مَطَعَ أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ : وقالَ ابنُ دُرَيد : المَطْعُ منْ قَوْلِهِمْ : مَطَعَ في الأرْضِ كمنَعَ مَطْعاً ومُطُوعاً إذا ذَهَبَ فلَمْ يُوجَدْ ذكَرَهُ بَعْضُ أصْحابِنَا منَ البَصْرِييِّنَ عن أبي عُبَيْدَةَ عنْ يُونُسَ ولمْ أسْمَعْها منْ غَيْرِه
وقالَ اللَّيْثُ : مَطَعَ أكَلَ الشَّيءَ بأدْنَى الفَمِ وثَنَايَاهُ وما يَلِيها منْ مُقَدَّمِ الأسْنَانِ
ولو قالَ : والشَّيءَ : أكَلَهُ بمُقَدَّمِ أسْنَانِه كما هُوَ نَصُّ ابْنِ القَطّاعِ لكانَ أخْصَرَ وهُوَ ماطِعٌ ناطِعٌ بمَعْنىً واحدٍ وهُوَ القَضْمُ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : ناقَةٌ مُمَطِّعَةُ الضَّرْعِ بكَسْرِ الطّاءِ المُشَدَّدَة ولوْ قالَ : كمُحَدِّثَة كانَ أخْصرَ وأوْفَقَ لقاعِدَتهِ وهيَ الّتِي تَشْخُبُ أطْبَاؤَها وتَغْذُو لَبناً هكذا نَصُّ المُحِيطِ
طاع لهُ يَطوعُ طَوعاً : أَطاعَ فهو طائعٌ نقله الأَزْهَرِيُّ عن بعضِ العَرَبِ قال : طاعَ يَطاعُ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ . وقال ابنُ سِيدَه : طاعَ يَطاعُ وأَطاعَ : لانَ وانْقادَ وأنشدَ ابنُ برّيّ للرّقّاصِ الكَلبيّ :
سِنانُ مَعَدٍّ في الحُروبِ أَداتُها ... وقد طاعَ منهُم سادَةٌ ودَعائمُ وأَنشدَ لِلأَحوَصِ :
وقد قادَتْ فؤادي في هَواها ... وطاعَ لها الفؤادُ وما عَصاها
كانْطاعَ له . عن أَبي عُبيدَةَ . منَ المَجاز : طاعَ لهُ المَرتَعُ : اتَّسَعَ وأَمكنَه رَعْيُه حيثُ شاءَ نقله الجَوْهَرِيّ كأَطاعَه إطاعَةً . وأَطاعَ له : لَمْ يَمتنِع ويقال : أَمرَه فأَطاعَه بالأَلِفِ طاعةً لا غيرُ وفي التَّهذيبِ : طاعَ له يَطوعُ إذا انقادَ بغيرِ أَلِفٍ فإذا مَضى لأَمرِه فقد أَطاعَهُ فإذا وافقَه فقد طاوَعَهُ . وفي المُفرداتِ : الطَّوْعُ : الانقيادُ ويُضادُّه الكَرْهُ قال الله عزَّ وجَلَّ : " ائْتِيا طَوْعاً أَو كَرْهاً " والطَّاعَةُ مثلُه لكِنْ أَكثَرُ ما يُقال في الائتِمارِ لِما أُمِرَ والارتِسامِ فيما رُسِمَ . يُقال : هو طَوْعُ يديْكَ أَي مُنقادٌ لك وهو مَجازٌ . وفَرَسُ طَوْعُ العِنانِ : سَلِسٌ وهو مَجاز أَيضاً . والمِطْواعُ : المُطِيعُ . والطَّاعُ : الطَّائعُ مَقلوبٌ منه كما تقول : عائقٌ وعاقٍ ولا فِعْلَ لِطاعٍ قال الشَّاعِر :
حَلَفْتُ بالبَيتِ وما حولَهُ ... من عائذٍ بالبيتِ أَو طاعِكالطَّيِّعِ ككَيِّسٍ يقال : جاءَ فلانٌ طَيِّعاً : غيرَ مُكرَهٍ ج : طُوَّعٌ : كرُكَّعٍ وطَوْعَةُ وطاعَةُ : من أَعلامِهِنَّ . وحُمَيْدُ بنُ طاعَةَ السَّكُونِيُّ : شاعِرٌ قال الصَّاغانِيّ : لمْ أَقِفْ على اسمِ أَبيه . وابْنُ طَوْعَةَ الفَزارِيُّ والشَّيْبانِيُّ : شاعِرانِ فالفَزارِيُّ اسمُه : نَصْرُ بنُ عاصِمٍ والآخَرُ لم أَقِفْ على اسمِه قاله الصَّاغانِيُّ . والطَّواعِيَة مُخَفَّفَةً : الطَّاعَةُ يُقال : فُلانٌ حَسَنُ الطَّواعِيَةِ لكَ أَي حَسَنُ الطَّاعَةِ لكَ وقيل : الطَّاعَةُ : اسمٌ من أَطاعَه يُطيعُه طاعَةً والطَّواعِيَةُ : اسمُ لِما يَكونُ مَصدراً لِطاوَعَهُ . وطاوَعَتِ المَرأَةُ زوجَها طَواعِيَةً . في الحديث : " ثلاثٌ مُهلِكاتٌ وثلاثٌ مُنجِياتٌ فالثلاث المُهلِكاتُ : شُحٌّ مُطاعٌ وهَوىً مُتَّبَعٌ وإعجابُ المَرءِ بنفسِه " الشُّحُّ المُطاعُ هو : أَنْ يُطيعَهُ صاحبُه في مَنعِ الحُقوقِ التي أَوجَبَها الله تعالى عليه في مالِه . يقال : أَطاعَ النَّخْلُ والشَّجَرُ إذا أَدرَكَ ثَمَرُهُ وأَمكَنَ أَنْ يُجْتَنى نقله الجَوْهَرِيّ عن أَبي يوسُفَ وهو مَجازٌ . وقولُه تعالى : " فَطَوَّعَت له نفسُه قَتْلَ أَخيه " اخْتُلِفَ في تأْويلِه فقيلَ : أَي تابعْتُهُ نقله الأَزْهَرِيُّ عن الفَرَّاءِ . قيل : طاوَعَتْه . وقال الأَخفَشُ : هو مثلُ طَوَّقَتْ لهُ ومَعناهُ رَخَّصَتْ وسَهَّلَتْ له نفسُه وهو على هذا مَجازٌ . وقال المُبَرِّدُ : هو فَعَّلَتْ من الطَّوْعِ أَو شَجَّعَتْه روي ذلك عن مُجاهِدٍ . قال أَبو عُبيدٍ : عَنى مُجاهِدٌ أَنَّها أَعانَتْهُ وأَجابَتْهُ إليه قال : ولا أَدري أَصلَه إلاّ من الطّواعِيَةِ . قال الأَزْهَرِيّ : والأَشبَه عندي قولُ الأَخفشِ . قال : وأَمّا على قول الفَرّاءِ والمُبَرِّدِ فانْتِصابُ قَولِه : قَتْلَ أَخيه على إفضاءِ الفِعْلِ إليه كأَنَّه قال : فطَوَّعَتْ له نفسُه أَي انْقادَتْ في قَتلِ أَخيه ولِقتل أَخيه فحذَفَ الخافِضَ وأَفضى الفعلَ إليه فنصَبَه . واسْتطاعَ : أَطاقَ نقله الجَوْهَرِيّ . قال ابنُ بَرّيّ : هو كما ذَكَرَ إلاّ أَنَّ الاستطاعَةَ للإنسانِ خاصَّةً والإطاقَةَ عامَّةٌ تَقولُ : الجَمَلُ مُطيقٌ لِحِملِه ولا تقلْ : مُستَطيعٌ فهذا الفرقُ ما بينَهُما . قال : ويقال للفرَسِ : صَبورٌ على الحُضْرِ . والاستِطاعَةُ : القُدرَةُ على الشَّيءِ وقيل : هي اسْتِفعالٌ من الطَّاعَةِ . وفي البصائر للمصَنِّفِ : الاستطاعَةُ أَصله الاستِطْواعُ فلمّا أُسْقِطَتْ الواوُ جُعِلَت الهاءُ بدلاً عنها . وقال الرَّاغِبُ : الاستطاعَةُ عندَ المُحَقِّقينَ : اسمٌ للمعاني التي بها يَتَمَكَّنُ الإنسانُ مِمّا يُريدُه من إحداثِ الفعلِ وهي أَربعَةُ أَشياءَ : بِنْيَةٌ مَخصوصَةٌ للفاعِلِ وتَصَوُّرٌ للفِعْلِ ومادَّةٌ قابِلَةٌ لتأْثيرِهِ وآلَةٌ إنْ كانَ الفِعْلُ آلِيّاً كالكِتابَةِ فإنَّ الكاتبَ يحتاجُ إلى هذه الأَربعَةِ في إيجادِه للكِتابَةِ ولذلكَ يُقال : فلانٌ غيرُ مُستَطيعٍ للكتابَةِ : إذا فقدَ واحِداً من هذه الأَربَعَةِ فصاعِداً ويُضادُّهُ العَجْزُ وهو أَن لا يَجِدَ أَحَدَ هذه الأَربعةِ فصاعِداً ومَتى وَجَدَ هذه الأَربعةَ كلَّها فمُستطيعٌ مُطلَقاً ومتى فقدَها فعاجِزٌ مُطلَقاً ومتى وجَدَ بعضَها دونَ بعضٍ فمُستَطيعٌ من وَجهٍ عاجِزٌ من وَجهٍ ولأَنْ يُوصَفَ بالعجزِ أَولَى . والاستِطاعَةُ أَخَصُّ من القُدْرَةِ وقوله تعالى : " ولِلَّه على النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إليهِ سَبيلاً " فإنَّه يحتاجُ إلى هذه الأَربعة وقولُه صلّى الله عليه وسلَّم : " الاستِطاعَةُ الزَّادُ والرَّاحِلَةُ " فإنَّه بيانٌ لِما يُحتاجُ إليه من الآلةِ وخصَّه بالذِّكْرِ دونَ الآخر إذْ كانَ مَعلوماً من حيثُ العقلُ مُقتَضى الشَّرعِ أَنَّ التَّكليفَ من دونِ تلكَ الأُخَرِ لا يَصِحُّ . وقولُه تعالى : " لَو اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا معَكُمْ " فالإشارَةُ بالاستطاعَةِ ههنا إلى عدَمِ الآلةِ من المالِ والظَّهْرِ ونحوِه وكذا قوله عزَّ وجَلَّ : " ومَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ المُحصَناتِ " وقد يُقال : فلانٌ لا يستطيعُ كذا لِما يَصعُبُ عليه فعلُه لِعدَم الرِّياضَةِ وذلكَ يرجِعُ إلىافتِقادِ الآلَةِ وعدَمِ التَّصَوُّرِ وقد يَصِحُّ معه التَّكليفُ ولا يَصيرُ الإنسانُ به مَعذوراً وعلى هذا الوجه قال الله تعالى : " إنَّكَ لن تَستَطيعَ معِيَ صَبراً " وقولُه عزَّ وجَلَّ : " هلْ يَستَطيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ علينا مائدةً من السَّماءِ " فقد قيل : إنَّهم قالوا ذلكَ قبلَ أَنْ قَوِيَتْ مَعرِفَتُهُم بالله عزّ وجلَّ وقيل : يستطيعُ ويُطِيعُ بمَعنىً واحِدٍ ومَعناهُ : هلَ يُجِيبُ . انتهى . قلت : وقرأَ الكِسائيُّ : " هلْ تَستَطيعُ رَبَّكَ " بالتّاءِ ونَصب الباءِ أَي هل تَستدعي إجابَتَه في أَنْ يُنَزِّلَ علينا مائدةً من السَّماءِ . وفي الصِّحاح : ورُبَّما قالوا : اسْطاعَ يَسْطِيعُ ويَحذِفونَ التّاءَ اسْتِثقالاً لها مع الطّاءِ ويكرهونَ إدغامَ التّاءِ فيها فتُحَرَّكُ السِّينُ وهي لا تُحَرَّكُ أَبداً . وقرأَ حمزةُ كما في الصحاح وهو الزَّيّاتُ زاد الصَّاغانِيُّ : غيْر خَلاّدٍ : فما اسْطاعوا بالإدغامِ فجَمَعَ بينَ السّاكِنين قال الأَزْهَرِيّ : قال الزَّجّاجُ : مَن قرأَ هذه القراءَةَ فهو لاحِنٌ مُخطِئٌ زعَمَ ذلكَ الخليلُ ويونُسُ وسيبويهِ وجَميعُ مَن يَقولُ بقولِهِم وحُجَّتُهُم في ذلكَ أَنَّ السِّينَ ساكِنَةٌ وإذا أُدغِمَتِ التَاءُ في الطّاءِ صارَت طاءً ساكِنَةً ولا يُجمَعُ بينَ ساكِنَينِ . قلتُ : وقرأْتُ في كتاب الإتحافِ لشيخِ مَشايِخِنا أَبي العبّاسِ أَحمدَ بنِ محمّد بنِ عبد الغنيِّ الدِّمياطِيِّ المُتَوفَّى سنة أَلف ومائة وستَّةَ عَشَرَ ما نَصُّه : وطَعْنُ الزَّجَّاجِ وأَبي عليٍّ في هذه القراءة من حيثُ الجمعُ بين السَّاكِنينِ مَردودٌ بأَنَّها مُتواتِرَةٌ والجَمْعُ بينَهُما في مثلِ ذلكَ سائغٌ جائزٌ مَسموعٌ في مثلِه . وقرأْتُ في كتاب النَّشْرِ لابنِ الجَزَرِيِّ ما نَصُّه : واختلفوا في : " فما اسْتطاعوا " فقرأَ حمزةُ بتشديد الطَّاءِ يريدُ فما استطاعوا فأدغَمَ التَّاءَ في الطَّاءِ وجمعَ بين ساكِنين وَصلاً والجَمعُ بينَهما في مثلِ ذلكَ جائزٌ مَسموعٌ قال الحافظُ أَبو عَمروٍ : ومِمّا يُقَوِّي ذلكَ ويَسَوِّغُه أَنَّ السَّاكِنَ الثاني لمّا كان اللسان عندَهُ يَرتفِعُ عنه وعن المُدْغَمِ ارتِفاعَةً واحِدَةً صار بمنزلَةِ حَرْفٍ مُتَحرِّكٍ فكأنَّ السّاكِنَ الأَوَّلَ قد وَلِيَ مُتَحَرِّكاً فلا يَجوزُ إنكارُه . ثمَّ قال الجَوْهَرِيُّ : قال الأَخفَشُ : الآلَةِ وعدَمِ التَّصَوُّرِ وقد يَصِحُّ معه التَّكليفُ ولا يَصيرُ الإنسانُ به مَعذوراً وعلى هذا الوجه قال الله تعالى : " إنَّكَ لن تَستَطيعَ معِيَ صَبراً " وقولُه عزَّ وجَلَّ : " هلْ يَستَطيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ علينا مائدةً من السَّماءِ " فقد قيل : إنَّهم قالوا ذلكَ قبلَ أَنْ قَوِيَتْ مَعرِفَتُهُم بالله عزّ وجلَّ وقيل : يستطيعُ ويُطِيعُ بمَعنىً واحِدٍ ومَعناهُ : هلَ يُجِيبُ . انتهى . قلت : وقرأَ الكِسائيُّ : " هلْ تَستَطيعُ رَبَّكَ " بالتّاءِ ونَصب الباءِ أَي هل تَستدعي إجابَتَه في أَنْ يُنَزِّلَ علينا مائدةً من السَّماءِ . وفي الصِّحاح : ورُبَّما قالوا : اسْطاعَ يَسْطِيعُ ويَحذِفونَ التّاءَ اسْتِثقالاً لها مع الطّاءِ ويكرهونَ إدغامَ التّاءِ فيها فتُحَرَّكُ السِّينُ وهي لا تُحَرَّكُ أَبداً . وقرأَ حمزةُ كما في الصحاح وهو الزَّيّاتُ زاد الصَّاغانِيُّ : غيْر خَلاّدٍ : فما اسْطاعوا بالإدغامِ فجَمَعَ بينَ السّاكِنين قال الأَزْهَرِيّ : قال الزَّجّاجُ : مَن قرأَ هذه القراءَةَ فهو لاحِنٌ مُخطِئٌ زعَمَ ذلكَ الخليلُ ويونُسُ وسيبويهِ وجَميعُ مَن يَقولُ بقولِهِم وحُجَّتُهُم في ذلكَ أَنَّ السِّينَ ساكِنَةٌ وإذا أُدغِمَتِ التَاءُ في الطّاءِ صارَت طاءً ساكِنَةً ولا يُجمَعُ بينَ ساكِنَينِ . قلتُ : وقرأْتُ في كتاب الإتحافِ لشيخِ مَشايِخِنا أَبي العبّاسِ أَحمدَ بنِ محمّد بنِ عبد الغنيِّ الدِّمياطِيِّ المُتَوفَّى سنة أَلف ومائة وستَّةَ عَشَرَ ما نَصُّه : وطَعْنُ الزَّجَّاجِ وأَبي عليٍّ في هذه القراءة من حيثُ الجمعُ بين السَّاكِنينِ مَردودٌ بأَنَّها مُتواتِرَةٌ والجَمْعُ بينَهُما في مثلِ ذلكَ سائغٌ جائزٌ مَسموعٌ في مثلِه . وقرأْتُ في كتاب النَّشْرِ لابنِ الجَزَرِيِّ ما نَصُّه : واختلفوا في : " فما اسْتطاعوا " فقرأَ حمزةُ بتشديد الطَّاءِ يريدُ فما استطاعوا فأدغَمَ التَّاءَ في الطَّاءِ وجمعَ بين ساكِنين وَصلاً والجَمعُ بينَهما في مثلِ ذلكَ جائزٌ مَسموعٌ قال الحافظُ أَبو عَمروٍ : ومِمّا يُقَوِّي ذلكَ ويَسَوِّغُه أَنَّ السَّاكِنَ الثاني لمّا كان اللسان عندَهُ يَرتفِعُ عنه وعن المُدْغَمِ ارتِفاعَةً واحِدَةً صار بمنزلَةِ حَرْفٍ مُتَحرِّكٍ فكأنَّ السّاكِنَ الأَوَّلَ قد وَلِيَ مُتَحَرِّكاً فلا يَجوزُ إنكارُه . ثمَّ قال الجَوْهَرِيُّ : قال الأَخفَشُ :إنَّ بعضَ العرَبِ يقول : اسْتاعَ يَسْتِيعُ فيَحذِفُ الطَّاءَ اسْتِثْقالاً وهو يريد استطاع يستطيعُ . قال الزَّجّاجُ : ولا يَجوزُ في القراءَةِ قال الأَخفَشُ : وبعضُ العرب يقول : أَسْطاعَ يُسْطِيعُ بقطْعِ الهَمزةِ بمعنى أَطاعَ يُطيعُ ويجعَلُ السينَ عِوَضاً من ذَهابِ حركَةِ عينِ الفِعلِ . وفي التَّهذيب : قل ذلكَ الخليلُ وسيبويه عِوَضاً من ذَهابِ حركَةِ الواوِ لأَنَّ الأَصْلَ في أَطاعَ أَطْوَعَ ومن كانت هذه لغتَه قال في المُستقبَلِ يُسْطِيعُ بضَمِّ الياءِ . قال الزَّجّاجُ : ومن قال : أَطْرَحُ حركَةَ التّاءِ على السّينِ فأَقرأُ : فما أَسَطاعوا فخَطأٌ أَيضاً لأَنَّ سين اسْتَفْعَلَ لم تُحَرَّكْ قَطُّ . وفي المُحكَمِ : واسْتَطاعَهُ واسْطاعَهُ وأَسْطاعَهُ واسْتاعَهُ وأَسْتاعَهُ : أَطاقَهُ فاسْتَطاعَ على قياسِ التَّصريفِ وأَمّا اسْطاعَ مَوصولَةً فعلى حَذْفِ التَّاءِ لِمُقارَنَتِها الطَّاءَ في المَخرَجِ فاسْتُخِفَّ بحَذْفِها كما اسْتُخِفَّ بحذفِ أَحَدِ اللامينِ في ظَلْت . وأَمّا أَسْطاعَ مَقطوعَةً فعلى أَنَّهم أَنابوا السينَ منابَ حركَةِ العَينِ في أَطاعَ التي أَصلُها أَطْوَعَ وهي مع ذلكَ زائدَةٌ . ويقال : تَطاوَعَ لهذا الأَمرِ حتّى يستطيعَهُ أَي تكلَّفَ استِطاعَتَه كما في الصحاحِ قال الصَّاغانِيُّ : وهو معنى قولِ عَمرو بنِ مَعْدِيكَرِبَ رضي الله عنه :
إذا لمْ تَسْتَطِعْ أَمراً فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إلى ما تَستَطيعُ وصلاةُ التَّطَوُّعِ : النّافلةُ وكُلُّ مُتَنَفِّلِ خَيرٍ تَبَرُّعاً : مُتَطَوِّعٌ قال الله تعالى : " فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيراً فهو خَيْرٌ لهُ " قال الأَزْهَرِيّ : ومَنْ يَطَّوَّعْ خَيراً الأَصل فيه يتطَوَّع فأُدغِمَتِ التَّاءُ في الطَّاءِ وكلُّ حَرفٍ أَدغمتَهُ في حَرْفٍ نقلْتَه إلى لفظِ المُدغَمِ فيه ومَن قرأَهُ على لفظِ الماضي فمعناه الاستِقبالُ قال : وهذا قول حُذَّاقِ النَّحْوِيِّين . قال : والتَّطَوُّع : ما تبرَّعَ به من ذاتِ نفسِه مِمّا لا يلزَمُه فَرْضُه كأَنَّهُم جعلوا التَّفَعُّلَ هنا اسماً كالتَّنَوُّطِ . وطاوَعَ مُطاوَعَةً : وافَقَ يُقال : طاوَعَت المَرأَةُ زوجَها طَواعِيَةً وقد تقدَّمَ الفرقُ بينَه وبينَ أَطاعَ وطاعَ في أَوَّل الحَرفِ . ومما يُستدرَكُ عليه : الطَّواعَةُ : اسمٌ مِن طاوَعَهُ كالطَّواعِيَةِ . ورَجُلٌ مِطْواعَةٌ كمِطْواعٍ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ :
إذا سُدْتَهُ سُدْتَ مِطْواعَةً ... ومهما وَكَلْتَ إليه كَفاهْ والنَّحْوِيُّونَ رُبَّما سَمَّوا الفِعْلَ اللازِمَ مُطاوِعاً نقله الجَوْهَرِيّ وهو مَجازٌ . ويقال : لسانُه لا يَطوعُ بكذا أَي لا يُتابعُه . نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ لأَوسِ بنِ حَجَرٍ :
كأَنَّ جِيادَنا في رَعْنِ زُمٍّ ... جَرادٌ قد أَطاعَ لهُ الوَرَاقُ أَنشدَه أَبو عُبيدٍ وقال الوَرَاقَ : خُضْرَةُ الأَرضِ من الحَشيشِ والنَّباتِ وهو مَجازٌ . وأَطاعَ التَّمْرُ : حانَ صِرامُهُ وامرأَةٌ طَوْعُ الضَّجيعِ مُنقادَة له وقال النابغةُ :
فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ من خَوْفٍ ومِنْ صَرَدِيعني بالشَّوامِتِ الكِلابَ وقيل : أَرادَ بها القوائمَ . وفي التَّهذيب يُقال : : فلانٌ طَوْعُ المَكارِهِ إذا كان مُعتاداً لها مُلَقَّىً إيّاها وأَنشدَ بيتَ النّابغَةِ وقال : طَوْعَ الشَّوامِتِ بنَصبْ العَيْنِ ورَفعِها فمَن رَفعَ أَرادَ : باتَ لهُ ما أَطاعَ شامِتُهُ من البرْدِ والخَوفِ أَي باتَ له ما اشتهى شامِتُهُ وهو طَوْعُهُ ومن ذلكَ تقولُ : اللَّهُمَّ لا تطيعَنَّ بنا شامِتاً أَي لا تَفعَلْ بي ما يشتهيه ويُحِبُّه ومَن نصَبَ أَرادَ بالشَّوامِتِ قوائمه واحِدُها شامِتَةٌ يقول : فباتَ الثَّوْرُ طَوْعَ قوائمِهِ أَي باتَ قائماً وقد مرَّ تحقيقه في شمت فراجِعْهُ . وناقَةٌ طَوْعَةُ القِيادِ وطَوْعُ القِيادِ وطَيِّعَةُ القِيادِ : لَيِّنَةٌ لا تُنازِعُ قائدَها . وتَطَوَّعَ للشيءِ وتَطَوَّعَهُ كلاهما : حاولَهُ . وقيل : تكَلَّفَه وقيل : تحمَّلَه طَوْعاً . ومن أَسمائه صلّى الله عليه وسلَّم : المُطاعُ أَي المُجابُ المُشَفَّعُ في أُمَّتِه . وحَكى سيبويه : ما أَسْتَتيعُ بتاءَيْنِ وعَدَّ ذلكَ في البدَلِ والمُطَوِّعَةُ بتشديدِ الطَّاءِ والواوِ : الذين يَتَطَوَّعونَ بالجِهادِ أُدْغِمَتِ التّاءُ في الطّاءِ وحَكاهُ أَحمد بنُ يَحيى بتخفيف الطَّاءِ وشَدِّ الواوِ ورَدَّ عليه الزَّجّاجُ ذلك . واسْتَطاعَ كأَطاعَ بمعنى أَجابَ . وقيل : طاعَتْ وطَوَّعَتْ بمعنىً . واسْتَطاعَه : استدعى طاعَتَه وإجابَتَه . ويُقال : هو من قَومٍ مَطاويعَ ورَجُلٌ طَيِّعُ اللِّسانِ : فَصيحٌ وهو مَجازٌ . وأَبو مُطيعٍ : من كُناهُم . ومُطيعُ بنُ أَبي الطَّاعَةِ القُشَيْرِيُّ : جَدٌّ خامِسٌ لابنِ دَقيقِ العيدِ . وطُوَيْعٌ كزُبَيْرٍ : ماءٌ لِبني العَجلانِ ابنِ كَعبِ بن ربيعَةَ