الشِّبْهُ
والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله
وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز
وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ
الرأْسِ ومن خرْ
الشِّبْهُ
والشَّبَهُ والشَّبِيهُ المِثْلُ والجمع أَشْباهٌ وأَشْبَه الشيءُ الشيءَ ماثله
وفي المثل مَنْ أَشْبَه أَباه فما ظَلَم وأَشْبَه الرجلُ أُمَّه وذلك إذا عجز
وضَعُفَ عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَصْبَحَ فيه شَبَهٌ من أُمِّهِ من عِظَمِ
الرأْسِ ومن خرْطُمِّهِ أَراد من خُرْطُمِهِ فشدد للضرورة وهي لغة في الخُرْطُوم
وبينهما شَبَه بالتحريك والجمع مَشَابِهُ على غير قياس كما قالوا مَحاسِن ومَذاكير
وأَشْبَهْتُ فلاناً وشابَهْتُه واشْتَبَه عَلَيَّ وتَشابَه الشيئانِ واشْتَبَها
أَشْبَهَ كلُّ واحدٍ صاحِبَه وفي التنزيل مُشْتَبِهاً وغَيْرَ مُتَشابه وشَبَّهه
إِياه وشَبَّهَه به مثله والمُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ والمُتَشابِهاتُ
المُتَماثِلاتُ وتَشَبَّهَ فلانٌ بكذا والتَّشْبِيهُ التمثيل وفي حديث حذيفة
وذَكَر فتنةً فقال تُشَبَّهُ مُقْبِلَةً وتُبَيِّنُ مُدْبِرَةً قال شمر معناه أَن
الفتنة إذا أَقبلت شَبَّهَتْ على القوم وأَرَتْهُمْ أَنهم على الحق حتى يدخلوا
فيها ويَرْكَبُوا منها ما لا يحل فإذا أَدبرت وانقضت بانَ أَمرُها فعَلِمَ مَنْ
دخل فيهاأَنه كان على الخطأ والشُّبْهةُ الالتباسُ وأُمورٌ مُشْتَبِهةٌ
ومُشَبِّهَةٌ
( * قوله ومشبهة » كذا ضبط في الأصل والمحكم وقال المجد مشبهة كمعظمة ) مُشْكِلَة
يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال واعْلَمْ بأَنَّك في زَما نِ مُشَبِّهاتٍ هُنَّ هُنَّهْ
وبينهم أَشْباهٌ أَي أَشياءُ يتَشابهون فيها وشَبَّهَ عليه خَلَّطَ عليه الأَمْرَ
حتى اشْتَبه بغيره وفيه مَشابهُ من فلان أَي أَشْباهٌ ولم يقولوا في واحدته
مَشْبَهةٌ وقد كان قياسه ذلك لكنهم اسْتَغْنَوْا بشَبَهٍ عنه فهو من باب مَلامِح
ومَذاكير ومنه قولهم لم يَسْرِ رجلٌ قَطُّ ليلةً حتى يُصْبِحَ إلا أَصْبَح وفي
وجهه مَشابِهُ من أُمِّه وفيه شُبْهَةٌ منه أَي شَبَهٌ وفي الحديث الدِّياتِ
دِيَةُ شِبْهِ العَمْدِ أَثْلاثٌ هو أَن ترمي إِنساناً بشيءٍ ليس من عادته أَن
يَقْتُل مِثْلُه وليس من غَرَضِكَ قتله فيُصادِفَ قَضاءً وقَدَراً فيَقَعَ في
مَقْتَلٍ فيَقْتُل فيجب فيه الديةُ دون القصاص ويقال شَبَّهْتُ هذا بهذا وأَشْبَه
فلانٌ فلاناً وفي التنزيل العزيز منه آياتٌمُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ
مُتَشابِهاتٌ قيل معناه يُشْبِهُ بعضُها بعضاً قال أَبو منصور وقد اختلف المفسرون
في تفسير قوله وأُخر متشابهات فروي عن ابن عباس أَنه قال المتشابهات الم الر وما
اشْتَبه على اليهود من هذه ونحوها قال أَبو منصور وهذا لو كان صحيحاً ابن عباس كان
مُسَلَّماً له ولكن أَهل المعرفة بالأَخبار وَهَّنُوا إسْنادَه وكان الفراء يذهب
إلى ما روي عن ابن عباس وروي عن الضحاك أَنه قال المحكمات ما لم يُنْسَخْ
والمُتَشابِهات ما قد نسخ وقال غيره المُتَشابِهاتُ هي الآياتُ التي نزلت في ذكر
القيامة والبعث ضَرْبَ قَوْلِه وقال الذين كفروا هل نَدُلُّكُمْ على رجل
يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ ممَزَّقٍ إنَّكم لفي خَلْقٍ جديد أَفْتَرى على
الله كَذِباً أَم به جِنَّةٌ وضَرْبَ قولِه وقالوا أَئِذا مِتْنا وكنا تُراباً
وعِظاماً أَئنا لمَبْعُوثون أَو آباؤُنا الأَوَّلونَ فهذا الذي تشابه عليهم
فأَعْلَمهم الله الوَجْهَ الذي ينبغي أَن يَسْتَدِلُّوا به على أَن هذا المُتَشابِهَ
عليهم كالظاهر لو تَدَبَّرُوه فقال وضَرَب لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَه قال من
يُحْيِي العِظامَ وهي رَمِيمٌ قل يُحْيِيها الذي أَنْشأَها أَوَّلَ مرَّةٍ وهو بكل
خَلْقٍ عليم الذي جَعَلَ لكم من الشَّجر الأَخضَرِ ناراً فإذا أَنتم منه تُوقِدُون
أَوَلَيْس الذي خلق السموات والأَرض بقادر على أَن يَخْلُق مثلهم أَي إذا كنتم
أَقررتم بالإِنشاء والابتداء فما تنكرون من البعث والنُّشور وهذا قول كثير من أَهل
العلم وهو بَيِّنٌ واضح ومما يدل على هذا القول قوله عز وجل فيَتَّبِعُونَ ما
تَشابَه منه ابْتِغاء الفِتْنة وابتغاء تَأْويله أَي أَنهم طلبوا تأويل بعثهم
وإِحيائهم فأَعلم الله أَن تأْويل ذلك ووقته لا يعلمه إلا الله عز وجل والدليل على
ذلك قوله هل يَنْظُرون إلا تأْويلَه يومَ يأْتي تأْويلُه يريد قيام الساعة وما
وُعِدُوا من البعث والنشور والله أَعلم وأَما قوله وأُتُوا به مُتَشابهاً فإن أَهل
اللغة قالوا معنى مُتَشابهاً يُشْبِهُ بعضُه بعضاً في الجَوْدَة والحُسْن وقال
المفسرون متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطَّعْم ودليل المفسرين
قوله تعالى هذا الذي رُزِقْنا من قَبْلُ لأَن صُورتَه الصورةُ الأُْولى ولكنَّ
اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق لو رأَيت تفاحاً فيه طعم
كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ وفي الحديث في صفة القرآن آمنوا بمُتَشابهِه
واعْمَلُوا بمُحْكَمِه المُتَشابه ما لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه وهو على ضربين
أَحدهما إذا رُدَّ إلى المُحْكم عُرف معناه والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته
فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه
إليه وتقول في فلان شَبَهٌ من فلان وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه قال العجاج يصف
الرمل وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ وشَبَهٌ أَمْيَلُ مَيْلانيُّ الأُمْطِيُّ شجر
له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب وقوله وشَبَهٌ هو اسم آخر اسمه شَبَهٌ أَمْيَلُ قد
مال مَيْلانيُّ من المَيل ويروى وسَبَطٌ أَمْيَلُ وهو شجر معروف أَيضاً حَيْثُ
انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ حيث انحنى يعني هذا الشَّبَه ذو اللِّمَّةِ حيث
نَمَّ العُشْبُ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس وهي الجُمَّة في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ
سِيُّ بَيْضُ وَدْعانَ موضعٌ أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وشَبَّه الشيءُ إذا
أَشْكَلَ وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشيء قال وسأَلته عن قوله تعالى وأُتُوا به
مُتَشابهاً فقال ليس من الاشْتِباهِ المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذي هو بمعنى
الاستواء وقال الليث المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ وتقول شَبَّهْتَ
عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ واشْتَبه عليَّ
الشيءُ وتقول أَشْبَهَ فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْهِ والشَّبَهِ وتقول إني
لفي شُبْهةٍ منه وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباهٌ وكذلك كل شيء يكونُ سَواءً
فإِنها أَشْباهٌ كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ الناقة بها كعُقْرِ
الهاجِريِّ إذا ابْتَناهُ بأَشْباهٍ خُذِينَ على مِثالِ قال شَبَّه قوائم ناقته
بالأَساطين قال أَبومنصور وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباهَ في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن
لَبِنَها أَشْباهٌ يُشْبِه بعضُها بعضاً وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها
وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَهٌ وهو اسم من
الاشْتِباهِ روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللَّيَنُ يُشَبَّهُ عليه
( * قوله « اللين يشبه عليه » ضبط يشبه في الأصل والنهاية بالتثقيل كما ترى وضبط
في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول ) ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ
غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ
حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء وفي الحديث عن زيادٍ
السَّهْمِيّ قال نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن
اللَّبنَ يُشَبَّه وفي الحديث فإن اللبن يَتَشَبَّهُ والشِّبْهُ والشَّبَهُ
النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ وفي التهذيب ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ
فيَصْفَرُّ قال ابن سيده سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه
والجمع أَشْباهٌ يقال كُوزُ شَبَهٍ وشِبْهٍ بمعنىً قال المَرَّارُ تَدينُ
لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ من الشِّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها أَبو
حنيفة الشَّبَهُ شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِهُ السَّمُرَةَ وليست بها والمُشَبَّهُ
المُصْفَرُّ من النَّصِيِّ والشَّباهُ حَبٌّ على لَوْنِ الحُرْفِ يُشْرَبُ للدواء
والشَّبَهانُ نبت يُشْبِهُ الثُّمام ويقال له الشَّهَبانُ قال ابن سيده والشَّبَهانُ
والشُّبُهانُ ضَرْبٌ من العِضاه وقيل هو الثُّمامُ يَمانية حكاها ابن دريد قال رجل
من عبد القيس بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ وأَسْفَلُه بالمَرْخِ
والشَّبَهانِ قال ابن بري قال أَبو عبيدة البيت للأَحْوَل اليَشْكُري واسمه يَعْلى
قال وتقديره وينبت أَسفلُه المَرْخَ على أَن تكون الباء زائدة وإِن شئت قَدَّرْتَه
ويَنْبُتُ أَسفلُه بالمَرْخِ فتكون الباء للتعدية لما قَدَّرْتَ الفعل ثلاثيّاً
وفي الصحاح وقيل الشَّبَهانُ هو الثُّمامُ من الرياحين قال ابن بري والشَّبَهُ
كالسَّمُرِ كثير الشَّوْكِ
معنى
في قاموس معاجم
الشَّوْبُ
الخَلْطُ شابَ الشيءَ شَوْباً خَلَطَه وشُبْتُه أَشُوبُه خَلَطْتُه فهو مَشُوبٌ [
ص 511 ] واشْتابَ هو وانْشابَ اخْتَلَط قال أَبو زبيد الطائي
جادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غادِيةٍ ... بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شيبَ فاشْتابا
ويروى فانْشابا وهو أَذْهَبُ ف
الشَّوْبُ
الخَلْطُ شابَ الشيءَ شَوْباً خَلَطَه وشُبْتُه أَشُوبُه خَلَطْتُه فهو مَشُوبٌ [
ص 511 ] واشْتابَ هو وانْشابَ اخْتَلَط قال أَبو زبيد الطائي
جادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غادِيةٍ ... بسُكَّرٍ ورَحِيقٍ شيبَ فاشْتابا
ويروى فانْشابا وهو أَذْهَبُ في بابِ المُطاوَعَة والشَّوْبُ والشِّيابُ الخَلْطُ
قال أَبو ذُؤَيْب
وأَطْيِبْ براحِ الشامِ جاءَتْ سَبيئَةً ... مُعَتَّقَةً صِرْفاً وتِلكَ شِيابُها
والرواية المعروفة
فأَطْيِبْ بِراحِ الشامِ صِرْفاً وهذه ... مُعَتَّقَةٌ صَهْباءُ وهْيَ شِيابُها (
1 )
( 1 قوله « وهذه معتقة إلخ » هكذا في الأصل وفي بعض نسخ المحكم وهاده معتقة إلخ
بالنصب مفعولاً لهاده )
قال هكذا أَنشده أَبو حنيفة وقد خلَّط في الرواية وقوله تعالى ثم إِنَّ لهم عليها
لَشَوْباً من حَمِيمٍ أَي لَخَلْطاً ومِزاجاً يقال
للمُخَلِّطِ في القولِ أَو العَمَلِ هو يَشُوبُ ويَرُوبُ أَبو حاتم سأَلت الأَصمعي
عن المَشاوِبِ وهي الغُلُفُ فقال يقال لِغِلافِ القارورة مُشاوَبٌ على مُفاعَل
لأَنه مَشُوبٌ بحُمْرَةٍ وصُفْرةٍ وخُضْرَةٍ قال أَبو حاتم يجوزُ أَنْ يُجْمَع
المُشاوَبُ على مَشاوِبَ والمُشاوَبُ بضم الميم وفتحِ الواوِ غِلافُ القارورة
لأَنَّ فيه أَلواناً مختلفةً والشِّيابُ اسمُ ما يُمْزَجُ وسَقاه الذَّوْبَ
بالشَّوْبِ الذَّوْبُ العَسَلُ والشَّوْبُ ما شُبْتَه به من ماءٍ أَو لَبنٍ وحكى
ابنُ الأَعرابي ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ فالشَّوْبُ العَسَل والرَّوْبُ اللَّبنُ
الرَّائِبُ وقيل الشَّوْبُ العَسَلُ والرَّوْبُ اللَّبَنُ من غيرِ أَن يُحَدَّا
وقيل لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ ويقال سَقَاه الشَّوْبَ بالذَّوْب فالشَّوْبُ اللبنُ والذَّوْبُ
العَسَل قاله ابن دريد الفراء شابَ إِذا خانَ وباشَ إِذا خَلَطَ الأَصمعي في باب
إِصابةِ الرجلِ في مَنْطِقِه مَرَّة وإِخطائِه أُخْرى هو يَشُوبُ ويَرُوبُ أَبو
سعيد يقال للرجل إِذا نَضَحَ عن الرجل قد شابَ عنه ورابَ إِذا كَسِلَ قال
والتَّشْوِيبُ أَن يَنْضَحَ نَضْحاً غيرَ مُبالَغٍ فيه فمعنى قولهم هو يشُوبُ
ويَرُوبُ أَي يُدَافِعُ مُدافَعَة غيرَ مُبالَغٍ فيها ومَرَّة يَكْسَلُ فلا
يُدافِعُ البَتَّة قال غيرُه يَشُوبُ من شَوْبِ اللَّبنِ وهو خَلْطُه بالماءِ
ومَذْقُه ويَرُوبُ أَرادَ أَن يقول يُرَوِّب أَي يَجْعلُه رائِباً خاثِراً لا
شَوْبَ فيه فأَتْبَع يَرُوبُ يَشُوبُ لازْدواجِ الكلام كما قالوا هو يَأْتيه
الغَدايا والعَشايا والغَدايا ليس بِجمْعٍ للغَداة فجاءَ بها على وَزْنِ العَشايا
أَبو سعيد العرب تقول رأَيْتُ فُلاناً اليومَ يَشُوبُ عن أَصحابه إِذا دافَعَ عنهم
شيئاً من دِفاعٍ قال وليس قولُهم هو يَشُوبُ ويَرُوبُ من اللَّبنِ ولكن معناه رجلٌ
يَرُوبُ أَحياناً فلا يتَحَرَّك ولا يَنْبَعِث وأَحياناً يَنْبَعِثُ فيَشُوبُ عن
نفسِه غيرَ مُبالغٍ فيه ابن الأَعرابي شابَ إِذا كَذَب وشابَ خَدَع في بَيْعٍ أَو
شِراءٍ ابن الأَعرابي شابَ يَشُوب شَوْباً إِذا غَشَّ ومنه الخَبرُ لا شَوْبَ ولا
رَوْبَ أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِيطَ في بَيعٍ أَو شِراءٍ وأَصلُ الشَّوْبِ الخَلْطُ
والرَّوْبُ من اللَّبنِ الرائِبِ لخَلْطِه بالماءِ ويقال للمُخَلِّط في كلامه هو
يَشُوبُ ويرُوبُ وقيل معنى لا شَوْبَ ولا رَوْبَ أَنَّكَ [ ص 512 ] برِيءٌ من هذه
السِّلْعَة ورُوِي عنه ( 1 )
( 1 قوله « وروي عنه » أي عن ابن الأَعرابي في عبارة التهذيب ) أَنه قال معنى
قولهم لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البَيْعِ والشِّراءِ في السِّلْعَةِ تَبِيعُها أَي
إِنَّكَ بَريءٌ من عَيْبِها وفي الحديث يَشْهَدُ بَيْعَكُم الحَلْفُ واللَّغْوُ
فشَوِّبوه بالصَّدَقَةِ أَمَرَهم بالصَّدَقَةِ لمَا يَجْرِي بَينهُم من الكَذِب
والرِّبا والزِّيادَةِ والنُّقْصانِ في القولِ لتكُونَ كَفَّارةً لذلك وقولُ
سُلَيْكِ بنِ السُّلَكَة السَّعْدِي
سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّصٌ ... وماءُ قُدُورٍ في القِصاعِ
مَشِيبُ
إِنما بناهُ على شِيب الذي لم يُسَمَّ فاعِلُه أَي مَخْلُوطر بالتَّوابِلِ
والصِّباغِ والصَّرْبُ اللبنُ الحامِضُ ومُعَرَّصٌ مُلْقًى في العَرْصَةِ ليَجِفَّ
ويروى مُغَرَّضٌ أَي طَرِيٌّ ويروى مُعَرَّضٌ أَي لم يَنْضَجْ بعدُ وهو
المُلَهْوَجُ وفي المثل هو يَشُوبُ ويَرُوبُ يُضْرب مَثَلاً لمَنْ يَخْلِطُ في
القولِ والعَمَلِ وفي فلان شَوْبَة أَي خَدِيعةٌ وفي فلان ذَوْبَة أَي حَمْقَةٌ
ظاهِرةٌ واسْتَعْمَل بعضُ النَّحْوِيِّينَ الشَّوْبَ في الحركاتِ فقال أَمَّا الفَتْحَة
المَشُوبَة بالكسرةِ فالفَتْحة التي قبل الإِمالةِ نحو فَتْحة عَين عَابِدٍ
وعَارِفٍ قال وذلك أَنَّ الإِمالة إِنما هي أَن تَنْحُوَ بالفَتْحَةِ نحوَ الكَسرة
فتُمِيلَ الأَلِفَ نحوَ الياء لِضَرْبٍ من تَجانُسِ الصَّوْتِ فكما أَنَّ الحركَةَ
ليست بفَتْحَةٍ مَحْضَةٍ كذلك الأَلِفُ التي بعدَها ليست أَلِفاً مَحْضَةً وهذا هو
القياسُ لأَنَّ الأَلفَ تَابِعَةٌ للفَتحَة فكَما أَنَّ الفَتْحة مَشُوبَة فكذلك
الأَلِفُ اللاَّحقة لَها والشَّوْبُ القِطْعَة من العَجِينِ وباتَتِ المَرْأَةُ
بلَيْلَةِ شَيْباءَ قيل إِنَّ الياءَ فيها مُعاقِبَة وإِنما هو من الواوِ لأَنَّ
ماءَ الرجُلِ خالَط ماءَ المرأَةِ والشَّائِبَة واحِدةُ الشَّوائِبِ وهيَ
الأَقْذَارُ والأَدْناسُ وشَيْبانُ قَبيلَة قيل ياؤُه بدَلٌ من الوَاوِ لقَولِهِم
الشَّوابِنَة وشَابَةُ مَوْضِعٌ بنَجْدٍ وسنذكره في الياءِ لأَنَّ هذه الأَلف تكون
منقَلِبة عن ياءٍ وعن واوٍ لأَنّ في الكلامِ ش و ب وفيه ش ي ب ولو جُهِل انْقِلابُ
هذه الأَلِف لَحُمِلَتْ على الواوِ لأَنَّ الأَلِف ههنا عَين وانْقلابُ الأَلِفِ
إِذا كانت عَيْناً عن الواوِ أَكثر من انقلابِها عن الياءِ قال
وضَرْب الجماجِمِ ضَرْب الأَصَمِّ ... حَنْظَل شَابَةَ يَجْني هَبِيدا
معنى
في قاموس معاجم
الشَّيْبُ
مَعْرُوفٌ قَلِيلُه وكَثِيرُه بَياضُ الشَّعَر والمَشِيبُ مِثْلُه ورُبَّما
سُمِّيَ الشَّعَرُ نَفْسُه شيْباً شَابَ يَشِيبُ شَيْباً ومَشِيباً وشَيبةً وهو
أَشْيَبُ على غيرِ قياسٍ لأَنَّ هذا النعت إِنما يكونُ من باب فَعِلَ يَفعَلُ ولا
فَعْلاءَ له
الشَّيْبُ
مَعْرُوفٌ قَلِيلُه وكَثِيرُه بَياضُ الشَّعَر والمَشِيبُ مِثْلُه ورُبَّما
سُمِّيَ الشَّعَرُ نَفْسُه شيْباً شَابَ يَشِيبُ شَيْباً ومَشِيباً وشَيبةً وهو
أَشْيَبُ على غيرِ قياسٍ لأَنَّ هذا النعت إِنما يكونُ من باب فَعِلَ يَفعَلُ ولا
فَعْلاءَ له قيلَ الشَّيْبُ بياضُ الشَّعَر ويقال عَلاهُ الشَّيْبُ ويقال رَجلٌ
أَشْيَبُ ولا يقال امْرَأَةٌ شَيْباءُ لا تُنْعَتُ به المَرْأَةُ اكْتَفوا
بالشَّمْطاءِ عَن الشَّيْباءِ وقد يقال شَابَ رَأْسُها والمَشِيبُ دُخُولُ
الرَّجُلِ في حَدِّ الشَّيْبِ من [ ص 513 ] الرِّجالِ قال ابن السكيت في قول
عَدِيّ
تَصْبُو وأَنَّى لَكَ التَّصابي ؟ ... والرأْسُ قَدْ شابَهُ المَشِيبُ
يعني بَيَّضَه المَشِيبُ وليس معناه خَالَطَه قال ابن برّي هذا البيتُ زَعَم
الجوهري أَنه لعَدِيٍّ وهو لعَبِيدِ بنِ الأَبرَصِ وقول الشاعر
قَدْ رَابَه ولِمِثْلِ ذلِكَ رَابَهُ ... وَقَعَ المَشِيبُ عَلى السَّوادِ
فشَابَهُ
أَي بَيَّضَ مُسْوَدَّه والأَشْيَبُ المُبْيَضُّ الرأْس وشَيَّبَهُ الحُزْنُ
وشَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه وبرأْسِهِ وأَشابَ رَأْسَه وبِرَأْسِهِ وقَوْمٌ شِيبٌ
ويجوز في الشِّعر شُيُبٌ على التَّمامِ هذا قولُ أَهلِ اللغة قال ابن سيده وعِندِي
أَنَّ شُيُباً إِنما هو جمعُ شَائِبٍ كما قالوا بازِلٌ وبُزُلٌ أَو جمع شَيُوبٍ
على لُغةِ الحجازيِّين كما قالوا دُجاجَةٌ بَيُوضٌ ودُجاجٌ بُيُضٌ وقول الرائد
وجَدْتُ عُشْباً وتَعَاشِيب وكَمْأَةً شِيب إِنما يعني به البِيضَ الكِبارَ
والشِّيبُ جمعُ أَشْيَبَ والشِّيبُ الجِبالُ يَسْقُطُ عليها الثَّلْجُ فتَشِيبُ به
وقول عَدِيٍّ ابنِ زيد
أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ بَاتَ فيهِ ... بَوارِقُ يَرْتَقِينَ رُؤُوسَ شِيبِ
وقال بعضهم الشِّيبُ ههنا سَحائِبُ بيضٌ واحِدُها أَشْيَبُ وقيل هِيَ جِبالٌ
مُبْيَضَّةٌ منَ الثَّلْجِ أَو مِنَ الغُبارِ وقيل شِيبٌ اسمُ جَبَلٍ ذكره
الكُمَيْت فقال
وما فُدُرٌ عَواقِلُ أَحْرَزَتْها ... عَمَاية أَوْ تَضَمَّنَهُنَّ شِيبُ
وشَيْبٌ شائِبٌ أَرادُوا به المبالغةَ على حَدِّ قَوْلِهِم شِعْرٌ شاعِرٌ ولا
فِعْلَ له واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً نَصْبٌ على التَّمْييز وقيل على المصدر
لأَنه حين قال اشْتَعَلَ كأَنه قال شابَ فقال شَيْباً
وأَشابَ الرَّجُلُ شابَ وَلَدُه وكانت العرب تقولُ للبِكْرِ إِذا زُفَّتْ إِلى
زَوْجِها فدَخَلَ بها ولم يَفْتَرِعْها ليلةَ زِفافِها باتت بلَيلةِ حُرَّةٍ وإِن
افْتَرَعَها تلك الليلة قالوا باتَتْ بلَيلَةِ شَيْباءَ وقال عُرْوةُ بنُ الوَرْد
كلَيْلَةِ شَيْباءَ التي لَسْتُ ناسِياً ... ولَيْلَتِنا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ
قَرْمَلُ
فكنت كليلةِ الشَّيْباءِ هَمَّتْ ... بِمَنْعِ الشَّكْرِ أَتْأَمَها القَبِيلُ
وقيل ياءُ شَيْباءَ بَدلٌ من واوٍ لأَنَّ ماءَ الرَّجُلِ شابَ ماءَ المرأَةِ غيرَ
أَنَّا لَم نَسْمَعْهم قالوا بليلةِ شَوْباءَ جَعَلوا هذا بَدلاً لازِماً كعِيدٍ
وأَعيادٍ وليلةُ شَيْباءَ آخِرُ ليلةٍ من الشهرِ ويومٌ أَشْيَبُ شَيْبان فيه
غَيْمٌ وصُرَّادٌ وبَرْدٌ وشِيبانُ ومِلْحانُ شَهْرا قِماحٍ وهما أَشدُّ شهورِ
الشِّتاءِ بَرْداً وهما اللَّذان يقولُ مَن لا يَعْرِفُهما كانونٌ وكانُونُ قال
الكميت
إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ غُبْراً جُنُوبُها ... بشِيبانَ أَو مِلْحانَ واليَوْمُ
أَشْهَبُ
أَي من الثَّلْج هكذا رواه ابن سَلَمة بكسر الشينِ [ ص 514 ] والميم وإِنما
سُمِّيا بذلك لابْيضاضِ الأَرض بما عليها من الثَّلْج والصَّقيعِ وهما عند طلوعِ
العَقْرَبِ والنَّسْرِ وقول ساعدة
شابَ الغُرابُ ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتابُك يُعْتَبُ
أَراد طالَ عليك الأَمرُ حتى كان ما لا يكون أَبداً وهو شَيْبُ الغُرابِ وشَيبانُ
قَبِيلةٌ وهم الشَّيَابِنة وشَيْبانُ حيٌّ من بَكْرٍ وهما شَيْبانانِ أَحدهما
شَيْبانُ بنُ ثَعْلَبة بنِ عُكابةَ بنِ صَعْبِ بنِ علي بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ
والآخَر شيبانُ بنُ ذُهْلِ ابنِ ثَعْلَبة بنِ عُكابة وشَيْبةُ اسمُ رَجُلٍ
مِفْتاحُ الكَعْبةِ في وَلَده وهو شيبةُ بنُ عثمانَ بنِ طلحة بن عبدِالدارِ بن
قُصَيٍّ والشِّيبُ بالكسر حكاية صَوْتِ مَشافِرِ الإِبِل عند الشُّرْبِ قال ذو
الرمة وَوَصَفَ إِبِلاً تَشْرَبُ في حَوْضٍ متَثَلِّمٍ وأَصواتُ مَشافِرِها شِيبْ
شِيبْ
تَدَاعَيْنَ باسمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوانِبُه من بَصْرةٍ وسِلامِ
وشِيبا السَّوْط سَيْرانِ في رأْسِه وشِيبُ السَّوْطِ معروف عربي صحيح وشِيبٌ
والشِّيبُ وشابةُ جَبَلان معروفان قال أَبو ذؤيب
كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ تُضارعٍ ... وشابةَ بَرْكٌ مِن جُذَامَ لَبِيجُ
وفي الصحاح شابةُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ اسمُ جَبَلٍ بِنَجْدٍ وقد يجوز أَن
تكونَ أَلِفُ شابةَ مُنْقَلبةً عن واوٍ لأَنَّ في الكلام ش و ب كما أَن فيه ش ي ب
التهذيب شابةُ اسمُ جبلٍ بناحيةِ الحِجاز واللّه سبحانه أَعلم