المِلْح بالكسر أَي معروف وهو ما يُطَّيب به الطَّعَامُ : وقد يُذكّر والتَّأْنِيث فيه أَكثَرُ كذا في العُبَب . وتصغيره مُلَيْحَة . وقال الفَيّوميّ : جمعْها مِلاحٌ كشِعْب وشعاب . ومن المجاز المِلْح : الرَّضَاعُ وقد رُوِي فيه الفَتْحُ أيضاً كذا في المحكم ونقله في اللّسَان وقد مَلَحَت فُلانةُ لفُلانٍ إِذا أَرْضَعَت تَمْلَح وتَمْلُح . وقال أَبو الطَّمَحَان وكانَتْ له إِبلٌ يَسْقِي قَوْماً من أَلبانها ثم إِنّهم أَغاروا عليها فأَخذُوها :
وإِنّي لأَرجُو مِلْحَها في بُطونِكمْ ... وما بَسَطَتْ مِنْ جِلْد أَشعَثَ أَغْبَرَا وذلك أَنّه كَان نَزَل عليه قَومٌ فأَخذُوا إِبلَه فقال : أَرجو أَن تَرعَوْا ما شَرِبْتم من أَلبان هذه الإِبل وما بَسَطَتْ منْ جُلُودِ قَومٍ كأَنَّ جلُودَهم قد يَبِست فسَمِنُوا منها . وفي حديث وَفْدِ هَوَازِنَ أَنَّهم كلَّموا رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم في سَبْيِ عشائرِهم فقال خَطيبُهم : إِنّا لو كُنّا مَلَحْنا للحارِث بن أَبي شَمِرٍ أَو للنُّعمان بن المنذِر ثم نَزلَ مَنزِلَك هذا منّا لحَفِظَ ذلك لنا وأَنت خيرُ المكْفُولِين فاحْفَظْ ذلك . قال الأَصمعيّ في قوله مَلَحْنَا . أَي أَرْضَعْنا لهما . وإِنّمَا قال الهَوَازِنيّ ذلك لأَنّ رَسُولَ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم كان مُسْتَرْضَعاً فيهم . أَرْضَعَتْه حَليمةُ السَّعدّية . والمِلْح : العِلْم . والمِلْح أَيضاً العُلَمَاءُ هكذا في اللِّسان وذكَرَهما ابن خالَويه في كتابه الجامِعِ للمشترك والقَزّازُ في كتابه الجامع . ومن المجاز : المِلْح الحُسْنُ من المَلاحَة وقد مَلُح يَملُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُن . ذكرَه صاحب المُوعب واللّبْليّ في شرح الفصيح والقَزّاز في الجامع . ومن المجاز : مَلَحَ القِدْرَ إِذا جعَلَ فيها شيئاً من مِلْح وهو الشَّحْمُ . وفي التهذيب عن أَبي عَمرٍو : أَمْلَحْت القِدْرَ بِالأَلف إِذا جَعلْتَ فيها شيئاً من شَحْمٍ . والمِلْح أَيضاً : السِّمَنُ القليل وضبطَه شيخنا بفتْح السين وسكون الميم وجعلَه مع ما قبله عطْف تفسيرٍ ثمّ قال : وقد يقال إِنّهما مُتَغَايرانِ والصواب ما ذَكرْناه . وأَملَح البعيرُ إِذَا حَمَل الشَّحْمَ ومُلِحَ فهو مملوح إِذا سَمِنَ . ويقال : كان رَبيعُنا مَملوحاً . وكذلك إِذا أَلْبَنَ القَومُ وأَسْمَنُوا كالتَّمَلُّح والتَّمْلِيح وقد مَلَّحَتِ النّاقَةُ : سَمِنَتْ قليلاً عن الأُموي ومنه قَول عُرْوةَ ابن الوَرْد :
أَقَمْنَا بها حِيناًوأَكثرُ زَادِنا ... بَقِيّةُ لَحْمٍ مِن جَزورٍ مُمَلِّحِ والذي في البصائر :
" عَشيَّةَ رُحْنا سائرين وزادُنا إلخ وجَزور مُملِّح فيها بَقيَّة من سِمَنٍ وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ورَدَّ جازِرُهمْ حَرفاً مصهَّرةً ... في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَينِ تَمْليحُ
أَي سِمَنٌ : يقول لا شَحْمَ لها إِلَّا في عَيْنِها وسُلامَاهَا . قال : أَوّل ما يَبدأُ السِّمَنُ في اللِّسَان والكَرِش وآخرُ مايَبقَى في السُّلاَمى والعَيْن . وتَملَّحتِ الإِبلُ كمَلَّحَت وقيل هو مقبول عن تحلمت وقيل أَي سَمِنَت وهو قول ابن الأَعرابيّ . قال ابن سيده : ولا أَرى للقَلْب هنا وَجْهاً . وأَرى مَلَحَت النَّقةُ بالتخفيف لغة في مَلَّحَت . وتَملَّحَت الضِّبابُ كَتحَلَّمَت أَي سَمِنت وهو مَجاز . والمِلْح : الحُرْمَة والذِّمامُ كالْمِلْحَةِ بالكسر وأَنشد أَبو سعيدٍ قَولَ أَبي الطَّمَحان المتقدّم وفَسَّره بالحُرْمة والذِّمام . ويقال : بين فُلانٍ وفُلانٍ مِلْحٌ ومِلْحةٌ إِذا كان بينهما حُرْمَةً كما سيأْتي . فقال : أَرجُو أَن يَأْخُذكم اللّه بحُرْمَةِ صاحِبها وغَدْرِكُم بها . قال أَبو العَباس : العرب تُعظّم أَمْرَ المِلْحِ والنّارِ والرَّمَادِ . والمَلْحُ : ضِدُّ العَذْبِ مِنَ الماءِ كالمَلِيح هذا وَصْفٌ وما ذُكِرَ قبله كلّها أَسماءٌ . يقال ماءٌ مِلْحٌ . ولا يقال : مالِحٌ إِلاّ في لغة رَديئة عن ابن الأَعرابيّ فإِن كان الماءُ عَذْباً ثم مَلُحَ يقال : أَمْلَحِ . وبَقْلَةٌ مالحَةٌ . وحكَى ابنُ الأَعرابيّ : ماءٌ مالِحٌ كمِلْح . وإِذا وَصفتَ الشيْءَ بما فيه من المُلُوحَة قلت : سَمَكٌ مالِحٌ وبَقْلَةٌ مالِحةٌ . قال ابن سِيده : وفي حديث عُثمان رضي اللّه عنه : وأنا أَشْرَبُ ماءَ المِلْح أَي الشَّديد المُلُوحَةِ قال الأَزهَريّ عن أَبي العباس : إِنّه سمع ابنَ الأَعرابيّ قال : ماءٌ أُجَاجٌ وقُعَاعٌ وزُعَاقٌ وحُرَاقٌ وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطّائر وهو الماءُ المالِحُ . قال : وأَنشدنا :
بَحْرُك عَذْبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ ... رَبُّكَ والمحرُومُ مَن لمْ يُسْقَهُ أَرادَ : ما أَقَعَّه . من القُعَاع وهو الماءُ المِلْح فَقَلَبَ . قال ابن شُميل : قال يونس : لم أَسمع أَحداً من العرب يقول ماءٌ مالحٌ . ويقال : سَمكٌ مالِحٌ وأَحسنُ منهما سَمَكٌ مَليحٌ ومَملوحٌ . قال الجوهَرِيّ : ولا يقال مالِحٌ . قال : وقال أَبو الدُّقَيْش : يقال ماءٌ مالحٌ ومِلْح . قال أَبو منصور : هذا وإِنْ وُجِدَ في كلام العرب قليلاً لُغَةٌ لا تُنْكر . قال ابن بَرّيّ : قد جاءَ المالِح في أَشعارِ الفُصحاءِ كقول الأَغلب العِجْليّ يَصف أُتُناً وحِماراً :
تَخاله من كَرْبهِنَّ كالحَا ... وافْتَرَّ صاباً ونَشثوقاً مالِحَا وقال غَسّانُ السَّلِيطيّ :
وبِيضٍ غِذَاهنَّ الحَليبُ ولم يَكنْ ... غِذَاهُنَّ نِينَانٌ من البحرِ مالِحُ
أَحَبُّ إِلينا مِنْ أُناسٍ بِقَرْيَةٍ ... يَمُوجُون مَوْجَ البَحْرِ والبَحْرُ جَامِحُ وقال عُمر بن أَبي رَبيعةَ :
ولو تفَلَتْ في البَحْر والبَحرُ مالحٌ ... لأَصبَحَ ماءُ البَحْرِ من ريقِهَا عَذْبَا قال : وقال ابنُ الأَعرَابيّ : يقال شيْءٌ مالِحٌ كما يقال : حامِضٌ . قال ابنَ بَرّيّ : وقال أَبو الجَرّاح : الحَمْضُ : المالِحُ من الشَّجَر . قال ابن بَرّيّ : ووَجْهُ جَوازِ هذا من جِهة العَربيَّة أَن يكون على النَّسَب مثل قولهم ماءُ دافِقٌ أَي ذو دَفْق وكذلك ماءٌ مالح أَي ذو مِلْح وكما يقال : رَجلٌ تارِسٌ أَي ذو تُرْسٍ ودَارِعٌ أَي ذو دِرعٍ . قال : ولا يكون هذا جارياً على الفِعْل . وقال ابن سيدَه : وسَمَكٌ مالِحٌ ومَلِيحٌ ومَمْلُوح ومُمَلَّح وكَرِهَ بعضُهم مَلِيحاً ومالِحاً ولم يَرَ بَيْتَ عُذافرٍ حُجَة وهو قوله :
لو شاءَ رَبِّي لم أَكنْ كَرِيَّا ... ولم أَسُقْ لشَعْفَرَ المَطِيَّا
بَصَريّة تزَوّجتْ بَصْرِيَّا ... يُطْعِمها المالحَ والطَّرِيَّاوأَمْلَحَ الرَّجلُ : وَرَدَه أَي ماءً مِلْحاً مِلْحَةٌ بزيادة الهاءِ ومِلاَحٌ بالكسر كشِعْب وشِعَاب وأَمْلاَحٌ كتِرْب وأَتْراب ومِلَحٌ بكسر ففتْح وقد يقال أَمْاهٌ مِلْحٌ ورَكِيّةٌ مِلْحةٌ . وقد مَلُحَ الماءُ ككُرمَ وهي لُغةُ أَهلِ العالية . ومَنَعَ عن ابن الأَعرابيّ - ونقله ابن سيده وابن القطّاع - ونَصَرَ نسَبها الفيُّوميّ لأَهل الحِجاز وذكرَها الجوهَرِيّ وغيرُ واحدٍ مُلُوحَةً بالضَّم ومَلاَحَةً مصْدَريْ باب كَرُمَ ومُلُوحاً مصْدر باب منَع كقَعَدَ قُعُوداً ذكرَه الجوهَريّ والفيّوميّ . والحُسْنُ مَلُحَ ككَرُمَ يَمْلُح مُلُوحَةً ومَلاَحَةً ومِلْحاً . فهذِه ثلاثةُ مصادرَ : الأَوّل هو الجاري على القِيَاس والثاني هو الأَكثر فيه والثالث أَقلُّهَا . فهو مَلِيحٌ ومُلاَحٌ كُغرَاب ومُلاَّحٌ بالتشديد وهو أَمْلَحُ من المَليح كذا في التهذيب . قال :
تَمْشِي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاّحِ ... أَجَمَّ حتَّى هَمَّ بالصِّياحِ يَعْنِي فَرْجَا وهذا المثال لمَّا أَرادوا المبالغَة قالوا فُعّال فَزادوا في لفظهِ لِزيادة معناه مثل كَريم وكُرّام وكَبير وكُبَّار . ج أَي جمع المليح مِلاَحٌ بالكسر وأَمْلاَحٌ كلاهما عن أَبي عمرٍو مثل شَريف وأَشراف . وكَريم وكِرَام . وجمع مُلاَح ومُلاّحٍ مُلاَحُونَ ومُلاّحُونَ وهما جمْعَا سلامة والأُنثَى مَليحَة . وفي الأَساس : من المجاز : مَلَحَهُ أَي عِرْضَه كمَنَعه : اغْتَابَه ووقَعَ فيه ومَلَحَ الطَّائرُ : كَثُرَ سُرْعَةُ خَفَقانِه بِجَنَاحَيْهِ . قال :
" مَلْحَ الصُّقورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ قال أَبو حاتم : قلْت للأَصمعيّ : أَتُرَاه مَقلوباً من اللَّمْح ؟ قال : لا إِنّمَا يقال لَمَحَ الكَوكَبُ ولا يقال مَلَحَ فلو كان مقلوباً لجَاز أَن يقال مَلَح . ومَلَحَ الشَّاةَ : سَمَطَها فهي مَملُوحة كَملَّحها تَمليحاً وَتَمليحُها : أَخْذُ شعرِها وصُوفِها بالماءِ . وفي حديث عَمْرو بن حُريث عَنضاقٌ قد أُجِيدَ تملِيحُها وأُحْكِم نُضْجُها قال ابن الأَثير : التّمليح هنا السَّمْطُ وقيل تَملِيحُهَا تَسْمِينها وقد تقدَّم . ومَلَحَ الوَلَدَ : أَرْضَعَه يَمْلَحُ ويَملُح وهو مجاز . ومَلَحَ السَّمَكَ ومَلَّحَه فهو مملوحٌ مُملَّح مَلِيحٌ . ويقال سَمكٌ مالحٌ . ومَلَحَ القِدْرَ يَملَحُه مَلْحاً : طَرَحَ فيه المِلح بقَدْر . كذا في الصحاح كمَلَحَهُ كضَرَبَه يَمْلِحَه مَلْحاً فهما لغتانِ فصيحتان . وفاتَه مَلَّحه تَمليحاً وذلك إِذا أَكثَرَ مِلْحَه فأَفسدَه ونقل ابن سِيدَه عن سيبويه مَلَحَ ومَلَّحَ وأَمْلَحَ بمعنًى واحد . ثم إِنَّ الموجود في النُّسخ كلِّهَا تذكيرُ الضَّمير والمقرَّر عندهُم أَنّ أَسماءَ القُدورِ كلِّهَا مُؤَنّثَة إِلاّ المِرجَلَ فكان الصّوَابُ أَن يقول : كملَحَهَا أَشارَ إليه شيخُنَا ومَلَحَ المَاشِيَة مَلْحاً أَطْعَمَهَا سَبَخَةَ المِلْح . وهو تُرَابٌ ومِلْحٌ والمِلْحُ أَكثرُ وذلك إِذَا لم تَقدِرْ على الحَمْضِ فأَطعَمَهَا كمَلَّحَهَا تَمليحاً . والمَلَحُ محرّكَةً : داءٌ وعَيْبُ في رِجْلِ الدّابَّة . وقد مَلِحَ مَلَحاً . وهو وَرَمٌ في عُرْقُوبِ الفَرَسِ دونَ الجَرَذ فإِذا اشتَدَّ فهو الجَرَذُ . والمَلَح : ع من دِيار بني جَعْدةَ باليَمَامَةِ وقيل : بسَوَادِ الكُوفَةِ مَوضعٌ يقال له مَلَحٌ . وقال السّكَّريّ : مَلحٌ : ماءٌ لبنِي العَدَوِيّة ذكَر ذلك في شرْح قول جرير :
يُهْدِي السَّلامَ لأَهْل الغَوْرِ من مَلَحِ ... هَيْهاتَ مِن مَلَحٍ بالغَوْر مُهدَانَا كذا في المعجم . وأَمْلَحَ الماءُ : صارَ مِلْحاً . وقد كَانَ عَذْباً عَن ابن الأَعرابيّ . وأَمْلَحَ الإِبلَ : سَقَاهَا إِيّاه أَي ماءً ملْحاً . وأَملَحَتْ هي : وَرَدَتْ ماءً مِلْحاً . وأَملحَ القِدْرَ : كثَّر مِلْحَهَا كمَلَّحَها تَمليحاً قال أَبو منصور : وهو الكلامُ الجيّد : والمَلاَّحة مشدّدةً : مَنْبِتُه كالبَقَّالة لمنْبت البقْلِ كالمَمْلَحةِ بفتح الميم هكذا هو مضبوطٌ عندنا وهو ما يُجْعَل فيه المِلْح وضَبطه الزمخشريّ في الأَساس بالكسر والمَلاَّحُ ككَتّان : بائِعُه أَو هو صاحِبُه حكاه ابن الأَعرابيّ . وأَنشد :حتى ترى الحجرات كل عشية ... ما حولها كمعرس الملاح كالمتملح وهو متزوده أو تاجره
قال ابنُ مُقبِل يَصف سَحاباً :
تَرَى كلَّ وادٍ سَال فيه كأَنّمَا ... أَناخَ عليه رَاكبٌ مُتمَلِّحُ والمَلاّح : النُّوتِيُّ . وفي التهذيب : صاحبُ السَّفِينة لملازَمتِه الماءَ المِلْحَ . وه أَيضاً مُتَعَهِّدُ النَّهْرِ وفي بعض النُّسخ : البَحر ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه وأَصله من ذلك وصَنْعَتُه المِلاَحة بالكسر . والمَلاَّحِيَّة بالفتح والتشديد وقيل : سمِّيَ السَّفَّانُ مَلاّحاً لمعالَجته الماءَ المِلْح بإِجراءِ السُّفنِ فيه . وأَنشد الأَزهَرِيُّ للأَعْشي :
تَكَافَأَ مَلاَّحُها وَسْطَها ... مِن الخَوْفِ كَوثَلَها يَلْتَزِمْ وفي حديث ظَبْيَانَ يأْكُلون مُلاَّحَهَا ويَرعَوْنَ سَرَاحَهَا قال الأَزهريّ عن الليث : المُلاّح كرُمَّان من الحَمْض . وأَنشدَ :
" يَخْبِطْنَ مُلاّحاً كذَاوِي القَرْمَلِ وقال أَبو منصور : المُلاّح من بقول الرِّيَاض الواحدة مُلاَّحَةٌ وهي بَقلةٌ غَضّةٌ فيها مُلوحةٌ مَنابِتُها القِيعَانُ وفي المحكم : المُلاّحة : عُشْبة من الحُمُوض ذات قُضُب ووَرَقٍ مَنْبتُها القِفَافُ وهي مالحةُ الطَّعْمِ ناجعةٌ في المال وحكى ابن الأَعرابيّ عن أَبي المُجِيب الرّبَعي في وَصْفه رَوْضَةً : رأَيتُهَا تَنْدَى من بُهْمَى وصُوفَانةٍ ويَنَمةٍ ومُلاَّحَة ونَهَقَةٍ . ونقلَ ابن سيده عن أَبي حَنيفة المُلاَّح نَبْتٌ مثل القُلاّم فيه حُمْرَة يُؤكَل مع اللَّبَن وله حَبٌّ يثجمعَ كما يُجمع الفَثُّ ويُخبَز فيُؤكَل قال : وأَحسبه سُمِّيَ مُلاَّحاً للَّوْنِ لا للطَّعْم . وقال مَرّةً : المُلاّحُ : عُنْقُودُ الكَبَاثِ من الأَرَاكِ سثمِّيَ لِطَعْمه كأَنّ فيه من حَرارته مِلْحاً ويقال : نَبْتٌ مِلْحٌ ومالحٌ للحَمْض والمِلاَح ككِتَابٍ : الرِّيحُ تَجْرِي بها السَّفِينَةُ عن ابن الأَعرابيّ قال : وبه سُمِّيَ المَلاّح مَلاّحاً . وفي الحديث أَنّ المختارَ لمّا قتلَ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعَلَ رأْسه فِي مِلاَحٍ وعَلَّقَه المِلاَحُ : المِخْلاَةُ بلُغَة هُذيلٍ . قلت : وسيأْتي في ولح أَنَّ الوَلِيحة الغِرَارةُ والمِلاَح المخلاةُ . قال ابن سيده هناك : وأُراه مقلوباً من الوَليحة إِذ لم أَستدِلّ به علَى ميمه أَهي زائدةٌ أم أصل وحملها على الزيادة أَكثرُ . وقيل : هو سِنَانُ الرُّمْحِ . قال ابنُ الأَعرابيّ : والمِلاَحُ السُّتْرَة . والمِلاَحُ : أَنْ تَهُبَّ الجَنُوبُ عَقِبَ الشَّمَالِ . والمِلاَحُ بَرْدُ الأَرْضِ حينَ يَنْزِلُ الغَيْثُ . وعن الليث : المِلاَحُ : الرَّضَاعُ . وقال غيرُه : المُرَاضَعَةُ مصدر مَالح مُمالَحَةً وسيأْتي ما يتعلّق به في الممالحة . والمِلاَح : مُعَالَجَةُ حَيَاءِ النَّاقةِ إِذا اشتكَت فتُؤْخَذ خِرْقَةٌ ويطْلَى عليها دَوَاءٌ ثم تُلْصَق على الحَياءِ فيبرأُ كذا في التهذيب . والمِلاَحُ : المِيَاهُ المِلْح هكذا في النُّسخِ وهو نصُّ عبارة التهذيب . والمُلاَحِيّ كغُرَابِيّ عن ابن سيده وقد يشدَّد حكاه أَبو حنيفة وهي قليلة : عنَبٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ أَي في حَبّة طُولٌ وهو من المُلْحَة . وقال أَبو قَيس بنُ الأَسْلت
وقد لاحَ في الصُّبْح الثُّريَّا كما تَرَى ... كعُنْقُودِ مثلاّحِيّةٍ حينَ نَوَّرَا وقال أَبو حنيفَة إِنّمَا نُسِبَ إِلى المُلاّح وإِنما المُلاّح في الطّعم . والمُلاَحِيُّ نَوءعٌ مِن التِّين صغَارٌ أَمْلَحُ صادِقُ الحَلاوةِ ويُزَبِّبُ والمُلاَحِيُّ مِنَ الأَرَاكِ : ما فيه بَياضٌ وحُمْرَةٌ وشُهْبَةٌ قاله أَبو حنيفة وأَنشدَ لمُزَاحمٍ العُقَيْليّ :
فمَا أُمُّ أَحْوَى الطُّرّتَين خَلا لَهَا ... بِقُرَّى مُلاَحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُوالمَلْحَة بالفتح : لُجَّةُ البَحْرِ . ورُوِيَ عن ابن عبّاس أَنّه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسَلّم : " الصّادقُ يُعطَى ثلاثَ خِصَال : المُلْحَة والمَهابَة والمحبّة " . المُلْحَة بالضَّمِّ : المَهَابَةُ والبَرَكةُ . قال ابن سيده : أُراه من قولهم : تملَّحت الإِبل سَمِنْت . فكأَنّه يريد الفَضْلَ والزِّيَادَةَ . ثم إِنَّ الذي في أُمّهَات اللُّغة أَن المُلْحة هي البَرَكةُ وأَمَّا المَهَابة فهي لَفْظِ الحديث كما عَرَفت وليس بتفسير للمُلْحَةِ فتأَمّلْ . ومن المجاز : أَطْرِفْنَا بمُلْحَةٍ من مُلَحِك . المُلْحَة : واحِدَةُ المُلَحِ من الأَحادِيثِ وهي الكَلِمة المَليحة وقيل : القَبيحة وبهما فُسِّر قولُ عائشةَ رضي اللّه عنها : " رُدّوها عليّ مُلْحَةٌ في النّارِ اغْسِلوا عنِّي أَثَرهابالماءِ والسِّدر " قال الأَصمعيّ : بَلَغْتُ بالعِلْم ونِلْتُ بالمُلَح . وأَبو عليّ إِسماعيل ابنُ محمّد الصَّفّارُ النّحْويّ الأَديب المُلَحيّ راوي نسخةِ ابنِ عَرفَةَ وأَبو حَفْصِ ابنُ شاهينَ يعرف بابنِ المُلَحِيّ . قال الحافظ ابنُ حَجر : وأَشعَبُ الطّامِعُ أَيضاً يُعرَف بذلك قال : وهؤلاءِ نُسٍبُوا إِلى رِوَايَةِ اللَّطَائِف والمُلَح ومن المجاز المُلْحَة من الأَلوَان بَيَاضٌ يَشوبُه أَي يُخَالِطُه سَوَادٌ كالمَلَحِ مُحرّكَةً تقول في الصِّفة : كَبْشٌ أَمْلَحُ بَيِّنُ المُلْحَةِ والمَلَحِ . وقال الأَصمعيّ : الأَملَحُ الأَبلَقُ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ . وقال غيرُه : كلُّ شَعرٍ وصُوفٍ ونَحوه كان فيه بَياضٌ وسَوادٌ فهو أَمْلَحُ . وفي الحديث " أَنّ رَسُول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم أُتِيَ بكَبشَيْن أَملَحَيْنِ فذَبحَهما " . وفي التهذيب " ضَحَّى بكَبْشين أَمْلَحَيْنِ " ونَعْجَةٌ مَلْحَاءُ : شَمْطَاءُ سَودَاءُ تَنْفُذُهَا شَعرَةٌ بَيضاءُ . وقال الكِسائيّ وأَبو زيد وغيرهما : الأَملحُ : الّذي فيه بَياضٌ وسَوادٌ ويكونُ البَياضُ أَكثرَ . وقد أَمْلَحَّ الكَبشُ امْلِحاحاً . صار أَمْلَحَ . ويقال كَبشٌ أَمْلَحُ إذا كان شَعرُه خَلِيساً . والمُلْحَة أَيضاً : أَشَدُّ الزَّرَقِ حتّى يَضْرِب إِلى البَيَاض وقد مَلِحَ مَلَحاً وامْلَحّ امْلِحَاحاً وأَمْلَحَ . وقال الأَزهريّ : الزُّرْقَة إِذا اشتدّتْ حتَى تَضربَ إِلى البَياض قيل : هو أَمْلَحُ العَيْن . ومِلْحَةُ بالكَسْر : اسم رَجُل . ومِلْحَةُ الجَرْميّ شاعرٌ من شُعرائهم . ومن المجاز : مِلْحَانُ بالكسر اسمُ شَهرِ جُمادَى الآخِرَة سُمِّيَ بذلك لابْيِضَاضِه . قال الكُميت :
إِذَا أَمسَتِ الآفاقُ حُمْراً جُنُوبُها ... لشَيْبانَ أَوْ مِلْحَانَ واليومُ أَشْهَبُ شَيْبَانُ : جُمَادَى الأُولى وقيل كانُونُ الأَوّل ومِلْحَانُ : الكانُونُ الثَّاني سُمِّيَ بذلك لبياضِ الثَّلجِ . ونقلَ الأَزهريُّ عن عَمْرِو بن أَبي عَمرٍو : شِيبَانُ بكسر الشين . ومِلْحَانُ من الأَيّامِ إِذَا ابْيضَّت الأَرضُ من الصَّقِيع . وفي الصّحاح : يقال لبعض شُهور الشِّتَاءِ مِلْحان لِبياضِِثَلْجِه . ومِلْحَانُ : مِخْلَافٌ باليَمَنِ مشهورٌ يُضاف إِلى حُفَاشَ . ومِلْحَانُ جَبَلٌ بدِيارِ سُلَيمٍ بالحجاز . وقال ابن الحائك : مِلْحَانُ بنُ عَوْفِ بن مالكِ بن زيد بن سَدَدِ بن حِمْيَر وإِليه يُنْسَب جَبَلُ مِلْحَانَ المُطِلُّ على تِهَامَةَ والمَهْجَمِ واسمُ الجَبلِ رَيْشَانُ فيما أَحْسَب . كذا في المعجم . والمَلْحَاءُ : شَجَرَةٌ سَقَطَ وَرَقُها وبَقِيت عِيدَانُها خُضْراً . والمَلْحَاءُ من البَعير : الفِقَرُ الّتي عليها السَّنامُ ويقال : هي ما بين السَّنَامِ إِلى العَجُزِ وقيل لَحْمٌ في الصُّلْبِ مُستَبطِنٌ مِنَ الكاهِلِ إِلى العَجُزِ . قال العجّاج :
مَوصولةُ المَلْحَاءِ في مُستعظَمِ ... وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ وقول الشَّاعر :
رَفَعُوا رَايةَ الضِّرَابِ ومَرُّوا ... لايُبَالُون فارِسَ المَلْحَاءِيعني بفارِسِ الملحاءِ ما علَى السَّنَامِ من الشَّحْمِ . وفي التهذيبِ : الملحَاءُ بين الكاهلِ والعَجُزِ وهي من البَعير ما تَحْتَ السَّنَامِ والجمع مَلْحاوَاتٌ . ومن المجاز : أَقبَلَ فُلانٌ في كَتيبةٍ مَلْحَاءَ المَلْحَاءُ : الكَتِيبَةُ البَيْضَاءُ العَظِيمةُ قال حسّان بن رَبِيعَةَ الطائيّ :
وأَنَّا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حَتَّى ... تُولِّيَ والسُّيُوفُ لَنَا شُهُودُ والمَلْحَاءُ : كَتِيبةٌ كَانَتْ لآلِ المُنْذِرِ من مُلُوك الشامِ وهما كَتيبتان إِحداهما هذه والثانية الشَّهْبَاءُ . قال عَمرُو بن شأْسٍ الأَسديّ : يُفلِّقْن رَأْسَ الكَوكَبِ الضَّخْمِ بعدما تَدُورُحَي المَلْحَاءِ في الأَمر ذي البَزْلِ ومَلْحاءُ : وَادٍ باليَمَامَةِ من أَعظم أَوْدِيَتها . وقال الحَفْصيّ . وهو من قُرَى الخَرْج بها . كذَا في المعجم . ومن المجاز فُلانٌ مِلْحُه عَلَى رُكْبَتِهِ هكذا بالإِفرادِ في النُّسخ والصّواب على رُكْبَتَيْه بالتثنية كما في أُمّهاتِ اللُّغَة كلِّهَا . واختُلف في تفسيره على أَقوالٍ ثلاثةٍ أَيْ لاوَفَاءَ له وهو القول الأَوّل . قال مِسكينٌ الدَّارِميّ :
لا تلُمْهَا إِنّها مِن نِسْوَةٍ ... مِلْحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ قال ابن الأَعرابيّ : هذه قليلةُ الوفاءِ . قال : والعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ تعظيماً لهما . وفي التهذيب في معنَى المثل : أَي مُضيِّعٌ لحقِّ الرَّضاعِ غير حافِظ له فأَدْنَى شيءٍ ينْسِيه ذِمَامه كما أَنّ الذي يَضَع المِلْحَ على رُكبتَيه أَدْنَى شيءٍ يُبدِّده . أَو سَمينٌ . وهو القول الثاني قال الأَصمعيّ في معنَى البيتِ السابق : هذه زنْجيّة والْمِلْح شَحْمُهَا ها هُنا وسِمَنُ الزّنْج في أَفخاذها . وقال شَمِرٌ : الشّحم يُسمَّى مِلْحاً . أَو حَدِيدٌ في غَضَبِه وهو القول الثالث . وقال الأَزهريّ : أَي سَيِّىء الخُلُقِ يَغضَب من أَدنَى شيْءٍ كما أَنّ المِلْحَ عَلَى الرُّكْبَة يَتَبَدّد من أَدنى شيْءٍ . وفي الأَساس : أَي كثير الخِصَام كأَنّ طُولَ مُجاثاتِه ومُصاكَّته لرُّكَبَ قَرَّحَ رُكبتَيه فهو يَضَعُ المِلْحَ عليهما يُدَاوِيهما . وفي المحكم : سَمَكٌ مالحٌ ومليح ومملوح ومملح وكره بعضهم مَلِيحاً ومالحاً ولم يَر بَيتَ عُذضافرٍ حُجّةً وقد تقدّم . وقَليبٌ مَليحٌ : ماؤُه مِلْحٌ . وأَقلِبَةٌ مِلاَحٌ قال عَنترةُ يَصف جُعَلاً :
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَين حَجْلاً ... هَدُوجاً بينَ أَقْلِبَةٍ مِلاَحِ واسْتَمْلَحَهُ إِذا عَدَّهُ مَلِيحاً ويقال وَجدَه مليحاً . وذَاتُ المِلْح : ع قال الأَخطل :
بِمُرْتَجِزٍ دَانِي الرَّبَابِ كأَنّه ... عَلى ذَات مِلْح مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها وقَصْرُ المِلْح مَوضع آخَرُ قُرْبَ خُوَارِ الرَّيّ على فراسِخَ يَسيرةٍ والعجم يُسمُّونه دِه نَمك . ومُلَيْحٌ كزُبَيرٍ : قَريةٌ بِهَرَاةَ منها أَبو عُمَرَ عبدُ الواحِد ابنُ أَحمدَ بنِ أَبي القاسمِ الهَرَوِيّ حَدّثَ عن أَبي منصورٍ مُحمّدٍ بنِ محمدِ بنِ سِمعانَ النَّيسابوريّ وغيره . وبَنو مُلَيح : حَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ وهم بنو مُلَيح بن عَمْرِو بنِ ربِيعَةَ وعَمْرٌو هو جُمّاع خُزَاعَة . وأُمَيْلِحُ : ماءٌ لبني رَبِيعَةِ الجُوعِ وهو رَبِيعَةُ بنُ مالِكِ بنِ زَيدِ مَناةَ . و : ع في بلادِ هُذَيْل كانت به وَقعةٌ . قال المتنخِّل :
لا يَنْسَإِ اللّه منَّا مَعْشَراً شَهِدُوا ... يَوْمَ الأُميلِحِ لا غابُوا ولا جَرَحُواوالمَلُّوحَةُ كسَفُّودَةَ : بحَلَبَ كَبِيرةٌ كذا في المعجم . ومُلَيْحَةُ كجُهَيْنَةَ : ع في بلاد بني تَميم وكان به يوْمٌ بين بني يَرْبوع وبِسْطَام بن قَيسٍ الشَّيْبَانيّ . واسمُ جبَل في غَرْبِيّ سَلْمَى أَحَدِ جَبَلَىْ طَيِّيءٍ وبه آبارٌ كثيرةٌ وطَلْح . ومن المجاز يقال : بينهما مِلْحٌ ومِلْحَةٌ بكسرهما أَي حُرْمَةٌ وذِمَامٌ وحِلْفٌ بِكَسْر فسكون . وفي بعض النُّسخ بفتح فكسر مضبوطاً بالقلَم . والعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ تعظيماً لهما وقد تقدّم . ومنه أَيضاً امتَلحَ الرّجُلُ إِذا خَلَطَ كَذِباً بحقٍّ كارْتَثَأَ . قاله أَبو الهيثم وقالوا إِنّ فلاناً يَمتَذِق إِذا كانَ كَذوباً ويَمْتَلِح إِذا كان لا يُخْلِص الصّدقَ . والأَمْلاَحُ بالفتح : ع قال طَرَفَةُ بنُ العَبد :
عَفَا مِن آلِ لَيْلَى السَّهْ ... بُ فالأَمْلاَحُ فالغَمْرُ وقال أَو ذؤَيب :
أَصْبَحَ مِن أُمِّ عَمْرٍ وبَطْنُ مَرٍّ فأَج ... زاعُ الرَّجِيع فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ ومَلّحَ الشّاعِرُ إِذا أَتَى بشَيْءٍ مَلِيحٍ وقال اللَّيْث أَملَح : جاءَ بكلمةٍ مَليحةٍ . ومَلّحَ الجَزُورُ فهي مُملِّح : سَمِنَتْ قَلِيلاً وقال ابن الأَعرابيّ . جَزورٌ مُملِّح : فيها بقيّة من سِمَن . وفي التهذيب : يُقَال : أُمَيْلِحَهُ فصَغَّروا الفِعْلَ وهم يريدون الصِّفة حتّى كَأَنّهُم قَالُوا مُلَيْح ولم يُصَغَّرْ من الفِعْلِ غيرُه وغيرُ قولهم ما أُحَيْسِنَهُ وقال بعضهم : وما أُحَيْلاه . قال شيخُنَا : وهو مبنيٌّ على مذهَب البصريّين الّذين يَجزِمُون بفِعليّة أَفعَل في التّعجُّب . أَمَّا الكوفّيون الذين يَقولون باسميَّته فإِنّهم يُجوِّزُون تَصْغيرَه مطلقاً ويَقيسون مالم يَرِدْ على وَرد ويَستدلُّون بالتصغير على الاسميَّة على ما بُيِّن في العربّية . قال الشاعر :
ياما أُميلِحَ غِزْلاناً عَطَوْنَ لَنا ... مِنْ هؤُلَيَّاءِ بَيْنَ الضّالِ والسَّمُرِ البيت لعلِيّ بن أَحمدَ الغَرِيبيّ وهو حَضَرِيّ ويقال اسمه الحسين بن عبد الرحمن ويُروَى للمجنون وقبله :
بِاللّهِ يا ظَبَياتِ القَاعِ قُلْن لنا ... لَيْلايَ مِنكنَّ أَم لَيلَى من البَشَرِ ومن المجاز : مالَحْت فُلاناً مُمالَحة المُمَالحةُ المُوَاكَلَةُ . وفلانٌ يحفظ حُرمَةَ المُمَالَحة وهي الرَّضَاعُ . وفي الأُمّهات اللُّغوِية : المُراضَعَةُ . قال ابن بَرَّيّ : قال أَبو القاسم الزّجّاجِيّ لايَصحُّ أَن يقال تَمالَحَ الرَّجلانِ إِذا رَضَعَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه هذا محالٌ لا يكون وإِنّمَا المِلْح رَضاعُ الصَّبِيِّ المرأَةَ وهذا مالا تَصحُّ فيه المُفَاعلةُ فالمُمالحة لفظةٌ مُوَلَّدَةٌ وليستْ من كلام العرب . قال : ولا يَصحُّ أَن يكون بمعنَى المُوَاكَلة ويكون مأْخوذاً من المِلْح لأَنَّ الطَّعامَ لا يَخْلُو من المِلْح . ووَجْهُ فسادِ هذَا القَولِ أَنَّ المُفاعَلَةَ إِنما تكون مأْخُوذَةً من مصدرٍ مثل المُضَارَبَة والمثقاتلة ولا تكون مأْخُوذَةً من الأَسماءِ غير المصادِرِ . أَلاَ تَرَى أَنَّه لا يَحْسُن أَن يقُال في الاثنَين إِذا أَكلاَ خُبزاً : بينهما مُخَابَزة ولا إِذا أَكلاَ لَحماً : بينهما مُلاحَمة . ومِلْحتانِ بالكسر تَثنيَة مِلْحةَ مِنْ أَوْدِيَةِ القَبلِيَّة عن جار اللّه الزّمخشريّ عن عُلَيِّ . كذا في المعجم ومما يستدرك عليه من هذه المادة : مَلَحَ الجِلءدَ واللَّحْمَ يَمءلَحه مَلْحاً فهو مَملوحٌ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
تُشْلِي الرَّمُوحَ وَهِيَ الرَّموحُ ... حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مملُوحُ وقال أَبو ذُؤَيب :
يَسْتنُّ في عُرُضِ الصَّحراءِ فائِرُهُ ... كأَنّه سَبِطُ الأَهْدابِ مَملوحُيَعنِي البحرَ شَبَّه السّرَابَ به . وأَملَحَ الإِبلَ : سَقاها ماءً مِلْحاً . وأَملِحْنِي بنَفْسك : زيِّيِّني . وفي التهذيب : سأَل رَجلٌ آخَرَ فقال : أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عند فُلان بنَفْسِك أي تزينني وتطريني وقال أبو ذُبيانَ بنُ الرَّعْبَل : أَبغَضُ الشُّيوخِ إِليّ الأَقَلحُ الأَمْلَحُ الحَسُوّ الفَسُوّ . كذا في الصّحاح . وفي حديث خَبّابٍ لكنّ حَمزةَ لم يَكن له إِلاّ نَمِرَةٌ مَلْحاءُ أَي بُرْدَة فيها خطوطٌ سُودٌ وبِيضٌ . ومنه حديث عُبَيْد بن خالدٍ خَرَجْتُ في بُردَين وأَنا مُسبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسولُ اللّه صلَّى اللّهُ عليه وسلّم فقلت : إِنّما هي مَلْحَاءُ . قال وإِنْ كانت مَلْحَاءَ أَمالَكَ فيَّ أُسْوَةٌ . والمُلْحَة والمَلَحُ في جَميع شَعرِ الجَسَد من الإِنسان وكلِّ شيْءٍ : بَياضٌ يَعلو السَّوَادَ . وقال الفرّاءُ : المليحُ : الحَليم والرّاسِب . ومن المجاز يقال : أَصَبْنا مُلْحَةً من الرّبيع أَي شيئاً يَسِيراً منه . وأَصابَ المالُ مُلْحَةً من الرَّبِيع : لم يَستَمْكِنْ منه فنَالَ منه شَيْئاً يَسِيراً والمِلْحُ : اللَّبَنُ عن ابن الأَعرابيّ . وذكره ابن السِّيد في المثلّث والمِلْح البَرَكَة يقال : لا يُبَارِك اللّه فيه ولا يُملِّح قاله ابن الأَنبارِيّ . وقال ابنُ بُزُرج : مَلَحَ اللّه فيه فهو مَملوحٌ فيه أَي مُبَارَكٌ له في عيشه ومالِه . والمُلْحَة بالضّمّ موضع كذا في المعجم . وفي الحديث لا تُحَرِّم المَلْحَةُ والمَلْحَتَانِ أَي الرَّضْعَة والرَّضعتَان فأَمّا بالجيم فهو المَصّة وقد تقدّمت ومَليح كأَميرٍ : ماءٌ باليَمَامَةِ لبني التَّيْمِ عن أَبي حَفصةَ كذا في المعجم . ومَلَّحَ الماشيةَ تَمليحاً : حَكَّ المِلْحَ على حَنَكِها . والأَملَحانِ : مَوضعٌ . قال جَرير :
كأَنَّ سَلِيطاً في جَوَاشِنها الحَصَى ... إِذَا حَلَّ بين الأَملَحَينِ وَقَيرُها وفي معجم أَبي عُبيد : الأَملَحانِ : ماءَانِ لضَبّةَ بلُغَاط ولُغَاط وادٍ لضَبّةَ . والمَمَالح في دِيار كَلْبٍ فيها رَوْضَةٌ كذا في المعجم . ويقال للنَّدَى الّذي يَسقُط باللَّيلِ على البَقْل أَمْلَحُ لبَياضِه . قال الرّاعي يَصف إِبلاً
أَقَامَتْ به حَدَّ الرّبيعِ وجَارُهَا ... أَخو سَلْوَةٍ مَسَّى به اللَّيْلُ أَمْلَحُ يعنِي النَّدَى . يقول : أَقامَت بذلك المَوضِع أَيَامَ الرَبِيعِ فما دامَ النَّدَى فهو في سَلْوةٍ من العَيْش . والمِمْلاحُ : قَريةٌ بزَبِيدَ إِليها نُسِب القاضي أَبو بكرِ بنُ عُمَر بنِ عثمانَ النّاشريّ قاضي الجَنَدِ توفّيَ بها سنة 760 . ومن المجاز : له حَركاتٌ مُستملَحَة . وفُلانٌ يتَظَرّف ويَتَمَلَّح . ومَلِيحُ بن الجَرَّاح أَخو وَكِيعٍ : وحَرَامُ بنِ مَلْحَانَ بالفتح والكسر : خالُ أَنس بن مالك . وفي أَمثالهم : مُمَالِحَانِ يَشْحَذَانِ المُنْصُل للمتصافِيَيْنِ ظاهراً المُضادَّين باطِناً أَورده الميدانيّ . والمِلْح : اسمُ ماءٍ لبني فَزارةَ استدركه شَيخُنا نقلاً عن أَبي جعفر اللّبْليّ في شرح الفصيح وأَنشد للنَّابغة :
حتَّى استغاثَتْ بأَهْلِ المِلْح ما طَعِمتْ ... في مَنزلٍ طَعْمَ نَوْمٍ غيرَ تَأْوِيبِ قلت : وفي معجم : المِلْحُ موضعٌ بخُراسانَ . والمِلاَح ككِتاب : مَوضع قال الشُّوَيعرُ الكِنَانِيّ :
فسائلْ جعْفَرا وبني أَبيها ... بَني البَزَرَي بِطِخْفَةَ والمِلاَحِ وأَبو الحسن عليّ بن محمّد البغداديّ الشاعر المِلْحيّ بالكَسْر إِلى بَيع المِلْحِ رَوى عنه أَبو محمّد الجوهريّ . والمِلْحِيّة بالكسر : قَرْيَةٌ بأَدْنَى الصَّعيد من مصر ذاتُ نَخيل وقد رأَيتُها . والمِلْحِيّة : قومٌ خَرجوا على المستنصِر العَلوِيّ صاحب مصر ولهم قِصّة . ومُلَيحُ بن الهُون : بَطنٌ . ويُوسف بن الحسن بن مُلَيحٍ حَدّثَ . وإِبراهيم بن مُلَيْح السُّلَمِيّ له ذكرْ . وفاطمة بنْت نَعْجةَ بن مُلَيْح الخُزَاعِيّة هي أُمُّ سعيدِ بن زيدٍ أَحدِ العَشرَة . ومُلَيْح بن طَرِيفٍ شاعر . ومسعود بن رَبِيعَة المُلَحيّ الصَحابيّ نُسِبَ إِلى بني مُلَيْح بن الهُونِ
اللَّوْح : كلُّ صَفيحةِ عَرِيضةِ خَشَباً أَو عَظْماً ومثله في المحكم والتهذيب . أَلْواحٌ وأَلاَوِيحُ جج أَي جمْع الجمْعِ قال سيبويه : لم يُكسَّر هذا الضَّرْبُ على أَفعُلٍ كَراهيَةَ الضّمّ على الواو . واللَّوْح : الكَتِف إِذا كُتِبَ عليها كذا في التهذيب . واللَّوْح : الهَواءُ بين السماءِ والأَرْض وبالضّمِّ أَعلَى ولم يَحْكِ الفَتحَ فيه إِلاّ اللِّحْيَانيّ . قال الشاعر :
لِطائرٍ ظَلَّ بنَا يَخُوتُ ... يَنْصبُّ في اللُّوحِ فما يَفُوتُ ويقال : لا أَفعَلُ ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُّوح أَي ولو نَزَوْت في السُّكَاكِ والسُّكَاكُ بالضمّ هو الهواءُ الذي يُلاقِي أَعنانَ السَّماءِ واللَّوْح : النَّظْرة كاللَّمْحَة . ولاَحَه ببِصَرِه لَوْحَةٌ : رآهُ ثمَّ خَفِيَ عنه . واللَّوْح : أَخفُّ العَطش وعمَّ به بعضُهم جِنسَ العَطِش . وقال اللِّحيانِيّ : اللَّوْح : سُرعةُ العَطشِ كاللُّوحِ واللُّوَاح واللُّؤُوحِ بضمهنّ الأَخيرة عن اللِّحْيانيّ واللَّوَحانِ محرّكةً والالتِياحِ . وقد لاَحَ يَلُوحُ والْتَاحَ . وأَلاَحَ النَّجمُ : بَدَا وأَضاءَ وتَلأْلأَ كلاَحَ . وأَلاَحَ البَرْقُ : أَوْ مَضَ فهو مُلِيحٌ . وقيل : أَلاَحَ : أَضاءَ ما حَولَه . قال أَبو ذُؤَيب :
رَأَيتُ وأَهْلِي بِوادِي الرَّجي ... عِ مِن نحْوِ قَيْلةَ برْقاً مُلِيحَا كلاَحَ يَلوح لَوْحاً ولُؤُوحاً ولَوَحَاناً . وقال المتلمِّسُ :
وقد أَلاَحَ سُهَيْلٌ بَعدَمَا هَجَعُوا ... كأَنّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقبوسُ قال ابن السّكيت : يقال لاَحَ السُّهَيْل إِذا بدَا وأَلاحَ إِذا تَلأْلأَ . ومن المجاز : أَلاَحَ الرّجُلُ من الشْيءِ يُلِيح إِلاَ حَةً كأَشاحَ : خافَ وأَشفَقَ وحاذَرَ وفي بعض الأُصول حَذِرَ ثلاثيًّا . وفي حديث المغيرة : أَتَحْلِفُ عِنْدَ مِنبر رسُولِ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم ؟ فأَلاحََ مِنَ اليَمِينِ أَي أَشفَقَ وخافَ . ومن المجاز : أَلاحَ بسَيْفِهِ : لَمَعَ به وحَرَّكَة كَلوّحَ تَلْوِيحاً . وأَلاحَ فُلاَناً : أَهلَكَه يُلِيحه إِلاحةً . والمِلْوَاحُ : الطَّويلُ والضّامرُ وكذلك الأُنثَى : امرأَةٌ مِلْواحٌ . ودَابّةٌ مِلْواحٌ إِذا كان سؤيعَ الضُّمْرِ . والمِلْوَاحُ : المرأَةُ السَّريعةُ الهُزَالِ وجمْعُه مَلاوِيحُ قال ابنُ مُقْبل :
بِيضٌ مَلاَوِيحُ يَومَ الصَّيف لا صُبُرٌ ... على الهَوَان ولا سُودٌ ولا نُكُعُ والمِلْوَاح : العَظِيم الأَلْوَاحِ والأَلواحُ من الجَسد : كلُّ عَظمٍ فيه عِرَضٌ قال :
يَتْبَعْنَ إِثْر بازلٍ ملْواحِ ... وبَعيرٌ مِلْواحٌ ورَجلٌ مِلْوَاحٌ
وقال شَمِرٌ وأَبو الهيثم : المِلْواحُ هو : الجَيِّدُ الأَلْواحِ العَظيمُهَا . وقيل : أَلواحُه ذِرَاعاه وساقاه وعَضُداه . والمِلْواحُ : سَيفُ عَمرو بن أَبي سَلَمةَ وهو مَجاز تَشبيهاً بالعَطْشَانِ . و المِلْوَاحُ : البُومَة تُخَيَّط عَيْنُها وتُشَدُّ في رِجْلِها صُوفةٌ سوداءُ ويُجعَل له مَرْبأَةٌ ويَرتَبيءُ الصّائدُ في القُتْرة ليُصادَ بها البازِي وذلك أَنْ يُطِيرَهَا سَاعةً بعد ساعةٍ فإِذا رآه الصَّقْر أَو البازِي سقَطَ عليه فأَخذَه الصائدُ . فالبُومَة وما يَلِيها تُسمَّى مِلْوَاحاً . والمِلْوَاح من الدَّوابِّ : السَّريعُ العطَشِ قاله أَبو عُبيد . كالمِلْوَحِ مثل مِنْبرٍ والمِلْياحِ الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ . فأَمّا ملْوَاحٌ فعلى القياس وأَمّا ملْيَاحٌ فنادرٌ . قال ابن سيده : وكأَنَّ هذه الواوَ إِنمَا قُلبتْ ياءً لقُرْب الكَسرةِ كأَنّهُم تَوهَّموا الكَسرةَ في لام مِلواح حتى كأَنّه لِوَاحٌ فانقلَبَت الوَاوُ ياءً لذلك . وإِبلٌ لَوْحَى أَي عَطْشَى ولاَحَه العَطَشُ أَو السَّفرُ والبَرْدُ والسُّقْمُ والحُزْن يَلُوحُه لَوْحاً : غَيَّرَه وأَضْمَرَه . وأَنشد :
ولم يَلُحها حَزَنٌ على ابْنُمِ ... ولا أَخٍ ولا أَبس فتَسْهُمِ كلوَّحَة تَلويحاً . وقالوا : التَّلْوِيح هو تَغْيير لونِ الجِلْد من مُلاقَاةِ حَرِّ النّارِ أَو الشَّمس . وقِدْحٌ مُلَوَّح : مُغَيَّر بالنّار وكذلك نَصْلٌ مُلَوَّوحٌ . ولَوَّحتْه الشّمْسُ : غَيَّرتْه وسَفَعَتْ وَجْهَه . وقالَ الزّجاج : لَوَّاحَةٌ للبَشَرِ أَي تحرِق الجِلْدَ حتّى تُسوِّدَه . يقال لاَحَهُ ولَوَّحَه . وأَلوَاحُ السِّلاحِ : ما يَلُوح مِنه كالسَّيْفِ ونحْوِه مثل السِّنانِ . قال ابن سيده : والأَلْواحُ : ما لاَحَ من السِّلاح وأَكْثرُ ما يُعنَى بذلك السيوفُ لبيَاضِها . قال عمرو بن أَحمرَ الباهليّ :
تُمْسي كأَلْواحِ السِّلاحِ وتُضْ ... حِى كالمَهاةِ صَبِيحةَ القَطْرِ قال ابن بَرِّيّ : وقيل في أَلوَاحِ السِّلاحِ إِنّهَا أَجفانُ السُّيوفِ لأَنّ غلافَها من خَشَبٍ يُرَاد بذَلك ضُمورُهَا يقول تثمْسِي ضامرةً لايَضُرُّهَا ضُمْرُهَا وتُصبِح كأَنَّهَا مَهاةٌ صبيحةَ القَطْر وذلك أَحسنُ لها وأَسْرَعُ لعَدْوِها . والمُلَوَّحُ كمُعظَّم : المغُيَّر بالنَّار أَو الشَّمْس أَو السَّفَر . واسم سَيفِ ثابتِ بن قَيْسِ الأَنصاريّ . واسْم والد فَضَالَة له ذِكْرٌ في شرح الشِّفاءِ . وجَدٌّ قَبَاثِ بن أَشْيَمَ الكنانيّ . ولُحْتُه : أَبصَرْتُه . ولُحْتُ إِلى كذا أَلُواح : إِذا نظَرْت إِلى نارٍ بعيدة . قال الأَعشي :
لعَمْرِي لقدْ لاحَتْ عُيونٌ كَثيرةٌ ... إِلى ضَوءِ نارٍ في يَفَاعٍ تُحَرَّقُ أَي نَظَرتْ . قال شيخنا : وأَنشدوا :
وأَصْفَر من ضَربِ دارِ المُلوكِ ... تَلوحُ علَى وَجْهِهِ جَعْفَرَاقال ابن بَرِّيّ : هو من لاحَ إِذا رأَى وأَبصر أَي تُبْصِر وتَرَى على وَجْهِ الدِّينار جَعفَراً أَي مرسوماً فيه وهو ظاهر لا غبار عليه . قال : ورُوِيَ يَلوحُ بالتّحتية وهو يحتاج إِلى تأْوِيل وتقديرِ فِعلٍ ناصِب لجعفر نحو اقصدُوا جعفرا وشِبْهه . وقد استوفاه الجَلال السُّيُوطيَ في أَواخرِ الأَشباه والنظائر النَّحوية واسْتلاحَ الرّجلُ إِذا تَبصَّرَ في الأَمْر . وقولهمْ لَوِّحِ الصَّبيَّ معناه قُتْه - بالضّمّ أَمرٌ من قَاتَ يقوتُ - مايُمسِكُه وفي نُسخة . بما يُمسِكه . والمُلْتَاحُ بالضّمّ : المتَغَيِّر من الشَّمس أَو من السَّفر أَو غير لك . والِلَّيَاحُ كسَحاب وكِتَابٍ : الصُّبْحُ لبِياضه . ولَقِيتُه بِلِيَاحٍ إذا ألقيته عند العصر والشمس بيضاء واللَّيَاحُ واللِّياحُ : الثَّوْرُ الوَحشيّ لبياضه . والِلَّيَاحُ : سَيفٌ لحَمْزَةَ بن عبد المطَّلب رضي اللّه تعالَى عنه ومنه قوله . قَد ذاقَ عُثْمَانُ يوم الجَرِّ من أُحُد وَقْعَ الِلَّياح فأَوْدَى وهو مَذمومُ قال ابن الأَثير : هو من لاَح يَلوح لِيَاحاً إِذَا بَدَا وظَهَر . والِلَّيَاحُ : الأَبيضُ من كل شَيْءٍ . ومن المجاز يُقال : أَبْيضُ لِيَاحٌ بالوَجهين ويَقَقٌ ويَلَق : ناصعٌ وذلك إِذَا بُولِغَ في وَصْفه بالبياض . وفي نسختنا : لماح بالميم بدل لياح بالتَّحتيّة وهو صحيحٌ في بابه وقد تَقَدّم استدراكُه وأَمّا هُنَا فليس إِلاّ بالتّحْتِيّة . قال الفرّاءُ : إنما صَارَت الواو في لِيَاح ياءً لانكسار ما قبلَها . وأَنشد :
أَقبُّ البَطْنِ خَفّاقٌ حَشَاهُ ... يُضِيءُ اللَّيْلَ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ قال ابن بَرِّيّ : البَيت لمالكِ بن خالدٍ الخُنَاعِيّ يمدح زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ . اللِّيَاح الأَبيضُ المتلأْلىء . وقال الفَارسيّ : وأَمّا ليَاحٌ يعنِى كسَحابٍ فشاذّ : انقلبت واوه ياءً لغير عِلّة إِلاّ طَلبَ الخِفّة . ولوَّحَهُ بالنّار تَلويحاً أَحْمَاه قال جِرَانُ العَوْدِ واسمه عامر بن الحارث
عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ كأَنّ وَظِيفَهَا ... وخُرْطَومَها الأَعلَى بنارٍ مُلَوَّحُ ولاَحَ الشَّيبُ يَلوحُ في رَأْسه : بدَا ولوَّحَ الشَّيْبُ فُلاناً غَيَّره وذلك إِذا بَيَّضَه . قال :
" من بعْد ما لوَّحَكَ القَتيرُ وقال الأَعشي :
فلَئِنْ لاحَ في الذُّوأَبَة شَيْبٌ ... يَا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَوَانِي ومما يُستدرك عليه : اللَّوْحُ اللَّوْحُ المَحْفُوظ وهو في الآيَة مُستودَعُ مَشِيئاتِ اللّه تَعالى وإِنَّمَا هو على المَثَلِ : وفي قوله تعالى : " وكَتَبْنَا لَهُ في الأَلْوَاح " قال الزّجّاج : قيل : كانَا لَوْحَيْن ويجوز في اللُّغَة أَن يقال للَّوْحينِ أَلواحٌ . ولَوْحُ الكَتِفِ : مَا مَلُسَ منها عنْد مُنقَطَع عَيْرِهَا من أَعلاها . قال ابن الأَثير : وفي أَسماءِ دَوابِّه صلَّى اللّه عليه وسلّم أَنّ اسمَ فَرسِه مُلاَوِحٌ وهو الضَّمار الّذي لا يَسْمَن والسَّرِيعُ العطَشِ والعظيمُ الأَلوَاحِ . ومن المجاز : لاحَ لي أَمرُك وتَلوَّحَ : بانَ ووَضحَ كذا في الأَساس . وقال أَبو عُبَيْدٍ : لاحَ الرَّجلُ وأَلاحَ فهو لائحٌ ومُلِيحٌ إِذَا بَرَزَ وظَهَر . ولَوائحُ الشْيءِ : ما يَبدو منه وتَظهرُ عَلامَتُه عليه . وأَنشد يعقوب في المقلوب قَول خُفاف ابن نَدْبَةَ
فإِمّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَونُه ... ولاَحَتْ لَواحِي الشَّيبِ في كلِّ مَفْرِقِقال : أَراد لَوائح . وفي الأَساس : نَظَرْت إِلى لَوَائِحه وأَلْواحِه إِلى ظَواهِره . ومن المجاز أَلاحَ بثَوْبه ولَوَحَ به الأَخيرة عن اللِّحْيَانِيّ : أَخَذَ طَرَفَه بيَدِه من مكانٍ بعيدٍ ثم أَدارَه ولَمَع به ليُرِيَه مَن يُحِبُّ أَن يَراه : وكلُّ من لَمَعَ بشْيءٍ وأَظهرَه فقد لاحَ به ولَوَّح وأَلاحَ وهما أَقلّ . ولَوَّحَه بالسَّيْف والسَّوطِ والعَصَا : عَلاَه بها فضَرَبه . وفي الأساس من المجاز : لَوَّحْتُه بعَصاً أَو نِعْل : عَلَوْتُه ولَوَّحَ للِكَلْب بِرَغيفٍ فَتبِعه . وأَلاح بحَقّي : ذَهَبَ به . وقُلتُ له قَولاً فما أَلاَحَ منه أَي ما استحَى . وأَلاحَ على الشْيءِ : اعْتَمَدَ . وفي الأَساسِ : ومن المجاز : لم يَبْقَ منه إِلاّ الأَلْواحُ وهي العِظَامُ العِرَاضُ للمَهزول
فصل الميمِ مع الحاءِ المهملة