مَضَغَه كمَنَعَهُ ونَصَرَهُ يَمْضُغُه مَضْغاً : لاكَهُ بسِنِّهِ طَعاماً أوْ غَيْرَه
والمَضَاغُ : كسَحَابٍ : ما يُمْضَغُ وفي التَّهْذِيبِ : كُلُّ طَعَامٍ يُمْضَغُ ويُقَالُ : ما ذُقْتُ مَضَاغاً ولا لَوَاكاً أي : ما يُمْضَغُ ويُلاكُ وهذهِ كِسْرَةٌ لَينَةُ المَضَاغِ بالفَتْحِ أيْضاً ورُوِي قَوْلُ الرّاجِزِ :
" بكِسْرَةٍ لَيِّنَةِ المَضَاغِ
" بالمِلْحِ أوْ ما شِئْت منْ صَباغِ ويُرْوَى : طَيِّبَة المَضَاغِ وقد تقدَّمَ وفي حديثِ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : لأنَّها أي التَّمَرَاتِ شَدَّت في مَضَاغِي ويُقَالُ : إنَّ المَضَاغَ هُنَا هُوَ المَضْغُ نَفْسُه
والمُضَاغَةُ بالضَّمِّ : ما مُضِغَ وقيلَ : ما يَبْقَى في الفَمِ منْ آخِرِ ما مَضَغْتَه
والمُضّاغَةُ بالتَّشْدِيد : الأحْمَقُ
والمُضْغَةُ بالضَّمِّ : قِطْعَةٌ منْ لَحْمٍ كما في الصِّحاحِ زادَ الأزْهَرِيُّ : وتَكُونُ المُضْغَةُ منْ غَيْرِه أيْضاً يُقَالُ : أطْيَبُ مُضْغَةٍ أكَلَها النّاسُ صَيْحَانِيَّةٌ مُصلِّبَةٌ . وقالَ خالِدُ بنُ جَنْبَةَ : المُضْغَةُ منَ اللَّحْمِ : قَدْرُ ما يُلْقِي الإنْسانُ في فيهِ ومنْهُ قيلَ : في الإنْسَانِ مُضْغَتانِ إذا صَلَحَتا صَلَحَ البَدَنُ : القَلْبُ واللّسانُ ج : مُضَغٌ كصُرَدٍ : وقَلْبُ الإنْسَانِ مُضْغَةٌ منْ جَسَدِه وقالَ الأزْهَرِيُّ : إذا صارَتِ العَلَقَةُ الّتِي خُلِقَ منْهَا الإنْسانُ لَحْمَةً فهِيَ مُضْغَةٌ ومنْهُ قَوْلُه تعالى : فخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً وفي الحديثِ : ثُمَّ أرْبَعِينَ يَوماً مُضْغَةً وقالَ زُهَيْرَ بنُ أبي سُلْمَى :
تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أنِيضٌ ... أصَلَّتْ فَهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ ومُضَّغُ الأُمُور كسُكَّرٍ : صِغارُها هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ كصُرَدٍ وقدْ ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ على الصّوابِ وهكذا رُوِيَ الحديثُ منْ قَوْلِ سيِّدنا عُمَرَ رضي الله عنه للبَدَوِيِّ : إنَّا لا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْنَنَا أرَادَ الجِرَاحاتِ وسَمَّى ما لا يُعْتَدُّ بهِ في أصْحَابِ الدِّيَةِ مُضَغاً تَقْلِيلاً وتَحْقِيراً على التَّشْبِيهِ بمُضْغَةِ الإنْسَانِ في خَلْقِه فتأمَّلْ ذلكَ
والمَضِيغَةُ كسَفِينَةٍ : كُلُّ لَحْمٍ على عَظْمٍ قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ
وقالَ ابنُ دُرَيدٍ : المَضِيغَةُ : لَحْمَةٌ تَحْتَ ناهِضِ الفَرَسِ قالَ : والنّاهِضُ : لَحْمُ العَضُدِ
وقالَ الأصْمَعِيُّ : المَضِيغَةُ : عَقَبَةُ القَوْسِ الّتِي على طَرَفِ السِّيَتَيْنِ : وقالَ غَيْرُه : المَضِيغَةُ : ما بُلَّ وشُدَّ على طَرَفِ سِيَةِ القَوْسِ من العَقَبِ لأنَّهُ يُمْضَغُ ومَآلُ القَوْلَيْنِ إلى واحِدٍ
أو المَضِيغَةُ : عَقَبَةُ القَوّاسِ المَمْضُوغَةُ
وكُلُّ لَحْمَةٍ يَفْصِلُ بَيْنَها وبَيْنَ غَيْرِها عِرْقٌ فهِيَ مَضِيغَةٌ
واللَّهْزِمَةُ : مَضِيغَةٌ
والعَضَلَةُ : مَضِيغَةٌ قالَهُ اللَّيثُ
ج : مَضِيغٌ كسَفِينٍ عن ابْنِ شُمَيْلٍ وقالَ الأصْمَعِيُّ : جَمْعُه مَضائِغُ مِثْلُ : سفائِن
والماضِغانِ : أُصُولُ اللَّحْيَيْنِ عِنْدَ مَنْبِتِ الأضْرَاسِ بحِيَالِه أو هُمَا : عِرْقانِ في اللَّحْيَيْنِ أو هُمَا : ما شَخَصَ عِنْدَ المَضْغِ
وأمْضَغَ النَّخْلُ : صارَ في وَقْتِ طِيبِه حتى يُمْضَغُ عن ابْنِ عَبّادٍ
وقالَ الزَّجاجُ : امْضَغَ اللَّحْمُ : إذا اسْتُطِيبَ وأُكِلَ
وقالَ غَيْرُه : ماضَغَهُ في القِتَالِ : إذا جادَّهُ فيهِ هكذا في العُبابِ وهو مجازٌ ونَصُّ الأسَاسِ : ماضَغْتُ فُلاناً مُمَاضَغَةً : إذا جادَدْتَهُ في القِتَالِ والخُصُومَةِ ونَصُّ اللِّسانِ : ماضَغَهُ القِتَالَ والخُصُومَةَ : طَاوَلَه إيّاهُما
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : أمْضَغَهُ الشَّيءَ : ومَضَّغَهُ تَمْضِيغاً : ألاكَهُ إيّاهُ قالَ :
" أُمْضِغُ مَنْ شاحَنَ عُوداً مُرّاً وقالَ آخَرُ :
هاعٍ يُمَضِّغُنِي ويُصْبِحُ سادِراً ... سَدِكاً بِلَحْمِي ذِئْبُه لا يَشْبَعُ وكَلأٌ مَضِغٌ ككَتِفٍ : قَدْ بَلَغَ أنْ تَمْضَغَهُ الراعِيَةُ ومنْهُ قَوْلُ أبي فَقْعَسٍ في صِفَةِ الكَلإِ : خَضِعٌ مَضِغٌ ضافٍ رَتِعٌ أرادَ مَضِغ فحَوَّلَ الغَيْنَ عَيْناً لما قَبْلَه منْ خَضِعٍ ولمَا بَعْدَهُ منْ رَتِع والمَواضِغُ : الأضْرَاسُ لمَضْغِهَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ
والمَاضِغَانِ والماضِغَتَانِ والمَضِيغتانِ : الحَنَكُ الأعْلَى والأسْفَلُ لمَضْغِهِمَا المَأْكُولَ وقيلَ : هُمَا رُؤْدَا الحَنَكَيْنِ لذلكَ
والمَضِيغَةُ كسَفِينَةٍ : كُلُّ عَصَبَةٍ ذاتِ لحْمٍ فإمّا أنْ تَكُونَ ممّا يُمْضَغُ وإمّا أنْ تُشَبَّهَ بذلكَ إنْ كانَ ممّا لا يُؤْكَلُ
والمضَائِغُ منْ وَظِيفَيِ الفَرَسِ : رُؤُوسُ الشَّظايَتَيْنِ لأنَّ آكِلَهَا منَ الوَحْشِ يَمْضَغُهَا وقدْ يَكُونُ على التَّشْبِيهِ كما تقدَّمَ لمَكَانِ المَضْغِ أيْضاً
والمُضَغُ منَ الجِرَاحِ : ما لَيْسَ لَهُ أرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ و هُوَ مجازٌ
وأمْضَغَ التَّمْرُ : حانَ أنْ يُمْضَغَ
وتَمْرٌ ذُو مَضْغَةٍ : صُلْبٌ مَتِينٌ يُمْضَغُ كَثِيراً
وهَجَاهُ هِجَاءً ذا مَمْضَغَةٍ : يَصِفُهُ بالجَوْدَةِ والصَّلابَةِ كالتَّمْرِ ذِي المَمْضَغَةِ
وإنَّهُ لذو مُضْغَةٍ : إذا كانَ مِنْ سُوسِهِ اللَّحْمُ
ومن المَجَازِ : هُوَ يَمْضَغُ لَحْمَ أخِيهِ ورَجُلٌ مَضّاغَةٌ للُحُومِ الناسِ
وأمّا قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" إنْ لَمْ يَعُقْنِي عاتِقُ التَّسَغْسُغِ
" في الأرْضِ فارْقُبْنِي وعَجْمَ المُضَّغِ مَعْناهُ انْظُرْ إليَّ وإلى الذِينَ يَمْضُغُونَ عِنْدَكَ كَيْفَ فِعْلِي وفِعْلُهُم ؟ ويُقَالُ : هُوَ يَمْضَغُ الشِّيحَ والقَيْصُومَ : إذا كانَ بَدَوِيّاً
وراجَعَ أَيْدًا بَعْدَ ضَعْفِ وقُوَّةٍ ... ولكِنَّهُ من بَعْدِ ذا كُلِّهِ ماتا انْصاتَ بهِ الزَّمَانُ انْصِيَاتاً : إِذا صار مشْهُوراً . يُقالُ : مابالدَّارِ مِصْوَاتٌ أَي : أَحَدٌ يُصَوَّتُ . وفي بعض النُّسَخِ : مُصَوِّتٌ والمعنى واحد . وممّا يُسْتدْرَكُ عليه : أَصات الرجلُ بالرَّجُلِ : إِذا شَهَّرَهُ بأَمْر لا يَشتهيه . وفي الحديث : " أَنهم كانُوا يَكرهون الصَّوْتَ عندَ القِتالِ " هو أَنْ يُنادِيَ بعْضُهم بعضاً أَو يفعَلَ أَحدُهُم فعلاً له أَثرٌ فيَصِيحَ ويُعَرِّفَ بنفْسِه على طريق الفخر والعُجْبِ . والعَربُ تَقولُ : أَسْمَعُ صَوْتاً وأَرَى فَوْتاً : أَي أَسْمَعُ صَوتاً ولا أَرى فِعْلاً . ومِثلُه : إِذا كُنْت تَسْمَعُ بالشَّيْءِ ثمّ لا تَرى تحقيقاً يقالُ : ذِكْرٌ ولا حَساسِ . من أَمثالهم في هذا المعنى : لا خيْرَ في رَزَمَةٍ لا دِرَّة معها أَي : لا خَيرَ في قَولٍ ولا فِعْلَ معه . وكُلُّ ضرْبٍي من الغِناءِ صَوْتٌ ؛ والجمعُ الأَصواتُ . وقولُه عَزَّ وجَلَّ : " واسْتفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بصَوِتِك " قيل : بأَصواتِ الغِناءِ والمَزامِيرِ . وأَصَاتَ القَوْسَ : جَعلَها تُصَوِّتُ . وفي الأَساسِ : سابَّ المُخَبَّلُ الزِّبْرِقانَ فقال لصَحْبِه : كيف رَأَيْتمُوني ؟ قالوا : غَلَبَكَ بِرِيقٍ سَيِّغٍ وصَوْتٍ صَيِّتٍ فصل الضاد المعجمة مع المثناة الفوقية ض - غ - ت
الضَّغْتُ أَهمله الجوهرىّ وقال الخليلُ : هو " اللَّوْكُ بالأَنْيَابِ والنَّوَاجِذِ " نقله الصاغَانيّ