المَهَق مُحرّكة : خُضرَةُ الماءِ وبه فسّر الجوْهريُّ قولَ رؤبة :
" حتّى إذا كرَعْنَ في الحَوْمِ المَهَقْ
" وبَلَّ نضْحُ الماءِ أعْضادَ اللَّزَقْ وقال غيرُه : هو البَياضُ . وفي صِفَتهِ صلّى الله عليه وسلم : كان أزهَرَ ولم يكُن بالأبيَض الأمهَق . قال أبو عُبَيد : الأمْهَقُ : الأبيضُ الشّديدُ البَياض الذي لا يُخالِطُه أي : بياضَه شيءٌ من حُمْرَة وليسَ بنيّر لكنّه كالجِصّ أو نحوِه . يقول : فليسَ هو كذلِك بل إنّه كان نيِّرَ البياض صلّى الله عليه وسلم . والمَهيقُ كأمير : الأثَرُ الملْحوبُ . وأيضاً : الأرضُ البَعيدةُ . قال أبو دُوادٍ يصِفُ فرساً :
له أثرٌ في الأرضِ لحْبٌ كأنّه ... نبيثُ مَساحٍ منْ لِحاءِ مَهيقِ قالوا : أراد باللِّحاء : ما قُشِرَ من وجْه الأرضِ . وتمهّقَ الشّرابَ : شرِبَه ساعَةً بعدَ ساعَة . ومنه قولُهم : ظلّ يتمهّقُ شكْوَتَه كذا في الصِّحاح . وقال الأصْمعيّ : هو يتمهّقُ الشّرابَ تمهُّقاً : إذا شرِبَه النّهارَ أجمع زاد أبو عمْرو : ساعةً بعد ساعَة . قال : ويُقال ذلك في شُرْبِ اللبنِ وأنشدَ للكُمَيْت :
تمهَّقَ أخلافَ المَعيشَةِ بينَهم ... رِضاعٌ وأخْلافُ المَعيشةِ حُفَّلُ والتّمْهيقُ : الرَّضاعُ المُخَرْفَجُ عن ابنِ عبّاد . والخيْلُ تمْهَقُ كتَمْنَع أي : تعْدو نقَلَه الصاغاني عن ابنِ فارِس . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : المَهَقُ كالمَرَهِ . وامرأةٌ مهْقاءُ : تَنِفي عيْناها الكُحْلَ ولا تنْقِي بياضَ جِلْدِها عن ابنِ الأعرابيّ . وقيل : هو إذا كانت كريهَةَ البَياض غيْرَ كحْلاءِ العَينَين . وقال ابنُ فارِس في قولِهم : عينٌ مهْقاءُ : ينبغي في القِياس أن تكون الشّديدةَ البَياض إلا أنّهم يقولون : هي المُحْمَرّة المأْقي . وشرابٌ أمْهَقُ : لونُه لوْنُ الأمْهَقِ من الرِّجال . ومهَقَ فصيلَه : أرواهُ عن ابنِ عبّاد
فصل النون مع القاف