السَّبِيلُ والسَّبِيلَةُ وهذه عن ابنِ عَبَّادٍ : الطَّرِيقُ وما وَضَحَ منه زادَ الرَّاغِبُ : الذي فيه سُهُولَةٌ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ قالَهُ تَعالى : " وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرِّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً " وشَاهِدُ التَّأْنِيْثِ : " قُلْ هذهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ " عَبَّرَ به عَنْ المَحَجَّةِ ج سُبُلٌ ككُتُبٍ قال الله تعالى : " وأنهاراً وَسُبُلاً " وقولُه تعالى : " وعلى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ ومِنْهَا جَائِرٌ " فَسَّرَهُ ثَعْلَب فقال : عَلى اللهِ أَنْ يَقْصِدَ السَّبِيلَ لِلْمُسْلِمِينَ " ومنها جائِرٌ " أي ومِنَ الطُّرُقِ جائِرٌ عَلى غَيْرِ السّبِيلِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكونَ السّبِيلُ هنا اسْم جِنْسٍ لا سَبِيلاً واحِداً بِعَيْنِهِ لِقَوْلِهِ : " ومِنْها جائِرٌ " أي ومنها سَبيلٌ جائِرٌ وقولُه تعالى : " وأَنْفِقُوا في سَبِيلِ اللهِ " أي في الجِهادِ وكُلِّ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الخَيْرِ فهو مِنْ سَبيلِ اللهِ واسْتِعْمالُهُ في الْجِهادِ أَكْثَرُ لأنَّهُ السَّبِيلُ الذي يُقاتَلُ فيه عَلى عَقْدِ الدّينِ وقولُه : " في سَبِيلِ اللهِ " أُرِيدَ به الذي يُرِيدُ الْغَزْوَ ولا يَجِدُ ما يُبَلِّغُهُ مَغْزَاهُ فيُعْطَى مِن سَهْمِهِ وكُلُّ سَبِيلٍ أُرِيدَ به اللهُ عَزَّ جَلَّ وهو بِرٌّ داخِلٌ في سَبيلِ اللهِ وإذا حَبَّسَ الرَّجُلُ عُقْدَةً له وسَبَّلَ ثَمَرَها أو غَلَّتَها فإِنَّهُ يُسْلَكُ بما سَبَّلَ سَبِيلُ الخَيْرِ يُعْطَى منه ابنُ السَّبِيلِ والفَقيرُ والمُجاهِدُ وغيرُهم وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : وسَبيلُ اللهِ عامٌّ يَقَعُ على كُلِّ عَمَلٍ خالِصٍ سُلِكَ به طَرِيقُ التَّقَرُّبِ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ بِأَداءِ الفَرائِضِ والنَّوافِلِ وأَنْواعِ التَّطَوُّعاتِ وإِذا أُطْلِقَ فهو في الغالِبِ واقِعٌ عَلى الجِهادِ حتى صارَ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ كأَنَّهُ مَقْصُورٌ عليه . وأَمَّا ابْنُ السَّبِيلِ فهو ابْنُ الطَّرِيقِ أي المُسافِرُ الكَثِيرُ السَّفَرِ سُمِّيَ ابْناً لها لِمُلازَمَتِهِ إِيَّاها قالَهُ ابْنُ الأَثِيرُ وقال الرَّاغِبُ : هوَ المُسافِرُ البَعِيدُ عَن مَنْزِلِهِ نُسِبَ إلى السَّبِيلِ لمُمارَسَتهِ إِيَّاهُ وقالَ ابنُ سِيدَه . تَأْوِيلُهُ الذي قُطِعَ عليه الطِّرِيقُ زادَ غَيْرُه : وهو يُرِيدُ الرُّجُوعَ إلى بَلَدِهِ ولا يَجِدُ ما يَتَبَلَّغُ به . وقيلَ : هو الذي يُرِيدُ الْبَلَدَ غيرَ بَلَدِهِ لأَمْرٍ يَلْزَمُهُ وقالَ ابنُ عَرَفَةَ : هو الضَّيْفُ المُنْقَطَعُ به يُعْطَى قَدْرَ ما يَتَبَلَّغُ به إلى وَطَنِهِ وقال ابنُ بَرِّيِّ : هو الغريبُ الذي أَتَى بهِ الطَّرِيقُ قال الرَّاعِي :
عَلى أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ... قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إِلاَّ غِرارَا وقالَ آخَرُ : ومَنْسُوبٍ إلى مَنْ لَمْ يَلِدْهُ كذاكَ اللهُ نَزَّلَ في الْكِتابِوالسَّابِلَةُ مِنَ الطُّرُقِ قالَ بَعْضُهُم : ولو قالَ : مِن السُّبُلِ لَوَافَقَ اللَّفْظَ والاشْتِقاقَ : الْمَسْلُوكَةُ يُقال : سَبيلٌ سَابِلَةٌ : أي مَسْبُولَةٌ والسَّابِلَةُ أَيْضاً : الْقَوْمُ الْمُخْتَلفَةُ عَليها في حَوائِجِهِمْ جَمْعُ سَابِلٍ وهو السَّالِكُ على السَّبِيلِ ويُجْمَعُ أَيْضاً على السَّوابِلِ وأَسْبَلَتِ الطَّرِيقُ : كَثُرَتْ سابِلَتُها أي أَبْناؤُها المُخْتَلِفُونَ إِليها . وأسْبَلَ الإِزَارَ : أَرْخاهُ ومنه الحديثُ : نَهَى عَنْ إِسْبالِ الإِزَارِ وقال : إِنَّ اللهَ لا يَنْظُرُ إلى مُسْبِلٍ إِزارَهُ وفي حديثٍ آخَرَ : ثَلاَثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ولا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ولاَ يُزَكِّيهِمْ فذَكَرَ المُسْبِلَ والْمَنَّانَ والمُنَفِّقَ سِلْعَتَهُ بالْحَلِفِ الْكَاذِبِ قال ابنُ الأَعْرابِيِّ وغَيْرُهُ : الْمُسْبِلُ : الذي يُطَوِّلُ ثَوْبَهُ ويُرْسِلُهُ إلى الأَرْضِ إذا مَشى وإِنَّما يَفْعَلُ ذلكَ كِبْراً واخْتِيالاً . ومِنَ الْمَجازِ : وَقَفَ عَلَى الدَّارِ فأَسْبَلَ دَمْعَهُ أي أَرْسَلَهُ ويُسْتَعْمَلُ أيْضاً لازِماً يُقالُ : أَسْبَلَ دَمْعُهُ أَيْ هَطَلَ وأَسْبَلَتِ السَّمَاءُ : أمْطَرَتْ وأَرْخَتْ عَثَانِينَهَا إلى الأَرْضِ وفي الأَساسِ : أَسْبَلَ الْمَطَرُ : أَرْسَلَ دُفْعَهُ وتَكاثَفَ كأَنَّما أَسْبَلَ سِتْراً وهو مَجازٌ . والسَّبُولَةُ بالفَتْحِ ويُضَمُّ والسَّبَلَةُ مُحَرَّكَةً والسُّنْبُلَةُ بالضَّمًّ كقُنْفُذَةٍ : الزَّرْعَةُ الْمائِلَةُ الأُولَى لُغَةُ بني هَمْيانَ نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ والأخِيرَةُ لُغَةُ بني تَميم وقالَ اللَّيْثُ : اسَّبُولَةُ : هي سُنْبَلَةُ الذُرَةِ والأَرْزِّ ونَحْوِهِ إِذا مَالَتْ . ومِن الْمَجازِ : السَّبَلُ مُحَرَّكَةً : الْمَطَرُ المُسْبِلُ يُقالُ : وَقَعَ السَّبَلُ قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنه :
رَاسِخُ الدِّمْنِ عَلى أَعْضادِهِ ... ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيحٍ وسَبَلُوقالَ أبو زَيْدٍ : أَسْبَلَتِ السَّماءُ إِسْبالاً والاِسْمُ السَّبَلُ وهو المَطَرُ بَيْنَ السَّحابِ والأَرْضِ حينَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحابِ ولم يَصِلُ إلى الأَرْضِ . والسَّبَلُ : الأَنْفُ يُقالُ : أَرْغَمَ اللهُ سَبَلَهُ والجَمْعُ سِبالٌ كما في المُحيطِ . والسَّبَلُ : السَّبُ والشَّتْمُ يُقالُ : بَيْنِي وبَيْنَهُ سَبَلٌ كما في المُحِيطِ ولا يَخْفَى أنَّ قَوْلَهُ : والشَّتْمُ : زِيادَةٌ لأنَّ المَعْنَى قد تَمَّ عندَ قَوْلِهِ : السَّبّ . والسَّبَلُ : السُّنْبُلُ لُغَةُ الحِجازِ ومِصْرَ قَاطِبَةً وقِيلَ : هو ما انْبَسَطَ مِنْ شعاعِ السُّنْبُلِ وقِيل : أَطْرَافُهُ . والسَّبَلُ : دَاءٌ يُصِيبُ في العَيْنِ قيل : هو غِشَاوَةٌ الْعَيْنِ أو شِبْهُ غِشَاوَةٍ كأنَّها نَسَجُ الْعَنْكَبُوتِ كَما في العُبَابِ زادَ الجَوْهَرِيُّ بِعُرُوقٍ حُمْرٍ وقالَ الرَّئِيسُ : مِنَ انْتِفَاخِ عُرُوقِها الظَّاهِرَةِ في سَطْحِ الْمُلْتَحِمَةِ إِحْدَى طَبَقاتِ العَيْنِ وقيل : هو ظُهُورُ انْتِسَاجِ شَيْءٍ فِيمَا بَيْنَهُما كالدُّخانِ وتفصيله في التَّذْكِرَةِ . والسَّبَلَةُ : مُحَرَّكَةً : الدَّائِرَةُ في وَسَطِ الشَّفَةِ الْعُلْيَا أو مَا عَلى الشَّارِبِ مِنَ الشَّعَرِ ومنه قَوْلُهم : طالَتْ سَبَلَتُكَ فَقُصَّها وهو مَجازٌ أو طَرَفُهُ أو مُجْتَمَعُ الشَّارِبَيْنِ أو ما عَلى الذَّقَنِ إلى طَرَفِ اللِّحْيَةِ كُلِّها أو مُقَدَّمُها خَاصَّةً هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وفي العِبَارَةِ سَقْطٌ فِإنَّ نَصَّ المُحْكَمِ : إلى طَرَفِ اللَّحْيَةُ خَاصَّةً وقيل : هي الِّلحْيَةُ كُلُّها بأَسْرِها عن ثَعْلَبٍ وأمَّا قَولُه : أو مُقَدَّمُها فَإِنَّهُ مِن نَصِّ الأزْهَرِيِّ قالَ : والسَّبَلَةُ عندَ العَرَبِ مُقَدَّمُ اللِّحْيَةِ وما أسْبَلَ منها علَى الصَّدْرِ فتَأَمَّل ذلك وعلى هذا تكونُ الأَقْوالُ سَبْعَةً وقال ابنُ دُرَيْدٍ : مِن العَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ السَّبَلَةُ طَرَفَ اللَّحْيَةِ ومنهم مَن يَجْعَلُها ما أسْبَلَ مِن شَعَرِ الشَّارِبِ في اللِّحْيَةِ وفي الحديثِ : أَنَّهُ كانَ وافِرَ السَّبَلَةِ قال الأَزْهَرِيُّ : يَعْنِي الشَّعَرَاتِ التي تَحْتَ اللَّحْيِ الأَسْفَلِ وقالَ أبو زَيْدٍ : السَّبَلَةُ ما ظَهَرَ مِن مُقَدَّمِ اللِّحْيَةِ بَعْدَ العارِضَيْنِ والعُثْنُونُ ما بَطَنَ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : السَبَلَةُ الشَّارِبُ ج : سِبَالٌ قال الشَّمَّاخُ :
وجَاءَتْ سُلَيْمٌ قَضَّهَا بِقَضِيضِها ... تُنَشِّرُ حَوْلِي بِالْبَقِيعِ سِبَالَها وسَبَلَةُ البَعِيرِ : نَحْرُهُ أو ما سَالَ مِنْ وَبَرِ الْبَعِيرِ في مَنْحَرِهِ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : السَّبَلَةُ المَنْحَرُ مِنَ البَعِيرِ . وهي التَّرِيبَةُ وفيه ثُغْرَةُ النَّحْرِ يُقالُ : وَجَأَ بِشَفْرَتِهِ في سَبَلَتَهُ : أي ثِيابَهُ جَمْعُهُ سَبَلٌ وهي الثِّيابُ المُسْبَلَةُ كالرَّسَلِ والنَّشَرِ في المُرْسَلَةِ والمَنْشُورَةِ . وذُو السَّبَلَةِ : خَالِدُ بْنُ عَوْفِ بْنُ نَضْلَةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ الحارثِ بنِ رَافِعِ ابنِ عبدِ عَوْفِ بنِ عُتْبَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ رَعْلِ بنِ عامرِ بنِ حَرْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ الدَّوْسِيُّ مِنْ رُؤَسائِهِمْويُقالُ : بَعِيرٌ حَسَنُ السَّبَلَةِ أي رِقَّةِ جِلْدِهِ هكذا نَصُّ العُبابِ وفي التَّهْذِيبِ : يُقالُ : إنَّ بَعِيرَكَ لَحَسَنُ السَّبَلَةِ يُرِيدُونَ رِقَّةَ خَدِّهِ قلتُ : ولَعَلَّ هذا هو الصَّوابُ . ويُقالُ : كَتَبَ في سَبَلَةِ النَّاقَةِ إذا طَعَنَ في ثُغْرَةِ نَحْرِها لِيَنْحَرَها كما في العُباب ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ : سَمِعْتُ أَعْرَابِيَّاً يَقولُ : لَتَمَ بالتَّاءِ في سَبَلَةِ بَعِيرِهِ إذا نَحَرَهُ فَطَعَنَ في نَحْرِهِ كأَنَّها شَعَرَاتٌ تَكونُ في الْمَنْحَرِ . ومِن المَجازِ : جاءَ فُلانٌ وقد نَشَرَ سَبَلَتَهُ أي جاءَ مُتَوَعِّداً وشاهُدُه قَوْلُ الشَّمَّاخِ المُتَقَدِّمُ قريباً . ومِنَ المَجازِ : يُقالُ : رَجُلٌ سَبَلاَنِيٌّ مَحَرَّكَةً ومُسْبِلٌ كَمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ ومُحَدِّثٍ ومُعَظَّمٍ وأَحْمَدَ الأُولَى والثَّانِيَةُ والأَخِيرَةُ عن ابنِ دُرَيْدٍ والرَّابِعَةُ والخامِسَةُ عن ابنِ عَبَّادٍ : طَوِيلُ السَّبَلَةِ أي اللِّحْيَةِ وقد سُبِّلَ تَسْبِيلاً كأَنَّهُ أُعْطِيَ سَبَلَةً طَوِيلَةً . وعَيْنٌ سَبْلاءُ : طَوِيلَةُ الْهُدْبِ وأَمَّا قَوْلُهم : عَيْنٌ مُسْبَلَةٌ فلُغَةٌ عَامِّيَّةٌ . ومِنَ المَجَازِ : مَلأَها أي الكَأْسَ وإِنَّما أعادَ الضَّمِيرَ إِلَيْها مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَبَقَ ذِكْرُها عَلى حَدِّ قَوْلِهِ تَعالى : " حَتَّى تَوارَتْ بِالحِجَابِ " وإلى أَسْبالِها : أي حُرُوفِها كقَوْلِكَ : إلى أَصْبارِها واحِدُهَا سَبَلَةٌ مُحَرَّكَةً يُقالُ : مَلأَ الإِناءَ إلى سَبَلَتِهِ أي إلى رأْسِهِ وأَسْبالُ الدِّلاءِ : شِفاهُهَا قالَ باعِثُ ابنُ صُرَيْمٍ الْيَشْكُرِيُّ : إذْ أَرْسَلُونِي مَائِحاً بِدِلاَئِهِمْ فَمَلأْتُها عَلَقاً إلى أَسْبالِهَا يقُولُ : بَعَثُونِي طَالِباً لِتِرَاتِهِمْ فَأَكْثَرْتُ مِنَ القَتْلِ والعَلَقُ : الدَّمُ . ومِنَ المَجازِ : المُسْبِلُ كمُحْسِنٍ : الذَكَرُ لارْتِخَائِهِ . والمُسْبِلُ أَيْضاً : الضَّبُّ . وأَيْضاً : السَّادِسُ أو الْخَامِسُ مِن قِدَاحِ الْمَيْسِر الأَوَّلُ قَوْلُ اللِّحْيانِيِّ وهو المُصْفَحُ أيضاً وفيه سِتَّةُ فُرُوضٍ ولهُ غُنْمُ سِتَّةِ اَنْصِبَاءَ إِنْ لَمْ يَفُزْ والجَمْعُ المَسَبِلُ . ومُسْبِلٌ : اسْمٌ مِن أَسْماءِ ذِي الْحِجَّةِ عَادِيَّةٌ . والمُسَبَّلُ كمُعَظَّمٍ : الشَّيْخُ السَّمْجُ كأَنَّهُ لِطُولِ لِحْيَتِهِ . وخُصْيَةٌ سَبِلَةٌ كَفَرِحَةٍ : طَوِيلَةٌ مُسْتَرْخِيَةٌ . وبَنُو سَبالَةَ : قَبِيلَةٌ ظاهِرُ إِطْلاقِهِ يَقْتَضِي أنَّهُ بالفَتْحِ وابنُ دُرَيْدٍ ضَبَطَهُ بالضَّمِّ كَما في العُبابِ وقالَ الحافِظُ في التَّبْصِيرِ : وفي الأَزْدِ سِبَالَة ككِتَابَةٍ منهم عبدُ الجَبَّارِ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ وَالِي خُرَاسانَ لِلْمَنْصُورِ وحُمْرَانُ السِّبالِيُّ الذي يقُولُ فيهِ الشَّاعِرُ :
مَتى كانَ حُمْرَانُ السِّبالِيُّ رَاعِياً ... وقد رَاعَهُ بالدَّوِّ اَسْوَدُ سَالِخُ فَتَأمَّلْ ذلك . والسّثبْلَةُ بالضَّمِّ : الْمَطَرَةُ الْوَاسِعَةُ عن ابْن الأَعْرابِيِّ . وإسْبِيلٌ كإِزْمِيلٍ : د وقيل : اسْمُ أَرْضٍ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلٍَ رضِيَ اللهُ تَعالَى عنه :
بِإسْبِيلَ أَلْقَتْ بِهِ أُمُّهُ ... عَلى رَأْسِ ذِي حُبُكٍ أَيْهَمَا وقالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ :
" لا أَرْضًَ إِلا إِسْبِيلْ
" وكُلُّ أَرْضٍ تَضْلِيلْ وقالَ يَاقُوتُ : إِسْبيلُ : حِصْنٌ بأَقْصَى اليَمَنِ وقيل : حِصْنٌ وَراءَ النُّجَيْرِ قالَ الشاعِرُ يَصِفُ حِماراً وَحْشِيّاً :
بِإِسْبِيلَ كانَ بِها بُرْهَةً ... مِن الدَّهْرِ لا نَبَحَتْهُ الْكِلاَبُ وهذا صِفَةُ جَبَلٍ لا حِصْنٍ وقال ابنُ الدُّمَيْنَةَ : إِسْبِيلُ جَبَلٌ في مِخْلاَفِ ذَمَارِ وهو مُنْقَسِمٌ بِنِصْفَيْنِ نِصْفُهُ إلى مِخْلاَفِ رَدَاع ونِصْفُهُ إلى بَلَدِ عَنْس وبَيْنَ إِسْبِيلَ وذَمَارِ أَكَمَةٌ سَوْدَاءُ بها حَمَّةٌ تُسَمَّى حَمَّامَ سُلَيْمانَ والنَّاسُ يَسْتَشْفُونَ به مِن الأَوْصابِ والجَرَبِ وغيرِ ذلك قالَ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ النُّمَيْرِيُّ ثم الثَّقَفِيُّ :" إلى أَن بَدَا لِي حِصْنُ إِسْبِيلَ طَالِعاًوإِسْبِيلُ حِصْنٌ لَمْ تَنَلْهُ الأَصابِعُ وبما قُلْنَا ظَهَرَ قُصُورُ المُصَنِّفِ في سِياقِهِ . والسِّبَالُ ككِتَابِ : ع بَيْنَ الْبَصْرَةِ والْمَدِينَةِ عَلى سَاكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ يُقالُ له : سِبَالُ أُثَالٍ قالَهُ نَصْرٌ . وسَبَلٌ كَجَبَلٍ : ع قُرْبَ الْيَمَامَةِ بِبِلادِ الرَّبَابِ قالَهُ نَصْرٌ . وسَبَلٌ : اسْمُ فَرَسٍ قَدِيمَةٍ مِنْ خَيْلِ العَرَبِ قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وأَنْشَدَ :
" هو الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَلْ
" إنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جادُوا وَبَلْ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : اسْمُ فَرَسٍ نَجِيبٍ في العَرَبِ قالَ الأَصْمَعِيُّ : هي أُمُّ اَعْوَجَ كانَتْ لِغَنِيٍّ وأَعْوَجُ لِبَنِي آكِلِ المُرَارِ ثُمَّ صَارَ لِبَنِي هِلاَلٍ وأَنْشَدَ :
" هُوَ الجَوادُ . . إلخ وقالَ غيرُهُ : هيَ أُمُّ أَعْوَجَ الأَكْبَرِ لِبَنِي جَعْدَةَ قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه :
وهَناجِيجَ جِيَادٍ نُجُبٍ ... نَجْلِ فَيَّاضٍ ومِن آلِ سَبَلْ قلتُ : وقَرَأْتُ في أَنْسابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ أَنَّ أَعْوَجَ أَوَّلُ مَنْ نُتِجَه بَنُو هِلاَلٍ وأُمُّهُ سَبَلُ بنتُ فَيَّاضٍ كانتْ لِبَنِي جَعْدَةَ وأُمُّ سَبَلٍ القَسَامِيَّةُ . انتهى وأغْرَبَ ابنُ بَرِّيٍّ حيثُ قالَ : الشِّعْرُ لِجَهْمِ بنِ سَبَلٍ يَعْنِي قَوْلَهُ :
" هوَ الجَوادُ بنُ الجَوادِ إلخ قالَ أبو زِيَادٍ الْكِلابِيُّ : وهو من بَنِي كَعْبِ بنِ بَكْرٍ وكانَ شاعِراً لَمْ يُسْمَعْ في الجاهِلِيَّةِ والإِسْلامِ مِنْ بَنِي بَكْرٍ أَشْعَرُ مِنْه قال : وقد أَدْرَكْتُهُ يُرْعَدُ رَأْسُهُ وهوَ يَقُولُ :
" أنا الْجَوادُ بنُ الجَوادِ بنِ سَبَلْ
" إِنْ دَيَّمُوا جَادَ وإِنْ جَادُوا وَبَلْ قال ابنُ بَرِّيٍّ : فثَبَتَ بهذا أنَّ سَبَلْ اسْمُ رَجُلٍ وليسَ باسْمِ فَرَسٍ كما ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ فتَأَمَّلْ ذلكَ . وسَبَلُ بْنُ الْعَجْلانِ : صَحابِيٌّ طَائِفِيٌّ ووَالِدُ هُبَيْرَةَ الْمُحَدِّثُ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو خَطَأٌ فَاحِشٌ فَإِنَّ الصَّحابِيَّ إِنَّما هُو هُبَيْرَةُ بنُ سَبَل الذي جَعَلَهُ مُحَدِّثاً ففي التَّبْصِيرِ : سَبَلَ بنُ العَجْلانِ الطّائِفِيِّ لابْنِهِ هُبَيْرَةُ صُحْبَةٌ وقالَ ابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمِهِ : هُبَيْرَةُ بنُ سَبَلِ بنِ العَجْلانِ الثَّقَفِيِّ وَلِيَ مَكَّةَ قُبَيْلَ عَتَّابِ بنِ أُسَيْدٍ أَيَّاماً . ولم يذْكُرْ أَحَدٌ سَبَلاً وَالِدَهُ في الصَّحابَةِ فتَنَبهّ لذلك أو هو بالشَّيْنِ المُعْجَمَةِ وهو قَوْلُ الدَّارَقُطْنِيُّ قالَهُ الحافِظُ . وذُو السَّبَلِ بْنُ حَدَقَةَ بنِ بَطَّةَ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : مَظَّةَ بن سِلْهِمِ بنِ الحَكَمِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ . ويُقالُ : سَبَلٌ مِن رِماحٍ : أي طائِفَةٌ مِنْها قَلِيلَةٌ أو كَثِيرَةٌ قالَ مُجَمَّعُ بنُ هِلالٍ الْبَكْرِيُّ :
وخَيْلٍ كَأَسْرابِ الْقَطَا قد وَزَعْتُهَا ... لها سَبَلٌ فيهِ الْمَنشيَّةُ تَلْمَعُ يَعْنِي بهِ الرُّمْحَ . وسَبْلَلٌ كجَعْفَرٍ ع وقالَ السُّكَرِي : بَلَدٌ قالَ صَخْرُ الْغَيِّ يَرْثَي ابْنَهُ تَلِيداً :
وما إِنْ صَوْتُ نَائِحَةٍ بِلَيْلٍ ... بِسَبْلَلَ لا تَنامُ مَعَ الهُجُودِجَعَلَهُ اسْماً للبُقْعَةِ وتَرَكَ صَرْفَهُ . وسَبَّلَهُ تَسْبِيلاً : أَبَاحَهُ وجَعَلَهُ في سَبِيلِ اللهِ تَعالى كَأَنَّهُ جَعَلَ إليهِ طَرِيقاً مَطْرُوقَةً ومنه حديثُ وَقْفِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه : احْبِسْ أَصْلَها وسَبِّلْ ثَمَرَتَها : أي اجْعَلْهَا وَقْفاً وأَبِحْ ثَمَرَتَها لِمَنْ وَقَفْتَها عليهِ . وذُو السِّبالِ ككِتَابٍ : سَعْدُ بْنُ صُفَيْحٍ بنِ الحارثِ بنِ سابِي بنِ أبي صَعْبِ بنِ هُنَيَّةَ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سُلَيْمِ بنِ فَهْمِ بنِ غُنْمِ بنِ دَوْسٍ خالُ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه وهو الذي كان آلَى أنْ لاَ يَأْخُذَ أَحَداً مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ قَتَلَهُ بِأَبِي الأُزَيْهِرِ الدَّوْسِيِّ ذَكَرَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ . والسَّبَّالُ بن طَيْشَةَ كشَدَّادٍ : جَدُّ وَالِدِ أَزْدَادَ بنِ جَمِيلِ بنِ مُوسَى الْمُحَدِّثِ رَوَى عن إِسْرائِيلَ بنِ يُونُسَ ومَالِكٍ وطالَ عُمْرُهُ فَلَقيَهُ ابنُ ناجِيَةَ . قال الحافِظُ : وضَبَطَهُ ابنُ السَّمْعانِيِّ بياءٍ تَحْتِيَّةٍ وتَبِعَهُ ابنُ الأَثِيرِ وتَعَقَّبَهُ الرَّضِيُّ الشَّاطِبِيُّ فَأَصَابَ . قلتُ : ومِمَّنْ رَوَى عَنْ أَزْدَادَ هذا أيضاً عُمَرُ بنُ أيُّوبَ السَّقَطِيُ . وابنُ نَاجِيَةَ الذي ذكَرَهُ هو عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ نَاجِيَةَ . وسَلْسَبِيلُ : عَيْنٌ في الْجَنَّةِ قالَ اللهُ تَعالى : " عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً " قالَ الأَخْفَشُ : مَعْرِفَةٌ ولكنْ لَمَّا كانتْ رَأْسَ آيةٍ وكانَ مَفْتُوحاً زِيدَتْ الأَلِفُ في الآيَةِ للاِزْدِواجِ كقَوْلِهِ تَعالى : " كانَتْ قَوارِيرَاْ قَوارِيرَا " وسيأْتِي قَرِيباً . وبَنُو سُبَيْلَةَ بنِ الهُونِ كجُهَيْنَةَ : قَبِيلَةٌ من العَرَبِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ قالَ الحافِظُ : في قُضاعَةَ ومنهم : وَعْلَةُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ بُلَعَ بنِ هُبَيْرَةَ بنِ سُبَيْلَةَ : فارِسٌ . وسَبَلانُ مُحَرَّكَةً : جَبَلٌ بَأذْرَبِيجَانَ مُشْرفٌ عَلى أَرْدَبِيلَ وهو مِنْ مَعالِم الصَّالِحينَ والأمَاكِنِ الَّتِي تُزَارُ ويُتَبَرَّكُ بها . وسَبَلاَنُ : لَقَبُ الْمُحَدِّثِينَ منهم : سَالِمٌ أبو عبدِ اللهِ مَوْلَى مَالِكِ بنِ أَوْسِ بنِ الحَدَثانِ النَّصْرِيُّ يَرْوِي عن أبي هُرَيْرَةَ وعائِشَةَ وعنه سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ ونُعَيْمٌ المُجْمرُ وبُكَيرُ بنُ الأَشَجِّ وأَيْضَاً لَقَبُ إِبْراهِيم بن زِيَادٍ عن هِشام بنِ عُرْوَةَ تُكُلِّمَ فيه وأَيْضَاً : لَقَبُ خَالِدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الفَرَجِ . وقَوْله : وأبي عبدِ اللهِ : شَيْخِ خالدِ بنِ دِهْقانَ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصّوابُ : سُقُوطُ الواوِ وأبو عبدِ اللهِ كُنْيَةُ خالِدٍ وهو بِعَيْنِهِ شَيْخُ خالِدِ بنِ دِهْقانَ كما حَقَّقَهُ الحافِظُ وغَيْرُه فَتَنَبَّهْ لذلك . ومن المَجازِ : يُقالُ : أَسْبَلَ عليه إِذا أَكْثَرَ كَلامَهُ عليه كما يُسْبِلُ المَطَرُ كما في الأَساسِ وأَسْبَلَ الدَّمْعُ والْمَطَلُ : أي هَطَلا وتَقَدَّمَ أَسْبَلَ الدَّمْعَ : صَبَّهُ مُتَعَدِّياً ووُجِدَ في النُّسَخِ بَعْدَ هذا والسَّماءُ : أَمْطَرَتْ وإِزَارَهُ : أَرْخَاهُ وفيهِ تَكْرَارٌ يُتَنَبَّهُ لذلك . وأَسْبَلَ الزَّرْعُ : خَرَجَتْ سُبُولَتَهُ هذا عَلى قِياسِ لُغَةِ بَنِي هَمْيانَ فإِنَّهُمْ يُسَمُّونَ السُّنْبُلَ سُبُولاً وكذا على لُغَةِ الحِجازِ فإِنَّهُم يقُولُونَ أَيْضاً : أَسْبَلَ الزَّرْعَ مِن السُّنْبُلِ كما يَقُولُونَ : أَحْظَلَ الْمَكانُ مِنَ الحَنْظَلِ وأمَّا على قِيَاسِ لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ فيُقال : سَنْبَلَ الزَّرْعُ نَبَّه على ذلك السّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ وسَيَأْتِي لِلْمُصَنِّفِ شَيْءٌ من ذلك في س ن ب ل . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : يُجْمَعُ السَّبِيلُ عَلى أَسْبُلٍ وهو جَمْعُ قِلَّةٍ لِلسَّبِيلِ عَلى أَسْبُلٍ وهو جَمْعُ قِلَّةٍ لِلسَّبِيلِ إِذَا انِّثَتْ ومنه حديثُ سَمْرَةَ : فإِذَا الأَرْضُ عِنْدَ أَسبُلِهِ أي طُرُقِهِ وإِذَا ذُكِّرَتْ فجَمْعُهَا أَسْبِلَةٌ . وامْرَأَةٌ مُسْبِلٌ : أَسْبَلَتْ ذَيْلَها وأَسْبَلَ الْفَرَسُ ذَنَبَهُ : أَرْسَلَهُوالسَّبَلُ مُحَرَّكَةً : ثِيابٌ تُتَّخَذُ مِنْ مُشاقَّةِ الكَتَّانِ أَغْلَظُ ما تَكونُ ومنهُ حديثُ الحَسَنِ : دَخَلْتُ عَلى الحَجَّاجِ وعليهِ ثِيابٌ سَبَلَةٌ . والسَّبِيلُ : الوُصْلَةُ والسَّبَبُ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالى : " ويا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا " أي سَبَباً ووُصْلَةً وأَنْشَدَ أبو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ : مُحَرَّكَةً : ثِيابٌ تُتَّخَذُ مِنْ مُشاقَّةِ الكَتَّانِ أَغْلَظُ ما تَكونُ ومنهُ حديثُ الحَسَنِ : دَخَلْتُ عَلى الحَجَّاجِ وعليهِ ثِيابٌ سَبَلَةٌ . والسَّبِيلُ : الوُصْلَةُ والسَّبَبُ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالى : " ويا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا " أي سَبَباً ووُصْلَةً وأَنْشَدَ أبو عُبَيْدَةَ لِجَرِيرٍ :
أفَبَعْدَ مَقْتَلِكُمْ خَلِيلَ مُحَمَّدٍ ... تَرْجُو القُيُونُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا أي سَبَباً وَوُصْلَةً . وغَيْثٌ سَابِلٌ : هَاطِلٌ غَزِيرٌ وحَكَى اللِّحْيانِيُّ : إِنَّهُ لَذُو سَبَلاَتٍ وهوَ مِن الْوَاحِدِ الذي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ سَبَلَةً ثُمَّ جُمِعَ عَلى هذا كَما قَالُوا لِلْبَعِيرِ : ذُو عَثانِينَ كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ منه عُثْنُوناً . وثُقالُ لِلأَعْداءِ : هُمْ صُهْبُ السِّبالِ قالَ :
فَظِلالُ السُّيُوفِ شَيَّبْنَ رَأْسِي ... واعْتِناقِي في الْقَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ وفي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ : عليهِ شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ سَبَالَةِ السِّنَّوْرِ . وامْرَأَةٌ سَبْلاَءُ : عَلى شَارِبَيْها شَعَرٌ . والسُّبَيْلَةُ كجُهَيْنَة : مَوْضِعٌ مِنْ أَرْضِ بَنِي نُمَيْرٍ لِبَنِي حِمَّانَ بنِ عبدِ كَعْبِ بنِ سَعْدٍ قالَهُ نَصْرٌ وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرابِيِّ :
قَبَحَ الإِلهُ ولا أُقَبِّحُ مُسْلِماً ... أَهْلَ السُّبَيْلَةِ مِنْ بَنِي حِمَّانِ وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : تُسَمَّى الشَّاةُ سَبَلاً وتُدْعَى للحَلْبِ فيُقالُ : سَبَلْ سَبَلْ . وسَبَّلَ ثَوْبَه تَسْبِيلاً : مِثْلُ أَسٍبَلَ . وقولُهُ تَعالى : " ولا تقْطَعُونَ السَّبِيلَ " أي سَبِيلَ الوَلَدِ وقيلَ : تَعْتَرِضُونَ للنَّاسِ في الطُّرُقِ لِلْفَاحِشَةِ . وسُبُلاتُ بِضَمِّ السِّينِ والْباءِ وتَشْدِيدِ اللامِ : مَوْضِعٌ في جَبَلِ أَجَأَ عن نَصْرٍ
السَّلْسَبِيلُ : اللَّيِّنُ الذي لا خُشُونَةَ فيهِ وَرُبُّما وُصِفَ بهِ الماءُ يُقالُ : شَرَابٌ سَلْسَبِيلٌ أي سَهْلُ المَدْخَلِ في الْحَلْقِ وقيلَ : هوَ الخَمْرُ ومنهُ قَوْلُ عبدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ :
إنَّهُم عنْدَ رَبِّهِم في جِنَانٍ ... يَشْرَبُونَ الرَّحِيقَ والسَّلْسَبِيلاَ
عَلَى أَنَّهُ عَطْفٌ مُرَادِفٌ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : لَمْ أَسْمَعْ سَلْسَبِيلَ إلاَّ في القُرْآنِ قالَ تَعالَى : " عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً " قالَ الزَّجَّاجُ : عَيْنٌ في الْجَنَّةِ وهو في اللُّغَةِ : لِمَا كانَ في غَايَةِ السَّلاَسَةِ فَكَأَنَّ العَيْنَ سَمِّيَتْ لِصِفَتِها . وقد مَثَّلَ بِهِ سِيبَوَيْه على أَنَّهُ صِفةٌ وفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ وقال أبو بَكْرٍ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ السَّلْسَبِيلُ اسْماً لِلْعَيْنِ فَنُوِّنَ وحَقُّهُ أن لا يُجْرَى لِتَعْرِيفِه وتَأْنِيثِهِ ليكونَ مُوافِقاً رُؤُوسَ الآياتِ المُنَوَّنَةِ إِذْ كانَ التَّوْفِيقُ بَيْنَهُما أَخَفَّ على اللِّسانِ وأسْهَلَ عَلى القَارِئِ ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ صِفَةً للعَيْنِ ونَعْتاً له فإِذا كانَ وَصْفاً زالَ عنهُ ثِقَلُ التَّعْرِيفِ واسْتَحَقَّ الإِجْراءَ . وقالَ ابنُ عَبَّاسٍ : سَلْسَبِيلاً : يَنْسَلُّ في حُلُوقِهِم انْسِلاَلاً وقالَ أَبو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ : مَعْناهُ لَيِّنَةً فِيما بَيْنَ الحَنْجَرَةِ والحَلْقِ . وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ كالصَّاغَانِيِّ في س ل ل وتَقدَّمَ الكَلامُ هُناكَ عن الأَخْفَشِ بِمِثْلِ ذلك . بَقِيَ أَنَّهُ يُقالُ في جَمْعِهِ : سَلاَسِبُ وسَلاَسِيبُ وجَمْعُ السَّلْسَبِيلَةِ السَّلْسَبِيلاَتُ وأَمَّا مَنْ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : سلْ رَبَّكَ سَبِيلاً إلى هذهِ العَيْنِ فهوَ خَطَأٌ غيرُ جائِزٍ . ومُسْلِمُ بنُ قادِمٍ السَّلْسَبِيلِيُّ البَغْدادِيُّ مَوْلَى سَلْسَبِيلٍ أَحَدِ الخِصْيانِ بِدَارِ الْخِلافَةِ نُسِبَ إِلَيْهِ رَوى عن بَقِيَّةَ بنِ الوَلِيدِ وعنهُ أبو القاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ
البِطْرِيقُ ككِبْرِيتٍ : القائِدُ من قُوِّادِ الرُّوم كما في الصِّحاح - وهو معرَّبٌ - قيَل : بِلغة الروم والشّام ويُقالُ : إِنه عَرَبِيٌّ وافَقَ العجَمِيَّ وهَي لغةُ أَهْلِ الحِجازِ وقال أَميَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ :
مِن كُلِّ بطْريقٍ لِبط ... رِيقٍ نَقيِّ الوَجْهِ واضِح قلتُ : ولأَجْلِ هذَا لم يَذْكر ِالمصنف تَعْرِيبَه ويُقالُ : إِنَّ البِطْوِيقَ هو القائِدُ تَحْتَ يَدِه عَشرَةُ آلافِ رَجُلٍ ثُمّ الطرخان على خَمْسَةِ آلاف ثم القَوْمَسُ على مِائَتَيْنِ . قلت : وقد سَبقَ له في طرح أَنَّ الطَّرخانَ هو الرَّئِيس الشريفُ بالخُراسَانِيَّةِ ومرَ له أَيضاً في قمس القَوْمَسُ : الأَمِيرُ والقَمامِسَةُ : البَطارِقَةُ . وقيلَ : البِطْرِيقُ : هو الحاذِقُ بالحَربِ وأُمورِها بلُغَةِ الرُّوم وهو ذو مَنْصِب وقد يُقَدَّم عِنْدَهُم . قلتُ : هو بالرّومِيَّة بَتْرَك كما قالَهُ الجَوالِيقِي وغيرُه . وقِيل : البطرِيقُ : الرَّجلُ المُخْتالُ المَزهُوُّ عن ابْنِ عَبّادٍ وغَيْره . وقِيلَ : البِطرِيقُ أَيضاً : السَّمِينُ من الطَّيْر ج الكُلِّ : بَطارِقَةٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَري :
فلا تنْكرُونِي إِنَّ قَوْمِي أَعِزَّةٌ ... بَطارِقَة بِيضُ الوُجُوهِ كِرامُ وقالَ أَبو ذُؤَيْبِ :
هُمُ رَجَعُوا بالعَرْجِ والقوْمُ شهدٌ ... هوازِنَ يَحْدُوها حُماة بَطارِقُ
أَرادَ بَطارِيقَ فحَذَف . والبِطْرِيقانِ : هما اللَّذانِ على ظهْرِ القَدَم ِمن شراكِ النعْلِ عن ابنِ الأَعْرابِي . والبطارِقُ كعُلابِطٍ : الطَّويلُ من الرَجالِ . والتبرُق : مَشْي الحِصانِ ومَشي المَرْأَةِ كما في العُبابِ . وباطِرْقانُ بكَسْرِ الطّاءِ : ة بأَصْفهانَ منها أَبو بَكْرٍ عَبْد الواحِد ابنُ أَحْمَدَ بنِ محمَّدِ بنِ عَبْدِ الله بنِ العَباس الباطِرْقانِيّ إِمامٌ في القِراءَة والحَدِيثِ قُتِلَ بأَصْبَهان في فِتنَة الخراسانِيَّةِ سنة 421 ، أَياّمَ مَسْعودِ بنِ سبكتكِين
ومما يسْتَدْرَكُ عليه : البِطْرِيقُ بالكسرِ : لقبُ امْرئِ القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ البُهلول بنِ مازِنِ بن الأَزدِ
الطَّرْقُ : الضّرْبُ هذا هو الأصْلُ . أو الضَّرْبُ بالمِطْرَقَة بالكَسرِ للحدّادِ والصّائِغِ يطْرُق بها أي : يضْرِبُ بها وكذلك عَصا النّجّادِ التي يَضْرِبُ بها الصّوف . والطَّرْق : الصّكُّ وقد طرَقَه بكفِّه طَرْقاً : إذا صَكّه به . ومن المَجاز : الطَّرْق : الماءُ أي : ماءُ السّماءِ الّذي خوّضَتْه الإبِلُ وبالَت فيه وبعَرَتْ كالمَطْروقِ نقلَه الجوْهَريّ . عن أبي زيْد وأنشد لعَدِيّ بنِ زَيْد :
ثمّ كانَ المِزاجُ ماءَ سحابٍ ... لاجَوٍ آجِنٌ ولا مَطْروقُ قلت : وأوّله :
ودَعَوْا بالصّبوحِ يوماً فجاءَت ... قَيْنةٌ في يَمينِها إبريقُ
قدّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْنِ ال ... دّيكِ صَفَّى سُلافَها الرّاوُوقُ
مُزَّة قبْلَ مزْجِها فإذا ما ... مُزِجَتْ لَذّ طعْمُها مَنْ يَذوقُ
وطَفا فوقَها فَقاقيعُ كالْيا ... قوتِ حُمْرٌ يَزينُها التّصْفيقُ
" ثم كان المِزاج... الخ قال الجَوهريّ : ومنه قوْلُ إبراهيمَ النّخَعِيّ : الوُضوءُ بالطّرْقِ أحَبُّ إليَّ من التّيمّم . وأنشدَ الصّاغانيّ لزُهير بنِ أبي سُلْمى :
شَجَّ السُّقاةُ على ناجودِها شَبِماً ... من ماءِ لينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَِقا وقد طرَقَت الإبِلُ الماءَ : إذا بالَتْ فيه وبعَرَت وهو مَجازٌ كذا في الصِّحاح والأساسِ . وفي المُفْرَدات : طرْق الدّوابِّ الماءَ بالرِّجْلِ حتى تكدِّرَه حتى سُمِّيَ الماءُ الرّنِقُ طَرْقاً . وقالَ الراغبُ : الطّرْقُ في الأصْلِ كالضّرْبِ إلا أنّه أخصُّ ؛ لأنه وقْع بضَرْب كطَرْق الحَديد بالمِطْرقة ومنه استُعِير ضرْبُ الكاهِن بالحَصَى . وقال أبو زَيْد : الطّرْق : أن يَخُطَّ الرّجُل في الأرضِ بإصْبَعَيْن ثم بإصْبَع ويَقول : ابْنَيْ عِيانْ أسْرِعا البَيانْ . وفي الحَديث : الطِّيَرةُ والعِيافَةُ والطّرْقُ من الجِبْتِ قال ابنُ الأثير : الطّرْق : الضّرْب بالحَصَى الذي تفعَلُه النِّساءُ وقيلَ : هو الخَطُّ بالرّمْل . وقد استَطْرقتُه أنا : طَلَبْتُ منه الطّرْقَ بالحَصَى وأنْ ينْظُر لكَ فيه وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ :
" خَطَّ يَدِ المُستَطرَقِ المَسْئولِ والطَرْقُ : نتْفُ الصّوف أو الشَّعرِ أو ضرْبُه بالقَضيبِ لينْتَفِشَ قال رؤبة :
" عاذِلَ قد أولِعْتِ بالتّرْقِيشِ
" إليَّ سِرّاً فاطْرُقِي ومِيشي
قال الأزهريُّ : ومن أمثال العَرَب للّذي يخلِطُ في كَلامِه ويتفنّنُ فيه قولُهم : اطرُقي ومِيشي . فالطّرْقُ : ضرْبُ الصّوفِ بالعَصا . والمَيْشُ : خلْطُ الشّعَرِ بالصّوف وقد تقدّم في محَلِّه . وفي حَديثِ عُمَر رضيَ الله عنه أنه خرَج ذاتَ ليلةٍ يحْرُس فرأى مِصْباحاً في بيتٍ فدَنا منه فإذا عَجوز تطْرُق شَعْراً لتَغْزِلَه . واسْمُه أي : القَضيبُ الذي يُنفَشُ بهِ الصّوف المِطْرَقُ والمِطْرَقَة بكسرهما . وإنّما أطلَقَه اعتِماداً على الشّهْرةِ أو لكوْنه سَبَقَ له ضبْطُه في أوّل التّركيب . وفي الحَديث : أُنزِلَ مع آدمَ عليه السّلام المِطرَقَةُ والمِيقَعَةُ والكَلْبَتان وفي المثَل : ضرْبُك بالمِغْنَطيسِ خيْرٌ من المِطْرَقَةِ . ومن المَجاز : الطّرْقُ : الفَحْلُ الضّارب جمعه : طُرُوق وطُرّاقْ سُمِّيَ بالمَصْدَر . وأصلُ الطّرْقِ : الضِّرابُ ثم يُقالُ للضّارِب : طرْقٌ بالمَصْدَر . والمَعْنى : أنّه ذو طَرْق . ومنه قولُ عُمر رضِي الله عنه : إنّ الدّجاجَةَ لتَفْحَصُ في الرّمادِ فتضَعُ لغَيْر الفَحْلِ والبَيْضَة منسوبةٌ الى طرْقِها أي الى فحْلِها . قال الرّاعي يصِف إبِلاً :
كانتْ هَجائِنُ مُنذِرٍ ومُحرِّقٍ ... أُمّاتِهِنّ وطَرْقُهُنّ فَحيلا أي : كان ذُو طرْقها فَحْلاً فَحيلاً أي : مُنْجِباً . والطّرْقُ : الإتْيان باللّيْل كالطّروقِ فِيهِما أي : في الضِّراب والإتْيان باللّيْل . يقال : طرَقَ الفحْلُ الناقةَ يطرقُها طرْقاً وطُروقاً أي : قَعا علَيْها وضرَبَها . وفي الحَديث : نَهَى المُسافِرَ أن يأتيَ أهْلَه طُروقاً أي : لَيلاً . وكُلُّ آتٍ باللّيلِ : طارِق وقيل : أصْلُ الطُّروقِ من الطَّرْق وهو الدّقُّ وسُمِّي الآتي باللّيل طارِقاً لحاجَتِه الى دَقِّ البابِ . وطرَقَ القومَ يطرُقهم طرْقاً وطُروقاً : جاءَهم لَيلاً فهو طارِقٌ . وفي المُفرداتِ الطّارِق : السّالِكُ للطّريقِ لكن خُصَّ في التّعارف بالآتي ليْلاً فقيل : طرَقَ أهْلَه طُروقاً . والطّرْقُ : ضرْبٌ من أصوات العُود . وقال اللّيْثُ : كلُّ صوتٍ . زادَ غيرُه : أو نَغمَةٍ من العودِ ونحْوِه طرْقٌ على حِدَة . يُقال : تضْرِبُ هذِه الجارِيةُ كَذا وكذا طَرْقاً . والطّرْقُ أيضاً : ماءُ الفَحْل قال الأصمعيّ : يَقولُ الرّجلُ للرّجُل : أعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أي : ماءَه وضِرابَه وقيلَ : أصْلُ الطّرْق الضِّرابُ ثم سُمِّيَ به الماءُ . قال ابنُ سِيدَه : وقد يُسْتعارُ للإنسانِ كما قال أبو السّماك - حين قالَ له النّجاشيُّ : ما تَسْقِيني ؟ - : قال : شَرابٌ كالوَرْسِ يُطَيِّبُ النّفْس ويُكثِر الطّرْق ويُدِرُّ في العِرْق يَشُدُّ العِظامَ ويسهِّلُ للفَدْم الكَلام . وقد يجوزُ أن يكونَ الطّرْقُ وَضْعاً في الإنسانِ فلا يَكونُ مُستعاراً . ومن المجاز الطّرْق : ضعْفُ العَقْل واللِّينُ وقد طُرِقَ كعُنِيَ فهو مَطْروقٌ وسيأتي . وقال اللّيثُ : الطّرْقُ : أن يخلِطَ الكاهِن القُطنَ بالصّوفِ إذا تكهّن . وقال الأزهريّ : وقد ذكَرْنا في تفْسير الطّرْق أنّه الضَّرْبُ بالحَصى . والطّرْقُ : النّخْلَة لُغةٌ طائِيّة عن أبي حَنيفةَ وأنشد :
" كأنّه لمّا بَدا مُخايِلا
" طرْقٌ يفوتُ السُّحُقَ الأطاوِلاوالمَرّة من المَرّات طَرْق كالطَّرْقَة . وفي بعضِ النُسَخ والمَرْأة وهو غلَط . وقد اختضَبَت المرأة طَرْقاً أو طرْقَين وطَرْقَةً أو طرْقَتَين بهاءٍ أي : مرّةً أو مرّتين . ومن المَجاز : أتيتُه في النّهار طرْقَيْن وطرْقَتَيْن ويُضَمّان أي : مرّتَيْن وكذا طَرْقاً وطَرْقة أي : مرّةً . ومن المجاز : يُقال : هَذا النَّبْل طَرْقَةُ رجُلٍ واحِد أي : صَنْعَتُه . والطّرْقُ : الفَخُّ عن ابن الأعرابيّ أو شِبْهُه . وقال اللّيث : حِبالةٌ يُصادُ بها الوَحْش تُتّخَذ كالفخِّ ويُكسَر . وطَرْق : ة بأصفَهان وقد نُسِب إليها المُحدِّثون . والطّارِقُ : النّجْمُ الذي يُقال له : كوكَبُ الصُبْح نقَلَه الجوهريُّ . ومنه قولُه تَعالى : ( والسّماءِ والطّارِق ) أي : ورَبِّ السّماءِ وربِّ الطّارق سُمِّيَ به لأنه يطرُقُ باللّيلِ . وقال الراغبُ : وعبّر عن النّجم بالطّارِقِ لاختِصاص ظُهورِه باللّيْل . قال الصّاغانيّ : وتمثّلَتْ هِنْدُ بنتُ عُتْبَة بنِ رَبيعةَ رضيَ الله عنها يومَ أحُدٍ بقَوْلِ الزّرْقاءِ الإياديّة قالت يومَ أحُد تحُضّ على الحرْب :
" نحنُ بناتُ طارِقْ
" لا نَنثَني لوامِقْ
" نمْشي علَى النّمارِقْ
" المِسكُ في المَفارِقْ
" والدُّرُّ في المَخانِقْ
" إن تُقبِلوا نُعانِقْ
" أو تُدْبِروا نُفارِقْ
" فِراقَ غيرِ وامِقْ أي : نحنُ بنات سيِّدٍ شبّهَتْه بالنّجْمِ شرَفاً وعُلُوّاً . قالَ ابنُ المكرَّم مُؤلّف اللّسان : ما أعرِفُ نجْماً يُقال له : كوكَبُ الصُبْح ولا سمِعت مَنْ يذكرُه في غيرِ هذا الموضِع وتارةً يطْلُع مع الصُبحِ كوكَبٌ يُرَى مُضِيئاً وتارةً لا يَطلُع معه كوكب مضيء فإن كان قاله متجَوِّزاً في لفظِه أي : أنه في الضِّياءِ مثلُ الكوكب الذي يطْلُع مع الصُبحِ إذا اتّفَق طُلوعُ كوكبٍ مُضيء في الصُبْح وإلاّ فلا حَقيقةَ له . وقيلَ : كلُّ نجْم طارِق ؛ لأن طُلوعَه باللّيل وكُلُّ ما أتى لَيلاً فهو طارِقٌ . ومن المَجاز : طَروقَةُ الفَحْلِ : أُنثاه . يُقال : ناقَةٌ طَروقَة الفَحْل وهي التي بلغَت أن يضرِبَها الفَحْلُ وكذا المرأَةُ يُقال للزّوْج : كيفَ طضروقَتُك ؟ أي : امرأتُك ومنه الحَديث : كان يُصبِحُ جُنُباً من غير طَروقَة أي زوْجة . وكُلّ امرأة طَروقةُ زوجِها وكُلُّ ناقة طَروقَةُ فحلِها نعْتٌ لها من غير فِعْل لها . قال ابن سِيدَه : وأرَى ذلك مُستعاراً للنّساء كما استعارَ أبو السّماك الطَّرْق في الإنسان كما تقدّم . وفي حَديثِ الزّكاةِ في فَرائِضِ الإبل : فإذا بلغَت الإبِلُ كذا فَفيها حِقّةٌ طَروقَةُ الفَحْلِ المَعْنى : فيها ناقَةٌ حِقّةٌ يطرُقُ الفَحلُ مثلَها أي : يضرِبُها ويَعْلو مثلَها في سِنّها وهي فَعولَةٌ بمعنى مَفعولة أي : مرْكوبة للفَحْلِ ويُقالُ للقَلوص التي بلَغَت الضِّراب وأربّت بالفَحْلِ فاخْتارَها الشُّوَّلِ : هي طَروقَتُه . والمِطْرَقُ كمِنْبَر : اسم ناقَةٍ أو بَعير والأسبَقُ أنّه اسمُ بَعير قال :
" يتْبَعْن جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ وأبو لِيْنَة بكَسْر اللامِ وسُكون التّحْتيّة وفي بعضِ الأصول بالموحَّدة والأولَى الصّواب : النّضْر بنُ مِطْرَق أبي مريم مُحدِّثٌ كوفِيٌّ رَوى عنه مروانُ بنُ مُعاويةَ الفَزاريُّ أوردَه الحافِظُ هكذا في التّبْصير في مِطْرَق . وقال مرّة في لِينَة أبو لِينَة النّضْر بن أبي مرْيم شيخ وَكِيع . والطّارِقةُ : سَريرٌ صَغيرٌ يسَعُ الواحِدَ عن ابنِ دُرَيْد . والطارِقَةُ : عَشيرةُ الرّجُل وفَخذُه . قال عَمرو بنُ أحْمَر الباهِليّ :
شكَوتُ ذَهابَ طارِقَتي إليه ... وطارِقَتي بأكنافِ الدّروبِ وقال اللّيثُ : الطارِقيّة : قِلادَةٌ ونصُّ العَيْنِ : ضرْبٌ من القَلائِدِ . وقال الأصمعي : رجل مَطْروقٌ : فيه رَخاوَةٌ قال غيرُه : ضعْفٌ ولين وهو مجازٌ . قال ابنُ أحمَرَ يُخاطِبُ امرأتَه :
ولا تَصِلي بمَطْروقٍ إذا ما ... سَرى في القَوْمِ أصْبَحَ مُسْتَكيناوقال الرّاغبُ : رجُلٌ مَطْروقٌ : فيه لِينٌ واستِرخاءٌ من قولِهم : هو مَطْروق أي : أصابَتْه حادِثَةٌ كنفَته أو لأنّه مصْروف كقوْلِك : مقْروع أو مدَوَّخٌ أو من قولِهم : ناقَةٌ مطْروقَة تَشْبيهاً بها في الذِّلّة . والمَطروق من الكَلأ : ما ضَرَبَه المطَرُ بعدَ يُبْسِه كذا في المُحيط واللِّسان . وقال النّضْرُ : نَعجَة مَطروقَة وهي التي وُسِمَتْ بالنّارِ على وسَطِ أذُنِها من ظاهِرٍ . وذلِك الطِّراق ككِتاب وهُما طِراقان وإنّما هو خطٌّ أبيضُ بنارٍ كأنّما هو جادّة . وقد طرَقْناها نطْرُقها طرْقاً . والمِيسَمُ الذي في موضِع الطِّراق له حُروفٌ صِغار فأما الطّابِع فهو مِيسَم الفَرائض . والطِّرْقُ بالكسْر : الشّحْمُ هذا هو الأصل . وقد يُكْنَى به عن القوّة لأنّها أكثرُ ما تَكون عنه . ومنه قولُهم : ما به طِرْقٌ أي : قوةٌ . وجمعُ الطِّرْق أطْراقٌ قال المَرّارُ الفَقْعَسيُّ :
وقد بلّغْنَ بالأطْراقِ حتّى ... أُذيعَ الطِّرقُ وانْكفَتَ الثّميلُ وقال أبو حَنيفَة : الطِّرْق : السِّمَنَ . يُقال : هذا بَعيرٌ ما به طِرْقٌ أي : سِمَنٌ وشحم . وأما الحَديث : لا أرى أحداً به طِرْقٌ فيتخلّف فقِيلَ : القوّة وقِيل : الشّحْم . وأكثرُ ما يُستَعْمَلُ في النّفْي . وفي حَديثِ ابنِ الزُبَير : وليس للشّارِب إلا الرّنْقُ والطّرْقُ . والطُّرْقُ بالضّمّ : جمْع طريقٍ وطِراق كأميرٍ وكِتاب ويأتي معْناهما قريباً . وقال ابنُ عبّاد : الطُّرْقَةُ بالضّم : الظُلْمَة يقال : جِئتُه في طُرْقَةِ اللّيْل . قال : والطُّرْقَة أيضاً الطّمَعُ ونصُّ المُحيط : المَطْمَع . يُقال : إنّه لطُرْقَةٌ : ما يُحسِن يُطاقُ من حُمْقِه . قال ابنُ الأعرابي : ويُقال : في فُانٍ تَوْضيعٌ وطرْقة : إذا كان فيه تخْنيثٌ وهو قَريبٌ من قوْلِ ابنِ عبّاد : المطْمَع . والطُّرْقَة : الأحمَقُ . والطُّرْقَة أيضاً : حِجارةٌ مُطارِقة بعضُها فوقَ بعْض . قال رؤبة :
" سَوّى مَساحِيهنّ تَقْطيطَ الحُقَقْ
" تَفْليلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ الطُّرَقْ والطُّرْقَة : العادَة . يُقال : مازالَ ذلك طُرْقَتَك أي : دأبَك . وأنشدَ شَمِرٌ قولَ لَبيد :
فإن تُسهِلوا فالسّهْل حظِّي وطُرْقَتي ... وإن تُحزِنوا أركَبْ بهم كُلَّ مرْكَبِ والطُّرْقَة : الطّريقُ . والطُرقَة : الطّريقَة الى الشيءِ والطُرْقَة أيضاً : هي الطّريقَة في الأشياءِ المُطارِقَة بعضها على بعض ويُكْسَر . والطُرْقَة : الأُسْروعُ في القَوس أو الطّرائقُ في القوْس شيءٌ واحِدٌ فأوْ هُنا ليست للتّنويع . ج : كصُرَد مثل : غُرْفَة وغُرَف . والطَّرَقَ مُحرَّكة : ثِنْيُ القِرْبَة والجَمْع أطْراق وهي أثناؤُها إذا تخنّثَتْ وتثنّت . وقال الفرّاءُ : الطَّرَق : ضعْفٌ في رُكْبَتَي البَعير . وقال غيرُه : في الرُكْبَةِ واليَد يكونُ في النّاس والإبِل . أو الطّرَقُ : اعْوِجاجٌ في ساقِه أي : البَعير من غيرِ فحَجٍ وهذا قولُ اللّيْث . وقد طرِقَ كفرِح فهو أطْرَقُ بيّنُ الطّرَق وهي طَرْقاءُ . وقولُ بِشْرٍ :
تَرى الطَّرَقَ المُعبَّدَ في يَدَيْها ... لكَذّانِ الإكامِ به انْتِضالُ يعني بالطَّرَق المُعبَّد المُذَلَّلِ يُريد لِيناً في يَدَيها ليس فيه جَسْوٌ ولا يُبْسٌ . وقال أبو عُبيد : الطّرَق : أن يكونَ ريشُ الطّائرِ بعضُها فوقَ بعْض . وأنشَد أبو حاتِم في كِتاب الطّيْر للفضْلِ بنِ عبْد الرّحمن الهاشِميّ أو ابنِ عبّاس على الشّكِّ وقال ابنُ الكَلْبيِّ في الجَمْهَرة : الشّعر للعَبّاس بن يَزيد بنِ الأسوَد بنِ سَلَمة بنِ حُجْر بنِ وهْب :
أمّا القَطاةُ فإني سوف أنْعَتُها ... نعْتاً يوافِق نعْتي بعضَ ما فِيها
سَكّاءُ مخْطومَةٌ في ريشِها طرَقٌ ... سُودٌ قوادِمُها كُدْرٌ خوافِيها
تمْشي كمشْي فَتاةِ الحَيّ مُسرِعةً ... حِذارَ قَرْم الى شرٍّ يوافِيها
تَسْقي الفِراخَ بأفواهٍ مُزيّنةٍ ... مثْل القَواريرِ شُدّتْ في أعالِيها ويُقال : طائرٌ في ريشه طرَقٌ أي : لِينٌ واستِرخاءٌ كما في الأساس . والطّرَق : مَناقِعُ المِياه تكونُ في حَجائرِ الأرض وبه فُسِّر قولُ رؤبَة :
" قوارِباً من واحِفٍ بعدَ العَبَقْ
" للعِدّ إذْ أخلَفَها ماءُ الطَّرَقْوالطَّرَق : ماءٌ قُربَ الوَقبى على خمْسةِ أميال منه . والطَّرَق جمْع طرَقَة مُحرَّكة أيضاً لحِبالَةِ الصّائِد ذات الكِفَفِ نقَله الجوهريّ . قال : والطَّرَقَةُ : آثارُ الإبِل بعضُها في إثْر بعْض . يقالُ : جاءَت الإبِلُ على طرَقَةٍ واحِدةٍ وعلى خُفٍّ واحدٍ أي : على أثَرٍ واحد . ورَوى أبو تُرابٍ عن بعضِ بَني كِلابٍ : مررْتُ على عَرَقَةِ الإبِل وطرَقَتِها أي : على أثَرها . وأطْراقُ البَطْن : ما رُكِّبَ بعضُه على بعْض وتغضّن جمع طرَق بالتّحريك . والأطْراقُ من القِرْبَة : أثناؤُها إذا تثنّت وتخنّثَت . وهذا قد تقدّم مُفردُه قريباً والتّفْريقُ بين المُفْردِ وجمْعِه ليس من دَأبِ الكُمَّل فتأمّل . وقال اللّيْثُ : الطِّراق ككِتاب : الحَديدُ الذي يُعرَّضُ ثم يُدارُ فيُجْعَلُ بيْضَةً ونحْوَها كالسّاعِدِ ونحوِه . وكُلّ خَصيفَة وفي العباب : كُلّ خَصْفة يُخْصَفُ بها النّعْل ويكونُ حذْوُها سَواءً طِراقٌ . قال الشّمّاخُ يصِفُ الحُمُر :
حَذاها من الصّيْداءِ نعْلاً طِراقُها ... حَوامِي الكُراعِ المؤْيَداتِ العَشاوِزُ وكُلُّ صيغَةٍ علَى حذْوٍ : طِراقٌ هكذا في النُسَخ . وفي الصِّحاح : وكُلُّ خَصيفَةٍ . والذي في اللّسان . وكلّ طبَقَة على حِدَة طِراقٌ . وفي العُباب : وكلّ قَبيلَة من البَيْضَة على حِيالِها طِراقٌ . وجِلْدُ النّعْل : طِراقُها إذا عُزِلَ عنها الشِّراكُ . قال الحارِثُ بنُ حِلّزةَ اليَشْكُريّ :
وطِراقٌ من خلْفِهنّ طِراقٌ ... ساقِطاتٌ أوْدَتْ بها الصّحْراءُ يعني أنّها قد سقَطت هذه النّعالُ عنها يعْني نِعالَ الإبِل فأنْتَ ترى القِطعةَ بعْدَ القِطْعةِ قطّعَتْها الصّحراءُ . والطِّراقُ أيضاً : أن يُقوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدارِ التُرْس فيُلزَقَ بالتُّرْس ويُطْرَقَ . والطّريق : السّبيلُ م مَعروف يُذكّر ويؤنَّث . يُقال : الطّريقُ الأعْظَم والطّريقُ العُظْمى وكذلك السّبيل . قال شيخُنا : وظاهِرُه أنّ التّذكيرَ هو الأصلُ والتّأنيثُ مرْجوحٌ والصّوابُ العَكْس ؛ فإنّ المشهورَ في الطّريق هو التّأْنيث والتّذكيرُ مرْجوح خِلاف ما يوهِمُه المصنِّف . قلت : والذي صرّح به الصّاغانيّ أن التّذكيرَ أكثرُ فتأمّل ذلك . قال الراغبُ : وقد استُعيرَ عن الطريق كُلّ مسْلَكٍ يسْلُكه الإنسانُ في فِعْلٍ محْموداً كان أو مذْموماً وشاهِد التّذكير قولُه تعالى : ( فاضْرِبْ لهُم طَريقاً في البَحْر يَبَساً ) وقولهم : بَنو فُلان يطؤهُم الطّريقُ . قال سيبَوَيْه : إنّما هو على سَعَةِ الكَلامِ أي : أهْل الطّريقِ وقيلَ : الطّريقُ هنا السّابِلة فعلَى هذا ليس في الكَلامِ حذْفٌ . وأنشدَ ابنُ بَرّيّ لشاعر :
يَطَأُ الطّريقُ بيوتَهم بعِيالِه ... والنّآرُ تحْجُبُ والوجوهُ تُذالُ فجعَل الطّريقَ يطَأُ بعِيالِه بيوتَهم وإنما يطأ بيوتَهم أهلُ الطّريق . ج : أطْرُقٌ كيَمين وأيمُن هذا على التّأْنيث وطُرُقٌ بضمّتَيْن كنَذير ونُذُر وأطْرِقاء كنَصيب وأنْصِباء وأطْرِقَة كرَغيف وأرْغِفَة وهذا على التّذْكير . ومنه قولُ الأعشى :
فلمّا جزَمْتُ بهِ قِرْبَتي ... تيمّمْتُ أطْرِقَةً أو خَلِيفا وفي الحَديث : أنّ الشّيطان قعَدَ لابنِ آدم بأطْرُِقة . وجج : جمْع الجمع طُرُقات بضمّتَيْن جمع طُرُق . وقال ابنُ السّكِّيت : الطّريقَة بهاءٍ : النّخلَة الطّويلَة بلُغَةِ أهْلِ اليَمامةِ . وقيل : هي المَلْساءُ منها وقيلَ : التي تُنالُ باليَدى ج : طَرِيق . قال الأعشى :
طريقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أصولُهُ ... عليه أبابيلٌ من الطّير تنْعَبُوالطّريقَة : الحالُ . تقول : فُلانٌ على طَريقةٍ حسَنة وعلى طَريقَة سيّئة . والطّريقَة : عَمودُ المِظلّةِ والخِباء . ومن المَجاز : الطّريقة : شَريفُ القوْم وأمثَلُهُم للواحِد والجَمْع . يُقال : هذا رجُلٌ طَريقَةُ قومِه وهؤلاءِ طريقَة قومِهم . وقد يُجْمَع طَرائِقَ فيُقال : هؤلاءِ طرائقُ قومِهم للرِّجال الأشْرافِ حكاهُ يعْقوب عن الفَرّاءِ . وفي اللِّسان قوله تعالى : ( ويذْهَبا بطَريقَتِكُم المُثْلى ) جاءَ في التّفسير أنّ الطّريقَةَ : الرّجالُ الأشرافُ مَعناه بجماعَتِكُم الأشْراف أي : هذا الذي يبْتَغي أنْ يجعَلَه قومُه قُدْوَةً ويسْلُكوا طريقَتَه . وقال الزّجّاج : عِندي - والله أعلم - أن هذا على الحَذْف أي : ويَذْهَبا بأهْل طَريقَتِكم المُثْلى . وقال الأخْفَش : بطَريقَتِكم المُثْلى أي : بسُنّتِكم ودينِكم وما أنتُم عليه . وقال الفَرّاء : ( كُنّا طرائِقَ قِدَدا ) أي : فرقاً مُختلفةً أهْواؤُنا . وقولُه تَعالَى : ( وأنْ لوِ اسْتَقاموا علَى الطّريقَةِ ) قال الفَرّاءُ : على طَريقَةِ الشِّرْك . وقال غيرُه : على طَريقَة الهُدَى . وجاءَت مُعرَّفَةً بالألفِ واللام على التّفخيمِ كما قالوا : العُودُ للمَنْدَل وإن كان كُلُّ شجَرة عوداً . وقال اللّيث : الطّريقَة : كُلُّ أُحْدورَة من الأرْض أو صَنِفَةٍ من الثّوب أو شَيءٍ مُلزَق بعضُه على بعْض وكذلك من الألْوان . والسّمواتُ سَبْعُ طَرائقَ بعْضُها فوقَ بعض . والطّريقَة : الخَطُّ في الشّيءِ وطرائِقُ البَيْضِ : خُطوطُه التي تُسمّى الحُبُكَ . والطّريقَة : نَسيجَةٌ تُنْسَجُ من صُوف أو شَعْر في عرْضِ ذِراعٍ أو أقلّ وطولُها أربعةُ أذرُعٍ أو ثَمان أذْرُعٍ على قَدْرِ عِظَم البيتِ وصِغَرِه فتُخيَّطُ في مُلتَقَى الشِّقاقِ من الكِسرِ الى الكِسْر وفيها تكونُ رؤوس العُمُد وبينَها وبيْنَ الطّرائقِ ألْبادٌ تكونُ فيها أنوفُ العُمُدِ لئلاّ تخرِقَ الطّرائِق . وقال اللِّحْيانيّ : ثوبٌ طَرائِقُ ورعابِيلُ أي : خلَقٌ . قال : والطِّرِّيقة كسِكّينة : الرّخاوةُ واللّين . ومنه المَثَل : إنّ تحْت طِرّيقَتِك عِنْدَأْوَة أي إنّ تحت سُكوتِك لَنزوَة وطِماحاً . يُقال ذلك للمُطرِقِ المُطاول ليأتيَ بداهِية ويشُدَّ شَدّةَ ليْث غير مُتّقٍ وقيل : معْناه : إنّ في لِينِه وانْقِيادِه أحْياناً بعضُ العُسْر . والعِنْدَأْوَة : أدْهى الدّواهي . وقيل : هو المَكْر والخَديعة . وقد ذُكِر في : ع ن د . وقال شيخُنا : هو من الإحالاتِ الغَيْر الصّحيحة ؛ فإنّه إنما ذَكَر في عند أنّ عندأْوةَ تقدّم في باب الهمزَة ولا ذكَر المَثَل هناك ولا تعرّضَ له ؛ نعم ذكره في باب الهَمْزة فتأمّل ذلك . والطِّرِّيقَة : السّهْلَة من الأراضي كأنّها قد طُرِقَت أي : ذُلِّلَتْ ودِيسَتْ بالأرْجُل . ومِطْراقُ الشّيءِ كمِحْراب : تِلْوُهُ ونَظيرُه . ويُقال : هذا مِطْراقُ هذا أي : مثلُه وشِبْهُه . وأنشَدَ الأصمعيُّ :
فاتَ البُغاةَ أبو البَيْداءِ مُحْتَزِما ... ولم يُغادِرْ له في النّاسِ مِطْراقا والمَطاريقُ : القومُ المُشاةُ لا دَوابَّ لهم واحِدُهم مُطْرِق . هذا قول أبي عُبيد وهو نادِرٌ إلا أن يكونَ جمْع مِطْراقٍ . وقال خالِدُ بنُ جنْبَةَ : المُطْرِقُ من الطّرْق وهو سُرْعَةُ المَشْي . قال الأزهريّ : ومِنْ هذا قيلَ للرّاجِلِ : مُطْرِق وجمعُه مَطاريقُ . والمَطاريقُ : الإبل يتْبَع بعضُها بعضاً إذا قرُبَت من الماء . يُقال : جاءَ القومُ مَطاريقَ : إذا جاءوا مُشاةً . وجاءَت الإبِلُ مَطاريقَ يا هذا : إذا جاءَ بعضُها في إثْرِ بعْضٍ والواحِدُ مِطْراقٌ . وقال الرّاغِبُ : وباعْتِبار الطّريق قيلَ : جاءَت الإبِلُ مَطاريق أي : جاءَت في طَريقٍ واحِدٍ . وطرِق كسَمِع : شرِبَ الماءَ المَطْروقَ أي : الكَدِرَ نقَله الصّاغانيّ . وأُمُّ طُرَّيْقٍ كقُبَّيْطٍ : الضَّبُع إذا دخَل الرّجُلُ عليها وِجارَها قال : أطْرِقِي أمَّ طُرَّيْق ليست الضَّبُعُ ها هنا هكذا قيّده الصّاغاني ونقلَه عن اللّيث . والذي في العَيْن : أمّ الطَّرِيق كأمِير وأنْشَدَ قولَ الأخطَل :
يُغادِرْنَ عصْبَ الوالِقِيِّ وناصِحٍ ... تخُصُّ به أمُّ الطّرِيق عِيالَهاوفسّره بالضَّبُع وذكَر العِبارَة التي أسلفْناها وقد أخْطأَ الصاغانيُّ في الضّبْط وقلّدَه المُصنِّف على عادتِه . والطِّرِّيق كسِكّيتٍ : الكَثيرُ الإطْراقِ من الرِّجال نقله الليْثُ . وفي التّهْذيب : الكرَوانُ الذّكَر يقال له : طِرِّيقٌ لأنّه إذا رأى الرّجُلَ سقَطَ وأطْرق . وفي العَيْن : يُقال له : أطْرِق كَرَا فيسْقُط مُطْرِقاً فيُؤخَذ . وزعم أبو خَيْرَة أنهم إذا صادُوه فرأوْه من بَعيد أطافوا به . ويَقولُ أحدُهم : أطْرِق كَرا إنّك لا تُرَى حتى يُتمَكَّنَ منه فيُلْقَى عليه ثوباً فيأخُذَه . وفي المثَل : أطْرِقْ كَرا إنّ النّعامَةَ في القُرَى يُضرَبُ مثَلاً للمُعْجَب بنَفْسِه كما يُقال : فغُضَّ الطَّرْفَ . والأُطَيْرِق والطُّرَيْق كأُحَيْمِر وزُبَيْر : نخْلة حِجازيّة تبَكِّر بالحَمْلِ صَفْراء الثّمرة والبُسْرة حكاه أبو حَنيفة . وقال مرّة : الأُطَيْرقُ : ضرْبٌ من النّخْلِ وهو أبكَرُ نخْلِ الحِجازِ كُلِّه وسمّاها بعضُ الشُعراء الطُّرَيْقِين والأُطَيْرِقين قال :
" ألا تَرَى إلى عَطايا الرّحْمَنْ
" من الطُّرَيْقِينَ وأمِّ جِرْذانْ قال أبو حَنيفَة : يُريدُ بالطّرَيْقِينَ جمعَ الطُّرَيْق . وأطْرَقَ الرجلُ إطراقاً : إذا سَكَت وخصّ بعضُهم إذا كان عنْ فَرَقٍ . وقال ابنُ السِّكّيت : إذا سكَت ولم يتكلّم وفي حديثِ نظَرِ الفَجْأة : أطْرِقْ بَصرَك هو أن يُقبِلَ ببصره الى صَدْره ويسْكُتَ ساكِناً . وفي حَديث آخر : فأطرَقَ ساعةً أي : سكَتَ . وقيل : أطْرَقَ : أرخَى عينَيْه ينْظُر الى الأرض وقد يكونُ ذلك خِلْقَةً . قال أبو عبيد : ويكونُ الإطْراقُ الاستِرْخاءَ في الجُفون كقَوْل أخي الشّمّاخِ يرْثي سيِّدَنا عُمَرَ رضي اللهُ عنه :
وما كُنْتُ أخْشى أن تكونَ وَفاتُه ... بكفَّيْ سَبَنْتَى أزْرَقِ العيْنِ مُطْرِقِ وقال الرّاغِبُ : أطْرقَ فُلانٌ : أغْضى كأنّه صارتْ عينُه طارِقَةً للأرضِ أي : ضارِبةً لها كالضّرْبِ بالمِطْرَقَة وأطرَقَ فُلاناً فحْلَه : أعارَه إيّاه ليضْرِبَ في إبِله . يُقال : أطْرِقْني فحْلَك . وفي الحديث : ومن حقِّها إطْراقُ فحْلِها أي : إعارتها للضِّراب وكذلِك أضْرَبَه فحْلَه . ومن المَجاز : أطْرَقَ الى اللّهْو إطْراقاً : مالَ إليه عن ابن الأعرابيّ . وأطْرَق الليلُ علَيه : ركِب بعضُه بعْضاً هكذا في سائر النُسَخ . والصّواب اطّرقَ عليه اللّيلُ على افْتَعَل كما في العُبابِ واللِّسان . وكذا قولُه : اطّرَقت الإبلُ على افْتَعل : إذا تبِع بعضُها بعْضاً كما يُفهَم من سِياقِ العُباب واللِّسان على أنّ في عِبارة الصِّحاح ما يوهِم أنّه أطرَقَت الإبلُ كأكْرَمت . وأطْرِقا كأمْرِ الاثْنَيْن من أطْرَقَ كأكْرَم : د نقَله الأصمَعيُّ عن أبي عمْرو بنِ العَلاءِ . قال نَرى أنه سُمّي بقوْلِه : أطْرِق أي : اسكُت . وذلك أنّهم كانوا ثَلاثةَ نفَرٍ بأطْرِقا وهو موضِعٌ فسَمِعوا صوْتاً فقال أحدُهم لصاحِبَيْه : أطْرِقا أي : اسْكتا فسُمّي به البَلدُ . وفي التّهْذيب فسُمّي به المُكان . ومنه قول أبي ذُؤيْب الهُذْلي :
على أطْرِقا بَالِياتُ الخِيا ... مِ إلاّ الثُّمامُ وإلاّ العِصيُّ وصرّح أبو عُبَيْد البَكْريّ في مُعجَم ما استَعْجَم أن أطْرِقا : موضِعٌ بالحِجاز ويدلُّ لذلك أيضاً قولُ عبدِ الله بنِ أميّة بنِ المُغيرة المَخْزوميّ يُخاطِبُ بَني كعْبِ بنِ عَمْرو من خُزاعةَ وكان يُطالِبُهم بدَم الوَليدِ بنِ المُغيرة أبي خالدِ بنِ الوَليد :
إنّي زَعيمٌ أن تَسيروا وتهرُبوا ... وأن تَتْرُكوا الظّهْرَ أن تَعوي ثَعالِبُهْ
وأن تَتْرُكوا ماءً بجِزْعَةِ أطْرِقا ... وأن تسْلُكوا أيّ الأراك أطايِبُهْفإنّه ذكرَ الظّهْرانَ وهو من ضَواحي مكّة وهُناك منازِلُ كعْبٍ من خُزاحةَ فيكونُ أطرِقا أيضاً من مَنازِلِهم بتِلْكَ النّواحي . أو هو هُناك من مَنازِلِ هُذَيلٍ ؛ لأنه جاءَ ذكرُه في شِعرِهم . وقال ابنُ بَرّي : من رَوَى الثُّمامَ بالنّصْب جعلَه استِثْناءً من الخِيامِ ؛ لأنّها في المَعْنى فاعلُه كأنّه قال : بالياتٌ خِيامُها إلاّ الثُّمام لأنهم كانوا يُظلِّلون به خِيامَهم ومن رفَع جعلَه صِفَةً للخيام كأنّه قال : بالِية خِيامُها غيْرُ الثُّمام على المَوْضِع . وأفعِلا مَقْصور بِناءٌ قد نفاه سيبَوَيْهِ حتى قال بعضُهم : إنّ أطْرِقا في هذا البيت أصلُه أطرِقاء : جمْع طَريقٍ بلغة هُذَيل ثم قصَر الممْدود واستدلّ بقول الآخر :
" تيمّمتُ أطرِقَةً أو خَليفَا ذهَبَ هذا المُعلِّلُ الى أن العَلامَتَيْن يعْتَقِبان . وقال الصّاغانيّ : ورُوِي : عَلا أطْرُقاً : جمْع طَريق أي : عَلا السّيلُ أطرُقاً . وقال ياقوتُ في مُعْجَمِه : وللنّحْويّين كلامٌ لهم فيه صناعة - قال أبو الفتْح : ويُرْوَى : عَلا أطْرُقاً فَعَلا : فِعْلٌ ماضٍ وأطْرُق : جمْعُ طَريقٍ فمَنْ أنّث جمَعَه على أطْرُق مثل : عَناقٍ وأعنُق ومن ذكّر جمَعَه على أطْرِقاء كصَديقٍ وأصدِقاء فيكونُ قد قصَره ضَرورة . ويُقال : لا أطْرقَ اللهُ عليه : أي لا صَيّرَ اللهُ له ما ينكِحُه وهو مَجاز . والمُطرِقُ كمُحْسِن : اسمُ وَاد وأنشد أبو زيْد :
" حيثُ تحجّى مُطرِقٌ بالفَالِقِ وقال امرؤ القَيْس :
على إثْرِ حيِّ عامِدينَ لنِيّةٍ ... فحَلّوا العَقيقَ أو ثَنيّةَ مُطرِقِ والمُطْرِق : الرّجُلُ الوَضيعُ أي : في النّسَب أو الحسَب وهو مَجاز . وأبو مَرْيَمَ مُطرِقٌ : والِدُ النّضْر الكوفيِّ المحدِّث وهو أبو لَيْنَة الذي قدّك ذكره في أول التّركيب وهو تَكْرار مُخِلٌّ فلْيُتنَبّه لذلِك . والمَجَانُّ المُطْرَقَة كمُكْرَمة : التي يُطْرَقُ بعضُها على بعْض كالنّعْلِ المُطْرَقَة المخْصوفَة . ويُقال : أُطْرِقَت بالجِلْد والعصَب أي : أُلبِسَت وتُرْسٌ مُطْرَقٌ . والذي جاءَ في الحَديث : كأنّ وجوهَهم المَجَانُّ المُطْرَقة أي : التِّراس التي أُلِسَت العَقَب شيْئاً فوقَ شَيءٍ أرادَ أنّهم عِراضُ الوجوه غِلاظُها . ويُرْوَى : المُطَرَّقة بالتّشْديد كمُعَظَّمة للتّكْثير والأول أشهَر . وقال الأصمعيّ : طرَّقَتِ القَطاةُ خاصّةً تَطْريقاً قال أبو عُبَيد : لا يُقال ذلِك في غيْرِ القَطاةِ : إذا حانَ خُروجُ بيضِها . قال المُمَزّق العَبْدي واسمُه شأسُ بنُ نَهار :
وقد تخِذَتْ رِجْلي الى جنْبِ غَرْزِها ... نَسيفاً كأفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أنشده أبو عَمْرو بنُ العَلاء . قال : وطرّقَت الناقَةُ بولَدِها : إذا نشِبَ ولم يسْهُل خُروجُه وكذلِك المرأة قال أوسُ بنُ حَجَر :
لها صرْخَةٌ ثم إسْكاتَةٌ ... كما طرّقَتْ بنِفاسٍ بِكُرْ وقال الرّاجزُ :
" إنّ بَني فَزارة بنِ ذُبْيانْ
" قد طرّقَت ناقَتُهم بإنْسانْ قد تقدّم في حدب . وحكي أن قائلةً قالتْ عندَ وِلادَة امرأة يُقال لها سَحاب :
" أيا سَحابُ طرِّقي بخَيْرِ
" وطرِّقي بخُصْيَةٍ وأيْرِ
" ولا تُرينا طرَفَ البُظَيْرِ وقال الليثُ : طرّقت المرأةُ وكُلُّ حامل تُطرِّقُ : إذا خرَجَ من الوَلدِ نِصْفُه ثم نشِبَ فيُقال : طرّقَت ثمّ خلُصَت . قال الأزهَريّ : وغيرُه يجعَلُ التّطْريقَ للقَطاة : إذا فحَصَت للبَيْض كأنّها تجعَلُ له طَريقاً قاله أبو الهيْثَم وجائِزٌ أن يُسْتَعارَ فيُجْعَلَ لغيْرِ القَطاةِ ومنه قولُه :
" قد طرّقَتْ ببِكْرِها أمُّ طَبَقْيعني : الدّاهِية . ومن المَجاز : طرَّقَ فُلانٌ بحَقّي : إذا كان قد جحَدَه ثمّ أقرّ به بعد ذلك . ويُقال : طرّقَ الإبلَ تَطْريقاً : إذا حبَسَها عن الكَلأ أو غيْرِه ولا يُقال في غيْر ذلك إلاّ أن يُسْتَعارَ قاله أبو زيْد . قال شَمِرٌ : لا أعرفُ ما قالَ أبو زيْد في طرَّقْت بالقافِ : وقال ابنُ الأعرابيّ : طرَّفْت بالفاءِ إذا طرَدَه . وطرّق لَها : إذا جعَل لها طَريقاً . ويقال : طرّقَ طَريقاً : إذا سهّلَه حتى طرَقه النّاسُ بسَيْرِهم وقولُهم : لا تُطرِّقوا المَساجِدَ أي : لا تجعَلوها طُرُقاً . ومن المَجاز : استَطْرَقَه فحْلاً إذا طلَبَه منه ليَطْرُقَ أي : ليَضْرِبَ في إبِلِه وكذلك استَضْرَبه . واطّرَقَت الإبِلُ كافْتَعَلَتْ : إذا ذهَبَ بعضُها في إثْرِ بعْض كتَطارَقَت . وقيلَ : اطّرَقَتْ : إذا تفرّقَتْ على الطُّرُقِ وترَكَت الجوادَّ . وأنشدَ الأصمعيّ يصِفُ الإبلَ :
" جاءَنا مَعاً واطّرَقَتْ شَتيتا
" وترَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا
" قد كادَ لمّا نامَ أنْ يَموتا
" وهي تُثيرُ ساطِعاً سِخْتِيتا يَقولُ : جاءَت مُجْتَمِعةً وذهبَت متفرِّقة . قلتُ : وهو قولُ رؤبةَ . ويُقال : تطارَقَت الإبِلُ : إذا جاءَتْ على خُفٍّ واحِد . وطارَقَ الرجلُ بيْن ثوْبَيْن : إذا طابَقَ بينهما . وظاهِرُ ذلِك إذا لبِسَ أحدَهُما على الآخر . وطارَق بيْنَ نعْلَيْن : إذا خَصَفَ إحْداهُما على الأخْرَى . وقال الأصْمَعيّ : طارَقَ الرجلُ نعْلَيْه : إذا أطْبَق نعْلاً على نعْلٍ فخُرِزَتا وهو الطِّرّاق . ونعْلٌ مُطارَقَةٌ : مخْصوفةٌ . والطِّرْياقُ كجِرْيال وهذه عن أبي حَنيفة والطِّرّاق مُشَدَّداً مع كسْرِ أوله : لُغَتان في التِّرْياق وكذلك الدِّرْياق وقد تقدّم في مَحلّه . ومما يُسْتَدرَك عليه : الطُّرّاق : المتَكَهِّنون وهنّ الطّوارِقُ . قال لَبيد :
لعَمْرُكَ ما تَدْري الطّوارِقُ بالحَصَى ... ولا زاجِراتُ الطّيْرِ ما اللهُ صانِعُ كما في الصِّحاح . وضرَبَه بالمَطارِقِ جمع مِطْرَقَة وهي عصاً صَغيرةٌ . وطرَقَ البابَ طرْقاً : دقّه وقرَعَه . ومنه سُمّي الآتي باللّيلِ طارِقاً . وطارَقَ الكلامَ وماشَه ونفَشه : إذا تفنّن فيه وهو مَجاز . واستَطْرَقَه : طلَب منه الطّريقَ في حدٍّ من حُدوده . والمُستَطْرَق : مجازُ السِّكّة . والطَّرْق بالفَتح : المَنِيُّ وهو مَجازٌ . وناقَةٌ مِطْراقٌ : قَريبة العَهْد بطَرْقِ الفَحْلِ إياها . والطِّراقُ بالكَسْر : الضِّراب . قال شَمِر : ويُقال للفَحْلِ : مُطْرِقٌ وأنشد :
يَهَب النّجيبَةَ والنّجيبَ إذا شَتا ... والبازِلَ الكَوْماءَ مثلَ المُطْرِقِ وقال تَيْم :
وهل تُبْلِغَنّي حيثُ كانَتْ ديارُها ... جُماليّة كالفَحْلِ وجْناءُ مُطْرِقُ ؟ قال : ويكونُ المُطْرِقُ من الإطْراق أي : لا تَرْغو ولا تضِجُّ . وقال خالِدُ بنُ جَنْبة : مُطرِقٌ من الطّرْقِ وهو سُرعَةُ المَشْي . وفي حَديث عليّ رضيَ الله عنه : إنّها حارِقَةٌ طارِقَةٌ أي : طرَقَتْ بخَيْر . وجمْعُ الطّارِقة الطّوارِق وجمع الطّارِق أطْراق كناصِر وأنصار وقال ابنُ الزُبَيْر :
أبتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد ... وعاودها بعْضُ أطْراقِها
وسهّدَها بعدَ نوْم العِشاء ... تذكُّرُ نَبْلي وأفواقِها كَنى بنَبْلِه عن الأقارِب والأهْل . ويُقال : طرَقَه الزمانُ بنوائِبه ونَعوذُ بالله من طَوارقِ السّوءِ . وقال الرّاغبُ : كَنَى عن الحَوادِثِ ليْلاً بالطّوارِق . وطرَقَ فلانٌ : قصَد ليلاً بالطَّوارِق قال الشّاعر :
كأنّي أنا المَطْروقُ دونَك بالّذي ... طُرِقْتَ بهِ دونِي وعَيْنيَ تهْمِلُ ورجلٌ طُرَقة كهُمَزَة : إذا كان يَسْري حتّى يطْرُقَ أهلَه ليلاً وهو مَجاز . والطَّرْقة بالفتح والطِّراق ككِتاب والطِّرِّيقة كسِكّينة : الاسْتِرخاءُ والتّكَسُّر والضّعْفُ في الرِّجْل . والطَّرَق مُحرَّكة : المُذَلَّل . وأيضاً : الماءُ المُجتَمِعُ قد خِيضَ فيه وبيلَ فكَدِرَ والجمعُ أطْراقٌ . وامرأة مَطْروقة ضعيفة ليست بمذَكَّرة . وطائر طِراقُ الريش : إذا ركِبَ بعضُه بعضاً قال ذو الرّمّة يصف بازِياً :
طِراقُ الخَوافي واقعٌ فوق رِيعِه ... نَدَى ليلِه في ريشِه يتَرَقْرَقُواطّرق جَناحُ الطائِر على افْتَعَل : لبِس الريشُ الأعلى الريشَ الأسفَل . ويُقال : أطْرَقَ أي : التفّ . واطّرَقَت الأرضُ : ركِبَ التّرابُ بعضُه بعضاً وذلك إذا تلبّدَتْ بالمَطَر قال العجّاج :
" واطّرَقَت إلا ثَلاثاً عُطَّفا ورجُلٌ مِطْرَقٌ ومِطْراقٌ : كَثيرُ السّكوت . وأطْرَقَ رأسَه : إذا أمالَه . وكُلّ ما وُضِعَ بعضُ على بعض فقد طورِقَ واطّرَقَ . وطِراقُ بَيْضَةِ الرّأسِ : طَبقاتٌ بعضُها فوقَ بعض . وطارَقَ بيْن الدِّرْعَين تشْبيهاً بطِراقِ النّعْلِ في الهَيْئَة . والطّرائِق : طَبَقاتُ السّماءِ سُمّيَتْ لتراكُبِها وكذلك طَبَقاتُ الأرض . وبَناتُ الطّريقِ : التي تفْتَرِقُ وتخْتلِف فتأخُذُ في كلِّ ناحِيةٍ . قال أبو المُثنّى الأسَديُّ :
" إذا الطّريقُ اخْتلَفَتْ بناتُه وتطرّق الى الأمْر : ابتَغى إليه طَريقاً . وقال الرّاغِبُ : تطرّقَ الى كذا مثل توسّل . والتّطارُق : التّقاطُر . والطّريقُ كأمير : ما بينَ السِّكَّتيْن من النّخْلِ . قال أبو حَنيفَةَ : يُقال له بالفارسيّة : الرّاشْوان . قال الرّاغب : تشْبيهاً بالطّريق في الامْتِداد . والطّريقَةُ : السّيرةُ والمَذْهَب وكُلّ مسْلَكٍ يسلُكه الإنسانُ في فِعْل محْموداً كان أو مذْموماً . وطَرائقُ الدّهْر : ما هو عليه من تقلُّبه . قال الرّاعي :
يا عَجَباً للدّهْرِ شتّى طرائِقُهْ ... وللمرْء يَبْلوه بما شاءَ خالِقُهْ والطّرائق : الفِرَقُ المُختلِفَة الأهْواء . وطَريقَةُ الرّمْلِ والشّحْمِ : ما امْتَدّ . وكُلّ لحْمةٍ مُستَطيلَة طَريقَةٌ . والطّريقَةُ التي على أعْلى الظهر . ويُقال للخَطِّ الذي يمْتَدّ على متْنِ الحِمار : طَريقة . قال لَبيدٌ يصفُ حِمار وحْش :
" فأصْبَحَ ممتَدَّ الطّريقَةِ نافِلا وإذا وُصِفَت القَناةُ بالذّبول قيل : قَناة ذاتُ طرائق . قال ذو الرُّمّة يصف قَناةً :
حتّى يئِضْنَ كأمثالِ القَنا ذبَلَتْ ... فيها طرائِقُ لَدْناتٌ على أوَدِ والطّرائِقُ : آخِرُ ما يَبْقى من عفْوةِ الكَلأ . والطّرَقَة مُحرّكة : صَفُّ النّخْل نقله الجوهَريّ عن الأصمعيّ . واطّرَق الحوضُ على افْتَعَل : وقَع فيه الدِّمَن فتلبّد فيه . والطُّرَق كصُرَد وبضمّتَيْن : الجَوادُّ . وآثار المارّة تظهر فيها الآثار واحِدَتُها طُرْقَة بالضمّ . يقال : هذه طُرْقَة الإبِل وطُرَقاتُها أي : آثارُها مُتطارِقة . ويُقال : ضرَبَه حتى طرّق بجَعْرِه - نقلَه الجوهَريّ - : إذا اخْتَضَب . وطَرْقَةُ الطّريق بالفَتْح : شرَكَتُها . والطّريقُ : ضرْب من النّخْل . قال الأعشى :
وكُلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطّري ... قِ يَجْري على سَلِطاتٍ لُثُمْوعندَه طُروق من الكَلام واحِدُه طَرْقٌ عن كُراع قال ابنُ سِيدَه : وأراهُ يعْني ضُروباً من الكَلام . وأطرَقَ الرّجُلُ الصَّيْدَ : إذا نصَبَ له حِبالَةً . وأطْرَقَ فُلانٌ لفُلان : إذا مَحَل به ليُلْقِيَه في وَرْطَة أُخِذَ من الطَّرْق وهو الفَخُّ . ومن ذلِك قيلَ للعَدُوِّ : مُطْرِقٌ وللسّاكِت مُطْرِقٌ . وطارِقٌ : اسم . وقَبيلة من إياد . وجبَلُ طارِق : من بِلاد الأندَلُس يُقابِلُ الجَزيرةَ الخضْراءَ . واشتَهَر بجَبَلِ الفتْح منْسوبٌ الى طارِق مَوْلَى موسى بن نُصَيْر والعامّة تقول : جبلُ الطّارِ . وطارِقُ بنُ عبدِ الرّحْمن وطارِقُ بن قُرّة وطارِقُ بنُ مُخاشِن وطارِقُ بن زِياد : تابِعيّون . واختُلِفَ في طارِقِ بن أحْمَر فقيلَ : تابِعيٌّ وهو قول الدّارَقُطْنيّ وأوردَه ابنُ قانِعٍ في مُعْجَم الصّحابَةِ والأول أصحّ . وطارِقُ بن أشْيَم الأشْجَعيُّ وطارقُ بن زياد وطارِقُ بن سُوَيْد الحَضْرَميّ وطارقُ بنُ شَريك وطارقُ بنُ شِهاب وطارقُ بنُ شدّادٍ وطارقُ بن عُبَيد وطارقُ بن علْقَمَة وطارقُ بن كُلَيْب : صحابيّون والأخير قيل : هو ابن مُخاشِن الذي ذُكِر . وأما طارِقُ بن المُرَقَّعِ فالأظْهَرُ أنّه تابعيٌّ وأوردَه المُصنِّفُ في ر ق ع استِطْراداً . وأبو طارِق السّعْديُّ البَصْريّ روَى عن الحسَن البَصْريّ وعنه جعْفَرُ بنُ سُلَيْمانَ الضُّبَعيُّ . وناقَة مُطَرَّقة كمُعظَّمة : مُذَلَّلة . وذهبٌ مُطْرَقٌ : مسْكوك . وريشٌ مُطْرَقٌ كمُكْرَم : بعضُه فوقَ بعضٍ . ووضَع الأشياءَ طُرْقَةً طُرْقَةً وطَريقَةً طَريقةً : بعضُه فوقَ بعض . وطرِّقْ لي تَطْريقاً : اخْرُجْ . وطرَقَني همٌّ وطرقَني خَيالٌ وطَرَق سمْعي كذا وطُرِقَت مَسامِعي بخَيْر . وأخذَ فُلانٌ في الطّرْقِ والتّطْريق : احْتالَ وتكهّن . وهو مطْروقٌ : إذا كان يطْرُقه كلُّ أحدٍ . وتطارَقَ الظّلامُ والغَمامُ : تتابَع . وطارَقَ الغَمامُ الظّلامَ كذلك . وتطارَقَت علينا الأخْبارُ . ويُقال : هو أخَسُّ من فُلان بعِشْرينَ طَرْقَةً كما في الأساس . والمُنْطَرِقات : هي الأجسادُ المَعْدِنيّةُ . وإسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بن عُقْبَةَ المُطْرِقيُّ بالضّمِّ : مُحدّث مشْهورٌ وهو ابنُ أخي موسى بن عُقْبة صاحبِ المَغازي
المَهْدُ : المَوْضِعُ يُهَيَّأُ للصَّبِيِّ ويُوَطَّأُ لِينَام فيه وفي التنزيل " مَن كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا " المَهْدُ : الأَرض كالمِهَادِ بالكسر قال الأَزهريّ : المِهَاد أَجْمَعُ من المَهْدِ كالأَرْضِ جعلَهَا اللهُ تعَالَى مِهَاداً للعِبَادِ أَي جمع المَهْدِ مُهُودٌ ونقَلَ شيخُنَا عن بعضِ أَهْلِ التحقيق أَنَّ المَهْدَ المِهَادَ مَصدرَانِ بمعنًى أَو المَهْدُ الفَعْلُ والمِهَادُ الاسْمُ أَو المَهْدُ مُفْرَد والمِهَاد جَمْعٌ كفَرْخٍ وأَفْرَاخٍ . قال السَّمين أَثناءَ طه . المُهْدُ بالضَّمِّ : النَّشْزُ من الأَرْضِ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشد :
إِن أَبَاكَ مُطْلَقٌ مِنْ جَهْدِ ... إِنْ أَنْتَ كَثَّرْتَ قُتُورَ المُهْدِ المُهْدُ : ما انْخَفَضَ منها أَي من الأَرْض في سُهولَةٍ واسْتِوَاءٍ كالمُهْدَةِ بالضمّ أَيضاً وهذه عن ابن شُمَيْلٍ ج مِهَدَةٌ وأَمْهَاد الأَول كِعنَبِةٍ وهذه الجُموع وأَمْهَادٌ الأَول كِعنَبِةٍ وهذه الجُموع فيها مَحَلُّ تأَمُّلٍ وإِيهام وقد أَشار لذلك شيخنا . قلت : الجمع الثاني لا إِيهام فيه فإِنه جَمْعُ مَهْدٍ بالضمّ كقُفْلٍ وأَقْفَالٍ . ومَهَدَه أَي الفِرَاشَ كمَنَعَه : بَسَطَه ووَطّأَه كَمَهَّدَه تَمْهِيداً وأَصل المَهْد التَّوْثِيرُ يقال : مَهَدْتُ لِنفْسِي ومَهَّدْت أَي جعلتُ لي مكاناً وَطيئاً سَهْلاً . مَهَدَ لِنَفْسِه يَمْهَد مَهْداً : كَسَب وعَمِلَ كامْتَهَدَ يقال : مَهَدَ لِنَفْسِه خَيْراً وامْتَهَدَه : هَيَّأَه وتَوَطَّأَه ومنه قوله تعالى " فِلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ " أَي يُوَطِّئونَ قال أَبو النّجم :
" وامْتَهَدَ الغَارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ
والمَهِيدُ كأَمِيرٍ : الزُّبْدُ الخَالِصُ وقيل : هي أَزْكَاه عنْد الإِذَابَة وأَقَلُّه لَبَناً . والمِهَادُ ككِتَابٍ الفِرَاشُ وَزْناً ومَعْنًى وقد يُخَصُّ به الطِّفْلُ وقد يُطْلَق على الأَرْضِ ويقال للفِراش : مِهَادٌ لِوَثَارَتِه وقال الله تعالى " لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ " أَمْهِدَةٌ ومُهُدٌ بضمّ فسكون وبضمَّتين قوله تعالى " أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً " أَي بِسَاطاً مُمَكَّناً سَهْلاً للسُّلُوكِ في طُرُقها وقوله تعالى " ولَبِئْسَ المِهَادُ " قيل في معناه : أَي بِئْسَ ما مَهَّدَ لِنَفْسِه في مَعَادِه . قال شيخنا : لم يَلْتَفِت للفظ الآية ومَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ " فلو قال : بِئْسَ ما مَهَدُوا لأَنْفُسهم لكان أَوْلَى قاله عبد الباسط ثم قال : قُلْت : وقد يُقال : لم يَقْصد المُصَنِّف إِلى هذه بل لعلَّه قصَد آيةَ البقرة " فَحَسْبُه جَهَنَّمٌ ولَبِئْسَ المِهَادُ " . قلت : والجواب كذلك وقد اشتَبهَ عَلى البَلْقينِيّ ويَدُلّ على ذلك أَن سائر النُّسخ الموجودة فيها لَبِئس باللام . وَمَهْدَدُ كجَعْفَرٍ من أَسمائِهِنَّ قال ابنُ سِيده : وإِنما قضيتُ على مِيم مَهْدَد أَنها أَصْلٌ لأَنها لو كانت زائدةً لم تَكن الكَلِمة مَفْكُوكَة كانت مَدْغَمَةً كمَسَدّ ومَرَدّ وهو فَعْلَلٌ قال سيبويهِ : الميم من نَفْس الكلمة ولو كانت زائدةً لأُدْغِم الحَرْفُ مِثل مَفَرّ ومَرَدّ فثبت أَن الدالَ مُلْحَقة والمُلْحَق لا يُدْغَم . والأُمْهُودُ بالضمِّ : القُرْمُوصُ للصَّيْدِ ولِلْخَبْزِ وهو الحُفْرَةُ الواسِعَةُ الجَوْفِ الضَّيِّقةُ الرأْسِ يَسْتَدْفِىءُ فيها الصُّرَدُ كما سيأْتي للمصنِّف ولكن لم يذكر القُرمُوس بالضمّ فتأَمَّل . من المَجاز : وقد مْهِدُ الأَمْرِ : تَسْوِيَتُه وإِصْلاحُه تَمْهِيدُ الأَمْرِ : وَطَّأَه وسَوَّاه قال الراغب : ويُتَجَوَّزُ به عن بَسْطَةِ المالِ والجَاهِ منه أَيضاً تَمْهِيدُ العُذْرِ : بَسْطُهُ وقَبُولُه وقد مَهَّدَ له العُذْرَ تَمْهِيداً : قَبِلَه . منه أَيضاً مَاءٌ مُمَهَّدٌ كمُعَظَّمٍ : لا حَارٌّ ولا بَارِدٌ بل فاتِرٌ كما في الأَساسِ والتكملة . وتَمَهَّد الرجلُ : تَمَكَّنَ . وامْتَهَدَ السَّنَامُ : انْبَسَطَ في ارتفاعٍ ومما يستدرك عليه : سَهْدٌ مَهْدٌ : حَسَنٌ . إِتباع . وعن أَبي زيد : يقال : ما امْتَهَدَ فُلانٌ عندي يَداً إِذا لم يُولِكَ نِعْمَةً ولا مَعروفاً وهو مَجاز وروَى ابنُ هانىء عنه : يقال : ما امْتَهَدَ فلانٌ عِنْدي مَهْدَ ذلك يقولها الرجلُ حين يُطْلَب إِليه المَعروفُ بِلاَ يَدٍ سَلَفَتْ منه إِليه ويقولها أَيضاً للمُسِيءِ إِليه حين يَطْلُب مَعْرُوفه أَو يَطْلُب له إِليه وتَمَهَّدْت فِراشاً واسْتَمْهَدْتُه . ومن المَجاز : مَهَّدَ له مَنْزِلَةً سَنِيَّةً . وتَمَهَّدَتْ له عندي حَالٌ لَطِيفَةٌ . كما في الأَساس