عَنَّ الشيءُ
يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَناً وعُنُوناً ظَهَرَ أَمامك وعَنَّ يَعِنُّ ويُعُنُّ عَنّاً
وعُنوناً واعْتَنَّ اعتَرَضَ وعَرَض ومنه قول امرئ القيس فعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ
نِعاجه والاسم العَنَن والعِنانُ قال ابن حِلزة عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كما تُع
عَنَّ الشيءُ
يَعِنُّ ويَعُنُّ عَنَناً وعُنُوناً ظَهَرَ أَمامك وعَنَّ يَعِنُّ ويُعُنُّ عَنّاً
وعُنوناً واعْتَنَّ اعتَرَضَ وعَرَض ومنه قول امرئ القيس فعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ
نِعاجه والاسم العَنَن والعِنانُ قال ابن حِلزة عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كما تُعْ
تَرُ عن حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ
( * قوله « عنناً باطلاً » تقدم إنشاده في مادة حجر وربض وعتر عنتا بنون فمثناة
فوقية وكذلك في نسخ من الصحاح لكن في تلك المواد من المحكم والتهذيب عنناً بنونين
كما أنشداه هنا ) وأَنشد ثعلب وما بَدَلٌ من أُمِّ عُثمانَ سَلْفَعٌ من السُّود
وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ معنى قوله وَرْهاءِ العِنان أَنها تَعْتنُّ في كل كلام
أَي تعْترض ولا أَفعله ما عَنَّ في السماء نجمٌ أَي عَرَض من ذلك والعِنَّة
والعُنَّة الاعتراض بالفُضول والاعْتِنانُ الاعتراض والعُنُنُ المعترضون بالفُضول
الواحد عانٌّ وعَنونٌ قال والعُنُن جمع العَنين وجمع المَعْنون يقال عُنَّ الرجلُ
وعُنِّنَ وعُنِنَ وأُعْنِنَ
( * قوله « وأعنن » كذا في التهذيب والذي في التكملة والقاموس وأعنّ بالإدغام )
فهو عَنِينَ مَعْنونٌ مُعَنٌّ مُعَنَّنٌ وأَعْنَنْتُ بعُنَّةٍ ما أَدري ما هي أَي
تعَرَّضتُ لشيء لا أَعرفه وفي المثل مُعْرِضٌ لعَنَنٍ لم يَعْنِه والعَنَنُ
اعتراضُ الموت وفي حديث سطيح أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ ورجل مِعَنٌّ
يعْرِض في شيء ويدخل فيما لا يعنيه والأُنثى بالهاء ويقال امرأَة مِعَنَّة إذا
كانت مجدولة جَدْلَ العِنان غير مسترخية البطن ورجل مِعَنٌّ إذا كان عِرِّيضاً
مِتْيَحاً وامرأَة مِعَنَّة تَعْتنُّ وتعْترض في كل شيء قال الراجز إنَّ لنا
لَكَنَّه مِعَنَّةً مِفَنَّه كالريح حول القُنَّه مِفَنَّة تَفْتَنُّ عن الشيء
وقيل تَعْتَنُّ وتَفْتنُّ في كل شيءٍ والمِعَنُّ الخطيب وفي حديث طهفة بَرِئنا
إليك من الوَثَن والعَنن الوَثَنُ الصنم والعَنن الاعتراض من عَنَّ الشيء أَي
اعترض كأَنه قال برئنا إليك من الشرك والظلم وقيل أَراد به الخلافَ والباطل ومنه
حديث سطيح أَم فازَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَننْ يريد اعتراض الموت وسَبْقَه وفي
حديث علي رضوان الله عليه دَهَمتْه المنيَّةُ في عَنَن جِماحه هو ما ليس بقصد ومنه
حديثه أَيضاً يذُمُّ الدنيا أَلا وهي المُتَصدِّيةُ العَنُونُ أَي التي تتعرض
للناس وفَعول للمبالغة ويقال عَنَّ الرجل يَعِنُّ عَنّاً وعَنَناً إذا اعترض لك من
أَحد جانبيك من عن يمينك أَو من عن شمالك بمكروه والعَنُّ المصدر والعَنَنُ الاسم
وهو الموضع الذي يَعُنُّ فيه العانُّ ومنه سمي العِنانُ من اللجام عِناناً لأَنه
يعترضه من ناحيتيه لا يدخل فمه منه شيء ولقيه عَيْنَ عُنَّة
( * قوله « عين عنة » بصرف عنة وعدمه كما في القاموس ) أَي اعتراضاً في الساعة من
غير أَن يطلبه وأَعطاه ذلك عَيْنَ عُنَّة أَي خاصةً من بين أَصحابه وهو من ذلك
والعِنان المُعانَّة والمُعانَّة المعارضة وعُناناك أَن تفعل ذاك على وزن قُصاراك
أَي جهدك وغايتك كأَنه من المُعانَّة وذلك أَن تريد أَمراً فيَعْرِضَ دونه عارِضٌ
يمنعك منه ويحبسك عنه قال ابن بري قال الأَخفش هو غُناماك وأَنكر على أَبي عبيد
عُناناك وقال النَّجِيرَميُّ الصواب قول أَبي عبيد وقال علي ابن حمزة الصواب قول
الأَخفش والشاهد عليه بيت ربيعة بن مقروم الضبي وخَصْمٍ يَرْكَبُ العَوصاءِ طاطٍ
عن المُثْلى غُناماهُ القِذاعُ وهو بمعنى الغنيمة والقِذاعُ المُقاذَعة ويقال هو
لك بين الأَوْبِ والعَنَن إمّا أَن يَؤُوبَ إليك وإِما أَن يعْرِضَ عليك قال ابن
مقبل تُبْدي صُدوداً وتُخْفي بيننا لَطَفاً يأْتي محارِمَ بينَ الأَوْبِ والعَنَن
وقيل معناه بين الطاعة والعصيان والعانُّ من السحاب الذي يَعْتَرِضُ في الأُفُقِ
قال الأَزهري وأَما قوله جَرَى في عِنان الشِّعْرَيَيْنِ الأَماعِزُ فمعناه جرى في
عِراضِهما سَرابُ الأَماعِز حين يشتدُّ الحرُّ بالسَّراب وقال الهذلي كأَنَّ
مُلاءَتَيَّ على هِزَفٍّ يعُنُّ مع العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ يَعُنُّ يَعْرِض وهما
لغتان يَعِنُّ ويَعُنُّ والتَّعْنِين الحبْس وقيل الحبس في المُطْبَق الطويل ويقال
للمجنون مَعْنون ومَهْرُوع ومخفوع ومعتُوه وممتوه ومُمْتَهٌ إذا كان مجنوناً وفلان
عَنَّانٌ عن الخير وخَنَّاسٌ وكَزَّامٌ أَي بطيء عنه والعِنِّينُ الذي لا يأْتي
النساء ولا يريدهن بَيِّنُ العَنَانة والعِنِّينة والعِنِّينيَّة وعُنِّنَ عن
امرأَته إذا حكم القاضي عليه بذلك أَو مُنعَ عنها بالسحر والاسم منه العُنَّة وهو
مما تقدم كأَنه اعترضه ما يَحْبِسُه عن النساء وامرأَة عِنِّينة كذلك لا تريد
الرجال ولا تشتهيهم وهو فِعِّيلٌ بمعنى مفعول مثل خِرِّيج قال وسُمِّيَ عِنِّيناً
لأَنه يَعِنُّ ذكَرُه لقُبُل المرأَة من عن يمينه وشماله فلا يقصده ويقال
تَعَنَّنَ الرجل إذا ترك النساء من غير أَن يكون عِنِّيناً لثأْر يطلبه ومنه قول
ورقاء بن زهير بن جذيمة قاله في خالد ابن جعفر بن كلاب تعَنَّنْتُ للموت الذي هو
واقِعٌ وأَدركتُ ثأْري في نُمَيْرٍ وعامِرِ ويقال للرجل الشريف العظيم السُّودَد
إنه لطويل العِنان ويقال إنه ليأْخذ في كل فَنٍّ وعَنٍّ وسَنٍّ بمعنى واحد وعِنانُ
اللجام السير الذي تُمسَك به الدابة والجمع أَعِنَّة وعُنُنٌ نادر فأَما سيبويه
فقال لم يُكسَّر على غير أَعِنَّة لأَنهم إن كسَّرُوه على بناء الأَكثر لزمهم
التضعيف وكانوا في هذا أَحرى يريد إذ كانوا قد يقتصرون على أَبنية أَدنى العدد في
غير المعتل يعني بالمعتل المدغم ولو كسروه على فُعُل فلزمهم التضعيف لأَدغموا كما
حكى هو أَن من العرب من يقول في جمع ذُباب ذُبٌّ وفرس قصير العِنان إذا ذُمَّ
بِقصَر عُنُقِه فإذا قالوا قصير العِذار فهو مدح لأَنه وصف حينئذ بسعة جَحْفلته
وأَعَنَّ اللجامَ جعل له عِناناً والتَّعْنينُ مثله وعَنَّن الفرسَ وأَعَنَّه حبسه
بعنانه وفي التهذيب أَعَنَّ الفارسُ إذا مَدَّ عِنانَ دابته ليَثْنِيَه عن السير
فهو مُعِنٌّ وعَنَّ دابته عَنّاً جعل له عِناناً وسُمِي عِنانُ اللجام عِناناً
لاعتراض سَيْرَيه على صَفْحَتيْ عُنق الدابة من عن يمينه وشماله ويقال مَلأَ فلانٌ
عِنانَ دابته إذا أَعْداه وحَمَلَهُ على الحُضْر الشديد وأَنشد ابن السكيت حَرْفٌ
بعيدٌ من الحادي إذا مَلأَتْ شَمْسُ النهارِ عِنانَ الأَبْرَقِ الصَّخِبِ قال
أَراد بالأَبْرَقِ الصَّخِبِ الجُنْدُبَ وعِنانُه جَهْدُه يقول يَرْمَضُ فيستغيث
بالطيران فتقع رجلاه في جناحيه فتسمع لهما صوتاً وليس صوته من فيه ولذلك يقال
صَرَّ الجُنْدُب وللعرب في العِنانِ أَمثال سائرة يقال ذَلَّ عِنانُ فلان إذا
انقاد وفُلانٌ أَبّيُّ العِنانِ إذا كان مُمتنعاً ويقال أَرْخِ من عنانِه أَي
رَفِّه عنه وهما يَجْريان في عِنانٍ إذا استويا في فَضْلٍ أو غيره وقال
الطِّرِمَّاحُ سَيَعْلَمُ كُلُّهم أَني مُسِنٌّ إذا رَفَعُوا عِناناً عن عِنانِ
المعنى سيعلم الشعراء أَني قارح وجَرى الفرسُ عِناناً إذا جرى شوطاً وقول الطرماح
إذا رفعوا عناناً عن عنان أَي شوطاً بعد شوط ويقال اثْنِ عَليَّ عِنانَهُ أَي
رُدَّه عليَّ وثَنَيْتُ على الفرسِ عِنانه إِذا أَلجمته قال ابن مقبل يذكر فرساً
وحاوَطَني حتى ثَنَيْتُ عِنانَهُ على مُدْبِرِ العِلْباءِ رَيّانَ كاهِلُهْ
حاوَطَني أَي داوَرَني وعالَجَني ومُدْبِرِ عِلّْيائه عُنُقُه أَراد أَنه طويل
العنق في عِلْيائِه إدبار ابن الأَعرابي رُبَّ جَوادٍ قد عَثَرَ في اسْتِنانِه
وكبا في عِنانه وقَصَّرَ في مَيْدانه وقال الفرس يَجْري بعِتْقِه وعِرْقِه فإِذا
وُضِعَ في المِقْوَس جَرى بجَدِّ صاحبه كبا أَي عَثَر وهي الكَبْوَةُ يقال لكل
جواد كَبْوَة ولكل عالم هَفْوة ولكل صارم نَبْوَة كبا في عِنانِه أَي عثر في
شَوْطه والعِنان الحبل قال رؤبة إلى عِنانَيْ ضامِرٍ لَطيفِ عنى بالعِنانين هنا
المَتْنَين والضامر هنا المَتْنُ وعِنانا المتن حَبْلاه والعِنانُ والعانُّ من صفة
الحبال التي تَعْتَنُّ من صَوْبك وتقطع عليك طريقك يقال بموضع كذا وكذا عانٌّ
يَسْتَنُّ السَّابلَة ويقال للرجل إنه طَرِفُ العِنان إذا كان خفيفاً وعَنَّنَتِ
المرأَةُ شعرَها شَكَّلَتْ بعضه ببعض وشِرْكَةُ عِنانٍ وشِرْكُ عِنانٍ شَرِكَةٌ في
شيء خاص دون سائر أَموالها كأَنه عَنَّ لهما شيء أَي عَرَضَ فاشترياه واشتركا فيه
قال النابغة الجعدي وشارَكْنا قُرَيْشاً في تُقاها وفي أَحْسابها شِرْكَ العِنانِ
بما وَلَدَتْ نساءُ بني هِلالٍ وما وَلَدَتْ نساءُ بني أَبانِ وقيل هو إذا اشتركا
في مال مخصوص وبانَ كلُّ واحد منهما بسائر ماله دون صاحبه قال أَبو منصور
الشِّرْكَة شِرْكَتانِ شِرْكَةُ العِنان وشَرِكَةُ المفاوضة فأَما شَرِكَةُ
العِنان فهو أَن يخرج كل واحد من الشريكين دنانير أَو دراهم مثل ما يُخْرج صاحبه
ويَخْلِطاها ويأْذَنَ كل واحد منهما لصاحبه بأَن يتجر فيه ولم تختلف الفقهاء في
جوازه وأَنهما إن رَبِحا في المالين فبينهما وإنْ وُضِعا فعلى رأْس مال كل واحد
منهما وأَما شركة المُفاوضة فأَن يَشْتَرِكا في كل شيء في أَيديهما أَو
يَسْتَفيداه من بَعْدُ وهذه الشركة عند الشافعي باطلة وعند النعمان وصاحبيه جائزة
وقيل هو أَن يعارض الرجل الرجل عند الشراء فيقول له أَشْرِكني معك وذلك قبل أَن
يَستوجب العَلَقَ وقيل شَرِكة العِنانِ أَن يكونا سواء في الغَلَق وأَن يتساوى
الشريكان فيما أَخرجاه من عين أَو ورق مأْخوذ من عِنانِ الدابة لأَن عِنانَ الدابة
طاقتان متساويتان قال الجعدي يمدح قومه ويفتخر وشاركنا قريشاً في تُقاها ( البيتان
) أَي ساويناهم ولو كان من الاعتراض لكان هجاء وسميت هذه الشركةُ شَرِكَةَ عِنانٍ
لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل ماله وعمله فيه مثل عمله بيعاً وشراء يقال
عانَّهُ عِناناً ومُعانَّةً كما يقال عارَضَه يُعارضه مُعارَضةً وعِراضاً وفلان
قَصِيرُ العِنانِ قليل الخير على المثل والعُنَّة الحَظِيرة من الخَشَبِ أَو الشجر
تجعل للإِبل والغنم تُحْبَسُ فيها وقيد في الصحاح فقال لتَتَدَرَّأَ بها من بَرْدِ
الشَّمال قال ثعلب العُنَّة الحَظِيرَةُ تكون على باب الرجل فيكون فيها إِبله
وغنمه ومن كلامهم لا يجتمع اثنان في عُنَّةٍ وجمعها عُنَنٌ قال الأَعشى تَرَى
اللَّحْمَ من ذابِلٍ قد ذَوَى ورَطْبٍ يُرَفَّعُ فَوْقَ العُنَنْ وعِنانٌ أَيضاً
مثل قُبَّةٍ وقِبابٍ وقال البُشْتِيُّ العُنَنُ في بيت الأَعشى حِبال تُشَدُّ
ويُلْقَى عليها القَدِيدُ قال أَبو منصور الصواب في العُنَّة والعُنَنِ ما قاله
الخليل وهو الحظيرة وقال ورأَيت حُظُراتِ الإِبل في البادية يسمونها عُنَناً
لاعْتِنانِها في مَهَبِّ الشَّمالِ مُعْتَرِضة لتقيها بَرْدَ الشَّمالِ قال
ورأَيتهم يَشُرُّون اللحم المُقَدَّدَ فوقها إذا أَرادوا تجفيفه قال ولست أَدري
عمن أَخذ البُشْتِيُّ ما قال في العُنَّة إنه الحبل الذي يُمَدُّ ومَدُّ الحبل من
فِعَْلِ الحاضرة قال وأُرى قائلَه رأَى فقراءَ الحرم يَمُدُّون الحبال بمِنًى
فيُلْقُون عليها لُحومَ الأَضاحي والَدْي التي يُعْطَوْنَها ففسر قول الأَعشى بما
رأَى ولو شاهد العرب في باديتها لعلم أَن العُنَّة هي الحِظَارُ من الشجر وفي
المثل كالمُهَدِّرِ في العُنَّةِ يُضْرَبُ مثلاً لمن يَتَهَدَّدُ ولا يُنَفِّذُ
قال ابن بري والعُنَّةُ بالضم أَيضاً خَيْمة تجعل من ثُمامٍ أَو أَغصان شجر
يُسْتَظَلُّ بها والعُنَّة ما يجمعه الرجل من قَصَبٍ ونبت ليَعْلِفَه غَنَمه يقال
جاء بعُنَّةٍ عظيمة والعَنَّةُ بفتح العين العَطْفَة قال الشاعر إذا انصَرَفَتْ من
عَنَّةٍ بعد عَنَّةٍ وجَرْسٍ على آثارِها كالمُؤَلَّبِ والعُنَّةُ ما تُنْصَبُ
عليه القِدْرُ وعُنَّةُ القِدْر الدِّقْدانُ قال عَفَتْ غيرَ أَنْآءٍ ومَنْصَبِ
عُنَّةٍ وأَوْرَقَ من تحتِ الخُصاصَةِ هامِدُ والعَنُونُ من الدواب التي تُباري في
سيرها الدوابَّ فتَقْدُمُها وذلك من حُمُر الوحش قال النابغة كأَنَّ الرَّحْلَ
شُدَّ به خَنُوفٌ من الجَوْناتِ هادِيةٌ عَنُونُ ويروى خَذُوفٌ وهي السمينة من بقر
الوحش ويقال فلان عَنَّانٌ على آنُفِ القوم إذا كان سَبَّاقاً لهم وفي حديث طَهْفة
وذو العِنانِ الرَّكُوبُ يريد الفرس الذَّلُولَ نسبه إلى العِنانِ والرَّكوب لأَنه
يُلْجَم ويُرْكَب والعِنانُ سير اللِّجام وفي حديث عبد الله بن مسعود كان رجلٌ في
أَرض له إِذ مَرَّتْ به عَنَانةٌ تَرَهْيَأُ العانَّة والعَنَانةُ السَّحابة
وجمعها عَنَانٌ وفي الحديث لو بَلَغتْ خَطيئتُه عَنانَ السماء العَنَان بالفتح
السحاب ورواه بعضهم أَعْنان بالأَلف فإِن كان المحفوظ أَعْنان فهي النواحي قاله
أَبو عبيد قال يونس بن حبيب أَعْنانُ كل شيء نواحيه فأَما الذي نحكيه نحن
فأَعْناءُ السماء نواحيها قاله أَبو عمرو وغيره وفي الحديث مَرَّتْ به سحابةٌ فقال
هل تدرون ما اسم هذه ؟ قالوا هذه السحابُ قال والمُزْنُ قالوا والمزن قال والعَنان
قالوا والعَنانُ وقيل العَنان التي تُمْسِكُ الماءَ وأَعْنانُ السماء نواحيها
واحدها عَنَنٌ وعَنٌّ وأَعْنان السماء صَفائحُها وما اعترَضَ من أَقطارها كأَنه
جمع عَنَنٍ قال يونس ليس لمَنْقُوصِ البيان بَهاءٌ ولو حَكَّ بِيافُوخِه أَعْنان
السماء والعامة تقول عَنان السماء وقيل عَنانُ السماء ما عَنَّ لك منها إذا نظرت
إليها أَي ما بدا لك منها وأَعْنانُ الشجر أَطرافُه ونواحيه وعَنانُ الدار جانبها
الذي يَعُنُّ لك أَي يَعْرِضُ وأَما ما جاء في الحديث من أَنه صلى الله عليه وسلم
سئل عن الإِبل فقال أَعْنانُ الشَّياطين لا تُقْبِلُ إلاَّ مُوَلِّية ولا تُدْبِرُ
إلاَّ مُوَلِّية فإِنه أَراد أَنها على أَخلاق الشياطين وحقيقةُ الأَعْنانِ
النواحي قال ابن الأَثير كأَنه قال كأَنها لكثرة آفاتها من نواحي الشياطين في
أَخلاقها وطبائعها وفي حديث آخر لا تصلوا في أَعْطانِ الإِبل لأَنها خلقت من
أَعْنانِ الشياطين وعَنَنْتُ الكتابَ وأَعْنَنْتُه لكذا أَي عَرَّضْتُه له
وصرَفْته إليه وعَنَّ الكِتابَ يَعُنُّه عَنّاً وعَنَّنه كَعَنْوَنَه وعَنْوَنْتُه
وعَلْوَنْتُه بمعنى واحد مشتق من المَعْنى وقال اللحياني عَنَّنْتُ الكتابَ
تَعْنيناً وعَنَّيْتُه تَعْنِيَةً إذا عَنْوَنْتَه أَبدلوا من إِحدى النونات ياء
وسمي عُنْواناً لأَنه يَعُنُّ الكِتابَ من ناحِيتيه وأَصله عُنَّانٌ فلما كثرت
النونات قلبت إحداها واواً ومن قال عُلْوانُ الكتاب جعل النون لاماً لأَنه أَخف
وأَظهر من النون ويقال للرجل الذي يُعَرِّض ولا يُصرِّحُ قد جعل كذا وكذا
عُِنْواناً لحاجته وأَنشد وتَعْرِفُ في عُنْوانِها بعضَ لَحْنِها وفي جَوْفِها
صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهِيا قال ابن بري والعُنْوانُ الأَثر قال سَوَّارُ بن
المُضرِّب وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سنَحْتُ بها جعلتُها للتي أَخْفَيْتُ عُنْواناً
قال وكلما استدللت بشيءٍ تُظهره على غيره فهو عُنوانٌ له كما قال حسان بن ثابت
يرثي عثمان رضي الله تعالى عنه ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ به يُقَطِّعُ
الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآناً قال الليث العُلْوانُ لغة في العُنْوان غير جيدة
والعُنوان بالضم هي اللغة الفصيحة وقال أَبو دواد الرُّوَاسِيّ لمن طَلَلٌ
كعُنْوانِ الكِتابِ ببَطْنِ أُواقَ أَو قَرَنِ الذُّهابِ ؟ قال ابن بري ومثله
لأَبي الأَسود الدُّؤَليّ نظَرْتُ إلى عُنْوانِه فنبَذتُه كنَبْذِكَ نَعلاً
أَخلقَتْ من نِعالكا وقد يُكْسَرُ فيقال عِنوانٌ وعِنيانٌ واعْتَنَّ ما عند القوم
أَي أُعْلِمَ خَبَرَهم وعَنْعَنةُ تميم إبدالُهم العين من الهمزة كقولهم عَنْ
يريدون أَنْ وأَنشد يعقوب فلا تُلْهِكَ الدنيا عَنِ الدِّينِ واعْتَمِلْ لآخرةٍ لا
بُدّ عنْ سَتَصِيرُها وقال ذو الرمة أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقَاءَ منْزِلةً
ماءُ الصَّبَابةِ من عَينيكَ مَسْجُومُ أَراد أَأَن ترَسَّمْتَ وقال جِرانُ
العَوْدِ فما أُبْنَ حتى قُلْنَ يا ليْتَ عَنَّنا تُرابٌ وعَنَّ الأَرضَ بالناسِ
تُخْسَفُ قال الفراء لغة قريش ومن جاورهم أَنَّ وتميمٌ وقَيْس وأَسَدٌ ومن جاورهم
يجعلون أَلف أَن إذا كانت مفتوحة عيناً يقولون أَشهد عَنَّك رسول الله فإِذا كسروا
رجعوا إلى الأَلف وفي حديث قَيْلةَ تَحْسَبُ عَنِّي نائمة أَي تحسب أَني نائمة
ومنه حديث حُصَين بن مُشَمِّت أَخبرنا فلان عَنَّ فلاناً حَدَّثه أَي أَن فلاناً
قال ابن الأَثير كأَنَّهم يفعلون لبَحَحٍ في أَصواتهم والعرب تقول لأَنَّكَ
ولعَنَّك تقول ذاك بمعنى لَعَلَّك ابن الأَعرابي لعنَّكَ لبني تميم وبنو تَيْم
الله بن ثَعْلبة يقولون رَعَنَّك يريدون لعلك ومن العرب من يقول رَعَنَّكَ
ولغَنَّك بالغين المعجمة بمعنى لعَلَّكَ والعرب تقول كنا في عُنَّةٍ من الكَلأِ
وفُنَّةٍ وثُنَّةٍ وعانِكَةٍ من الكلأِ واحدٌ أَي كنا في كَلاءٍ كثير وخِصْبٍ وعن
معناها ما عدا الشيءَ تقول رميت عن القوسْ لأَنه بها قَذَفَ سهمه عنها وعدَّاها
وأَطعمته عن جُوعٍ جعل الجوع منصرفاً به تاركاً له وقد جاوزه وتقع من موقعها وهي
تكون حرفاً واسماً بدليل قولهم من عَنْه قال القُطَامِيّ فقُلْتُ للرَّكْبِ لما
أَنْ عَلا بهمُ من عن يمينِ الحُبَيّا نظرةٌ قَبَلُ قال وإنِما بنيت لمضارعتها
للحرف وقد توضع عن موضع بعد كما قال الحرث بن عُبَاد قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامةِ
مِنِّي لقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حيالِ أَي بعد حيال وقال امرؤ القيس وتُضْحي
فَتيتُ المِسكِ فوقَ فِراشِها نَؤُوم الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عن تَفَضُّلِ وربما
وضعت موضع على كما قال ذو الإِصبع العدواني لاه ابنُ عمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في
حَسَبٍ عَني ولا أَنتَ دَيّاني فتَخْزُوني قال النحويون عن ساكنة النون حرف وضع
لمَعْنى ما عَدَاكَ وتراخى عنك يقال انصَرِفْ عنِّي وتنحَّ عني وقال أَبو زيد
العرب تزيدُ عنك يقال خذ ذا عنك والمعنى خذ ذا وعنك زيادة قال النابغة الجعدي
يخاطب ليلى الأَخيلية دَعي عنكِ تَشْتامَ الرجالِ وأَقبِلي على أَذْلَعِيٍّ يَملأُ
اسْتَكِ فَيْشَلا أَراد يملأُ استك فَيْشلُه فخرج نصباً على التفسير ويجوز حذف
النون من عن للشاعر كما يجوز له حذف نون من وكأَنَّ حذْفَه إنما هو لالتقاء
الساكنين إِلا أَن حذف نون من في الشعر أَكثر من حذف نون عن لأَن دخول من في
الكلام أَكثر من دخول عن وعَنِّي بمعنى عَلِّي أَي لَعَلِّي قال القُلاخُ يا
صاحِبَيَّ عَرِّجا قَلِيلا عَنَّا نُحَيِّي الطَّلَلَ المُحِيلا وقال الأَزهري في
ترجمة عنا قال قال المبرد من وإلى ورب وفي والكاف الزائدة والباء الزائدة واللام
الزائدة هي حروف الإِضافة التي يضاف بها الأَسماء والأَفعال إلى ما بعدها قال
فأَما ما وضعه النحويون نحو على وعن وقبل وبَعْدُ وبَيْن وما كان مثلَ ذلك فإِنما
هي أَسماء يقال جئت من عِنْدِه ومن عليه ومن عن يساره ومن عن يمينه وأَنشد بيت
القطامي من عَنْ يمين الحُبَيّا نظْرَةٌ قَبَلُ قال ومما يقع الفرق فيه بين من وعن
أَن من يضاف بها ما قَرُبَ من الأَسماء وعن يُوصَل بها ما تَراخى كقولك سمعت من
فلان حديثاً وحدثنا عن فلان حديثاً وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى وهو الذي
يَقْبَل التوبةَ عن عباده أَي من عباده الأَصمعي حدَّثني فلان من فلان يريد عنه
ولَهِيتُ من فلان وعنه وقال الكسائي لَهِيتُ عنه لا غير وقال اله مِنْه وعنه وقال
عنك جاء هذا يريد منك وقال ساعدةُ بن جُؤَيّةَ أَفَعنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَهُ
غابٌ تَسَنَّمهُ ضِرامٌ مُوقَدُ ؟ قال يريد أَمِنْكَ بَرْقٌ ولا صِلَةٌ روى جميعَ
ذلك أَبو عبيد عنهم قال وقال ابن السكيت تكون عن بمعنى على وأَنشد بيت ذي الإِصبع
العدواني لا أَفضلْتَ في حَسَبٍ عَنِّي قال عَنِّي في معنى عَليَّ أَي لم تُفْضِلْ
في حسب عَلَيَّ قال وقد جاء عن بمعنى بعد وأَنشد ولقد شُبَّتِ الحُرُوبُ فما غَمْ
مَرْتَ فيها إذ قَلَّصَتْ عن حِيالِ أي قلَّصَتْ بعد حِيالها وقال في قول لبيد
لوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطانُ عنه يَبُكُّ مسافَةَ الخِمْسِ الكَمالِ
( * قوله « يبك مسافة إلخ » كذا أَنشده هنا كالتهذيب وأَنشده في مادة قلص كالمحكم
يبذ مفازة الخمس الكلالا )
قال قوله عنه أَي من أَجله والعرب تقول سِرْ عنك وانْفُذْ عنك أَي امضِ وجُزْ لا
معنى لعَنْك وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه طاف بالبيت مع يَعْلَى بن أُميَّة
فلما انتهى إلى الركن الغرْبيِّ الذي يلي الأَسْودَ قال له أَلا تسْتَلِمُ ؟ فقال
له انْفُذْ عنك فإِن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسْتَلِمْه وفي الحديث تفسيره
أَي دَعْه ويقال جاءنا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فتخفض النون ويقال جاءنا
مِنَ الخير ما أَوجب الشكر فتفتح النون لأَن عن كانت في الأَصل عني ومن أَصلها
مِنَا فدلت الفتحة على سقوط الأَلف كما دلت الكسرة في عن على سقوط الياء وأَنشد
بعضهم مِنَا أن ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ مَلَثُ الظَّلامِ
وقال الزجاج في إِعراب من الوقفُ إِلا أَنها فتحت مع الأَسماء التي تدخلها الأَلف
واللام لالتقاء الساكنين كقولك من الناس النون من من ساكنة والنون من الناس ساكنة
وكان في الأَصل أَن تكسر لالتقاء الساكنين ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين لو كان
من الناس لثَقُلَ ذلك وأَما إِعراب عن الناس فلا يجوز فيه إِلا الكسر لأَن أَول عن
مفتوح قال والقول ما قال الزجاج في الفرق بينهما
معنى
في قاموس معاجم
العَوْنُ
الظَّهير على الأَمر الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيه سواء وقد حكي في تكسيره
أَعْوان والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة جاء معها أَعْوانها يَعْنون بالسنة
الجَدْبَ وبالأَعوان الجراد والذِّئاب والأَمراض والعَوِينُ اسم للجمع أَبو عمرو
العَوينُ الأ
العَوْنُ
الظَّهير على الأَمر الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيه سواء وقد حكي في تكسيره
أَعْوان والعرب تقول إذا جاءَتْ السَّنة جاء معها أَعْوانها يَعْنون بالسنة
الجَدْبَ وبالأَعوان الجراد والذِّئاب والأَمراض والعَوِينُ اسم للجمع أَبو عمرو
العَوينُ الأَعْوانُ قال الفراء ومثله طَسيسٌ جمع طَسٍّ وتقول أَعَنْتُه إعانة
واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ به فأَعانَني وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لم يكن
تحته ثلاثي معتل أَعني أَنه لا يقال عانَ يَعُونُ كَقام يقوم لأَنه وإن لم يُنْطَق
بثُلاثِيَّة فإِنه في حكم المنطوق به وعليه جاءَ أَعانَ يُعِين وقد شاع الإِعلال
في هذا الأَصل فلما اطرد الإِعلال في جميع ذلك دَلَّ أَن ثلاثية وإن لم يكن
مستعملاً فإِنه في حكم ذلك والإسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة
والمَعُون قال الأَزهري والمَعُونة مَفْعُلة في قياس من جعله من العَوْن وقال ناسٌ
هي فَعُولة من الماعُون والماعون فاعول وقال غيره من النحويين المَعُونة مَفْعُلة
من العَوْن مثل المَغُوثة من الغَوْث والمضوفة من أَضافَ إذا أَشفق والمَشُورة من
أَشارَ يُشير ومن العرب من يحذف الهاء فيقول مَعُونٌ وهو شاذ لأَنه ليس في كلام
العرب مَفْعُل بغير هاء قال الكسائي لا يأْتي في المذكر مَفْعُلٌ بضم العين إلاَّ
حرفان جاءَا نادرين لا يقاس عليهما المَعُون والمَكْرُم قال جميلٌ بُثَيْنَ
الْزَمي لا إنَّ لا إنْ لزِمْتِه على كَثْرة الواشِينَ أَيُّ مَعُونِ يقول نِعْمَ
العَوْنُ قولك لا في رَدِّ الوُشاة وإن كثروا وقال آخر ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ
مَكْرُمِ
( * قوله « ليوم مجد إلخ » كذا بالأصل والمحكم والذي في التهذيب ليوم هيجا ) وقيل
مَعُونٌ جمع مَعونة ومَكْرُم جمع مَكْرُمة قاله الفراء وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا
أَعان بعضهم بعضاً سيبويه صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها في معنى تعاوَنوا فجعلوا
ترك الإِعلال دليلاً على أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تعاونوا وقالوا
عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الأَلف
قبلها قال ابن بري يقال اعْتَوَنوا واعْتانوا إذا عاوَنَ بعضهم بعضاً قال ذو الرمة
فكيفَ لنا بالشُّرْبِ إنْ لم يكنْ لنا دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ ولا نَقْدُ ؟
أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ أَم يَنْبَري لنا فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ شِيمَتُه
الحَمْدُ ؟ وتَعاوَنَّا أَعان بعضنا بعضاً والمَعُونة الإِعانَة ورجل مِعْوانٌ حسن
المَعُونة وتقول ما أَخلاني فلان من مَعاوِنه وهو وجمع مَعُونة ورجل مِعْوان كثير
المَعُونة للناس واسْتَعَنْتُ بفلان فأَعانَني وعاونَني وفي الدعاء رَبِّ أَعنِّي
ولا تُعِنْ عَليَّ والمُتَعاوِنة من النساء التي طَعَنت في السِّنِّ ولا تكون إلا
مع كثرة اللحم قال الأَزهري امرأَة مُتَعاوِنة إذا اعتدل خَلْقُها فلم يَبْدُ
حَجْمُها والنحويون يسمون الباء حرف الاستعانة وذلك أَنك إذا قلت ضربت بالسيف
وكتبت بالقلم وبَرَيْتُ بالمُدْيَة فكأَنك قلت استعنت بهذه الأَدوات على هذه
الأَفعال قال الليث كل شيء أَعانك فهو عَوْنٌ لك كالصوم عَوْنٌ على العبادة والجمع
الأَعْوانُ والعَوانُ من البقر وغيرها النَّصَفُ في سنِّها وفي التنزيل العزيز لا
فارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بين ذلك قال الفراء انقطع الكلام عند قوله ولا بكر ثم
استأْنف فقال عَوان بين ذلك وقيل العوان من البقر والخيل التي نُتِجَتْ بعد بطنها
البِكْرِ أَبو زيد عانَتِ البقرة تَعُون عُؤُوناً إذا صارت عَواناً والعَوان
النَّصَفُ التي بين الفارِضِ وهي المُسِنَّة وبين البكر وهي الصغيرة ويقال فرس
عَوانٌ وخيل عُونٌ على فُعْلٍ والأَصل عُوُن فكرهوا إلقاء ضمة على الواو فسكنوها
وكذلك يقال رجل جَوادٌ وقوم جُود وقال زهير تَحُلُّ سُهُولَها فإِذا فَزَعْنا
جَرَى منهنَّ بالآصال عُونُ فَزَعْنا أَغَثْنا مُسْتَغيثاً يقول إذا أَغَثْنا
ركبنا خيلاً قال ومن زعم أَن العُونَ ههنا جمع العانَةِ بفقد أَبطل وأَراد أَنهم
شُجْعان فإِذا اسْتُغيث بهم ركبوا الخيل وأَغاثُوا أَبو زيد بَقَرة عَوانٌ بين
المُسِنَّةِ والشابة ابن الأَعرابي العَوَانُ من الحيوان السِّنُّ بين
السِّنَّيْنِ لا صغير ولا كبير قال الجوهري العَوَان النَّصَفُ في سِنِّها من كل
شيء وفي المثل لا تُعَلَّمُ العَوانُ الخِمْرَةَ قال ابن بري أَي المُجَرِّبُ عارف
بأَمره كما أَن المرأَة التي تزوجت تُحْسِنُ القِناعَ بالخِمار قال ابن سيده
العَوانُ من النساء التي قد كان لها زوج وقيل هي الثيِّب والجمع عُونٌ قال نَواعِم
بين أَبْكارٍ وعُونٍ طِوال مَشَكِّ أَعْقادِ الهَوادِي تقول منه عَوَّنَتِ المِرأَةُ
تَعْوِيناً إذا صارت عَواناً وعانت تَعُونُ عَوْناً وحربٌ عَوان قُوتِل فيها مرة
( * قوله مرة أي مرّةً بعد الأخرى ) كأَنهم جعلوا الأُولى بكراً قال وهو على
المَثَل قال حَرْباً عواناً لَقِحَتْ عن حُولَلٍ خَطَرتْ وكانت قبلها لم تَخْطُرِ
وحَرْبٌ عَوَان كان قبلها حرب وأَنشد ابن بري لأَبي جهل ما تَنْقِمُ الحربُ
العَوانُ مِنِّي ؟ بازِلُ عامين حَدِيثٌ سِنِّي لمِثْل هذا وَلَدَتْني أُمّي وفي
حديث علي كرم الله وجهه كانت ضَرَباتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُوناً العُونُ جمع
العَوان وهي التي وقعت مُخْتَلَسَةً فأَحْوَجَتْ إلى المُراجَعة ومنه الحرب
العَوانُ أَي المُتَردّدة والمرأَة العَوان وهي الثيب يعني أَن ضرباته كانت قاطعة
ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية ونخلة عَوانٌ طويلة أَزْدِيَّة وقال أَبو
حنيفة العَوَانَةُ النخلة في لغة أَهل عُمانَ قال ابن الأََعرابي العَوانَة النخلة
الطويلة وبها سمي الرجل وهي المنفردة ويقال لها القِرْواحُ والعُلْبَة قال ابن بري
والعَوَانة الباسِقَة من النخل قال والعَوَانة أَيضاً دودة تخرج من الرمل فتدور
أَشواطاً كثيرة قال الأَصمعي العَوانة دابة دون القُنْفُذ تكون في وسط الرَّمْلة
اليتيمة وهي المنفردة من الرملات فتظهر أَحياناً وتدور كأَنها تَطْحَنُ ثم تغوص
قال ويقال لهذه الدابة الطُّحَنُ قال والعَوانة الدابة سمي الرجل بها وبِرْذَوْنٌ
مُتَعاوِنٌ ومُتَدارِك ومُتَلاحِك إذا لَحِقَتْ قُوَّتُه وسِنُّه والعَانة القطيع
من حُمُر الوحش والعانة الأَتان والجمع منهما عُون وقيل وعانات ابن الأَعرابي
التَّعْوِينُ كثرةُ بَوْكِ الحمار لعانته والتَّوْعِينُ السِّمَن وعانة الإِنسان
إِسْبُه الشعرُ النابتُ على فرجه وقيل هي مَنْبِتُ الشعر هنالك واسْتَعان الرجلُ
حَلَقَ عانَتَه أَنشد ابن الأَعرابي مِثْل البُرام غَدا في أُصْدَةٍ خَلَقٍ لم
يَسْتَعِنْ وحَوامي الموتِ تَغْشاهُ البُرام القُرادُ لم يَسْتَعِنْ أَي لم
يَحْلِقْ عانته وحَوامي الموتِ حوائِمُه فقلبه وهي أَسباب الموت وقال بعض العرب
وقد عرَضَه رجل على القَتْل أَجِرْ لي سَراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ وتَعَيَّنَ
كاسْتَعان قال ابن سيده وأَصله الواو فإِما أَن يكون تَعَيَّنَ تَفَيْعَلَ وإِما
أَن يكون على المعاقبة كالصَّيَّاغ في الصَّوَّاغ وهو أَضعف القولين إذ لو كان ذلك
لوجدنا تَعَوَّنَ فعَدَمُنا إِياه يدل على أَن تَعَيَّنَ تَفَيْعَل الجوهري
العانَة شعرُ الركَبِ قال أَبو الهيثم العانة مَنْبِت الشعر فوق القُبُل من
المرأَة وفوق الذكر من الرجل والشَّعَر النابتُ عليهما يقال له الشِّعْرَةُ
والإِسْبُ قال الأَزهري وهذا هو الصواب وفلان على عانَة بَكْرِ بن وائل أَي
جماعتهم وحُرْمَتِهم هذه عن اللحياني وقيل هو قائم بأَمرهم والعانَةُ الحَظُّ من
الماء للأَرض بلغة عبد القيس وعانَةُ قرية من قُرى الجزيرة وفي الصحاح قرية على
الفُرات وتصغير كل ذلك عُوَيْنة وأَما قولهم فيها عاناتٌ فعلى قولهم رامَتانِ
جَمَعُوا كما ثَنَّوْا والعانِيَّة الخَمْر منسوبة إليها الليث عاناتُ موضع
بالجزيرة تنسب إليها الخمر العانِيَّة قال زهير كأَنَّ رِيقَتَها بعد الكَرى
اغْتَبَقَتْ من خَمْرِ عانَةَ لَمَّا يَعْدُ أَن عَتَقا وربما قالوا عاناتٌ كما
قالوا عرفة وعَرَفات والقول في صرف عانات كالقول في عَرَفات وأَذْرِعات قال ابن
بري شاهد عانات قول الأَعشى تَخَيَّرَها أَخُو عاناتِ شَهْراً ورَجَّى خَيرَها
عاماً فعاما قال وذكر الهرويُّ أَنه يروى بيت امرئ القيس على ثلاثة أَوجه
تَنَوَّرتُها من أَذرِعاتٍ بالتنوين وأَذرعاتِ بغير تنوين وأَذرعاتَ بفتح التاء
قال وذكر أَبو علي الفارسي أَنه لا يجوز فتح التاء عند سيبويه وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ
وعَوانةُ أَسماء وعَوانة وعوائنُ موضعان قال تأبَّط شرّاً ولما سمعتُ العُوصَ
تَدْعو تنَفَّرَتْ عصافيرُ رأْسي من برًى فعَوائنا ومَعانُ موضع بالشام على قُرب
مُوتة قال عبد الله ابن رَواحة أَقامتْ ليلَتين على مَعانٍ وأَعْقَبَ بعد فَتَرتها
جُمومُ
معنى
في قاموس معاجم
مَعَنَ الفرسُ
ونحوه يَمْعَنُ مَعْناً وأَمْعَنَ كلاهما تباعد عادياً وفي الحديث أَمْعَنْتُمْ في
كذا أَي بالغتم وأَمْعَنُوا في بلد العدوّ وفي الطلب أَي جدُّوا وأَبعدوا
وأَمْعَنَ الرجلُ هرب وتباعد قال عنترة ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه لا
مُمْعِنٍ
مَعَنَ الفرسُ
ونحوه يَمْعَنُ مَعْناً وأَمْعَنَ كلاهما تباعد عادياً وفي الحديث أَمْعَنْتُمْ في
كذا أَي بالغتم وأَمْعَنُوا في بلد العدوّ وفي الطلب أَي جدُّوا وأَبعدوا
وأَمْعَنَ الرجلُ هرب وتباعد قال عنترة ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَه لا
مُمْعِنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِم والماعُونُ الطاعة يقال ضرَبَ الناقة حتى أَعطت
ماعونها وانقادت والمَعْنُ الإِقرار بالحق قال أَنس لمُصْعَب بن الزُّبَير
أَنْشُدُكَ الله في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عن فراشه وقعد على
بساطه وتمعَّنَ عليه وقال أَمْرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأْس والعين
تَمَعَّنَ أَي تصاغر وتذلل انقياداً من قولهم أَمْعَنَ بحقي إذا أَذعن واعترف وقال
الزمخشري هو من المَعانِ المكان يقال موضع كذا مَعَان من فلان أَي نزل عن دَسْتِه
وتمكن على بساطه تواضعاً ويروى تَمَعَّكَ عليه أَي تقلب وتَمَرَّغ وحكى الأَخفش عن
أَعرابي فصيح لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعاً تعطيك الماعونَ أَي تنقاد لك وتطيعك
وأَمْعَنَ بحقي ذهب وأَمْعَنَ لي به أَقَرَّ بعد جَحْد والمَعْن الجحود والكفر
للنعم والمَعْنُ الذل والمَعْنُ الشيء السهل الهين والمَعْنُ السهل اليسير قال
النِّمِرُ بن توْلَب ولا ضَيَّعْتُه فأُلامَ فيه فإنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيْرُ
مَعْنِ أَي غير يسير ولا سهل وقال ابن الأَعرابي غير حَزْمٍ ولا كَيْسٍ من قوله
أَمْعَن لي بحقي أَي أَقرّ به وانقاد وليس بقوي وفي التنزيل العزيز ويمنعون
الماعُونَ روي عن علي رضوان الله عليه أَنه قال الماعون الزكاة وقال الفراء سمعت
بعض العرب يقول الماعون هو الماء بعينه قال وأَنشدني فيه يَمُجُّ صَبِيرُهُ
الماعونَ صَبّاً قال الزجاج من جعل الماعُونَ الزكاة فهو فاعولٌ من المَعْنِ وهو
الشيء القليل فسميت الزكاة ماعُوناً بالشيء القليل لأَنه يؤخذ من المال ربع عشره
وهو قليل من كثير والمَعْنُ والماعون المعروف كله لتيسره وسهولته لدَيْنا بافتراض
الله تعالى إياه علينا قال ابن سيده والماعونُ الطاعة والزكاة وعليه العمل وهو من
السهولة والقلة لأنها جزء من كل قال الراعي قوْمٌ على التَّنْزيِلِ لَمَّا
يَمْنَعُوا ماعونَهم ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا
( * قوله « على التنزيل » كذا بالأصل والذي في المحكم والتهذيب على الإسلام وفي
التهذيب وحده ويبدلوا التنزيلا ويبدلوا تبديلا )
والماعون أَسقاط البيت كالدَّلوِ والفأْس والقِدْرِ والقَصْعة وهو منه أَيضاً
لأَنه لا يكْرِثُ معطيه ولا يُعَنِّي كاسبَه وقال ثعلب الماعون ما يستعار من قَدُومٍ
وسُفْرةٍ وشَفْرةٍ وفي الحديث وحُسْنُ مُواساتهم بالماعون قال هو اسم جامع لمنافع
البيت كالقِدْرِ والفأْس وغيرهما مما جرت العادة بعارِيته قال الأَعشى بأَجْوَدَ
منه بماعُونِه إذا ما سَمَاؤهم لم تَغِمْ ومن الناس من يقول الماعون أَصله مَعُونة
والأَلف عوض من الهاء والماعون المَطَرُ لأَنه يأْتي من رحمة الله عَفْواً بغير
علاج كما تُعالجُ الأَبآرُ ونحوها من فُرَض المَشارب وأَنشد أَيضاً أَقُولُ لصاحبي
ببِراقِ نَجْدٍ تبَصَّرْ هَلْ تَرَى بَرْقاً أَراهُ ؟ يَمُجُّ صَبِيرُهُ الماعُونَ
مَجّاً إذا نَسَمٌ من الهَيْفِ اعْتراهُ وزَهرٌ مَمْعُونٌ ممطور أُخذ من ذلك ابن
الأَعرابي رَوْضٌ ممعون بالماء الجاري وقال عَدِيُّ بن زيد العَبّادي وذي
تَنَاوِيرَ ممْعُونٍ له صَبَحٌ يَغْذُو أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارا وقول
الحَذْلَمِيّ يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ فسره بعضهم فقال الماعون ما
يَمْنَعْنَهُ منه وهو يطلبه منهن فكأَنه ضد والماعون في الجاهلية المنفعة والعطية
وفي الإسلام الطاعة والزكاة والصدقة الواجبة وكله من السهولة والتَّيَسُّر وقال
أَبو حنيفة المَعْنُ والماعُونُ كل ما انتفعت به قال ابن سيده وأُراه ما انْتُفِع
به مما يأْتي عَفْواً وقوله تعالى وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ
قال الفراء ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة ومَعِينٍ الماءُ الظاهر الجاري قال ولك أَن
تجعل المَعِينَ مفْعولاً من العُيُون ولك أَن تجعله فَعِيلاً من الماعون يكون
أَصله المَعْنَ والماعُونُ الفاعولُ وقال عُبيدٌ واهيةٌ أَو مَعِينٌ مُمْعِنٌ أَو
هَضْبةٌ دونها لهُوبُ
( * قوله « واهية البيت » هو هكذا بهذا الضبط في التهذيب إلا أن فيه دونها الهبوب
بدل لهوب )
والمَعْنُ والمَعِينُ الماء السائل وقيل الجاري على وجه الأَرض وقيل الماء العذب
الغزير وكل ذلك من السُّهولة والمَعْنُ الماء الظاهر والجمع مُعُنٌ ومُعُناتٌ
ومياهٌ مُعْنانٌ وماء مَعِينٌ أَي جارٍ ويقال هو مفْعول من عِنْتُ الماءَ إذا
استنبطته وكَلأٌ مَمْعون جرى فيه الماءُ والمُعُناتُ والمُعْنانُ المَسايل
والجوانب من السُّهولة أَيضاً والمُعْنانُ مَجاري الماء في الوادي ومَعَنَ الوادي
كثر فيه الماء فسَهُلَ مُتَناوَلُه ومَعُنَ الماءُ مَعَنَ يَمْعَنُ مُعوناً
وأَمْعَنَ سَهُلَ وسال وقيل جرى وأَمْعَنَه هو ومَعِنَ الموضعُ والنبتُ رَوِيَ من
الماء قال تميم بن مُقْبل يَمُجُّ بَرَاعِيمَ من عَضْرَسٍ تَرَاوَحَه القَطْرُ حتى
مَعِنْ أَبو زيد أَمْعَنَتِ الأَرضُ ومُعِنَتْ إذا رَوِيَتْ وقد مَعَنها المطرُ
إذا تتابع عليها فأَرواها وفي هذا الأَمر مَعْنةٌ أَي إصلاح ومَرَمَّةٌ ومعَنَها
يَمْعَنُها مَعْناً نكحها والمَعْنُ الأَديمُ والمَعْنُ الجلد الأَحمر يجعل على
الأَسْفاط قال ابن مقبل بلا حِبٍ كمَقَدِّ المََعْنِ وَعَّسَه أَيدي المَراسِلِ في
رَوْحاته خُنُفَا ويقال للذي لا مال له ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ أَي قليل ولا
كثير وقال اللحياني معناه ما له شيء ولا قوم وقال ابن بري قال القالي السَّعْنُ
الكثير والمَعْنُ القليل قال وبذلك فسر ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنةٌ قال الليث
المَعْنُ المعروف والسَّعْنُ الوَدَكُ قال الأَزهري والمَعْنُ القليل والمَعْنُ
الكثير والمَعْنُ القصير والمَعْنُ الطويل والمَعْنِيُّ القليل المال والمَعْنِيُّ
الكثير المال وأَمْعَنَ الرجلُ إذا كثر ماله وأَمْعَنَ إذا قلَّ ماله وحكى ابن بري
عن ابن دريد ماء مَعْنٌ ومَعِينٌ وقد مَعُنَ فهذا يدل على أَن الميم أَصل ووزنه
فَعيل وعند الفراء وزنه مفْعول في الأَصل كمَنِيع وحكى الهَرَوِيُّ في فصل عين عن
ثعلب أَنه قال عانَ الماءُ يَعِينُ إذا جرى ظاهراً وأَنشد للأَخطل حَبَسوا
المَطِيَّ على قَدِيمٍ عَهْدُه طامٍ يَعِينُ وغائِرٌ مَسْدُومُ والمَعَانُ
المَباءَةُ والمَنزل ومَعانُ القوم منزلهم يقال الكوفة مَعانٌ منَّا أَي منزل منا
قال الأَزهري الميم من مَعانٍ ميم مَفْعَلٍ ومَعانٌ موضع بالشام ومَعِينٌ اسم
مدينة باليمن قال ابن سيده ومَعِينٌ موضع قال عمرو بن مَعْديكرب دعانا من بَراقِشَ
أَو مَعينٍ فأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بنا مَلِيعُ وقد يكون مَعِين هنا مفعولاً من
عِنْتُهُ وبنو مَعْنٍ بطن ومَعْنٌ فرس الخَمْخامِ بن جَمَلَةَ ورجل مَعْنٌ في
حاجته وقولهم حَدِّثْ عن مَعْنٍ ولا حَرَجَ هو مَعْنُ بن زائدة بن عبد الله بن زائدة
بن مَطَر بن شَرِيكِ بن عمرو الشيباني وهو عم يزيدَ بن مِزْيَد بن زائدة الشيباني
وكان مَعْنٌ أَجود العرب قال ابن بري قال الجوهري هو مَعْنُ بن زائدة بن مَطَرِ بن
شَرِيك قال وصوابه مَعْنُ بن زائدة ابن عبد الله بن زائدة بن مَطر بن شريكٍ ونسخة
الصحاح التي نقَلْتُ منها كانت كما ذكره ابن بري من الصواب فإما أَن تكون النسخة
التي نقلْتُ منها صُحِّحتْ من الأَمالي وإما أَن يكون الشيخ ابن بري نقل من نسخة
سقط منها جَدّان وفي الحديث ذكر بئر مَعُونةَ بفتح الميم وضم العين في أَرض بني
سُليمٍ فيما بين مكة والمدينة وأَما بالغين المعجمة فموضع قريب من المدينة
معنى
في قاموس معاجم
: العَيْنُ :
حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت :
العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع
الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ
مُفاضةٌدِلاص
: العَيْنُ :
حاسة البصر والرؤية أُنثى تكون للإِنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت :
العَينُ التي يبصر بها الناظر والجمع أَعْيان و أَعْيُن و أَعْيُنات الأَخيرة جمع
الجمع والكثير عُيون قال يزيد بن عبد المَدان : ولكِنَّني أَغْدُو عَليَّ
مُفاضةٌدِلاصٌ كأَعْيانِ الجراد المُنظَّمِوأَنشد ابن بري : بأَعْيُنات لم
يُخالِطْها القَذى وتصغير العين عُيَيْنةٌ ومنه قيل ذو العُيَيْنَتَين للجاسوس ولا
تقل ذو العُوَيْنَتين . قال ابن سيده : و العَيْنُ الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبرَ
ويسمى ذا العَيْنَين ويقال تسميه العرب ذا العينين و ذا العُوَينتين كله بمعنى
واحد . وزعم اللحياني أَن أَعْيُناً قد يكون جمع الكثير أَيضاً قال الله عز وجل :
{ أَم لهُمْ أَعْيُنٌ يبْصِرون بها } وإِنما أَراد الكثير . وقولهم : بعَيْن ما
أَرَيَنَّك معناه عَجِّل حتى أَكون كأَني أَنظر إِليك بعَيْني . وفي الحديث : أَن
موسى عليه السلام فَقَأَ عينَ مَلَك الموتِ بصكَّةٍ صكه قيل : أَراد أَنه أَغلظ له
في القول يقال : أَتيته فلَطَمَ وجهي بكلام غليظ والكلام الذي قاله له موسى قال :
أُحَرِّجُ عليك أَن تدْنوَ مني فإِني أُحَرِّجُ داري ومنزلي فجعل هذا تغليظاً من
موسى له تشبيهاً بفَقْءِ العين وقيل : هذا الحديث مما يُؤمَنُ به وبأَمثاله ولا
يُدخَل في كيفيته . وقول العرب : إِذا سَقطت الجبْهةُ نظرتِ الأَرضَ بإِحدى
عَيْنَيْها فإِذا سقطت الصَّرْفةُ نظرت بهما جميعاً إِنما جعلوا لها عَيْنين على
المثل . وقوله تعالى : { ولِتُصْنع على عَيْني } فسره ثعلب فقال : لتُرَبَّى من
حيث أَراك . وفي التنزيل : { واصْنَع الفُلك بأَعْيُنِنا } قال ابن الأَنباري قال
أَصحاب النقل والأَخذ بالأَثر الأَعْيُنُ يريد به العَينَ قال : وعَينُ الله لا
تفسر بأَكثر من ظاهرها ولا يسع أَحداً أَن يقول : كيف هي أَو ما صفتها وقال بعض
المفسرين : بأَعيننا بإِبصارنا إِليك وقال غيره : بإِشفاقنا عليك واحتج بقوله : {
ولِتُصْنَع على عَيْني } أَي لِتُغذَّى بإِشفاقي . وتقول العرب : على عَيْني
قصدْتُ زيداً يريدون الإِشفاق . و العَيْنُ : أَن تصِيبَ الإِنسانَ بعينٍ . و عانَ
الرجلَ يَعِينُه عَيْناً فهو عائن والمصاب مَعِينٌ على النقص و مَعْيونٌ على
التمام : أَصابه بالعين . قال الزجاج : المَعِينُ المُصابُ بالعين و المعْيون الذي
فيه عينٌ قال عباس بن مِرداس : قد كان قوْمُكَ يحْسَبونك سيِّداً وإِخالُ أَنك
سَيِّدٌ مَعْيونُ وحكى اللحياني : إِنك لجميل ولا أَعِنْكَ ولا أَعِينُك الجزم على
الدعاء والرفع على الإِخبار أَي لا أُصيبك بعين . ورجل مِعْيانٌ و عَيونٌ : شديد
الإِصابة بالعين والجمع عُيُنٌ و عِينٌ وما أَعْيَنه . وفي الحديث : العين حق
وإِذا اسْتُغْسِلتم فاغْسِلوا . يقال : أَصابت فلاناً عينٌ إِذا نظر إِليه عدو أَو
حسود فأَثرت فيه فمرض بسببها . وفي الحديث : كان يُؤمَرُ العائنُ فيتوضأُ ثم
يَغْتَسِل منه المَعِين . وفي الحديث : لا رُقْيَة إِلاَّ منْ عَينٍ أَو حُمَةٍ
تخصيصه العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأَمراض لأَنه أَمر
بالرقية مطلقاً ورَقى بعض أَصحابه من غيرهما وإِنما معناه لا رُقْية أَولى وأَنفعُ
من رُقية العين والحُمَة . و تعَيَّنَ الإِبلَ واعْتانها : اسْتَشْرَفها ليَعِينها
وأَنشد ابن الأَعرابي : يَزِينُها للناظِرِ المُعْتانِ خَيْفٌ قريبُ العهْدِ
بالحَيْرانِ أَي إِذا كان عهدها قريباً بالولادة كان أَضخم لضرعها وأَحسن وأَشدّ
امتلاء . و تَعَيَّنَ الرجلُ إِذا تَشَوَّهَ وتأَنى ليصيب شيئاً بعينه . و أَعانها
كاعْتانها . ورجل عَيونٌ إِذا كان نَجيءَ العَين يقال : أَتيت فلاناً فما عَيَّنَ
لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما أَعطاني شيئاً . و العَيْنُ و المُعاينة :
النَّظَرُ وقد عايَنُه مُعاينة و عِياناً . ورآه عِياناً : لم يشك في رؤيته إِياه
. ورأَيت فلاناً عِياناً أَي مواجهة . قال ابن سيده : ولقيه عِياناً أَي مُعاينة
وليس في كل شيء قيل مثل هذا لو قلت لَقِيْتُهُ لحاظاً لم يجز إِنما يُحكى من ذلك
ما سُمِع . و تَعَيَّنْتُ الشيءَ : أَبصرته قال ذو الرمة : تُخَلَّى فلا تَنْبُو
إِذا ما تعَيَّنَتْ بها شَبَحاً أَعْناقُها كالسَّبائك ورأَيتُ عائنة من أَصحابه
أَي قوماً عايَنوني . وهو عبدُ عَيْنٍ أَي ما دمت تراه فهو كالعَبد لك وقيل : أَي
ما دام مولاه يراه فهو فارِهٌ وأَما بعده فلا عن اللحياني قال : وكذلك تُصَرِّفه
في كل شيءٍ من هذا كقولك هو صديقُ عَيْنٍ . ويقال للرجل يُظهِر لك من نفسه ما لا
يَفِي به إِذا غاب : هو عَبْد عَينٍ وصديقُ عين قال الشاعر : ومَنْ هو عَبْدُ
العَينِ أَما لِقاؤُه فَحُلْوٌ وأَما غَيْبُه فظَنُونُ ونَعِمَ اللَّهُ بك عَيْناً
أَي أَنْعَمها . ولقيته أَدْنَى عائنةٍ أَي أَدْنى شيءٍ تدْركه العينُ . و
العَيَنُ : عِظَمُ سوادِ العين وسَعَتُها . عَينَ يَعْيَنُ عَيَناً و عِيْنَةً
حسنة الأَخيرة عن اللحياني وهو أَعْيَنُ وإِنه لَبَيِّنُ العِينةِ عن اللحياني
وإِنه لأَعْيَنُ إِذا كان ضخم العين واسعَها والأُنثى عَيْناء والجمع منها عِينٌ
وأَصله فُعْل بالضم ومنه قيل لبقر الوحش عِينٌ صفة غالبة . قال الله عز وجل : {
وحُورٌ عِينٌ } . ورجل أَعْيَنُ : واسع العَين بَيِّنُ العَيَنِ و العِينُ : جمع
عَيْناء وهي الواسعة العين . وفي الحديث : إِن في الجنة لمُجْتَمَعاً للحور العين
. وفي الحديث : أَن رسولُا أَمر بقتل الكلاب العِينِ هي جمع أَعْيَنَ . وحديث
اللِّعَان : إِن جاءت به أَعْيَنَ أَدْعَجَ . والثورُ أَعْيَنُ والبقرة عَيْناء .
قال ابن سيده : ولا يقال ثور أَعْيَنُ ولكن يقال الأَعْيَنُ غير موصوف به كأَنه
نقل إِلى حدّ الاسمية . وقال ابن بري : يقال عَيِنَ الرجلُ يَعْيَنُ عَيَناً و
عِينةً وهو أَعْيَنُ . و عُيُون البقر : ضرب من العنب بالشام ومنهم من لم يَخُصَّ
بالشام ولا بغيره على التشبيه بعُيون البقر من الحيوان وقال أَبو حنيفة : هو عنب
أَسود ليس بالحالِكِ عِظامُ الحَبِّ مُدَحْرَجٌ يُزَبَّبُ وليس بصادق الحلاوة .
وثوب مُعَيَّنٌ : في وَشْيِه ترابيعُ صِغار تُشَبَّه بعُيون الوحش . وثوْرٌ
مُعَيَّنٌ : بين عينيه سواد أَنشد سيبويه : فكأَنَّه لَهِقُ السَّراةِ كأَنه ما
حاجِبَيْهِ مُعَيَّنٌ بسَوَادِ و العِينةُ للشاة : كالمَحْجِرِ للإِنسانِ وهو ما
حول العين . وشاة عَيْناء إِذا اسوَدَّ عِينَتُها وابيضَّ سائرها وقيل : أَو كان
بعكس ذلك . و عَيْنُ الرجل : مَنْظَرُه . و العَيْنُ : الذي ينظر للقوم يذكر ويؤنث
سمّي بذلك لأَنه إِنما ينظر بعينه وكأَنَّ نَقْلَهُ من الجزء إِلى الكل هو الذي
حملهم على تذكيره وإِلا فإِن حكمه التأْنيثُ قال ابن سيده : وقياس هذا عندي أَن من
حمله على الجزء فحكمه أَن يؤنثه ومن حمله على الكل فحكمه أَن يذكره وكلاهما قد
حكاه سيبويه وقول أَبي ذؤيب : ولو أَنَّني استَوْدَعْتُه الشمسَ لارْتقَتْ إِليه
المَنايا عَيْنُها ورَسُولُها أَراد نفسها . وكان يجب أَن يقول أَعينها ورسلها
لأَن المنايا جمع فوضع الواحد موضع الجمع وبيت أَبي ذؤَيب هذا استشهد به الأَزهري
على قوله : العَيْنُ الرَّقيب وقال بعد إِيراد البيت : يريد رقيبها وأَنشد أَيضاً
لجميل : رمَى اللَّهُ في عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفي الغُرّ من أَنْيابها
بالقَوادح وقال : معناه في رَقيبيها اللذين يَرْقُبانها ويحولان بيني وبينها وهذا
مكان يحتاج إِلى محاقَقة الأَزهري عليه وإِلا فما الجمع بين الدعاء على رقيبيها
وعلى أَنيابها وفيما ذكره تكلف ظاهر . وفلانٌ عَيْنُ الجيش : يريدون رئيسه . و
الاعْتِيانُ : الارْتِياد . وبعثنا عَيْناً أَي طليعة يَعْتانُنا و يَعْتانُ لنا
أَي يأْتينا بالخبر . و المُعْتانُ : الذي يبعثه القوم رائداً . حكى اللحياني :
ذهب فلان فاعْتانَ لنا منْزِلاً مُكْلئِاً فعَدَّاه أَي ارْتادَ لَنا منزلاً ذا
كَلإٍ . و عانَ لهم : كاعْتانَ عن الهَجريّ وأَنشد لناهض ابن ثُومة الكلابي :
يُقاتِلُ مَرَّةً ويَعِينُ أُخْرَى ففَرَّتْ بالصَّغارِ وبالهَوَانِ و اعْتَانَ
لنا فلانٌ أَي صار عَيْناً أَي رَبيئةً وربما قالوا عانَ علينا فلانٌ يَعِينُ عِيانةً
أَي صار لهم عَيناً . وفي الحديث : أَنه بعث بسْبَسَةَ عَيْناً يوم بَدْرٍ أَي
جاسوساً . و اعْتانَ له إِذا أَتاه بالخبر . ومنه حديث الحُدَيْبية : كانَ اللَّهُ
قد قَطَعَ عَيْناً من المشركين أَي كفى الله منهم من كان يَرْصُدُنا ويَتَجَسَّسُ
علينا أَخبارَنا . ويقال : اذْهَبْ و اعْتَنْ لي منزلاً أَي ارْتَدْهُ . و
العَيْنُ : الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ . و أَعْيانُ القوم : أَشرافهم وأَفاضلهم على
المَثَل بشَرَفِ العَيْنِ الحاسة . وابْنا عِيانٍ : طائرانِ يَزْجُرُ بهما العربُ
كأَنهم يَرَوْنَ ما يُتَوَقَّع أَو يُنْتَظَرُ بهما عِياناً وقيل : ابْنا عِيانٍ
خَطَّانِ يُخَطَّانِ في الأَرض يزجر بهما الطير وقيل : هما خَطَّانِ يَخُطُّونهما
للعِيافة ثم يقول الذي يَخُطّهما : ابْنَيْ عِيانْ أَسْرِعا البَيان وقال الراعي :
وأَصْفَرَ عَطَّافٍ إِذا راحَ رَبُّه جرى ابْنا عِيانٍ بالشِّواءِ المُضَهَّبِ
وإِنما سمّيا ابني عِيَانٍ لأَنهم يُعاينُونَ الفَوْزَ والطعامَ بهما وقيل : ابنا
عِيانٍ قِدْحانِ معروفان وقيل : هما طائران يزجر بهما يكونان في خط الأَرض وإِذا
علم أَن القامر يَفُوزُ قِدْحُهُ قيل : جَرى ابنا عِيانٍ . و العَيْنُ : عَيْنُ
الماء . و العَيْنُ : التي يخرج منها الماء . و العَيْنُ : يَنْبُوع الماء الذي
يَنْبُع من الأَرض ويجري أُنْثى والجمع أَعْيُنٌ و عُيُونٌ . ويقال : غارَتْ عينُ
الماء . و عَينُ الرَّكِيَّة : مَفْجَرُ مائها ومَنْبَعُها . وفي الحديث : خيرُ
المالِ عَيْنٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائمةٍ أَراد عَين َ الماء التي تجري ولا تنقطع
ليلاً ونهاراً و عَينُ صاحبها نائمة فجعل السهر مثلاً لجريها وقوله أَنشده ثعلب :
أُولئك عَيْنُ الماءِ فيهم وعِنْدَهمْ من الخِيفَةِ المَنْجاةُ والمُتحَوَّلُ
فسّره فقال : عينُ الماء الحياة للناس . وحفَرْتُ حتى عِنْتُ و أَعْيَنْتُ :
بلغْتُ العُيونَ وكذلك أَعانَ و أَعْيَنَ : حفر فبلغ العُيونَ . وقال الأَزهري :
حَفَرَ الحافرُ فأَعْيَنَ و أَعانَ أَي بلغ العُيون . و عَيْنُ القَناةِ : مَصَبُّ
مائها . وماءٌ مَعْيُونٌ : ظاهر تراه العَينُ جارياً على وجه الأَرض وقول بدر بن عامر
الهذلي : ماءٌ يَجِمُّ لحافِرٍ مَعْيُون قال بعضهم : جرَّه على الجِوارِ وإِنما
حكمه مَعْيُونٌ بالرفع لأَنه نعت لماء وقال بعضهم : هو مفعول بمعنى فاعل . وماء
مَعِينٌ : كمَعْيُونٍ وقد اخْتُلِفَ في وزنه فقيل : هو مَفْعُولٌ وإِن لم يكن له
فعل وقيل : هو فَعِيلٌ من المَعْنِ وهو الاستقاء وقد ذكر في الصحيح . أَبو سعيد :
عَيْنٌ مَعْيُونة لها مادّة من الماء وقال الطرماح : ثم آلَتْ وهي مَعْيُونَةٌ من
بَطِيءِ الضَّهْلِ نُكْزِ المَهامي أَراد أَنها طَمَتْ ثم آلت أَي رجعت . و
عَانَتِ البئرُ عَيْناً : كثر ماؤها . و عانَ الماءُ والدَّمْعُ يَعينُ عَيْناً و
عَيَناناً بالتحريك : جَرى وسال . وسِقاء عَيَّنٌ و عَيِّنٌ والكسر أَكثر كلاهما
إِذا سال ماؤه عن اللحياني وقيل : العَيِّنُ و العَيَّنُ الجديد طائية قال الطرماح
: قد اخْضَلَّ منها كلُّ بالٍ وعَيِّنٍ وجَفَّ الرَّوايا بالمَلا المُتَباطِنِ
وكذلك قربة عَيَّنٌ : جديدة طائية أَيضاً قال : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ
العَيَّنِ وحمل سيبويه عَيَّناً على أَنه فَيْعَل مما عينه ياء وقد كان يمكن أَن
يكون فَوْعلاً وفَعْوَلاً من لفظ العين ومعناها ولو حكم بأَحد هذين المثالين لحمل
على مأْلوف غير منكر أَلا ترى أَن فَعْوَلاً وفَوْعلاً لا مانع لكل واحد منهما أَن
يكون في المعتل كما يكون في الصحيح وأَما فيعل بفتح العين مما عينه ياء فعزيز ثم
لم تمنعه عزة ذلك أَن حكم بذلك على عَيَّنٍ وعَدَلَ عن أَن يحمله على أَحد
المثالين اللذين كل واحد منهما لا مانع له من كونه في المعتل العين كونُه في
الصحيحها فلا نظير لعَيَّنٍ والجمع عَيائن همزوا لقربها من الطَّرَف . الأَصمعي :
عَيَّنْتُ القربة إِذا صببت فيها ماء ليخرج من مَخارزها فتنسدّ آثار الخَرْزِ وهي
جديدة وسَرَّبْتُها كذلك . وقال الفراء : التَّعَيُّنُ أَن يكونَ في الجلد دوائر
رقيقة قال القَطاميّ : ولكنَّ الأَدِيمَ إِذا تَفَرَّى بِلىً وتَعَيُّناً غَلَبَ
الصَّناعا الجوهري : عَيَّنْتُ القِرْبةَ صَبَبْتُ فيها ماءً لتتفتح عُيُونُ
الخُرَز فتنسدّ قال جرير : بلى فارْفَضَّ دَمْعُك غيرَ نَزْرٍ كما عَيَّنْتَ
بالسَّرَب الطِّبابا ابن الأَعرابي : تَعَيَّنت أَخْفافُ الإِبل إِذا نَقِبَت مثل
تَعَيُّنِ القِرْبة . و تَعَيَّنْتُ الشخصَ تَعَيُّناً إِذا رأَيته . و عَيْنُ
القِبلة : حقيقتها . و العَيْنُ من السحاب : ما أَقبل من ناحية القِبْلة وعن
يمينها يعني قبلة العراق . يقال : هذا مَطَرُ العَيْنِ ولا يقال مُطِرْنا
بالعَيْنِ . وقال ثعلب : إِذا كان المطر من ناحية القبلة فهو مطر العَيْنِ و
العَيْنُ : اسم لما عن يمين قبلة أَهل العراق وكانت العرب تقول : إِذا نَشَأَتِ
السحابة من قِبَلِ العَين فإِنها لا تكاد تُخْلِفُ أَي من قِبَلِ قبلة أَهل العراق
. وفي الحديث : إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءمت فتِلْك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ هو
من ذلك قال : وذلك أَخْلَقُ للمطر في العادة وقال : تقول العرب : مُطِرْنا
بالعَيْنِ وقيل : العَيْنُ من السحاب ما أَقبل عن القِبْلة وذلك الصُّقْعُ يسمى
العَيْنَ وقوله : تشاءمت أَي أَخذت نحو الشأْم والضمير في تشاءمت للسحابة : فتكون
بحرية منصوبة أَو للبحرية فتكون مرفوعة . و العَيْنُ : مطر أَيام لا يُقْلِعُ وقيل
: هو المطر يَدُوم خمسة أَيام أَو ستة أَو أَكثر لا يُقْلِعُ قال الراعي :
وأَنْآءُ حَيَ تحتَ عَيْنٍ مَطِيرَةٍ عِظامِ البُيوتِ يَنْزِلُون الرَّوابِيا يعني
حيث لا تَخْفى بيوتُهم يريدون أَن تأْتيهم الأَضياف . و العَيْن : الناحية . و
العَيْنُ : عَيْنُ الرُّكْبة . و عَيْنُ الركبة : نُقْرة في مُقَدَّمها ولكل ركبة
عينان وهما نقرتان في مُقَدَّمها عند الساق . و العَيْنُ : عَيْنُ الشمس و عَيْنُ
الشمس : شُعاعها الذي لا تثبت عليه العَيْن وقيل : العَينُ الشمس نفسها . يقال :
طلعت العَيْنُ وغابت العَيْن حكاه اللحياني . و العَينُ : المالُ العَتيدُ الحاضر
الناضُّ . ومن كلامهم : عَيْنٌ غير دَيْنٍ . و العَيْن : النَّقْدُ يقال : اشتريت
العبد بالدين أَو بالعَيْن و العَيْنُ الدينار كقول أَبي المِقْدام : حَبَشيٌّ له
ثَمانون عَينا ... بين عَيْنَيْهِ قد يَسُوق إِفالا أَراد عبداً حبشيَّاً له
ثمانون ديناراً بين عينيه : بين عيني رأْسه . و العَيْنُ : الذَّهَبُ عامَّةً .
قال سيبويه : وقالوا عليه مائةٌ عَيْناً والرفع الوجه لأَنه يكون من اسم ما قبله
وهو هو . الأَزهري : و العَيْنُ الدينار . و العَيْنُ في الميزان : المَيْلُ قيل :
هو أَن تَرْجَحَ إِحدى كفَّتيه على الأُخْرى وهي أُنثى . يقال : ما في الميزان
عَيْنٌ والعرب تقول : في هذا الميزان عين أَي في لسانه مَيْلٌ قليل أَو لم يكن
مستوياً . ويقولون : هذا دينارٌ عَيْنٌ إِذا كان مَيَّالاً أَرْجَحَ بمقدار ما
يميل به لسان الميزان . قال الأَزهري : و عَيْنُ سبعةِ دنانيرَ نِصفُ دانِقٍ . و
العَيْنُ عند العرب : حقيقة الشيء . يقال : جاء بالأَمر من عَيْن صافِيةٍ أَي من
فَصِّه وحقيقته . وجاء بالحق بعَيْنه أَي خالصاً واضحاً . و عَيْنُ كل شيء : خياره
. و عَيْنُ المتاع والمال و عِينَتُه : خِيارُه وقد اعْتانَهُ . وخَرجَ في عِينَة
ثيابِهِ أَي في خيارها . قال الجوهري : و عِينَةُ المالِ خيارُه مثل العِيمَةِ .
وهذا ثوبُ عِينَةٍ إِذا كان حَسَناً في مَرْآةِ العَيْن . و اعْتانَ فلانٌ الشيءَ
إِذا أَخذ عِينَتَه وخِيارَه . و العِينَةُ : خيار الشيء جمعها عِيَنٌ قال الراجز
: فاعْتانَ منها عِينَةً فاخْتارَها حتى اشْتَرى بعَيْنِه خِيارَها و اعْتانَ
الرجلُ إِذا اشترى الشيء بنَسِيئة . و عِينةُ الخيل : جِيادُها عن اللحياني . و
عَيْنُ الشيء : نفسه وشخصه وأَصله والجمع أَعْيانٌ . و عَيْنُ كل شيءٍ : نفسه
وحاضره وشاهده . وفي الحديث : أَوَّهْ عَيْنُ الرِّبا أَي ذاته ونفسه . ويقال : هو
هو عَيناً وهو هو بِعَيْنِه وهذه أَعْيانُ دراهمِك ودراهِمُك بأَعْيانِها عن اللحياني
ولا يقال فيها أَعْيُنٌ ولا عُيُون . ويقال : لا أَقبل إِلا درهمي بعَيْنِه وهؤلاء
إِخوتك بأَعيانهم ولا يقال فيه بأَعينهم ولا عُيونهم . و عَيْنُ الرجل : شاهِدُه
ومنه قولهم : الفَرَسُ الجوَاد عَيْنُه فُرارُه وفُرارُه إِذا رأَيته تَفرَّسْتَ
فيه الجَوْدة من غير أَن تَفِرَّه عن عَدْوٍ أَو غير ذلك . وفي المثل : إِن
الجوادَ عَيْنُه فُرارُه . ويقال : إِن فلاناً لكريمٌ عَيْنُ الكرم . ولا أَطلُبُ
أَثراً بعد عَيْن أَي بعد مُعاينة معناه أَي لا أَترك الشيء وأَنا أُعاينه وأَطلب
أَثره بعد أَن يغيب عني وأَصله أَن رجلاً رأَى قاتلَ أَخيه فلما أَراد قتله قال
أَفْتَدِي بمائة ناقة فقال : لست أَطلب أَثراً بعد عَيْنٍ وقتله . وما بها عَيْنٌ
و عَيَنٌ بنصب الياء و العين و عائنٌ و عائِنةٌ أَي أَحد وقيل : العَيَنُ أَهل
الدار قال أَبو النجم : تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ تُعارِضُ الكلبَ
إِذا الكلبُ رَشَنْ و الأَعيانُ : الإِخوة يكونون لأَب وأُم ولهم إِخْوَة
لعَلاَّتٍ . وفي حديث عليّ كرَّم الله وجهه : أَن أَعيان بني الأُمِّ يتوارثون دون
بني العَلاَّتِ قال : الأَعيانُ ولد الرجل من امرأَة واحدة مأْخوذ من عَيْنِ الشيء
وهو النفيس منه قال الجوهري : وهذه الأُخوَّة تسمى المُعايَنة . والأَقْرانُ : بنو
أُمَ من رجالٍ شَتَّى وبنو العَلاَّتِ : بنو رَجُل من أُمهات شَتَّى وفي النهاية :
فإِذا كانوا لأُم واحدة وآباءٍ شَتى فهم الأَخْياف ومعنى الحديث : أَن الإِخوة من
الأَب والأُم يتوارثون دون الإِخوة للأَب . و عَيْنُ القوس : التي يقع فيها
البُنْدُقُ . و عَيَّنَ عليه : أَخبر السلطانَ بمسَاويه شاهداً كان أَو غائباً . و
عَيَّنَ فلاناً : أَخبره بمساويه في وجهه عن اللحياني . و العَيْنُ و العِينةُ :
الرِّبا . و عَيَّنَ التاجرُ : أَخذ بالعينةِ أَو أَعطى بها . و العينةُ :
السَّلَفُ تَعَيَّنَ عِينةً و عَيَّنه إِياها . و العَيَنُ : الجماعة قال جندلُ بن
المُثنَّى : إِذا رآني واحداً أَو في عَيَنْ يَعْرِفُني أَطرَق إِطراقَ الطُّحَنْ
الأَزهري : يقال عَيَّنَ التاجرُ يُعَيِّنُ تَعْييناً و عِينةً قَبيحة وهي الاسم
وذلك إِذا باع من رجل سِلعةً بثمن معلوم إِلى أَجل معلوم ثم اشتراها منه بأَقل من
الثمن الذي باعها به وقد كره العِينةَ أَكثر الفقهاء ورُويَ فيها النهيُ عن عائشة
وابن عباس . وفي حديث ابن عباس : أَنه كره العِينةَ قال : فإِن اشترى التاجر
بحَضْرةِ طالبِ العِينةِ سِلْعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ثم باعها من طالب
العِينة بثمن أَكثر مما اشتراه إِلى أَجل مسمّى ثم باعها المشتري من البائع الأَول
بالنَّقد بأَقل من الثمن الذي اشتراها به فهذه أَيضاً عِينةٌ وهي أَهون من الأُولى
وأَكثر الفقهاء على إِجازتها على كراهة من بعضهم لها وجملة القول فيها أَنها إِذا
تَعَرَّت من شرط يفسدها فهي جائزة وإِن اشتراها المُتَعَيِّنُ بشرط أَن يبيعها من
بائعها الأَول فالبيع فاسد عند جميعهم وسميت عِينةً لحصول النَّقدُ لِطالب العينةِ
وذلك أن العِينة اشتقاقها من العين وهو النَّقْد الحاضر ويحْصُلُ له من فَوْرِهِ
والمشتري إِنما يشتريها ليبيعها بعَيْنٍ حاضرة تصل إِليه مُعَجَّلة وقال الراجز :
وعَيْنُه كالْكَالِئِ الضِّمَارِ يريد بعَيْنه حاضِرَ عَطِيَّتِه يقول : فهو
كالضمار وهو الغائب الذي لا يُرْجَى . وصَنع ذلك على عَيْنٍ وعلى عَيْنَينِ وعلى
عَمْدِ عَينٍ وعلى عَمْدِ عَيْنين كل ذلك بمعنى واحد أَي عَمْداً عن اللحياني .
ولقيته قبلَ كلِّ عائِنةٍ و عَيْنٍ أَي قبل كل شيء . ولقيته أَولَ ذي عَيْنٍ و
عائنةٍ وأَوَّلَ عينٍ وأَوَّلَ عائنةٍ وأَدْنى عائِنةٍ أَي قبل كل شيء أَو أَول كل
شيء . ولقيته مُعاينةً ولقيته عينَ عُنَّةَ ومُعاينةٍ كل ذلك بمعنى أَي مواجهةً
وقيل : لقيته عَينَ عُنَّةٍ إِذا رأَيته عِياناً ولم يَرَك . وأَعطاه ذلك عَينَ
عُنَّةٍ أَي خاصةً من بين أَصحابه . وفعلت ذلك عَمْدَ عَيْنٍ إِذا تعمَّدْته بجدَ
ويقِين قال امرؤ القيس : أَبْلِغا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني عَمْدَ عَينٍ
قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما قال ابن بري : الشُّوَيْعِرُ يعني به محمد بن حُمْرانَ
وكذلك فعلته عمداً على عَيْنٍ قال خُفَافُ بن نُدْبة السُّلميّ : فإِن تَكُ خَيْلي
قد أُصِيبَ صميمُها فعمداً على عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مالِكا و العَينُ : طائر أَصفر البطن
أَخضر الظهر بعِظَم القُمْرِيِّ . و العِيانُ : حَلْقةُ السِّنَّة وجمعها عُيُنٌ .
قال ابن سيده : و العِيانُ حَلْقة على طَرَف اللُّومَة والسِّلْب والدُّجْرِين
والجمع أَعْينةٌ و عُيُنٌ سيبويه : ثقلوا لأَن الياء أَخف عليهم من الواو يعني
أَنه لا يُحْمَلُ باب عُيُنٍ على باب خُونٍ بالإِجماع لخفَّة الياء وثقل الواو ومن
قال أُزْرٌ فخفّف وهي التميمية لزمه أَن يقول عِينٌ فيكسر فتصح الياء ولم يقولوا
عُيْنٌ كراهية الياء الساكنة بعد الضمة . قال الجوهري : و العِيَانُ حديدة تكون في
مَتاعِ الفَدَّانِ والجمع عِينٌ وهو فُعْلٌ فنقلوا لأَن الياء أَخف من الواو . قال
أَبو عمرو : اللُّومَةُ السِّنَّةُ التي تحارث بها الأَرض فإِذا كانت على
الفَدَّان فهي العِيانُ وجمعه عُيُنٌ لا غير قال ابن بري : تكون في مَتاعِ
الفَدَانِ بالتخفيف والجمع عُيُنٌ بضمتين وإِن أَسكنت قلت عُيْنٌ مثل رُسْلٍ قال :
وقال أَبو الحسن الصِّقليِّ الفَدَانُ بالتخفيف الآلة التي يحرث بها والفَدَّانُ
بالتشديد المَبْلَغُ المعروف . ويقال : عَيَّنَ فلانٌ الحربَ بيننا إِذا أَدَرَّها
. و عِينةُ الحرب : مادَّتُها قال ابن مقبل : لا تَحْلُبُ الحربُ مِني بعد
عِينتِها إِلاَّ عُلالَةَ سِيدٍ ماردٍ سَدِمِ ورأَيته بعائنة العَدُوِّ أَي بحيث
تراه عُيُونُ العَدُوِّ . وما رأَيت ثَمَّ عائنةً أَي إِنساناً . ورجل عَيِّنٌ :
سريع البكاء . و المَعانُ : المَنْزِل يقال : الكوفة مَعانٌ منا أَي منزل ومَعْلَم
قال ابن سيده : وقد ذكر في الصحيح لأَنه يكون فَعَالاً ومَفْعَلاً . و تَعيَّنَ
السِّقاءُ : رَقَّ من القِدَم وقيل : التَّعَيُّنُ في الجلد أَن يكون فيه دوائر
رقيقة مثل الأَعْيُن وليس ذلك بقوي . وسِقاءٌ عَيِّنٌ و مُتَعَيِّنٌ إِذا رَقَّ
فلم يُمْسك الماءَ . يقال : بالجلد عَيَنٌ وهو عيب فيه تقول منه : تَعَيَّنَ الجلد
وأَنشد لرؤبة : ما بالُ عَيْنِيَ كالشَّعِيبِ العَيَّنِ وبعضُ أَعراضِ الشُّجونِ
الشُّجَّنِ دارٌ كرَقْمِ الكاتبِ المُرَقِّنِ وشَعِيبٌ عَيِّنٌ و عَيَّنٌ : يسيل
منها الماء وقد تقدم ذلك في السقاء . و المُعَيَّنُ من الجراد : الذي يُسْلخ فتراه
أَبيض وأَحمر وذكر الأَزهري في ترجمة ينع قال : قال أَبو الدُّقيش ضُرُوبُ الجَراد
الحَرْشَفُ و المُعَيَّنُ والمُرَجَّلُ والخَيْفانُ قال : فالمُعَيَّنُ الذي
يَنسَلخُ فيكون أَبيض وأَحمر والخَيْفانُ نحوه والمُرَجَّل الذي تُرَى آثارُ
أَجنحته قال : وغَزَالُ شَعْبانَ وراعِيةُ الأُتْنِ والكُدَمُ من ضروب الجراد
ويقال له كُدَمُ السَّمُرِ وهو الحَجَلُ والسُّرْمانُ والشُّقَيْرُ واليَعْسوب وهو
حَجَلٌ أَحمر عظيم . وأَتيت فلاناً وما عَيَّن لي بشيء وما عَيَّنَني بشيء أَي ما
أَعطاني شيئاً عن اللحياني وقيل : معناه لم يدُلَّني على شيء . و عَيْنٌ : موضع
قال ساعدة بن جُؤَيّة : فالسِّدْرُ مُخْتَلَجٌ وغُودِرَ طافِياً ما بَينَ عَيْنَ
إِلى نَباتَى الأَثْأَبُ و عَيْنُونة : موضع . وروى بعضهم في الحديث : عِينَيْنِ
بكسر الأَول جبل بأُحُد وروي عَينَين بفتحه وهو الجبل الذي قام عليه إِبليس يوم
أُحُد فنادى أَن النبي قد قتل . وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال له عبد الرحمن بن
عوف يُعَرِّض به : إِني لم أَفِرَّ يوم عَيْنَين قال عثمان : فلِمَ تُعَيِّرني
بذنب قد عفا الله عنه حكى الحديثَ الهَرَوِيُّ في الغريبين . ويقال ليوم أُحُد :
يوم عَيْنَين وهو الجبل الذي أَقام عليه الرُّماة يومئذ قال الأَزهري : وبالبحرين
قرية تعرف بعَيْنَين قال : وقد دخلتها أَنا وإِليها ينسب خُلَيْد عَيْنَين وهو رجل
يُهاجي جريراً وأَنشد ابن بري : ونْحْنُ مَنَعْنا يومَ عَيْنينِ مِنْقَراً ويومَ
جَدُودٍ لم نُواكِلْ عن الأَصْلِ و عَيْنُ التمر : موضع . ورأْسُ عَينٍ ورأْس
العَين : موضع بين حَرَّانَ ونَصِيبين وقيل : بين ربيعة ومُضَرَ قال المُخَبَّلُ :
وأَنكحْتَ هَزَّالاً خُلَيْدة بعدما زَعمْتَ برأْسِ العَينِ أَنك قاتِلُهْ ابن
السكيت : يقال قَدِمَ فلانٌ من رأْسِ عَيْن ولا يقال من رأْس العَيْنِ . وحكى ابن
بري عن ابن دَرَسْتَوَيْه : رأْس عَينِ قرية فوق نَصِيبين وأَنشد : نَصِيبينُ بها
إِخْوانُ صِدْقٍ ولم أَنْسَ الذين برأْسِ عَيْنِ وقال ابن حمزة : لا يقال فيها
إِلاَّ رأْس العَين بالأَلف واللام وأَنشد بيت المُخبَّل وقد تقدم آنفاً وأَنشد
أَيضاً لامرأَة قتل الزِّبْرقانُ زوجَها : تَجَلَّلَ خِزْيَها عوفُ بن كعبٍ فليس
لخُلْفِها منه اعْتِذارُ برأْس العَينِ قاتل من أَجَرْتم من الخابُورِ مَرْتَعُه
السِّرارُ و عُيَيْنةُ : اسم موضع . و عَيْنان : اسم موضع بشِقِّ البحرين كثير
النخل قال الراعي : يَحُثُّ بهنّ الحادِيانِ كأَنَّما يَحُثَّانِ جَبّاراً
بعَيْنَينِ مُكْرَعا و العَيْنُ : حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون أَصلاً ويكون بدلاً
كقول ذي الرمة : أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنزِلَةً ماءُ الصَّبابةِ من
عَيْنَيْكَ مَسْجُومُ يريد : أَأَنْ قال ابن جني : وزن عين فَعْل ولا يجوز أَن
يكون فَيْعِلاً كميت وهَيِّنٍ ولَيِّنٍ ثم حذفت عين الفعل منه لأَن ذلك هنا لا
يَحْسُن من قِبَلِ أَن هذه حروف جوامد بعيدة عن الحذف والتصرف وكذلك الغين . و
عَيَّنَ عَيْناً حسنة : عملها عن ثعلب . و عائنةُ بني فلان : أَموالُهم
ورُعْيانُهم . وبلد قليل العَيْن أَي قليل الناس . وأَسْوَدُ العَيْنِ : جبل قال
الفرزدق : إِذا زَالَ عنكم أَسْوَدُ العين كنتُمُ كِراماً وأَنتم ما أَقامَ
أَلائمُ وفي حديث الحجاج : قال للحسن وا لعَيْنُك أَكبر من أَمَدِك يعني شاهدُك
ومَنْظَرُكَ أَكبر من سِنِّك وأَكثر في أَمد عمرك . و عَينُ كل شيء : شاهده وحاضره
. ويقال : أَنت على عَيْني في الإِكرام والحفظ جميعاً قال تعالى : { ولِتُصْنَع
على عَيْني } . وروى المُنْذِرِيُّ عن أَحمد بن يحيى قال : يقال أَصابته من الله
عَيْنٌ . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أَن رجلاً كان ينظر في الطواف إِلى حُرَم
المسلمين فلَطَمَه عليّ رضي الله عنه فاسْتَعْدَى عليه عُمرَ فقال : ضرَبك بحق
أَصابته عَينٌ من عُيون الله عز وجل أَراد خاصة من خواص الله ووليَّاً من أَوليائه
وأَنشدنا : فما الناسُ أَرْدَوْهُ ولكنْ أَصابه يَدُ ااِ والمُسْتَنْصِرُ اللَّهَ
غالِبُ وأَما حديث عائشة رضي الله عنها : اللهم عَيِّنْ على سارقِ أَبي بكر أَي
أَظْهِرْ عليه سَرِقَته . يقال : عَيَّنْتُ على السارق تَعْيِيناً إِذا خَصَصْتُه
من بين المُتَّهَمين من عَيْنِ الشيء نفْسِه وذاته وأَما حديث علي كرَّم الله وجهه
: أَنه قاس العَيْنَ ببيضة جعل عليها خُطوطاً وأَراها إِياه وذلك في العين تضرب
بشيء يَضْعُفُ منه بَصَرُها فيُعْرَف ما نقص منها ببيضة تُخَطُّ عليها خُطوط سود
أَو غيرها وتُنْصَبُ على مسافة تدركها العين الصحيحة ثم تُنْصَبُ على مسافة تدركها
العَيْنُ العليلة ويعرف ما بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية
وقال ابن عباس : لا تُقاس العَينُ في يوم غيم لأَن الضوء يختلف يوم الغيم في
الساعة الواحدة ولا يصح القياس . و تَعَيَّنَ عليه الشيء : لزمه بعَيْنه . وشِرْبٌ
من عائنٍ أَي من ماء سائل . و تَعْيينُ الشيء : تخصيصه من الجُمْلة . و المُعَيَّنُ
: فحلُ ثَوْر قال جابر بن حُرَيْشٍ : ومُعَيَّناً يَحْوِي الصِّوَارَ كأَنه
مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذا ما بَرْبَرا و عَيَّنْتُ اللؤلؤة ثَقَبْتُها والله تعالى
أَعلم