الشَّرَفُ مُحَرَّكةً : الْعُلُوُّ والْمَكانُ الْعَالِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشدَ :
آتِي النَّدِىَّ فلا يُقرَّبُ مَجْلِسِي ... وأَقُودُ لِلشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِمَارِي يقول : إنِّي خَرِفْتُ فلا يُنْتفعُ برَأْيِي وكبِرْتُ فلا أَسْتطِيعٌ أنْ أَرْكبَ مِن الأَرْضِ حِمَارِي إلاَّ مِن مَكانٍ عَالٍ
وقال شمِرٌ : الشَّرَفُ : كُلُّ نَشْزٍ مِن الأَرْضِ قد أَشْرَف على ما حَوْلَهُ . قادَ أَو لم يَقُدْ وإِنَّمَا يَطُولُ نحْواً مِن عَشْرِ أُذْرُعٍ أَو خمْسٍ قلَّ عَرْضُ ظهْرهِ أَو كَثُرِ
ويُقال : أَشْرَفَ لي شرَفٌ فما زِلْتُ أَرْكُضُ حتى عَلوْتُهُ ومنه قوْلُ أَسَامَة الهُذلِيُّ :
إذا مَا اشْتَأَى شَرَفاً قبْلهُ ... ووَاكَظَ أَوْشك منه اقْتِرَابَا والشَّرَفُ : الْمَجْدُ يُقال : رَجُلٌّ شرِيفٌ أي : مَاجِدٌ أَو لا يَكُونُ الشَّرَفُ والمَجْدُ إلاَّ بِالآبَاءِ يُقال : رَجُلٌ شرِيفٌ ورَجُلٌّ مَاجِدٌ : له آباءٌ متقدِّمون في الشَّرَف ؛ وأَما الحَسَبُ والكرَمُ فيكونان في الرَّجُلِن وإِن لم يَكنْ له أباءٌ قالهُ ابنُ السِّكِّيتِ
أو الشَّرَفُ : عُلُوُّ الْحَسَبِ قالهُ ابنُ دُرَيْدٍ
الشَّرَفُ مِن الْبَعِيرِ : سَنامُهُ وهو مَجازٌ وأَنْشدَ :
" شرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ والشَّرَفُ : الشَّوْطُ يُقَال : عَدَا شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ
أو الشَّرَفُ : نَحْوُ مِيلٍ وهو قَوْلُ الفَرَّاءِ ومنه الحديثُ : ( الخَيْلُ لِثَلاثَةٍ ؛ لِرَجُلٍ أَجْرٌ ولِرَجُلٍ سِتْرٌ وعلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فأَمَّا الذي له أَجْرٌ : فرَجُلٌ رَبَطَها في سَبِيلِ اللهِ فأَطَالِ لها في مَرْجٍ أَو رَوْضَةٍ فما أَصَابَتْ في طِليَلِهَا ذلك مِنَ المَرْجِ أو الرُّوْضَةِ كانَتْ له حَسَنَاتٍ ولو أنَّه انْقَطَعَ طِيَلُهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ كانتْ له آثَارُهَا وأَرْوُاثُهَا حَسَنَاتٍ ولو أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهْرٍ فَشَربَتْ منه ولم يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كان ذلك حَسَناَتٍ له فهي لِذلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ الحديثُ
مِن المَجَازِ : الشَّرَفُ : الإِشْفاءُ علَى خَطَرٍ مِن خَيْرٍ أَو شَرٍّ يُقَال في الخَيْرِ : هو علَى شَرَفٍ مِن قَضَاءِ حَاجَتِه ويُقَال في الشَّرِّ : هو علَى شَرَفٍ مِن الهَلاَكِ
وشَرَفٌ جَبَلٌ قَرْبَ جَبَلِ شُرَيْفٍ كزُبَيْرٍ وشُرَيْفٌ هذا أَعْلَى جَبَلٍ بِبِلادِ الْعَرَبِ هكذا تَزْعُمُه العرب زاد المُصَنَّفُ وقد صَعِدْتُهُ وقال ابنُ السَّكِّيتِ : الشَّرَفُ : كَبِدُ نَجْدٍ وكان مِن مَنازِلِ المُلُوكِ من بَنِي آكِلِ المُرَارِ مِن كِنْدَةَ وفي الشَّرَفِ لمن ضريه وضريه بئر وفي الشرف الرَّيَذَةُ وهي الحِمَى الأَيْمَنُ وفي الحديثِ : ( أَنَّ عُمَرَ حَمَى الشَّرَفَ الربذة
والشَّرَفُ : ع بإِشْبِيلِيَةَ مِن سَوَادِهَا كَثِيرُ الزَّيْتُونِ كما في العُبَابِ وقال الشَّقُنْدِيُّ : شَرَفُ إِشْبِيلِيَةَ : جَبَل عظيمٌ شَرِيفُ البُقعة كَرِيمُ التُّرْبَةِ دائمُ الخُضْرةِ فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ طُولاً وعَرْضاً لا تكادُ تُشْمِسُ فيه بُقْعَةٌ لاِلْتِفافِ أَشْجَارِهِ ولا سِيَّمَا الزَّيْتُون وقال غيرُه : إِقْلِيمُ الشَّرَفِ على تَلٍّ أَحْمَرَ عالٍ مِن تُرَابٍ أحمر مَسافَتُه أَربعون مِيلاً في مِثْلِهَا يَمْشِي به السَّائِرُ في ظِلِّ الزَّيْتُونَ والتِّينِ وقال صاحِبُ ( مَبَاهِجِ الفكر : وأَمَّا جَبَلُ الشَّرفِ وهو تُرَابٌ أَحْمَرُ طُولُه مِن الشَّمَالِ إِلَى الجَنُوبِ أَربعون مِيلاً وعَرْضُه من المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ اثْنَا عَشَرَ مِيلاً يشْتَمِلُ علَى مائتين وعشرين قَرْيَةً قد الْتَحَفَ بأَشْجَارِ الزَّيْتُونِ والْتَفَّتْ عليه منه : الحاكمُ أَبُو إسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بنُ محمدٍ الشَّرَفِيُّ خَطِيبُ قُرْطُبَةَ وصَاحِبُ شُرْطَتِها وهذا عَجِيبٌ وله شِعْرٌ فَائِقٌ مات سنة 396
أَمِينُ الدِّينِ أَبو الدُّرِّ يَاقُوتُ ابنُ عبدِ اللهِ الشَّرَفِيُّ ويُعْرَفُ أَيضاً بالنُّورِيِّ وبالَمَلِكِيِّ الْمَوْصِلِيُّ الْكَاتِبُ أَخَذَ النَّحْوَ عن ابنِ الدَّهّانِ النَّحْوِيِّ واشْتَهَرَ في الخَطِّ حى فَاقَ ولم يكنْ في آخِرِ زَمانِهِ مَن يُقَاربُه في حُسْن الخَطَّ ولا يُؤَدِّي طَرِيقَةَ ابنِ البَوَّابِ في النَّسْخِ مِثْلُه مع فَضْل غَزِيزٍ وكان مُغْزيً بنَقْلِ صِحَاحِ الجَوْهَرِيُّ فكتَب منه نُسَخاً كثيرةً تُبَاعُ كُلُّ نُسْخَةٍ بمائةِ دِينارٍ تُوُفِّيَ بالمَوْصِلِ سنة 618 ، وقد تَغَيَّرَ خَطُّه مِن كِبَرِ السَّنِّ هكذا تَرْجَمَهُ الذَّهَبِيُّ في التَّارِيخِ والحافِظُ في التَّبْصِيرِ مُخْتَصِراً وقد سمِعَ منه أَبو الفَضْلِ عبدُ اللهِ بنُ محمد ديوَانَ المُتَنَبِّي بحَقِّ سَمَاعِهِ مِن ابنِ الدَّهّانِ
والشَّرَفُ : مَحَلَّةٌ بِمِصْرَ والذي حَقَّقَهُ المَقْرِيزِيُّ في الخِطَطِ أنَّ المُسَمَّى بالشَّرَفِ ثَلاثَةُ مَوَاضِعَ بمصرَ ؛ أَحدُهَا المَعْرُوفُ بجَبَلِ الرَّصْدِ
منها أَبو الحسن عَلِيُّ بنُ إبراهيمَ الضَّرِيرُ الْفَقِيهُ رَاوِي كتابِ المُزَنِيِّ عن أَبي الفَوَارِسِ الصَّابُونِيِّ عنه مات سنةَ 408 وأَبو عُثْمَانَ سَعِيدُ بن سَيِّدٍ الْقُرَشِيُّ الحَاطِبِيُّ عن عبدِ اللهِ بن محمدٍ البَاجِيِّ وعنه أبو عًمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ
وأَبو بكرٍ عَتِيقُ بنُ أَحمدَ الْمِصْرِيُّ عن أَبي إسحاقَ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيهِ وغيرِه : الْمُحَدِّثُونَ الشَّرَفِيُّونَ
وفَاتَهُ : أَبو العَبَّاسِ بنُ الحُطَيْئَةِ الفَقِيهُ المَالِكيُّ الشَّرَفِيُّ
ومحمودُ بنُ أَيتكين الشَّرَفِيُّ سَمِعَ منه ابنُ نُقْطَةَ وقال : مات سنةَ 615
وأرامانُوسُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّرَفِيُّ عن أَبي المُظَفَّرِ بنِ الشَّبْلِيِّ وغيرِه مات سنةَ 606 . قَالَهُ الحَافِظُ
وشَرَفُ الْبَيَاضِ : مِن بِلادَ خَوْلاَنَ مِنْ جِهَةِ صَعْدَةَ
وشَرَفُ قِلْحَاحٍ : قَلْعَةٌ علَى جَبَلَ قِلْحَاحٍ وقُرْبَ زَبِيدَ حَرَسَها اللهُ تعالَى وسائرَ بلادِ المُسْلِمِين
والشَّرَفُ الأَعْلَى : جَبَلٌ آخَرُ هُنَالِكَ عليه حِصْنٌ مَنِيعٌ يُعْرَفُ بحِصْنِ الشَّرَفِ الشَّرَفُ : ع بِدِمَشْقَ وهو جَبَلٌ علَى طَرِيقِ حَاجِّ الشَّامِ ويُعْرَفُ بشَرَ البَعْلِ وقيل : هو صُقْعٌ مِن الشَّامِ
وشَرَفُ الأَرْطَى : مَنْزِلٌ لِتَمِيمٍ مَعْرُوفٌوشَرَفُ الرَّوْحَاءِ : بَيْنَها وبين مَلَلٍ مِن الْمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ عَلَى سِتَّةٍ وثَلاَثِينَ مِيلاً كَمَا في صَحِيحِ مُسْلِمٍ في تَفْسِيرِ حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : ( احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ يَوْمَ الأَحَدِ بِمَلَلِ علَى لَيْلَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ ثُمَّ رَاحَ فتَعَشَّى بشَرَفِ السَّيَّالَةِ وصَلَّيِ الصُبْحَ بعِرْقِ الظُّبْيَةِ ) أو أَرْبَعِين أو ثَلاَثِينَ على اخْتِلافٍ فيه . ومَوَاضِعُ أُخَرُ سُمِّيَتْ بالشَّرَفِ . وشَرَفُ بنُ محمدٍ الْمَعَافِرِيُّ وعليُّ ابنُ إبراهيمَ الشَّرَفِيُّ كَعَرَبِيٍّ : مُحَدِّثَانِ أَمَّا الأخِيرُ فهو الفَقِيهُ الضَّرِيرُ الذِي رَوَى كتابَ المُزَنِيِّ عنه بِوَاسِطَةِ أبي الفَوَارِسِ وقد تقدَّم له قَرِيباً فهو تَكْرَارٌ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عليه
شُرَيْفٌ كَزُبَيْرٍ : جَبَلٌ قد تَقَدَّمَ ذِكْرُه قريباً
أَيضاً : مَاءٌ لبَنِي نُمَيْرٍ بِنَجْدٍ ومنه الحديثُ : ( مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْفُخَ في الصَّلاةِ وأَنَّ لِي مَمَرَّ الشَّرَفِ ) . الشُرَيْفُ له يَوْمٌ أو هو مَاءٌ يُقَال له : التَّسْرِيرُ ومَا كان عَنْ يَمْينِةِ إلى الغَرِبِ شَرَفٌ وما كان عَنْ يَسَارِهِ إِلى الشَّرْقِ شُرَيْفٌ قال الأَزْهَرِيُّ : وقَوْلُ ابنُ السِّكِّيتِ في الشَّرَفِ والشُّرَيْفِ صَحِيحٌ
وإِسْحَاقُ بنُ شَرْفَي كَسَكْرَي : مِن المُحَدِّثين وهو شَيْخٌ لِلثَّوْرِيِّ كما في التَّنْبِصيرِ
وشَرُفَ الرَّجُلُ كَكَرُمَ فهو شَرِيفٌ الْيَوْمَ وشَارِفٌ عَن قليل كذا في بَعضِ نُسَخِ الكتابِ وهو الصَّوابُ ومِثْلُه نَصُّ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيِّ وصاحبِ اللِّسَانِ وفي أكْثَرِهَا : عن قَرِيبٍ : أَيْ سَيَصِيرُ شَريفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن الفَراءِ : ج شُرَفَاءُ كأَمِير وأُمَرَاءَ وأَشْرَافٌ كيَتِيمٍ وأَيْتَامٍ عليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ . وشَرَفٌ مُحَرَّكَةً ظاهرُ سِيَاقِهِ أَنَّه مِن جُمْلةِ جُمُوعِ الشَّرِيفِ ومِثْلُه في العُبَابِ فإنَّه قال : والشَّرَفُ : الشُّرَفَاءُ ولكن الذي في اللِّسَان : أَنَّ شَرَفاً مَحَرَّكَةً بمَعْنَى شَرِيفٍ ومنه قَوْلُهم : هو شَرَفُ قَوْمِهِ وكَرَمُهم أي شَرِيفُهم وكَرِيمُهم وبه فُسِّرَ ما جَاءَ في حديثِ الشَّعْبِيِّ أنَّه قيل للأعْمَشِ : لِمَ لمْ تَسْتَكْثِر عن الشَّعْبِيِّ ؟ قال : كان يَحْتَقِرُنِي كنتُ آتِيهِ مع إبْرَاهِيمَ فيُرَحِّبُ به ويقُول لي : اقْعُدْ ثَمَّ أَيُّهَا العَبْدُ ثم يقول :
لا نَرْفَعُ الْعَيْدَ فَوْقَ سُنَّتِهِ ... مَا دَامَ فِينا بِأَرْضِنَا شَرَفُ أي : شَرِيفٌ فتَأَمَّلْ ذلك
والشَّارِفُ مِن السِّهَامِ : الْعَتِيقُ الْقَدِيمُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لأَوْسٍ يَصِفُ صَائِداً :
يُقَلِّبُ سَهْماً رَاشَهُ بِمَنَاكِبٍ ... ظُهَار لُؤَامٍ فهْو أَعْجَفُ شَارِفُ ويُقَالُ : سَهْمٌ شَارِفٌ إِذا كان بَعِيدَ العهدِ بالصِّيانَةِ وقيل : هو الذي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُة وقيل : هو الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ
الشَّارِفُ مِن النُّوقِ : الْمُسِنَّةُ الْهَرِمَةُ وقال ابنُ الأَعْرَابِيِ : هي النَّاقَةُ الهِمَّةُ وفي الأَسَاسِ : هي الْعَالِيَةُ السِّنِّ ومنه حديثُ ابن زِمْلٍ : ( وإذا أمامَ ذلك نَاقَةٌ عَجْفَاءُ شَارِفٌ : كَالشَّارِفَةِ وقد شَرُفَتْ شُرُوفاً بالضَّمِّ كَكَرُمَ ونَصَرَ والمصدرُ الذي ذكَره مِن باب نَصَرَ قِياساً ومن بابِ كَرُمَ بخِلافِ ذلك : ج شَوَارِفُ وشُرُفٌ كَكُتُبٍ ورُكَّعٍ وقال الجَوْهَرِيُّ : بضَمٍّ فسُكُونٍ ومِثْلُه باَزِلٌ وبُزْلٌ وعَائِذٌ وعُوذٌ شُرُوفٌ مِثْل عُدُولٍ ولا يُقَالُ للجَمَلِ : شَارِفٌ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
نَجَاة مِنَ الْهُوجِ الْمَرَاسِيلِ هِمَّة ... كُمَيْت عَلَيْهَا كَبْرَةٌ فَهْيَ شَارِفُونَقَلَ شيخُنَا عن تَوْشيحِ الجَلالِ إنَّه يُقَالُ للذَّكَرِ أَيضاً وفي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : ( أَصَبْتُ شَارِفاً مِن مَغْنَمِ بَدْرٍ وأَعْطَانِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شارفاً فأَنَخْتُهُمَا ببابِ رَجُلٍ مِن الأَنْصَارِ وحَمْزَةُ في البَيْتِ ومعه قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ :
أَلاَ يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ ... فَهُنَّ مُعَقَّلاَتٌ بِالْفِنَاءِ
ضَعِ السِّكِّينَ في اللَّبَاتِ منها ... وضَرِّجْهُنَّ حَمْزَةُ بالدِّماءِ
وعَجِّلْ مِن أَطَايِبِها لشَرْبٍ ... طَعاماً مِن قَدِيدٍ أَو شِوَاءِ فخَرَجَ إِليهما فجَبَّ أَسْنِمَتَها وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وأَخَذَ أَكْبَادَهُمَا فنَظَرْتُ إلى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِى فانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فخَرَجَ ومعه زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عنه حتى وَقَفَ عليه وتَغَيَّظَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِليه وقال : هَل أَنْتُمْ إِلاَّ عَبيدُ آبَائِي ؟ فرَجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يُقَهْقِرُ قال ابنُ الأَثِيرِ : هي جَمْعُ شَارِفٍ وتُضَمُّ رَاؤُهَا وتُسَكَّن تَخْفِيفاً ويُرْوَي : ذا الشَّرَفِ بفَتْحِ الرَّاءِ والشِّينِ أَي : ذا العَلاءِ والرِّفْعَةِ
وفي الحديث : ( أتَتْكُمُ ) كما هو نَصُّ العُبابِ والرِّوَايَةُ : ( إِذا كَانَ كَذَا وكَذَا أَنَي أَنْ تَخْرُجَ بكُمُ الشُّرُفُ الجُونُ بضَمَّتْيْنُ أَي : الْفِتَنْ المُظْلِمَةُ وهو تَفْسِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين سُئِل : وما الشُّرُفُ الجُونُ بيا رَسُولَ اللهِ ؟ قال : ( فِتَنٌ كقِطْعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ )
وقال أبو بكرٍ : الشُّرْفُ : جَمْعُ شَارِفٍ وهي النَّاقَةُ الهَرِمَةُ شَبَّهَ الفِتَنَ في اتِّصالِهَا وامْتِدَادِ أَوْقَاتِهَا بالنُّوقِ المُسِنَّةِ السُّودِ والجُونُ : السُّودُ قال ابنُ الأَثِيرِ : هكذا يُرْوَي بسُكُونِ الرَّاءِ وهو جَمْعٌ قَلِيلٌ في جَمْعِ فاعِلٍ لم يَرِدْ إلا في أسْمَاءٍ مَعْدُودَةٍ ويُرْوَي : ( الشُّرْقُ الْجُونُ ) بِالْقَافِ جَمْعُ شَارِقٍ أي : الْفِتَنُ الطَّالِعَةُ مِن نَاحِيَةِ المَشْرِقِ نَادِرٌ لم يَأْتِ مِثْلُه إِلا أَحْرُفٌ مَعْدُودَةٌ مِثْل بَازلٍ وبُزْلٍ وحَائلٍ وحُولٍ وعَائِذٍ وعُوذٍ وعَائِطٍ وعُوطٍ
والشُّرْفُ أيْضاً مِن الأبْنِيَةِ : مَا لَها شُرَفٌ الْوَاحِدَةُ شَرْفَاءُ كحَمْرَاءَ وحُمْرٍ ومنه حديثُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما : ( أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِيَ المَسَاجِدَ جُمّاً والمَدَائِنَ شُرْفاً ) وفي النِّهَايَةِ : أَرادَ بالشُّرْفِ التي طُوِّلَتْ أَبْنِيَتُهَا بالشُّرَفِ الوَاحِدَةُ شُرْفَةٌ
والشَّارُوف : جَبَلٌ قال الجَوْهَرِيُّ : مُوَلَّدٌ
قال : والْمِكْنَسَةُ تُسَمَّى شَارُوفاً وهو مُعَرَّبُ جَارُوبْ وأَصْلُه جَاي رُوبْ أَي كَانِسُ المَوْضِعِ . شَرَافِ كَقَطَامِ : ع بَيْنَ راقِصَةَ والفَرْعَاءِ أَو مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ ومنه حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عَنْه : ( يُوشِك أَن لا يَكُونَ بَيْنَ شَرَافِ وأَرْضِ كذا وكذا جَمَّاءُ ولا ذَاتُ قرَْنٍ قيل : وكيف ذاك ؟ قال ) يكونُ النَّاسُ صُلاَمَاتٍ يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ وقال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ :
مَرَرْنَ عَلَى شَرَافِ فَذَاتِ رَجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذَّرَانِحَ بِالْيَمِينَ وبِنَاؤُه علَى الكَسْرِ هو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ وأَجْراهُ غيرُه مُجْرَى ما لا يَنْصَرِفُ مِن الأَسْمَاءِ أَو هو : جَبَلٌ عَالٍ أَو يُصْرَفُ منه قَوْلُ الشَّمَّاخِ :
مَرَّتْ بنَعْفَىْ شَرَافٍ وهيْ عَاصِفَةٌ ... تَخْدِى علَى يَسَرَاتٍ غَيْرِ أَعْصَالِ أو هو كَكِتَابٍ مَمْنُوعاً من الصَّرْفِ فصار فيه ثَلاثُ لُغَاتٍ . شُرَافٌ كَغُرَابٍ مَاءٌ غيرُ الذي ذُكِرَوشَرَفَهُ كَنَصَرَهُ شَرْفاً : غَلَبَهُ شَرَفاً فهو مَشْرُوفٌ زاد الزَّمَخْشَرِيُّ : وكذا : شَرُفْتُ عليه فهو مَشْرُوفٌ عليه أو طَالَهُ في الْحَسَبِ وقال ابنُ جِنِّي : شَارَفَهُ فشَرَفَهُ يَشْرُفُه فَاقَهُ في الشَّرَفِ شَرَفَ الْحَائِطَ يَشْرُفُه شَرْفاً : جَعَلَ لَهُ شُرْفَةً بِالضَّمِّ وسَيَأْتِي قريبا
قَوْلُ بِشْرِ بنِ المُعْتَمِر :
وطَائِرٌ أَشْرَفُ ذُو جُرْدَةٍ ... وطَائِرٌ لَيْسَ له وَكْرُ قال عمرو : الأَشْرَفُ مِن الطَّيْرِ : الْخُفَّاشُ لأَنَّ لأُذُنَيْهِ حَجْماً ظاهِراً وهو مُتَجَرِّدٌ من الزِّفِّ والرِّيشِ وهو طائرٌ يَلِدُ ولا يَبْيضُ قَوْلُهُ : طائر آخَرُ وَكْرَ له هكذا هو في النُّسَخِ ولا يَخْفَى أَنَّه تَفْسِيرٌ للمِصْرَاعِ الأَخِيرِ مِنَ البَيْتِ الذي ذَكَرْنَاهِ لِبِشْرٍ لأَنَّه من مَعَانِي الأَشْرَفِ وانْظُرْ إِلى نَصِّ اللِّسَانِ والعُبَابِ بَعْدَ ذِكْرِ قَوْلِ بِشْرٍ ما نَصُّه : والطائِرُ الذِي لا وَكْرَ له هو طائرٌ يُخْبِرُ عنه البَحْريُّون أنّه لا يَسْقُطُ إِلاَّ رَيْثَمَا يَجْعَلُ لِبَيْضِهِ أَفْحُوصاً مِن تُرَابٍ ويَبِيضُ ويُغَطِّي عَلَيْهِ ولا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَهُ : ويَبِيضُ ليس فيما نَصَّ عَليه الصَّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ عن البَحْرِيَّين وهو بَعْدَ قَوْلِه : لِبَيْضِهِ غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه ويَطِيرُ أَي : ثُمَّ يَطِيرُ في الهَوَاءِ وبَيْضُهُ يتَفَقَّسُ وفي بعض النسخ : يَنْفَقِشُ بِنَفْسِهِ عندَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ فإِذا أَطَاقَ فَرْخُهُ الطَّيَرَانَ كَانَ كَأَبَوَيْهِ في عَادَتِهِمَا فهذه العِبَارَةُ سِيَاقُهَا في وَصْفِ الطُّيْرِ الآخَرِ الذيِ قَالَهُ بَشْرٌ في المِصْرَاعِ الأَخِيرِ فتأَمَّلْ ذلك
ومَنْكِبٌ أَشْرَفُ : عَالٍ وهو الذي فيه ارْتِفَاعٌ حَسَنٌ وهُوَ نَقِيضُ الأَهْدِإ
وأُذُنٌ شَرْفَاءُ : طَوِيلَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وزاد غيرُه : قَائِمَةٌ مُشْرِفَةٌ وكذلك الشُّرَافِيَّةُ
قال : وشُرْفَةُ الْقَصَرِ بِالضَّمِّ : معروف ج : شُرَفٌ كَصُرَدٍ جَمْعُ كَثْرَةٍ ومنه حديثُ المَوْلِدِ : ( ارْتَجَسَ إيَوَانُ كِسْرَى فَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ شُرْفَةً ) ويُجْمَع أيضاً على شُرُفْات بضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِهَا وسُكُونِها ويُقَال أيضاً : إِنَّهَا جَمْعُ شُرُفَةٍ بضَمَّتَيْن وهو جَمْعُ قِلَّةٍ لأنه جَمْعُ سَلاَمَةٍ قال الشِّهَابُ : شُرُفَاتُ القَصْرِ : أَعَالِيهِ هكذا فَسَّرُوه وإِنَّمَا هي ما يُبْنَى علَى أَعْلَى الحائطِ مُنْفَصِلاً بَعْضُه مِن بَعْضٍ علَى هَيْئَةٍ مَعْرُوفةٍ
قال الأَصْمَعِيِّ : شُرْفَةُ الْمَالِ : خِيَارُهُ
وقَوْلُهُمْ : إِنِّي أَعُدُّ إِتْيَانَكُمْ شُرْفَة بِالضَّمِّ وَأَرى ذلك شُرْفَة أَيْ : فَضْلاً وشَرَفاً أَتَشَرَّفُ به وشُرُفَاتُ الْفَرَسِ بِضَمَّتَيْنِ : هَادِيهِ وقَطَاتُهُ . وأُذُنٌ شُرَافِيَّةٌ وشُفَارِيَّةٌ : إِذا كَانَتْ عَالِيَةً طويلةً عليها شَعَرٌ . قال غيرُه : نَاقَةٌ شُرَافِيَّةٌ : ضَخْمَةُ الأُذُنَيْنِ جَسْميَةٌ وكذلك نَاقَةٌ شَرْفَاءُ
والشُّرَافِيُّ كغُرَابِيٍّ : ثِيَابٌ بِيضٌ أو هو مَا يُشْتَرَ مِمَّا شَارَفَ أَرْضَ الْعَجَمِ مِن أَرْضِ الْعَرَبِ وهذا قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ
من المَجَازِ : أَشْرَافُكَ : أُذُنَاكَ وأَنْفُكَ هكذا ذَكَرُوا ولم يذْكُرُا لها واحداً والظَّاهرُ أَنَّ وَاحِدَهَا شَرَفٌ كسَبَبٍ وأسْبَابٍ وإنَّمَا سُمِّيَتِ الأُذُنُ والأُنْفُ شَرْفَاءَ لِبُرُوزِهَا وانْتِصَابِهَا وقَال عَدِيُّ ابنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ :
كَقَصِيرٍ إذْ لم يْجِدْ غَيْرَ أَن جَدْ ... دَعَ أَشْرَافَهُ لشُكْرٍ قَصِيرُ وفي المُحْكَمِ : الأَشْرَافُ : أَعْلَى الإِنْسَانِ واقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ على الأَنْف
والشِّرْيَافُ كَجِرْيَالٍ : وَرَقُ الزَّرْعِ إِذا طَالَ وكَثُرَ حتى يُخَافَ فَسَادُهُ فَيُقْطَعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقدْ شَرْيَفَهُ والنُّونُ بَدَل اليَاءِ لُغَةُ فيه وهما زَائِدَتان كما سيأْتي
ومَشَارِفُ الأَرْضِ : أعَالِيهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّومَشَارِفُ الشَّامِ قُرىً مِن أَرْضِ العَرَبِ تَدْنُو مِن الرِّيفِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدَةَ وقال غَيْره : من أَرْضِ اليَمَنِ وقد جاءَ في حديث سَطيحٍ : ( كان يسكنُ مَشَارِفَ الشَّامِ ) وهي : كُلُّ قَرْيَةٍ بَيْنَ بلادَ الرِّيفِ وبَيْنَ جَزيرَةِ العَرَبِ لأَنَّهَا أَشْرَفَتْ علَى السَّوادِ ويُقَال لها أَيضاً : المَزَارِعُ كما تقدَّم والبَرَاغِيلُ كما سَيَأْتِي قال أَبو عُبَيْدَةَ : مِنْهَا السُّيُوفِ الْمَشْرَفِيَّةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ يُقَال : سَيْفُ مَشْرَفِيٌّ ولا يُقَال : مَشَارِفِيٌّ لأَنَّ الجَمْعَ لا يُنْسَبُ إليه إذا كان علَى هذا الوَزْنِ لا يُقَال : مَهَالِبِيٌّ ولا : جَعَافِرِيٌّ ولا : عَبَاقِرِيٌّ كما في الصِّحاحِ وقال كُثَيِّرٌ :
فما تَرَكُوهَا عَنَوَةً عن مَوَدَّةٍ ... ولكنْ بحَدِّ المُشْرَفِيِّ اسْتَقَالَها وقال رُؤْبَةُ :
" والحَرْبُ عَسْرَاءُ اللِّقَاحِ المُغْزِي
" بالمَشْرِفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ وفي ضِرَامِ السِّقْطِ : مَشْرَفٌ : أَسْمُ قَيْنٍ كان يَعْمَلُ السُّيُوفَ
وأَبُو الْمَشْرَفِيِّ بفَتْحِ المِيمِ والرَّاءِ بِاسْمِ السَّيْفِ : عَمْرُو بنُ جَابرِ الحِمْيَريُّ يُقَال : إِنَّه أَوَّلُ مَوْلُودٍ بِوَاسِطَ
أَبو المَشْرَفِيِّش : كُنْيَةُ لَيْثٍ شَيْخِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وخَالِدٍ الحَذَّاءِ الرَّاوِي عَن أَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بنِ كُلَيْبٍ التَّمِيمِيِّ الكُوفِيِّ الرَّاوِي عن إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ قلتُ : وهو لَيْثُ بنُ أَبي سُلَيْمٍ اللَّيْثِيُّ الكُوْفِيُّ هكذا ذَكَرَه المُزَنِيُّ وقد ضَعَّفُوه لاِخْتِلاطِهِ كما في ديوان الذَّهَبِيِّ
شَرِفَ الرَّجُلُ كَفَرِحَ : دَامَ علَى أَكْلِ السِّنَامِ
شَرِفَتِ الأُذُنُ شَرَفاً كذا شَرِفَ الْمَنْكِبُ : أَي ارْتَفَعَا وأَشْرَفَا وقيل : انْتَصَبا في طُولٍ . شَرُفَ الرَّجُلُ كَكَرُمَ شَرَفاً مُحَرَّكَةً وشَرَافَةً : عَلاَ في دِينٍ أو دُيْنَا فهو شَرِيفٌ والجَمْعُ : أَشْرَافٌ وقد تقدَّم
وأَشْرَفَ الْمَرْبَأَ : عَلاَهُ كَشَرَّفَهُ تَشْرِيفاً هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ كتَشَرَّفَهُ وشَارَفَهُ مُشَارَفَةً وفي الصِّحاحِ : تَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ وأَشْرَفْتُهُ : أي عَلَوْتُهُ قال العَجَّاجُ :
" ومَرْبَإِ عَالٍ لِمَنْ تَشَرَّفَا
" أَشْرَفْتُهُ بلا شَفىً أَو بِشَفَى وفي اللِّسَانِ : وكذلك أَشْرَفَ علَى المَرْبَإِ : عَلاهُ
أَشْرَفَ عَلَيْهِ : اطَّلَعَ عليه مِن فَوْقٍ وذلك الْمَوْضِعُ مُشْرَفٌ كَمُكْرَمٍ ومنه الحديثُ : ( ما جاءَك مِن هذا الْمَالِ وأَنْتَ غَيرُ مُشْرِفٍ ولا سَائِلٍ فَخُذْهُ ) . أَشْرَفَ الْمَرِيضُ علَى الْمَوْتِ : إذا أَشْفَى عليه
أَشْرَفَ عَلَيْهِ : أَشْفَقَ قال الشَّاعِرُ أَنْشَدَهُ اللَّيْثُ :
ومِنْ مُضَرَ الْحَمْرَاءِ إِشْرَافُ أَنْفُسٍ ... علينا وحَيَّاهَا إِليْنَا تَمَضَّرا ومُشْرِفٌ كَمُحْسِنٍ : رَمْلٌ بِالدَّهْنَاءِ قال ذُو الرُّمَّةِ :
إِلَى ظُعُنٍ يَعْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ ... شِمَالاً وعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ مُشَرَّفٌ كَمُعَظَّمٍ : جَبَلٌ قال قَيْسُ بن عَيْزارَةَ :
فإنَّكَ لَوْ عَالَيْتَهُ في مُشَرَّفٌ ... مِنَ الصُّفْرِ أَوْ مِن مُشْرِفَاتِ التَّوائِم هكذا فَسَّرَه أبو عمروٍ وقال غيرُه : أَي في قَصْرٍ ذِي شُرُفٍ مِنِ الصُّفْرِ . وشَرِيفَةُ كَسَفِينَةٍ بنتُ محمدِ بنِ الفَضْلِ الفُرَاوِيِّ حَدَّثَتْ عن جَدّها لأُمِّهَا طَاهِرٍ الشَّحّامِيِّ وعنها ابنُ عَسَاكِرَ
وشَرَّفَ اللهُ الْكَعْبَةَ تَشْرِيفاً مِن الشَّرَفَ مُحَرَّكَةً وهو المَجْدُ
شَرَّفَ فُلاَنٌ بَيْتَهُ تَشْرِيفاً : جَعَلَ له شُرَفاً ولَيْسَ مِن الشَّرَفِ . وتَشَرَّفَ الرَّجُلُ : صَارَ مُشَرَّفاً مِن الشَّرَفِ
وتُشُرِّفَ القَوْمُ بِالضَّمِّ أَي مَبْنِياً للمجْهُولِ : قُتِلَتْ أَشْرَفهُمُ ْ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ
واسْتَشْرَفَهُ حَقَّهُ : ظَلَمَهُ ومنه قَوْلُ ابنِ الرِّقَاعِ :ولَقَدْ يَخْفِضُ الْمُجَاوِرُ فيهمْ ... غَيْرَ مُسْتَشْرَفٍ ولاَ مَظْلُومِ اسْتَشْرَفَ الشَّيْءَ : رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيْهِ وبَسَطَ كَفَّهُ فَوْقَ حَاجَبِهِ كَالْمُسْتَظِلَّ مِن الشَّمْسِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال : ومنه قَوْلُ الحُسَيْنِ بنِ مُطَيْرٍ الأَسَدِيّ :
" فَيَا عَجَباً للنَّاسِ يَسْتَشْرِفُونَنِيكَأَنْ لم يَرَوْا بَعْدِي مُحِبّاً ولا قَبْلِي وأَصْلُه مِن الشَّرَفِ : العُلُوّ ؛ فإنَّه يُنْظَر إِليه من مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ فيكونُ أَكْثَرَ لإِدْرَاكِه وفي حديثِ الفِتَنِ : ( ومَنْ تَشْرَّفَ لها تَسْتَشْرِفَهُ فمَن وَجَدَ مَلْجَأً أَو مَعَاذاً فَلْيِعُذْ به ) منه حديثُ الأَضْحِيَهِ عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : ( أُمِرْنَا أَن نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ والأُذُنَ ) : أَي نتفقدها ونتأملها أي نَتَأَمَّلَ سَلاَمَتَهَا مِن آفَةٍ بهما لِئَلاَّ يَكُونَ فِيهِمَا نَقْصٌ مِن عَوَرٍ أَو جَدْع فآفَةُ العَيْنِ العَوَرُ وآفَةُ الأُذُنِ الجَدْعُ فإذا سَلِمَتِ الأُضْحِيَةُ منهما جَارَ أَنْ يُضَحِّيَ وقيل : مَعْنَاه أَيْ نَطْلُبَهُمَا شَرِيفَيْنِ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : شَرِيفَيَنْ بِالتَّمَامِ والسَّلاَمةَ وقيل : هو مِن الشُّرْفَةِ وهو خِيَارُ المالِ أَي : أُمِرْنَا أَن نًتًخًيَّرَهُمَا
وشَارَفَهُ مُشارَفَةً : فَاخَرَهُ في الشَّرَفِ أَيُّهما أَشْرَفُ فَشَرَفَهُ : إِذا غَلَبَهُ في الشَّرَفِ
واسْتَشْرَفَ : انْتَصَبَ ومنه حديثُ أَبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه ( أَنَّه كانَ حَسَنَ الرَّمْيِ فكان إِذا رَمَى اسْتَشْرَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِيَنْظُرَ إِلَى مَوْقِعِ نَبْلِهِ ) قال :
" تَطَالَلْتُ واسْتَشْرَفْتُهُ فَرَأَيْتُهُ فقُلْتُ له : آأَنْتَ زَيْدُ الأَرَامِلِ ؟ وفَرَسٌ مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الْخَلْقِ . وشَرْيَفَهُ : قَطَعَ شِرْيَافَهُ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : الاشْتِرَافُ : الانْتِصَابُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
والتَّشْرِيفُ : الزِّيَادَةُ ومنه قَوْلُ جَرِيرٍ :
" إذَا ما تَعَاظَمْتُم جُعُوراً فَشَرِّفُواجَحِيْشاً إِذَا آبَتْ مِنَ الصَّيْفِ عيرُهَا قال ابنُ سِيدَهُ : أَرَى أَنَّ مَعْنَاهُ : إذا عَظُمَتْ في أَعْيُنِكم هذه القَبِيلةُ مِن قبَائِلِكم فَزِيدُوا منها في جَحِيشِ هذه القَبِيلةِ القَلِيلَةِ الذَّلِيلة
والشِّرْفَةُ : أَعْلَى الشَّيْءِ
والشَّرَفُ : كالشُّرْفَةِ
والجَمْعُ أَشْرَافٌ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ قال الأَخْطَلُ :
" وقد أَكَلَ الْكِيرَانُ أَشْرَافَهَا الْعُلَىوأُبْقِيَتِ الأَلْوَاحُ والْعَصَبُ السُّمْرُ قال ابنُ بُزُرْجَ : قالُوا : لك الشُّرْفَةُ في فُؤَادِي علَى النَّاسِ
وأَشْرَفَ علَى الشَّيْءِ كتَشَرَّف عيه
ونَاقَةٌ شَرْفَاءُ : شُرَافِيَّةٌ
وضَبٌّ شٌرَافِيٌّ : ضَخْمٌ الأُذُنَيْنِ جَسِيمٌ ويَرْبُوعٌ شُرَافِيٌّ : كذلك قال :
وإنِّي لأَصْطَادُ الْيَرَابِيعَ كُلَّهَا ... شُرَافِيَّهَا والتَّدْمُرِيَّ الْمُقَصَّعَا وأَشْرَفَ لك الشَّيْءِ : أَمْكَنَكَ
وشَارَفَ الشَّيْءَ : دَنَا منه وقَارَبَ أَنْ يَظْفَرَ به وفيل : تَطَلَّعَ إلَيْهِ وحَدَّثَتْهُ نَفْسُه بهِ وتَوَقَّعَهُ
ومنه : فُلانٌ يتَشَرَّفُ إِبِلَ فُلانٍ أَي : يَتَعَيَّنُهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
وشَارَفُوهُمْ : أَشْرَفُوا عليهم
والإِشْرَافُ : الحِرْصُ والتَّهَالُكُ ومنه الحديِثُ : ( مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا بإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فيها ) وقال الشاعر :
" لَقَدْ عَلِمْتُ ومَا الإِشْرَافُ مِنْ طَمَعِيأَنَّ الذي هُوَ رِزْقي سَوْفَ يَأْتِينِي ونُهْبَةٌ ذَاتُ شَرَفٍ : أَي ذَاتُ قَدْرٍ وقِيمَةٍ ورِفْعَةٍ يَرْفَعُ النَّاسُ أَبْصَارَهم إليها ويَسْتَشْرِفُونَهَا ويُرْوَي بالسِّينِ وقد أَشَارَ له المُصَنِّفُ في ( س ر ف )
واشْتَسْرَفَ إِبِلَهم : تَعَيَّنَها لِيُصِيبَها بالعَيْنِ
ودَنٌّ شَارِفٌ : قَدِيمُ الخَمْرِ قال الأَخْطَلُ :
سُلاَفَةٌ حَصَلَتْ مِنْ شَارِفٍ حَلِقٍ ... كَأَنَّمَا فَارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُوشَرَّفَ النَّاقَةَ تَشْرِيفاً : كاد يَقْطَعُ أَخْلافَهَا بالصَّرِّ قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وأَنْشَدَ :
" جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ غِزَارِ
" مِنَ اللَّوا شُرِّفْنَ بِالصَّرارِ أَرادَ : مِنَ اللَّوَاتِي وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذلك بها ليَبْقَى بُدْنُها وسِمَنُهَا فيُحْمَل عليها في السَّنَةِ المُقْبِلَةِ
وثَوْبٌ مُشَرَّفٌ : مَصْبُوغٌ أَحْمَرُ وقال أَيْضاً : العُمْرِيَّةُ : ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بالشَّرَفِ وهو طِينٌ أَحْمَرُ وثَوْبٌ مُشَرَّفٌ : مَصْبُوغٌ بالشَّرَفِ وأَنْشَدَ :
أَلاَ لاَ يُغرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيَّةٌ ... علَى غَمْلَجٍ طَالَتْ وتَمَّ قَوَامُهَا ويَقَال : شَرْفٌ وشَرَفٌ للْمَغْرَةِ وقال اللَّيْثُ : الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحْمَرُ يقال له : الدَّارْ بَرْنَيان وقال الأًزْهَرِيُّ : والقَوْلُ ما قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ في المُشَرَّفِ
وكَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ مِن رؤَسَاءِ اليَهُودِ
وأًبو الشًّرْفًاءِ : مِن كًنَاهم قال :
" أَنا أَبو الشَّرْفَاءِ منَّاعُ الْخَفَرْ أراد : مَنَّاعَ أَهْلِ الخَفَرِ
والشُّرَفَا والأَشْرَفِيَّاتُ ومُنْيَةُ شَرَفٍ ومُنْيَةُ شَرِيفٍ قُرىً بمصرَ من أَعْمَالِ المَنْصُورَةِ ومُنْيَةُ شَرِيفٍ : أُخْرَى من الغَرْبِيَّةِ وأُخْرَى مِن المَنُوفِيَّةِ
ومُشَيْرَفُ مُصَغَّراً : قَرْيَةٌ بالمَنُفوفِيَّةِ وهي فيِ الدِّيوَانِ : شُمَيْرَفُ بتَقْدِيمِ الشّينِ كما سيأْتي
وكزُبَيْرٍ : شُرَيْفُ بنُ جِرْوَةَ بنِ أُسَيْد بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ في نَسَبِ حَنْظَلَةَ الكاتبِ
وإبراهيمُ بنُ شُرَيْفٍ عن أَبي طالبِ بنِ سَوَادَةَ وعنه عُمَرُ بنُ إبراهيمَ الحَدَّادُ . وشِرَافَةُ بالكَسْرِ قَرْيَة بالمَوْصِلِ ذكَره ابنُ العَلاءِ الفَرَضِيِّ
وشُرَّافَةُ المَسْجِدِ كتُفّاحةٍ والجَمْعُ : شَرَارِيفُ هكذا اسْتَعْمَلَهُ الفُقَهاءُ قال شيخُنَا : وهو من أَغْلاطِهِم كما نَبَّهَ عليه ابنُ بَرِّيّ ونَقَلَهُ الدَّمَامِينِيُّ في شَرْحِ التَّسْهِيلِ
وقَطَع اللهُ شُرُفَهُمْ - بضَمَّتَيْنِ - أي : أَنُوفَهم نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ
نَشِفَ الثَّوْبُ العَرَقَ كسَمِعَ قال ابنُ السِّكِّيتِ : وهو الفَصيحُ الذي لا يتُكَلَّمُ بغيرِه ونَشَفَ مثل نَصَرَ لغةٌ فيِه وكذلِك نَفَدَ يَنْفُدُ في نَفِدَ يَنْفَدُ قالَهُ ابنُ بزُرْجَ : أَي : شَرِبَه . ونَشِفَ الحَوْضُ الماءَ ونَشَفَ : شَرِبَه زادَ ابنُ السِّكِّيتِ : كتَنَشَّفَه . ونَشِفَ الماءُ في الأَرْضَ : ذَهَبَ ويَبِسَ والاسمُ النُّشَفُ مُحَرّكَةً . وقال ابنُ فارِسٍ : النَّشْفُ في الِحياضِ كالنَّزْحِ في الرَّكايَا . ويُقال : أَرْضٌ نَشِفَةٌ كَفَرِحَةٍ : بَيِّنَهُ النَّشَفِ : إذا كانَتْ تَنْشَفُ الماءَ أَي : تَشْرَبُه أَو يَنْشَفُ ماؤُها قالَ ابنُ الأَثيرِ : وأَصْلُ النَّشْفِ : دُخُولُ الماءِ في الأرَضِ والثَّوْبِ . والنَّشْفَةُ بالفتحِ : خِرْقَةٌ أو صُوفَةٌ يُنْشَفُ بُها ماءُ المَطَرِ وتُعْصَرُ في الأوَعْيِةِ وأَخْصَرُ مِن هَذا : صُوفَةٌ يُنْشَفُ بِها الماءُ من الأَرْضِ . والنُّشْفَة بالضّمِّ والَكْسرِ : الشَّيْءُ القَلِيلُ يَبْقَى في الإِناءِ مثل الجُرْعَة عَنْ أبِي حَنيفَةَ واقتَصَرَ على الضمِّ . والنُّشْفَةُ بالضمِّ : ما أُخِذَ من القِدْرِ بمِغْرَفَة حَارّاً فَحُسِىَ عن اللِّحيانِيِّ . والِنُّشْفَةُ بالتّثْلِيثِ ويُحَرُّكُ فهي أَربعُ لُغاتٍ : الضمُّ عن أَبي عمَرْوٍ والَكْسُر في الأَصْمَعِيِّ والأَمَوِيّ : هي النَّسْفَةُ بالسّينِ وهي الحِجارَةُ السُّودُ التي يُنَقَّى بها وَسَخُ الأَقْدامِ في الحَمّاماتِ ج : كَتْمرٍ وتِبْنٍ وكَسِرٍ ونُطَفٍ ونِطافٍ في تَمْرَةٍ وتِبْنَةٍ وكِسْرَةٍ ونُطْفَةٍ وفاتَه جَمْعُ المُحَرَّكِ ونَظِيرهُ ثَمَرَةٌ وثمَرَ . ٌ ذَكَره الصّاغانِيُّ ولعَلَّ سَبَبَ تركِه قولُ سِيبَوَيْهِ ما نَصُّه : فَأَمّا النَّشَفُ فاسْمٌ للجَمْعِ وليسَ بجَمْعٍ ؛ لأَنَّ فَعْلَهَ وفِعْلةَ ليسَ مما يُكَسَّرُ على فَعَلٍ فتأَمل . قال الَّلْيثُ : سُمِّيَ به لانْتِشافِه الوَسَخَ وقِيلَ : لتَنَشُّفِها الماءَ وأَنْشَدَ أَبو عَمْروٍ :
" طُوبَى لِمَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّةْ
" ونَشْفَةٌ يَمْلأُ مِنْها كَفَّهْ
وقالَ الأَصْمَعِيُّ : النَّشْفُ بالتَّسْكِينِ والنَّشَفُ بالتَّحْرِيكِ واحِدَتُه نَشْفَةٌ قالَ ابنُ بَرِّي : ونَظِيرُه حَلْقَةٌ وحَلَقٌ وفَلْكَةٌ وفَلَكٌ وحَمْأَةٌ وحَمَأٌ وبَكْرَةٌ وبَكَرٌ وفي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رضُيَ اللهُ عنه أَتَتْكُم الدُّهَيْماءُ تَرْمِى بالنَّشَفِ ثُمّ الَّتِي تَلِيها تَرْمِى بالرَّضَفِ يَعْنِي أَنّ الأَولَى من الفِتَنَ لا يُؤَثِّرُ في أَدْيانِ النّاسِ ؛ لخِفَّتِها والتي بَعْدَها كَهْيَئِة حِجارَةٍ وقَدْ أُحْمِيَتْ بالنارِ فكانَتْ رَضَفاً فهِيَ أَبْلَغُ . والنُّشافَةُ ككُناسَةٍ : الرَّغْوَةُ التي تَعْلُو الَّلَبَنَ إذا حُلِبَ وهو الزُّبْدُ والجُفالَة قاله ابنُ السِّكِّيتِ وقالَ اللِّحْيانِيُّ هي رَغْوَةُ اللَّبَنِ ولم يَخُصّ وقتَ الحَلْبِ كالنُّشْفَةِ بالضّمِّ وانْتَشَفَ النُّشافَةَ : شَرِبَها كما في الصِّحاحِ أَو أَخَذَها كما في اللِّسانِ . ويَقُولُ الصَّبِيُّ : أَنْشِفْنِي النُّشَافَةَ إنْشافاً أَشْرَبها : أَي اسْقِنِيَها كما في الصِّحاحِ . والنَّشُوفُ كصَبُورٍ : ناقَةٌ تَدِرُّ قَبْلَ نِتاجِها ثُمَّ تَذْهَبُ دُرَّتُها . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : لا يَكُونُ الفَتَى نَشَّافاً وهو بَمنْزِلَةِ النَّشّالِ كشدَاّدٍ وهو : مَنْ يَأْخُذُ حَرْفَ الجَرْدَقَةِ فيَغْمِسُه في رَأْسِ القِدْرِ ويَأْكُلُه دُونَ أَصْحابِه . والنَّشّافَةُ بهاءٍ : مِنْديلٌ يُتَمسَّحُ بِه ومنه الحَدِيثُ : كانَ لهَ صَلَّى اللهُ عليِه وسَلَّمَ نَشّافَةٌ يُنَشِّفُ بها غُسالَةَ وَجْهِهِ يعنِي مِنْدِيلاً يَمْسَحُ بِهِ وَضُوءَه قالهُ ابنُ عَبّادٍ . وناقَةٌ مِنْشافٌ : إذا كانَتْ تُرَى مَرّةً حافِلاً ومَرَّةً ما فِي ضَرْعِها لَبَنٌ وإنّما يَكُونُ ذلِكَ حِينَ يَدْنُو نِتاجُها
ومن المَجازِ : نَشَفَ المالُ كنَصَرَ : ذَهَبَ وهَلَكَ عن ابنِ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيِّ . وأَنْشَفَت النّاقَةُ : إذا وَلَدَتْ ذَكَراً بعدَ أُنْثَى عن ابنِ عَبّادٍ . ونَشَّفَ الماءَ تَنْشِيفاً : أَخَذَه بخِرْقَةٍ ونَحْوِها ومنه الحَدِيثُ : فقُمْتُ أَنا وأُمُّ أَيُّوبَ بقَطِيفَةٍ مالَنَا غيرُها نُنَشِّفُ بِها الماءَ . وانْتُشِفَ لَوْنُه مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ : أَي تغَيَّرَ حَكَاهُ يَعْقُوبُ واللِّحْيانِيُّ والسينُ لُغَةٌ وقد تَقَدَّم
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : نَشَفَ الماءَ يَنْشِفُه نَشْفاً من حَدِّ ضَرَبَ : أَخَذَه مِنْ غَدِيرٍ أَو غَيْرِه بخِرْقَةٍ أَو غَيْرِها كما في الِّلسانِ والمِصْباحِ . والنُّشافَةُ بالضمِّ : ما نَشِفَ من الماءِ . وانْتَشَفَ الوَسَخَ : أَذْهَبَه مَسْحاً ونحوهَ . والنُّشافَةُ بالضمِّ : ما أُخِذَ من القِدْرِ وهو حارُّ . ونَشَّفَت الإِبِلُ تَنْشِيفاً : صارَتْ لأَلْبانِها نُشافَةٌ وحكَىَ يَعْقُوبُ : أَمْسَتْ إَبِلُكُم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي : أَي لَها نُشافَةٌ ورَغْوَةٌ كما في الصِّحاحِ . وقال النَّضْرُ : نَشَّفَت النّاقَةُ تَنْشِيفاً فهي مُنَشِّفٌ وهو أَنْ تَراهَا مَرّةً حافِلاً ومرّةً لا . والنَّشْفُ : اللَّوْنُ ويُروْىَ بَيْتُ أبِي كَبِيرٍ :
وبياضُ وَجْهِكَ لَمْ تَحْلْ أَسْرارُه ... مِثْلُ الوَذِيلَةِ أَو كَنَشْفِ الأَنْضُرِ قلتُ : والِّروايَةُ كشَنْفِ الأَنْضُرِ قالَ أَبُو سَعِيدٍ : هو من الشُّنُوفِ . وإبْراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ سَعِيِد بنِ النَّشَفِ النَّشَفِيُّ مُحَرّكَةً الواسِطيُّ سَمِعَ ببَغْدادَ من أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ البَنْدَنِيجِيِّ وسُلَيْمانَ وعَلِيّ ابْنِي المَوْصِلِيِّ وابنُ أخِيِه مُحَمَّدُ بنُ سَعِيِد ابنِ مُحمَّدِ بنِ سَعِيدٍ سمِعَ مع عَمِّه عَلَيْهما نَقَلَه الحافِظُ