النُّزول بالضَّمّ : الحُلول وهو في الأصلِ انحِطاطٌ من عُلو وقد نَزَلَهم ونَزَلَ بهم ونَزَلَ عليهم يَنْزِلُ كَيَضْرِب نُزولاً بالضَّمّ ومَنْزِلاً كَمَقْعَدٍ ومَجْلِسٍ وهذه شاذّةٌ أنشدَ ثعلبٌ :
أَإنْ ذكَّرَتْكَ الدارُ مَنْزَلَها جُمْلُ ... بَكَيْتَ فَدَمْعُ العَينِ مُنحَدِرٌ سَجْلُ
أرادَ أَإن ذكَّرَتْكَ نزول جُمْلٍ إيّاها الرفعُ في قولِه مَنْزَلُها صحيحٌ وأنّثَ النزولَ حين أضافَه إلى مُؤنَّثٍ قال ابنُ بَرِّي : تقديرُه أَإِنْ ذكَّرَتْكَ الدارُ نُزولَها جُمْلُ فجُمْل : فاعِلٌ بالنُّزول والنُّزول : مَفْعُولٌ ثانٍ بذَكَّرَتْكَ . وأنشدَ الجَوْهَرِيّ هذا البيتَ وقال : نَصَبَ المَنزَلَ لأنّه مصدرٌ : حَلَّ قال شيخُنا : أَطْلَق المُصَنِّف في هذه المادّةِ وفيها فُروقٌ منها : أنّ الراغبَ قال : ما وَصَلَ من الملأِ الأعلى بلا واسطةٍ تَعْدِيَتُه بعلى المُختَصِّ بالعُلوِّ أَوْلَى وما لم يكن كذلك تَعْدِيَتُه بإلى المُختَصّ بالاتِّصالِ أَوْلَى وَنَقَله الشِّهابُ في العِنايةِ وَبَسَطه في أثناءِ آلِ عِمْران . ونزَّلَه تَنْزِيلاً وأَنْزَلَه إنْزالاً ومُنْزَلاً كمُجْمَلٍ واسْتَنزلَه بمعنىً واحدٍ قال سيبويه : وكان أبو عمروٍ يَفْرُق بين نزَّلْتُ وأَنْزَلْتُ ولم يَذْكُرْ وجهَ الفرقِ قال أبو الحسَن : لا فَرْقَ عندي بينهما إلاّ صيغةُ التكثيرِ في نزَّلْتُ في قراءةِ ابنِ مَسْعُودٍ : " وَأَنْزَلَ الملائكةَ تَنْزِيلاً " أَنْزَل كنَزَّلَ قال شيخُنا : وَفَرَق جماعةٌ من أربابِ التحقيق فقالوا : التَّنْزيل : تَدْرِيجيٌّ والإنْزالُ دَفْعِيٌّ كما في أكثرِ الحَواشي الكَشّافِيّةِ والبَيْضاوِيّة ولما وَرَدَ استعمالُ التَّنْزيلِ في الدَّفعيِّ زَعَمَ أقوامٌ أنّ التفْرِقةَ أكثريّةٌ وأنّ التَّنْزيلَ يكونُ في الدَّفْعيِّ أيضاً وهو مبسوطٌ في مواضعَ من عنايَةِ القاضي انتهى . وقال المُصَنِّف في البصائر : تَبَعَاً للراغب وغيرِه : الفرقُ بين الإنْزالِ والتَّنْزيلِ في وَصْفِ القرآنِ والملائكةِ أنّ التَّنْزيلَ يَخْتَصُّ بالمَوضعِ الذي يُشيرُ إلى إنْزالِه مُتَفرِّقاً مُنَجَّماً ومرّةً بعد أُخرى والإنْزالُ عامٌّ وقَوْله تَعالى : " لولا نُزِّلَتْ سورةٌ " وقَوْله تَعالى : " فإذا أُنْزِلَتْ سورةٌ مُحكَمَةٌ " فإنّما ذَكَرَ في الأوّلِ نُزِّلَ وفي الثاني أُنْزِلَ تَنْبِيهاً أنّ المُنافِقينَ يقترحونَ أن يُنَزَّلَ شيءٌ فشيءٌ من الحَثِّ على القتالِ ليَتَوَلَّوْه وإذا أُمِروا بذلك دَفْعَةً واحدةً تَحاشَوْا عنه فلم يفعلوه فهم يقترِحونَ الكثير ولا يَفُونَ منه بالقليل وقَوْله تَعالى : " إنّا أَنْزَلْناه في ليلةِ القَدْرِ " إنّما خُصَّ لَفْظُ الإنْزالِ دونَ التَّنْزيلِ لما رُوِيَ أنّ القرآنَ أُنْزِلَ دَفْعَةً واحدةً إلى السماءِ الدنيا ثمّ نُزِّلَ مُنَجَّماً بحسَبِ المَصالِح . ثمّ إنّ إنْزالَ الشيءِ قد يكونُ بنَفسِه كقَوْله تَعالى : " وَأَنْزلْنا من السماءِ ماءً " وقد يكونُ بإنْزالِ أسبابِه والهِدايةِ إليه ومنه قَوْله تَعالى : " وَأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأسٌ شديدٌ " وقَوْله تَعالى : " يا بَني آدَمَ قد أَنْزَلْنا عليكم لِباساً يُواري سَوْآَتِكُم " وشاهِدُ الاسْتِنْزالِ قولُه : " واسْتَنْزَلوهُم من صَياصيهم " ثمّ الذي في المُحْكَم أنّ نزَّلَه وأَنْزَله وَتَنَزَّلَه بمعنىً واحدٍ والمُصَنِّف لم يذكرْ تنَزَّلَه وذكر عِوَضَه اسْتَنْزَلَه فتأمَّلْ . وَتَنَزَّلَ : نَزَلَ في مُهلةٍ وكأنّه رامَ به الفَرقَ بينه وبين أَنْزَلَ فهو مِثلُ نَزَلَ ومنه قَوْله تَعالى : " تنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوح " وقَوْله تَعالى : " وما نَتَنَزَّلُ إلاّ بأمرِ ربِّكَ " وقال الشاعر :
" تنَزَّلَ من جوِّ السماءِ يَصُوبُوالنُّزُل بضمّتَيْن : المَنْزِل عن الزّجّاجِ وبذلك فسَّرَ قَوْله تَعالى : " أَعْتَدْنا جهنَّمَ للكافِرينَ نُزُلا " . النُّزُلُ أيضاً : ما هُيِّئَ للضيفِ وفي الصِّحاح للنَّزِيل أن يَنْزِلَ عليه وفي المُحْكَم : إذا نَزَلَ عليه كالنُّزْلِ بالضَّمّ ج : أَنْزَال وقال الزّجّاج : معنى قولهم : أَقَمْتُ لهم نُزُلَهم : أي أَقْمَْتُ لهم غِذاءَهم وما يصلُحُ معه أنْ يَنْزِلوا عليه وفي الحديث : " اللهُمَّ إنّي أسأَلُكَ نُزُلَ الشُّهَداءِ " قال ابنُ الأثير : النُّزْلُ في الأصل : قِرى الضيفِ وتُضَمُّ زايُه يريدُ ما للشهداءِ عندَ اللهِ من الأجرِ والثواب ومنه حديثُ الدعاءِ للميِّت : " وأَكْرِمْ نُزُلَه " . النُّزُل أيضاً : الطعامُ والرِّزقُ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعالى : " هذا نُزُلُهم يومَ الدِّين " . والنُّزُل : البرَكةُ يقال : طعامٌ ذو النُّزُل : أي ذو البَرَكةِ كالنَّزيلِ كأَميرٍ وهذه عن ابْن الأَعْرابِيّ يقال : طعامٌ ذو نُزُلٍ ونَزيلٍ : أي مُبارَكٌ . منَ المَجاز : النُّزُل : الفَضلُ والعَطاءُ والبَركةُ يقال : رجلٌ ذو نُزُلٍ : أي كثيرُ النَّفَلِ والعطاءِ والبَرَكة . قال الأخفَش : النُّزُل : القومُ النازِلونَ بعضُهم على بعضٍ يقال : ما وَجَدْنا عندكم نُزُلاً . النُّزُل أيضاً : رَيْعُ ما يُزرَعُ وزَكاؤُه ونَماؤُه وَبَرَكتُه كالنُّزْلِ بالضَّمّ وبالتحريك والجمعُ أَنْزَالٌ كما في المُحْكَم واقتصرَ ثَعْلَبٌ على التحريكِ في الفَصيح وقال لَبيدٌ :
وَلَنْ تَعْدَموا في الحربِ لَيْثَاً مُجَرِّباً ... وذا نَزَلٍ عندَ الرَّزِيَّةِ باذِلا أي ذا فَضلٍ وعطاءٍ وقد نَزِلَ كفَرِحَ نَزَلاً ومكانٌ نَزِلٌ ككَتِفٍ : يُنزَلُ فيه كثيراً نَقَلَه الصَّاغانِيّ عن بعضِهم قلتُ : ذَكَرَه اللِّحْيانِيّ في نوادرِه . والنِّزال بالكَسْر في الحربِ أنْ يَنْزِلَ الفريقانِ عن إبلِهما إلى خَيْلِهما فَيَتَضارَبوا وقد تَنازَلوا كما في المُحْكَم : أي تَداعَوا : نَزالِ كما في الأساس . نَزالِ نَزالِ كقَطامِ : أي انْزِلْ للواحدِ والجمعِ والمُؤَنَّث قال الجَوْهَرِيّ : وهو مَعْدُولٌ من المُنازَلَة ولهذا أنَّثَه الشاعرُ بقولِه : ولَنِعْمَ حَشْوُ الدِّرْعِ أنتَ إذا دُعِيَتْ نَزالِ ولُجَّ في الذُّعْرِ قال ابنُ بَرِّي : وهذا يدلُّ على أنّ نَزالِ بمعنى المُنازَلةِ لا بمعنى النُّزولِ إلى الأرض قال : ويُقوِّي ذلك قولُ الشاعرِ أيضاً :
ولقدْ شَهِدْتُ الخَيلَ يومَ طِرادِها ... بسَليمِ أَوْظِفَةِ القَوائمِ هَيْكَلِ
فَدَعَوْا : نَزالِ فكنتُ أوّلَ نازِلٍ ... وعَلامَ أَرْكَبُه إذا لم أَنْزِلِ ؟ ! وَصَفَ فَرَسَه بحُسنِ الطِّراد فقال : وعَلامَ أركبُه إذا لم أُنازِل الأبطالَ عليه . والمَنْزِلَة : موضِعُ النُّزول وكذلك المَنزِل وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لذي الرُّمّة :
أَمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عليكُما ... هل الأزْمُنُ اللائي مَضَيْنَ رَواجِعُ ؟ ! منَ المَجاز : المَنزِلَة : الدرَجَةُ والرُّتبَةُ وهي في الأمورِ المَعنويّةِ كالمَكانةِ ولا تُجمعُ ؛ أي جَمْعَ مؤنَّثٍ بالألفِ والتاء وأمّا جَمْعُ التكْسيرِ فوارِدٌ قاله شيخُنا وفي الأساس : له مَنْزِلةٌ عند الأمير وهو رَفيعُ المَنزِلِ والمَنازِلِ قال سيبويه : وقالوا : هو منّي مَنْزِلَةَ الشِّغاف أي هو بتلكِ المَنزِلَة ولكنّه حَذَفَ كما قالوا : دَخَلْتُ البيتَ وذَهَبْتُ الشامَ ؛ لأنّه بمَنزِلَةِ المكانِ وإن لم يكن مكاناً يعني بمَنزلةِ الشِّغافِ وهذا من الظروفِ المُختَصّةِ التي أُجرِيَتْ مُجرى غير المُختَصّة . النُّزالَة كثُمامَةٍ : ما يُنزِلُ الفَحلُ من الماء وخصَّ الجَوْهَرِيّ فقال : النُّزالَة بالضَّمّ : ماءُ الرجلِ وقد أَنْزَلَ وأنشدَ الصَّاغانِيّ للبَعيث :
لَقىً حَمَلَتْه أمُّه وهيَ ضَيْفَةٌ ... فجاءَتْ بَيْتَنٍ من نُزالةِ أَرْشَماالنِّزالَة ككِتابَةٍ : السّفَر وما زِلْتُ أَنْزِلُ : أي أُسافر كما في العُباب . منَ المَجاز : النازِلَة : الشديدةُ من نَوازِلِ الدهرِ أي شدائدِها وفي المُحْكَم : النازِلَة : الشّدَّةُ من شدائدِ الدهرِ تَنْزِلُ بالناس نسألُ اللهَ العافيَةَ وقد نَزَلَ به مَكْرُوهٌ . وأرضٌ نَزْلَةٌ بالفَتْح : أي زاكِيَةُ الزَّرْعِ والكلأ . ومُضارِبُ بنُ نُزَيْلِ بن مَسْعُودٍ الكَلبيُّ كزُبَيْرٍ : مُحدِّثٌ يروي عن سُلَيْمانَ ابنِ بِنتِ شُرَحْبيل ووالِدُه يأتي ذِكرُه قريباً . النَّزِل ككَتِفٍ : المكانُ الصُّلبُ السريعُ السَّيْل وأرضٌ نَزِلَةٌ : تَسيلُ من أدنى مطَرٍ وقال أبو حنيفة : وادٍ نَزِلٌ : يُسيلُه القليلُ الهَيِّنُ من الماءِ وقال ابْن الأَعْرابِيّ : مكانٌ نَزِلٌ : إذا كان مجالاً مَرْتَاً وقيل : النَّزِلُ من الأوديَة : الضّيِّقَةُ منها وقال الجَوْهَرِيّ : مكانٌ نَزِلٌ بيِّنُ النَّزالَةِ : إذا كانتْ تَسيلُ من أدنى مطَرٍ لصَلابَتِها وقد نَزِلَ بالكَسْر . النَّزَل بالتحريك : المطَر . يقال : تَرَكْتُ القومَ على نَزِلاتِهم بكسرِ الزايِ وفتحِها : أي على استقامةِ أَحْوَالِهم وَنَقَلَ الجَوْهَرِيّ عن ابْن الأَعْرابِيّ : وَجَدْتُ القومَ على نَزَلاتِهم : أي مَنازِلِهم وقال الفَرّاءُ : على استِقامتِهم مثل سَكِنَاتِهم زادَ ابنُ سِيدَه : لا يكونُ إلاّ في حُسنِ الحال . ومَنازِلُ بنُ فُرْعان : شاعرٌ هو بفتحِ الميم كما يقتضيهِ إطْلاقُه ومنهم من ضَبَطَه بضمِّها وكان مَنازِلُ قد عَقَّ أباه فقال فيه :
جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنازِلٍ ... جَزاءً كما يَسْتَخبِرُ الكَلبَ طالِبُهْ
" فعَقَّ مَنازِلاً ابنُه خَليج فقال فيه :
تظَلَّمَني مالي خَليجٌ وعَقَّني ... على حينِ كانتْ كالحَنِيِّ عِظامي منَ المَجاز : نَزَلَ القومُ : أَتَوْا مِنىً كما يقال : وافى إذا حَجَّ وهو مَجاز وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لعامرِ بن الطُّفَيْل :
أنازِلَةٌ أَسْمَاءُ أمْ غَيْرُ نازِلَهْ ... أَبِيني لنا يا أَسْمَ ما أَنْتِ فاعِلَهْ
فَإِنْ تَنْزِلي أَنْزِلْ ولا آتِ مَوْسِماً ... ولو رَحَلَتْ للبيعِ جَسْرٌ وباهِلَهْ وَثَوْبٌ نَزيلٌ كأَميرٍ : كاملٌ . والنَّزْلَةُ مثل الزُّكامِ تَعْرِضُ عن بَردٍ يقال : به نَزْلَةٌ وقد نَزِلَ الرجلُ كعَلِمَ هكذا في النسخِ والصوابُ كعُنِيَ كما هو مضبوطٌ في الصِّحاح والعُباب . النَّزْلَة : المرّةُ من النُّزول ومنه قَوْله تَعالى : " ولقد رآهُ نَزْلَةً أُخرى " قالوا : مرّةً أُخرى . والنَّزيل : الضيف قال الشاعرُ :
نَزيلُ القومِ أَعْظَمُهم حُقوقاً ... وحقُّ اللهِ في حقِّ النَّزيلِ وكزُبَيْرٍ نُزَيْلُ بن مَسْعُودٍ الكَلبيُّ المُحدِّث . قلتُ : وهو والِدُ مُضارِبٍ السابقِ ذِكرُه روى عن بقيّةَ وابنِ سابُور وعنه ابنُه مُضارِبٌ قاله الحافظ . والنِّزْل بالكَسْر : المُجتَمِع يقال : خَطٌّ نِزْلٌ وَضَبَطه الجَوْهَرِيّ ككَتِفٍ وفي الأساس : خطٌّ نَزِلٌ : إذا وَقَعَ في قِرطاسٍ يَسيرٍ شيءٌ كثيرٌ وهو مَجاز . النُّزْل بالضَّمّ : المَنِيُّ كالنُّزالَة . قال ابْن الأَعْرابِيّ : المَنْزِلُ كَمَجْلِسٍ : بناتُ نَعْشٍ وأنشدَ لوَرْدٍ العَنبَريِّ :
" إنِّي على أَوْنِيَ وانْجِراري
" وَأَخْذي المَجهولَ في الصَّحاري
" أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ والدَّراريوقيل : أرادَ الثُّرَيّا . قال الجَوْهَرِيّ : المَنزِلُ : المَنهَلُ والدار كالمَنزِلَة . قد سمَّوْا مَنازِلَ كمَساجِدَ منهم عَبْد الله بن محمد بن مَنازِلَ الضَّبِّيُّ النَّيْسابوريُّ سَمِعَ السَّرِيَّ بن خُزَيْمةَ مات سنة 331 . وأبو غالبٍ محمد بن عبدِ الواحدِ بن الحسَنِ بن مَنازِلَ القَزّاز سَمِعَ أبا إسحاقَ البَرْمَكِيَّ وَأَخَواه عبدُ الملِكِ وعليٌّ حدَّثَ عنهما ابنُ طَبَرْزَذَ وعمُّه محمد بن الحسنِ روى عنه قاضي المارِسْتان وابنُه أبو منصورٍ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي غالبٍ راوي تاريخَ بغدادَ عن الخطيب وَوَلَدُه أبو السَّعاداتِ نَصْرُ اللهِ حدَّثَ وحَفيدُه عثمانُ بن المُبارَكِ بن أبي السَّعاداتِ عن أبيه وابنُه عَبْدُ الرحمنِ عن جدِّه أبي السَّعادات . وأبو المَكارِمِ أحمد بن عَبْدِ الباقي بنِ الحسَنِ بن مَنازِلَ القَزّاز عن أبي الحُسينِ بنِ النَّقُور وابنُه رَضْوَانُ حدَّثَ وكذا إسماعيلُ بنُ أبي غالبٍ القَزّازُ حدَّث ومحمد بنُ الحسنِ بن مَنازِل المَوْصِلِيُّ الحَدّادُ عن أبي القاسمِ بن بِشْران والحسينُ بن محمد بن أحمدَ بن محمد بن إسحاقَ بن محمد بن مَنازِلَ القاينيّ من شيوخِ عبدِ الرحمنِ بنِ مَنْدَه . مُنازِلٌ مثل مُساعِدٍ منهم جَوّاسُ بن عَبْد الله بنِ حِبّانَ بن مُنازِلٍ : شاعرٌ . ونَزّالٌ مثل شَدّادٍ منهم النَّزَّالُ بن سَبْرَةَ الهِلاليُّ قيل : له رُؤْيَةٌ روى عن أبي بكرٍ وابنِ مَسْعُودٍ وعنه الشَّعْبيُّ وعبدُ الملِكِ بنِ مَيْسَرَةَ ثِقةٌ . والنّزَّالُ بنُ عمّارٍ عن أبي عثمانَ النَّهْدِيِّ وعنه قُرَّةُ بن خالدٍ وُثِّق . نُزَيْلٌ مثل زَبْيُرٍ وقد تقدّم . وَقَرْنُ المَنازِل : ة في جبَلٍ قُربَ الطائفِ وهو مِيقاتُ أهلِ نَجْدٍ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : التَّنْزيل : الترتيب كما في الصِّحاح وقال الحَرالِي : هو التقريبُ للفَهمِ بنحوِ تَفصيلٍ وترجمةٍ . وَنَزَلَ عن الأمر : إذا تَرَكَه كأنّه كانَ مستولِياً عليه مُستَعلِياً وهو مَجاز ومنه النُّزولُ عن الوظائفِ عند أربابِ الصُّكوكِ وكذا نَزَلَ له عن امرأتِه ويقال : انْزِلْ لي عن هذه الأبيات . والنَّزّال كشَدّادٍ : الكثيرُ النُّزول أو المُنازَلة . وفي الحديث : " نازَلْتُ ربِّي في كذا وكذا " : أي راجَعْتُه وسألتُه مرّةً بعد مرّةٍ وهو مُفاعَلةٌ من النُّزولِ عن الأمرِ أو من النِّزالِ في الحرب . ورجلٌ نَزِيلٌ : نازِلٌ عن سيبويه وأنشدَ ثعلبٌ :
أَعْزِزْ عليَّ بأن تكونَ عَليلا ... أو أنْ يكونَ بكَ السَّقامُ نَزيلا أي نازِلاً . والمَنازِل : من أسماءِ مِنىً ذَكَرَه ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ في شرحِ مَقْصُورةِ ابْن دُرَيْدٍ وهو عندي وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لابن أَحْمَرَ :
وافَيْتُ لمّا أتاني أنّها نَزَلَتْ ... إنّ المَنازِلَ ممّا تَجْمَعُ العَجَبا وقال الصَّاغانِيّ في تفسيرِه : أي أَتَتْ مِنىً إنّ مَنازِلَ مِنىً تجمعُ كلَّ ضَربٍ من الناس وكلَّ عَجَبٍ . وقال أبو عمروٍ : مكانٌ نَزْلٌ بالفَتْح : واسعٌ بعيدٌ وأنشد :
" وإنْ هَدَى منها انتِقالُ النَّقْلِ
" في مَتْنِ ضَحّاكِ الثَّنايا نَزْلِوَنَزَلتْ عليهمُ الرحمةُ وَنَزَلَ عليهم العذابُ وكِلاهما على المثَل . وأَنْزَلَ الرجلُ ماءَه : إذا جامَع والمرأةُ تَسْتَنْزِلُ ذلك . واسْتَنْزَلَه : طَلَبَ النُّزولَ إليه . واسْتُنزِلَ فلانٌ : حُطَّ عن مَرْتَبتِه وهو مَجاز . ومَنْزِلُ نجاد وَمَنْزِلُ حاتِم وَمَنْزِلُ مَيْمُونٍ وَمَنْزِلُ نِعمَة وَمَنْزِلُ نَعيم وَمَنْزِلُ ياسين وَمَنْزِلُ حَسّان : كلُّهُنَّ قُرى بشرقِيّةِ مِصر . والمَنْزِلَة : قَرْيَتان بمِصر : إحداهُما تُعرفُ بمَنزِلَةِ القَعْقاع منها أَصيلُ الدِّينِ أبو السُّعودِ بنُ إمامِ الدينِ أبي الحسنِ عليّ بن عَبْدِ الكريمِ بن أحمدَ بن عبدِ الظاهرِ المَنْزِليُّ الشافعيُّ قاضي المَنْزِلَةِ وابنُ قُضاتِها وُلِدَ سنة 858 وقرأَ على أبيه وسَمِعَ على الحافظِ السَّخاويِّ وغيرِه . وبَنو نُزَيْلٍ كزُبَيْرٍ : قبيلةٌ من اليمن منهم : الحُسين بنُ أبي بكرٍ بنِ إبراهيمَ بنِ داودَ النُّزَيْلِيُّ الشافعيُّ له أولادٌ خَمْسَةٌ عُلَماء صُلَحاء منهم : الفقيهُ المُحدِّثُ أبو عَبْد الله عبدُ الرحمنِ بنِ الحُسين شيخُ اليمن وإخوته عبدُ الملِكِ صاحِبُ الكَرامات وعبدُ الباقي كان مُجابَ الدعوة وعبدُ القديمِ درسَ العُباب في الفِقهِ ثمانمائةِ مرّةً وعبدُ الحفيظِ بنُ عبدِ الباقي رئيسُ آلِ نُزَيْلٍ في وَقْتِه مات سنة 1019 ، وعبدُ الواحدِ بنُ عبدِ المُنعِمِ بن عبدِ الرحمنِ إمامُ الشافعيّةِ بالديارِ الكَوْكَبانِيّة أَخَذَ عن والدِه وعن عليِّ بن محمد بن مُطَيْرٍ وفي مكّةَ عن الصَّفِيِّ القَشّاشِيِّ ومحمد بن عليِّ بن عَلاّنَ توفي بهِجرَةِ القِيرِيِّ سنة 1060 ، والقاضي عبدُ الوهّابِ بنُ أحمدَ بن عبدِ الرحيمِ بن عبدِ الباقي شيخُ مَشايخِ مَشايخِنا وُلِدَ سنة 1031 ، وأخذ عن العَلاّمةِ أحمدَ بن عليِّ بن مُطَيْرٍ وابنِ عمِّه عبدِ الواحدِ بن عبدِ المُنعِم تُوفِّي ببلده بني الغديفي سنة 1114 . وبالضَّمّ : أبو المُنازِلِ خالدٌ الحَذّاءُ أحدُ الأئمّة . وأبو مُنازِل عثمانُ بن عُبَيْد الله عن شُرَيْحٍ القاضي . وأبو المُنازِل البَلْخيُّ القاضي اسمُه محمد بن أحمد سمعَ جامِعَ البُخاريّ من بَكْرِ بن محمد بن جَعْفَرٍ . ومُسلِمُ بنُ أبي المُنازِل عن معاوِيَةَ الضّالّ وعنه البَغَويُّ . وأبو مُنازل مُثَنَّى بن ماوِيَّ العَبْديّ أحدُ بَني غَنْم عن الأشَجِّ العَصَري وعنه الحَجّاجُ بنُ حَسّان . وَنَزْلَةُ أبي بَقَرَة : من أعمالِ البَهْنَسا بمِصر . وقومٌ نُزولٌ جمعُ نازِلٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ ونُزّالٌ ككاتبٍ وكُتّابٍ . وكُنّا في نِزالَةِ فلانٍ بالكَسْر : أي ضِيافَتِه وبه فسَّرَ ابن السِّكِّيت قوله :
" فجاءَتْ بِيَتْنٍ للنِّزالَةِ أَرْشَما قال : أرادَ لضيافةِ الناس يقول : هو يَخِفُّ لذلك وقد تقدّمَ ما يُخالِفُ ذلك في الروايةِ والمعنى . واسْتَنزلَه عن رَأْيِه . وأَنْزَلَ حاجَتَه على كريمٍ . وهو من نُزالَةِ سَوْءٍ : أي لَئيمٌ . والقمرُ يسبحُ في مَنازلِه . وسَحابٌ نَزِلٌ وذو نَزَلٍ : كثيرُ المطرِ وكلُّ ذلك مَجاز
زَالَهُ عن مَكانِهِ يَزِيلُهُ زَيْلاً لُغَةٌ في أَزَالَهُ كما قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : صَوابُهُ زِلْتُهُ زَيْلاً : أي أَزَلْتُهُ وزِلْتُه زَيْلاً : أي مِزْتُه . وفي المُحْكَم : زَالَ الشَّيَْ زَيْلاً وأَزَالَهُ إِزَالَةً وإِزَالاً وهذه عن اللِّحْيانِيِّ : أي فَرَّقَهُ وتَزَيَّلُوا تَزَيُّلاً وتَزْييلاً وهذه حِجَازِيَّةٌ رَوَاها اللِّحْيانِي قالَ : ورَبِيعَةُ تَقُولُك تَزَايَلُوا تَزَايُلاً : أي تَفَرَّقُوا وأَنْشَدَ لِلْمُتَلَمّسِ :
أَحارِثُ إِنَّا لو تُسَاطُ دِمَاؤُنَا ... تَزَيَّلْنَ حَتَّى ما يَمَسَّ دَمٌ دَمَا ويُرْوَى : تَزَايَلْنَ وقولُهُ تَعالى : " لَوْ تزَيَّلُوا لَعَذَّبْنا الَّذِين كَفَرُوا " يقُولُ : لو تَمَيَّزُا . وزِلْتُه أَزِيلُهُ زَيْلاً فلم يَنْزَلْ : أي مِزْتُهُ فلم يَنْمَزْ يُقالُ : زِلْ ضَأْنَكَ مِنْ مِعْزَاكَ أي مِزْهُ وأَبِنْ ذَا مِن ذا . وزَيَّلَهُ تَزْيِيلاً فتَزَيَّلَ : فَرَّقَهُ فتَفَرَّقَ ومنه قولُه تَعالى : فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُم " وهو عَلى التَّكْثِيرِ فيمَن قال : زِلْتُ مُتَعَدٍّ نحو مِزْتُهُ ومَيَّزْتُهُ قالَهُ الرَّاغِبُ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : أمَّا زَالَ يَزِيلُ فإِنَّ الفَرَّاءَ قالَ في قَوْلِهِ تَعالى : " فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ " . لَيْسَتْ مِنْ زُلْتُ وإِنَّما هي مِنْ زِلْتُ الشَّيْءَ فَأنَا أَزِيلُهُ إِذا فَرَّقْتَ ذَا مِن ذا وقال : " فَزَيَّلْنَا " لِكَثْرَةِ الفِعْلِ ولو قَلَّ لقُلْت : زِلْ ذَا مِن ذا كَما تَقُولُ : مِزْ ذَا مِنْ ذَا قال : وقَرَأَ بَعْضُهُم : " فَزَايَلْنَا بَيْنَهُم " وهو مِثْلُ قَوْلِكَ : لا تُصَعِّرْ ولا تُصاعِرْ . وقال القُتَيْبِيُّ في تفْسِيرِ قولِهِ تَعالى : " فَزَيَّلْنَا " أي فَرَّقْنا وهو مِن زَالَ يَزُولُ وأَزَلْتُهُ أَنا . قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا غَلَطٌ مِن القُتَيْبِيِّ ولم يُمَيِّزْ بَيْنَ زَالَ يَزُولُ وزَالَ يَزِيلُ كَما فَعَلَ الفَرَّاءُ وكانَ القُتَيْبِيُّ ذا بَيَانٍ عَذْبٍ وقد نَحِسَ حَظُّهُ مِنَ النَّحْوِ ومَعْرِفَةِ مَقايِيسِهِ . وزَايَلَهُ مُزَايَلَةً وزِيَالاً : فَارَقَهُ وانْزَالَ عنه والحَبِيبُ المُزَايلُ : المُبايِنُ ويُقالُ : خَالِطُوا النَّاسَ وزَايِلُوهُم أي فارِقُوهُم في الأَفْعالِ . والزِّيالُ : افِراقُ والتَّزَايُلُ : التَّبَايُنُ قالَ أبو ذُؤَيْبٍ :
إلى ظُعُنٍ كالدَّوْمِ فيها تَزَايُلٌ ... وهِزَّةُ أَحْمَالٍ لَهُنَّ وَشِيجُ ومِنَ المَجازِ : التَّزَايُلُ الاحْتِشامُ وهو مُتَزَايِلٌ عنه أي : مُحْتَشِمٌ لأَنَّهُ إِذا احْتَشَمَهُ بايَنَهُ بِشَخْصِهِ وانْقَبَضَ عنه ويُقالُ : أَنا أَتَزايَلُ عَنْكَ فلا أَتَجَاسَرُ عَلَيْكَ كَما في الأَساس . والزَّيْلُ مُحَرَّكَةً : تَباعُدُ ما بَيْنَ الفَخِذَيْنِ كالْفَحْجِ وهو أَزْيَلُ الفَخِذَيْنِ مُنْفَرِجُهُما وفي حديثِ المَهْدِي : أَجْلَى الْجَبِينِ أَقْنَى الأَنْفِ أَزْيَلُ الْفَخِذَينِ أَفْلَجُ الثَّنَايَا بِفَخِذِهِ الأَيْمَنِ شَامَةٌ . والْمِزْيَلُ والمِزْيَالُ كمِنْبَرٍ ومِحْرَابٍ : الرَّجُلُ الكَيِّسُ اللَّطِيفُ وفي حديثِ مُعَاوِيَةَ : أنَّ رَجُلَيْنِ تَدَاعَيَا عندَه وكانَ أَحَدُهُما مِخْلَطاً مِزْيَلاً . قالَ ابنُ الأَثِيرِ : المِزْيَلُ هو الجَدِلُ في الخُصُومَاتِ الذي يَزُولُ مِنْ حُجَّةٍ إلى حُجَّةٍ . قلتُ : فَإِذَنْ يُذْكَرُ في زَول وهكذا نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ ولكنَّ الزَّمَخْشَرِيِّ ذَكَرَهُ في ز ي ل كالمُصَنِّفِوما زِلْتُ أَفْعَلُهُ كَما تَقُولُ : ما بَرِحْتُ ومُضَارِعُهُ : أَزالُ وأَزِيلُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : وقَلَّما يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلاَّ بِحَرْفِ النَّفْيِ قالَ ابنُ كَيْسَانَ : ليسَ يُرادُ بِما زَالَ ولا يَزالُ الْفِعْلُ مِن زَالَ يَزُولُ إِذا انْصَرَفَ مِنْ حالٍ إلى حالٍ وزَالَ عَن مَكانِهِ ولكنَّهُ يُرادُ بِهِما مُلازَمَةُ الشَّيْءِ والحالُ الدَّائِمَةُ . انتهى فهي والتَّامَّةُ مُخْتَلِفَانِ في الْمَادَّةِ تِلْكَ مُركَّبَةٌ من ز و ل وهذه من ز ي ل أو النَّاقِصَةُ مُغَيّرَةٌ مِن التَّامَّةِ بَنَوْهَا على فَعِلَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ بَعْدَ أَنْ كانَتْ مَفْتُوحَةً أو هيَ مِنْ زَالَهُ يَزِيلُهُ إذا مازَهُ وقال الرَّاغِبُ : قَوْلُهم : ما زَالَ ولا يَزَالُ أُجْرِيَا مُجْرَى كان وفي رَفْعِ الاِسْمِ ونَصْبِ الخَبَرِ وأَصْلُهُ مِن الياءِ لِقَوْلِهِم : زِيلَتْ : أي ما بَرِحَتْ ولا يَصِحُّ أَن يُقال : ما زالَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً كَما يُقالُ : ما كَانَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً وذلكَ أَنَّ زَالَ يَقْتَضِي مَعْنَى النَّفْيِ إِذْ هُنَ ضِدُّ الثَّباتِ وما ولا يَقْتَضِيَانِ النَّفْيَِ والنّفْيانِ إذا اجْتَمَعَا اقْتَضَيَا الإِثْبَاتَ فصارَ قَوْلُهم : ما زال يَجْرِي مَجْرَى كانَ في كَوْنِهِ إِثْباتاً وكَما لا يُقالُ : كَانَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً لا يُقالُ : ما زَالَ زَيْدٌ إِلاَّ مُنْطَلِقاً . وما زِلْتُ بِزَيْدٍ وما زِلْتُ وَزَيْداً حَتَّى فَعَل ذلك زِيَالاً أي بِزَيْدٍ حَكاهُ سِيبَوَيه . وحَكَى بعضُهم : زِلْتُ أَفْعَلُ بِمَعْنَى : ما زِلْتُ أَفْعَلُ وهو قَلِيلٌ . ويُقالُ : ما زِيْلَ فُلانٌ يَفْعَلُ كذا لُغَةٌ في : ما زَالَ حَكاهُ أبو الخَطَّابِ الأَخْفَشِ وهذا كَما يُقالُ : في كادَ : كَيْدَ ومنهُ قَوْلُ الهُذَلِيُّ :
وكِيدَ ضِبَعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتِي ... وكِيدَ خِرَاشٌ يَوْمَ ذلكَ يَيْتَمُ وقولُه : عَنْهُ أي عن الأَخْفَشِ ولم يَتَقَدَّمْ له ذِكْرٌ فهوَ مُسْتَدْرَكٌ زَائِدٌ فَتَنَبَّهْ لذلك . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : المُتَزَايِلَةُ مِنَ النَّساءِ : التي تَسْتُرُ وَجْهَهَا عَنْكَ . وزِيلَ زَوِيلُهُ أي ذهَبَتْ حَرَكَتُهُ وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : أي اسْتُفِزَّ مِن الْفَرَقِ وهو مِن إِسْنادِ الفِعْلِ إِلَى مَصْدَرِهِ ومِنهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السَّابِقُ : زِيلَ مِنَّا زَوِيلُها . أي زِيلَ قَلْبُها مِنَ الْفَزَعِ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : ويَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ زِيلَ في البَيْتِ مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ مِن زَالَهُ اللهُ والزَّوِيلُ بِمَعْنَى الزَّوَالِ وأَنْ يَكُونَ زِيلَ لُغَةٌ في زَالَ ويَدُلُّ عَلى صِحَّةِ ذلكَ أنَّهُ يُرْوَى : زِيلَ مِنَّا زَوَالُها وزَالَ مِنَّا زَوِيلُها قالَ : فهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّ زِيلَ بِمَعْنى زَالَ المَبْنِيِّ لِلْفَاعِلِ دُونَ المَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ
فصل السين المهملة مع اللام