العَلُّ
والعَلَلُ الشَّرْبةُ الثانية وقيل الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً يقال عَلَلٌ بعد
نَهَلٍ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية وعَلَّ بنفسه
يَتعدَّى ولا يتعدَّى وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً وعَلَّتِ الإِبِلُ
تَعِلُّ وت
العَلُّ
والعَلَلُ الشَّرْبةُ الثانية وقيل الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً يقال عَلَلٌ بعد
نَهَلٍ وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية وعَلَّ بنفسه
يَتعدَّى ولا يتعدَّى وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً وعَلَّتِ الإِبِلُ
تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية ابن الأَعرابي عَلَّ الرَّجلُ
يَعِلُّ من المرض وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب قال ابن بري وقد
يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد قال ابن
مقبل غَزَال خَلاء تَصَدَّى له فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ
الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا
فَصَلَّى على النَّبيّ نَهَلاً وعَلاَّ وعَلَّتِ الإِبِلُ والآتي كالآتي
( * قوله « والآتي كالآتي إلخ » هذه بقية عبارة ابن سيده وصدرها عل يعل ويعل علاً
وعللاً إلى أن قال وعلت الابل والآتي إلخ ) والمصدر كالمصدر وقد يستعمل فَعْلى من
العَلَل والنَّهَل وإِبِلٌ عَلَّى عَوَالُّ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد لِعَاهَانَ
بن كعب تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم تَسْكُن
إِليه فيُنِيمُها ورواه ابن جني عَلاَّها ونَهْلى أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى
بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ
وعَلَلاً وأَعَلَّها الأَصمعي إِذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى
النَّهَل والثانية العَلَل وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها وفي
أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش والأَوَّل هو
المسموع أَبو عبيد عن الأَصمعي أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إِذا
أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها قال أَبو منصور هذا تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ
بالغين وهي إِبل غالَّةٌ وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال صَدَرَتِ الإِبلُ
غالَّة وغَوَالَّ وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش وأَما
أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها لأَن معنى أَعْلَلتها
وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء وإِذا عَلَّتْ
فقد رَوِيَتْ وقوله قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً لنا أَو تُثِيبي
قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة كأَنَّ التَّحِيَّة
لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من
الإِبل وفي حديث علي رضي الله عنه من جَزيل عَطائك المَعْلول يريد أَن عطاء الله
مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى ومنه قصيد كعب كأَنه مُنْهَلٌ
بالرَّاح مَعْلُول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عليك الطَّعامَ
وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه بمعنى قول العامَّة عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ لأَن
العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على
الناهِلة وأَعَلَّ القومُ عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل واسْتَعْمَل بعضُ
الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين أَنشد ابن الأَعرابي فباتُوا
ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال وأُرَى أَنَّ ما
سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت فكما أَنَّ
أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين وقوله وأَنْ
أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب وإِن كان الرَّغْم
عَرَضاً كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين وقد يكون هذا بحذف
الوَسِيط كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم فلما حَذَف الباء
أَوْصَلَ الفعل والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد
أُخرى وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عليه الضربَ ومنه حديث عطاء أَو النخعي
في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال إِذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي
إِذا تابع عليه الضربَ مِنْ عَلَلِ الشُّرب والعَلَلُ من الطعام ما أُكِلَ منه عن
كراع وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل وقوله أَنشده أَبو حنيفة خَلِيلَيَّ هُبَّا
عَلِّلانيَ وانْظُرا إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فقال
عَلَّلاني حَدَّثاني وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى
وفَرْيُه عَمَلُه وكذلك قوله خَلِيلَيَّ هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا إِلى البرق
ما يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ تَشاغَل قال
فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان أَي
أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها وعَلَّلَه
بطعام وحديث ونحوهما شَغَلهُ بهما يقال فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ وتَعَلَّل
به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو
ليَجْزأَ به عن اللَّبن قال جرير تُعَلِّل وهي ساغَبَةٌ بَنِيها بأَنفاسٍ من
الشَّبِم القَراحِ يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ
قال له لا أَرْوى الله عَيْمَتَها وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت
وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف والتَّعِلَّةُ
والعُلالة ما يُتَعَلَّل به وفي الحديث أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها أَي
بَقِيَّة لحمها والعُلُل أَيضاً جمع العَلُول وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من
الطعام الخفيف فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول ويقال لبَقِيَّة اللبن
في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ عُلالة وقيل عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به
شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب
قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ والعُلالةُ والعُراكةُ
والدُّلاكة ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية عن
ابن الأَعرابي ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس بُداهَته وللذي يكون بعده عُلالته قال
الأَعشى إِلاَّ بُداهة أَو عُلا لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة بَقِيَّة
اللَّبَنِ وغيرِه حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة
ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة ويقال تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها
وتَعالَلْت الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر وقال وقد تَعالَلْتُ
ذَمِيل العَنْس وقيل العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ قال
أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله ولا يُجازى
والدٌ فَعَالَه وقيل العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره وتُحْلَب وسط
النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً وقد عالَلْتُ
الناقة والاسم العِلال وعالَلْتُ الناقة عِلالاً حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ
النهار قال أَبو منصور العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع
للحَلْب بكثرة اللبن وقال بعض الأَعراب العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لا أَكَرِّمُها عن
العِلالِ ولا عن قِدْرِ أَضيافي والعُلالة بالضم ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به
وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً لَهَوْت بها والعَلُّ الذي يزور النساء والعَلُّ
التَّيْس الضَّخْم العظيم قال وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً والعَلُّ القُراد
الضَّخْم وجمعها عِلالٌ
( * قوله « وجمعها علال » كذا في الأصل وشرح القاموس وفي التهذيب أعلال ) وقيل هو
القُراد المَهْزول وقيل هو الصغير الجسم والعَلُّ الكبير المُسِنُّ ورَجُلٌ عَلٌّ
مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة شُبِّه بالقُراد فيقال كأَنه عَلُّ قال
المُتَنَخِّل الهذلي لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي
الوَجْهِ مُقْتَبَل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب وقيل العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم
من كل شيء والعَلَّة الضَّرَّة وبَنُو العَلاَّتِ بَنُو رَجل واحد من أُمهات
شَتَّى سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من
هذه قال ابن بري وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها من العَلَل قال
عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً طَوَتْه نُجومُ اللَّيل وهي
بَلاقِع
( * قوله « إذا اجتش » كذا في الأصل بالشين المعجمة وفي المحكم بالمهملة )
إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب ويقال هما أَخَوانِ من
عَلَّةٍ وهما ابْنا عَلَّة أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد وهم بَنُو العَلاَّت
وهُمْ من عَلاَّتٍ وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ كُلُّ هذا من كلامهم ونحن
أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ وهو أَخي من عَلَّةٍ وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن ولم
يقولوا من ضَرَّةٍ وقال ابن شميل هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة وأَنشد وهُمْ
لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا ابن شميل
الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ
واحد وفي الحديث الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم
واحد كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم
مختلفة ومنه حديث علي رضي الله عنه يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني
العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب وهم الأَعيان دون الإِخوة للأَب إِذا
اجتمعوا معهم قال ابن بري يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت ويقال لبني الأُم الواحدة
بَنُو أُمٍّ ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في
الجماعة المختلفين قال عبد المسيح والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ فَمَنْ عَلِمُوا أَنْ
قَدْ أَقَلَّ فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ
فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور وقال آخر أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة
وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت ؟
( * في المحكم هنا ما نصبه وجمع العلة للضرة علائل قال رؤبة دوى بها لا يغدو
العلائلا )
وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة والعِلَّة المَرَضُ عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ
أَي مَرِض فهو عَلِيلٌ وأَعَلَّه اللهُ ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة
واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إِذا اعتاقه عن أَمر واعْتَلَّه تَجَنَّى
عليه والعِلَّةُ الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته كأَنَّ تلك العِلَّة صارت
شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول وفي حديث عاصم بن ثابت ما عِلَّتي وأَنا
جَلْدٌ نابلٌ ؟ أَي ما عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال فوضع العِلَّة
موضع العذر وفي المثل لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر
وهو يَقْدِر والمُعَلِّل دافع جابي الخراج بالعِلَل وقد اعْتَلَّ الرجلُ وهذا
عِلَّة لهذا أَي سبَب وفي حديث عائشة فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة
الراحلة أَي بسببها يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله وإِنما يَضْرِبُ
رِجْلي وقولُهم على عِلاَّتِه أَي على كل حال وقال وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّتِ
أَجَّتْ أَجِيجَ الهِقْلِ من خَيْطِ النَّعام وقال زهير إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ
حيثُ كانَ ولَ كِنَّ الجَوَادَ على عِلاَّتِهِ هَرِم والعَلِيلة المرأَة
المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب قال وهو من قوله ولا تُبْعِدِيني من جَنَاكِ
المُعَلَّل أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي
يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق وقال ابن الأَعرابي المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ
بعد البرِّ وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ الأَلفُ والياءُ والواوُ سُمِّيت بذلك
لِلينها ومَوْتِها واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض
فقال وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير
مَعْلُول وكذلك استعمله في المضارع فقال أُخِّر المضارِع في الدائرة الرابعة لأَنه
وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل وليس في أَول الدائرة بيت
مَعْلولُ الأَول وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم
يُلْفَظ به وإِلا فلا وجه له والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا
كثيراً قال ابن سيده وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ لأَن
المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب
إِليه سيبويه من قولهم مَجْنُون ومَسْلول من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته وإِن
لم يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت قال وإِذا قالُوا جُنَّ
وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ
ومُعَلِّل يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه يُعَلِّل
الناسَ بشيء من تخفيف البرد وهي صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ
الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر وقيل إِنما هو مُحَلِّل وقد قال فيه بعضُ الشعراء
فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر أَيّامِ
شَهْلَتِنا من الشَّهْر فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا صِنٌّ وصِنْبرٌ مع
الوَبْر وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِر ومُعَلِّل وبمُطْفِئِ الجَمْر ذَهب الشِّتاءُ
مولِّياً هَرَباً وأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر
( * قوله « واقدة » كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم وسبق في
ترجمة نجر وافدة بالفاء والصواب ما هنا )
ويروى مُحَلِّل مكان مُعَلِّل والنَّجْر الحَرُّ واليَعْلُول الغَدِير الأَبيض
المُطَّرِد واليَعَالِيل حَبَابُ الماء واليَعْلُول الحَبَابة من الماء وهو أَيضاً
السحاب المُطَّرِد وقيل القِطْعة البيضاء من السحاب واليَعَالِيل سحائب بعضها فوق
بعض الواحد يَعْلُولٌ قال الكميت كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه كما
انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب ومنه قول كعب مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ
يَعالِيل ويقال اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر والياء
زائدة واليَعْلُول المَطرُ بعد المطر وجمعه اليَعالِيل وصِبْغٌ يَعْلُولٌ عُلَّ
مَرَّة بعد أُخرى ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ
وعُصْفُوريٌّ وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ خَرَجَتْ منه وطَهُرت
وحَلَّ وَطْؤُها والعُلْعُل والعَلْعَل الفتح عن كراع اسمُ الذَّكر جميعاً وقيل هو
الذَّكر إِذا أَنْعَظ وقيل هو الذي إِذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ وقال ابن خالويه
العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس ويقال
العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة والجمع
عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ
( * قوله « والجمع علل وعل وعل » هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس وعبارة الازهري
ويجمع على علل أي بضمتين وعلى علاعل وقال بعد هذا والعلل أَيضاً جمع العلول وهو ما
يعلل به المريض إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة ) وقيل العُلْعُل بالضم الرَّهابة
التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ والعَلْعَل والعَلْعالُ الذَّكَر
من القَنَابِر وفي الصحاح الذَّكر من القنافِذ والعُلْعُول الشَّرُّ الفراء إِنه
لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب والعِلِّيَّة بالكسر
الغُرْفةُ والجمع العَلالِيُّ وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ أَبو سعيد
والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل وامرأَة عَلاَّنةٌ جاهلة وهي
لغة معروفة قال أَبو منصور لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد
وتَعِلَّةُ اسمُ رجل قال أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ ما دامَ
يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ وعَلْ عَلْ زَجْرٌ للغنم عن يعقوب الفراء العرب تقول
للعاثر لَعاً لَكَ وتقول عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد قال
العَبْدي وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد
للفرزدق إِذا عَثَرَتْ بي قُلْتُ عَلَّكِ وانتهَى إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد
كَلالُها وأَنشد الفراء فَهُنَّ على أَكْتافِها ورِمَاحُنا يقُلْنَ لِمَن
أَدْرَكنَ تَعْساً ولا لَعَا شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ
لَك وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك قال الكسائي العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان
لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ وأَنشد في ذلك البيتَ أَراد ولا لَعَلْ ومعناهما
ارْتَفِعْ من العثْرَة وقال في قوله عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها
يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها معناه عاً لِصُروف الدهر فأَسْقَطَ اللام من
لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً لقرب مخرج النون من اللام هذا على
قول من كَسَر صروف ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر ومعنى
لَعاً لك أَي ارتفاعاً قال ابن رُومان وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر
فسأَلته لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ ؟ فقال إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر
ودَوْلاتها فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها أَراد أَوْ لَعاً
لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات
قال دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من
المكروه قال وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها وقال يُدِلْنَنا فأَلقى
اللام وهو يريدها كقوله لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني أَراد لَيَقْتُلني
ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف قال
العجاج يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا وهما كَعَلَّ قال بعض النحويين اللام زائدة
مؤَكِّدة وإِنما هو عَلَّ وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد وحكى أَبو
زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ بكسر اللام من لَعَلِّ وجَرِّ زيد قال
كعب بن سُوَيد الغَنَوي فقلت ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً لَعَلِّ أَبي
المِغْوارِ منك قَرِيب وقال الأَخفش ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة
في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عليها جِهاراً من
زُهَيرٍ أَو أَسيد وقوله تعالى لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى قال سيبويه والعِلم قد
أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما
من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما وقال ثعلب معناه كي يتَذَكَّر
أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك
ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك قال معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا قال
ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب ومن ذلك قوله لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم
تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر قال معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا كقولك
ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها بمعنى كي أَرْكَبَها وتقول انطَلِقْ
بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث قال ابن الأَنباري لعَلَّ تكون تَرَجِّياً
وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين وينشدون فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي
أُصالِحُكُم وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا
( * فسره الدسوقي فقال أبلوني أعطوني والبلية الناقة تعقل على قبر صاحبها الميت
بلا طعام ولا شراب حتى تموت ونويّ بفتح الواو كهويّ وأَصله نواي كعصاي قلبت الالف
ياء على لغة هذيل والشاعر منهم والنوى الجهة التي ينويها المسافر وقوله استدرج
هكذا مجزومة في الأصل )
وتكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ كقول امرئ
القيس لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ
أَبؤُسا وكقول صخر الهذلي لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ تَبَوَّأَ مَنْ
شَمَنْصِيرٍ مَقاما وتكون بمعنى عَسى كقولك لعَلَّ عبدَ الله يقوم معناه عَسى عبدُ
الله وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم لعَلَّكَ يَوْماً أَن
تُلِمَّ مُلِمَّةٌ عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا وتكون بمعنى الاستفهام
كقولك لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك ؟ معناه هل تشْتُمني وقد جاءت في التنزيل
بمعنى كَيْ وفي حديث حاطب وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ
فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من
جهة الظَّن والحِسْبان وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى وعَسى ولعَلَّ من الله
تحقيق ويقال عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ وربما قالوا
عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني وأَنشد أَبو زيد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً
لعَلَّني أَرى ما تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا قال ابن بري ذكر أَبو عبيدة أَن
هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد وهذا البيت في قصيدة
لحاتم معروفة مشهورة وعَلَّ ولَعَلَّ لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ
ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما
تفعل كان وأَخواتها من الاًفعال وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول لعَلَّ زيدٍ قائمٌ
سمعه أَبو زيد من عُقَيل وقالوا لَعَلَّتْ فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء ولم
يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ لأَنه ليس
للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك كل
ذلك على البدل قال يعقوب قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول أُغْدُ لَعَلْنا في
الرِّهان نُرْسِلُه أَراد لعَلَّنا وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا قال وسمعت أَبا
الصِّقْر ينشد أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً لأَنَّنِي أَرَى ما تَرَيْنَ أَو
بَخِيلاً مُخَلَّدا وبعضهم يقول لَوَنَّني
معنى
في قاموس معاجم
العَوْل المَيْل
في الحُكْم إِلى الجَوْر عالَ يَعُولُ عَوْلاً جار ومالَ عن الحق وفي التنزيل
العزيز ذلك أَدْنَى أَن لا تَعُولوا وقال إِنَّا تَبِعْنا رَسُولَ الله واطَّرَحوا
قَوْلَ الرَّسول وعالُوا في المَوازِين والعَوْل النُّقْصان وعال المِيزانَ
عَوْلا
العَوْل المَيْل
في الحُكْم إِلى الجَوْر عالَ يَعُولُ عَوْلاً جار ومالَ عن الحق وفي التنزيل
العزيز ذلك أَدْنَى أَن لا تَعُولوا وقال إِنَّا تَبِعْنا رَسُولَ الله واطَّرَحوا
قَوْلَ الرَّسول وعالُوا في المَوازِين والعَوْل النُّقْصان وعال المِيزانَ
عَوْلاً فهو عائل مالَ هذه عن اللحياني وفي حديث عثمان رضي الله عنه كتَب إِلى
أَهل الكوفة إِني لسْتُ بميزانٍ لا أَعُول
( * قوله « لا أعول » كتب هنا بهامش النهاية ما نصه لما كان خبر ليس هو اسمه في
المعنى قال لا أعول ولم يقل لا يعول وهو يريد صفة الميزان بالعدل ونفي العول عنه
ونظيره في الصلة قولهم أنا الذي فعلت كذا في الفائق ) أَي لا أَمِيل عن الاستواء
والاعتدال يقال عالَ الميزانُ إِذا ارتفع أَحدُ طَرَفيه عن الآخر وقال أَكثر أَهل
التفسير معنى قوله ذلك أَدنى أَن لا تَعُولوا أَي ذلك أَقرب أَن لا تَجُوروا
وتَمِيلوا وقيل ذلك أَدْنى أَن لا يَكْثُر عِيَالكم قال الأَزهري وإِلى هذا القول
ذهب الشافعي قال والمعروف عند العرب عالَ الرجلُ يَعُول إِذا جار وأَعالَ يُعِيلُ
إِذا كَثُر عِيالُه الكسائي عالَ الرجلُ يَعُول إِذا افْتقر قال ومن العرب الفصحاء
مَنْ يقول عالَ يَعُولُ إِذا كَثُر عِيالُه قال الأَزهري وهذا يؤيد ما ذهب إِليه
الشافعي في تفسير الآية لأَن الكسائي لا يحكي عن العرب إِلا ما حَفِظه وضَبَطه قال
وقول الشافعي نفسه حُجَّة لأَنه رضي الله عنه عربيُّ اللسان فصيح اللَّهْجة قال
وقد اعترض عليه بعض المُتَحَذْلِقين فخَطَّأَه وقد عَجِل ولم يتثبت فيما قال ولا
يجوز للحضَريِّ أَن يَعْجَل إِلى إِنكار ما لا يعرفه من لغات العرب وعال أَمرُ
القوم عَوْلاً اشتدَّ وتَفاقَم ويقال أَمر عالٍ وعائلٌ أَي مُتفاقِمٌ على القلب
وقول أَبي ذؤَيب فذلِك أَعْلى مِنك فَقْداً لأَنه كَريمٌ وبَطْني للكِرام بَعِيجُ
إِنما أَراد أَعْوَل أَي أَشَدّ فقَلَب فوزنه على هذا أَفْلَع وأَعْوَلَ الرجلُ
والمرأَةُ وعَوَّلا رَفَعا صوتهما بالبكاء والصياح فأَما قوله تَسْمَعُ من
شُذَّانِها عَوَاوِلا فإِنه جَمَع عِوّالاً مصدر عوّل وحذف الياء ضرورة والاسم
العَوْل والعَوِيل والعَوْلة وقد تكون العَوْلة حرارة وَجْدِ الحزين والمحبِّ من
غير نداء ولا بكاء قال مُلَيح الهذلي فكيف تَسْلُبنا لَيْلى وتَكْنُدُنا وقد
تُمَنَّح منك العَوْلة الكُنُدُ ؟ قال الجوهري العَوْل والعَوْلة رفع الصوت
بالبكاء وكذلك العَوِيل أَنشد ابن بري للكميت ولن يَستَخِيرَ رُسومَ الدِّيار
بِعَوْلته ذو الصِّبا المُعْوِلُ وأَعْوَل عليه بَكَى وأَنشد ثعلب لعبيد الله بن
عبد الله بن عتبة زَعَمْتَ فإِن تَلْحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ جَوَادٌ وإِن تُسْبَقْ
فَنَفْسَكَ أَعْوِل أَراد فعَلى نفسك أَعْوِلْ فَحَذف وأَوصَلَ ويقال العَوِيل
يكون صوتاً من غير بكاء ومنه قول أَبي زُبَيْد للصَّدْرِ منه عَوِيلٌ فيه
حَشْرَجةٌ أَي زَئِيرٌ كأَنه يشتكي صَدْرَه وأَعْوَلَتِ القَوْسُ صَوَّتَتْ قال
سيبويه وقالوا وَيْلَه وعَوْلَه لا يتكلم به إِلا مع ويْلَه قال الأَزهري وأَما
قولهم وَيْلَه وعَوْلَه فإِن العَوْل والعَوِيل البكاء وأَنشد أَبْلِغْ أَمير
المؤمنين رِسالةً شَكْوَى إِلَيْك مُظِلَّةً وعَوِيلا والعَوْلُ والعَوِيل
الاستغاثة ومنه قولهم مُعَوَّلي على فلان أَي اتِّكالي عليه واستغاثتي به وقال أَبو
طالب النصب في قولهم وَيْلَه وعَوْلَه على الدعاء والذم كما يقال وَيْلاً له
وتُرَاباً له قال شمر العَوِيل الصياح والبكاء قال وأَعْوَلَ إِعْوالاً وعَوَّلَ
تعويلاً إِذا صاح وبكى وعَوْل كلمة مثل وَيْب يقال عَوْلَك وعَوْلَ زيدٍ وعَوْلٌ
لزيد وعالَ عَوْلُه وعِيلَ عَوْلُه ثَكِلَتْه أُمُّه الفراء عالَ الرجلُ يَعُولُ
إِذا شَقَّ عليه الأَمر قال وبه قرأَ عبد الله في سورة يوسف ولا يَعُلْ أَن
يَأْتِيَني بهم جميعاً ومعناه لا يَشُقّ عليه أَن يأَتيني بهم جميعاً وعالَني
الشيء يَعُولُني عَوْلاً غَلَبني وثَقُلَ عليّ قالت الخنساء ويَكْفِي العَشِيرةَ
ما عالَها وإِن كان أَصْغَرَهُمْ مَوْلِداً وعِيلَ صَبْرِي فهو مَعُولٌ غُلِب وقول
كُثَيِّر وبالأَمْسِ ما رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهم لَعَمْري فَعِيلَ الصَّبْرَ مَنْ
يَتَجَلَّد يحتمل أَن يكون أَراد عِيلَ على الصبر فحَذف وعدّى ويحتمل أَن يجوز على
قوله عِيلَ الرَّجلُ صَبْرَه قال ابن سيده ولم أَره لغيره قال اللحياني وقال أَبو
الجَرَّاح عالَ صبري فجاء به على فعل الفاعل وعِيلَ ما هو عائله أَي غُلِب ما هو
غالبه يضرب للرجل الذي يُعْجَب من كلامه أَو غير ذلك وهو على مذهب الدعاء قال
النمر بن تَوْلَب وأَحْبِبْ حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً فلَيْسَ يَعُولُك أَن
تَصْرِما
( * قوله « أن تصرما » كذا ضبط في الأصل بالبناء للفاعل وكذا في التهذيب وضبط في
نسخة من الصحاح بالبناء للمفعول )
وقال ابن مُقْبِل يصف فرساً خَدَى مِثْلَ الفالِجِيِّ يَنُوشُني بسَدْوِ يَدَيْه
عِيلَ ما هو عائلُه وهو كقولك للشيء يُعْجِبك قاتله الله وأَخزاه الله قال أَبو
طالب يكون عِيلَ صَبْرُه أَي غُلِب ويكون رُفِع وغُيِّر عما كان عليه من قولهم
عالَتِ الفريضةُ إِذا ارتفعت وفي حديث سَطِيح فلما عِيلَ صبرُه أَي غُلِب وأَما
قول الكميت وما أَنا في ائْتِلافِ ابْنَيْ نِزَارٍ بمَلْبوسٍ عَلَيَّ ولا مَعُول
فمعناه أَني لست بمغلوب الرأْي مِنْ عِيل أَي غُلِبَ وفي الحديث المُعْوَلُ عليه
يُعَذَّب أَي الذي يُبْكي عليه من المَوْتى قيل أَراد به مَنْ يُوصي بذلك وقيل
أَراد الكافر وقيل أَراد شخصاً بعينه عَلِم بالوحي حالَه ولهذا جاء به معرَّفاً
ويروى بفتح العين وتشديد الواو من عوّل للمبالغة ومنه رَجَز عامر وبالصِّياح
عَوَّلوا علينا أَي أَجْلَبوا واستغاثو والعَوِيل صوت الصدر بالبكاء ومنه حديث
شعبة كان إِذا سمع الحديث أَخَذَه العَوِيلُ والزَّوِيل حتى يحفظه وقيل كل ما كان
من هذا الباب فهو مُعْوِل بالتخفيف فأَما بالتشديد فهو من الاستعانة يقال عَوَّلْت
به وعليه أَي استعنت وأَعْوَلَت القوسُ صوّتت أَبو زيد أَعْوَلْت عليه أَدْلَلْت
عليه دالَّة وحَمَلْت عليه يقال عَوِّل عليَّ بما شئت أَي استعن بي كأَنه يقول
احْملْ عَليَّ ما أَحببت والعَوْلُ كل أَمر عَالَك كأَنه سمي بالمصدر وعالَه
الأَمرُ يَعوله أَهَمَّه ويقال لا تَعُلْني أَي لا تغلبني قال وأَنشد الأَصمعي قول
النمر بن تَوْلَب وأَحْبِب حَبِيبَك حُبًّا رُوَيْداً وقولُ أُمية بن أَبي عائذ هو
المُسْتَعانُ على ما أَتى من النائباتِ بِعافٍ وعالِ يجوز أَن يكو فاعِلاً ذَهَبت
عينُه وأَن يكون فَعِلاً كما ذهب إِليه الخليل في خافٍ والمالِ وعافٍ أَي يأْخذ
بالعفو وعالَتِ الفَريضةُ تَعُول عَوْلاً زادت قال الليث العَوْل ارتفاع الحساب في
الفرائض ويقال للفارض أَعِل الفريضةَ وقال اللحياني عالَت الفريضةُ ارتفعت في
الحساب وأَعَلْتها أَنا الجوهري والعَوْلُ عَوْلُ الفريضة وهو أَن تزيد سِهامُها
فيدخل النقصان على أَهل الفرائض قال أَبو عبيد أَظنه مأْخوذاً من المَيْل وذلك أَن
الفريضة إِذا عالَت فهي تَمِيل على أَهل الفريضة جميعاً فتَنْقُصُهم وعالَ زيدٌ
الفرائض وأَعالَها بمعنًى يتعدى ولا يتعدى وروى الأَزهري عن المفضل أَنه قال عالَت
الفريضةُ أَي ارتفعت وزادت وفي حديث علي أَنه أُتي في ابنتين وأَبوين وامرأَة فقال
صار ثُمُنها تُسْعاً قال أَبو عبيد أَراد أَن السهام عالَت حتى صار للمرأَة
التُّسع ولها في الأَصل الثُّمن وذلك أَن الفريضة لو لم تَعُلْ كانت من أَربعة
وعشرين فلما عالت صارت من سبعة وعشرين فللابنتين الثلثان ستة عشر سهماً وللأَبوين
السدسان ثمانية أَسهم وللمرأَة ثلاثة من سبعة وعشرين وهو التُّسْع وكان لها قبل
العَوْل ثلاثة من أَربعة وعشرين وهو الثُّمن وفي حديث الفرائض والميراث ذكر
العَوْل وهذه المسأَلة التي ذكرناها تسمى المِنْبَريَّة لأَن عليًّا كرم الله وجهه
سئل عنها وهو على المنبر فقال من غير رَوِيَّة صار ثُمُنها تُسْعاً لأَن مجموع
سهامِها واحدٌ وثُمُنُ واحد فأَصلُها ثَمانيةٌ
( * قوله « فأصلها ثمانية إلخ » ليس كذلك فان فيها ثلثين وسدسين وثمناً فيكون
اصلها من أربعة وعشرين وقد عالت الى سبعة وعشرين اه من هامش النهاية ) والسِّهامُ
تسعةٌ ومنه حديث مريم وعالَ قلم زكريا أَي ارتفع على الماء والعَوْل المُستعان به
وقد عَوِّلَ به وعليه وأَعْوَل عليه وعَوَّل كلاهما أَدَلَّ وحَمَلَ ويقال عَوَّلْ
عليه أَي اسْتَعِنْ به وعَوَّل عليه اتَّكَلَ واعْتَمد عن ثعلب قال اللحياني ومنه
قولهم إِلى الله منه المُشْتَكى والمُعَوَّلُ ويقال عَوَّلْنا إِلى فلان في حاجتنا
فوجَدْناه نِعْم المُعَوَّلُ أَي فَزِعْنا إِليه حين أَعْوَزَنا كلُّ شيء أَبو زيد
أَعالَ الرجلُ وأَعْوَلَ إِذا حَرَصَ وعَوَّلْت عليه أَي أَدْلَلْت عليه ويقال
فلان عِوَلي من الناس أَي عُمْدَتي ومَحْمِلي قال تأَبَّط شرّاً لكِنَّما عِوَلي
إِن كنتُ ذَا عِوَلٍ على بَصير بكَسْب المَجْدِ سَبَّاق حَمَّالِ أَلْوِيةٍ
شَهَّادِ أَنْدِيةٍ قَوَّالِ مُحْكَمةٍ جَوَّابِ آفاق حكى ابن بري عن المُفَضَّل
الضَّبِّيّ عِوَل في البيت بمعنى العويل والحُزْن وقال الأَصمعي هو جمع عَوْلة مثل
بَدْرة وبِدَر وظاهر تفسيره كتفسير المفضَّل وقال الأَصمعي في قول أَبي كبير
الهُذَلي فأَتَيْتُ بيتاً غير بيتِ سَنَاخةٍ وازْدَرْتُ مُزْدار الكَريم
المُعْوِلِ قال هو من أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا حَرَص وهذا البيت أَورده ابن بري
مستشهداً به على المُعْوِلِ الذي يُعْوِل بدَلالٍ أَو منزلة ورجُل مُعْوِلٌ أَي
حريص أَبو زيد أَعْيَلَ الرجلُ فهو مُعْيِلٌ وأَعْوَلَ فهو مُعْوِل إِذا حَرَص والمُعَوِّل
الذي يَحْمِل عليك بدالَّةٍ يونس لا يَعُولُ على القصد أَحدٌ أَي لا يحتاج ولا
يَعيل مثله وقول امرئ القيس وإِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهَراقةٌ فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ
دارسٍ مِن مُعَوَّل ؟ أَي من مَبْكىً وقيل من مُسْتَغاث وقيل من مَحْمِلٍ
ومُعْتَمَدٍ وأَنشد عَوِّلْ على خالَيْكَ نِعْمَ المُعَوَّلُ
( * قوله « عوّل على خاليك إلخ » هكذا في الأصل كالتهذيب ولعله شطر من الطويل دخله
الخرم )
وقيل في قوله فهلْ عند رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ مذهبان أَحدهما أَنه مصدر
عَوَّلْت عليه أَي اتَّكَلْت فلما قال إِنَّ شِفائي عَبْرةٌ مُهْراقةٌ صار كأَنه
قال إِنما راحتي في البكاء فما معنى اتكالي في شفاء غَلِيلي على رَسْمٍ دارسٍ لا
غَناء عنده عنِّي ؟ فسَبيلي أَن أُقْبِلَ على بُكائي ولا أُعَوِّلَ في بَرْد
غَلِيلي على ما لا غَناء عنده وأَدخل الفاء في قوله فهل لتربط آخر الكلام بأَوّله فكأَنه
قال إِذا كان شِفائي إِنما هو في فَيْض دمعي فسَبِيلي أَن لا أُعَوِّل على رَسمٍ
دارسٍ في دَفْع حُزْني وينبغي أَن آخذ في البكاء الذي هو سبب الشّفاء والمذهب
الآخر أَن يكون مُعَوَّل مصدر عَوَّلت بمعنى أَعْوَلْت أَي بكَيْت فيكون معناه فهل
عند رَسْم دارس من إِعْوالٍ وبكاء وعلى أَي الأَمرين حمَلْتَ المُعوَّلَ فدخولُ
الفاء على هل حَسَنٌ جميل أَما إِذا جَعَلْت المُعَوَّل بمعنى العويل والإِعوال
أَي البكاء فكأَنه قال إِن شفائي أَن أَسْفَحَ ثم خاطب نفسه أَو صاحبَيْه فقال
إِذا كان الأَمر على ما قدّمته من أَن في البكاء شِفاءَ وَجْدِي فهل من بكاءٍ
أَشْفي به غَليلي ؟ فهذا ظاهره استفهام لنفسه ومعناه التحضيض لها على البكاء كما
تقول أَحْسَنْتَ إِليَّ فهل أَشْكُرُك أَي فلأَشْكُرَنَّك وقد زُرْتَني فهل
أُكافئك أَي فلأُكافِئَنَّك وإِذا خاطب صاحبيه فكأَنه قال قد عَرَّفْتُكما ما سببُ
شِفائي وهو البكاء والإِعْوال فهل تُعْوِلان وتَبْكيان معي لأُشْفَى ببكائكما ؟
وهذا التفسير على قول من قال إِن مُعَوَّل بمنزلة إِعْوال والفاء عقدت آخر الكلام
بأَوله فكأَنه قال إِذا كنتما قد عَرَفتما ما أُوثِرُه من البكاء فابكيا وأَعْوِلا
معي وإِذا استَفْهم نفسه فكأَنه قال إِذا كنتُ قد علمتُ أَن في الإِعْوال راحةً لي
فلا عُذْرَ لي في ترك البكاء وعِيَالُ الرَّجُلِ وعَيِّلُه الذين يَتَكفَّلُ بهم
وقد يكون العَيِّلُ واحداً والجمع عالةٌ عن كراع وعندي أَنه جمع عائل على ما يكثر
في هذا انحو وأَما فَيْعِل فلا يُكَسَّر على فَعَلةٍ البتَّةَ وفي حديث أَبي هريرة
رضي الله عنه ما وِعاءُ العَشَرة ؟ قال رجُلٌ يُدْخِل على عَشَرةِ عَيِّلٍ وِعاءً
من طعام يُريد على عَشَرةِ أَنفسٍ يَعُولُهم العَيِّلُ واحد العِيَال والجمع
عَيَائل كَجَيِّد وجِياد وجَيائد وأَصله عَيْوِلٌ فأَدغم وقد يقع على الجماعة
ولذلك أَضاف إِليه العشرة فقال عشرةِ عَيِّلٍ ولم يقل عَيَائل والياء فيه منقلبة
عن الواو وفي حديث حَنْظَلة الكاتب فإِذا رَجَعْتُ إِلى أَهلي دَنَتْ مني المرأَةُ
وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ وحديث ذي الرُّمَّةِ ورُؤبةَ في القَدَر أَتُرَى اللهَ عز وجل
قَدَّر على الذئب أَن يأْْكل حَلُوبةَ عَيائلَ عالةٍ ضَرَائكَ ؟ وقول النبي صلى
الله عليه وسلم في حديث النفقة وابْدأْ بمن تَعُول أَي بمن تَمُون وتلزمك نفقته من
عِيَالك فإِن فَضَلَ شيءٌ فليكن للأَجانب قال الأَصمعي عالَ عِيالَه يَعُولُهم
إِذا كَفَاهم مَعاشَهم وقال غيره إِذا قاتهم وقيل قام بما يحتاجون إِليه من قُوت
وكسوة وغيرهما وفي الحديث أَيضاً كانت له جاريةٌ فَعَالَها وعَلَّمها أَي أَنفق
عليها قال ابن بري العِيَال ياؤه منقلبة عن واو لأَنه من عالَهُم يَعُولهم وكأَنه
في الأَصل مصدر وضع على المفعول وفي حديث القاسم
( * قوله « وفي حديث القاسم » في نسخة من النهاية ابن مخيمرة وفي أُخرى ابن محمد
وصدر الحديث سئل هل تنكح المرأَة على عمتها أو خالتها فقال لا فقيل له انه دخل بها
وأعولت أفنفرق بينهما ؟ قال لا ادري ) أَنه دَخل بها وأَعْوَلَتْ أَي ولدت
أَولاداً قال ابن الأَثير الأَصل فيه أَعْيَلَتْ أَي صارت ذاتَ عِيال وعزا هذا
القول إِلى الهروي وقال قال الزمخشري الأَصل فيه الواو يقال أَعالَ وأَعْوَلَ إِذا
كَثُر عِيالُه فأَما أَعْيَلَتْ فإِنه في بنائه منظور فيه إِلى لفظ عِيال لا إِلى
أَصله كقولهم أَقيال وأَعياد وقد يستعار العِيَال للطير والسباع وغيرهما من
البهائم قال الأَعشى وكأَنَّما تَبِع الصُّوارَ بشَخْصِها فَتْخاءُ تَرْزُق
بالسُّلَيِّ عِيالَها ويروى عَجْزاء وأَنشد ثعلب في صفة ذئب وناقة عَقَرها له
فَتَرَكْتُها لِعِيالِه جَزَراً عَمْداً وعَلَّق رَحْلَها صَحْبي وعالَ وأَعْوَلَ
وأَعْيَلَ على المعاقبة عُؤولاً وعِيالةً كَثُر عِيالُه قال الكسائي عالَ الرجلُ
يَعُول إِذا كثُر عِيالُه واللغة الجيدة أَعالَ يُعِيل ورجل مُعَيَّل ذو عِيال
قلبت فيه الواو ياء طَلَبَ الخفة والعرب تقول ما لَه عالَ ومالَ فَعالَ كثُر
عِيالُه ومالَ جارَ في حُكْمِه وعالَ عِيالَه عَوْلاً وعُؤولاً وعِيالةً وأَعالَهم
وعَيَّلَهُم كلُّه كفاهم ومانَهم وقاتَهم وأَنفَق عليهم ويقال عُلْتُهُ شهراً إِذا
كفيته مَعاشه والعَوْل قَوْتُ العِيال وقول الكميت كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ
عامرٍ لَدى الحَبْل حتى عالَ أَوْسٌ عِيالَها أُمُّ عامر الضَّبُعُ أَي بَقي
جِراؤُها لا كاسِبَ لهنَّ ولا مُطْعِم فهن يتتَبَّعْنَ ما يبقى للذئب وغيره من
السِّباع فيأْكُلْنه والحَبْل على هذه الرواية حَبْل الرَّمْل كل هذا قول ابن
الأَعرابي ورواه أَبو عبيد لِذِي الحَبْل أَي لصاحب الحَبْل وفسر البيت بأَن الذئب
غَلَب جِراءها فأَكَلَهُنَّ فَعَال على هذا غَلَب وقال أَبو عمرو الضَّبُعُ إِذا
هَلَكَت قام الذئب بشأْن جِرائها وأَنشد هذا البيت والذئبُ يَغْذُو بَناتِ
الذِّيخِ نافلةً بل يَحْسَبُ الذئبُ أَن النَّجْل للذِّيب يقول لكثرة ما بين
الضباع والذئاب من السِّفاد يَظُنُّ الذئب أَن أَولاد الضَّبُع أَولاده قال
الجوهري لأَن الضَّبُع إِذا صِيدَت ولها ولَدٌ من الذئب لم يزل الذئب يُطْعِم
ولدها إِلى أَن يَكْبَر قال ويروى غال بالغين المعجمة أَي أَخَذ جِراءها وقوله
لِذِي الحَبْل أَي للصائد الذي يُعَلِّق الحبل في عُرْقوبها والمِعْوَلُ حَديدة
يُنْقَر بها الجِبالُ قال الجوهري المِعْوَل الفأْسُ العظيمة التي يُنْقَر بها
الصَّخْر وجمعها مَعاوِل وفي حديث حَفْر الخَنْدق فأَخَذ المِعْوَل يضرب به الصخرة
والمِعْوَل بالكسر الفأْس والميم زائدة وهي ميم الآلة وفي حديث أُمّ سَلَمة قالت لعائشة
لو أَراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَن يَعْهَدَ إِليكِ عُلْتِ أَي عَدَلْتِ
عن الطريق ومِلْتِ قال القتيبي وسمعت من يرويه عِلْتِ بكسر العين فإِن كان محفوظاً
فهو مِنْ عالَ في البلاد يَعيل إِذا ذهب ويجوز أَن يكون من عالَه يَعُولُه إِذا
غَلَبَه أَي غُلِبْتِ على رأْيك ومنه قولهم عِيلَ صَبْرُك وقيل جواب لو محذوف أَي
لو أَراد فَعَلَ فتَرَكَتْه لدلالة الكلام عليه ويكون قولها عُلْتِ كلاماً
مستأْنفاً والعالَةُ شبه الظُّلَّة يُسَوِّيها الرجلُ من الشجر يستتر بها من المطر
مخففة اللام وقد عَوَّلَ اتخذ عالةً قال عبد مناف بن رِبْعٍ الهُذْلي الطَّعْنُ
شَغْشَغةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعةٌ ضَرْبَ المُعَوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدا قال ابن
بري الصحيح أَن البيت لساعدة بن جُؤيَّة الهذلي والعالَة النعامةُ عن كراع فإِمَّا
أَن يَعْنيَ به هذا النوع من الحيوان وإِمَّا أَن يَعْنيَ به الظُّلَّة لأَن
النَّعامة أَيضاً الظُّلَّة وهو الصحيح وما له عالٌ ولا مالٌ أَي شيء ويقال
للعاثِر عاً لَكَ عالياً كقولك لعاً لك عالياً يدعى له بالإِقالة أَنشد ابن
الأَعرابي أَخاكَ الذي إِنْ زَلَّتِ النَّعْلُ لم يَقُلْ تَعِسْتَ ولكن قال عاً
لَكَ عالِيا وقول الشاعر أُمية بن أَبي الصلت سَنَةٌ أَزْمةٌ تَخَيَّلُ بالنا سِ
تَرى للعِضاه فِيها صَرِيرا لا على كَوْكَبٍ يَنُوءُ ولا رِي حِ جَنُوبٍ ولا تَرى
طُخْرورا ويَسُوقون باقِرَ السَّهْلِ للطَّوْ دِ مَهازِيلَ خَشْيةً أَن تَبُورا
عاقِدِينَ النِّيرانَ في ثُكَنِ الأَذْ نابِ منها لِكَيْ تَهيجَ النُّحورا سَلَعٌ
مَّا ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا عائلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقورا
( * قوله « فيها » الرواية منها وقوله « طخرورا » الرواية طمرورا بالميم مكان
الخاء وهو العود اليابس او الرحل الذي لا شيء له وقوله « سلع ما إلخ » الرواية
سلعاً ما إلخ بالنصب )
أَي أَن السنة الجَدْبة أَثْقَلَت البقرَ بما حُمِّلَت من السَّلَع والعُشَر
وإِنما كانوا يفعلون ذلك في السنة الجَدْبة فيَعْمِدون إِلى البقر فيَعْقِدون في
أَذْنابها السَّلَع والعُشَر ثم يُضْرمون فيها النارَ وهم يُصَعِّدونها في الجبل
فيُمْطَرون لوقتهم فقال أُمية هذا الشعر يذكُر ذلك والمَعاوِلُ والمَعاوِلةُ قبائل
من الأَزْد النَّسَب إِليهم مِعْوَليٌّ قال الجوهري وأَما قول الشاعر في صفة
الحَمام فإِذا دخَلْت سَمِعْت فيها رَنَّةً لَغَطَ المَعاوِل في بُيوت هَداد فإِن
مَعاوِل وهَداداً حَيَّانِ من الأَزْد وسَبْرة بن العَوَّال رجل معروف وعُوالٌ
بالضم حيٌّ من العرب من بني عبد الله بنغَطَفان وقال أَتَتْني تَميمٌ قَضُّها
بقَضِيضِها وجَمْعُ عُوالٍ ما أَدَقَّ وأَلأَما