الصَّرْدُ البَحْتُ الخالِصُ من كلِّ شَيءٍ قال أَبو زيد يقال أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَي خالِصاً . وشَرَابٌ صَرْدٌ . وسَقَاه الخَمْرَ صَرْداً أَي صِرْفاً وأَنشد :
" فإِنَّ النَّبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُعلى غيرِ شيءٍ أَوْجَعَ الكِبْدَ جُوعَها وذَهَبٌ صرْدٌ : خالصٌ وكَذِبٌ صَرْدٌ ...
الصَّرْدُ البَحْتُ الخالِصُ من كلِّ شَيءٍ قال أَبو زيد يقال أُحِبُّكَ حُبّاً صَرْداً أَي خالِصاً . وشَرَابٌ صَرْدٌ . وسَقَاه الخَمْرَ صَرْداً أَي صِرْفاً وأَنشد :
" فإِنَّ النَّبِيذَ الصَّرْدَ إِنْ شُرْبَ وَحْدَهُعلى غيرِ شيءٍ أَوْجَعَ الكِبْدَ جُوعَها وذَهَبٌ صرْدٌ : خالصٌ وكَذِبٌ صَرْدٌ كذلك . وعن أبي عَمْرٍو : الصَّرْد : مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ من الجِبَالِ وهو أَبْرَدُهَا . والصَّرْد : مِسْمَار يكون في السِّنان يُشَكُّ بِهِ الرُّمْحُ والتَّحْرِيك فيه أَشْهَرُ قال الراعي :
منها صَرِيعٌ وضَاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ ... كما ضَغَا تحتَ حَدِّ العامِلِ الصَّرَدُ والصَّرْدُ مِنَ الجَيْشِ : العَظِيمُ تَراه مِن تُؤَدَتِهِ كأَنّهُ سَيْرُه جامِدٌ وذلك لِكَثْرَتِهِ . وهو مَجاز وقد يُوصَف به فيقال : جَيْش صَرْد قالَ خُفَاف بن نَدْبَةَ :
" صَرْدٌ تَوَقَّص بالأَبدانِ جُمْهورُ ويُحَرَّك وهو معنَى قَولِ النابغَة الجَعْدي :
بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أَنّهمْ ... وُقُوفٌ لِحَاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِجُ والصَّرْدُ والصَّرَدُ والصَّرِيدُ : البَرْدُ وقيل : شِدَّتُه فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ . قال شيخنا : وصَحَّح جَماعةٌ أَنَّه عَربِيُّ وأَن الفُرْس أَخَذُوه من كلامِ العربِ فوافَقُوهم عليه . صَرِدَ بالكسر يَصْرَد صَرَداً فهو صَرِدٌ من قوم صَرْدَى . قال الليث : الصَّرَدُ : مصدر الصَّرد من البَرْد . والاسم الصَّرْد مَجْزومٌ قال رُؤبةُ :
" بِمَطَرٍ لَيْسَ بِثَلْجٍ صَرْدِ وفي الحديث : سُئِل ابن عُمَرَ عَمّا يَموتُ في البَحْر صَرْداً فقال : لا بَأْسَ بهِ يعني السَّمَكَ الذي يَموتُ فيه من البَرْدِ . ويَومٌ صَرِدٌ وليلةٌ صَرِدَةٌ : شديدةُ البَرْدِ . ورَجُلٌ مِصْرَادٌ : قَوِيٌّ على البَرْدِ نقلَه الصاغانيُّ ورجل مِصْرَادٌ : ضَعِيفٌ لا يَصْبِر عَلَيْهِ . وفي التَهذيب : هو الذي يَشْتَدُّ عليه البَرْدُ ويقِلُّ صَبْرُه عليه فهو من الأَضداد وقد أَغفلَه المصنّف كصَرِدٍ : ككَتِفٍ يَشْتَدُّ البَرْد عليه . وصَرِدَ الرَّجلُ كفَرِحَ يَصْرَد صَرَداً فهو صَرِدٌ من قَوْم صَرْدَى : وَجَدَ البَرْدَ سَرِيعاً قال الساجع
" أَصْبَح قَلْبي صَرِدَا **** لا يَشْتَهِي أَن يَرِدا"
ومن المجاز : صَرِدَ الفَرَسُ إذا دَبِرَ مَوْضِعُ السَّرْجِ منه فهو صَرِدٌ كَكَتِفٍ . وعن أَبي عُبَيدة : الصَّرَدُ : أَن يَخْرُجَ وَبَرٌ أَبيضُ في مَوْضع الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ فيقال لذلك الموضع : صُرَدٌ وجمعه : صِرْدان وإيَّاها عَنَى الراعي يصف إبِلاً :
كأَنَّ مَواضِعَ الصِّرْدَانِ منها ... مَنارَاتٌ بُدِئْنَ على خِمَارِ وفي المحكم : والصُّرَد : بَيَاضٌ يكون في سَنَامِ البَعِيرِ . والجمْعُ كالجَمْع . وفي الأَساس : شُبِّه بلَوْن لاصُّرَدِ وهو طائر يأْتي ذِكْرُه . وصَرِدَ السِّقَاءُ صَرَداً : خَرَجَ زُبْدُهُ مُتَقَطِّعاً فيُدَاوَى بالماء الحارِّ . ومن المَجَأز : صَرِدَ قَلْبِي عنه إذا انْتَهَى كما يُقال :
" أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا كذا في التهذيب
وصَرِدَ السَّهْمُ صَرَداً وصَرْداً : أَخطأَ وكذا الرُّمْحُ ونَحوُهما كأَصْرَدَ قال الراجز :
" أَصرَدَهُ المَوْتُ وقد أَطَلاَّ أًي أَخطأَه وهذا عن قُطْرُب . وصَرِدَ السَّهْمُ والرُّمْحُ يَصْرَدُ صَرَداً : نَفَذَ حَدَّهُ وهذا عن الزّجَّاج فهو على هذا ضِدٌّ . وَصَرَدَهُ الرامِي وأَصْرَدَه : أَنْفَذَهُ من الرَّمِيَّةِ وأَنا أَصْرَدتُه . و قال اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ يخاطب جَريراً والفرزدقَ :
فما بُقْيَا عَلَيَّ تَركتُمانِي ... ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبَالِ قال أَبو عُبَيْدة : من أراد الصَّوَابَ قال : خِفْتُمَا أَن تُصِيبَ نِبالي . ومن أَراَد الخَطَأَ قال : خِفْتُما ِإخطاءَ نِبالكُما وسَهْمٌ صارِدٌ ومِصْرَادٌ : نافِذٌ خَرَج بَعْضُه ومارِقٌ : خَرَج كلُّه . وصارِدٌ : خرجت شَبَاةُ حَدّهِ من الرَّمِيَّةِ . ونَبْلٌ صَوَارِدُ . وسَهْم مُصْرِدٌ كمُكْرِم : مُخْطئٌ قاله قُطْرُب . وفي الحديث : " نُهِيَ المُحْرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَد " وهو بضم الصادِ وفتح الراءِ : طائرٌ فوق العُصفورِ أَبْقَعُ ضَخْمُ الرَأْسِ قال الأَزهريُّ : يَصطادُ العَصَافِيرَ يكون في الشَّجَرِ نِصْفُه أَبيضُ ونصفه أَسودُ ضَخْمُ المِنْقَارِ له بُرْثُنٌ عظيم . ويقال له : الأَخْطَب لاخْتلاف لَوْنَيْهِ . والصُّرَد لا تَراه إِلاّ في شُعْبَةِ أَو شَجَرَةِ لا يَقْدِر عليه أَحدٌ . قال سُكَيْنٌ النُّمَيْرِيُّ : الصُّرَد صُرَدَانِ أَحدُهما يُسَميِّه أَهلُ العراق : العَقْعَقُ وأَما البَرِّيُّ فهو الهَمْهَام يُصَرْصِرُ كالصَّقْرِ . ورُوِيَ عن مجاهد : وكره لحمُ الصُّرَدِ وهو من سِبَاعِ الطَّيْرِ أو هو أَوَّلُ طائرٌ صَامَ لله تعالى
وروى عن مجاهد في قوله تعالى : " سَكِينَةٌ من رَبِّكُم " قال : أَقْبَلَت السَّكِينَةُ والصُّرَدُ وجِبْرِيلُ مع إبراهيم من الشَّأْم : ج صِرْدَأنٌ بالكَسْر قال حُمَيْد الهلالِيُّ :
كأَنَّ وَحَي الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضالةٍ ... تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إذا ما تَلَهْجَما ومن المجاز : فَرَس مُصَرِّدٌ : به صُرَدٌ وهو بَيَاضٌ في ظَهْرِ الفَرَسِ من أَثَرِ الدَّبَرِ وجمْعُه صِرْدَانٌ وقد تقدَّم قريباً . والصُّرَدَأنِ تثنية صُرَدٍ : عِرْقَأنِ أَخضرانِ يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ يَكْتَنِفَانِه وبهِما يَدور اللِّسَانُ كما قاله اللَّيْث عن الكِسَائيّ . وقيل : هما عَظْمَأن يُقيمَأنه وقال يَزِيدُ بن الصَّعِقِ :
وأَيُّ الناسِ أَغْدَرُ من شَآمٍ ... له صُرَدَانِ مُنْطَلِقَ اللسانِ أَي ذَرِبانِ . وفي المحكم : الصُّرَدُ : عِرْقٌ في أَسفلِ لِسان الفَرَسِ . وقال الأَصمعيّ : الصُّرَدُ من الفَرَسِ : عِرْقٌ تحْت لِسَانِه وأَنشد :
خَفِيفُ النَّعَامَةِ ذو مَيْعَةٍ ... كَثِيفُ الفَراشةِ ناتِي الصُّرَدْ وعن ابن الأَعرابيِّ : الصَّرِيدةُ : نَعْجَةٌ أَضَرَّ بها البَرْدُ وأَنْحَلَهَا كذا في المحكم ج : صَرَائِدُ وأَنشد :
لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارِماً ... وثَوْرَةَ عِشْنا من لُحُومِ الصَّرائِدِوالصُرَّاد والصُّرَّيْد والصَّرْدَى كَرُمانٍ وقُبَّيْطٍ وسَكْرَى : الغَيْمُ الرَّقِيقُ لا ماءً فيه وهو نصُّ الصحاح وقيل سَحابٌ باردٌ تَسْفِرُه الرِّيح . وقال الأَصمعيُّ : الصُّرَّادُ : سَحابٌ بارِدٌ نَدِيٌّ ليس فيه ماءٌ . والتَّصْرِيدُ : التَّقْلِيل وقيل : إِنما كَرِهوا الصُّرَدَ وتَشَاءَمُوا به من اسمه من التصريد ونُهِي عن قَتْلِهِ رَداً للطِّيَرَةِ
ومن المجاز : صَرَّدَ له العَطَاءَ تَصْرِيداً : قَلَّلَه . وفي الحديث . لن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ تَصْرِيداً " أي قَليلاً . والتَّصريد في السَّقي دُونَ الرَّيِّ وفي التهذيب : شُربٌ دونَ الريّ . وشَرابٌ مُصَرَّد : مُقَلَّل . والمُصْطَرِد : الرجلُ الحَنِقُ الشَّديدُ الغَيْظِ عن الصاغانيّ كالمصطَر بغير دالٍ . والصَّارِدُ اسم سَيْف الشَّهيد عاصمِ بنِ ثابتِ بن أَبي الأَقْلَحِ قَيْسِ بن عِصْمة بن النُّعْمان الأَوْسِيّ ثم الضُّبَعيّ رضي الله تعالى عنه . والصَّرْداءُ : جَبَلٌ كثيرُ الثُّلْج والبَرَدِ . والمِصْرادُ من الأَرضِ . ما لا شَجَر بها ولا شْيءَ من النَّبَاتِ . ولَبَنٌ صَرِدٌ كَكَتِفٍ مُنْتَفِشٌ لا يَلْتَئِمُ لإِصابته البرد وقد صَرِدَ كفرِح . والصِّمْرِدُ بالكسر : الناقةُ القليلةُ اللبن وليس هنا مَوْضِعُ ذِكْرِه وهو مذكور في الصحاح هنا بناءً على أَن الميم زائدة على الصحيح وسيأْتي في : صمرد إن شاء الله تعالى
ومما يستدرك عليه : الصَّرِيد : الجَلِيد . وأَرضٌ صَرْدٌ : باردة والجمع صُرودٌ وهي خلاف الجُرُومِ وهي الحارَّة . وريح مِصْرادٌ . ذاتُ صَرَدٍ أَو صُرَّادِ قال الشاعر :
" إِذا رَأَيْن حَرْجَفاً مِصْرادَا
" وَلَّيْنَها أَكْسِيهَ حِداداً وفي شرح الأَمالي للقاليّ التّصريد التَّفْرِيق والتَّقْطيع ويقال : صَرَّد شُرْبَه تَصْرِيداً : قَطَّعَه . وقال قُطْرب : سَهْمٌ مُصَرِّدٌ بالتشديد : مُصِيب وبالتخفيف : أَي مُخطئٌ . وأَنشد في الإِصابة :
" علَى ظَهْرِ مِرْنانٍ بِسَهْمٍ مُصَرِّدِ وقال أَبو عُبَيْدة : يقال معه جَيْشٌ صَرَدٌ أَي كلّهم بنو عَمّه لا يُخَالِطهم غيرُهم . نقله أَبو هانئ عنه . وصَرَّد الشَّعِيرُ والبُرُّ : طَلَعَ سَفاهُما ولم يطلع سُنْبُلُهما وقد كاد قال ابن سيده : هذه عن الهَجَرِيِّ . قال شَمِرٌ : تقول العرب : افْتَحْ صُرَدَكَ تَعْرِفْ عُجَرَك وبُجَرك قال : صُرَدُه : نَفْسُه . ويقال : لَو فَتَحَ صُرَدَه عَرَف عُجَرَه وبُجَرَه . أَي عرف أَسرارَ مَا يَكْتُم . والانْصرادُ : جاءَ ذِكْرُه في بعض الأًمثال فراجِعْه في أَمثال الميدانيِّ . وزُهَيْر بن صَرَد الجُشَمِيّ : صحابيّ وهو أبو جَرْوَل وكان شاعرَ القَوْم ورئيسَهُم له ذِكْر في وَفْدِ هَوازن وبنو الصارد : حيٌّ : من بني مُرّةَ ابن عوف بن غَطَفانَ وهو لَقبٌ واسمه سَلامة . قال ابن دُريد : هو من قولهم : صَرَدَ السَّهْمُ أَو من : صَرِدَ الرَّجُلُ من البَرْد ومنهم قُرادُ بن حَنَش بن عمرِو ابن عبد الله بن عبد العُزَّي بن صُبيح بن سَلامة الصارِدِيّ الشاعر . وصُرَدُ كزُفَرَ : قَرْية بالوَجه البحريّ من مصر منها التاج عبد الغَفّار بن ذي النُّون الصُّرَدِيّ . قاله الحافظ ابنُ حجَر في الدرر الكامنة . وصُرَادٌ كغُرَابٍ : هَضْبة في ديار كِلاَبٍ وَعَلَمٌ بقُرْب رَحْرَحانَ لبنى ثَعْلَبَةَ بنِ سَعْد بن ذُبيانَ وثَمَّ أَيضاً : الصَّرِيدُ بينهما وادٍ