المَشْرَةُ : شِبْهُ خُوصَة تخرجُ في العضاه وفي كثير من الشَّجر أَيام الخريف لها ورقٌ وأَغصانٌ رَخْصَةٌ أو المَشْرَةُ : الأَغصانُ الخُضْرُ الرَّطْبَةُ قبلَ أنْ تتلوَّنَ بلونٍ وتشتَدَّ وفي حديث أبي عبيد : فأَكلوا الخَبَطَ وهو يومئذٍ ذو مَشْرٍ . وقد مَشِرَ الشّجرُ كفَرِحَ ومَشَّرَ تمْشيراً وأَمْشَرَ وتَمَشَّرَ . ويُقال : أَمْشَرَت ومَشَّرَت تَمشيراً إذا خرج لها وَرَقٌ وأَغصانٌ . وفي صفة مكة شرّفها الله تعالى وأَمْشَرَ سَلَمُها أي خرجَ ورقه واكتسى به وقيل : التَمَشُّر أن يكتسِيَ الوَرَقُ خُضرَةً . ويقال : تَمَشَّرَ الشّجرُ إذا أَصابَهُ مطَرٌ فخرجَتْ رِقَتُه أي ورَقَتُه ومَشرَهُ أي الشيءَ مَشْراً : أَظْهرَه . ومن المَجاز : التَّمْشير : النَّشاط للجِماع عن ابن الأَعرابيّ . قال الصَّاغانِيّ : وفي الحديث الذي لا طُرَق له إِنِّي إذا أَكَلْتُ اللحمَ وجَدتُ في نفسي تمْشيراً وفي اللسان : وجعلَه الزمخشريُّ حديثاً مرفوعاً . والتَّمشير : تقسيمُ الشّيءِ وتَفريقُه . وخَصَ بعضهم به اللحمَ قال :
فقلتُ لأَهلي مَشِّروا القِدْرَ حولَكُمْ ... وأَيّ زمانٍ قِدْرُنا لمْ تُمَشَّر أي لم يُقَسَّم ما فيها هكذا أوردَه ابنُ سِيدَه وأوردَ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه . وقال ابنُ بَريّ : البيت لِلمَرَّار بن سعيد الفَقْعَسيّ وهو :
وقُلْتُ أَشِيعا مَشِّرا القِدرَ حَولَنا ... وأَيَّ زمانٍ قِدْرُنا لمْ تُمَشَّرِ
قال : ومعنى أَشيعا : أَظهرا أنّا نُقَسِّم ما عندنا من اللحمِ حتى يَقصِدَنا المُستطيعون ويأتيَنا المُستَرفِدون ثم قال : وأَيّ زمان إلخ أي هذا الذي أَمرْتكما به هو خُلُق لنا وعادةٌ في الأَزمنة على اختلافِها . وبعدَه :
فبِتْنا بخَيرٍ في كرامةِ ضَيْفِنا ... وبِتنا نُؤَدِّي طُعْمَةً غيرَ مَيْسِرِ أي بتنا نؤدِّي إلى الحَيِّ من لحمِ هذه النّاقةِ من غَير قِمار . ومن المَجاز : تَمَشَّرَ الرَّجلُ إذا استغنى . وفي المُحكَم : رُئِيَ عليه أَثَرُ غِنىً قال الشاعر :
ولَو قَد أَتانا بُرُّنا ودَقيقُنا ... تَمَشَّرَ منكم مَنْ رأَيناهُ مُعْدِما و تَمَشَّرَ الورقُ : اكتسى خُضْرةً . ومن المَجاز : تَمَشَّرَ القومُ إذا لبسوا الثِّيابَ بعدَ عُريٍ وتَمَشَّرَ لأَهله : تكَسَّبَ شيئاً وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
تَرَكْتُهُمْ كَبيرُهمْ كالأَصغَرِ ... عَجْزاً عن الحيلَةِ والتَّمَشُّرِ و تَمَشَّرَ لأَهله : اشترى لهم مَشْرَةً أي كِسْوَةً وهي المَشْرَة : الوَرَقَة قبلَ أَنْ تُشَعِّبَ وتنتشِر . والمَشْرَةُ : طائرٌ وضبطَه الصَّاغانِيّ كهُمَزَة . وفي اللسان : هو طائرٌ صغيرٌ مُدَبَّجٌ كأَنَّه وَشْيٌ . ويقال : أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ أي مُؤَلَّلة عليها مَشْرَةُ العِتْقِ أي نضارتُهُ وحُسنُه وقيل : لطيفَةٌ حسَنَةٌ وقول الشاعر :
وأُذْنٌ لها حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ ... كإعْلِيطِ مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ إنَّما عَنى أَنَّها دقيقةٌ كالورقة قبلَ أنْ تتشَعَّب وحشْرَةٌ مُحَدَّدَةُ الطَّرْفِ وقيل : مَشْرَة إتباع حَشْرَة وقال ابن برِّيّ : البيت للنَمِرِ بن تَوْلَب يصف أُذُنَ ناقتِه ورِقَّتها ولُطْفها شبَّهها بإعْلِيطِ المَرْخِ وهو الذي يكون فيه الحَبُّ . ويقال : رَجُلٌ مِشْرٌ أَقْشَرُ بالكسر أي شديد الحُمرَةِ . وبنو المِشْرِ بطنٌ من مَذحِج عن ابن دُرَيد . والمَشارَةُ بالفتح : الكَرْدَةُ قال ابن دريد : وليس بالعربيّ الصحيح . ومن المجاز : أَمْشَرَ الرَّجُلُ : إذا انبسَطَ في العَدْوِ . وأَمْشَرَ : انتفَخَ . وأَمْشَرَت الأَرضُ : أَخرجَتْ وفي اللسان : ظهر نباتها . ويقال : امْرأَةٌ مَشْرَةُ الأَعضاءِ أي ريَّا نقله الصَّاغانِيّ وصاحب اللسان . والمَشَرُ مُحَرَّكةً : الأَشَرُ وهو البَطَر . وأَذهبَه مَشَراً : شَتَمَه وهجاهُ أو سَمَّعَ به . وأرضٌ ماشِرَةٌ وهي التي اهتَزَّ نَباتُها واستوَتْ ورَوِيَتْ من المطر . وقال بعضُهم : أَرضٌ ناشِرَةٌ بهذا المعنى . ومَشَّرَهُ تَمشيراً : أَعطاهُ وكَساهُ عن ابن الأَعرابيّ . وقال ثعلب : إنَّما هو مَشَرَه مَشْراً بالتَّخفيف . وممّا يستدرك عليه : المَشْرَةُ من العُشْبِ : ما لم يَطُلْ وما يَمْتَشِرُهُ الرَّاعي من ورق الشجرِ بمِحْجَنِه قال الطِّرماح يصف أُروِيَّة :
لها تَفِراتٌ تَحتَها وقُصارُها ... إلى مَشْرَةٍ لم تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ وما أحسنَ مَشَرَتَها بالتَّحريك أي نَشَرَتَها ونباتَها . وقال أَبو خَيرة : مَشَرَتُها : ورَقُها ومَشْرَة الأَرضِ أَيضاً بالتّسكين . والتَّمْشيرُ حُسْنُ نباتِ الأَرضِ واستواؤُه . والأَمْشَرُ : النَّشيط . ومَشْرَةُ العِتْقِ بالفتح : نضارَتُه . وقد سَمَّوا مَشْراً بالفتح . ومَشَرْتُ اللحمَ : قشرْتُه . وهذه عن ابن القطاع
الشِّرْكُ والشِّرْكَةُ بكسرِهِما وضمِّ الثانِي بمعنّى واد وهو مُخالَطَةُ الشَّرِيكَيْنِ قال شيخنا : هذه عِبارَةٌ قلِقَةٌ قاصِرَةٌ والمعروفُ أن كلاًّ منهما يفتْح فكَسْرٍ وبِكَسْرٍ أو فَتْح فسُكُون ثلاث لُغاتٍ حكاها غيرُ واحدٍ من أَعْلامِ اللُّغةِ كإِسْماعِيلَ بنِ هِبَةِ اللهِ على ألفاظِ المُهَذَّبِ وابنِ سِيدَه في المُحَكَم وابنِ القَطّاعِ وشُرّاح الفَصِيح وغيرِهم وهذا الضمُّ الذي ذَكَره في الثاني غيرُ مَعْرُوفٍ فتأمل . قلت : الضمُّ في الثاني لُغَةٌ فاشِيَةٌ في الشام لا يكادُ,نَ يَنْطِقونَ بغيرها وشاهِدُ الشِّرءكِ حديثُ مُعاذ : أنه أَجازَ بينَ أَهْلِ اليَمَنِ الشّرْكَ أَي الاشْتِرَاكَ في الأرضِ وهو أَنْ يَدْفَعَها صاحِبُها إلى آخرَ بالنصفِ أَو الثُّلُثِ أو نحو ذلك وفي حديثٍ عُمَرَ بن عبد العزيزِ : أن الشِّرْكَ جائِزٌ وهو من ذلك
وقد اشْتَرَكا وتَشارَكَا وشارَكَ أَحدُهُما الآخرَ والاشْتِراكُ هنا بمَعْنَى التَّشارُكِ وقال النابغَةُ الجَعْديُّ :
وشارَكْنا قُرَيْشًا في تُقاها ... وفي أَنْسابِها شِركَ العِنانِ والشِّركُ بالكَسرِ والشَّرِيكُ كأَمِيرٍ : المُشارِكُ قالَ المُسَيَّبُ أَو غيرُه :
شِركًا بِماءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُه ... في طَوْدِ أَيمَن في قُرَى قَسرِ أَشْراكٌ مثل شِبر وأَشْبار ويجوزُ أَن يَكُونَ جمعَ شَرِيكٍ كشَهِيدٍ وأَشْهادٍ . ويُجْمَعُ الشَّريكُ على شُرَكاءَ كما يُقال : شَرِيف وأَشْرافٌ وشُرَفاءُ قال تعالَى : " فأَجْمِعُوا أَمْرَكُم وشُرَكاءَكُم " أي : وِادْعُوا شُرَكاءَكُم ليُعاوِنُوكُم . وقال الأزْهَرِيّ : والشرك يكون بمَعْنَى الشَّرِيكِ وبمعنى النَّصِيب وجمعُه أَشْراكٌ كشِبرٍ وأَشْبارٍ وقال لَبِيدٌ :
تَطِيرُ عَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعًا ... ووِتْرا والزَّعَامَةُ للغُلامِ وهي شَرِيكَةُ الرَّجُلِ وهي جارَتُه وزوجُها جارُها وهذا يَدُلُّ على أَنَّ الشَّرِيكَ جارٌ وأَنّه أَقْرَبُ الجِيرانِ شَرائِكُ
وشَرِكَه في البَيعِ والمِيراثِ كعَلِمَه شِركَةً بالكَسرِ وهو أَفصَحُ من أَشْرَكَه رُباعِيًّا . وأَشْرَكَ باللّهِ : كَفَرَ أي : جَعَلَ له شَرِيكًا في مُلْكِه تَعالَى اللّهُ عن ذلِكَ وقال أَبو العَبّاسِ في قولِه تَعالى : " والَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكونَ " مَعْنَاهُ الّذِينَ صارُوا مُشْرِكِينَ بطاعَتِهم للشَّيطانِ وليسَ المَعْنَى أَنَّهُم آمَنُوا باللّهِ وأَشْرَكُوا بالشَّيطانِ ولكن عَبَدُوا اللّه وعَبَدُوا مَعَه الشّيطانَ فصارُوا بذلِكَ مُشْرِكِينَ ليسَ أَنَّهُم أَشْرَكُوا بالشّيطانِ وآمَنُوا باللّهِ وحْدَه رواهُ عنه أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ قال : وعَرَضَه على المُبَرِّدِ فقال : مُتْلَئبٌّ صَحِيحٌ فهو مُشْرِكٌ ومُشْركِيٌ مثل : دَو ودَوِّي وقَعْسَرٍ وقَعْسَرِي قال الراجزُ :
" ومُشْرِكِي كافِرٍ بالفُرقِ أي : بالفُرقانِ كما في الصِّحاحِ . والاسْمُ الشِّركُ فِيهِما بالكسرِ وفي الحَدِيثِ : الشِّركُ أَخْفى في أُمَّتِي من دَبِيبِ النَّمْلِ قال ابنُ الأثِيرِ : يُريدُ به الرياءَ في العَمَلِ فكأَنه أَشْرَكَ في عَمَلِه غيرَ اللّهِ تَعالَى وقال اللّهُ تَعالَى : " إنَّ الشِّركَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " المرادُ به الكَفْرُ . ويُقالُ في المُصاهَرَةِ : رَغِبنا في شِركِكُم وصِهْرِكُم أَي : مُشارَكَتِكُم في النَّسَبِ . قال الأَزْهَرِيُّ : وسمعتُ بعضَ العَرَبِ يَقُولُ : فلانٌ شَريكُ فُلان : إِذا كانَ مُتَزَوِّجًا بابْنَتِهِ أَو بأخْتِه وهو الذِي يُسَمِّيه الناس الخَتَنَ . والشَّرَكُ مُحَرَّكَةً : حَبائِلُ الصَّيدِ وكذلك ما يُنْصَبُ للطَّيرِ ومنه الحَدِيث : أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ الشَّيطانِ وشَرَكِه فيمن رواهُ بالتّحْرِيكِ أي حبائِلِه ومَصائِدِه شُرُكٌ بضَمَّتَين وهو قَلِيلٌ نادِرٌ ويُقال : واحِدَتُه شَرَكَةٌ قال زُهَيرٌ :
كأنها من قَطا الأَحْبابِ حانَ لَها ... وِرْدٌ وأَفْرَدَ عنها أُخْتَها الشَّرَكُ والشَّرَكُ من الطَّرِيق : جَواده أَو هي الطّرقُ التي لا تَخْفى عَلَيكَ ولا تَستَجْمِعُ لَكَ فأَنتَ تَراها ورُبَّما انْقَطَعَت غيرَ أَنّها لا تَخْفى عليكَ واحِدَتُه شَرَكَةٌ وقال الأَصْمَعي : الْزَمْ شَرَكَ الطَّرِيقِ وهي أَنْساعُ الطَّرِيقِ وقالَ غيرُه : هي أَخادِيدُ الطَّرِيقِ ومَعْناهُما واحِدٌ وهي ما حَفَرَت الدَّوَابُّ بقوائِمِها في مَتْنِ الطَّرِيقِ شرَكَةٌ هُنا وأخْرَى بجانِبِها . وقال شَمِرٌ : أمُّ الطَّرِيقِ : مُعْظَمُه وبُنَيّاتُه : أَشْراكُه صِغارٌ تَتَشَعَّبُ عنه ثم تَنْقَطِع . وقال الجَوْهَرِيُّ : الشَّرَكَةُ : مُعْظَمُ الطَّرِيقِ ووَسَطُه والجَمْعُ شَرَكٌ قال ابنُ بَري : شاهِدُه قولُ الشَّمّاخِ :
إِذا شَرَكُ الطَّرِيقِ تَوَسَّمَتْهُ ... بخَوْصاويْنِ في لُحُجٍ كَنِينِ وقال رُؤْبَة :
" بالعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرَّفّاضِ وأَنْشَدَ الصّاغاني لزُهَير :
شِبهُ النَّعامِ إِذا هَيَّجْتَها انْدَفَعَتْ ... على لَواحب بِيضٍ بَينَها شَرَكُ قال : ويُروَى شُرُكُ بضمتين . وشَرَك بلا لامٍ : بالحِجازِ وهو الجَبَل الذي يَذْكُرُه فيما بَعْدُ بعَينِه . والشِّراكُ ككِتابٍ : سَيرُ النَّعْل على وَجْهها ومنه الحَدِيثُ : أَنّه صَلَّىَ الظّهْرَ حِينَ زالَت الشَّمْسُ وكانَ الفَيءُ بقَدْرِ الشِّراكِ شُرُكٌ ككتُبٍ
وأَشْرُك وفي بعض النُّسَخِ وأَفْلُسٍ وكلاهُما غَلَط والصّوابُ : وأَشْرَكَها وشَرَّكَها تَشْرِيكًا وِإشْراكًا : جَعَل لها شِراكًا
والشِّراكُ : الطَّرِيقَةُ من الكَلإ جَمْعُه شُرُكٌ عن أبي نَصْرٍ يُقال : الكَلأ في بني فُلان شُرُكٌ أي طَرائِق وقال أَبو حَنِيفَةَ : إِذا لم يَكُن المَرعَى مُتَّصِلاً وكانَ طَرائِقَ فهو شُرُكٌ . والشُّرَكِي كهُذَلِي وتُشَدَّدُ راؤُه : السَّرِيعُ من السَّيرِ نقله ابنُ سِيدَه . ولَطْمٌ شُرَكِيٌ أي : سَرِيعٌ مُتَتابعٌ كَلَطْم المُنْتَقِشِ من البَعِير وهو الذي يَدْخُلُ في رِجْلِه الشَّوْكَةُ فيَضْرِبُ بِها الأَرْضَ ضَربًا مُتَتابِعًا قال أَوْس بنُ حَجَرٍ :
وما أَنَا إِلاّ مُستَعِد كما تَرَى ... أَخُو شُرَكِي الوِرْدِ غيرُ مُعَتِّمِأي : وِرد بعدَ وِرْدٍ مُتَتابع كما في الصحاح . وشُرَيْكٌ كزُبَيرٍ : ابنُ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ فَهْمِ بنِ غَنْم بنِ دَوْس : أَبو بَطْنٍ . قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . قلتُ : وهو أَخو صُلَيمٍ وشوبك ووالد أَسَدٍ بالتّحْرِيكِ وسَرِيّ ووَهْبانَ . وشُرَيْكٌ آخَرُ : جَدٌّ لمُسَدَّدَ بنِ مُسَرهَدِ بن مُسَربَل بنِ أَرَنْدَلِ بن سَرَنْدَلِ بنِ عَرَنْدَلِ بنِ المُستورِدِ وهكذا نَسَبَه ابنُ دُرَيْدٍ والمُستَغْفِرِيّ والسلَفِي في سَفِينَتِه نَقْلاً عن ابن الجَوّاني النسّابَةِ وابنِ العَدِيمِ في تاريخِ حَلَبَ ويُقال في نَسَبِه الأسَدِيّ والشّرِيكِي وقد تَقَدّمَ سَردُ نَسَبِه في الدّالِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : ومن مَوالِي بني شُرَيْك مُقاتِلُ بنُ سُلَيمانَ . وقال ابنُ بُزُرْجَ شَرِكَت النَّعْلُ وشَسِعَتْ وزَمَّتْ كفَرِحَ : إِذا انْقَطَع شِراكُها وشِسعُها وزِمامُها . ورَجُلٌ مُشْتَرَكٌ : إِذا كانَ يُحَدِّثُ نَفْسَه أَنَّ رأيَه مُشْتَرَكٌ ليس بواحِدٍ وفي الصِّحاحِ عن الأَصْمَعِي : إِذا كانَ يُحَدِّث نَفْسَه كالمَهْمُومِ . وفي العُبابِ التَّشْرِيكُ : بَيعُ بعضِ ما اشْتَرَى بما اشْتَراهُ بهِ . قال : والفَرِيضَةُ المُشَرَّكَة كمُعَظَّمَةٍ أي : المُشْتَرَكُ فِيها فحَذَفَ وأَوْصَلَ ويُقالُ لها أَيْضًا المُشَرِّكَةُ - كمُحَدِّثَةٍ - بنِسبَةِ التَّشْرِيكِ إِليها مجازًا كذا في شَرحِ الفُصُولِ ويُقالُ أَيضًا : المُشْتَرَكَةُ وهذه عن اللّيثِ وهي التي يَستَوِي فِيها المُقْتَسِمُون وهي زوْج وأُمٌ وأَخَوانِ لأُم وأَخَوانِ لأَبٍ وأم للزَّوْج النِّصْفُ وللأمِّ السُّدُسُ وللأَخَوَين للأُمِّ الثُّلُثُ ويَشْرَكُهُم بَنُو الأبِ والأمِّ ؛ لأَنّ الأَبَ لمّا سَقَطَ سَقَطَ حُكْمُه وكان كأَن لم يَكُنْ وصارُوا بني أم معًا وهذا قول زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رضي اللّهُ عنه وحَكَم فيها عُمَرُ رضي اللّهُ عنه فجَعَلَ الثُّلُثَ للأَخَوَيْن لأم ولم يَجْعَلْ للإِخْوةِ للأَبِ والأمِّ شَيئًا فقالُوا له : يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ هَبْ أَنَّ أَبانَا كانَ حِمارًا فأَشْرِكْنا بقَرَابَةِ أمِّنا فأَشْرَكَ بَينَهُم فسُمِّيَت الفَريضَةُ مُشَرَكَةً ومُشتَرَكَةً الأَخِيرَةُ عن اللِّيثِ وحِمارِيَّةً لقولِهِم : هَبْ أَنَّ أَبانَا كان حِمارًا وأَيْضًا حَجَرِيَّةً ؛ لأَنه رُوِىَ أَنَّهُم قالُوا : هَبْ أَنّ أَبانَا كان حَجَرًا مُلْقًى في اليَمِّ وبَعْضُهم سَمّاها يَمِّيةً لِذلِكَ وسُمِّيَتْ أَيضًا عُمَرِيَّةً ؛ لقَضاءِ عُمَرَ رضي اللّهُ عنه فيها قال شيخُنا : وهو مَذْهَبُ مالكٍ والشّافِعِي والجُمهُورِ خِلافًا لأبي حَنِيفَة وبعضِ أَهلِ العِراقِ . قلتُ : وفي فرائِض أبي نصْر : المُشَرَّكةُ : زوْج وأم أَو جَدّةٌ واثْنانِ فصاعِدًا من أَوْلادِ الأمِّ وعَصَبَةٌ من وَلدِ الأَبِ والأُمِّ قضى فِيها عَلِيٌ للزّوْج بالنِّصْفِ وللأمِّ بالسُّدُسِ ولوَلدِ الأمِّ بالثّلُثِ وأَسْقط وَلد الأَبِ والأمِّ وهو قولُ الشَّعْبِي وأبي حَنِيفَةَ وابنِ أبي لَيلَى وأبي يُوسُفَ وزُفَرَ ومُحَمّدٍ والحَسَنِ وابن حَنْبَلٍ وكَثِيرٍ وقَضَى عُثْمانُ فِيها للزَّوج بالنِّصْفِ وللألم بالسّدُس ولوَلَد الألم بالثُّلُثِ وشَرَك وَلَدَ الأبِ والأمِّ مَعَهُم فيه وبه قالَ الشافِعِيُ وكَثِيرٌ من الصَّحابَةِ وروى أَنَّ عُمَرَ قَضَى فيها كما قَضَى عَلِي فقالَ له الأَخُ من الأَبِ والأمِّ : هَبْ أَنّ أَبانَا كانَ حِمَارًا فما زادَنا إِلاّ قربًا فرَجَعَ فَشَرَكَهُم ولِذا سُمِّيَتْ حِمارِيَّة انتهى . وفي شَرحِ الفُصُول : أُبْطِلَ هذا بزَوْجٍ وأُخْتٍ شَقِيقةٍ وأَخٍ وأُخْت لأَبٍ فإنّ الأُخت سَقَطَتْ بأَخِيها ولَيسَ لها أًنْ تَقُولَ إِنّ أَخِي لو لَم يَكُنْ لوَرِثْتُ فهَبُوه حِمارًا فتأَمّل . والشَّرَكَةُ مُحَرَكَةً : لبني أَسَدٍ . وشِركٌ بالكَسرِ : ماءٌ لَهُمْ وراءَ جَبَلِ قَنان قال عُمَيرَةُ بنُ طارقٍ :
فأهْوِنْ عَلَيَ بالوَعِيدِ وأَهْلِهِ ... إِذا حَلَّ أَهْلِي بَيْنَ شِركٍ فعاقِلِوشَرَكٌ بالتَّحْرِيكِ : جَبَلٌ بالحِجازِ قاله نَصْرٌ . ورِيحٌ مُشارِكٌ وهي التي تَكُونُ النَّكْباءُ إِلَيها أَقْرَبَ مِنَ الرِّيحَيْن التي تَهُبُّ بَينَهُما قال الشاعِرُ :
إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنَ قُرّانَ أُوقِدَتْ ... وغَضْوَر تَزْهاهَا شَمالٌ مُشارِكُ وقُرّانُ وغَضْوَر : ماءَانِ لطَيِّئ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : شارَكْتُ فُلانًا : صِرتُ شَرِيكَه وفي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ :
" تَشَارَكْنَ هَزْلَى مُخهُنَّ قَلِيلُ أي عَمَّهُنّ الهُزالُ فاشْتَرَكْنَ فيهِ ويُروَى تَساوَكْنَ وقد تَقدَّم . وطَرِيقٌ مُشْتَرَكٌ : يَستَوِي فيه النَّاسُ . واسمٌ مُشْتَرَكٌ : تَشْتَرِكُ فيه مَعان كثيرة كالعَيْنِ ونَحْوِها ؛ فإِنه يَجْمَعُ معانيَ كثيرةً وأَنْشَدَ ابنُ الأَعرابي :
ولا يَستَوي المَرءَانِ هذا ابنُ حُرَّةٍ ... وهذا ابنُ أخْرَى ظَهْرُها مُتَشَركُ فَسَّره فقال : مَعْناهُ مُشْتَرَكٌ . وشَرِكَهُ في الأَمْرِ يَشْرَكُه : دَخَلَ مَعَه فيه وأَشْرَكَه فيهِ . وأَشْرَكَ فلانًا في البَيع : إذا أَدْخَلَه مع نَفْسِه فيهِ وقولُه تَعالى : " وأَشْرِكْهُ في أَمْرِي " أي اجْعَلْه شَرِيكًا لي . واشْتَرَكَ الأَمْرُ : الْتَبَسَ . والشِّركَةُ بالكَسرِ : اللَّحْمَةُ يمانية وأَصْلُها في الجَزُورِ يَشْتَرِكُون فيها . وشَركٌ بالفتحِ : مَوْضِعٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَريّ لعُمارَةَ :
هَلْ تَذْكُرُونَ غَدَاةَ شَركَ وأَنْتُمُ ... مثلُ الرَّعِيل من النَّعامِ النّافِرِ ومن المَجازِ : مَضَوْا على شِراك واحِد . والمُسَمَّى بشَرِيك من الصَّحابَةِ عَشْرَة ومن التابِعِينَ تسعَة . وكوم شَرِيك : قريَةٌ بمِصْرَ . وشارَكُ كهاجَرَ : بلَيدَةٌ من أَعمالِ بَلْخَ منها نَصْرُ بنُ مَنْصُورٍ الشّارَكي عُرِفَ بالمِصْباحِ وأَيضاً جَدّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد عن أبي يَعْلَى وعنه حفيدُه أَحمَدُ بنُ حَمْدانَ بنِ أَحْمَدَ وعن حفيده أَبو إِسْماعِيلَ الهَرَوِيّ . وشارِكُ بنُ سِنان : رَجُلٌ وفيه يَقُولُ الشّاعِرُ :
ونارٍ كأَفْنانِ الصَّباحِ رَفِيعَةٍ ... تننَوَّرْتُها من شارِكِ بنِ سِنانِ والشَّرّاكُ ككَتّانٍ : قريَةٌ بمِصْرَ من أَعْمالِ البُحيرَة
الشرُّ بالفتح وهي اللغة الفٌصحى ويُضمّ لغة عن كُراع : نقيضُ الخيرِ ومثله في الصحاح وفي السان : الشرُّ : السوءُ . وزاد في المِصباح : والفساد والظُّلْم ج شُرورٌ بالضمّ ثم ذَكرَ حديثَ الدعاء " والخيرُ كُله بيديكَ والشرُّ ليسَ إليكَ " وأنه نفى عنه تعالى الظُّلم والفسادَ لأنّ أفعاله تعالى عن حِكمة بالغة والموجدات كُلها مِلكهُ فهو يَفعلُ في ملكه ما يشاء فلا يُوجد في فعله ظُلمٌ ولا فساد . انتهى . وفي النهاية : أي أن الشرَّ لا يُتقربُ بهِ إليكَ ولا يُبتغى به وجَهك أو أن الشر لا يصعدُ إليك وإنما يَصعدُ إليك الطيبُ من القولِ والعمل وهذا الكلامُ إرشادٌ إلى استعمالِ الأدبِ في الثناء على الله تعالى وتقدس وأن تُضافَ إليه عزّ وجلّ محاسنُ الأشياءِ دون مساويها وليس المَقصودُ نفىَ شيءٍ عن قُدرتهِ وإثباته لها فإن هذا في الدُعاءِ مندوبٌ إليه يقال : ياربَّ السماءِ والأرضِ ولا يقال : يا رب الكِلاب والخنازير وإن كانَ هوَ ربها ومنه قولهُ تعالى " وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادعوهُ بها " وقد شرَّ يشرُّ بالضم ويشرُّ بالكسر قال شيخنا : هذا اصطلاحٌ في الضم والكسرِ مع كونِ الماضي مفتوحاً وليس هذا مما وردَ بالوجهين ففي تعبيره نظرٌ ظاهر شراًّ وشرارةً بالفتح فيهما قد شررتَ يا رجلُ مثلثة الراءِ بالكسر والفتح لغتان شراًّ وشراراً وشرارةً وأما الضمّ فحاكاه بعضهم ونقله الجوهري والفيومي وأهلُ الأفعالِ . وقال شيخنا : الكسرُ فيه كفرحَ هو الأشهر والضمّ كلببَ وكرم وأما الفتحُ فغريبٌ أورده في المُحكمِ وأنكره الأكثرُ ولم يتعرض لِذكرْ المضارع وإبقاءً له على القياس فالمضمومُ مضارعه مضمومٌ على أصل قاعدته والمكسورُ مفتوحُ الآتي على أصل قاعدته والمفتوحُ مكسورُ الآتي على أصلِ قاعدتهِ لأنه مُضعفٌ لازمٌ وهو المصرحُ به في الدواوين . انتهى
وهو شَريرٌ كأمير وشريرٌ كسكيتٍ منْ قومٍ أشرارٍ وشريرينَ . وقال يونس : واحدُ الأشرارِ رجلٌ شرٌّ مثل زند وأزنادٍ . قال الأخفشُ : واحدها شريرٌ وهو الرجلُ ذو الشرِّ مثل : يتيم وأيتامٍ . ورجلٌ شريرٌ مثال فسيق كثيرُ الشرّ . يقال : هو شرٌّ مِنكَ و لا يقال : هو أشرُّ مِنكَ قليلةٌ أو رديئةٌ القول الأولُ نسبه الفيومي إلى بني عامر قال : وقُرئَ في الشاذّ " من الكَذابُ الأشرُّ " على هذه اللغة . وفي الصحاح : لا يقال : أشرُّ الناسِ إلا في لُغة رديئة . وهي شرةٌ بالفتح وشُرى بالضم يُذهب بهما إلى المُفاضلة هكذا صرح به غيرُ واحد من أئمة اللغة وجعله شيخنا كلاماً مختلطاً وهو محلُّ تأمل . قال الجوهريّ ومنه قولُ امرأة من العرب : أُعيذك باللهِ من نفسٍ حرى وعين شُرى . أي خبيثة من الشر . أخرجته على فُعلى مثل أصغر وصُغرى . قلت : ونسبَ بعضهم هذه المرأة إلى بني عامر كما صرح به صاحبُ اللسانِ وغيره . وقالوا : عينٌ شُرى إذا نظرتَ إليك بالبغضاءِ هكذا فسروه في تفسير الرقيةِ المذكورة . وقال أبو عمرو : الشُّري : العيانةُ من النساءِ . وقال كُراع : الشري : أُنثى الشر الذي هو الأشرُّ في التقدير كالفضلى الذي هو تأنيثُ الأفضلِ . وفي المحكم : فأما ما أنشده ابنُ الأعرابي من قوله :
إذا أحسنَ ابنُ العمّ بعدَ إساءة ... فلستُ لشري فِعله بحمولِ . وإنما أرادَ : لشرِّ فعله فقلب . وقد شاره بالتشديد مُشارةً ويقال : شاراه وفلان يُشارُ فلاناً ويُماره ويُزاره أي يُعاديه . والمُشارةُ : المُخاصمةُ وفي الحديث " لا تُشارِّ أخاكَ " هو تفاعل من الشر أي لا تفعلْ به شراً فُتحوجه إلى أنْ يفعلَ بكَ مثله ويروى بالتخفيف وفي حديثِ أبي الأسود " ما فعلَ الذي كانت امرأتُه تُشاره وتُمارهُ " . والشرُّ بالضم : المكروهُ والعيبُ . حكى ابن الأعرابي : قد قلبتُ عطيتك ثم رددتها عليكَ من غيرِ شُركَ ولا ضُربكَ . ثم فسره فقال : أي من غير رَدٍّ عليكَ ولا عيبٍ لكَ ولا نقصٍ ولا إزراءٍ . حكى يعقوبُ : ما قلتُ ذاكَ لشُرِّكَ وإنما قُلته لغيرِ شُرك أي ما قلته لشيءٍ تكرههُ وإنما قُلتهُ لغيرِ شيءٍ تكرههُ . وفي الصحاح : إنما قلته لغيرِ عيبكَ . ويقال : ما رددتُ هذا عليك من شُرٍّ به أي من عيبٍ به ولكن آثرتك بهِ وأنشد :
" عينُ الدليلِ البُرْتِ من ذي شُرهِأي مِن ذي عيبه أي من عَيبِ الدليل لأنه ليس يُحسن أن يَسيرَ فيه حيرةً . الشَّرُّ بالفتح : إبليسُ لأنه الآمرُ بالسوءِ والفحشاءِ والمكروهِ . الشرُّ الحُمى . والشرُّ : الفقرُ . والأشبهُ أن تكونَ هذه الإطلاقاتُ الثلاثةُ من المجازِ . والشريرُ كأمير : العيقةُ وهو جانبُ البحرِ وناحيته قاله أبو حنيفةَ وأنشد للجعدي :
فلا زالَ يَسقيها ويسقى بلادها ... من المُزنِ رَجافٌ يَسوقُ القواريا
يُسقى شريرَ البَحرِ حولاً تَرُده ... حَلائبُ قُرحٌ ثمّ أصبحَ غاديا وفي رواية سقى بشريرِ البحرِ وتمده بدل ترده . وقال كُراع : شريرُ البحرِ : ساحله مخففٌ . وقال أبو عمرو : الأشرةُ واحدها شريرٌ : ما قربَ من البحرِ . قيل : الشريرُ : شجرٌ ينبتُ في البحرِ . الشريرةُ بهاءٍ : المسلمةُ من حديد . وشُريرةُ كهُريرة : بنتُ الحرثِ ابن عوف صحابية من بني نُجيب يقالُ : إنها بايعت خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأبو شُريرةَ : كُنية جبلةَ بن سُحيم أحد التابعين . قلت : والصوابُ في كنيته أبو شُويرةَ بالواو وقد تصحف على المصنفِ نبه عليه الحافِظ في التبصير وقد سبق للمصنف أيضاً في سور فتأمل . الشرةُ بالكسر : الحرص والرغبة والنشاط . شرةُ الشبابِ بالكسرِ : نشاطه وحرصه وفي الحديث " لكلِّ عابدٍ شِرةٌ " . في آخر " إن لهذا القرآنِ شِرةً ثم إن للناسِ عنه فترةً " . الشرارُ ككتاب والشررُ مثل جبل : ما يتطايرُ من النارِ واحدتهما بهاءٍ هكذا في سائرِ النُّسخَ التي بأيدينا قال شيخنا : الصواب كسحاب وهو المعروف في الدوواينِ وأما الكسرُ فلم يوجد لغير المصنف وهو خطأُ ولذلك قال في المصباح : الشرارُ : ما تطايرَ من النار الواحدةُ شرارة والشررُ وهو مقصورٌ منه ومثله في الصحاح وغيره من أمهاتِ اللغةِ . وفي اللسان : والشررُ : ما تطايرَ من النار وفي التنزيل " إنها ترمي بشرر كالقصرِ " واحدته شررةٌ . وهو الشرارُ واحدته شرارةُ قال الشاعر :
أو كشرارِ العلاةِ يضربها القي ... نُ على كُلِّ وجهه تثبُ . وأما سعدي أفندي في المُرسلات وغيره من المُحشين فإنهم تبعوا المصنف على ظاهره وليس كما زعموا . يقال : شرهُ يشرهُّ شراً بالضم أي من باب كتبَ لا أنه بضم الشينِ في المصدرَ كما يتبادر إلى الذهن : عابه وانتقصه . والشرُّ : العيبُ . شرَّ اللحمَ والأقطَ والثوبَ ونحوهَ وفي بعض الأصول : ونحوها يشرهُّ شراً بالفتح إذا وضعه على خصفة وهي الحصيرةُ أو غيرها لجفَّ . وأصل الشرِّ : بسطك الشيءَ في الشمسِ من الثيابِ وغيرها قال الشاعر
ثوبٌ على قامةٍ سحلٌ تعاورهُ ... أيدي الغواسلِ للأرواحِ مشرورُ . واستدرك شيخنا في آخر المادة نقلاً من الروض شررتُ الملح : فرقته فهو مشرورٌ قال : وليس في كلام المصنف قلت : هو داخلٌ في قوله : ونحوه كما لا يخفى كأشرهُ إشراراً وشررهُ تشريراً وشراهُ على تحويلِ التضعيف قال ثعلب : وأنشد بعضُ الرواة للراعي :
فأصبحَ يستافُ البِلادَ كأنهُ ... مُشرى بأطرافِ البيوتِ قديدها قال ابن سيده : وليس هذا البيتُ للراعي إنما هو للحلالِ ابن عمه
والإشرارةُ بالكسر : القديدُ المشرورُ وهو اللحمُ المُجففُ . الإشرارةُ أيضاً : الخصفةُ التي يشرُّ عليها الأقطُ أي يبسط ليجفّ . وقيل : هي شُقةٌ من شُقق البيتِ يُشررُ عليها والجمع أشاريرُ وقولُ أبي كاهلِ اليَشكري :
لها أشاريرُ منْ لحْمٍ تُتَمره ... من الشَّعالي ووخْزٌ من أرانيها يجوز أن يُعني به الإشْرارةُ من القديد وأن يُعني به الخصفَةُ أو الشُّقَّة وأرانيها أي الأرانب وقال الكُمَيْث :
كأنَّ الرذاذَ الضَّحْكَ حوَلَ كِناسهِ ... أشَاريرُ مِلْحٍ يتَّبِعْنَ الرَّوامسا وقال ابن الأعرابيّ : الإشْرارةُ : صَفيحَةٌ يُجفَّفُ عليها القديدُ وجَمْعها الأشاريرُ وكذلك قال اللّيْثُ . والإشْرارةُ أيضاً : القطْعةُ العظيمةُ من الإبل لانتشارها وانْبثاثها . وقد اسْتَشَرّّ إذا صارَ ذا إشرارةَ من إبل قال :
الجدْبُ يّقْطعُ عتكَ غَربَ لسانِهِ ... فإذا اسْتشَّرَّ رأيْتهُ برْباراقال ابن بَرِّيّ : قال ثعلبٌ : اجتمعتٌ مع ابن سَعْدان الرّاوية فقال لي : أسْألكَ ؟ قلت : نعم قال : ما مَعْنى قول الشاعر . وذكرَ هذا البيت : فقلتُ له : المَعْنى أنّ الجَدْبَ يُفْقِرهُ ويُميتُ إبله فيقلّ كلامُه ويذلّ وإذا صارت له إشْرارةٌ من الإبلِ صارَ برْبارا وكثُر كلامهُ
من المجاز : أشرَّه : أظْهرَهٌ قال كعْبُ بن جُعيْل وقيل : إنه للحُصيْن بن الحُمَامِ المُرِّيّ يذكُر يوم صفِّين :
فما بَرِحُوا حتّى رَأى اللهُ صبْرَهُم ... وحتَّى أُشِرِّتْ بالأكُفِّ المَصَاحِفُ أي نُشرتْ وأُظْهرتْ قال الجوهريّ والأصمعيّ : يروي قولُ امرِيءِ القيْسِ
تجاوزْتُ أحْراساً إليها ومَعْشَراً ... عليَّ حِراصاً لوْ يُشِرُّون مقْتَلي على هذا قال : وهو بالسِّينِ أجودُ قلت : وقد تقَدَّم في مَحَلِّه . وأشَرَّ فُلاناً : نَسَبه إلى الشَّرِّ وأنكره بعضُهم كذا في اللِّسان وقال طَرفةُ :
فما زالَ شُرْبي الراّحَ حتَّى أشَرَّني ... صديقي وحَتَّى ساءني بعضُ ذلِكا والشَّرّانُ ككَتّان : دوابُّ كالبعُوضِ يغْشى وجْه الإنسان ولا يَعَضُّ وتُسميه العربُ الأذى واحدتُها شرّانةٌ بهاءٍ لغةٌ لأهْلِ السّوادِ كذا في التهذيب . والشَّراشِرُ : النَّفْسُ يقال : ألْقى عليه شراشِره أي نفْسه حرْصاً ومحبَّة كما في شَرْح المصنِّف لديباجة الكشّاف وهو مجازٌ . والشَّراشِرُ : الأثقالُ الواحد شُرْشُرَةٌ يقال : الْقى عليه شراشره أي أثقاله . ونقل شيخُنا عن كشْف الكَشّاف : يقال : ألْقى عليه شَراشِره أي ثقلْه وجُمْلته والشَّراشِرُ : الأثقال ثم قال : ومن مذْهبِ صاحب الكَشّاف أن يجْعَلَ تكرُّر الشيْءِ للمبالغةِ كما في زلْزلَ ودْمدم وكأنَّه لثقلِ الشَّرِّ في الأصل ثم استعمل في الإلْقاءِ بالكلّية شَرّاً كان أو غيره . انتهى
قال سيْخُنا : وقوله ومن مذْهب صاحبِ الكَشّاف إلى آخره هو المشهور في كلامه والأصل في ذلك لأبي عليٍّ الفارسيّ وتلميذه ابن جِنِّى وصاحبُ الكَشّاف إنما يقءتدى بهما في أكثر لُغاته واشتقاقاته ومع ذلك فقد اعترض عليه المصنِّف في حواشيه على ديباجةِ الكَشّاف بأن ما قاله غيْرُ جيد لأن مادة شرشر ليست موضوعة لضدِّ الخيْرِ وإنما هي موضوعةٌ للتَّفَرقِ والإنتشار وسُميت الأثقال لتفرّقِها . انتهى
والشَّراشِرُ : المحَبَّة وقال كُراع : هي محبَّةُ النفْسِ . قيل : هي جميعُ الجَسَدِ ومن أمثالِ الميدانيّ ألْقى عليه شراشِرهُ وأجْرانه وأجْرامه كلُّها بمعنىً . وقال غيره : ألقى شَراشِره : هو أن يُحبَّه حتّى يَسْتْهلكَ في حُبه . وقال اللِّحْيانيّ : هو هواهُ الذي لا يُريدُ أن يدَعَه من حاجِته قال ذو الرُّمة :
وكائنْ تَرى من رَشْدَة في كَريهةٍ ... ومنْ غَيَّةٍ تُلْقى عليها الشَّرَاشِرُ قال ابنث بَرّيّ : يُريدُ : كم تَرى من مُصيب في اعتقادٍ ورأْى وكم ترى من مُخْطيءِ في أفْعاله وهو جادٌّ مجتهدٌ في فِعْل ما لا ينْبغي أن يُفْعل يُلْقي شراشِرَه على مقابحِ الأمور وينْهمكُ في الاستكْثارِ منها . وقال الآخرُ :
ويُلْقى عليهِ كلَّ يَوْمِ كرِيهةٍ ... شَراشِرُ من حَيَّيْ نزار وألْبُب الألْبُب : عُروقٌ مُتَّصلة بالقلْب يقال ألقى عليه بناتِ ألْببه إذا أحبّه وأنشد ابن الأعرابيّ :
وما يدْرِي الحريصُ علامَ يُلْقي ... شَرَاشِره أيُخْطيءُ أم يُصيبُ والشَّراشِرُ من الذَّنَب . ذباذبُه أي أطرافه وكذا شراشِرُ الأجنحة : أطرافُها قال :
فعويْنَ يسْتعْجِلْنَه ولَقينَه ... يضْرِبْنه بشَراشِرِ الأذْنابِقالوا : هذا هو الأصلُ في الاستعمال ثمّ كُنِنى به عن الجُملة كما يقال أخذَه بأطْرافِه ويمَثّل به لمن يتوَجَّه للشيْءِ بكُلِّيَّته فيقال : ألْقى عليه شَراشِره كما قاله الأصمعيّ كأنَّه لتهَالُكهِ طَرحَ عليه نفْسَه بكلِّيته قال شيخنا نقلاً عن الشهاب وهذا هو الذي يَعْنُون في إطْلاقه ومُرادُهم : التَّوجُّهُ ظاهراً وباطناً الواحدة شُرْشُرَةٌ بالضم وضبطه الشِّهاب في العناية في أثناءِ الفاتحة بالفتحِ كذا نقله شيخُنا . وشَراشِره : قَطَّعه وشَّقَقهُ . وفي حديث الرُّؤيا " فيُشَرْشِرُ بشدْقهِ إلى قَفاه " . قال أبو عبيد : يعني يُقَطِّعه ويُشَقَّقه وقال أبو زُبيْد يصفُ الأَسدَ :
يَظَلُّ مُغبّاً عنده مِن فَرائسٍ ... رُفاتُ عظامٍ أو غريضٌ مُشَرْشَرُ وقيل : شرْشَر الشَّيْءَ إذا عَضَّه ثم نَفَضَه . وشَرْشَرَتْه الحيَّةُ : عضَّتْ . شَرْشَرت الماشيةُ النَّباتَ : أكَلَتْه أنشد ابن دُريد لجُبَيْها الأسدي :
فلوْ أنَّها طافتْ بنَبْت مُشرْشَر ... نفى الدِّقَّ عنه جدْبُه وهو كالِحُ وشرْشَرَ السِّكِّينَ : أحدَّها على الحجَرِ حتى يَخْشُن حَدُّها . والشُّرْشُورُ كعُصفُور : طائرٌ صغيرٌ قال الأصمعيّ : يُسَميه أهلُ الحجازَ هكذا ويسمّيه الأعرابُ البرْقش وقيل : هو أغْبَرُ على لَطافهِ الحُمَّرَةِ وقيل : هو أكبرُ من العُصفورِ قليلاً . والشرْشِرةُ بالكسرِ : عُشْبةُ أصغرُ من العرْفجِ ولها زهْرةٌ صفراءُ وقُضُبٌ وورقٌ ضخامٌ غيرٌ منبِتُها السَّهلُ تنْبُتُ مُتفسِّحة كأنها الحبالُ طُولاً كقيس الإنسانِ قائماً ولها حَبٌ كحَبِّ الهَرَاسِ وجمْعُها شِرْشِرٌ قال :
تَرَوى من الأحْداثِ حتّى تلاحقَتْ ... طَرائِقُه واهْتَّزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ وقال أبو حنيفَةَ عن أبي زياد : الشِّرْشِرُ يذْهبُ حِبالاً على الأرْضِ طُولاً كما يَذْهَبُ القُطَبُ إلا أنَّه ليس له شوْكٌ يُؤذي أحداً وسيأْتي قريباً في كلام المصنّف فإنه أعاده مرتيْن زَعْماً منه بأنّهما مُتغايرانِ وليس كذلك . والشِّرْشِرةُ بالكسر : القطْعةُ من كلِّ شْيءٍ . وشُراشِرٌ بالضم وشُرَيْشِرٌ كمُسَيْجد وشُرَيْشيرٌ كمُحَيْرِيب وشَرْشَرَةُ بالفتح أسماءٌ وكذا شَرارَةُ بالفتح وشِرْشِيرٌ . وشُرَيْرٌ كزُبَيْرٍ : ع على سبعة أميال من الجارِ قال كُثيرِّ عزَّةَ :
دِيارٌ بأعْناءٍ الشُّرَيْرِ كأَنَّما ... عليهنَّ في لأكنافِ عَيْقةَ شِيدُ كذا في اللّسان ونقل سيخُنا عن اللّسان أنه أطُمٌ من الآطامِ ولم أجده في اللسان . ونقل عن المراصد أنه بديار عبد القيْس . قلْت : ونقل بعضُهم فيه الإهمال أيضاً وقد تقدم الإيماءُ بذلك . وشَرَّى كحتّى : ناحيةٌ بهَمَذان نقله الصاغانيّ . وشروْرى : جبلٌ لبني سُليْم مُطِلٌّ على تَبوك في شرْقّيها ويُذْكر مع رحْرَحان وهو أيضاً في أرضِ بني سُليْمٍ بالشام
والمُشَرْشِرُ كمُدَحْرج : الأسد من الشَّرْشَرةِ وهو عضُّ الشْيءِ ثم نفْضُه كذا قاله الصّاغانيّ : وعن اليَزيديّ : شَرَّرّه تشْرِيراً : شَهَره في الناس . قيل لللأسديَّةِ أو لبعضِ العربِ : ما شَجَرَةُ أبيك ؟ فقال : قُطبٌ وشرْشرٌ ووطْبٌ جَشِرٌ . قال الشَّرْشَرُ خيرٌ من الإسْليخ والعَرْفَجِ . قال ابن الأعرابيّ : ومن البُقول الشَّرْشَرٌ هو بالفتح ويُكسرُ . وقال أبو حنيفة عن أبي زياد الشِّرشِرُ : نَبْتٌ يذْهبُ حِبالاً على الأرْضِ طولاً كما يذْهب القُطبُ إلا أنه ليس له شَوكٌ يُؤذِي أحداً . وقال الأزهريّ : هو نَبْتٌ معروفٌ وقد رأيتُه بالباديةِ تَسْمن الإبلُ عليه وتغْزُر وقد ذكره ابن الأعرابيّ وغيره في أسماءِ نُبُوتِ البادية
وشِواءٌ شَرْشَرٌ كجَعْفر : يتقاطَرُ دَسَمُه مثل شَلْشَل وكذلك شِواءٌ رِشْراشٌ وسيأتي في محلّه وتقدم له ذكر في س ع ب ر ومما يستدرك عليه : شَرَّيَشُرِّ إذا زاد شَرُّه وقال أبو زيد : يقال في مثلٍ كُلّما تَكْبَر تَشِرّ وقال ابن شُمَيْل : من أمثالهم شُرّاهُنّ مُرّاهُن . وقد أشَرَّ بنو فُلانٍ فُلاناً أي طَرَدوه وأوْحَدوه . والشُّرَّي بالضم : العَيَانةُ من النساءِ قاله أبو عَمْرٍو . والأشِرةُ : البُحور وبه فُسّر قولُ الكُمَيْت :إذا هُو أمْسَى في عُبابِ أشِرَّةٍ ... مُنيفاً على العِبْرَيْنِ بالماءِ أكْبَدا ويروى : إذا هُو أضْحى سَامِياً في عُبابِه وفي حديث الحجَّاج : لها كِظَّةٌ تشْترُّ . قال ابن الأثير : يُقال اشْترَّ البعيرُ كاجْترّ وهي الجِرَّةُ لما يُخْرِجُه البعيرُ من جوفه إلى فمه يَمْضغه ثم يبتلعُه والجيم والشين من مَخرجٍ واحد