في مُرْتعَاتٍ رَوَّحَتْ صَفَريَّةٍ ... بنَوَاضِحٍ يَفْطُرْنَ غَيْرَ وَرِيسِ و - س - س
الوَسُّ : العِوَضُ نَقَلَه الصّاغَانيّ وكأَنّ الواوَ مُنْقَلبةٌ عن الهَمزة وقد تَقَدّم عن ابن الأَعْرَابِيّ أَنّ الأَسِيسَ كأَمِيرٍ هو العِوَضُ وكذلكَ الحَدِيثُ رَبِّ أُسْنِى لِمَا أَمْضَيْت أَيْ عَوِّضْنِي مِن الأَوْسِ وهو التَّعْوِيضُ فراجِعْه . والوَسْوَاسُ : اسْمُ الشَّيْطَان كَذا في الصّحاح وبه فُسِّر قولُه تعالَى : مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنّاسِ . وقِيلَ : أَرادَ ذا الوَسْواسِ وهو الشَّيْطَانُ الَّذي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ الناسِ . وقِيلَ في التَّفْسِير : إِنَّ له رَأْساً كرَأْسِ الحَيَّةِ يَجْثِمُ على القَلْبِ فإذا ذَكَرَ العَبْدُ اللهَ خَنَسَ وإذا تَرَكَ ذِكْرَ اللهِ رَجَعَ إلى القَلْبِ يُوَسْوِسُ . والوَسْواسُ : هَمْسُ الصائدِ والكِلابِ وهُوَ الصَّوْتُ الخَفِيّ قال ذُو الرُّمّة :
فبَاتَ يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ ... تَذَؤبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ يعني بالوَسْواسِ هَمْسَ الصائِدِ وكَلامَه الخَفِيّ ومن ذلِكَ سُمِّيَ صَوْت الحَلْىِ والقَصَب وَسْوَاساً وهو مَجَازٌ قالَ الأَعْشَى :
تَسْمَعُ للحَلْيِ وَسْوَاساً إذا انْصَرَفَتْ ... كما اسْتَعانَ برِيحٍ عِشْرِقٌ زَجِلُ
وفي الحديث : الحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَه إلى الوَسْوَسَة هي حَدِيثُ النَّفْسِ والأَفْكَارُ وحَدِيثُ الشَّيْطَانِ بما لا نَفْعَ فيه ولا خَيْرَ كالوِسْوَاسِ قال الفَرّاءُ : هُوَ بالكَسْرِ مَصْدرٌ والاسْمُ بالفَتْحِ مثل الزّلْزال والزَّلْزالِ . وقد وَسْوَسَ الشَّيْطَانُ والنَّفْسُ لَهُ وإِلَيْهِ وفيه : حَدَّثاهُ وقولُه تَعالَى فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشّيْطَانُ . يريدُ إِلَيْهِمَا قال الجَوْهَرِيّ : ولكِنّ العربَ تُوصِلُ بهذِه الحُرُوف كُلِّهَا للفِعْل . ووَسْوَسٌ كجَعْفَرٍ : وَادٍ بالقَبَلِيَّةِ نقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه . قال أَبُو تُرَابٍ : سَمِعْتُ خَلِيفَةَ يقولُ : الوَسْوَسَةُ : الكَلامُ الخَفِيُّ في اخْتِلاطٍ ويُرْوَى بالشِّينِ كما سيأْتِي . ووُسْوِسَ به بالضّمِّ : اخْتَلَطَ كَلاَمُه ودُهِشَ . والمُوَسْوِسُ : الذِي تَعْتَرِيهِ الوَسَاوِسُ قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : ولا يُقَال مُوَسْوَس . ووَسْوَسَ إذا تَكَلمَ بكَلامٍ لم يُبَيّنْه قال رُؤْبَةُ يَصف الصَّيّادَ :
" وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً رَبَّ الفَلَقْ . ووَسْوَسَه : كَلَّمَه كَلاَماً خَفِيّاً . ووَسْوَاسٌ بالفَتْح مَوْضِعٌ أَو جَبَلٌ نقله الصاغَانيّ رَحِمَه الله تَعالَى