" مَصِصْتُه بالكَسْرِ أَمَصُّه " بالفَتْحِ زاد الأَزْهَرِيّ : " مَصَصْتُه " بالفَتْح " أَمُصُّهُ " بالضَّمِّ " كخَصَصْتُه أَخُصُّه " مَصّاً قال : والفَصِيحُ الجَيِّدُ مَصِصْتُه بالكَسْر أَمَصُّ : " شَرِبْتُهُ شُرْباً رَفِيقاً " . قال شيْخُنا : المَصُّ : هو أَخْذُ المائِعِ القَلِيلِ بجَذْبِ النَّفَسِ وهل يُقَالُ في مِثْلِه : شَرِبَ . فيه نَظَرٌ " كامتَصَصْتُه " . " وأَمَصَّني فُلانٌ " الشيءَ فمَصِصتُه . تَقولُ لِلْمُمَصّ : " يا مَصَّانُ ولَهَا : يا مَصَّانَةُ " . قال الجَوْهَرِيّ : وهو " شَتْمٌ أَي يا ماصَّ بَظْرِ أُمِّه " وما أَحْسَنْ تَعبِيرَ الجَوْهَرِيّ فإِنّه قال : يا مَاصَّ كَذَا " مِن " أُمِّه وهي كِنابَةٌ حَسَنَةٌ . " أَو " يَعْنُون بالمَاصِّ " راضِعَ الغَنَمِ " من أَخْلافِهَا بفِيهِ " لُؤْماً " . قال أَبُو عُبَيْد : يُقَال : رَجُلٌ مَصَّانُ وملْجانُ ومَكَّانُ كُلّ هذا من المَصّ يَعْنُونَ أَنَّهُ يَرْضَعُ الغَنَمَ من اللُّؤْمِ لا يَحْتَلِبُهَا فيُسْمَعَ صَوْتُ الحَلْبِ فلِهذَا قِيلَ : لَئِيمٌ رَاضِعٌ . قال ابنُ السِّكِّيت : ولا تَقُل : يا مَاصّان . قال ابنُ عَبَّادٍ : " يُقَالُ : وَيْلِي عَلَى مَاصَّانِ بْنِ ماصَّانِ ومَاصَّانَةَ بنِ مَاصَّانَةَ " يَعْنُون اللَّئيمَ ابنَ اللَّئمِ . قال الليْثُ والزَّمَخْشَرِيّ : " الماصَّةُ : دَاءٌ يَأْخُذُ الصَّبِيَّ مِنْ شَعَرَات " تَنبُتُ مُنْثَنِيَةً " على سَنَاسِنِ الفَقَارِ فلا يَنْجَعُ فيه أَكْلٌ و " لا شُرْبٌ حَتَّى تُنْتَفَ تِلْكَ الشَّعَرَاتُ " مِن أُصُولِهَا . " والمُصَاصُ بالضَّمِّ : نَبَاتٌ " كَذَا في الصّحاح ولم يُحَلِّه قِيلَ : هو على نِبْتَةِ الكَوْلانِ يُنْبُت في الرَّمْلِ وَاحِدَتُه مُصَاصَةٌ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : هو نَبَاتٌ يَنْبُتُ خِيطَاناً دِقَاقاً " أَو " هو " يَبِيسُ الثُّدَّاءِ " . وقال الأَزْهَرِيّ : يُقَال له : المُصَّاخُ وهو الثُّدَّاءُ وهو يُقُوبٌ جَيِّدٌ وأَهْلُ هَرَاةَ يُسَمُّونَه دِلِيزَادْ . " أَو نَبَاتٌ إِذا نبَتَ بكَاظِمَةَ فقَيْصُومٌ " وفي العُبَابِ : فعَيْشُوم . وإِذا نَبَتَ بالدَّهْنَاءِ فمُصَاصٌ " وهُمَا والثُّدَّاءُ شَيْءٌ وَاحِدٌ كَذَا نَقَلَه أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الأَعْرَابِ القُدُمِ . قال أَبو حَنِيفَة : " ولِلِينهِ " ومَتَانَتِه " يُخْرَزُ بِهِ " فيُؤْخَذُ ويُدَقّ على الفَرَازِيمِ حَتَّى يَلِينَ " وهو يُعَدُّ مَرْعىً " . وقال ابنُ بَرّيّ : المُصَاصُ نَبْتٌ يَعْلَمُ حَتَّى تُفْتَلَ من لِحَائِه الأَرْشِيَةُ ويُقَال له أَيضاً : الثُّدَّاءُ . قال الرَّاجِزُ :
" أُوْدَى بلَيْلَى كُلُّ تَيَّازٍ شَوِلْ
" صاحِب عَلْقَى ومُصَاص وعَبَلْ المُصَاصُ : " خَالِصُ كُلِّ شَيْءٍ " . يُقَال : فُلانٌ مُصَاصُ قَوْمِه إِذا كان أَخْلَصَهُم نَسَباً يَسْتَوِي فيه الوَاحِدُ والاثْنَانِ والجَمْعُ والمُذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ كما في الصّحاحِ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لحَسَّان رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه :
طَوِيلُ النِّجَادِ رَفِيعُ العِمَادِ ... مَصَاصُ النِّجَارِ من الخَزْرَجِ " كالمُصَامِصِ " كعُلابِطٍ . " وذُ مُصَاصٍ : ع " . قال عُكَّاشَةُ بنُ أَبِي مَسْعَدَةَ :
" وذُو مُصَاصٍ رَبَلَتْ منْه الحُجَرْ
" حَيْثُ تَلاقَى وَاسِطٌ وذُو أَمَرْ " وفَرَسٌ مُصَامصٌ " ومُصَمِصٌ " كعُلابِط وعُلَبِطٍ : شَديدُ تَرْكِيبِ المَفَاصِلِ " والعِظَامِ قاله اللَّيْثُ . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : من الخَيْلِ الوَرْدُ المُصَامِصُ وهو الَّذِي يَسْتَقْرِي سَرَاتَه جُدَّةٌ سَوداءُ ليْستْ بحَالِكَةٍ ولَوْنُهَا لَوْنُ السَّوَادِ وهو وَرْدُ الجَنْبَيْنِ وصَفْقَتَي العُنُقِ والجِرَانِ والمَرَاقِّ ويَعْلُو أَوْظِفَتَهُ سَوَادٌ ليْسَ بحَالِكٍ والأُنْثَى مُصَامِصَةٌ . وأَنْشَدَ قَوْلَ أَبِي دُوَاد :
ولَقَدْ ذَعَرْتُ بَنَاتِ عَمِّ ... المُرْشقَاتِ لَهَا بَصَابِصْ
تَمْشي كمَشِي نَعَامَتَيْنِ ... تُتَابِعَان أَشَقَّ شَاخِصْ
بمُجَوَّفٍ بَلَقَاً وأَعْ ... لَى لَوْنِه وَرْدٌ مُصَامِصْ وأَنْشَدَ شَمِرٌ لابْنِ مُقبِلٍ يَصِفُ فَرَساً :مُصَامِصٌ ما ذاقَ يَوْماً قَتَّا ... ولا شَعيراً نَخِراً مُرْفَتَّا
" ضَمْرُ الصِّفَاقَيْن مُمَرّاً كَفْتَا وقيل : كُمَيْتٌ مُصَامِصٌ : خَالِصٌ في كُمْتَتِهِ . يُقَال : " إِنَّهُ لَمُصَامِصٌ " في قَوْمِه " أَي حَسِيبٌ زَاكِي " الحَسَبِ خالِصٌ فِيهِم . ومنه : فَرَسٌ وَرْدٌ مُصَامِصٌ إِذا كَانَ خَالِصاً في ذلِكَ . " والمَصِيصَةُ كسَفِينَةٍ : القَصْعَةُ " نقله الصَّاغَانِيّ عن ابن عَبّادٍ . مَصِيصَةُ بلا لام : " د بالشَّامِ " وقِيلَ : هو ثَغْرٌ من ثُغُورِ الرُّومِ ومنه الإِمَام أَبو الفَتْحِ نَصْرُ الدِّين مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ القَوِيّ المَصِيصِيُّ آخِرُ مَنْ حَدَّث عن الخَطِيبِ والسَّمْعَانِيّ . قال الجَوْهَرِيّ : " ولا تَشَدّدُ " " ومَصِيصُ الثَّرَى : النَّدِيُّ من الرَّمْلِ والتُّرَابِ " . واقْتَصَر في التَّكْمِلَة على النَّدَى هكذا على وَزْنِ سَمَا . " ومُصَّةُ المَالِ بالضَّمّ : مُصَاصُه " أي خالِصُه . " ووَظِيفٌ مَمْصُوصٌ : دَقيقٌ " كَأَنَّهُ قَدْ مُصَّ وهو مَجاز . " والمَصُوصُ كصَبُورٍ : طَعَامٌ من لَحْمٍ يُطبَخُ ويُنْقَعُ في الخَلّ " وقيل : يُنْقَعُ في الخَلّ ثمَّ يُطبَخُ ومنه حَدِيثُ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : " أَنَّهُ كان يَأْكُلُ مَصُوصاً بخَلِّ خَمْرٍ " . " أَو يَكُونُ " المَصُوصُ " من لَحْمِ الطَّيْرِ خاصَّةً " كما أَنَّ الخَلْعَ من لُحُومِ الأَنْعَامِ خاصَّةً . وفي الصّحاح : والمَصُوصُ بفَتْح المِيمِ : طَعَامٌ والعامَّة تَضُمُّه وعِبَارَةُ النِّهَايَة تَقْتَضِي أَنّه بضَمِّ المِيمِ فإِنّه قال : ويُحْتَمَل فَتْحُ المِيمِ ويَكُونُ فَعُولاً من المَصّ . المَصُوصُ : " المَرْأَةُ تَحْرِصُ على الرَّجُلِ عِنْدَ الجِمَاعِ " عن ابنِ عَبّادٍ وقيل : هي الّتِي يَمْتَصُّ رَحِمُها المَاءَ . قِيلَ المَصُوصُ : " الفَرْجُ المُنْشِفَةُ لمَا عَلَى الذَّكَر من البِلَّةِ . ج مَصَائصُ " عن ابن عَبَّاد . " والمَصُوصَةُ والمَمْصُوصَةُ : المَرْأَةُ المَهْزُولَة " الثانِيَة عن الزَّمَخْشَرِيّ : واقْتَصَرَ أَبو زيْدٍ على الأُولَى وزَادَ : من دَاءٍ قَدْ خَامَرَها كما رَواهُ ابنُ السِّكِّيت عَنْهُ وزاد غيْرُهُ : كَأَنَّهَا مُصَّتْ وهو مَجاز . " والمَصْمَصَةُ : المَضْمَضَةُ " . يقال : مَصْمَصَ فَاهُ ومَضْمَضَهُ بمَعْنَىً وَاحدٍ وقِيل : الفَرْق بَيْنَهُمَا أَنَّ المَصْمَصَةَ " بطَرَفِ اللِّسَان " والمَضْمَضَةَ بالفَمِ كُلِّه وهذا شبِيهٌ بالفَرْقِ بين القَبْصَة والقَبْضَة . وفي حَدِيثِ أَبِي قِلاَبَةَ " أُمِرْنا أَن نُمَصْمِصَ من اللَّبَن ولا نُمَضْمِض " . هُوَ من ذلِكَ . ورَوَى بَعْضُهُم عن بَعْضِ التَّابِعِين " كُنَّا نَتَوَضَّأُ مِمَّا غيَّرَتِ النَّارُ ونُمَصْمِصُ من اللَّبَنِ ولا نُمَصْمِصُ من التَّمْر " . في حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ عن عُتبَةَ بنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه " والقَتْلُ في سَبِيل الله " مُمَصْمِصَةُ الذُّنُوب " " أَي " مُمَحِّصَتُهَا " ومُطَهِّرَتُهَا . وقَال الأَزْهَرِيّ : وعنْدِي مَعْنَاه أَي مُطَهِّرَةٌ وغَاسِلَةٌ وقد تَكَرِّرُ العَرَبُ الحَرفَ وأَصْلُه مُعْتَلٌّ أَي فهو من المَوْصِ . ومنه نَخْنَخَ بَعِيرَهُ وأَصْلُه من الإِناخَةِ . وخَضْخَضْتُ الإِنَاءَ وأَصْلُه من الخَوْض . وإِنَّمَا أَنَّثَها والقَتْل مُذَكَّر لأَنَّه أَرادَ مَعْنَى الشّهَادَة أَو أَرادَ خَصْلَةً مُمَصْمصَةً فأَقَام الصِّفَةَ مُقَامَ المَوْصُوف . " وتَمَصَّصَه " إِذا تَرَشَّفَهُ . وقِيلَ : " مَصَّه في مُهْلَةٍ " كما في الصّحاح . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : امْتَصَّ الرُّمَّانَ وغيْرَهُ : مَصَّهُ . والمُصَاصُ والمُصَاصَةُ بضَمِّهِمَا : ما تَمَصَّصْت منه . ومَصَّ من الدُّنِيَا أَي نَالَ القَلِيلَ منها وهو مَجَاز . والمَصَّانُ بالفَتْح : الحَجَّام لأَنَّه يَمَصُّ . قال زِيَادٌ الأَعْجَمُ يَهْجُو خالِدَ بنَ عَتَّابِ بنِ وَرْقاءَ :
فإِنْ تَكُنِ المُوسَى جَرَتْ فَوْق بَظْرِهَا ... فما خُفِضَتْ إِلاَّ ومَصَّانُ قَاعِدُوأَمصَّهُ : قال له يا مَصَّانُ وهو مَجَاز . ومُصَاصَةُ الشَّيْءِ كالمُصَاصِ . ومُصَاصُ الشَّيْءِ : سِرُّه ومَنْبِتُه . يُقَال : هو كَرِيمُ المُصَاصِ مِنْ ذلِك . وقال اللّيْثُ : مُصَاصُ القَوْمِ : أَصْلُ مَنْبِتِهِم وأَفْضَلُ سِطَتِهِمْ . ومَصْمَصَ الإِنَاءَ والثَّوْبَ : غَسَلَهما . وقال ابنُ السِّكِّيت : مَصْمَصَ إِناءَه : غَسَلَه كمَضْمَضَهُ . وقال الأَصْمَعِيُّ : مَصْمَصَ إِناءَهُ ومَضْمَضَهُ إِذا جَعَلَ فيه الماءَ وحَرَّكَه ليَغْسِلَهُ . وقال أَبو سَعِيدٍ : المَصْمَصَة : أَنْ تَصُبَّ الماءَ في الإِناءِ ثُمَّ تُحَرِّكَهُ من غيْرِ أَن تَغَسِلَهُ بيَدِكَ خَضْخَضَةً ثمّ تُهَرِيقَهُ . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : إِذا أَخْرَجَ لِسَانَه وحَرَّكَه بيَدِه فقد نَصْنَصَه ومَصْمَصَهُ . وَرَجُلٌ مُصَاصٌ بالضَّمّ : شَدِيدٌ . وقيل : هو المُمْتَلئُ الخَلْقِ الأَمْلَسُ وليْس بالشُّجاعِ . والمَصُوصُ كصَبُورٍ : النَّاقَةُ القَمئَةُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . وقال ابنُ بَرِّيّ : المُصَّانُ بالضَّمّ : قَصَبُ السُّكَّرِ عن ابنِ خَالَوَيْه
صَكَّهُ يَصُكُّه صَكًّا : ضَرَبَه شَدِيدًا بعَرِيضٍ أَو عامٌّ بأي شَيءٍ كانَ ومِنْهُ قولُه تَعالَى : " فَصَكَّتْ وَجْهَهَا " وقال مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ :
" يا كروانًا صُكَّ فاكْبَأَنَّا وصَكَّ البابَ : أَغْلَقَه أَو أَطْبَقَه . ورَجُلٌ أَصَك ومِصَك بكسر المِيمِ : مُضْطرِب الركْبتَيْنِ والعُرقُوبَين وكَذا من غَير الإِنْسانِ . وقد صَكِكْتَ يا رَجُلُ كمَلِلْتَ صَكَكًا مُحَرّكَةً قال أَبو عَمرو : كلُّ ما جاءَ على فَعِلْتَ من ذَواتِ التَّضْعِيفِ فهو مُدْغَمٌ نحو صَمَّت المَرأَةُ وأَشْباهُه إِلا أَحْرُفًا جاءَتْ نَوادرَ في إِظْهارِ التَّضْعِيفِ وهو لَحِحَتْ عَينُه ومَشِشَتِ الدّابَّةُ وضَبِبَ البَلَدُ وأَلِلَ السِّقاءُ وقَطِطَ الشَّعْرُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِي : في قَدَمَيهِ قَبَلٌ ثُمَّ حَنَفٌ ثُمّ فَحَجٌ وفي رُكْبتَيهِ صَكَكٌ وفي فَخِذَيْه فَجًى . والمِصَكُّ كمِجَن : القَوِيُّ الشَّدِيدُ الخَلْقِ الجَسِيمُ من النّاسِ وغَيرِهِم كالإِبِلِ والحَمِيرِ يُقال : رَجُلٌ مِصكّ وحِمارٌ مِصَكٌّ وفي الحَدِيث : على جَمَلٍ مصك وأَنْشَدَ يَعْقُوب :
" تَرَى المِصَكَّ يَطْرُدُ العَواشِيَا
" جِلَّتَها والأُخَرَ الحَواشِيَا كالأَصَكِّ قال الفَرَزْدَقُ :
قَبَحَ الإِلةُ خُصاكُما إِذْ أَنْتُما ... رِدْفانِ فَوْقَ أَصَكَّ كاليَعْفُورِ قال سِيَبَويْه : والأُنْثَى مِصًكّةٌ وهو عَزِيزٌ عندَه ؛ لأَنّ مِفْعَلاً ومِفْعالاً قَلّما تَدْخُلُ الهاءُ في مُؤَنَّثِه . والمِصَكُّ : فَرَسُ الأَبرَشِ الكَلْبِي وكذلِكَ الأَدِيمُ له أَيضًا وفيهما قِيلَ :
" قد سَبَقَ الأَبْرَش غَيرَ شَكِّ
" على الأَدِيمِ وعلى المِصَكِّ
والمِصَكّ : المِغْلاقُ قال اللَّيثُ : اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ من الأَعْراب بِبابٍ فوُضِعت المائِدَةُ وأُغْلِقَ البابُ . فقال الأَوّلُ :
" قد صُكّ دوني البابُ بالمصَكِّ وقال الثّانيِ :
" ببابِ ساجٍ جَيِّدٍ حِنَكِّ وقال الثّالِثُ :
" يا لَيتَه قد فُكَّ بالمِفَكِّ وقال الرابع :
" فنَرِد الثَّرِيدَ غيرَ الشَّكِّ والصَّكِيكُ كأَمِيرٍ : الضِّعِيفُ عن ابنِ الأنْبارِيِّ حكاهُ الهَرَويُّ في الغَرِيبَيْنِ وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ من الصَّكِّ : الضَّرب أي يُضْرَبُ كَثِيرًا لاسْتِضْعافِه وقد جاءَ ذِكْرُه في الحَدِيثِ . والصَّك : الكِتابُ مُعَرَّبٌ وهو بالفارِسِيَّةِ جكّ وهو الذي يُكْتَبُ للعُهْدَة أَصكٌّ وصُكُوكٌ وصِكاكٌ وكانت الأَرْزاقُ تُسَمَّى صِكاكًا لأَنّها كانَتْ تُخْرَجُ مَكْتُوبَةً ومنه الحَدِيث في النَّهي عن شِراءِ الصِّكاكِ والقُطُوطِ . وفي حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ قال لمَروانَ : أَحْلَلْتَ بَيعَ الصِّكاك ؟ . وذلك أَنَّ الأمَراءَ كانُوا يَكتُبُونَ للنّاسِ بأَرْزاقِهِم وأَعْطِياتِهم كُتُبًا فيَبَيعُونَ ما فِيها قَبلَ أَنْ يَقْبِضُوها معَجَّلاً ويُعْطُونَ المُشْتَرِيَ الصَّكَّ ليَمْضِيَ ويَقْبِضَه فنُهُوا عن ذلِكَ ؛ لأَنَّه بيعُ ما لم يُقبَض . والصَّكَّةُ : شِدَّةُ الهاجِرَةِ وتُضافُ إِلى عُمَي يُقالُ : لَقِيتُه صَكَّةَ عُمَي وصَكَّةَ أَعْمَى وهو أَشَدّ الهاجِرَةِ حَرًّا وعُمَي : تَصْغِيرُ أَعْمَى مُرَخَّمًا قال اللِّحْيانيُ : هي أَشَدُّ ما يَكُونُ من الحَرِّ أي حِينَ كادَ الحَر يُعْمِي من شِدَّتِه وقالَ الفَرّاءُ : حينَ يَقُومُ قائمُ الظَّهِيرَةِ وزَعَمَ بعضُهم أَنَّ عُمَيًّا الحَرُّ بَعينِه وأَنْشَد :
ورَدْتُ عُمَيًّا والغَزالَةُ بُرنُسٌ ... بفِتْيانِ صِدْقٍ فَوْقَ خُوصٍ عَياهِمِ وقالَ غيرُ هؤُلاءِ : عُمَيٌ : رَجُلٌ مِنْ عَدْوانَ كانَ يُفْتِي في الحَجِّ فأَقْبَلَ مُعْتَمِرا ومَعَه رَكْب حَتّى نَزَلُوا بعض المَنازِلِ في يَوْمٍ شَدِيد الحَر فقالَ عُمَيٌ : من جاءَتْ عليهِ هذه الساعَةُ مِن غَدٍ وهو حَرامٌ بَقِيَ حَرامًا إِلى قابِلٍ فوَثبَ النّاسُ إِلى الظَّهيَرةِ يَضْرِبُونَ أي : يَسِيرُونَ حَتّى وافَوا البَيتَ وبَينَهُم وبَينَه من ذلِكَ المَوْضِع لَيلَتانِ فضُرِب مَثَلاً فقِيل : أَتانا صَكَّةَ عُمَي : إِذا جاءَ في الهاجِرَةِ الحارَّةِ وفي ذلك يَقُولُ كَرِبُ بن جَبَلَةَ العَدْواني :
وصَكَّ بِها نَحْرَ الظَّهِيرَةِ غائِرًا ... عُميٌ ولم يَنْعَلْنَ إلا ظِلالَها
وجِئْنَ على ذاتِ الصّفاحِ كأنها ... نَعامٌ تَبَغَّى بالشَّظِي رِئالَها
فطَوَّفْنَ بالبَيتِ الحَرامِ وقُضِّيَتْ ... مَناسِكُها ولم يَحُلَّ عِقالَها وقِيلَ : عُمَيٌ : اسمُ رَجُلٍ من العَمالِقَةِ كانَ مِغْوارًا فأَغارَ على قَومٍ في ظَهِيرَةٍ وصَكَّهُم صَكَّةً شَدِيدَةً فاجْتاحَهُم فصارَ مَثَلاً لكُلِّ من جاءَ ذلِكَ الوَقْت قال الصّاغانِي : وليعمر هذا القَوْلُ بثَبَتٍ والأَصْلُ : لقيتُه صَكَّةَ عَمًي أي : وَقْتَ ضَربَتِه فأُجْرِىَ مُجْرَى قولِهم : آتِيكَ خُفُوقَ النَّجْمِ ومَقْدمَ الحاجِّ وقِيل : عُمَيٌّ تَصْغِير أَعْمَى مُرَخَّمًا والمرادُ الظَّبى ؛ لأَنّهُ يَسدَرُ في الهَواجِرِ فيَصطَكُّ بما يَستَقْبِل قالَ يَصِفُ بَقَرةً مَسبُوعَة :
" وأَقْبَلَتْ صَكَّةَ أَعْمَى خالِيَهْ
" فلَم تَجِدْ إِلا سُلامَى دامِيَهْ لأَنَّ الوَدِيقَةَ في ذلك الوَقْتِ تَصُكُّ الظَّبىَ فيُطْرِق في كِناسِه كأنه أَعْمَى والصَّكَّةُ على هذا مضافَةٌ إِلى المَفْعُولِ وقال ابنُ فارِس في صَكَّةِ عُمَي : يُرادُ أَنَّ الأَعْمَى يَلْقَى مِثْلَه فيَصْطَكّانِ أي : يَصُكُّ كلٌّ منهما صاحِبَه : وقال : وذلك كلامٌ وَضَعُوه في الهاجِرَةِ وعِنْدَ اشْتِدادِ الحَرِّ خاصَّةً ويُروَى صَكَّة حُمًّى فُعَّل من حَمِيَتِ الشَّمسُ بوزْنِ غُزى مُنَوّنا ويُعاذ في الياءِ إِن شاءَ اللَّهُ تعالَى . والصّكاكُ كغُرابٍ : الهَواءُ مثلُ السُّكاكِ بالسِّينِ عن ابنِ عبّادٍ
ومما يُستَدْرَكُ عليه :صَكَّه صَكًّا : دَفَعَه عن الأَصْمَعِيِّ . واصْطَكُّوا بالسُّيُوفِ : تَضارَبُوا بِها وهِو افْتَعَلُوا من الصكِّ قُلِبَت التاءُ طاءً لأجْل الصادِ . وبَعِيرٌ مَصْكُوكٌ ومُصَكَّكٌّ : مَضْرُوبٌ باللحْمِ وكأَنّ اللَّحْمَ صُكَّ فيه صَكًّا أي شُكَ . والصكُّ : احْتِكاكُ العُرقُوبَيْنِ . والصَّكَكُ : أَن تَضْرِبَ إِحدى الرُّكْبتَين الأخْرَى عند العَدْوِ فيُؤَثَّرَ فيهما أَثَراً . وظَلِيمٌ أَصَكُّ لأَنّه أَرَحُّ طَويل الرِّجْلَيْنِ ورُّبما أَصابَ - لتَقارُب رُكْبتَيه - بعضُهما بعضًا إِذا عَدَا قال الشّاعِرُ :
" مِثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ صكُّ وكَتَب عبدُ المَلِكِ إِلى الحَجّاج قاتلك اللّه أُخَيفِش العَينَيْنِ أَصَكَّ الرَجلَين . والأَصَكّ : مَنْ كانت أَسْنانُه وأَضراسُه كُلُّها مُلْتَصِقَةً قال الأَزْهرِيُّ : وهو الأَلصُّ أَيضًا قالَ أَبو عَمْرو : وكانَ عَبدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِي أَصَكَّ . ولَيلَةُ الصَّكِّ : ليلَةُ البَراءةِ وهي ليلَةُ النِّصْفِ من شَعْبانَ ؛ لأَنّه يُكْتَبُ فِيها من صِكاكِ الأَرْزاقِ . ويُقال : خُذْ هذا أَوَّلَ صَك وأَوْلَ صَوْك أي : أَوّلَ ما أَصُكّكَ به . واصْطَكّ الجِرمانِ : صَكَّ أَحَدُهما الآخرَ