العَيْشُ : الحَيَاةُ وقد عاشَ الرَّجُلُ يَعِيشُ عَيْشاً ومَعَاشاً ومَعِيشاً ومَعِيشَةً وعِيشَةً بالكَسْرِ وعَيْشُوشَةً وفَاتَهُ مِنَ المَصَادِرِ : المَعُوشَةٌ بلُغَةِ الأَزْدِ وقَدْ أَفْرَدَ لَهَا تَرْجَمَة وقال الجَوْهَرِيّ : كلُّ وَاحِدٍ من المَعَاشِ والمَعِيش يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَراً وأَنْ يكونَ اسْماً مِثْلُ مَعَابٍ ومَعِيبٍ ومَمَالٍ ومَمِيلٍ وقالَ رُؤْبَةُ :
أَشْكُو إِلَيْكَ شِدَّةَ المَعِيشِ ... وجَهْدَ أَعْوَامٍ بَرَيْنَ رِيشِي وأَعاشَهُ اللهُ عِيشَةً راضِيَةً قالَ أَبو دُوَادٍ وقد سَأَلَهُ أَبُوه : ما الَّذِي أَعاشَكَ بَعْدِي ؟ فأَجَابَه :
آعَاشَنِي بَعْدَكَ وَادٍ مُبْقِلُ ... آكُلُ من حَوْذانِهِ وأَنْسِلُوكَذلِكَ عَيَّشَهُ تَعْيِيشاً . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : العَيْشُ : الطَّعَامُ يَمَانِيَةٌ . والعَيْشُ : ما يُعَاشُ بِهِ يُقَال : آلُ فُلانٍ عَيْشُهُم التَّمْرُ ورُبَّمَا سَمَّوا الخُبْز عَيْشاً وهِيَ مُضَرِيّة . والمَعِيشَةُ : التي تَعِيشُ بِهَا من المَطْعَمِ والمَشْرَبِ قالَهُ اللَّيْثُ . والعَيْشُ والمَعِيشَةُ : مَا تَكُونُ بِهِ الحَيَاةُ . والمَعَاشُ والمَعِيشُ والمَعِيشَةُ : ما يُعَاشُ بِهِ أَو فِيهِ فالنَّهارُ مَعَاشٌ والأَرْضُ مَعَاشٌ للخَلْقِ يَلْتَمِسُونَ فيها مَعَايِشُهمْ . ج أَي جَمْعُ المَعِيشَة : مَعَايِشُ بلا هَمْزٍ إِذا جَمَعْتَهَا على الأَصْلِ وأَصْلُهَا مَعْيَشَةٌ وتَقْدِيرُهَا مَفْعَلَة واليَاءُ أَصْلِيَّة مُتَحَرِّكَة فلا تُقْلَبُ في الجَمْعِ همزَةً وكَذلِكَ : مَكَايلُ ومَبَايعُ ونحوُهَا وإِن جَمَعْتَها على الفَرْعِ هَمَزْتَ وشَبَّهْتَ مَفْعَلَةً بفَعِليَةٍ كما هُمِزَت المَصَائِبُ ؛ لأَنَّ الياءَ ساكِنَةٌ ومن النَّحْوِيِّين مَنْ يَرَى الهَمْزَ لَحْناً كَما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقد قُرِئّ بِهِمَا قولُه تَعَالَى : وجَعَلْنا لَكُم فِيهَا مَعَايِشَ . وأَكْثَرُ القُرّاءِ على تَرْكِ الهَمْزِ إِلاَّ ما رُوِىَ عن نافِعٍ فإِنّه هَمَزَها وجَمِيعُ النّحويِّين البَصْرِيِّين يَزْعُمُون أَنّ هَمْزَهَا خَطَأٌ . قُلْتُ : والَّذِي قرأَ بالهَمْزِ زَيْدُ بن عَلِيّ والأَعْرَجُ وحُمَيْدُ بن عُمَيْرٍ عَنْ نافِعٍ وأَمّا تَفْسِيرُهَا في هذِهِ الآيَةِ فيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ما يَتَعَيَّشُونَ بهِ ويَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الوُصْلَةَ إِلى ما يَتَعَيَّشُونَ به وأُسْنِدَ هذا القَوْل إِلى أَبِي إِسْحَاقَ وقَوْلُهُ تَعَالَى : فإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً . قالَ : وأَكْثَرُ المُفَسِّرينَ أَنّ المَعِيشَة الضَّنْك : عذَابُ القَبْرِ وقِيلَ : إِنّ هذِه المَعِيشَةَ الضَّنْكَ في نارِ جَهَنَّم . ورَجُلٌ عايشٌ : لَهُ حالَةٌ حَسَنَةٌ . وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عايِش الحَضْرَمِيّ شامِيٌّ مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِه لَهُ حَدِيثٌ لَمْ يَقُلْ فِيهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلم جاءَ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بن أَبِي كَثِير عَنْ زَيْدِ بنِ سَلاّمٍ عن أَبِي سلاّم عن عَبْدِ الرّحْمنِ ابنِ عائِشٍ عَنْ مالِكِ بن يُحَامِر . وزَيْدُ بن عايِشٍ المُزَنِيُّ وأَبُو عَيّاشٍ : زَيْدُ بنُ الصّامِتِ أَو ابنُ النُّعْمَانِ وعَيّاشُ بن أَبِي رَبِيعَةَ وابنُ أَبي ثَوْرٍ : صحابِيُّون . وعَيّاشُ بنُ أَبي مُسْلِم وابنُ عَبْدِ اللهِ وابنُ مُوَنِّس وابنُ أَبي سِنَانٍ وابنُ عَبْدِ اللهِ اليَشْكُرِيُّ وابنُ عَبْدِ الله بنِ أَبِي مُعَلَّى وابنُ عُقْبَةَ وابنُ عَبّاسٍ القِتْبانِيُّ وابنُ الوَلِيدِ وابنُ الفَضْلِ وابنُ عَمْروٍ وأَبُو بَكْرٍ وحَسَنٌ وعُمَرُ أَبْنَاءُ عَيّاشٍ واسْمَاعِيلُ بنُ عَيّاشٍ ومُحَمَّدُ بنِ عَلِيِّ بنِ عَيّاشٍ بن شَمَّامٍ وإِبْرَاهِيمُ بنُ مَسْعُودِ بنِ عَيّاشٍ : مُحَدِّثُونَ . وعَايِشُ بنُ أَنَسٍ : حَدَّثَ عن عَطَاءٍ . وبَنُو عايِشِ بنِ مالِكِ بنِ تَيْمِ الله إِليه يُنْسَب الصَّعْقُ بنُ حَزْنٍ العَايِشِيّ وغيرُه من العَايِشِيِّينَ . وعِيشُ بالكَسْرِ ابنُ حَرامٍ وابنُ أَسِيدٍ كِلاَهُمَا في قُضَاعَةَ وابنُ ثَعْلَبَةَ في بَني الحارِثِ بنِ سَعْدٍ وابنُ عَبْدِ بنِ ثَوْرٍ في مُزَيْنَةَ وابنُ خَلاوَةَ في غَطْفَانَ . وعائِشَةُ : عَلَمٌ للرِّجَالِ وللنِّسَاءِ منهم : ابنُ نُمَيْرِ بنِ وَاقِفٍ وله بِئْرُ عائِشَةَ بقُرْبِ المَدِينَةِ وابنُ عَثْمٍ ومِنْهُ المَثَلُ : أَضْبَطُ من عائِشَةَ وسَيَأْتِي أَو هو بالسِّينِ من العُبُوسِ . وعَيْشَانُ : ة بِبُخارَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . والمُتَعَيِّشُ : مَنْ لَهُ بُلْغَةٌ مِنَ العَيْشِ قاله اللَّيْثُ ويُقَال : إِنّهُمْ لَيَتَعَيَّشُونَ وقِيلَ : المُتَعَيِّشُ : المُتَكَلِّفُ لأَسْبَابِ المَعِيشَةِ . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : عَايَشَةُ مُعَايَشَةً : عَاشَ مَعَهُ كقَوْلِهِمْ عَاشَرَهُ قالَ قَعْنَبُ بنُ أُمِّ صاحِبٍ :وقد عَلِمْتُ على أَنِّي أُعَايِشُهُمْ ... لا تَبْرَحُ الدَّهْرَ إِلاّ بَيْنَنا إِحَنُ والعِيْشَةُ بالكَسْرِ : ضَرْبٌ من العَيْشِ يُقَال : عَاشَ عِيشَةَ صِدْقٍ وعِيْشَةَ سُوءٍ ويَقُولُون : الأَرْضُ مَعَاشُ الخَلْقِ والمَعَاشُ : مَظِنَّةُ المَعِيشَةِ . وقولُه تَعالَى : وجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً . أَي مُلْتَمَساً للعَيْشِ . وفي مَثَلٍ : أَنْتَ مَرَّةً عَيْشٌ ومَرَّةً جَيْشٌ أَيْ تَنْفَعُ مَرَّةً وتَضُرُّ أُخْرَى وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : مَعْنَاهُ أَنْتَ مَرَّةً في عَيْشٍ رَخِيٍّ ومَرَّةً في جَيْشٍ غَزِيّ وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ لِرَجُلٍ : كَيْفَ فُلانٌ ؟ قالَ : عَيْشٌ وجَيْشٌ أَيْ مَرّةً مَعِي ومَرَّةً عَلَيَّ . وبَنُو عَائِشَةَ : بَطْنٌ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِم العَائِشِيُّ ولا تَقُل : العَيْشِيّ قالَهُ اللّيْثُ وأَنشَد : عَبْدَ بَنِي عائِشَةَ الهُلاَبِعَا . وَسَمَّوا عَيْشاً بالفَتْحِ ومُعَيِّشاً كمُحَدِّثٍ . والعَيْشُ : الزَّرْعُ بلُغَةِ الحجَازِ نقله الزَّمَخْشَرِيُّ . وتَعَايَشُوا بأُلْفَةٍ ومَوَدَّةٍ . وعَايِشُ بنُ الظَّرِبِ بنِ الحارِثِ بنِ فِهْرٍ جاهِلِيٌّ وبِنْتُه مَجْدُ هي أُمُّ أَولادِ كَعْبِ بنِ ضَمْرَةَ بنِ بَكْرِ ابنِ عَبْدِ مَناةَ بنِ كِنَانَةَ . وعَايِشٌ : جَدُّ عُوَيمِرِ بنِ ساعِدَةَ البَدْرِيّ . وعَيْشُون عَلَمُ جَمَاعَة . وأَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَيّاشٍ العَيّاشِيُّ عن جَدِّهِ عن ابنِ المنَاوِيّ ذكره أَبو سَعْد المالينِيّ . وعُبَيْدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ حَفْصِ العَيْشِيُّ نسبة إِلى جَدَّتِه عائِشَةَ سَمِعَ حَمّادَ بنَ سَلَمةَ . وأَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بنُ مُنْذِرٍ العَيْشِيُّ الأَسْتَرَابَاذِيّ كَتبَ عنه أَبُو القاسِمِ مات سنة 382 . ومحمَّدُ بنُ نَسِيمٍ العَيْشُونِيّ حَدَّثَ عن العَلاّفِ وغَيْرِه . وآيَةُ عَيّاشِ : مَدِينَةٌ بالمَغْرِبِ وقد نُسِب إِلَيْهَا أَجِلَّةُ أَهْلِ العِلْمِ من المُتَأَخِّرِينَ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الرّحْلَةُ أَبُو سالِمٍ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أَبي بَكْرٍ العَيّاشِيّ قَرأَ بالمَغْرِب على الإِمَامِ عبدِ القادِرِ بنِ عَلِيٍّ الفاسِيّ وأَحْمَدَ بنِ مُوسَى الأَبّارِ وغَيْرِهِمَا وبالمشرِقِ عَلَي الحافِظِ البَابلِيّ والشَّبْرَامَلسِيّ والخَفَاجِيّ والمَزّاحِيّ والثَّعَالِبِيّ والكُرْدِيّ حَدّثَ عنه شُيُوخُ مَشَايِخنَا . وأَبو العَيْشِ : كُنْيَةُ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ القَاسِمِ بن إِدْرِيس الحَسَنِيِّ بالمَغْرِبِ . وأَبو العَرَبِ إِسماعِيلُ بنُ مَفْرُوحِ ابنِ عبدِ المَلِكِ الكِنَانِيُّ السَّبْتِيُّ يُعْرَفُ بابْنِ مَعِيشَة قَدِمَ العِرَاقَ ومَدَحَ الظَّاهِرَ غازِيَ بنَ صَلاَح الدّين فأَكْرَمَهُ وأَجازَهُ ومات بمصر سنة 587
فصل الغين المعجمة مع الشين
نَكِد عَيْشُه كفَرِحَ : اشتَدَّ وعَسُرَ يَنْكَد نَكَداً ورجُلٌ نَكِدٌ عَسِرٌ وفيه نَكَادةٌ نَكِدَت البِئْرُ : قَلَّ مَاؤُها كنَكَزَتْ وماءٌ نُكْدٌ أَي قَلِيل . ونَكَد الغُرَابُ كنَصَر : اسْتَقْصَى في شَحِيجِه كأَنَّه يَقِيُّء كَتَنَكَّد كما في الأَساس نَكَد زَيْدٌ حاجَةَ عمْرٍو : منَعه إِيَّاها وعبارةُ اللسان ونَكَده حاجَتَه : منَعه إِيَّاها نَكَد فُلاناً : منَعَه ما سأَلَه أَو نَكَده ما سأَله يَنْكُدُه نَكْداً : لَمْ يُعْطِه منه إِلاَّ أَقَلَّهُ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
مِن البِيضِ تُرْغِينَا سُقَاطَ حدِيثِها ... وتَنْكُدُنَا لَهْوَ الحَدِيثِ المُمنَّعِ تُرْغِينَا أَي تُعْطِينَا منه ما لَيْسَ بِصَرِيحٍ . وتَنْكُدُنا : تَمْنَعُنَا . نُكدَ الرجُلُ كعُنِيَ فهو مَنْكُود : كَثُرَ سُؤّالُه وقَلَّ نائِلُه وفي اللسان : رَجُلٌ مَنْكُودٌ ومَعْرُكٌ وَمَشْفُوه ومَعْجُوزٌ : أُلِحَّ عَلَيْه في المسأَلَة عن ابن الأَعْرَابيّ . ورَجُلٌ نَكِدٌ بالكسر ونَكَدٌ بفتحتين ونَكْدٌ بفتح فسكون وأَنْكَدُ : شُؤْمٌ عَسِرٌ لئيمٌ وكلُّ شيْءٍ جَرَّ على صاحِبِه شَرًّا فهو نَكَدٌ وصاحِبُه أَنْكَدُ نَكِدٌ وقَوْمٌ أَنْكَاد وَمَنَاكِيدُ ونُكْدٌ ونكد : مَنَاحِيسُ قَلِيلُو الخَيْرِ . والنُّكْدُ بالضمّ : قِلَّةُ العَطَاءِ وأَن لا يَهْنَأَه مَن يُعْطَاهُ وأَنشد :
وأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَهُ طَيِّباً ... لاَ خَيْرَ فِي المُنْكُودِ والنَّاكِدِ ويُفْتَح ونَكِدَ الرَّجُل نَكَداً : قَلَّلَ العَطاءَ أَو لم يُعْطِ البَتَّةَ أَنشد ثعلبٌ :
نَكِدْتَ أَبَازُبَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنَا ... ولَمْ يُنْكَدْ بِحَاجَتِنَا ضَبَابُ
عَدَّاه بالباءِ لأَنه في معنَى بَخِلَ حتّى كأَنَّه قال : بَخِلْت بحاجَتِنَا . النُّكْدُ بالضمّ : الغَزِيراتُ اللَّبَنِ من الإِبلِ والتي لا لَبَنَ لَهَا ضِدُّ وهذه عن ابنِ فارِسٍ صاحب المُجْمَل قال : ناقَةٌ نَكْدَاءُ : لا لَبَنَ لها قال الصاغانيُّ : تَفَرَّد بها ابنُ فَارِسٍ وقد خالَفَه الناسُ وقال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : وأَحْسَبه من الأَضداد لأَنه اسْتُعْمِل في الضِّدَّيْنِ لأَنه قد يقال نَكِدَ لَبَنُها إِذا نَقَصَ قيل : هي التي لا يَبْقَى لها وَلَدق فيَكْثُرُ لَبَنُها لأَنّها حينئذٍ لا تُرْضِع . قال الكُمَيْت :
" وَوَحْوَحَ فِي حِضْنِ الفَتَاةِ ضَجِيعُهَاولَمْ يَكُ فِي النُّكْدِ المَقَالِيتِ مَشْخَبُ
" وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ ولَمْ يَكُنْلِعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْقِبُ ويروى : ولم يَكُ في المُكْدِ وهما بمعنًى الواحِدَةُ نَكْدَاءُ ويقال للناقَةِ التي مات وَلَدُها : نَكْدَاءُ وإِيّاها عَنَى الشاعرُ :
" وَلمْ أَرْأَمِ الضَّيْمَ اخْتِتَاءً وذِلَّةًكَمَا شَمَّتِ النَّكْدَاءُ بَوًّا مُجَلَّدَا ونَاقَةٌ نَكْدَاءُ : مِقْلاَتٌ لا يَعِيش لها وَلدٌ فتَكْثُر أَلْبَانُها وفي حديثِ هَوازِنَ ولادَرُّهَا بِمَاكِدٍ ولا نَاكِدٍ قال ابنُ الأَثير : قال القُتَيْبِيّ : إِن كان المحفوظ ناكِد فإِنه أَراد القليلَ لأَن النَّاكِدَ : الناقةُ الكثيرةُ اللبنِ فقال : مادَرُّها بِغَزيرٍ . والنَّاكِدُ أَيضاً : القليلةُ اللَّبَنِ وكذلك النَّكْدَاءُ وفي قَصيدِ كَعْبٍ :
" قَامَتْ تُجَاوِبُهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ جَمْع نَاكِدٍ وهي التي لا يَعِيش لها وَلَدٌ . يقال : عَطَاءٌ مَنْكُودٌ أَي نَزْرٌ قَليلٌ قال رَبِيعَةٌ بن مَقْرُومٍ يَمدَح مَسْعُودَ بن سالمٍ :
" لا حِلْمُكَ الحِلْمُ مَوْجُوداً عَلَيْهِ وَلاَمُلْفًى عَطَاؤُكِ فِي الأَقْوَامِ مَنْكُودَا وفي الأَساس : عَطَاءٌ مَنْكُودٌ غير مُهَنَّإٍ كمُنَكَّدٍ . ونَكِيدَي بالفتح فالكسر اسم مَدِينَة أَبُقْرَاطَ الحَكِيمِ بالرُّومِ والشائِع على أَلْسِنة أَهلِ الروم نيكدَهُ وفي المَرَاصِد والمُعْجَم : بَيْنَهَا وبين قَيْسَارِيَّة من جِهة الشَّمَالِ ثَلاَثَةُ أَيَّام قيل : إِن أُبُقْرَاطَ الحَكِيمَ كانَ بِهَا وبينها وبين هِرَقْلَةَ ثلاثَةُ أَيّامٍ ونَقَل شيخُنَا عن المَوْلَى أَحمَد أَفندِي : أَظُنُّه فَارِسِيًّا مُعَرَّباً مِن نِيكَ دَه أَي قَرية حَسَنَةٌ . وتَنَاكَدَا : تَعَاسَرَا وهما يَتَنَاكَدانِ ونَاكَدَه فلانٌ إِذا عَاسَرَه وهو مُنَاكِدٌ . ومما يستدرك عليه : أَرضُونَ نِكَادٌ : قَلِيلَة الخَيْرِ وفي الدعاءِ : نَكْداً له وجَحْداً ونُكْداً وجُحْداً . وسَأَلُه فَأَنْكَدَه أَي وَجَدَه عَسِراً مُقَلِّلاً وقيل : لم يَجِد عندَه إِلاَّ نَزْراً قَليلاً . وَطَلَبَ فُلانٌ حاجَةً فأَنْكَدَ أَي أَكْدَى . وقوله تعالى : " والَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً " قرأَ أَهلُ المدينة نَكَداً بفتح الكاف وقرأَت العامَّةُ نَكِداً بكسرها قال الزجَّاج : وفيه وَجهانِ آخرانِ لم يُقْرَأْ بهما : إِلاَّ نَكْداً ونُكْداً وقال الفَرَّاءُ : معناه لا يَخْرُج إِلاَّ في نَكَدٍ وشِدَّةٍ . ونَكَّدَ عَطَاءَه بالمَنِّ . ونُكِدَ فُلانٌ : اسْتُنْفِدَ ما عِندَه ونُكِدَ الماءُ : نُزِفَ . وجاءَه مُنْكِداً أَي غيرَ مَحْمُودِ المَجِيءِ وقال مَرَّةً : أَي فَارِغاً وقال ثَعْلَب : ِنما هو مُنْكِزاً وسيأْتي من نَكِزَت البِئرُ إِذَا قَلَّ ماؤُهَا وهو أَحْسَنُ وإِنْ لم يُسْمَع أَنْكَزَ الرجُلُ إِذا نَكِزَتْ مِيَاهُ آبارِه . وماءٌ نُكْدٌ أَي قَلِيلٌ . والأَنْكَدانِ : مازِنُ بنُ مالِك بن عَمرو بن تميم ويَرْبُوعُ بن حَنْظَلَةَ قال بُجَيْر بنُ عَبْدِ الله بن سَلَمَةَ القُشَيْرِيّ :
الأَنْكَدَانِ مَازِنٌ ويَرْبُوعْ ... هَا إِنَّ ذَا الْيَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعُوكان بُجَيْرْ هذا قد الْتَقَى هو وقَعْنَبُ بن الحارث اليَربوعيّ فقال بُجَيْر : يا قَعْنَبُ ما فَعَلَتِ البيضاءُ فَرَسُكَ ؟ قال : فكيف شُكْرُك لها ؟ قال : ومَا عَسَيْتُ أَن أَشْكُرَها ؟ قال : وكيف لا يَشْكُرُهَا وقد نَجَّتْكَ مِنّي ؟ قال قَعْنَبٌ : ومتى ذلك ؟ قال : حيث أَقول :
تَمَطَّتْ بِهِ البَيْضَاءُ بَعْدَ اخْتِلاَسِه ... عَلَى دَهَشٍ وَخِلْتُنِي لَمْ أُكَذَّبِ فَأَنْكَرَ قَعْنَبٌ ذلك وتَلاَعَنا وتَدَاعَيَا أَن يَقْتُلَ الصادِقُ منهما الكاذِبَ ثم إِن بُجَيْراً أَغارَ على بني العَنْبَرِ فغَنِمَ ومَضَى وأَتْبَعَتْه قبائلُ مِن تَميمٍ ولحقَ به بنو مازِنٍ وبنو يَرْبُوع فلما نَظَر إِليهم قال هذا الرَّجَزَ ثم إِنهم احْتَرَبُوا قليلاً فحَمَلَ قَعْنَبُ بن عِصْمَةَ بنِ عاصمٍ اليَرْبُوعيُّ على بُجَيْرٍ فطعَنَه فأَذْرَاهُ عن فرسه فَوَثَب عليه كَدَّامُ بن بَجِيلَة المازِنِيُّ فأَسرَه فجاءَه قَعْنَبٌ اليَرْبُوعيُّ لِيَقْتُلَه فمنَعَ منه كَدَّامٌ المازنيُّ فقال له قَعْنَبٌ : مَازِ رَأْسَك والسَّيْفَ . فخَلَّى عنه كَدَّامٌ فضَرَبَه قَعْنَبٌ فأَطَارَ رَأْسَه ومازِ تَرْخِيم مازِنٍ ولم يكُن اسْمُه مازِناً وإِنما كان اسْمُه كَدَّاماً وإِنما سَمَّاهُ مازِناً لأَنه من بني مازِنٍ وقد يَفْعَلُ العَرَبُ مِثْلَ هذا في بعضِ المواضِع كذا في اللسان . ونُوكَنْدُ : قَريةٌ من قُرَى سَمَرْقَنْدَ وتفسيره حَفَر جَديداً