الفَرُّ بالفتْح والفِرَارُ بالكَسْرِ : الرَّوَغانُ والهَرَب من شَيْءٍ خافَه كالمَفَرِّ بالفَتْح والمَفِرِّ بكَسْر الفاءِ مع فَتْح المِيم والثاني يُسْتَعْمَل لَمْوضِعِه أَي الفِرارِ أَيضاً وقد فَرَّ يَفِرُّ فِرَاراً : هَربَ فهو فَرُورٌ كصَبُور وفَرُوَرٌة بزيادة الهاءِ وفُرَرَةٌ كهُمَزَة وهذه عن الصاغانيّ وفَرّارٌ كشدّادِ وفَرّ كصَحْب وَصْفٌ بالمَصْدَر فالواحِدُ والجَمعُ فيه سَواءٌ . وفي حَدِيثِ الهِجْرة : قال سُرَاقَةُ بنُ مالِكٍ حينَ نَظَرَ إِلى النبيّ صلَّى الله عليه وسَلَّم وإِلى أَبِي بَكْر مُهَاجرَيْنِ إِلى المدينة فَمَرَّا به فقال : هذانِ فَرُّ قُرَيْش أَفَلا أَرُدُّ على قُرَيْش فَرَّهَا ؟ يريد الفارَّيْن من قُرَيْش يُقَال منه : رَجُلٌ فَرٌّ ورَجُلان فَرٌّ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع . وقال الجوهريّ : رَجُلٌ فَرٌّ وكذلك الاثْنَان والجَمِيعُ والمُؤنَّث وقد يَكُون الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ كشارِبٍ وشَرْب وصاحِب وصَحْبِ . وقد أَفْرَرْتُه إِفْراراً إِذا عَمِلْتَ به عَمَلاً يَفِرُّ منه ويَهْرُبُ . وفي حديث عاتكَةَ :
أَفَرَّ صِيَاحُ القَوْمٍ عَزْمَ قُلُوبِهِم ... فَهُنَّ هَوَاءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ أَي حَمَلَهَا على الفرَارِ وجَعلَها خالِيَةً بَعِيدَةً غائِبَةَ العُقُولِ . ومنه الحديث : أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لِعَدِيِّ بن حاتِم : ما يُفِرُّكَ عن الإِسْلامِ إِلاَّ أَنْ يُقَال : لا إِله إِلاَّ الله أَي ما يَحْمِلُك على الفِرَار إِلاّ التَّوْحِيدُ . وكَثِيرٌ من المُحَدَّثين يقولونَه بفَتْحِ الياءِ وضَمّ الفاءِ . قال الأَزهريّ : والصحيح الأَوّل . وفَرَّ الدابَّةَ يَفِرُّهَا هكذا هو مَضْبُوطٌ بالكَسْر على مُقْتَضَى اصْطِلاحهِ وضَبَطَه الأَزهريّ بالضّمّ فَرّاً بالفَتْح وفَرَاراً مُثَلَّثَة الفاءِ : كَشَف عن أَسْنَانِها ليَنْظُرَ ما سِنُّهَا ومنه حَديثُ ابن عُمَرَ : أَرادَ أَنْ يَشْتَريَ بَدَنَةً فقال : فُرَّهَا . ومنِ المَجَازِ : فَرَّ الأَمْرَ وفَرَّ عن الأَمْرِ : بَحَثَ عنه . وفي خُطْبَة الحَجَّاج : لقد فُرِرْتُ عن ذَكَاءٍ وتَجْرِبَةٍ . وفي حَديث عُمَرَ : قال لابْنِ عَبّاس رَضِيَ الله عنهم : كَانَ يَبْلُغُنِي عَنْكَ أَشْيَاءُ كَرِهْتُ أَنْ أَفُرَّك عَنْهَا أَي أَكْشِفُك . ويقال : فُرَّ فُلاناً عَمَّا في نَفْسِهِ أَي اسْتَنْطِقْه لِيَدُلَّ بنُطْقِهِ عَمَّا في نَفْسِه وهو مَفْرُورٌ ومُفَرَّر . ومن المَجَاز : إِنَّ الجَوَادَ عَيْنُه فرَارُه مُثَلَّثةً : وهو مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَدُلُّ ظاهِرُة على باطِنِه يقول : تَعرِفُ الجَوْدَةَ في عَينه كما تَعْرِفُ سِنَّ الدّابَّةِ إِذا فَرَرْتَهَا . ويُقَالُ أَيضاً : الخَبِيثُ عَيْنُه فرارَهُ أَي تَعْرِفُ الخُبْثَ في عَيْنِه إِذا أَبْصَرْتَه ومَنْظَرُهُ يُغْنِي عن أَنْ تَفِرَّ أَسْنَانَه وتَخْبُرَه وعِبارَة الصحاح : إِنّ الجَوَادَ عَيْنُه فُرَارُه وقد يُفْتَح : أَي يُغْنِيكَ شَخْصُه ومَنْظَرُه عن أَنْ تَخْتَبِرَه وأَنْ تَفُرَّ أَسنانَه . وفي الأَساس : فَرُّ الجَوَادَ عَيْنُه أَي علاماتُ الجُودِ فيه ظاهِرَةٌ فلا يَحْتَاجُ إِلى أَنْ تَفِرَّه . وامْرَأَةٌ فَرّاءُ أَي غَرّاءُ حَسَنَةُ الثَّغْرِ . وأَفَرَّت الخَيْلُ والإِبلُ للإِثْناءِ بالأَلف : سَقَطَتْ رَوَاضِعُهَا وطَلَعَ غَيْرُهَا . وافْتَرَّ الإِنْسَانُ : ضَحِكَ ضَحِكاً حَسَناً ويُقَال : افْتَرَّ فُلانٌ ضاحِكاً أَي أَبْدَى أَسْنَانَه . وافْتَرَّ عن ثَغْرِه إِذا كَشَرَ ضاحكاً . ومنه الحَدِيثُ في صِفة النّبيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّم : ويَفْتَرُّ عن مِثْل حَبِّ الغَمَام أَي يَكْشِرُ إِذا تَبَسَّم في غير قَهْقَهَة . وافْتَرَّ البَرْقُ : تَلأْلأَ من ذلك . وافْتَرَّ الشَّيْءَ اسْتَنْشَقَه قال رُؤْبة : كأَنَّمَا افْتَرَّ نَشُوقاً مُنْشَقَاً . والفَرِيرُ كأَمير وغُرَابٍ وصَبُور وزُنْبُور وهُدْهُد وعُلاَبِط : وَلَدُ النَّعْجَة والمَاعِزَةِ والبَقَرَةِ قال ابنُ الأَعرابيّ : الفَرِيرُ : وَلَدُ البَقَرِ وأَنشد :
" يَمْشِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلَى وإِخْوَتُهُمْعَلَيْكُمُ مِثْلُ فَحْلِ الضَّأْنِ فُرْفُورُقال الأَزهريّ : أَراد : فُرَار فقال : فُرْفُور . وقال بعضُهُم : الفَرِيرُ من أَوْلادِ المَعْز : ما صَغُر جِسْمُه . وعَمَّ ابنُ الأَعْرَابيّ بالفرَيِر وَلَدَ الوَحْشِيَّة من الظِّبَاءِ والبَقَرِ وغَيْرِهِمَا أَوْ هِي الخِرْفَانُ والحُمْلانُ وهذا أَيضاً قولُه . وقيل : الفَرِيرُ والفُرَارُ والفُرَارَةُ والفُرُرُ والفُرْفُور والفَرُور والفُرَافِر : الحَمَلُ إِذا فُطِمَ واسْتَجْفَر وأَخْصَبَ وسَمِنَ . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ في الفُرَارِ الذي هو واحدٌ قولَ الفَرَزْدق :
لَعَمْرِي لَقَدْ هانتْ عَلَيْكَ ظَعينةٌ ... فدَيْتَ برِجْلَيْهَا الفُرَارَ المُرَبَّقَا ج فُرارٌ كغُرَاب أَيضاً أَي يكونُ للجَمَاعَة والواحِد نادِرٌ قال أَبو عُبَيْدَةَ : ولَمْ يَأْت على فُعَال شئٌ من الجَمْع إِلاّ أَحْرُفٌ هذا أَحدُها . والفَرِيرُ كأَمِير : الفَمُ ذكرَه الصاغانيّ والزمخشريّ ومُقْتَضَى كَلامِ الأَخِيرِ أَنَّه فَمُ الدّابَّة . ومن المَجَازِ : فَرَسٌ ذابِلُ الفَرِيرِ : وهو مَوْضِعٌ المَجَسَّةِ من مَعْرَفَةِ الفَرَسِ وقيل : هو أَصْلُ مَعْرَفتِهِ وهذا نَقَله الصاغانيّ . والفَرَِيرُ : والدُ قَيْسٍ من بَنِي سَلِمَةَ بن سَعْدِ بنِ عليِّ بنِ أَسَدِ بن سارِدَةَ بنِ تَزِيدَ بن جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ جاهليٌّ وإِلَيْه نُسِب عبدُ اللهِ بنُ عمْرو بنِ حَرَامٍ الأنَصاريُّ وَالدُ جابِرٍ فإِنَّ أُمَّه بِنْتُ قَيْس هذا فيقال له : الفَرِيرِيّ لذلك . وفُرَيْرٌ كزُبَيْر هكذا في النُّسَخ وهو مُخَالِفٌ لما في التكملة والتَّبْصِير وغَيْرِهما من كُتبُ الأَنسابِ فإِنَّهُم ضَبَطُوا فيها فَرِيراً كأَمِير مثل الأَوّل وقالُوا : هو فَرِيرُ بن عُنَيْنِ بنِ سَلامَانَ بنِ ثُعَلَ بن عَمْرِو بن الغَوْثِ الطّائيّ . قال الصاغانيّ تَبَعاً لابن السَّمْعَانيّ وغَيْرِه : إِنَّهُ بَطْنٌ من بُحْتُر وغَلَّطَه الحافِظُ ابنُ حَجَر فقال : ليس هو بَطْناً من بُخْتُر بل فَرِيرٌ هذا هو عَمُّ بُحْتُر وذلِك بَيِّنٌ في الجَمْهَرَة . قلتُ : وذلك أَنَّ بُحْتُراً ومَعْناً ابنا عَتُودِ بنِ عُنَيْنِ بن سَلامانَ وبُحْتُرٌ بَطْنٌ . ثم قال الحافِظُ : وذكر ابنُ الكَلْبِيّ في أَسْبَاب الأَلقَاب أَنَّه لُقِّب بذلك لحُسْن عَيْنَيْه وكان اسمُه عِنَان . قُلتُ : ولو قال الصاغانيّ : بَطْنٌ من العَرَب لسَلمَ من هذا الوَهَمِ . ومن رُؤَساءِ هذه القَبِيلَة عُثْمَانُ بن سُلَيْمَان الفَرِيرِي ذَكَرَه الحافِظ . والفرْفر كهُدْهُدٍ وزِبْرِجٍ وعُصْفُورٍ : طائرٌ هكذا قاله الجوهريّ . وقال غَيْرُه : هو العُصْفُور الصَّغِيرُ . قال الشاعر :
حِجَازِيَّة لم تَدءرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ ... ولَمْ تَأْتِ يَوْماً أَهْلَها بِتُبَشِّرِ هكذا أَنشده ابنُ السِّكِّيت . والتُّبَشِّر : الصَّعْوَةُ وقد تَقَدَّم . قلتُ : وقد رَأَيْتُ الفُرْفُورَ بمِصْرَ وهو أَصءغَر من الإِوَزّ . وفُرَّةُ الحَرِّ بالضّمّ وأُفُرَّتُه بضَمَّتَيْن وقد تُفْتَحُ الهَمْزَةُ : أَي شِدَّتُه وقِيل : أَوَّلُه يقال أَتانَا فُلانٌ في أُفُرَّةِ الحَرِّ أَي شدَّته وقِيلَ : أَوَّله . وحَكَى الكسائيّ أَنَّ مِنْهُم مَنْ يجعل الأَلِفَ عَيْناً فيقولُ : في عُفُرَّةِ الحَرِّ وعَفُرِّة الحَرِّ . قال أَبو مَنْصُور : أُفُرِّة عندي من باب أَفَر يَأْفِرِ والأَلِف أَصْلِيّة على فُعُلَّة مثال الخُضُلَّة . وقال اللَّيْث : ما زالَ فلانٌ في أُفُرَّةِ شَرٍّ مِن فُلان أَي شِدَّته وهي أَي الأُفُرَّة : الاخْتلاطُ والشِّدَّةُ أَيضاً يُقَال : وَقَعَ القَوْمُ في فُرَّةٍ وأُفُرَّةِ أَي اخْتِلاط وشِدَّة . ويُقَال : هو فُرُّ القَوْمِ وفُرَّتُهم بضَمِّهما أَي من خِيارِهم ووَجْهُهم الَّذِي يَفْتَرُّون عَنْه قاله أَبو رِبْعِيٍّ والكِلابيُّ . قال الكُمَيْتُ :
ويَفْتَرُّ مِنْكَ عن الواضِحَاتِ ... إِذا غَيْرُكَ القَلِحَ الأَثْعَلُويقال : هذا فُرَّةُ مالِي أَي خِيرَتُه . والفَرْفَرَةُ : الصِّيَاحُ . يُقَال : فَرْفَرَه إِذا صاحَ به . قال أَوْسُ ابنث مَغْراءَ السَّعْديّ : إِذا مَا فَرْفَرُوه رَغَا وبَالاَ . وفَرْفرَ في كَلامِه : خَلَّطَ وأَكْثَرَ . وفَرْفَرَ الشَّيْءَ : كسَرَهُ وقَطَعَهُ وشَقَّهُ وحَرَّكهُ كهَرْهَرَهُ . وفَرْفَرَه : نَفَضَه يقال : فَرْفَرَنِي فَرْفَاراً أَي نَفَضَني وحَرَّكَنِي وفَرْفَرَ الرَّجُلَ فَرْفَرَةً : نالَ من عِرْضِه وتَكَلَّم فيه . وقيل : فَرْفَرَهُ : مَزَّقَه ومنه حديث عَوْنِ بنِ عبد اللهِ ما رأَيتُ أَحَداً يُفَرْفِرُ الدُّنْيَا فَرْفَرَةَ هذا الأَعْرَجِ يَعْنِي أَبا حازِم أَي يَذُمُّهَا ويُمَزِّقُها بالذَّمِّ والوَقِيعَة فيها . ويُقَال : الذِّئبُ يُفَرْفِرُ الشاةَ أَي يُمَزِّقها . وفَرْفَرَ البَعِيرُ : نَفَضَ جَسَدَه . وفَرْفَرَ : أَسْرَعَ وقارَبَ الخَطْوَ قال امرُؤ القَيْس :
إِذا زُعْتَهُ مِنْ جانِبَيْه كِلَيْهما ... مَشَى الهَيْذَبَى في دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَاوفَرْفَرَ فَرْفَرَةً إِذا طاشَ عَقْلُه وخَفَّ . وفَرْفرَ الفَرَسُ : ضَرَبَ بفَأْسِ لِجامِه أَسْنَانَه وحَرَّكَ رَأْسَه وبه فَسَّر بعضُهم بَيْتَ امرئ القَيْس المتقدِّم ذِكْرُه . والفَرْفارُ : العَجُولُ الطّيّاشُ الخفِيفُ والأُنْثَى بهاءٍ . والفَرْفَارُ : المِكْثَارُ أَي الكَثِيرُ الكَلامِ كالثَّرْثَارِ وهي بِهَاءٍ . والفَرْفارُ : الَّذِي يَكْسِرُ كُلَّ شَيْءٍ يُفَرْفِرُه أَي يَكسِرُه كالفُرَافِر كالعُلابِط . والفَرْفَارُ : شَجَرٌ صُلْبُ صَبُورٌ على النّارِ تُنْحَتُ منه القِصَاعُ والعِسَاسُ قال أَبو حنيفةَ : هو يَسْمُو سُمُوَّ الدُّلْب ووَرَقُه مثْلُ وَرَقِ اللَّوز وله نَوْرٌ مِثْلُ الوَرْد الأَحْمَر وإِذا تقادَمَ شَجَرُه اسْوَدَّ خَشَبُه فصار كالآبِنُوس . والفَرْفَارُ أَيضاً : مَرْكَبٌ من مَراكِبِ النِّسَاءِ شِبْهُ الحَوِيَّةِ وفَرْفَرَ الرَّجُلُ : عَمِلَهُ . وفَرْفَرَ أَيضاً إِذا أَوْقَدَ بشَجرِ الفَرْفارِ وفَرْفَر إِذا خَرَقَ الزِّقَاقَ وغَيْرَها وشَقَّقَها . والفِرْفِيرُ كجِرْجِير : نَوْعٌ من الأَلْوَان . والفُرْفُور بالضَّمّ : سَوِيقٌ يُتَّخَذُ من ثَمَرِ اليَنْبُوت وقَيَّدَ بعضُهم فقال : من يَنْبُوتِ عُمَانَ . وقد تَقَدَّم ذِكْرُ اليَنْبُوت . والفُرْفُورُ : الغُلامُ الشابُّ على التَّشْبِيه بالحَمَل إذا أَخْصَبَ وسَمِنَ كالفُرَافِرِ بِالضّمّ فِيهما أَي في السَّويق والغُلام . والفَرْفُورُ : الحَمَلُ السَّمينُ المُسْتَجْفِرُ والفُرْفُورُ : العُصْفُورُ الصَّغِيرُ كالفُرْفُر كهُدْهُد وهو الذي قال فيه الجوهريّ : طائرٌ وسَبَق للمصنّف ذلك وهُما وَاحدٌ وأَنشد فيه ابنُ السّكّيت وقد تَقَدَّم فَلْيُتَنَبَّهْ لذلك . والفُرَافِرُ كعُلابط . فَرَسُ عامِرِ بن قَيْسِ بن جُنْدَب الأَشْجَعيّ سُمِّيَت بفَرْفَرَة الِّلْجَام . والفُرَافِرُ : سَيْفُ عامِرِ بنِ يَزيدَ الكِنَانيّ نقلهما الصاغانيّ ولكنّه لم يُحَلِّ السَّيْفَ . والفُرَافِرُ : الرَّجُلُ الأَخْرَقُ من فَرْفَرَ إِذا طاشَ . وفَرَسٌ فُرَافِرٌ : يُفَرْفِرُ اللِّجَامَ في فِيهِ أَي يُحَرِّكه زاد الزمخشريّ : لِيَخْلَعَه عن رَأْسِه . والفُرافِرُ : الأَسَدُ الّذِي يُفَرْفِرُ قِرْنَه أَي يُزَعْزِعُه . وقِيلَ : لأَنَّهُ يُفَرْفِرُه أَي يُمَزِّقه ؛ الأَخيرُ عن الزمخشريّ كالفُرَافِرَة . والفُرْفُرِ . بضَمِّهما والفَرْفارِ بالفَتْح ويُكْسَرُ . والفُرَافِرُ : الجَمَلُ إِذا أَكَلَ واجْتَرّ هكذا في سائر النُّسخ وهو تَصْحِيفٌ من المصنّف والصَّوابُ : الحَمَلُ إِذا فُطِم واسْتْجَفَر بالحاءِ المُهْمَلَة واسْتَجْفَر بالجِيم والفاءِ كالفُرْفُور بالضَّم والفُرُرِ بضَمَّتَيْن والفَرُورِ كقَعُودٍ فَتَأَمّل فإِنّ في عبارَة المُصنّف تَصْحيفاً في مَوْضِعَين وتقْصِيراً عن ذكر النَّظَائرِ . وفِرِّينُ كغِسْلِين : ع نَقَلَه الصاغَانيّ . وأَفْرَّه يُفِرُّه إِفْرَاراً وكذا أَفَرَّ بهِ : فَعَل به ما يَفِرُّ منه ويَهْرُب وقد تَقَدَّم ما فيه عند قَوْله أَفْرَرْتُه وأَنّه يُقَال أَيضاً أَفَرَّه إذِا حَمَلَه على الفِرَار وأَفَرَّ رَأْسَه بالسَّيْف مثل أَفْرَاهُ أَي شَقَّقَه وفَلَقه ؛ عن اليَزِيديّ . والأَيّام المُفِرّات : التي تُظْهِر الأَخْبَارَ نقله الصاغانيّ . وتَفارُّوا : تَهَارَبُوا . وفَرَسٌ مِفَرٌّ بالكَسْرِ : يَصْلُح للفِرَارِ عليه أَو جَيِّد الفِرارِ وبه فُسِّر بَيْتُ امرئ القَيْس :
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِل مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ من عَلشوقولُه تعالى : أَيْنَ المَفَرُّ . يحتملُ الفِرَارَ نَفْسَه ووَقْتَه وقُرِئ أَيْنَ المِفَرُّ بالكسر أَي مَوْضِع الفِرارِ عن الزِّجَّاج . وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَل هذا الوَزْن في الآلاتِ وصِفاتِ الخَيْل وقد عُبِّر عن المَوْضع بلَفْظِ الآلَةِ وهي قِراءَةُ الحَسَن . وقَرَأَ ابنُ عَبّاسٍ بفَتْح المِيمِ وكَسْرِ الفاءِ اسمٌ لِلمَوْضِع والجُمْهُور بفَتْحِهمَا وذَكَرَ الثَّلاثَةَ المُصَنّفُ في البَصَائر . وعَمْرُو بن فُرْفُرٍ الجُذَامِيّ - بالضمّ - : سَيِّدُ بَنِي وائل بن قاسط بن هِنْب ابنِ أَفْصَى بن دُعْمِىّ بن جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بن رَبِيعَةِ الفَرَسِ . وضَبَطَهُ الحافِظ بالفتح وقال : هو أَحَدُ الأَشْرَافِ شَهِدَ فتْحَ مصر . وكَتِيبَةٌ فُرَّى كعُزّى : مُنهَزِمَةٌ وكذلك الفُلَّى . وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً بالضَّمّ : اسْتَقْبَلَه . ويُقَال ذلك أَيضاً إِذا رَجَعَ عَوْداً لِبَدْئِهِ قاله ابنُ دُرَيد وأَنشد :
وما ارْتَقَيْتُ على أَكْتَادِ مَهْلَكَةٍ ... إِلاَّ مُنِيتُ بأَمْرٍ فُرَّ لي جَذَعَا وفي المَثَل : نَزْوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ الفُرَارَا . كِلاهُمَا كغُرَاب . قال المُؤرِّج : هو وَلدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ يُقَالُ له : فُرَارٌ وفَرِيرٌ مثْل طُوَال وطَوِيلٍ وذلك أَنَّه إِذا شَبَّ وقَوِىَ أَخَذ في النَّزَوَانِ فمَتَى ما رآه غَيْرُه نَزَا لنَزْوِه . يُضْرَبُ مَثَلاً لِمَنْ تُتَّقَى صُحْبَتُه أَي إِنّك إِذَا صَحِبْتَه فَعَلْتَ فِعْلَه . وتَفَرَّرَ بي : ضَحِكَ قاله الصاغانيّ . وأَفْرَرْتُ رَأْسَه بالسَّيْفِ مِثْل أَفْرَيْتُه وشَقَقْتُه وهذا بعَيْنِه قد تقدّم فهو تَكْرَار مَحْضٌ كما لا يَخْفَى . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الفَرُوَرُ من النّساءِ كصَبُور : النَّوَارُ . وفُرَّةُ المالِ بالضَّمّ : خِيَارُه . والفُرَار كغُرَاب : البَهْمُ الكِبَارُ واحدُهَا فُرْفُور . وفَرْفَرَ الرَّجُلُ إِذا اسْتَعْجَل بالحَمَاقَة . وعن ابن الأَعرابيّ : فَرَّ يَفِرُّ إِذا عَقَلَ بعد اسْتِرْخاءٍ . وإِنّهَا لَحَسَنَةُ الفِرَّةِ بالكَسْر : الابْتِسَام . وفارَرْتُه مُفَارَّةً : فتَّشْتُ عن حالِهِ وفَتَّشَ عن حالِي وهو مَجَازٌ . واسْتُعِير الافْتِرَارُ للزَّمَن فقَالُوا : إِن الصَّرْفضةَ نابُ الدَّهْرِ الذي يَفْتَرُّ عنه وذلك أَنَّ الصَّرْفَة إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ ؛ كما في اللِّسَان . والفُرَيِّرَة مصغَّرَةً مُشَدَّدَةً : ما يَلْعَبُ به الصِّبْيَانُ . وقوْلُ العَامَّة : الفُرْفُورِيّ لهذا الخَزَفِ الذي يُؤْتَى به من الصِّين غَلَطٌ وإِنّمَا هو الفُغْفُورِيّ نسبهً إِلى فُغْفُور مَلِكِ الصِّين يُرِيدُونَ جَوْدَتَه . وفارَّهْ بتَشْدِيد الراءِ وضَمِّها ثُمّ هاءُ ساكِنَة : جَدُّ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ الأَنْصَارِيّ الأَنْدَلُسِيّ ويُقال : فِيرُّهْ وكأَنْ الفاءَ مُمالَةٌ فتُكْتَب بالأَلِف واليَاءِ سَمِعَ وحَدَّث مات سنة 548
فَتَرَ الشيْءُ والحَرُّ وفُلانٌ يَفْتُر ويَفْتِرُ من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ فُتُوراً كقُعُودٍ وفُتَاراً كغُرَاب : سَكَنَ بَعْدَ حِدَّةٍ ولاَنَ بَعْدَ شِدَّةٍ . وقولُه تعالَى في وَصْفِ المَلائكَةِ : لا يَفْتُرُونَ . أَي لا يَسْكُنُون عن نَشَاطِهم في العِبَادَة . وفَتَّرَهُ اللهُ تعالَى تَفْتِيراً وفَتَرَ هو . وفَتَرَ الماءُ : سَكَنَ حَرُّه فهو فاترٌ بَيْنَ الحارِّ والبَاردِ وفاتُورٌ كذلك . وفَتَرَ الشَّيْءَ : كَالَهُ وقَدَّرَهُ بفِتْرِه كما يُقَال : شَبَرَهُ إِذا كالَه وقَدَّرَةُ بشبْرِه . وفَتَرَ جِسْمُه يَفْتِرُ : فُتُوراً : لانَتْ مَفَاصلُه وضَعُفَ . والفَتَرُ محرّكَةً : الضَّعُفُ . ويُقَال : أَجِدُ في نَفْسِي فَتْرَةً وهي كالضَّعْفَة . ويُقَال للشَّيْخ : قد عَلَتْهُ كَبْرَةٌ . وعَرَتْه فَتْرَةٌ . والفتْرُ العَضَلُ من اللَّحْم . والفتْر : مِقْدَارٌ مَعْلُومٌ من الطَّعَام هكذا في سائر النُّسخ وهو مَأْخُوذٌ من عِبَارَة الصاغانيّ في التكملة وقد أَخْطَأَ المصنّف في النَّقْل فإِن العَضَلَ من اللَّحْم هو الفَأْرُ بالهَمْز كذا هو في نسخة التكملة مُجَّوداً بخَطّ المُصَنّف في مادَة ف أ ر . ويَدُلّ له أَيضاً ما في اللّسَان : ويقالُ للَحْمِ المَتْنِ : فَأْرُ المَتْنِ ويَرَابيعُ المَتْنِ وكذا قولُه : مقْدَارٌ معلُومٌ من الطَّعَام هو الفَأْرُ بالهَمْز هكذا في التكملة مُجَوَّداً بخطّ المصنّف . وزادَ بَعْدَه : وهو دَخِيل . ثم ذكرَ بعدَه فَأْرٌ بلدٌ بنواحي أَرْمِينيَة . فإِيرَادُ المصنّف إِياهما في ف ت ر وَهَمٌ لا يكاد يَنْتَبِه له كلُّ أَحَد فاعْلم ذلك ولا تَغْتَرّ بآراءِ المُقَلِّدينَ . وأَفْتَرَه الدَّاءُ : أَضْعَفَه وكذلك أَفْتَرَهُ السُّكْرُ . والفُتَارُ كغُرَاب : ابْتِدَاءُ النَّشْوَةِ عن أَبي حَنِيفَةَ وأَنشد للأَخْطَل :
وتَجَرَّدَتْ بعدَ الهَدِير وصَرَّحتْ ... صَهْباءُ تَرْمِى شَرْبَهَا بفُتَارِ وطَرْفٌ فاترٌ : فيه فُتُورٌ ليس بحادِّ النَّظَرِ وقال الجوهريّ : إِذا لم يَكُنْ حَدِيداً . وقال ابنُ القطّاع : فَتَرَ الطَّرْفُ : انْكَسَرَ نَظَرُه . وفي البصائر : الطَرْفُ الفاتِرُ : الذي فيه ضَعْفٌ مُسْتَحْسَنٌ . والفِتْرُ بالكَسْر : ما بَيْنَ طَرَف الإِبْهَام وطَرَفِ المُشيرَةِ والجَمْعُ أَفْتَارٌ . وقال الجوهريّ : ما بَيْنَ طَرَفِ السَّبّابَةِ والإِبْهَامِ إِذا فَتَحْتَهما . والفُتْرُ بالضَّمّ : كالسُّفْرَة تُعْمَلُ من الخُوص يُنْخَلُ عليها الدَّقِيقُ نقله الصاغانيّ ولم يَغْرُه وهو قَوْلُ أَبِي زيد . والفَتْرَةُ بالفَتْح : مَا بَيْنَ كُلّ نَبِيَّيْن وفي الصّحاح : ما بَيْنَ كلِّ رَسُولَيْن من رُسُل الله عَزَّ وجَلّ من الزَّمانِ الذي انقَطَعَتْ فيه الرِّسالَة . والفَتْرَةُ : سَمَكَةُ إِذا وَطِئْتَها أَخَذتْكَ الرِّعْدَةُ في الرِّجْلَيْن حَتَّى تَعْرَقَ كالفِتَّر كقِنَّب هكذا نَقَلَه الصاغانيّ . قلْتُ : وهي الرَّعّادَةُ موجودَةٌ بنِيل مصْرَ . وعن ابن الأَعرابِيّ : أَفْتَرَ الرجلُ فهو مُفْتِرٌ إِذا ضَعُفَ هكذا في النُّسخ والصَّواب : ضَعُفَتْ جُفُونُه فانْكَسَرَ طَرْفُه . وأَفْتَرَ الشَّرَابُ : فَتَرَ شارِبُهُ كما يُقَال : أَقْطَفَ الرَّجُلُ إِذا قَطَفَتْ دابَّتُه وعليه يُحْمَلُ الحَدِيثُ : نَهَى عن كُلِّ مُسْكِر ومُفَتِّر فالمُسْكِرُ : الذي يُزِيلُ العَقْلَ والمُفَتِّر : الذي يُفَتِّرُ الجَسَدَ إِذا شُرِب أَي يَحْمِي الجَسَدَ ويُصيِّرُ فيه فُتوراً . ومنهم من قال : أَفْتَرَهُ : بمعنَى فَتَّرَه أَي جَعَلَه فاتِراً . وفَتَّرَ السَّحابُ تَفْتِيراً : تَحَيَّرَ لا يَسِيرُ وسَكَنَ وتَهَيَّأَ للمَطَرِ وهو مَجاز . وقال الأَصمعيُّ : فَتَّرَ : مَطَرَ وفَرَغَ ماؤُه وكَفَّ وتَحَيَّرَ . وبه فُسِّر قولُ ابن مُقْبِل يَصِفُ سَحاباً :
نَأَمَّلْ خَلِيلِي هَلْ تَرى ضَوْءَ بارِقٍ ... يَمَانٍ مَرَتْهُ رِيحُ نَجْدٍ ففَتَّرَاوقال حَمّادٌ الرَّاوِيةُ : فَتَّرَ أَي أَقامَ وسَكَنَ . واسْتَفْتَرَ الفَرسُ : اسْتَجَرّ هكذا في النُّسخ والصَّواب : اسْتَجَمَّ كما في الأَساس وهو مَجاز . والتَّفْتَرُ : الدَّفْتَرُ لُغَةُ بَني أَسَد كما نقله الفَرّاءُ هُنَا ذكره الصاغانِيّ . وقد مَرَّ للمُصَنّف في التاء مع الراءِ وجَعَلَهُ هُنَاك لُغَةً مستقلّة . وفَتْرُ بالفَتْح : اسمُ امْرَأَة قال شَيْخُنَا : ذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَك لأَنَّ إِطلاقَه نَصٌّ فلا يحتاج إِلى ذِكْره . قلتُ : إِنَّمَا ذَكَرَه لبَيَان مَنْشَإِ الوَهَم في كَوْنِه بالكَسْر فذَكَرُه مُشِيراً إِلى أَنَّ قَوْلَه ووَهِمَ الجوهريّ إِنّمَا هو ضَبْطِه بالكَسْر . فلو لَمْ يَذْكُرِ الفَتْحَ كان يُظَن أَنّ الوَهَمَ في كَوْنِه اسم امْرَأَة ولَيْسَ كذلك فظَهَرَ بذلك أَنَّ ذِكْرَ الفَتْح ليس بمُسْتَدْرَك على ما زَعَمه شَيْخُنَا . قال المُسِّيبُ بنُ عَلَس ويُرْوَى للأَعْشَى :
أَصْرَمْتَ حَبْلَ الوَصْلِ مِنْ فَتْرِ ... وهَجَرْتَها ولَجَجْتَ في الهَجْرِ
وسَمِعْتَ حَلْفَتَها التّي حَلفتْ ... إِنْ كَانَ سَمْعُك غَيْرَ ذي وَقْرِ هكذا أَنشَدَه ابنُ بَرِّيّ وقال : المَشْهُور عند الرُّوَاةِ من فَتْر بفتح الفاءِ وذَكَر بعضُهم أَنّها قد تُكْسَر ولكن الأَشْهَر فيها الفَتْح . قلتُ : فَعَلَى ما قَرَّرَه ابنُ بَرِّيّ لا وَهَمَ يُنْسَبُ إِلى الجَوْهَرِيّ لأَنّه قد حَكَى الكَسْرَ . وفي التكملة : قال الجَوْهَريّ : الفِتْرُ ما بَيْنَ طَرَفِ السَّبَّابَة والإِبْهَامِ إِذَا فَتحْتَهما . وأَمّا قَوْلُ الشاعِر : أَصَرَمْت حَبْلَ الوُدِّ مِنْ فِتْرِ . فهو اسمُ امرأَة رَبْطُ الجَوْهريِّ الثانِيَ إِلى الأَوّل ؛ وضَمُّه إِيّاه إِلَيْه في قَرَنٍ واحد يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الثاني بكَسْرِ الفَاءِ كما هو عَادَتُه في تصنِيفه واسمُ المَرْأَة فتَرْ بالفَتْح . انتهى . وقد يُجابُ عن هذا بأَنَّ الكَسْرَ مَحْكىٌّ أَيضاً كما نقله ابنُ بَرّيّ ومَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَنْ لم يَحْفَظ . وظَهَرَ بما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيّ والصاغَانِيّ أَيضاً تَوْهِينُ ما زَعَمه شَيْخُنا تَبَعاً للبَدْر القَرافِيّ أَنَّ مَنْشَأَ الوَهَمِ في ضَبْطِ الجوهَريّ إِيّاه بالقَلَم بالكسْرِ في قولِ الأَعْشَى السابِق وذلك لا يُعْتَدُّ به لاحْتِمَال أَنّه تَحْريفٌ ولم يَتَعَرَّضْ لِضَبْطِهَا بالقَلَمِ حتَّى يعْتَمَد عليه ويَتَوَجَّهَ التَّوْهِيمُ إِليه فتأَمّل . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : فَتَرَ البَرْدُ : سَكَنَ . وفَتَرَ العامِلُ عن عَمَلِه : قَصَّرَ فيه . وفَتَّرَه غَيْرُه وهو مَجاز