تَر عَيْنِي مِثْلَ سَعْدِ بن مالِكِقال ابن بَرِّيّ : يقول : لم أَرَ فيمن سُمِّي سَعْداً أَكرمَ من سَعْدِ بنِ مالِكِ بن ضُبَيْعة بن قَيْس بن ثَعْلَبَةَ بن عُكابَةَ وغيرُ ذلك مثل : سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلاَنَ وسَعْدِ بن ذُبْيَانَ بن بَغِيض وسَعْدِ بن عَدِيِّ بن فَزَارةَ وسَعْد بن بكْر بن هَوازِنَ وهم الذين أَرْضَعُوا النبي صلى الله عليه وسلم وسَعْد ابن مالك بن سعْد بن زيد مناةَ وفي بني أَسَدٍ سَعْدُ بن ثَعْلَبَة بن دُودانَ وسعْدُ بن الحارثِ بن سَعْد بن مالك بن ثَعْلَبَة بن دُودان . قال ثابتٌ : كان بنو سعْدِ بن مالك لا يُرَى مِثْلهم في بِرِّهِم ووَفائهم . وفي قيس عَيْلانَ سعْدُ بن بكْر وقضاعَةَ سَعْدُ هُذَيْمٍ ومنها سَعْدُ العَشِيرةِ وهو أبو أَكثرِ قَبَائلِ مَذْحج . ولمَّا تَحَوَّلَ الأضبَطُ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ من وفي نسخة : عن قَوْمِه وانتقلَ في القبائِلِ فلَمَّا لم يُحْمِدْهُمْ رَجَعَ إلى قَوْمه وقال : بِكلِّ وادٍ بَنو سَعْدٍ فذَهَبَ مَثَلاً . يعني سَعْدُ بن زيد مناه بن تميم وأما سَعْدُ بَكْرٍ فهم أَظآرُ سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبنو أَسْعَدَ : بَطْنٌ من العرب وهو تَذكيرُ سُعْدَى وأَنكرَه ابن جِنِّي وقال : لو كان كذلك حَرِيَ أَن يَجِيء به سَمَاعٌ ولم نَسمَعْهم قَطّ وَصَفوا بِسُعْدى وإنما هذا تَلاقٍ وَقَعَ بين هذَيْنِ الحَرْفين المُتَّفِقَي اللَّفْظِ كما يَقَع هذانِ المِثالانِ في المُخْتَلِفَة نحو أَسْلَمَ وبُشْرَى . وفي الصحاح : وفي المثل قولهمٌ : أَسَعْدٌ أَم سعيدٌ كأَمِير هكذا هو مضبوط عندنا . وفي سائر الأُمهات اللغَوِية : كزُبَيْرٍ وهو الصواب إذا سُئِلَ عن الشَّيْءِ أي هو مما يُحَبُّ أَو يُكْرَهً . و في خُطْبَة الحَجَّاجِ : انْج سَعْدُ فقد قُتِل سُعَيْدٌ هذا مَثلٌ سائر وأَصْله أن ابْنَىْ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ خرجَا في طلب إِبِلٍ لهما فرَجَعَ سَعْدٌ وفُقدَ سُعَيْدُ فَكان ضَبَّةُ إذا رَأَى سَوَاداً تحت الليلِ قال : أَسَعْدٌ أَم سُعَيْدٌ هذا أَصْل المَثَلِ فأُخِذ ذلك اللَّفْظُ منه وصار يُتَشَاءَمُ به وهو يُضرَب مَثَلاً في العناية بذي الرَّحِمِ ويُضْرَب في الاستخبارِ عن الأمْريْنِ : الخَيْرِ والشَّرْ أَيهما وقعَ . وهو مَجَاز . ويقال بَرَكَ البَعِيرُ على السَّعْدَانَةِ وهو كِرْكِرَةُ البَعِيرِ سُمِّيَت لاستدارتها . والسَّعْدَانَةُ : الحَمَامَةُ قال :
إذا سَعْدانَةُ السَّعَفَاتِ ناحَتْ ... عَزاهِلُهَا سَمِعْتَ لها حَنِينَا أَو السَّعْدانَةُ اسمُ حَمَامَة خاصَّة قاله ابن دُرَيْد وأَنشد البيت المذْكورَ . قال الصاغاني : وليس في الإنشاد ما يَدُل على أنها اسمُ حمامة كأَنَّه قال : حَمامةُ السَّعَفَات اللّهُمَّ إلا أَن يُجْعَلَ المضافُ والمضافُ إليه اسماً لحَمامةٍ فيقال : سَعْدانةُ السَّعَفاتِ : اسمُ حَمَامَة . ويقال : عَقَدَ سَعْدانَةَ النَّعْلِ وهي عُقْدَةُ الشِّسْعِ السُّفْلَى ممَّا يلي الأَرْضَ والقِبَالَ مثل الزِّمامِ بين الإِصبَعِ الوُسطَآ والتي تَليها . والسَّعْدَانةُ من الاسْتِ : ما تَقَبَّض من حِتَارِهَا أَي دائِر الدُّبُرِ وسيأْتيوالسَّعْدَأنة من المِيزانِ : عُقْدَةٌ في أَسْفَلِ كِفَّتِهِ وهي السَّعْداناتُ . والسَّعْدانَأت أَيضاً : هَنَاتٌ أَسْفَلَ العُجَايَةِ بالضّمّ عَصَب مُرَكَّب فيه فُصُوصٌ من عِظَام كما سيأْتِي ومنهم من ضَبَطَه بالموحَّدة وهو غَلَطٌ كأَنَّها أَظْفَارٌ . ويقال : شَدَّ اللهُ على ساعِدِكَ وسواعِدِكُم ساعِدَاكَ : ذِرَاعاكَ والساعِد : مُلْتَقَى الزَّنْدَيْنِ من لَدُن المِرْفَقِ إلى الرُّسْغِ والساعِدُ : الأَعْلَى من الزَّنْدَيْن في بعضِ اللغات والذِّراعُ : الأَسفلُ منهما . قال الأزهريّ : والسَّاعِدُ : ساعِدُ الذِّراع وهو ما بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ والمِرْفَق سُمِّيَ ساعِداً لمُسَاعدته الكَفَّ إذا بَطَشَتْ شَيْئاً أَو تناوَلَتْه وجمْع السّاعدِ : سَواعِدُ . والسَّاعِدانِ من الطائِرِ : جَنَاحَاهُ يَطِير بهما وطائِرٌ شَدِيدُ السواعِدِ أَي القوادِمِ وهو مَجاز . والسَّوَاعِدُ : مَجَأرِي الماءِ إلى النَّهْر أَو إلى البَحْر . وقال أبو عمرو : السواعدُ : مَجاري البحرِ التي تَصُبّ إليه الماءَ واحدُهَأ ساعِدٌ بغير هاءٍ . وقال غيرُهُ : الساعِدُ مَسِيلُ الماءِ إلى الوادِي والبَحْرِ . وقيل : هو مَجْرَى البَحرِ إلى الأَنهار . وسَوَاعِدُ البِئرِ : مخارجُِ مائِها ومَجَارِي عُيُنِها . والسَّواعِدُ : مَجَارِي عُيُونِها . والسَّواعِدُ : مَجَارِي المُخِّ في العَظْمِ قال الأَعْلَم يَصف ظَلِيماً :
على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ ال ... سَّواعدِ ظَل في شَرْيٍ طِوالِ عنَى بالسوَاعِدِ مَجْرَى المُخِّ من العِظَام وزعموا أن النعَأمَ والكَرَى لا مُخُّ لهما
وقال الأزهري في شَرْح هذا البيت : سواعِدُ الظَّلِيم أَجْنِحَتُه لأَن جَناحَيْه ليسا كاليَدَيْنِ والزَّمْخَرِيّ في كل شيء : الأَجْوَفُ مثل القَصَب . وعِظامُ النَّعَأمِ جُوفٌ لا مُخَّ فيها . والحَتُّ : السَّرِيعُ . والبُرَايَة : البَقِيَّةُ . يقول : هو سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَأبِ بُرَايَتِهِ أَي عند انْحِسَارِ لَحْمِهِ وشَحْمِه . والسُّعْدُ بالضّمّ : من الطِّيبِ . والسُّعادَى كحُبَارَى مثْلُه وهو طِيبٌ م أَي معروف . وقال أبو حنيفة : السُّعْد من العُرُوقِ : الطَّيِّبَةُ الرِّيحِ وهي أَرْومةٌ مُدَحْرَجَة سَودَاءُ صُلْبَة كأَنهَا عُقْدَةٌ تَقَع في العِطْر وفي الأَدْوِيَة والجمْع سًعْدٌ . قال : ويُقَال لنَبَاتِه السُّعَادَى والجَمْع : سُعَادَيَات . وقال الأَزهريُّ : السُّعْد : نَبْت له أَصْلٌ تَحْت الأَرضِ أَسْوَد طَيِّبُ الرِّيحِ . والسُّعادَآ نَبْت آخَرُ وقال الليث : السُّعَأدَآك نَبْتُ السُّعْدِ . وفيه مَنفَعَة عَجِيبة في القُرُوحِ التي عَسُرَ انْدِمالُهَا كما هو مذكور في كُتب الطِّبّ . وساعِدَةُ : اسم من أَسماءِ الأَسَد معرِفَة لا يَنصرف مثل أُسَامَةَ ورَجُلٌ أي عَلَمُ شَخْص عليه . وبنو ساعدةًَ : قومٌ من الأنصار من بني كَعْبِ بن الخَزْرَجِ بن ساعِدةَ منهم سَعْدُ بن عُبَادَةَ وسَهْل ابن سَعْدٍ الساعِديَّانِ رضي الله عنهما وسَقِيفَتُهُم بِمَكَّةَ هكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحةِ والأُصول المقروءة . ولا شك في أنه سَبْقُ قَلَمٍ لأنه أدرَى بذلك لكثرةِ مجاوَرتِهِ وتردُّدِهِ في الحَرَمَيْنِ الشَّريفين . والصّواب أَنها بالمَدينة . كما وجد ذلك في بعض النُّسخ على الصواب وهو إصلاحٌ من التلامذة . وقد أَجمعَ أَهلُ الريبِ وأَئمَّةُ الحديثِ وأَهلُ السِّيَرِ أَنَّها بالمدينة لأَنَّها مأْوَى الأَنصارِ وهي بمنزلة دارٍ لهم ومَحَلّ اجتماعاتِهم . ويقال : كانوا يَجتمعون بها أَحياناً . والسَّعِيد كأَمير : النَّهْرُ الذي يسقي الأرض بظواهِرها إذا كان مُفْرَداً لها . وقيل هو النَّهر الصغير وجمْعه : سُعُدٌ قال أَوْسُ بن حَجَر :
وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً ... نَخْلٌ مَواقِرُ بَيْنَها السُّعُدُوسَعِيدُ المَزْرَعَةِ : نَهرُها الذي يُسقِيها ؟ . وفي الحديث : كُنَّا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ . والسَّعِيدَةُ بهاءِ : بَيت كانت رَبيعةُ من العرب تَحُجُّه بِأُحُدٍ في الجاهليّة هكذا في النُّسخ . وهو قول ابن دُريد قال : وكان قريباً من شَدَّاد . وقال ابن الكَلبيّ : على شاطئ الفُرات فقولُه : بأُحُدٍ خَطأٌ . والسَّعِيدِيَّة : ة بمصر نُسِبتْ إلى المَلِك السَّعِيد . والسَّعِيد والسَّعِيديّة : ضربٌ من بُرودِ اليمن كأنَّها نُسِبَتْ إلى بني سعيد . وسَعْدٌ : صَنَمٌ كان لبَنِي مَلَكَانَ بن كِنانةَ بساحِلِ البَحْرِ ممَّا يَلِي جُدَّةَ قال الشاعر :
وهل سَعْدُ إِلاَّ صَخْرَةٌ بِتَنُوفَةٍ ... من الأَرْضِ لا تَدْعُو لغَيٍّ ولا رُشْدِ ويقال : كانت تَعبره هُذَيْلٌ في الجاهلية . وسُعْدٌ بالضمّ : ع قُرْبَ اليَمَامَةِ قال شيخُنا : زعَم قَومٌ أَن الصّوابَ : قُرْبَ المدينة . وسُعْدٌ : جَبَلٌ بجَنْبهِ ماءٌ وقَرْيةٌ ونَخْلٌ من جانب اليمامةِ الغَربي . والسُّعُد بضمّتينِ : تَمْرٌ قال
وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً ... نَخْلٌ بزَارةَ حَملُهُ السُّعُدُهكذا فسَّرَه أبو حَنيفةَ . والسَّعَد بالتحريك وبخطّ الصاغانيِّ : بالفتح مجوَّداً : ماءٌ كان يَجرِي تحتَ جَبَلِ أَبي قُبَيْس يَغْسِل فيه القَصَّارون . وأَجمَةٌ م معروفة وفي قوله : معروفة نَظرٌ . والسَّعْدانُ بالفتح : نَبْتٌ في سُهولِ الأَرْض من أَفْضَلِ وفي الأُمَّهات : من أَطْيب مَرَاعِي الإِبلِ ما دَام رَطْباً . والعرب تقول : أَطْيَبُ الإِبلِ لَبَناً ما أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ . وقال الزهريُّ في تَرْجَمَة صفع : والإِبل تَسْمَن على السَّعدان وتَطيب عليها أَلبانُها واحدتُه سَعْدانةُ والنون فيه زائدة لأَنه ليس في الكلام فَعْلال غيرُ خَزْعَال وقَهْقَار إلا من المضاعف . وقال أبو حنيفة : من الأحرار السَّعْدَأنُ وهي غُبْرُ اللَّوْن حُلْوةٌ يأْكلُها كلُّ شيءٍ ويستْ بكبيرة وهي من أَنجَعِ المَرْعَى . ومنه المثل : مَرْعىً ولا كالسَّعْدانِ وماءٌ ولا كَصَدَّاءَ يُضْرَبان في الشيءِ الذي فيه فضلٌ وغيرُه أَفضلُ منه . أَو للشيء الذي يُفَضَّل على أَقرانه . وأولُ من قَالَه : الخَنساءُ ابنةُ عَمْرِو بن الشَّرِيد . وقال أبو عُبيد : حَكَى المفَضَّل أَن المَثَلَ لامرأَةٍ من طَيِّئ وله شَوْكٌ كأَنَّه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فيُنْظَر إلى شَوْكه كالِحاً إذا يَبِس . وقال الأَزهريُّ : يقال لشَوْكه : حَسَكَةُ السَّعْدانِ . ويُشَبَّهُ به حَلَمَةُ الثَّدْيِ فيقال لها سَعْدَانَةُ الثُّنْدُوَّةِ وخلَطَ اللَّيث في تنمسير السَّعْدَأنِ فجَعَلَ الحَلَمَةَ ثَمَرَ السَّعْدَانِ وجعلَ له حَسَكاً كالقُطْبِ . وهذا كلُّه غَلَطٌ . والقُطْبُ شَوْكٌ غيرُ السَّعْدَان يُشْبِه الحَسَكَ . وأَما الحَلَمَةُ . فهي شَجَرَةٌ أُخرى . وليست من السَّعْدان في شيءٍ . وتَسَعَّدَ الرَّجلُ : طَلَبَه يقال : خَرَجَ القَومُ يَتَسَعَّدون أَي يرتادُون مَرْعَى السَّعْدانِ وهو من خَيْر مَراعِيهم أَيَّامَ الرَّبِيع كما تَقدَّم . وسُعْدان كسُبْحَانَ : اسمٌ للإِسْعَأدِ ويقال : سُبْحَانَهُ وسُعْدَانَهُ أَي أُسَبِّحُهُ وأُطِيعُهُ كما سُمِّيَ التسبيح بِسُبْحَانَ وهُمَأ عَلَمَأنِ كعُثْمانَ ولُقْمانَ . والساعِدَةُ : خَشَبَةٌ تُنْصَب تُمْسِكُ البَكَرَةَ وجمْعُها السَّوَاعِد . وسَمَّوْا سَعِيداً ومَسْعُوداً ومَسْعَدَةَ بالفتح ومُسَاعِداً وسَعْدُونَ وسَعْدَانَ وأَسْعَدَ وسُعُوداً بالضم وللنِّساءِ : سُعَادُ وسُعْدَى بضمِّهِمها وسَعْدةُ وسَعِيدَةُ بالفتح وسُعَيْدة بالضمّ . والأَسْعَدُ : شُقَاقٌ كالجَرَبِ يَأْخُذ البَعِيرَ فيَهرَمُ منه ويَضعُف . وسَعَّادٌ ككَتَّانٍ ابنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيّ المُحَدِّثُ شَيْخ لعبد الصَّمَد بن النُّعْمَان . وسَعَّأدُ بنُ راشدَةَ في َسبِ لَخْم من وَلده حاطبُ بن أَبي بَلْتَعَةَ الصَّحَابيُّ . واختُلِفَ في عبد الرحمن بن سعاد الراوي عن أَبي أَيُّوبَ فالصَوااب أَنه كسَحَأب وقيل كَكَتَّان قاله الحافظُ . والمَسْعُودةُ : مَحَلَّتانِ ببعْدادَ إحداهما بالمأْمونية والأُخرى في عقارِ المَدْرَسَة النّظاميّة . وبنو سَعْدَمٍ كجَعْفَر : بَطْن من مالِك بنِ حَنْظَلةَ من بني تَمِيم والميمُ زائدةٌ نقله ابنُ دُرَيْد في كتاب الاشتقاق . ودَيْرُ سَعْدِ : ع بين بلادِ غَطَفَانَ والشَّام . وحَمَّامُ سَعْد : ع بطريق حاجِّ الكوفةِ عن الصاغانيّ . ومَسْجِدُ سَعْدٍ منزلٌ على سِتَّةِ أَميال من الزُّبَيديّة بين المُغِيثَةِ والقَرْعَاءِ منسوب إلى سَعْدِ بن أَبي وَقَّاصِ . والسَّعْدِيَّةُ : منزِلٌ منسوبٌ لبني سَعْدِ بنِ الحارِثِ بن ثَعْلَبَةَ بطَرَف جَبَلٍ يقال له : النُّزَف : والسَّعْدِيَّة : ع لبني عَمْرِو بنِ ساعِدَةَ هكذا في النسخ . والصواب : عَمْرو بن سَلِمَة وفي الحديث : أَن عَمْرَو بن سَلمَةَ هذا لمّأ وَفَدَ على النبيّ صلى الله عليه وسلم استقْطَعه ما بينَ السَّعْدِيَّة والشَّقراءِ وهما ماءَانِ . والسَّعْدِية : ع لبني رِفَاعَةَ باليمامة . والسَّعْدِيَّة : بِئْرٌ لبني أَسَدٍ في مُلتَقَى دارِ مُحَأرِبِ بن خَصَفَةَ ودارِ غَطَفَانَ من سُرَّةِ الشَّرَبَّة . وماءٌ في ديارِ بني كِلاَبٍ وأُخرَى لبني قُرَيْظٍ من بني أَبي بكرِ بن كِلاب . والسَّعدِيّة قَرْيَتَأنِ بحلبَ سُفْلَى وعُلْيا . والسَّعْدَى كسَكْرَى : ة أُخرَىبحلبَ و : ع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ بالعِرَاق . وقولُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طابيٍ رضي الله عنه : و : ع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ بالعِرَاق . وقولُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طابيٍ رضي الله عنه :
" أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ
" ما هكذا يا سَعْدُ تُورَدُ الإِبلْ فسيأتي في ش ر ع . والسَّعْدَتَيْنِ كأَنَّه تَثنِيَةُ سَعْدَة . كذا في النُّسخ المُصحَّحة : ة قُرْبَ المَهْدِيَّة بالمغرب منها : وفي نُسخَةِ القَرَافي موضع بدل : قرية . ولذا قال : والأَولى منه أَو أَنَّثَهُ باعتبار السَّعْدَتَيْن . قلت : وعلى ما في نسختنا فلا يَرِد على المُصَنَّف شْيء خَلَفٌ الشاعرُ ومما يستدرك عليه : يومٌ سَعْدٌ وكَوْكَبٌ سَعْدٌ وصِفَا بالمصرد وحكى ابن جِنّي يومٌ سَعْدٌ ولَيْلَةٌ سَعْدةٌ قال : وليسا من باب الأَسْعَد والسُّعْدَى بل من قَيل أَنَّ سَعْداً وسَعْدَةً صِفَتَانِ مَسُوقَتَأنِ على مِنْهاجٍ واستمرارٍ فسَعْدٌ من سَعْدةٍ كجَلْدٍ من جَلْدةٍ ونَدْبٍ من نَدْبَةٍ أَلا تَرَاكَ تقول : هذا يومٌ سَعْدٌ ولَيْلَة سَعْدَةٌ كما تقول هذا شَعرَ جَعْدٌ وجُمَّةٌ جَعْدَةٌ
وساعِدَةُ الساقِ : شَظِيَّتُهَا . والساعد : إحليلُ خِلْفِ النَّاقةِ وهو الذي يخْرُج منه اللَّبَنُ . وقيل : السَّوَاعد : عُرُوقٌ في الضرعِ يجيءُ منها اللَّبَنُ إلى الإِحْليلِ وقال الأَصمعي : السَّواعد : قَصَبُ الضَّرْعِ وقال أبو عَمْرو : هي العُروق التي يَجِيء منها اللَّبَنُ سُمَّيَتْ بسواعدِ البحر وهي مَجَارية . وساعِدُ الدَّرِّ : عِرْقٌ يَنْزِل الدَّرُّ منه إلى الضَّرْع من النَّاقة وكذلك العِرْقُ الذي يُؤدِّي الدَّرَّ إلى ثَدْيِ المرأَةِ يُسَمَّى ساعداً ومنه قوله :
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الأَحادِيثَ في غَدٍ ... وبَعدَ غَد يا لُبْن أَلْبُ الطَّرائِدِ
وكُنْتُم كَأُمٍّ لَبَّةٍ ظَعَن ابنُها ... إليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ وي حديث سعد : كُنَّأ نَكْري الأَرضّ بما على السّواقِي وما سَعِد من الماءِ فيها فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلكَ قوله : ما سَعِد من الماءِ أي : ما جاءَ من الماء سَيْحاً لا يحتاج إلى داليةٍ يجيئه الماءُ سَيْحاً لأن معنى ما سَعِد : ما جاءَ من غير طَلَبٍ . والسَّعْدانةُ الثَّنْدُوَةُ وهو ما استدارَ من السَّواد حَولَ الحَلَمةِ . وقال بعضهم : سَعْدانةُ الثَّدْيِ : ما أَطافَ به كالفَلْكَةِ . والسَّعدانةُ مَدْخَلُ الجُرْدانِ من ظَبْيَةِ الفَرَسِ . والسَّعْدانُ : شَوْكُ النَّخْلِ عن أبي حنيفةَ وفي الحديث أنه قال : لا إسْعادَ ولا عَقْرَ في الإسلام : وهو إسعادُ النِّساءِ في المَنَاحَاتِ تَقوم المَرأَةُ . فتقُومُ معها أُخرى من جاراتِهَا فتُسَاعِدُها على النِّيَاحة . وقد وَرَدَ في حديث آخر : قالتْ أُمُّ عَطِيَّةَ : إِنَّ فُلانةَ أَسْعَدَتْنِي فأُرِيدُ أُسْعِدُها فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شَيئاً . وفي روايةٍ : قال : فاذْهَبي فأَسْعِدِيهَأ ثم بايِعِيني قال الخَطابيُّ : أَما الإِسعادُ فخاصٌّ في هذا المعنى وأَما المُسَاعَدةُ فعامَّةٌ في كلِّ مَعُونَة يقال إنما سُمِّيَ المساعَدةَ المعاوَنَةُ من وَضْعِ الرَّجُلِ يَدَه على سَاعدِ صاحِبِه إذا تَماشَيَا في حاجَة وتعاوَنَا على أَمر . ويقال : ليس لبني فُلانٍ ساعِدٌ أي لي لهم رَئِيسٌ يَعتمدونَه وساعدُ القَومِ : رَئيسُهُم قال الشاعر :
" وما خَيرُ كَفّ لا تنوءُ بساعِدِ وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ بَطْنانِ . قال اللِّحْيَانيُّ : وجَمْع سَعِيد : سَعِيدُونَ وأَساعِدُ قال ابن سيدَه : فلا أَدري أَعنَى الاسمَ أَم الصِّفَة غير أَنَّ جَمْعَ سَعِيد على أَساعِدَ شاذٌّ . والسَّعْدَانِ : ماءٌ لبني فَزارةَ قال القَتَّال الكِلابِيُّ :
رَفَعْنَ من السَّعْدَيْنِ حتَّى تفاضَلَتْ ... قَنَأبِلُ من أَوْلادِ أَعْوَجَ قُرَّحُ وسُعْد بالضمّ : موضع بنَجْد . قال جَرِير :
أَلاَ حَيِّ الدِّيارَ بِسُعْدَ إِنِّي ... أُحِبُّ لِحُبِّ فاطِمَةَ الدّيارَاوساعِدُ القَيْنِ : لُغةٌ في سَعْدِ القَيْنِ . قال الأَصمعيّ : سمِعْت أَعرابياً يقول كذلك . وسيأتي في د - ه - د - ر . ويقال : أَدركَه اللهُ بسَعْدةٍ ورَحْمَة . والمَسَاعيد : بطْن من العرب . والسَّعْدَان : موضع . ومدرسة سَعَادةَ من مدارِس بغداد . وسَعْدُ القَرْقَرَةِ : مُضْحِ : النُّعمَان بن المُنْذِر . وسَعْدانُ بن عبد الله بن جابر مولَى بني عامر بن لُؤَيّ : تابِعيٌّ مشهور من أَهل المدينة يَرْوِي عن أَنَيس وغيره
واستدرك شيخنا قولهم : بِنْتُ سَعْدٍ استعملوها في الكناية عن البَكَارَةِ قال أبو الثَّنَاءِ محمود في كتابه : حُسْن التوسُّل في صناعة الترسٌّل : ومن أَحْسَنِ كِنَايَات الهجَاءِ قول الشاعِرِ يهجو شَخْصاً يَرمِي أُمَّه بالفجور ويَرْمِيه بداءِ الأَسد :
أَراكَ أَبُوكَ أُمَّك حِينَ زُفَّتْ ... فَلَمْ تُوجَدْ لأُمِّكَ بِنْتُ سَعْدِ
أَخُو لَخْمٍ أَعارَكَ منه ثَوْباً ... هَنِيئاً بالقَميص المُسْتَجَدِّ أَراد ببنت سَعْد : عُذْرةَ وبقوله : أَخو لخْم : جُذَاماً فإنه أَخوه . ومن المجَاز : أَمرٌ ذو سَواعِدَ أَي ذو وُجوه ومَخارجَ . وأبو بكر محمد بن أحمدَ بن وَرْدَانَ البُخَاريّ . وأبو منصور عَتِيقً ابن أحمد بن حامدٍ السَّعْدَانِيّ : مُحَدِّثانِ . سَعْدُونُ : جدُّ أبي طاهرٍ محمدِ ابن الحسن بن محمد بن سَعْدونَ الموصليّ المحدّث . وخالدُ بن عَمرٍو الأُمويّ السَّعِيدِيّ إلى جَدِّه سَعيدِ بن العاص . رَوَى عن الثَّوريّ لا يَحِلّ الاحتجاجُ به . وأَسْعَدُ بنُ همّام بن مُرَّة بن ذُهْلٍ جَدُّ الغَضْبَانِ بن القَبَعْثَرَي
العَدُّ : الإِحصاءُ عَدَّ الشْيءَ يَعُدُّه عَدّاً وتَعدَاداً وعِدَّةً . وعَدَّدَه والاسمُ : العَدَدُ والعَدِيدُ قالَ الله تعالى : " وأَحْصى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " قال ابنُ الأَثِيرِ : له مَعْنَيانِ : يكون أَحْصَى كُلَّ شْيءٍ مَعْدُوداً فيكون نصبه على الحالِ يقال : عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ عَدَّاً وما عُدَّ فهو مَعْدُودٌ وَعَدَدٌ كما يقال : نَفَضْتُ ثمر الشجر نَفْضَاً والمَنْفُوض نَفَضٌ . ويكونُ مَعْنَى قولهِ " وأَحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " أَي إِحصاءً فأقَامَ عَدَداً مُقام الإِحصاءِ لأَنَّهُ بِمَعْنَاه . و في المصباح : قال الزَّجَّاجُ : وقد يكونُ العَدَدُ بمعنى المَصْدَرِ كقولهِ تعالى : " سِنِينَ عَدَداً " وقال جماعة : هو على بابِهِ والمعنَى : سِنِينَ مَعْدُودةً وإنما ذكرها على معنَى الأَعْوَامِ . وعَدَّ الشيءَ : حَسَبَهُ . و قالوا : العَدَد هو الكَمِّيَّةُ المُتَأَلِّفَة من الوَحَدَاتِ فيَخْتَصُّ بالمتعدِّد في ذاته وعلى هذا فالواحِدُ ليس بِعَدَدٍ لأَنه غير متعدِّد إِذ التَّعَدُّدُ الكَثْرَةُ . وقال النُّحاةُ : الواحِدُ من العَدَدِ لأنه الاَصْلُ المَبْنِيُّ منهُ ويَبْعُدُ أن يكون أَصلُ الشيء ليسَ منه ولأَنَّ له كَمِّيَّةً في نَفْسِهِ فإِنَّه إذا قيل : كَمْ عِنْدَك ؟ صَحَّ أَنْ يُقالَ في الجَوابِ : واحد كما يقال : ثلاثةٌ وغيرها . انتهى
وفي اللسان : وفي حديث لُقْمَان : ولا نَعُدُّ فَضْلَه عَلَيْنَا أي لا نُحْصِيه لِكَثْرَته وقيل : لا نَعْتَدُّه علينا مِنَّةً له . قال شيخُنا : قال جماعةٌ من شيوخنا الأَعلامِ : إنَّ المعروفَ في عَدَّ أنه لا يقال في مُطاوِعه : انْعَدَّ على انْفَعَلَ فقيل : هي عامِيَّةٌ وقيل رَدِيئةٌ . وأَشارَ له الخَفَاجيُّ في شرح الشفاء . وجمع العِدِّ الأَعدادُ وفي الحديث : " أَن أَبيضَ بنَ حَمَالٍ المازِنِيَّ قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَهُ إِيَّاه فملا ولى قال رجلٌ : يا رسول الله أَتَدْرِي ما أَقْطعْتَه ؟ إِنماا أَقْطَعتَ له الماءَ العِدَّ . قال . فرَجَعَه مِنْهُ " . قال اللَّيْث : العِدُّ بالكسر مَوْضِعٌ يَتَّخِذُه الناس يَجْتَمِعُ فيه ماءٌ كَثيرٌ . والجمع الأَعدادُ . قال الأزهريُّ : غَلِطَ الليثُ في تفسيرِ العِدِّ ولم يَعْرِفْهُ . قال الأصمَعِيّ : الماءُ العِدُّ هو الجاري الدائمُ الذي له مادَّةٌ لا تَنْقَطِعُ كماءِ العَيْنِ والبئرِ . وفي الحديث " نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَةِ " أَي ذواتِ المادَّةِ كالعُيُونِ والآبارِ قال ذو الرُّمَّةِ يذكر امرأةً حَضَرَت ماءً عِدّاً بعْدَ ما نَشَّتْ مِيَاهُ الغُدْرَانِ في القَيْظِ فقال :
دَعَتْ مَيَّةَ الأَعدَادُ واسْتَبْدَلَتْ بها ... خَنَاطِيلَ آجَالٍ من العينِ خُذَّلِ اسْتَبْدَلَتْ بها يَعْني منازِلَها التي ظَعَنَتْ عنها حاضِرةً أَعدادَ المياهِ فخالَفَتْهَا إِليها الوحشُ وأَقامتْ في منزِلِهَا وهذا استعارةٌ كما قال :
ولقد هَبَطتُ الوادِيَيْنِ ووادِياً ... يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل : العدُّ ماءُ الأَرْضِ الغَزِيرُ . وقيل : العِدُّ : ما نَبَعَ من الأَرضِ والكَرَعُ : ما نَزَلَ من السّماءِ . وقيل : العِدُّ : الماءُ القدِيمُ الذي لا يَنْتَزِحُ قال الراعي :
في كُلِّ غَبْرَاءَ مَخْشِيِّ مَتالِفُهَا ... دَيْمُومةٍ ما بِهَا عِدٌّ ولا ثَمَدُ وقال أَبو عَدْنَانَ : سَأَلْتُ أَبا عُبَيْدَة عن المَاءِ العِدِّ فقالَ لي : الماءُ العِدُّ بلغَةِ تَميمٍ : الكَثِيرُ . قال : وهو بِلُغَةِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ : الماءُ القليلُ . قال : بَنُو تَمِيمٍ يَقُولون : الماءُ العِدُّ مثْلُ كاظِمَةَ جاهِليٌّ إِسْلامِيٌّ لم يُنْزَح قَطًّ . وقالت لي الكلابِيَّة : الماءُ العِدُّ : الرَّكِيُّ . يقال : أَمِنَ العِدِّ هذا أَم من ماءِ السَّماءِ . وأَنْشدتْنِي :
وماءٍ لَيْسَ من عِدِّ الرَّكَأيَا ... ولا جَلْبِ السّماءِ قد استقَيْتُوقالت : ماءُ كلِّ رَكِيَّة عدُّ قَلَّ أَو كَثُرَ . والعِدُّ : الكَثْرَةُ في الشَّيءِ يقال : إِنَّهم لَذُو عِدٍّ وقِبْص . وفي الحديث يَخْرُجُ جَيْشٌ من المَشْرِق آدَى شْيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكثَرُه عِدَّةً وَأَتَمَّه وأَشدُّه استعداداً . والعِدُّ : القَدِيم وفي بعض الأمهات : القَديمة من الرَّكايا وقد تقدَّم قولُ الكلابِيَّةِ . وفي المحكم : هو من قولهم : حَسَبٌ عِدٌّ : قَديمٌ . قال ابن دُرَيْد : هو مُشْتَقُّ من العِدِّ الذي هو الماءُ القدِيمُ الذي لا يُنْتَزِحُ هذا الذي جَرَت العادةُ به في العِبَارةِ عنه . وقال بعض المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ : كَثِيرٌ تَشْبِيهاً بالماءِ الكثيرِ . وهذا غيرُ قَوِيٍّ وأَن يكونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ وأَنشد أَبو عبيدةَ :
" فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعدادِ
" أَقْدَمَ من عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحُطَيْئةُ :
أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأيٍ وإِنَّما ... أَتَتْهُمْ بها الأَحْلاَمُ والحَسَبُ العِدُّ والعَدَدُ : المَعْدُودُ وبه فُسِّرت الآيةُ " وأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً " وقد تقدم والعَدَدُ مِنْكَ : سنُو عُمرِكَ التي تَعُدُّهَأ : تُحْصِيها . وعن ابن الأَعرَابيِّ قال : قالت امرأَةٌ ورأَتْ رَجُلاً كانتْ عَهدَتْهُ شابّاً جَلْداً : أَي شَبَابُكَ وَجَلَدُك ؟ فقال : مَن طالَ أَمَدُه وكَثُرَ وَلدُه ورَقَّ عَدَدُه ذَهَبَ جَلَدُه . قوله : رَقَّ عَدَدُه أَي سُنوه التي يَعُدُّها ذَهَبَ أَكثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بَقِيَ فكانَ عِنْدَه رَقِيقاً . والعَدِيدُ : النِّدُّ والقِرْنُ كالعِدِّ والعِدَادِ بكسرهما يقال : هذه الدَّارهِمُ عَدِيدُ هذه الدراهِمِ أَي مِثْلُها في العِدَّةِ جاءُوا به على هذا المثَال من باب الكَمِيعِ والنَّزِيعِ . وعن ابن الأعرابيِّ : يقال : هذا عدَادُه وعِدُّه ونِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُهْ وسِيُّه وزِنُه وزَنُه وَحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وَعفْرُه ودَنُّه أَي مِثْلُه وقِرْنُه . والجمع الأَعْدَاد والأَبدَادُ قال أَبو دُوادٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوَةِ الأَعْ ... زَابِ ليس لها عَدائِدْ وجَمْعُ العَدِيدِ : العَدَائِدُ وهم النُّظَرَاءُ ويقال : ما أَكْثَرَ عَدِيدَ نبي فلانٍ . وبنو فلانٍ عَدِيدُ الحَصَى والثَّرَى إذا كانُوا لا يُحْصَوْنَ كثرةً كما لا يُحْصَى الحَصَى والثَّرَى أَي هم بِعَدَدِ هذينِ الكَثِيريْنِ . والعَدِيدُ من القَوْمِ : مَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ وليس معهم كالعِدَادِ . والعَدِيدةُ : الحِصَّةُ قال ابن الأعرابيّ . والعِدَادُ : الحِصَصُ وجَمْعُ العَدِيدة : عَدائِدُ قال لَبِيد :
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً والزعَأمةُ للغُلامِوقد فسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ فقال : العَدَائِدُ : المالُ والمِيراثُ والأَشْرَاكُ : الشَّرِكَةُ يَعْني ابنُ الأَعرابيّ بالشِّرِكَةُ جمع شَرِك أَي يَقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ وسَهْماً سَهْماً فيقول : تّذْهَبُ هذه الأَنْصِباءُ على الدَّهْرِ وتَبْقَى الرِّياسَة لِلوَلَدِ . والأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وهي ثلاثةٌ بعدَ يَومِ النَّحْرِ . وأَمَّأ الأَيامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ عُرِّفَتْ تلك بالتَّقْلِيلِ لأَنَّها ثلاثةٌ . وعُرِّفَت هذه بالشُّهْرَةِ لأَنَّهَا عَشَرةٌ . وإِنما قُلِّل بِمَعْدُودةٍ لأَنَّهَأ نَقِيضُ قولِكَ لا تُحْصَى كَثْرةً . ومنه " وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ " أَي قليلة . قال الزَّجاج : كلُّ عددٍ قل أَو كَثُرَ فهو مَعْدُودٌ ولكنَّ مَعْدُودَات أَدلُّ على القِلَّةِ لأَنَّ كُلَّ تَقْلِيلٍ يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتاءِ نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّامَأتٍ . وقد يَجُوزُ أَن تقعَ الأَلِفُ والتَّاءُ للتَّكْثِير . والعِدَّةُ . مَصْدَرٌ كالعَدِّ وهي أَيضاً : الجماعةُ قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ تقول : رأَيتُ عِدَّةَ رِجالٍ وعِدَّةَ نِساءٍ وأَنْفَذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جَماعة كُتُبٍ . وفي الحديث : لم تَكُنْ للمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ فأَنْزلَ الله تعالى العِدَّة للطَّلاقِ وعِدَّةُ المَرْأَةِ المُطَلَّقةِ والمُتَوفَّي زَوْجُها : هي ما تَعُدُّه من أَيَّأم أَقْرائِها أو أَيَّامِ حَمْلها أَو اَربعة أَشْهرٍ وعَشْر ليالٍ . وعِدَّتُها أَيضاً : أَيام إِحْدادِها على الزَّوْجِ وإِمساكِها عن الزِينةِ شُهُوراً كان أَو أَقراءً أَو وَضْعَ حَمْلٍ حَمَلَتْه من زَوْجِها وقد اعتَدَّت المرأَةُ عِدَّتَها من وَفَاةِ زَوْجِها أَو طَلاقِهِ إِيَّاها . وجَمْعُ عِدَّتِها عِدَدٌ . وأَصْلُ ذلك كله من العَدِّ . وقد انقضَتْ عِدَّتُها . وَعِدَّانُ الشيءِ بالفتح والكسر ولو قال : وعَدَّان الشيءِ ويكسر كان أَخْصَر : زَمَانُهُ وعَهْدُهُ قال الفرزدقُ يخاطب مِسْكِيناً الدارِميَّ وكان قد رَثَى زيادَ ابن أَبيه :
أَمِسْكِينُ أَبكَآ اللهُ عَينكَ إِنّمَا ... جَرَى في ضَلالِ دَمْعُها فتَحَدَّر
أَقولُ له لَمَّا أَتانِي نَعِيُّهُ ... بِهِ لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا
أَتَبْكِي امْرَأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً ... ككِسْرَى على عِدَّانِه أَوْ كَقَيْصَرَا وأَنا على عِدَّانِ ذلكَ أَي حِينِه وإِبَّانِهِ عن ابن الأَعرابِيّ . وأَوردَه الأَزهريُّ في عَدَنَ أيضاً . وجِئْتُ على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلِكَ وعَدَّانِ تَفْعَل ذلك أَي حِينِه . أَو معنى قولهم : كان ذلك في عِدَّانِ شَبَابِه وعِدَّانِ مُلْكه هو أَوَّلُهُ وأَفْضَلُهُ وأَكثرُه . قال الأَزهريُّ : واشتقاقُ ذلك من قولهِم : أَعَدَّهُ للأَمْرِ كذا : هَيَّأَهُ له وأَعْدَدتُ للأَمْرِ عُدَّته ويقال : أَخَذَ للأَمْر عُدَّتَهُ وعَتَادَه بِمَعنىً قال الأَخفشُ : ومنه قوله تعالى : " جَمَعَ مالاً وعَدَّدَهُ " أَي جَعَلَهُ عُدَّةً للدَّهْرِ ويقال : جَعَلَه ذا عَدَدٍ . واستَعَدَّ له : تَهَيَّأَ كأَعَدَّ واعْتَدَّ وتَعَدَّدَ قال ثَعْلبٌ : يُقالُ : استَعْدَدتُ للمَسائل وتَعدَّدْتُ . واسم ذلك : العُدَّةُ . ويقال : هُم يَتَعَادُّونَ ويَتَعَدَّدُون على أَلْفٍ أَي يَزِيدُون عليه في العَدَدِ وقيل : يَتَعَدَّدُون عليه : يَزِيدُون عليه في العَدَد ويَتعادُّونَ : إذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المكارمِ . والمَعَدَّانِ : مَوْضِعُ دَفَّتَي السَّرْجِ على جَنْبَيْهِ من الفَرَسِ تقولُ : عَرِقَ مَعَدَّاه وأَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ :
" كَزِّ القُصَيرَى مُقْرِفِ المَعَدِّوقال : عَدَّه مَعَدّاً وفَسَّرَه ابنُ سيده وقال : المَعَدُّ هُنا : الجَنْبُ لأَنَّه قد قال : كَزَّ القُصَيْرَى والقُصَيْرَى عُضْوٌ فمُقَابَلَةُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَيْرٌ من مقابلَتِهِ بالعِدَّةِ . ومَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ : أَبو العرب والمِيمُ زائدةٌ أو المِيمُ أَصْلِيَّةٌ لقولهم : تَمَعْدَدَ لِقِلةِ تَمَفْعَلَ في الكلام وهذا قولُ سيبويهِ وقد خُولِفَ فيه . وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ أًَي تَزَيَّا بِزِيِّ مَعَدٍّ في تَقَشُّفِهِم أَو تَنَسَّبَ هكذا في النُّسخ . وفي بعضها : أَو انْتَسَبَ إِليهِمْ أَو تكلَّم بكَلامِهِمْ أَو تَصَبَّرَ على عَيْشِهِمْ ونقَلَ ابن دِحْيَةَ في تاب التَّنْوِير له عن النُّحاةِ : أَنَّ الأَغلبَ على مَعَدٍّن وقُرَيْشٍ وثَقِيفٍ التذكيرُ والصَّرْفُ وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرَفُ . قاله شيخنا . وقولُ الجَوْهَرِيِّ : قال عُمَرُ رضي الله عنه الصَّوابُ : قال رسول اللهِن صلى الله عليه وسلم : " تَمَعْدَدُوا وخْشَوْشِنُوا وانتَضِلُوا وامشُوا حُفاةً " أَي تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدٍّ وكانوا أَهلَ تَقَشُّفٍ وغِلْظَةٍ في المَعَاشٍ يقول كُونُوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزيَّ الأَعاجِمِ . وهكذا هو في حديث آخَرَ : " عَلَيْكُم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ " . وفي الناموس وحاشية سَعْدِي جلبي وشرحِ شيخنا : لا يَبْعُدُ أن يكون الحديث جاء مرفوعاُ عن عمر فليس للتَّخْطئِةِ وجهٌ والحديثُ ذكره السيوطي في الجامع رواه الطَّبرانِيُّ عن ابن حَدْرَدٍ هكذا في النُّسَخِ . وفي بعضٍ : ابن أَبي حَدْرَد . وهو الصّواب وهو : عبد اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ . أَخرجه الطَّلرانِيُّ وأَبو الشَّيخ وابن شاهين وأبو نُعَيمٍ كُلُّهم من حديثِ يَحيى بن أبي زائدةَ عن ابن أبي سعيدٍ المقْبُرِيّ عن أبيه عن القعقاع عن ابن أبي حَدْرَدٍ . قال الهَيْثَميُّ : عبد الله بن أَبي سَعِيد ضَعِيفٌ . وقال العِراقيُّ : ورواه أيضاً البَغَوِيُّ وفيه اختلاف . ورواه ابنُ عَدِيٍّ من حَدِيُِ أَبي هريرة . والكُلُّ ضَعيفٌ . وأوردَه ابنُ الأَثِيرِ فقال : وفي حديث عُمر : " واخْشَوْشِنُوا " بالنون كما في الرِّواية المشهورة وفي بعضها بالموحَّدِةِ . وفي رواية أُخْرَى : تَمَعَّزُوا بالزاي من المَعْزِ وهو الشِّدَّةُ والقُوَّةُ . وقد بَسَطَه ابنُ يَعِيشَ في شَرْحِ المُفَصَّلِ . ويقال : تَمَعْدَدَ الغُلامُ إذا شَبَّ وغَلُظَ قال الراجِزُ :
" رَبَّيْتُه حتَّى إذا تَمَعْدَدَا وفي شرح الفصيح لأبي جَعفَرٍ : والمُعَيْدِيُّ فيما قاله أبو عُبَيْدٍ حاكِياً عن الكِسَائيِّ تَصْغِيرُ المَعَدِّيّ هو رَجُلٌ مَنْسوبٌ إلى مَعَدٍّ . وكانَ يَرى التَّشدِيدَ في الدَّالِ فيقول : المُعَيِدِّيّ . قال أَبو عُبَيدٍ : ولم أسمع هذا من غيره قال سيبويه : وإِنَّما خُفِّفَت الدَّالُ من المُعَيْدِيّ استثقالاً للتشديدين أي هَرباً من الجمعِ بينهما مع ياءِ التَّصغير . قال سيبويه : وهو أكثرُ في كلامِهِمْ من تَحْقِيرِ مَعَدِّيٍّ في غيرِ هذا المَثَلِ يَعْنِي أَنَّهُم يُحَقِّرُونَ هذا الاسم إذا أرادوا به المثل . قال سيبويه : فإن حَقَّرت مَعدِّيّ ثَقَّلْتَ الدَّالَ فقلتَ مُعَيِدِّيّ . قال ابن التيانِيّ : يعني إذا كان اسم رجلٍ ولم تُرِدْ به المثل وليس من باب أُسَيْدِيٍّ كَرَاهَةَ تواليس الياآتِ والكَسرات فحُذِفَتْ ياءٌ مكسورةٌ وإنما حذفت من معدِّيّ دالٌ ساكنةٌ لا ياءٌ ولا كَسرةٌ فعلم أن لا عِلة لحذفِهِ إلا الخِفَّةُ وأنه مثلٌ كذا تُكُلِّم به فوجَبَ حِكايَتُه وقال ابن دُرُسْتَويْهِ : الأَصلُ في المُعَيْدِيّ تشديدُ الدَّالِ لأَنَّه في تقديرِ المُعَيْدِدِيِّ فكُرِهَ إظهار التضعيفِ فأدغم الدال الأولى في الثانية ثم استثقِلَ تشديدُ الدالِ وتشديدُ الياءِ بعدها فخففت الدالُ فقيل : المُعَيْديّ وبَقِيَت الياءُ مشسَدَّدةً . وهكذا قاله أبو سعيدٍ السِّيرافيُّ وأنشدَ قول النابغة :
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عَنْهُمْ وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَغْرٍيبِوهذا المثل على ما ذكره شرَّاحُ الفصيحِ فيه روايتانِ وتَتَولَّدُ منهما رواياتٌ أخَرُ كما سيأتي بيانها إحداهُما : تَسْمَعُ بضم العين وحذف أَنْ وهو الأَشْهَرُ قاله أبو عُبَيْدٍ ومثله قول جميلٍ :
جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ يومَ تَحَمَّلُوا ... وحَقَّ لمِثْلِي يا بُثَيْنَةُ يَجْزَعُ أراد : أَن يَجْزَعَ فلما حَذف أن ارتفع الفِعْلُ وإن كانت محذوفةً من اللفظِ فهي مُرادةٌ حتى كأنها لم تحذفْ . ويدلّ على ذلك رفعُ تَسْمَعُ بالابتداءِ على إِرادة أَنْ . ولولا تقديرُ أَن لم يَجُزْ رفعُه بالابتداءِ . ورُوِيَ بنصْبِها على إِضْمارِ أَن وهو شاذٌّ يُقتَصر على ما سُمعَ منه نحو هذا المَثَلِ ونحو قولِهم . خُذ اللِّصَّ قبل يأْخُذك بالنصب ونحو " أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرونيِّ أَعْبُد " بالنصب في قراءَةٍ . قال شيخُنا : وكونُ النصبِ بعد أَن محذوفةً مقصوراً على السَّماع صَرَّح به ابنُ مالكٍ في مواضِعَ من مصنَّفاتِه والجوازُ مَذهبُ الكوفيّين ومن وافَقَهُم بالمُعَيْدِيِّ قال الميدانيُّ وجماعةٌ : دخلتْ فيه الباءُ لأنه على معنى تُحدَّث به وأَشار الشِّهاب الخَفاجيُّ وغيرُه إلى أنه غيرُ مُحْتَاجٍ للتأْويلِ وأَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ كذلك . وسَمِعْت بكذا من الأَمرِ المشهورِ . قال شيخُنا وهو كذلك كما تَدلُّ له عباراتُ الجُمْهورِ خَيْرٌ خَبَرُ تَسْمَع . والتقديرُ أَن تَسمعَ أو سماعُكَ بالمُعَيْدِيِّ أَعظم من أَن تراهُ أَي خَبَرُهُ أَعظمُ من رُؤْيتهِ . قال أبو جَعْفَرٍ الفهريُّ : وليس فيه إِسنادٌ إلى الفِعْلِ الذي هو تَسْمع كما ظَنَّه بعضُهم . وقال : قد جاءَ الإِسنادُ إلى الفِعْل . واستَدلَّ على ذلك بهذا المَثَلِ . وبقوله تبارَكَ وتعالى " ومن آياتِهِ يُرِيكُم البَرْقَ ؟ " وقول الشاعر :
" وحَقَّ لِمِثْلي بابُثَيْنَةُ يَجْزَعُقال : فالفِعْلُ في كلّ هذا مبتدأٌ مسندٌ إليه أو مفعولٌ مسندٌ إليه الفعل الذي لمْ يُسَمَّ فاعِلُه . وما قاله هذا القائلُ فاسِدٌ لأن الفِعْلَ في كلامِهم إنما وضعَ للإخبارِ به لا عنه . وما ذكره يمكن أن يُردَّ إلى الأَصلِ الذي هو الإِخبارُ عن الاسم بأَن تُقَدَّر في الكلامِ أَن محذُوفَةً للعِلْم بها فتقديرُ ذلك كُلِّه : أن تَسْمَعَ بالمُعِيدِيِّ خَيْرٌ من أَن تَرَاه . ومن آيَاتِه أَن يُريَكُم البَرْقَ . وحَقَّ لِمِثْلِي أَن يَجْزَعَ . وأَنْ وما بعَدَها في تَأْويل اسمٍ فيكون ذلك إذا تُؤوِّلَ على هذا الوَجْهِ من الإخبارِ عن الاسمِ لا من الإخبار عن الفِعْلِ . كذا في شرح شيخِنا . قال أبو جعفر : ورويَ من عَنْ تَرَاه قاله الفراءُ في المصادر يعني أَنه ورد بإِبدال الهمزةِ في أَنْ عيناً فقيل عن بدل أَن وهي لغةٌ مشهورةٌ كما جَزَمَ به الجماهِيرُ . أَو المثلُ " تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ لا أن ترَاهُ " بتجريد تسمعُ من أَنْ مرفوعاً على القياس ومنصوباً على تَقدِيرها وإِثبات لا العاطِفةِ النافيةِ وأَنْ قبْلَ : تراه وهي الرِّواية الثانية . وقد صحَّحها كثيرون . ونقل أَبو جَعْرٍ عن الفَرَّاءِ قال : وهي في بَني أَسَدٍ وهي التي يَختارُها الفصحاءُ . وقال ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ : وأَكثرُهم يقول : لا أَنْ تراه . وكذلك قاله ابن السِّكِّيت . قال الفَرَّأءُ : وقَيْسٌ تقول : لأَنْ تَسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه وهكذا في الفصيح . قال التّدْمريُّ فاللام هنا لامُ الابتداءِ وأَن مع الفِعْلِ بتأْوِيلِ المصدر في موضعِ رَفْعٍ بالابتداءِ . والتقديرُ : لِسَمَاعُكَ بالمُعيِدِيِّ خيرٌ من رُؤيَتِهِ . فسَمَاعُكَ : مبتدَأٌ . وخيرٌ : خَبَرٌ عنه . وأَن تراه : في موضعِ خَفْضٍ بِمِنْ . قال : وفي الخَبَرِ ضميرٌ يعود على المصدرِ الذي دَلَّ عليه الفِعْلُ وهو المبتدأُ كما قالوا : من كذب كان شرّاً له . يضْربُ فيمن شُهِرَ وذُكِرَ وله صِيتٌ في الناس وتُزْدَرَي مَرْآتُهُ أَي يُسْتَقْبَحُ مَنْظَرُه لِدَمَامَيِهِ وحقَارَتِهِ أَو تأْويلُهُ أمرٌ قالهُ ابن السِّكِّيت أَي اسْمَعْ بهِ ولا تَرَهُ . وهذا المَثَلُ أَوردَهُ أَهل الأمثال قاطِبَةً : أَبو عُبَيْدٍ أَوَّلاً . والمُتَأَخِّرُون كالزَّمَخْشَرِيِّ والمَيْدانِيِّ . وأَورده أَبو العَبّاسِ ثَعْلَبٌ في الفَصِيح بروايتَتَيْهِ وبَسطه شُرَّاحُه . وزادوا فيه . قال سيبويْه : يُضْرَب المَثَلُ لمن تَراه حَقِيراً وقَدْرُه خَطِيرٌ . وخَبَرُه أَجَلُّ من خُبْرِه . وأَوّلُ من قاله النُّعمانُ بن المنذر أو المُنْذِرُ بن ماء السماء . والمُعَيْديُّ رجلٌ من بني فِهْرٍ أو كِنانةَ واختُلِفَ في اسمِهِ : هل هو صَقْعَب بن عَمْرٍو أَو شِقَّة بن ضَمْرةَ أَو ضَمْرَة التَّمِيمِيّ وكان صَغِيرَ الجُثَّةِ عَظِيم الهَيْئةِ . ولَمَّا قِيل له ذلك قال : أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنَّ الرجالَ ليسُوا بِجُزُرٍ يُرادُ بها الأَجسام وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْهِ . ومثله قال ابن التّيانيّ تبعاً لصاحب العَيْن وأبو عُبَيْدٍ عن ابن الكَلْبِيِّ والمفضَّل . وفي بعضِها زياداتُ على بعضٍ . وفي رواية المفضَّل : فقال له شِقَّة : أَبيتَ اللَّعْن : إِنَّمَا المرءُ بِأَصْغَرَيْهِ : لسانِهِ وقَلْبِهِ إذا نَطَق نَطَق ببَيَان وإذا قاتَلَ قاتل بِجَنان . فعَظُم في عَيْنِه وأَجزل عَطِيَّتَه . وسَمَّاه باسمِ أَبيه فقال له : أَنتَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرَةَ . وأَورده العلاَّمة أَبو عليٍّ اليوسيّ في زَهر الأَكم بأَبْسَطَ من هذا وأَوضَحَ الكلامَ فيه . وفيه : أَن هذا المثلَ أَولَ ما قِيلَ لخَيْثَم بنِ عَمْرٍو النَّهْديّ المعروفِ بالصّقعَب الذي ضُرب به المثَلُ فقيل : أَقْتَلُ مِن صَيْحَةِ الصَّقْعَب . زَعَمُوا أن صاحَ في بطن أمه وأنه صاحب بقومٍ فهلكوا عن آخرِهم . وقيل : المثلُ للنعمانِ بن ماء السماء قاله لشِقّة بن ضَمْرة التّميميّ . وفيه : فقال شِقّة : أَيُّها الملِكُ إِنَّ الرجالَ لا تُكال بالقُفْزَان ولا تُوزَن بالمِزَأن . وليست بمُسوكٍ ليُسْتَقَى فيها الماءُ . وإنما المرءُ بأَصْغَرَيْه : قَلْبِه ولِسَانِه إِن قال قال بِبَيان وإن صالَ صال بجَنان : فأَعْجَبَهُ ما سَمِعَ منه . قال أَنت ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ . قال شيخنا : قالوا : لم يَر الناسُمن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ما أَنْتَ أَولُ سارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ ورائدٍ أَعجبتْهُ خُضرَةُ الدِّمَنِ
فاخْتَرْ لنفسك غيرِي إِنَّني رَجُلٌ ... مِثْلً المًعَيْدِيِّ فاسمَعْ بي ولا تَرَنِي وزاد غيرُ ابن خلكان في هذه القصةِ أن الرجل قال :
كانتْ مُساءَلَةُ الرُّكْبَانِ تُخْبِرُنا ... عَنْ قاسمِ بنَ عَلِيٍّ أَطيَبَ الخَبَرِ حتَّى الْتَقَيْنَا فلا واللهِ ما سَمِعَتْ أُذْنِي بأَحْسَنَ مِمّا قد رَأَى بصَرِي وذو مَعَدِّيِّ بْنُ بَرِيمٍ كَكَرِيم ابن مَرْثَد قَيْلٌ من أَقْيَالِ اليَمن والعِدادُ بالكسر : العطاءُ ويومُ العِدَادِ : يوم العَطَاءِ قال عُتَيْبَة بن الوَعْل :
وقائلةٍ يومَ العِدَادِ لِبَعْلِها ... أَرى عُتْبَة بن الوَعْلِ بَعِدي تَغَيَّرَا ويقال : بالرجل عِدَادٌ أي مَسٌّ من جنونٍ وقيَّدَه الأَزهريُّ فقال : هو شِبْهُ الجُنونِ يأْخذ الإنسان في أَوقاتٍ مَعلومةٍ . والعِدَادُ : المُشَاهًَدَةُ ووَقْتُ المَوْتِ قال أَبو كَبيرٍ الهُذَلِيُّ :
هَلْ أَنْتِ عارِفَةُ العِدَاد فتُقْصِرِي ... أَم هَلْ أَراحَكِ مَرَّةً أَن تَسْهَرِي معناه : هل تَعرف ين وَقْتَ وفاتِي . وقال ابن السِّكِّيتِ : إذا كانَ لأَهْلِ المَيِّتِ يومٌ أَو ليلةٌ يُجتمع فيه للنِّياحة عليه فهو عِدادٌ لهم . والعِدَاد من القَوْس : رَنِينُهَأ وهو صَوتُ الوَتَرِ : ؟ قال صَخْرُ الغَيِّ :
وسيَمْحَةٌ من قِسِيٍّ زارةَ حَم ... راءُ هَتُوفٌ عِدَأدُها غَردُ كالعَدِيدِ كأَمير . والعِدَاد : اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ بَعْدَ تَمَامِ سنةٍ فإذا تَمَّت له مُذْ يَوْمَ لُدِغَ هَاجَ به الأَلمُ كالعِدَدِ كَعِنَبٍ مقصورةٌ منه . وقد جاءَ ذلك في ضرورةِ لاشِّعْر . ويقال : به مَرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زَماناً ثم يُعاوِدَه وقد عادَّه مُعَادَّة وعِدَاداً . وكذلك السَّلِيمُ والمَجْنُونُ كأَنَّ اشتقاقَه من الحِسَاب من قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ والأَيَّامِ ويقال : عادَّتْهُ اللَّسْعَةُ مُعَأدَّةً إذا أَتَتْهُ لِعِدادٍ ومنه الحديثُ المشهور : ما زالتْ أَكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَأدُّنِي فهذا أَوانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي أَي يُرَاجِعُني ويُعَاوِدُني أَلَمُ سمِّهَأ في أَوقاتٍ مَعْلُومة وقال الشاعر :
يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى ... كما يَلْقَى السَّلِيمُ من العِدَادِ وقيل : عِدَادُ السَّلِيم أَن تَعُدَّ له سَبْعَةَ أَيَّامٍ فإِن مَضَتْ رَجَوْا له البُرءَ وما لم تَمْضِ قيل هو في عِدَادِه . ومعنى الحديث : تُعادُّنِي : تُؤْذِيني وتُراجِعُنِي في أَوقاتٍ معلومةٍ كما قال النابِغةُ في حَيَّةٍ لدَغت رَجُلاً :
" تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُرَاجِعُ ويقال : به عِدَادٌ من أَلمٍ أَي يُعاوِدُه في أوقاتٍ مَعْلُومةٍ . وعِدَادُ الحُمَّى : وقْتُها المعروفُ الذي لا يكاد يخْطِئهُ . وعَمَّ بعضهم بالعِدَادِ فقال : هو الشيءُ يأْتِيك لِوَقْتِهِ مثل الُحمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ وكذلك السّمُّ الذي يقتل لوقتهِ وأَصله من العَدَدِ كما تقدَّموقال ابنُ شُمَييل : يقال : أَتيتُ فُلاناً في يومِ عِدادٍ أَي يوم جمعةٍ أو فطرٍ أو أَضْحَى . ويقال : عِدَادُه في بَنِي فُلانٍ أَي يُعَدُّ منهم ومعُهم في الدِّيوانِ وفلانٌ في عِدَادِ أَهْلِ الخَيْرِ أَي يُعَدُّ منهم . والعرب تقول : لَقِيتُهُ عِدَادَ الثُّرَيَّا القَمَرَ أَي مرّةً في الشَّهْرِ وما يأتينا فلانٌ إلا عِدَادَ الثُّريَّا القمر وإلا قِرَانَ القَمَرِ الثُّرَيَّا . أَي ما يأْتِينا في السَّنَةِ إِلاَّ مَرَّءً واحدةً أَنشدَ أبو الهَيْثَم لأُسَيْد بن الحُلاَحِلِ :
إِذا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا ... لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَب الشِّتَاءُ قال أَبو الهَيْثمِ : وإِنَّمَأ يُقارِنُ القَمرُ الثُّريَّا ليلة ثالثةً من الهِلال وذلك أول الربيعِ وآخِرَ الشِّتَاءِ . ويقال : ما أَلْقَاه إِلا عِدَّةَ الثُّرَيّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثريا من القمرِ أَي إلا مرةً في السنة . وقيل : في عِدَّةِ نُزُولِ القمَرِ الثُّرَيَّا . وقيل : هي ليلةٌ في كلِّ شَهْرٍ يلتقِي فيها الثريّا والقمرُ . وفي الصحاح : وذلك أن القمرَ يَنزِل الثُّريَّا في كل شهرٍ مرةً . قال ابن بَرِّيٍّ : صوابه أن يقول : لأن القمر يُقارِنُ الثريَّا في كلِّ سَنَةٍ مَرةً . وذلك في خَمْسَةِ أَيام من آذار وعلى ذكل قول أُسَيْدِ بن الحُلاحِل :
" إِذا ما قَأرَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا البَيْت وقال كُثَيِّر :
فدَعْ عنك سُعْدَى إِنّما تُسْعِفُ النَّوَى ... قِرَانَ الثُّرَيَّأ مَرّةً ثم تَأْفُلُ قال ابن منظور : رأَيتُ بخطْ القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان : هذا الذي استدركه الشيخ علي الجوهريِّ لا يَرِدُ عليه لأنه قال : إن القمر ينزل الثُّريا في كل شهر مرة . وهذا كلامٌ صحيحٌ لأن القمرَ يقطع الفَلكَ في كل شهرٍ مرةً ويكون كلَّ ليلةِ في مَنْزِلةٍ والثُّريا من جُملة المنازل فيكون القَمرُ فيها في الشهر مرةً : ويقال : فلانٌ إنما يأتي أهله العِدَّةَ أَي في الشَّهْر والشَّهْرَينِ وما تعرَّض الجوهريُّ للمقارَنةِ حتى يقولَ الشيخُ : صَوابُه كذا وكذا . والعَدْعَدَةُ : العجلة والسرعةُ عن ابن الأعرابي . وعَدْعَدَ في المَشْيِ وغَيْرِه عَدْعَدَةً : أَسرَعَ . والعَدْعَدةُ : صَوْتُ القَطَا عن أَبي عُبَيْدٍ . قال : وكأَنَّهَا حِكايةٌ . وعَدْعَدْ : زَجْرٌ للبَغْلِ قاله أبو زيد قال وعدَسْ مثله . وعَدِيدٌ كأَميرٍ : ماءٌ لِعَمِيرةَ كسَفِينةٍ بطن من كلب . والعُدُّ والعُدَّةُ بضمِّهما بَثرٌ يكون في الوَجْه عن ابن جِنِّي وقيل : هما بَثْرٌ يَخْرُج في وفي بعض النُّسخ : على وُجُوهِ المِلاحِ يقال : قد اسْتَمْكَتَ العُدُّ فاقْبَحْهُ أَي ابيضَّ رأْسُه فاكْسِرْه هكذا فَسَّروه
ومما يستدرك عليه : حكى اللِّحْيَانيُّ عن العرب : عَدَدتُ الدَّراهِمَ أَفراداً ووِحَاداً وأَعْددتُ الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحَاداً ثم قال : لا أَدري أمن العَدَدِ أَم من العُدَّةِ . فشَكُّه في ذلك يَدُلُّ على أن أَعددت لُغَةٌ في عَدَدْتُ ولا أَعرفها . وعَدَدْتُ : من الأَفعالِ المتعدِّيَة إلى مَفْعُولَيْنِ بعدَ اعتِقادِ حذفِ الوَسيط يقولون : عَدَدْتكَ المالَ وعَدَدْت لك ولم يَذكر المالَ . وعادَّهم الشْيءُ : تَساهَمُوه بينهم فسَاوَاهُم وهم يَتعادُّون إذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مَكارِمَ أَو غيرِ ذلك من الأشياءِ كُلِّهَا . والعَدَائِدُ : المَالُ المُقْتَسمُ والميراثُ وقول أبي دُوَادٍ في صِفَة فَرَسٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوةِ الأَعْ ... زابِ ليسَ لها عَدائِدْفسَّره ثَعلبٌ فقالك شَبَّهها بعصا المُسَافِرِ لأنها مَلْساءُ فكأَنَّ العَدائِدَ هنا العُقَدُ وإن كان هو لم يُفَسِّرها . وقال الأَزهريُّ : معناه ليس لها نَظَائِرُ . وعن أبي زيد : يقال : انقضَتْ عِدَّةُ الرَّجُلِ إذا انقضَى أَجَلُه وجمعُها : العِدَدُ . ومثله : انقضتْ مُدَّتُه . وجمعها المُدَدُ . وإِعْدَادُ الشيءِ واعتِدادُه واسْتِعْدَاده وتَعْداده : إِحضارُه . والعُدَّةُ بالضّمِّ : ما أَعددْتَه لحوادِثِ الدَّهْرِ من المالِ والسِّلاحِ يقال : أَخَذَ للأَمْرِ عُدَّتَه وعَتادَه بمعنًى كالأهْبة قال الأَخفشُ . وقال ابن دُرَيد : العُدَّة من السِّلاحِ ما اعتَدَدْته خَصَّ بِهِ السِّلاح لفظاً فلا أَدري : أَخَصَّه في المَعْنَى أَم لا . والعِدَادُ بالكسر : يومُ العَرْضِ وأَنشد شَمِرٌ لجَهْم بن سَبَل : مِنَ البِيضِ العَقَائلِ لم يُقَصِّرْ بِهَا الآباءُ في يومِ العِدَادِ قال شَمر : أَراد يوم الفَخارِ ومَعادَّةِ بعضِهِم بعضاً . والعِدَّانُ : جمع عَتُودٍ . وقد تقدَّم . وتَمَعْدَدَ الرجلُ : تَباعَدَ وذهَب في الأرض قال معنُ بن أَوْسٍ :
قِفَا إِنَّها أَمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها ... وإن كانَ من ذِي وُدِّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا وهو من قولهم : مَعَدَ في الأرضِ إذا أَبْعَدَ في الذَّهابِ وسيذكر في فصل : مَعَدَ مستوفى