" نَسَجَ " الحائكُ " الثَّوْبَ يَنْسِجُه " بالكسر " ويَنْسُجه " بالضّمّ نَسْجاً . فانْتَسَجَ . والنَّسْجُ معروفٌ . ونَسَجَت الرِّيحُ الوَرَقَ والهَشِيمَ : جَمَعتْ بَعْضهُ إِلى بَعْضٍ . قيل : ونَسَجَ الحائكُ الثَّوْبَ من ذلك لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة " فهو ناسِجٌ وصَنْعَتُه النِّسَاجةُ " بالكسر " والموضِع " منه " مَنْسَجُ ومَنْسِجٌ " كمَقْعَد ومَجْلِس . من المجاز : نَسَجَ " الكَلامَ " . إِذا " لَخَّصَه " والشّاعرُ الشِّعْرَ : نَظَمَه وحَاكَه الكَذّابُ الزُّورَ : " زَوّرَه " ولَفَّقَه . المِنْسَج " كمِنْبَرٍ " والمِنْسِج " بكسرهما : قال ابن سيده : خَشَبَةٌ و " أَداةٌ " مُستعمَلَةٌ في النِّساجة التي " يُمَدّ عليها الثَّوْبُ ليُنْسَجَ " . وقيل : المِنْسَج بالكسر لا غيرُ : الحَفُّ خاصَّةً . وقال الأَزهريّ : مِنْسَجُ الثَّوْبِ بكسر الميم ومَنْسِجه : حيث يُنْسَج ؛ حكاه عن شَمِرٍ . المِنْسَج " من الفَرَسِ : أَسْفَلُ مِن " حارِكِه وكذا المَنْسِج بفتح الميم وكسر الشين . وقيل : هو ما بين العُرْفِ ومَوْضِع اللِّبْد . قال أَبو ذُؤيب
" مُسْتَقْبِلَ الرِّيحِ تَجْرِي فَوْقَ مَنْسِجِهإِذا يُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ والعَضُدُ
وفي التهذيب : المِنْسَج : المُنْتَبِر من كاثِبَةِ الدَّابَّةِ عند مُنتَهَى مَنْبِتِ العُرْفِ تحت القَرَبُوسِ المُقَدَّمِ . وقيل : سُمِّيَ مِنْسَجُ الفَرسِ لأَنّ عَصَبَ العُنُقِ يَجئُ قبَلَ الظَّهْر وعَصَبَ الظَّهْر يَذْهَب قِبَلَ العُنُقِ فَينْسِج على الكَتِفَيْنِ . وعن أَبي عُبيد : المَنْسِج والحارِكُ : ما شَخَصَ من فُرُوعِ الكَتِفيْنِ إِلى أَصْلِ العُنُق إِلى مُسْتَوَى الظَّهْرِ والكاهِلُ : خَلْفَ المَنْسِج . وفي الحديث : " رِجالٌ جاعِلُو رِمَاحِهم على مَناسِجِ خُيُولِهم " . وقيل : المِنْسَج للفَرَس : بمنزِلةِ الكاهِلِ من الإِنسانِ والحارِكِ من البَعير . من المجاز : " هو نَسِيجُ وَحْدِه " قال ثعلب : الّذي لا يُعْمَل على مِثَالِه مِثْلُه يُضْرَب مَثَلاً لكلِّ مَن بُولِغَ في مَدْحِه وهو كقولك : فلانٌ واحِدُ عَصْرِه وقَريعُ قَوْمِه . فنَسيج وَحْدِه : أَي " لا نَظيرَ له في العِلْم وغيرِه " وأَصلُه في الثَّوْبِ " وذلك لأَنّ الثَّوبَ إِذا كان رَفيعاً " - وفي بعض الأُمهات : كريماً - " لم يُنْسَجْ على مِنْوالِه غَيْرُه " لدِقَّته وإِذا لم يَكن كَريماً نَفيساً دَقيقاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدَى عِدّةِ أَثوابٍ وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعولٍ ولا يقال إِلاّ في المَدْحِ . وفي حديث عائشةَ : أَنها ذكرت عُمرَ تَصِفُه فقالت : " كان واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسيجَ وَحْدِه : أَرادت أَنه كان مُنقطِعَ القَرِينِ . من المجاز : نَسَجَت النَّاقةُ في سَيْرِها تَنْسِجُ وهي نَسُوجٌ : أَسْرَعَتْ نَقْلَ قَوائِمها . وقيل : " ناقَةٌ نَسُوجٌ " : التي " لا يَضْطرِب عَليها الحِمْلُ " هكذا في سائر النُّسخ ولا أَدْري كيف ذلك والذي صَرَّح به غيرُ واحدٍ من الأَئمّة : النَّسُوجُ من الإِبل : التي لا يَثْبُت حِمْلُها ولا قَتَبُها عليها إِنّما هو مَضْطَرِبٌ . وناقة نَسُوجٌ وَسُوجٌ : تَنْسِجُ وتَسِجُ في سَيْرها وهو سُرعةٌ نَقْلِها قَوَائِمَها . " أَو " النَّسُوجُ من الإِبل : " التي تُقدِّمه " أَي الحِمْلَ " إِلى كاهِلِهَا لِشدّةِ سَيْرِها " وهذا عن ابن شُمَيْل . من المجاز : " نَسْجُ الرِّيحِ الرَّبْعَ : أَنْ يَتَعاوَرَه رِيحانِ طُولاً وعَرْضاً " لأَنّ النّاسِجَ يَعترِضُ النَّسِيجةَ فيُلْحِمُ ما أَطالَ من السَّدَى . " والنَّسّاج : الزَّرَادُ " هو الّذي يَعمل الدُّروعَ رُبما سُمِّيَ بذلك . من المجاز : النَّسَاج : " الكَذّابُ " المُلفِّقُ . " والنُّسُج بضمَّتينِ : السَّجّادَاتُ " نقَله ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ . ومما يستدرك عليه : نَسَجَت الرِّيحُ التُّرابَ : سَحَبَتْ بَعْضَه إِلى بَعْض . والرِّحُ تَنْسِجُ التُّرابَ إِذا نَسَجَت المَورَ والجَوْلَ على رُسومِها . والرِّيح تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طَرائقُ كالحُبُك قال زُهَيْرٌ يَصِفُ وادياً :
مُكلَّلٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ يَنْسِجُه ... رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مائِه حُبُكُ ونَسَجَ العَنكبوتُ نِسْجَها والشاعر يَنسِجُ الشِّعْرَ ويَحوكُه ونَسَجَ الغَيْثُ النَّباتَ كلّ ذلك على المَثَل . وفي حديث جابرٍ : " فقام في نِساجة مُلْتحِفاً بها " . قال ابن الأَثير : هي ضَرْبٌ من المَلاحِفِ منسوجة كأَنها سُمِّيَتْ بالمَصدر
نَقَطَ الحَرْفَ يَنْقُطُه نَقْطاً ونَقَّطَهُ تَنْقِيطاً : أَعْجَمَهُ فهُوَ نَقّاطٌ . والاسْمُ النُّقْطَةُ بالضَّمِّ وهو رَأْسُ الخَطِّ . وفي الصّحاح نَقَطَ : الكِتابَ يَنْقُطُه نَقْطاً ونَقَّطَ المَصَاحِفَ تَنْقِيطاً فهو نَقَّاطٌ ج : النُّقَطُ كصُرَدٍ وكِتابٍ الأَخِيرُ مِثْلُ بُرْمَةٍ وبِرَامٍ نَقَلهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي زَيْدٍ . ومنه قَوْلُهُمْ : في الأَرْضِ نِقَاطٌ مِنَ الكَلإِ ونُقَطٌ مِنْهُ لِلْقِطَعِ المُتَفَرِّقَةِ مِنْهُ وهو مَجَازٌ
وقَدْ تَنَقَّط المَكَانُ إِذا صَارَ كَذلِك . ومِن المَجَازِ : تَنَقَّطَ الخَبَرَ أيْ أَخَذَه شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ أَوْ هُوَ تَصْحِيفُ تَبَقَّطَتْ بالمُوَحَّدَة كما تَقدَّم . ووَقَعَ في الأَسَاسِ : تَنَقَّطْتُ الخُبْزَ : أَكَلْتُه نُقْطَةً نُقْطَةً أَي شَيْئاً فشَيْئاً فإِنْ لَمْ يَكُنْ تَصْحِيفاً من الخَبَرِ وإِلاَّ فَهُوَ مَعْنىً جَيِّدٌ صَحِيحٌ
والنّاقِطُ والنَّقِيطُ : مَوْلَى المَوْلَى وكَأَنَّ نُونَ النّاقِطِ مُبْدَلَةٌ من المِيمِ . ونُقْطَة بالضَّمِّ : عَلَمٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : النَّقْطَةُ بالفَتْحِ فَعْلَةٌ وَاحِدَة . ويُقَالُ : نَقَّطَ ثَوْبَهُ بالزَّعْفَرَانِ والمِدَاد تَنْقِيطاً نَقَلَهُ اللَّيْثُ . ونَقَّطَتِ المَرْأَةَ وَجْهَهَا وخَدَّهَا بالسَّوادِ تَتَحَسَّنُ بِذِلِكَ
وكِتَابٌ مَنْقُوطٌ : مَشْكُولٌ . ويُقَالُ : أَعْطاهُ نُقْطَةً من عَسَلٍ وهو مَجَازٌ . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ : ما بَقِيَ من أَمْوَالِهِم إِلاَّ النُّقْطَةُ وهي قِطْعَةٌ مِنْ نَخْلٍ وقِطْعَةٌ مِنْ زَرْعٍ ها هنا وها هنا وهو مَجَازٌ
ويُقالُ : التَّنُّومُ يَنْبُتُ نِقَاطاً في أَماكِنَ تَعْثُرُ عَلَى نُقْطَةٍ ثُمَّ تَقْطَعُهَا فَتَجِدُ نُقْطَةً أَخْرَى كَما في الأَسَاسِ . والنُّقْطَةُ بالضَّمِّ : الأَمْرُ والقَضِيَّةُ ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها رَصِيَ الله عَنْهُمَا : فَمَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطَةِ إلاَّ طارَ أَبِي بحَظِّهَا هكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ وضَبَطَهُ الهَرَوِيُّ بالمُوَحَّدَةِ
وقَد سَبَقَ ورَجَّحَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ الرّوَايَةَ الأُولَى - وهو النُّونُ - بقَوْلِهِ : يُقَالُ عِنْدَ المُبَالَغَة في المُوافَقَةِ وأَصْلُهُ في الكِتَابَيْن يُقَابَلُ أَحَدُهُمَا بالآخَرِ ويُعَارِضُ
فيُقَالُ : ما اخْتَلَفا في نُقْطَةٍ يَعْنِي من نُقَطِ الحُرُوف والكَلِمَاتِ أَيْ أَنَّ بَيْنَهُمَا من الاتِّفَاقِ ما لَمْ يَخْتَلِفَا مَعَهُ فِي هذا الشَّيْءِ اليَسِيرِ . وابْنُ نُقْطَةَ بالضَّمِّ : هُوَ الحَافِظُ مُعِينُ الدِّينِ مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِيّ بنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ شُجَاعِ بن أَبِي نَصْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُقْطَةَ البَغْدَادِيّ الحَنْبَلِيّ أَحَدُ أَئمَّة الحَدِيثِ وُلِدَ بِبَغْدَادَ سنة 576 وأَلَّفَ التَّقْيِيد في مَعْرِفَةِ رُوَاةِ الكُتُبِ والأَسَانِيدِ في مُجَلِّدٍ والمُسْتَدْرَك على إِكمال ابن مَاكُولاَ
وسُئِلَ عن نُقْطَةَ فقَال : هِي جَارِيَةٌ عُرِفَ بِها جَدُّ أَبِي وتُوُفِّيَ سنة 629 كذا في ذَيْلِ الإِكْمَالِ لابْنِ الصَّابُونِيّ . والنِّقِيطَةُ كسَفِينَةٍ : قَرْيَةٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ المَرْتاحِيَّة . ومِنْهَا شَيْخُنَا الإِمَامُ الفَقِيهُ المُعمَّرُ سُلَيْمَانُ بنُ مُصْطَفَى بنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيطِيّ مُفْتِي الحَنَفِيَّةِ بمِصْرَ . وُلِدَ سنة 1095 تَقْرِيباً وأَخَذَ عن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بن مُحَمّد العقدِيّ وشاهِينَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عامِرٍ الأَرْمناوِيّ الحَنَفِيَّيْنِ وغَيْرِهِما وتُوُفِّي سنة 1170 ووَلَدُه الفَقِيهُ العَلاَّمةُ مُصْطَفَى بنُ سُلَيْمَانَ جَلَسَ بَعْدَ أَبِيهِ ودَرَّسَ وأَفْتَى مع سُكُونٍ وعَفافٍ وتُوُفِّي سنة 1180 في 6من رَبِيعٍ الثانِي . ومِنْ أَمْثَالِ العَامّةٍ : هو نُقْطَةٌ في المُصْحَف إِذا اسْتَحْسَنُوه . ونَقَّطَ بِهِ الزَّمَانُ ونَقَطَ أَيْ جادَ بِهِ وسَمَحَ
ويُرْوَى لعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه : العِلْمُ نُقْطَةٌ إِنَّمَا كَثَّرَها الجَاهِلُون . وتُصَغَّرُ النُّقْطَةُ على النُّقَيْطَةِ