المِلاوةُ
والمُلاوةُ والمَلاوةُ والمَلا والمَلِيُّ كله مَدَّة العيش وقد تَمَلَّى العَيْشَ
ومُلِّيَه وأَمْلاه الله إِياه ومَلاَّهُ وأَمْلى اللهُ له أَمْهلَه وطوَّلَ له
وفي الحديث إنَّ اللهَ لَيُمْلي للظالم الإِمْلاء الإِمْهالُ والتأْخير وإِطالةُ
العُم
المِلاوةُ
والمُلاوةُ والمَلاوةُ والمَلا والمَلِيُّ كله مَدَّة العيش وقد تَمَلَّى العَيْشَ
ومُلِّيَه وأَمْلاه الله إِياه ومَلاَّهُ وأَمْلى اللهُ له أَمْهلَه وطوَّلَ له
وفي الحديث إنَّ اللهَ لَيُمْلي للظالم الإِمْلاء الإِمْهالُ والتأْخير وإِطالةُ
العُمُر وتَمَلَّى إِخْوانَه مُتِّعَ بهم يقال مَلاَّك الله حَبيبَك أَي مَتَّعَك
به وأَعاشَك معه طويلاً قال التميمي في يزيد بن مِزْيد الشَّيْباني وقد كنتُ
أَرْجُو أَنْ أُمَلاَّك حِقْبةً فحالَ قَضاءُ اللهِ دُونَ رَجائِيا أَلا
فَلْيَمُتْ من شاء بَعْدَكَ إِنما عَلَيْكَ منَ الأَقْدارِ كان حِذارِيا
وتَمَلَّيْت عُمُري استمتعت به ويقال لمن لَبِس الجَديدَ أَبْلَيْتَ جَديداً
وتَمَلَّيْت حَبيباً أَي عِشْتَ معه مِلاوةً من دهرك وتَمَتَّعْت به وأَمْلى
للبعير في القَيْدِ أَرْخى ووَسَّع فيه وأَمْلى له في غَيِّه أَطالَ ابن الأَنباري
في قوله تعالى إِنما نُمْلي لهم لِيَزْدادُوا إِثماً اشتقاقه من المَلْوة وهي
المدّة من الزمان ومن ذلك قولهم البَسْ جديداً وتَمَلَّ حبيباً أَي لتَطُلْ
أَيامُك معه وأَنشد بوِدِّيَ لَوْ أَني تَمَلَّيْتُ عُمْرَه بِما ليَ مِنْ مالٍ
طَريفٍ وتالِدِ أَي طالَتْ أَيامي معَه وأَنشد أَلا لَيْتَ شِعْري هل تَرُودَنَّ
ناقَتي بِحزْمِ الرَّقاشِ مِنْ مَتالٍ هَوامِلِ ؟ هُنالِكَ لا أُمْلي لها القَيْدَ
بالضُّحى ولَسْتُ إِذا راحَتْ عليَّ بعاقِلِ أَي لا أُطِيلُ لها القيد لأَنها صارت
إِلى أُلاَّفِها فتَقِرُّ وتسكن أَخذ الإِمْلاءَ من المَلا وهو ما اتَّسَع من
الأَرض ومرَّ مَليٌّ من الليل ومَلاً وهو ما بين أَوَّله إِلى ثلثه وقيل هو قِطْعة
منه لم تُحَدَّ والجمع أَمْلاء وتكرر في الحديث ومرَّ عليه مَلاً من الدهر أَي
قطْعة والمَليُّ الهَوِيُّ من الدهر يقال أَقامَ مَلِيّاً من الدهر ومضى مَليٌّ من
النهار أَي ساعةٌ طَويلة ابن السكيت تَمَلأْتُ من الطعام تَمَلُّؤاً وقد
تَمَلَّيْت العيش تَمَلِّياً إِذا عشت مَلِيّاً أَي طَويلاً وفي التنزيل
واهْجُرْني مَلِيّاً قال الفراء أَي طويلاً والمَلَوانِ الليلُ والنهار قال الشاعر
نَهارٌ ولَيْلٌ دائمٌ مَلَواهما على كلِّ حالِ المَرْءِ يَخْتَلِفانِ وقيل
المَلَوانِ طَرفا النهار قال ابن مقبل أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ
أَمَلَّ عَليها بالبِلى المَلَوانِ واحدهما مَلاً مقصور ويقال لا أَفعله ما اختلف
المَلَوانِ وأَقام عنده مَلْوةً من الدهر ومُلوةً ومِلوةً ومَلاوةً ومُلاوةً
ومِلاوةً أَي حيناً وبُرهة من الدهر الليث إِنه لفي ملاوة من عيش أَي قد أُمْلِيَ
له والله يُمْلي مَن يشاء فيؤجِّله في الخَفْض والسِّعة والأَمْن قال العجاج
مُلاوةً مُلِّيتُها كأَني ضارِبُ صَنْجِ نَشْوةٍ مُغَنِّي الأَصمعي أَمْلى عليه
الزَّمنُ أَي طال عليه وأَمْلى له أَي طَوَّلَ له وأَمْهَلَه ابن الأَعرابي المُلى
الرَّماد الحارُّ والمُلى الزمان
( * وقوله « الملى الرماد والملى الزمان » كذا ضبطا بالضم في الأصل ) من الدهر
والإِمْلاء والإِمْلالُ على الكاتب واحد وأَمْلَيْتُ الكتاب أُمْلي وأَمْلَلْتُه
أُمِلُّه لغتان جَيِّدتان جاءَ بهما القرآن واستمليته الكتاب سأَلته أَن يُمْلِيَه
عليَّ والله أَعلم والمَلاةُ فَلاة ذات حر ولجمع مَلاً قال تأَبَّط شرّاً
ولَكِنَّني أُرْوي مِنَ الخَمْرِ هامَتي وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل
وهو الذي تَخَدَّدَ لحمه وقلَّ وقي المَلا واحد وهو الفَلاةُ التهذيب في ترجمة
ملأَ وأَما المَلا المُتَّسَعُ من الأَرض فغير مهموز يكتب بالأَلف والياء
والبصريون يكتبونه بالأَلف وأَنشد أَلا غَنِّياني وارْفَعا الصَّوْتَ بالمَلا
فإِنَّ المَلا عِنْدي يَزيدُ المَدى بُعْدا الجوهري المَلا مقصور الصَّحراء وأَنشد
ابن بري في المَلا المُتَّسعِ من الأَرض لبشر عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ مِنَ
المَلا بِشَهْباء لا يَمْشِي الضَّراءَ رَقِيبُها والمَلا موضع وبه فسر ثعلب قول
قيس بن ذَريح تبكِي على لُبْنى وأَنْتَ تَرَكْتَها وكُنْتَ عَلَيْها بالمَلا
أَنْتَ أَقْدَرُ ومَلا الرجلُ يَمْلُو عَدا ومنه حكاية الهذلي فرأَيتُ الذي ذَمى
يَمْلو أَي الذي نَجا بذَمائه قال ابن سيده وقضينا على مجهول هذا الباب بالواو
لوجود م ل و وعدم م ل ي ويقال مَلا البعيرُ يَمْلُو مَلْواً أَي سارَ سيراً شديداً
وقال مُلَيْح الهذلي فأَلْقَوْا عَلَيْهِنَّ السِّياطَ فَشَمَّرَتْ سَعالى عَليْها
المَيْسُ تَمْلُو وتَقْذِفُ( مني ) المَنى بالياءِ القَدَر قال الشاعر دَرَيْتُ ولا
أَدْري مَنى الحَدَثانِ مَناهُ الله يَمْنِيه قدَّره ويقال مَنى اللهُ لك ما
يسُرُّك أَي قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك وقول صخر الغيّ لعَمرُ أَبي عمرو لقَدْ
ساقَه المَنى إِلى جَدَثٍ يُوزَى لهُ بالأَهاضِبِ أَي ساقَه القَدَرُ والمَنى
والمَنِيَّةُ الموت لأَنه قُدِّر علينا وقد مَنى الله له الموت يَمْني ومُنِي له
أَي قُدِّر قال أَبو قِلابة الهذلي ولا تَقُولَنْ لشيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُه حتى
تُلاقِيَ ما يَمْني لك المَاني وفي التهذيب حتى تبَيّنَ ما يَمْني لك الماني أَي
ما يُقَدِّر لك القادر وأَورد الجوهري عجز بيت حتى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني
وقال ابن بري فيه الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو لا تَأْمَنِ المَوتَ في
حَلٍّ ولا حَرَمٍ إِنَّ المَنايا تُوافي كلَّ إِنْسانِ واسْلُكْ طَريقَكَ فِيها
غَيْرَ مُحْتَشِمٍ حتَّى تُلاقَي ما يَمْني لك الماني وفي الحديث أَن منشداً أَنشد
النبي صلى الله عليه وسلم لا تَأْمَنَنَّ وإِنْ أَمْسَيْتَ في حَرَمٍ حتى تلاقَي
ما يمني لك الماني فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرونانِ في قَرَنٍ بكُلِّ ذلِكَ
يأْتِيكَ الجَدِيدانِ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أَدرك هذا الإِسلام معناه
حتى تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل يقال مَنى الله عليك
خيراً يَمْني مَنْياً وبه سميت المَنِيَّةُ وهي الموت وجمعها المَنايا لأَنها
مُقدَّرة بوقت مخصوص وقال آخر مَنَتْ لَكَ أَن تُلاقِيَني المَنايا أُحادَ أُحادَ
في الشَّهْر الحَلالِ أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ وقال الشَّرفي بن القطامي المَنايا
الأَحْداث والحِمامُ الأَجَلُ والحَتْفُ القَدَرُ والمَنُونُ الزَّمانُ قال ابن
بري المَنيَّة قدَرُ الموت أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب مَنايا يُقَرِّبْنَ
الحُتُوفَ لأَهْلِها جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجُبْلِ فجعل المنايا
تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت وامْتَنَيْت الشيء اخْتَلقْته ومُنِيتُ بكذا وكذا
ابْتُلِيت به ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً
ومَنْواً ويقال مُنِيَ ببَلِيَّة أَي ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها
الجوهري منَوْتُه ومَنَيْته إِذا ابتليته ومُنِينا له وُفِّقْنا ودارِي مَنى دارِك
أَي إِزاءَها وقُبالَتها وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها قال ابن بري وأَنشد ابن
خالويه تَنَصَّيْتُ القِلاصَ إِلى حَكِيمٍ خَوارِجَ من تَبالَةَ أَو مَناها فما
رَجَعَتْ بخائبةٍ رِكابٌ حَكِيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتَهاها وفي الحديث البيتُ
المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء وفي حديث مجاهد إِن الحرم حَرَمٌ
مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع أَي حِذاءه وقَصْدَه والمَنى القَصْدُ
وقول الأَخطل أَمْسَتْ مَناها بأَرْضٍ ما يُبَلِّغُها بصاحِبِ الهَمِّ إِلاَّ
الجَسْرةُ الأُجُدُ قيل أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه وإِن
شئت أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه إِذا ما المَرْءُ كان أَبُوه عَبْسٌ
فحَسْبُكَ ما تُريدُ إِلى الكَلامِ وقد قيل إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف
وهو مذكور في موضعه التهذيب وأَما قول لبيد دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فأَبانِ قيل إِنه
أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج قَواطِناً مكةَ منْ وُرْقِ الحَما
أَراد الحَمام قال الجوهري قوله دَرَس المنا أَراد المنازل ولكنه حذف الكلمة
اكْتِفاء بالصَّدْر وهو ضرورة قبيحة والمَنِيُّ مشَدّد ماء الرجل والمَذْي
والوَدْي مخففان وأَنشد ابن بري للأَخطل يهجو جريراً مَنِيُّ العَبْدِ عَبْدِ أَبي
سُواجٍ أَحَقُّ مِنَ المُدامةِ أَنْ تَعيبا قال وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر
قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ أَتَحْلِفُ لا تَذُوقُ لَنا طَعاماً وتَشْرَبُ مَنْيَ
عَبْدِ أَبي سُواجِ ؟ وجمعهُ مُنْيٌ حكاه ابن جِني وأَنشد أَسْلَمْتُموها فباتَتْ
غيرَ طاهِرةٍ مُنّيُ الرِّجالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ وقد مَنَيْتُ مَنْياً
وأَمْنَيْتُ وفي التنزيل العزيز مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى وقرئ بالتاء على النطفة
وبالياء على المَنيِّ يقال مَنَى الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنًى واسْتَمْنَى
أَي اسْتَدْعَى خروج المنيّ ومَنَى اللهُ الشيء قَدَّرَه وبه سميت مِنًى ومِنًى
بمكة يصرف ولا يصرف سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق وقال ثعلب هو
مِن قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك وامْتَنَى
القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى قال ابن شميل سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِيَ به أَي
ذُبح وقال ابن عيينة أُخذ من المَنايا يونس امْتَنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى ابن
الأَعرابي أَمْنَى القوم إِذا نزلوا مِنًى الجوهري مِنًى مقصور موضع بمكة قال وهو
مذكر يصرف ومِنًى موضع آخر بنجد قيل إِياه عنى لبيد بقوله عَفَتِ الدِّيارُ
محَلُّها فَمُقامُها بمِنًى تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والمُنَى بضم الميم جمع
المُنية وهو ما يَتَمَنَّى الرجل والمَنْوَةُ الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات قال ابن
سيده وأُراهم غيروا الآخِر بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح وكتب عبد الملك
إِلى الحجاج يا ابنَ المُتَمَنِّيةِ أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام
وهي القائلة هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلى خَمْرٍ فأَشْرَبَها أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلى
نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ ؟ وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق
عمر رأْسه ونفاه إِلى البصرة فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك ومنه قول
عروة بن الزُّبير للحجاج إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ المُتَمنِّية
والأُمْنِيّة أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني وقال الليث ربما طرحت الأَلف فقيل منية
على فعلة
( * قوله « فقيل منية على فعلة » كذا بالأصل وشرح القاموس ولعله على فعولة حتى
يتأتى ردّ أَبي منصور عليه قال أَبو منصور وهذا لحن عند الفصحاء إِنما يقال مُنْية
على فُعْلة وجمعها مُنًى ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ مشدَّدة
الياء وأَمانٍ مخففة كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع
الأُثْفِيّةِ والأُضْحيَّة أَبو العباس أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما
يكون وبما لا يكون قال والتمني السؤال للرب في الحوائج وفي الحديث إِذا تَمَنَّى
أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه وفي رواية فلْيُكْثِرْ قال ابن
الأَثير التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما
يكون وما لا يكون والمعنى إِذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل
الله كثير وخزائنه واسعة أَبو بكر تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن
يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر الجوهري تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري
تَمْنِيةً وتَمَنَّى الشيءَ أَراده ومَنَّاه إِياه وبه وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ
والأُمْنِيَّةُ وتَمَنَّى الكتابَ قرأَه وكَتَبَه وفي التنزيل العزيز إِلا إِذا
تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه أَي قَرَأَ وتَلا فأَلْقَى في تِلاوته
ما ليس فيه قال في مَرْثِيَّةِ عثمان رضي الله عنه تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ
لَيْلِه وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ
( * قوله « أول ليله وآخره » كذا بالأصل والذي في نسخ النهاية أول ليلة وآخرها )
والتَّمَنِّي التِّلاوةُ وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن وقال آخر تَمَنَّى كِتابَ
اللهِ آخِرَ لَيْلِه تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ أَي تلا كتاب الله
مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً فيه قال أَبو منصور والتِّلاوةُ
سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها وإِذا مرَّ
بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه وفي التنزيل العزيز ومنهم أُمِّيُّونَ لا
يَعْلَمُون الكتاب إِلا أَمانيَّ قال أَبو إِسحق معناه الكتاب إِلا تِلاوة وقيل
إَلاَّ أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ والعربُ تقول أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي
تَخْتَلِقُه قال ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال ما لا
يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه وهذا مستَعمل في كلام الناس يقولون للذي يقول ما
لا حقيقة له وهو يُحبه هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة وفي حديث الحسن ليس الإِيمانُ
بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي
ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك فقط ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب وقيل
هو من التَّمَنِّي القراءة والتِّلاوة يقال تَمَنَّى إِذا قرأَ والتَّمَنِّي
الكَذِب وفلان يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها وهو مقلوب من المَيْنِ وهو
الكذب وفي حديث عثمان رضي الله عنه ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا شَرِبت
خَمراً في جاهلية ولا إِسلام وفي رواية ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت أَي ما كَذَبْت
والتَّمنِّي الكَذِب تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إِذا قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر
في نفسه الحديث ثم يقوله ويقال للأَحاديث التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ واحدتها
أُمْنِيّةٌ وفي قصيد كعب فلا يغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وعَدَتْ إِنَّ الأَمانِيَّ
والأَحْلامَ تَضلِيلُ وتَمَنَّى كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له وتَمَنَّى
الحَديث اخترعه وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء
تَمَنَّيْته ؟ معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له ويقول الرجل والله ما
تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته وقال الجوهري مُنْيةُ الناقة الأَيام التي
يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل إِياها وبين خمس
عشرة ليلة وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها من حِيالها ابن سيده
المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها
ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب هي في مُنْيَتها وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم
لا ومُنْيَةُ البِكْر التي لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال ومنية الثِّنْي وهو البطن
الثاني خمس عشرة ليلة قيل وهي منتهى الأَيام فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير
لاقح وقد استَمْنَيْتُها قال ابن الأَعرابي البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد
أَربع عشرة وإحدى وعشرين والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام قال والاسْتِمْناء أَن يأْتي
صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها فإِن اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت
رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح وقال في قول الشاعر قامَتْ تُريكَ
لَقاحاً بعدَ سابِعةٍ والعَيْنُ شاحِبةٌ والقَلْبُ مَسْتُورُ قال مستور إِذا
لَقِحَت ذهَب نَشاطُها كأَنَّها بصَلاها وهْي عاقِدةٌ كَوْرُ خِمارٍ على عَذْراءَ
مَعْجُورُ قال شمر وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال
وروي عن بعضهم أَنه قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون قَلُوص عَسْراء
الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة والمُنية التي هي المُنْية
سبع وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ وقال أَبو الهيثم يردّ على من قال
تُمْتَنى القِلاصُ لسبع إنه خطأٌ إِنما هو تَمْتَني القِلاصُ لا يجوز أَن يقال
امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها فهي مُمْتَناةٌ قال وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر
يقال أَمْنَتِ الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ وامْتَنَتْ فهي
مُمْتَنِية إِذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها وقد امْتُنيَ
للفحل قال وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة وبَيْضاء لا تَنْحاشُ مِنَّا وأُمُّها
إِذا ما رأَتْنا زيِلَ مِنَّا زَويلُها نَتُوجٍ ولم تُقْرَفْ لِما يُمْتَنى له
إِذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَلِيلُها ورواه هو وغيره من الرواة لما يُمْتَنى
بالياء ولو كان كما روى شمر لكانت الرواية لما تَمْتَني له وقوله لم تُقْرَفْ لم
تُدانَ لِما يُمْتَنى له أَي ينظر إِذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل
الذي يمتنى له وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً وحتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ
امْتِنائِها مِنَ الصَّيْف ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون
الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي وقال ابن السكيت قال الفراء مُنْية الناقة
ومِنْية الناقة الأَيام التي يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها ويقال الناقة في
مُنْيتها قال أَبو عبيدة المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن
يتغير فيصير مَشِيجاً وقوله لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم
تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها وقال الجوهري
يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل قال ابن بري الذي في شعره نَتُوجٍ ولم
تُقْرِف لما يُمْتَنى له بكسر الراء يقال أَقْرَفَ الأَمرَ إِذا داناه أَي لم
تُقْرِف هذه البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير
جهة حمل الناقة قال والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل يُمْتَنَى
له أَي لم يُقارِفْها فحل والمُنُوَّةُ
( * قوله « والمنوة » ضبطت في غير موضع من الأصل بالضم وقال في شرح القاموس هي
بفتح الميم ) كالمُنْية قلبت الياء واواً للضمة وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد
يصف النخل تَنادَوْا بِجِدٍّ واشْمَعَلَّتْ رِعاؤها لِعِشْرينَ يَوماً من
مُنُوَّتِها تَمْضِي فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل وأَراد
لعشرين يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت وهو واسع حكاه سيبويه
فقال اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت وأَنشد ولَقَدْ أَمُرُّ على اللئيم
يَسُبُّني فَمَضَيْتُ ثُمَّت قلتُ لا يَعْنِيني أَراد ولقد مَرَرْتُ قال ابن بري
مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر بالفعل فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ ومَنَيْت الرجل
مَنْياً ومَنَوْتُه مَنْواً أَي اختبرته ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت ومُنِيتُ به
مَنْواً بُلِيت ومانَيْتُه جازَيْتُه ويقال لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي
لأَجْزِيَنَّك جزاءك ومانَيْته مُماناة كافأْته غير مهموز ومانَيْتُك كافأْتك
وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو نُماني بها أَكْفاءَنا ونُهينُها ونَشْرَبُ في
أَثْمانِها ونُقامِرُ وقال آخر أُماني به الأَكْفاء في كلِّ مَوْطِنٍ وأَقْضِي
فُروضَ الصَّالِحينَ وأَقْتَري ومانَيْتُه لَزِمْته ومانَيْتُه انْتَظَرْتُه
وطاوَلْتُه والمُماناة المُطاولةُ والمُماناةُ الانْتِظار وأَنشد يعقوب
عُلِّقْتُها قَبْلَ انْضِباحِ لَوْني وجُبْتُ لَمَّاعاً بَعِيدَ البَوْنِ مِنْ
أَجْلِها بفِتْيةٍ مانَوْني أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي وقال ابن بري
هذا الرجز بمعنى المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري وأَنشد
لغَيْلان بن حُريث فإِنْ لا يَكُنْ فيها هُرارٌ فإِنَّني بسِلٍّ يُمانِيها إِلى
الحَوْلِ خائفُ والهُرار داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه وأَنشد ابن بري لأَبي
صُخَيْرة إِيَّاكَ في أَمْركَ والمُهاواةْ وكَثْرةَ التَّسْويفِ والمُماناهْ
والمُهاواةُ المُلاجَّةُ قال ابن السكيت أَنشدني أَبو عمرو صُلْبٍ عَصاه للمَطِيِّ
مِنْهَمِ ليسَ يُماني عُقَبَ التَّجَسُّمِ قال يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي
انتظرتك وقال سعيد المُناوة المُجازاة يقال لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك
قِناوَتَكَ وتَمَنٍّ بلد بين مكة والمدينة قال كثير عزة كأَنَّ دُموعَ العَيْنِ
لما تَحَلَّلَتْ مَخارِمَ بِيضاً مِنْ تَمَنٍّ جِمالُها قَبَلْنَ غُروباً مِنْ
سُمَيْحَةَ أَتْرَعَتْ بِهِنَّ السَّواني فاسْتدارَ مَحالُها والمُماناةُ قِلَّة
الغَيرةِ على الحُرَمِ والمُماناةُ المُداراةُ والمُماناةُ المُعاقَبةُ في
الرُّكوب والمُماناةُ المكافأَةُ ويقال للدَّيُّوث المُماذِلُ والمُماني
والمُماذِي والمَنا الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به بفتح الميم مقصور يكتب
بالأَلف والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره وقد يكون من الحديد أَوزاناً
وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ والأَوَّل أَعلى قال ابن سيده وأُرى الياء معاقبة لطلب
الخفة وهو أَفصح من المَنِّ والجمع أَمْناء وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ
وأَمْنانٌ وهو مِنِّي بِمَنَى مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ قال ومَناةُ صخرة وفي الصحاح
صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة والمدينة يَعْبُدونها من دون الله من قولك
مَنَوتُ الشيء وقيل مَناةُ اسم صَنَم كان لأَهل الجاهلية وفي التنزيل العزيز
ومَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخرى والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ وهو لغة
والنسبة إِليها مَنَوِيٌّ وفي الحديث أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة هو هذا الصنم
المذكور وعبدُ مناةَ ابن أُدِّ بن طابِخَة وزيدُ مَناةَ ابن تَميم بن مُرٍّ يمد
ويقصر قال هَوْبَر الحارِثي أَلا هل أَتَى التَّيْمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ على
الشِّنْءِ فيما بَيْنَنا ابنُ تَمِيمِ قال ابن بري قال الوزير من قال زيدُ مَناه
بالهاء فقد أَخطأَ قال وقد غلط الطائي في قوله إِحْدَى بَني بَكْرِ بنِ عَبْدِ
مَناه بَينَ الكئيبِ الفَرْدِ فالأَمْواه ومن احتجّ له قال إِنما قال مَناةٍ ولم
يرد التصريع
معنى
في قاموس معاجم
التهذيب ابن
الأَعرابي اللَّوْثُ الطيُّ واللوثُ اللَّيُّ واللوث الشرُّ واللَّوْثُ الجِراحات
واللوث المُطالبات بالأَحْقاد واللَّوثُ تَمْريغُ اللقمة في الإِهالَة قال أَبو
منصور واللوث عند الشافعي شبه الدلالة ولا يكون بينة تامة وفي حديث القسامة ذكرُ
اللو
التهذيب ابن
الأَعرابي اللَّوْثُ الطيُّ واللوثُ اللَّيُّ واللوث الشرُّ واللَّوْثُ الجِراحات
واللوث المُطالبات بالأَحْقاد واللَّوثُ تَمْريغُ اللقمة في الإِهالَة قال أَبو
منصور واللوث عند الشافعي شبه الدلالة ولا يكون بينة تامة وفي حديث القسامة ذكرُ
اللوثِ وهو أَن يشهد شاهد واحد على إِقرار المقتول قبل أَنْ يموت أَن فلاناً قتلني
أَو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أَو تهديد منه له أَو نحو ذلك وهو من
التَّلَوُّث التلطُّخ يقال لاثه في التراب وَلَوَّثَهُ ابن سيده اللَّوْثُ
البُطْءُ في الأَمر لوِثَ لَوَثاً والتاثَ وهو أَلوَثُ والتاث فلان في عمله أَي
أَبطأَ واللُّوثَةُ بالضم الاسترخاءُ والبطءُ وفي حديث أَبي ذر كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إِذا التاثت راحلة أَحدنا طعن بالسَّروة وهي نصل صغير وهو من
اللُّوثَةِ الاسترخاءِ والبطءِ ورجل ذو لُوثة بطيءٌ مُتَمَكِّث ذو ضعف ورجل فيه
لُوثة أَي استرخاءٌ وحمق وهو رجل أَلوَثُ ورجل أَلوث فيه استرخاءٌ بيِّن اللوَث
وديمة لَوثاءُ والمُلَيَّث من الرجال البَطيءُ لسمنه وسحابة لوثاءٌ بها بُطْءٌ
وإِذا كان السحاب بطيئاً كان أَدوم لمطره قال الشاعر من لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ
تَهْمِيم قال الليث اللوثاءُ التي تَلُوثُ النباتَ بعضه على بعض كما تلوث التبن
بالقت وكذلك التلوُّث بالأَمر قال أَبو منصور السحابة اللوثاءُ البطيئة والذي قاله
الليث في اللوثاءِ ليس بصحيح الجوهري وما لاث فلان أَن غلب فلاناً أَي ما احتبس
والأَلْوث الأَحمق كالأَثْوَل قال طفيل الغنوي إِذا ما غزا لم يُسْقِطِ الخوْفُ
رُمحَهُ ولم يَشْهدِ الهيجا بأَلْوَثَ مُعْصِم ابن الأَعرابي اللُّوثُ جمع
الأَلْوث وهو الأَحمق الجبان وقال ثمامة بن المخبر السدوسي أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ
يَجُرُّ كساءَه نَفى عنه وُجْدانَ الرِّقينَ العَرائما
( * قوله « العرائما » كذا بالأَصل وشرح القاموس ولعله القرائما جمع قرامة بالضم
العيب )
يقول رب أَحمق نفى كثرة ماله أَن يُحَمِّق أَراد أَنه أَحمق قد زيَّنه ماله وجعله
عند عوام الناس عاقلاً واللُّوثة مس جنون ابن سيده واللوثة كالأَلوث واللُّوثة
واللَّوْثة الحمق والاسترخاءُ والضعف عن ابن الأَعرابي وقيل هي بالضم الضعف
وبالفتح القوَّة والشدة وناقة ذاتُ لَوْثة ولَوْث أَي قوة وقيل ناقة ذات لَوْثة
أَي كثيرة اللحم والشحم ويقال ناقة ذات هَوَج واللَّوْث بالفتح القوَّة قال
الأَعشى بذاتِ لَوْث عَفَرْناة إِذا عَثَرَت فالتعْسُ أَدنى لها من أَن يُقال لَعا
قال ابن بري صواب إِنشاده مِن أَن أَقول لعا قال وكذا هو في شعره ومعنى ذلك أَنها
لا تعثر لقوَّتها فلو عثرت لقلت تَعِست وقوله بذات لوث متعلق بِكلَّفت في بيت قبله
وهو كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي وشايعني هَمِّي عليها إِذا ما آلُها لمَعا
الأَزهري قال أَنشدني المازني فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَينْ فاشتدَّ ناباهُ
وغَيْرُ النابَينْ قال التاثَ افتعل من اللَّوث وهو القوَّة واللُّوثة الهَيْج
الأَصمعي اللَّوثة الحُمقة واللَّوثة العَزْمة بالعقل وقال ابن الأَعرابي اللُّوثة
واللَّوثة بمعنة الحمقة فإِن أَردت عزمة العقل قلت لَوْث أَي حَزْم وقوَّة وفي
الحديث أَن رجلاً كان به لُوثة فكان يغبن في البيع أَي ضعف في رأْيه وتلجلج في
كلامه الليث ناقة ذات لَوْث وهي الضَّخْمة ولا يمنعها ذلك من السرعة ورجل ذو لَوْث
أَي ذو قوَّة ورجل فيه لُوثة إِذا كان فيه استرخاءٌ قال العجاج يصف شاعراً غالبه
فغلبه فقال وقد رأَى دونيَ من تَجَهُّمِي
( * قوله « رأى دوني من تجهمي إلخ » كذا بالأصل )
أُمَّ الرُّبَيْقِ والأُرَيْقِ المُزْنَم فلم يُلِثْ شَيطانَهُ تَنُهُّمي يقول
رأَى تجهمي دونه ما لا يستطيع أَن يصل إِليَّ أَي رأَى دوني داهية فلم يُلِثْ أَي
لم يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انتهاري والليث الأَسد زعم كراع أَنه مشتق من
اللوث الذي هو القوة قال ابن سيده فإِن كان ذلك فالياءُ منقلبة عن واو قال وليس
هذا بقويّ لأَن الياء ثابتة في جميع تصاريفه وسنذكره في الياء واللَّيثُ بالكسر
نبات ملتف صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها والأَلوث البطِيء الكلام الكلِيلُ اللسان
والأُنثى لَوْثاء والفعل كالفعل ولاثَ الشيءَ لَوْثاً أَداره مرتين كما تُدارُ
العِمامة والإِزار ولاث العمامة على رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عصبها وفي الحديث
فحللت من عمامتي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لفة أَو لفتين وفي حديث الأَنبذةُ
والأَسقية التي تُلاث على أَفواهها أَي تُشَدّ وتربط وفي الحديث أَنَّ امرأَة من
بني إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن أَي أَدارته وقيل
خلطته وفي الحديث حديث ابن جَزْء ويلٌ لِلَّوَّاثين الذين يَلُوثون مع البَقر
ارفعْ يا غلام ضعْ يا غلام قال ابن الأَثير قال الحربي أَظنه الذي يُدارُ عليهم
بأَلوان الطعام من اللَّوْث وهو إِدارة العمامة وجاء رجل إِلى أَبي بكر الصديق رضي
الله عنه فوقف عليه ولاث لوثاً من كلام فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضيفاً نزل به فزنَى
بابنته ومعنى لاث أَي لوى كلامه ولم يبينه ولم يشرحه ولم يصرح به يقال لاث بالشيء
يلوث به إِذا أَطاف به ولاث فلان عن حاجتي أَي أَبطأَ بها قال ابن قتيبة أَصل
اللوث الطيّ لُثْت العمامة أَلُوثها لَوْثاً أَراد أَنه تكلم بكلام مَطْويّ لم
يبينه للاستحياء حتى خلا به ولاث الرجل يلوثُ أَي دار وفلان يَلُوث بي أَي يَلُوذ
بي ولاث يلُوث لَوْثاً لزِمَ ودار
( * قوله « لزم ودار » كذا بالأصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار اه فمعنى لاث
لزم الدار ) عن ابن الأَعرابي وأَنشد تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ من عَزَبٍ
ليس بِذِي مَلاثِ أَي ليس بذي دارٍ يَأْوي إِليها ولا أَهل ولاث الشجر والنبات فهو
لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ لبس بعضه بعضاً وتَنَعَّمَ وكذلك الكلأُ فأَما لائث فعلى وجهه
وأَما لاثٌ فقد يكون فَعِلاً كبَطِرٍ وفَرِقٍ وقد يكون فاعلاً ذهبت عينه وأَما
لاثٍ فمقلوب عن لائث مِن لاث يلوث فهو لائثٌ ووزنه فالعٌ قال لاثٍ به الأَشاءُ
والعُبْريُّ وشجر ليِّثٌ كَلاثٍ والتاثَ وأَلاثَ كَلاث وقد لاثه المطرُ ولَوَّثه
واللاَّئث واللاثُ مِن الشجر والنبات ما قد التبس بعضه على بعض تقول العرب نبات
لائثٌ ولاثٍ على القلب وقال عدي ويَأْكُلْنَ ما أَغْنى الوَلِيُّ ولم يُلِثْ
كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا أَي لم يجعله لائثاً ويقال لم يُلِثْ أَي لم يلث
بعضه على بعض مِن اللوث وهو اللَّيّ وقال الوري
( * كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن أَنه البوري نسبة إلى بور بضم الباء بلدة
بفارس خرج منها مشاهير والله أَعلم ) لم يُلِثْ لم يُبْطئْ أَبو عبيد لاثٍ بمعنى
لائث وهو الذي بعضه فوق بعض وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ يبس ثم نبت فيه الرَّطْب بعد
ذلك وقد يكون في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ولا يكاد يقال في الثُّمَام ولكن
يقال فيه بَقَلَ ولا يقال في العَرْفج أَلْوَثَ ولكن أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه
وديمة لَوْثاءُ تَلُوثُ النبات بعضه على بعض وكل ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ فقد
لُثْتَه ولَوَّثْته كما تلوثُ الطين بالتبن والجِصِّ بالرمل ولَوَّث ثِيابه بالطين
أَي لطَّخها ولَوَّث الماء كدَّره الفراء اللُّوَاثُ الدقيق الذي يُذَرُّ على
الخِوانِ لِئلا يَلْزَق به العجين وفي النوادر رأَيت لُواثة ولَوِيثةً من الناس
وهُواشة أَي جماعة وكذلك من سائر الحيوان واللَّوِيثَةُ على فعِيلة الجماعة من
قبائل شتَّى والالتياث الاختِلاط والالتفاف يقال الْتاثَتِ الخطُوب والتاثَ برأْس
القلم شعَرة وإِنَّ المجلس ليجمع لَوِيثَةً من الناس أَي أَخلاطاً ليسوا من قبيلة
واحدة وناقة ذاتُ لَوْثٍ أَي لحم وسِمَنٍ قد لِيثَ بها والملاث والمِلْوَث السيد
الشريف لأَنَّ الأَمر يُلاثُ به ويُعْصَب أَي تُقْرَنُ به الأُمور وتُعْقَدُ وجمعه
مَلاوِث الكسائي يقال للقوم الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَي يطاف بهم ويُلاث وقال
هلاَّ بَكَيْت مَلاوِثاً من آل عبدِ مَناف ؟ ومَلاويثُ أَيضا فأَما قول أَبي ذؤيب
الهذلي أَنشده أَبو يعقوب كانوا مَلاوِيثَ فاحْتاجَ الصديقُ لهم فَقْدَ البلادِ
إِذا ما تُمْحِلُ المطرا قال ابن سيده إِنما أَلحق الياء لاتمام الجزء ولو تركه
لَغَنِيَ عنه قال ابن بري فَقْدَ مفعول من أَجله أَي احتاج الصديق لهم لمَّا هلكوا
كفقد البلاد المطر إِذا أَمحلت وكذلك المَلاوِثَة وقال منَعْنَا الرِّعْلَ إِذ
سَلَّمْتُموه بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد وفي الحديث فلما انصرف من الصلاة لاث به
الناس أَي اجتمعوا حوله يقال لاث به يلوث وأَلاث بمعنى واللِّثَةُ مَغْرِزُ
الأَسنان من هذا الباب في قول بعضهم لأَن اللحم لِيثَ بأُصولها ولاث الوَبَر
بالفَلْكة أَداره بها قال امرؤ القيس إِذا طَعَنْتُ به مالتْ عِمامتُهُ كما يُلاثُ
برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ ولاث به يلوث كلاذ وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضَّيفان
أَي المَلاذ وزعم يعقوب أَن ثاء لاث ههنا بدل من ذال لاذ يقال هو يلوذ بي ويلوث
واللُّوث فِراخ النَّحْل عن أَبي حنيفة