هَيُّ بن بَيّ
وهَيَّانُ بن بَيّانَ لا يُعرف هو ولا يُعرف أَبوه يقال ما أَدري أَيُّ هَيِّ بن
بَيٍّ هو معناه أَي أَيُّ الخَلْقِ هو قال ابن بري ويقال في النسب عَمرو بن الحرثِ
بن مُضاض بن هَيِّ بن بَيِّ ابن جُرْهُم وقيل هَيَّانُ بن بَيَّانَ كما تقول
طامِ
هَيُّ بن بَيّ
وهَيَّانُ بن بَيّانَ لا يُعرف هو ولا يُعرف أَبوه يقال ما أَدري أَيُّ هَيِّ بن
بَيٍّ هو معناه أَي أَيُّ الخَلْقِ هو قال ابن بري ويقال في النسب عَمرو بن الحرثِ
بن مُضاض بن هَيِّ بن بَيِّ ابن جُرْهُم وقيل هَيَّانُ بن بَيَّانَ كما تقول
طامِرُ ابن طامِر لمن لا يُعْرَف ولا يُعرف أَبوه وقيل هيّ بن بيٍّ كان من ولد آدم
فانقرض نسله وكذلك هَيَّانُ بن بَيَّانَ قال ابن الأَعرابي هو هَيُّ بن بَيٍّ
وهَيَّانُ بن بَيَّانَ وبَيُّ بن بَيٍّ يقال ذلك للرجل إِذا كان خَسِيساً وأَنشد
ابن بري فأَقْعَصَتْهُمْ وحَطَّتْ بَرْكَها بِهِمُ وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ
بنَ بَيَّانِ وقال ابن أَبي عيينة بعِرْضٍ من بَني هَيِّ بن بَيٍّ وأَنْذالِ
المَوالي والعَبيدِ الكسائي يقال يا هَيَّ ما لي معناه التَّلَهُّف والأَسى ومعناه
يا عَجَبا ما لي وهي كلمة معناها التعجب وقيل معناها التأَسف على الشيء يفوت وقد
ذكر في الهمز وأَنشد ثعلب يا هَيَّ ما لي قَلِقَتْ مَحاوِرِي وصار أَشْباهُ الفَغا
ضَرائرِي قال اللحياني قال الكسائي يا هَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما أَصحابك لا يهمزان
قال وما في موضع رفع كأَنه قال يا عَجَبي قال ابن بري ومنه قول حميد الأَرقط أَلا
هَيَّما مِمَّا لَقِيتُ وهَيَّما ووَيْحاً لمَنْ لم يَدْرِ ما هُنَّ وَيْحَما
الكسائي ومن العرب مَن يتعجب بهَيَّ وفَيَّ وشَيَّ ومنهم من يزيد ما فيقول يا
هَيَّما ويا شَيَّما ويا فَيَّما أَي ما أَحسن هذا وقيل هو تَلَهُّفٌ وأَنشد أَبو
عبيد يا هَيَّ ما لي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه مَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقْلِيبُ
الفراء يقال ما هَيَّانُ هذا أَي ما أَمْرُه ؟ ابن دريد العرب تقول هَيِّكَ أَي
أَسْرِعْ فيما أَنت فيه وهَيا هَيا كلمة زَجْر للإِبل قال الشاعر وجُلُّ
عِتابِهِنَّ هَيا وهَيْدُ قال وهِي وها من زجر الإِبل هَيْهَيْت بها هَيْهاة
وهَيْهاء وأَنشد مِنْ وَجْسِ هَيْهاءٍ ومِنْ يَهْيائِه وقال العجاج هَيْهاتَ مِنْ
مُنْخَرِقٍ هَيْهاؤه قال وهَيْهاؤه معناه البُعْدُ والشيء الذي لا يُرْجَى أَبو
الهيثم ويقولون عند الإِغراء بالشيء هِي هِي بكسر الهاء فإِذا بَنوا منه فعلاً
قالوا هَيْهَيْتُ به أَي أَغْرَيْتُه ويقولون هَيَّا هَيَّا أَي أَسْرِعْ إِذا
حدوا بالمَطِيّ وأَنشد سيبويه لَتَقْرُبِنَّ قَرَباً جُلْذِيّا ما دامَ فِيهِنَّ
فَصِيلٌ حَيَّا وقد دَجا الليلُ فَهَيَّا هَيَّا وحكى اللحياني هاه هاه ويحكى صوت
الهادِي هَيْ هَيْ ويَهْ يَهْ وأَنشد الفراء يَدْعُو بِهَيْها مِن مُواصلةِ
الكَرَى ولو قال بِهَيْ هَيْ لجاز وهَيا من حروف النداء وأَصلها أَيا مثل هَراق
وأَراق قال الشاعر فأَصاخَ يَرْجُو أَنْ يكُونَ حَيّاً ويقُولُ مِنْ طَرَبٍ هَيا
رَبَّا
( * قوله « فأصاخ يرجو إلخ » قبله كما في حاشية الامير على المغني
وحديثها كالقطر يسمعه ... راعي سنين تتابعت جدبا )
الفراء العرب لا تقول هِيَّاكَ ضَرَبْت ويقولون هِيَّاك وزَيْداً
وأَنشد يا خالِ هَلاَّ قُلْتَ إِذْ أَعْطَيْتها هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ
العُنُقْ أَعْطَيْتَنِيها فانِياً أَضْراسُها لو تُعْلَفُ البَيْضَ به لم
يَنْفَلِقْ وإِنما يقولون هِيَّاك وزَيْداً إِذا نَهَوْكَ والأَخفش يجيز هِيَّاكَ
ضَرَبْت وأَنشد فَهِيَّاكَ والأَمْرَ الذي إِن تَوَسَّعَتْ مَوارِدُه ضاقَتْ
عَلَيْكَ المَصادِرُ وقال بعضهم أَيَّاك بفتح الهمزة ثم تبدل الهاء منها مفتوحة
أَيضاً فتقول هَيَّاكَ الأَزهري ومعى هِيَّاك إِياك قلبت الهمزة هاء ابن سيده ومن
خفيف هذا الباب هِي كناية عن الواحد المؤنث وقال الكسائي هي أَصلها أَن تكون على
ثلاثة أَحرف مثل أَنت فيقال هِيَّ فَعَلَت ذلك وقال هِيَّ لغة هَمْدانَ ومَن في
تلك الناحية قال وغيرهم من العرب يخففها وهو المجتمع عليه فيقول هِيَ فَعَلت ذلك
قال اللحياني وحكى عن بعض بني أَسد وقيس هِيْ فعلت ذلك بإسكان الياء وقال الكسائي
بعضهم يلقي الياء من هي إِذا كان قبلها أَلف ساكنة فيقول حَتَّاه فَعَلَتْ ذلك
وإنَّماهِ فعلت ذلك وقال اللحياني قال الكسائي لم أَسمعهم يلقون الياءَ عند غير
الأَلف إِلا أَنه أَنشدني هو ونُعيم دِيارُ سُعْدَى إِذْهِ مِنْ هَواكا بحذف الياء
عند غير الأَلف وسنذكر من ذلك فصلاً مستوفى في ترجمة ها من الأَلف اللينة قال
وأَما سيبويه فجعل حذف الياء الذي هنا ضرورة وقوله فقُمْتُ للطَّيْفِ مُرْتاعاً
وأَرْقَني فقُلْتُ أَهْيَ سَرَتْ أَمْ عادَني حُلُمُ ؟ إِنما أَراد هِي سَرَتْ
فلما كانت أَهِيَ كقولك بَهِيَ خفف على قولهم في بَهِيَ بَهْيَ وفي عَلِمَ عَلْمَ
وتثنية هي هُما وجمعها هُنَّ قال وقد يكون جمع هَا من قولك رأَيتها وجمع ها من
قولك مررت بها( وأي ) الوأُيُ الوَعْدُ وفي حديث عبد الرحمن بن عوف كان
لي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأْيٌ أَي وَعْدٌ وحديث أَبي بكر مَن كان له
عِند رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأْيٌ فليَحْضُر وقد وَأَى وَأْياً وَعَدَ وفي
حديث عمر رضي الله عنه من وأَى لامْرِئٍ بوَأْيٍ فَلْيَفِ به وأَصْل الوأْي
الوَعْدُ الذي يُوَثِّقُه الرجل على نفسه ويَعْزِم على الوفاء به وفي حديث وهب
قرأْت في الحكمة أَنَّ الله تعالى يقول إِني قد وَأَيْتُ على نفسي أَنْ أَذْكُرَ
مَن ذَكَرني عَدَّاه بعلى لأَنه أَعْطاه معنى جَعلْت على نَفْسي ووَأَيتُ له على
نفسي أَئي وَأْياً ضَمِنْتُ له عِدَةً وأَنشد أَبو عبيد وما خُنْتُ ذا عَهْد
وأَيْتُ بِعَهْدِه ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذْ جاء قانعا وقال الليث يقال
وَأَيْتُ لكَ به على نفسي وأُياً والأَمر أَهْ والاثنين
( * قوله « والأمر أه والاثنين إلى قوله وان مررت إلخ » كذا بالأصل مرسوماً
مضبوطاً والمعروف خلافه ) أَياه والجمع أَوْا تقول أَه وتسكت ولا تَأَهْ وتسكت وهو
على تقدير عَهْ ولا تَعَهْ وإِنْ مرَرْتَ قلت إِبما وعدت إِيا بما وعدتما كقولك عِ
ما يقول لك في المرور والوَأَى من الدَّوابِّ السرِيعُ المُشَدَّد الخَلْق وفي
التهذيب الفرس السَّريعُ المُقْتَدِر الخَلْق والنَّجيبةُ من الإِبل يقال لها
الوآةُ بالهاء وأَنشد أَبو عبيد في الوأَى للأَسْعَرِ الجُعْفِيّ راحُوا
بَصائرُهُمْ على أَكْتافِهم وبَصِيرتي يعْدُو بها عَبَدٌ وأَى قال شمر الوأَى
الشديد أُخذ من قولهم قِدْرٌ وَئِيَّةٌ وأَنشد ابن بري لشاعر إِذا جاءهُمْ
مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْرُه دُعاء أَلا طِيروا بِكُلّ وأًى نَهْدِ والأُنثى وآةٌ
وناقة وآة وأَنشد ويقول ناعِيتُها إِذا أَعْرَضْتُها هذِي الوآةُ كصَخْرَةِ
الوَعْلِ والوأَى الحمار الوَحْشي زاد في الصّحاح المُقْتَدِر الخَلْقِ وقال ذو
الرمة إِذا انْجابَتِ الظَّلْماء أَضْحَتْ كَأَنَّها وَأًى مُنْطَوٍ باقِي
الثَّمِيلة قارحُ والأُنثى وآة أَيضاً قال الجوهري ثم تشبه به الفرس وغيره وأَنشد
لشاعر كُلُّ وآةٍ ووَأًى ضافِي الخُصَلْ مُعْتَدِلات في الرّقاق والجَرَلْ وقِدْرٌ
وَأْيةٌ وَوَئيَّةٌ واسعة ضَخْمة على فَعِيلة بياءين من الفرس الوَآةِ وأَنشد
الأَصمعي للرّاعي وقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَانِ وَئِيّةٍ أَنَخْتُ لَها بَعْدَ
الهُدُوِّ الأَثافِيا وهي فَعِيلة مهموزة العين معتلة اللام قال سيبويه سأَلته
يعني الخليل عن فُعِلَ مِنْ وَأَيْتُ فقال وُئِيَ فقلت فمن خفَّف فقال أُوِيَ
فأَبدل من الواو همزة وقال لا يلتقي واوان في أَوّل الحرف قال المازني والذي قاله
خطأٌ لأَنَّ كل واو مضمومة في أَوَّل الكلمة فأَنت بالخيار إِن شئت تركتها على حالها
وإِن شئت قلبتها همزة فقلت وُعِدَ وأُعِدَ ووُجُوه وأُجُوه ووُرِيَ وأُورِيَ
ووُئِيَ وأُوِيَ لا لاجتماع الساكنين ولكن لضمة الأَوَّل قال ابن بري إِنما
خطَّأَه المازني من جهة أَن الهمزة إِذا خففت وقلبت واواً فليست واواً لازمة بل
قلبها عارض لا اعتداد به فلذلك لم يلزمه أَن يقلب الواو الأُولى همزة بخلاف
أُوَيْصِل في تصغير واصِلٍ قال وقوله في آخر الكلام لا لاجتماع الساكنين صوابه لا
لاجتماع الواوين ابن سيده وقِدْرٌ وَأْيةٌ ووَئِيَّةٌ واسعة وكذلك القَدح
والقَصْعة إِذا كانت قعيرة ابن شميل رَكِيَّةٌ وَئية قَعِيرة وقصعة وئية
مُفَلْطَحة واسعة وقيل قِدر وَئِية تَضُمّ الجَزُور وناقة وَئِيَّةٌ ضخمة البطن
قال القتيبي قال الرياشي الوَئِيّة الدُّرّة مثل وَئِية القِدْر قال أَبو منصور لم
يضبط القتيبي هذا الحرف والصواب الوَنِيَّة بالنون الدُّرَّة وكذلك الوَناةُ وهي
الدُّرَّة المثقوبة وأَما الوَئِيَّةُ فهي القِدْر الكبيرة قال أَبو عبيدة من
أَمثال العرب فيمن حَمَّل رجلاً مكروهاً ثم زاده أَيضاً كِفْتٌ إِلى وَئِيَّة قال
الكِفْتُ في الأَصل القِدْرُ الصغيرة والوَئِيّةُ الكبيرة قال أَبو الهيثم قِدْر
وئِيّةٌ ووَئِيبةٌ فمن قال وَئِيَّة فهي من الفرس الوَأَى وهو الضَّخم الواسع ومن
قال وَئِيبةٌ فهو من الحافر الوَأْب والقَدَحُ المُقَعَّب يقال له وَأْبٌ وأَنشد
جاءٍ بقِدْر وَأْية التَّصْعِيدِ قال والافتعال من وأَى يَئِي اتَّأَى يَتَّئي فهو
مُتَّئٍ والاستفعال منه اسْتَوْأَى يَسْتَوئِي فهو مُسْتَوءٍ الجوهري والوَئيَّة
الجُوالِقُ الضخم قال أَوس وحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَئِيّةُ تاجِرٍ وَهَى عَقْدُها
فَارُفَضَّ منها الطَّوائِفُ قال ابن بري حَطَّتِ الناقةُ في السير اعتمَدَتْ في
زِمامِها ويقال مالَتْ قال وحكى ابن قتيبة عن الرِّياشي أَن الوَئِيَّةَ في البيت
الدُّرَّةُ وقال ابن الأَعرابي شبَّه سُرْعة الناقة بسُرعة سُقوط هذه من النِّظام
وقال الأَصمعي هو عِقْدٌ وقَع من تاجر فانقطع خيطه وانتثر من طَوائِفه أَي
نَواحِيه وقالوا هو يَئِي ويَعِي أَي يحفظ ولم يقولوا وَأَيْتُ كما قالوا وَعَيْتُ
إِنما هو آتٍ لا ماضي له وامرأَة وَئِيَّةٌ حافظة لبيتها مصلحة له
معنى
في قاموس معاجم
هَيا من حروفِ
النَّداء وأَصلها أَيا مثل هَراقَ وأَراقَ قال الشاعر فأَصاخَ يَرْجُو أَن يكون
حَيّاً ويقولُ من طَرَبٍ هَيا رَبَّا...
هَيا من حروفِ
النَّداء وأَصلها أَيا مثل هَراقَ وأَراقَ قال الشاعر فأَصاخَ يَرْجُو أَن يكون
حَيّاً ويقولُ من طَرَبٍ هَيا رَبَّا
معنى
في قاموس معاجم
الهَيْبةُ
المَهابةُ وهي الإِجلالُ والمَخافة ابن سيده الهَيْبةُ التَّقِيَّةُ من كل شيءٍ
هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً والأَمْرُ منه هَبْ بفتح الهاءِ لأَن أَصله هابْ
سقطت الأَلف لاجتماع الساكنين وإِذا أَخبرت عن نفسِك قلتَ هِبْتُ وأَصله هَيِبْتُ
بكسر
الهَيْبةُ
المَهابةُ وهي الإِجلالُ والمَخافة ابن سيده الهَيْبةُ التَّقِيَّةُ من كل شيءٍ
هابَهُ يَهابُه هَيْباً ومَهابةً والأَمْرُ منه هَبْ بفتح الهاءِ لأَن أَصله هابْ
سقطت الأَلف لاجتماع الساكنين وإِذا أَخبرت عن نفسِك قلتَ هِبْتُ وأَصله هَيِبْتُ
بكسر الياءِ فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونُقِلَت كسرتها إِلى ما قبلها
فَقِسْ عليه وهذا الشيء مَهْيَبةٌ لكَ وهَيَّبْتُ إِليه الشيءَ إِذا جَعَلْته
مَهيباً عنده ورجل هائِبٌ وهَيُوبٌ وهَيَّابٌ وهَيَّابة وهَيُّوبة وهَيِّبٌ
وهَيَّبانٌ وهَيِّبانٌ قال ثعلب الهَيَّبانُ الذي يُهابُ فإِذا كان ذلك كان
الهَيَّبانُ في معنى المفعول وكذلك الهَيُوب قد يكون الهائِبَ وقد يكون المَهِيبَ
الصحاح رجل مَهِيبٌ أَي يهابُه الناسُ وكذلك رجل مَهُوبٌ ومكانٌ مَهُوب بُنيَ على
قولهم هُوبَ الرجلُ لمَّا نُقِلَ من الياءِ إِلى الواو فيما لم يُسَمَّ فاعِلُه
أَنشد الكسائي لحُمَيْدِ بن ثَور
ويأْوي إِلى زُغْبٍ مَساكينَ دونَهُم ... فَلاً لا تَخَطَّاه الرِّفاقُ مَهُوبُ
قال ابن بري صواب إِنشاده وتأْوي بالتاءِ لأَنه يصف قَطاةً وقبله
فجاءَتْ ومَسْقاها الذي وَرَدَتْ به ... إِلى الزَّوْر مَشْدودُ الوَثاقِ كَتِيبُ
والكَتِيبُ من الكَتْبِ وهو الخَرْزُ والمشهور في شعره تَعِيثُ به زُغْباً مساكينَ
دونَهم
ومكانٌ مَهابٌ أَي مَهُوبٌ قال أُمَيَّة بن أَبي عائذ الهُذَليُّ
أَلا يا لَقَومِ لِطَيْفِ الخَيالْ ... أَرَّقَ من نازحٍ ذي دَلالْ
أَجازَ إِلينا على بُعْدِهِ ... مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ مَهالْ
قال ابن بري والبيت الأَول من أَبياتِ كتاب سيبويه أَتى به شاهداً على فتح اللام
الأُولى وكسر الثانية فرقاً بين المُسْتغاث به والمستغاث من أَجله والطَّيفُ ما
يُطِيفُ بالإِنسان في المنام من خَيال محبوبته والنازحُ البعيد وأَرَّقَ مَنَعَ
النَّومَ وأَجازَ قَطَع والفاعل المضمر فيه يعود على الخَيال ومَهابٌ موضعُ هَيْبة
ومَهالٌ موضع هَوْلٍ والمَهاوِي جمعُ مَهْوًى ومَهْواةٍ لما بين الجبلين ونحوهما
والخَرْقُ الفَلاةُ الواسعة والهَيَّبانُ الجَبانُ والهَيُوبُ الجَبانُ الذي
يَهابُ الناسَ ورجل هَيُوبٌ جَبانٌ يَهابُ من كلِّ شيءٍ وفي حديث عُبَيدِ بن
عُمَيْرٍ الإِيمانُ هَيُوبٌ أَي يُهابُ أَهْلُه فَعُولٌ بمعنى مفعول فالناس
يَهابونَ أَهلَ الإِيمان لأَنهم يَهابونَ اللّهَ ويَخافونَه وقيل هو فَعُول بمعنى
فاعل أَي إِن المؤمنَ يَهابُ الذُّنوبَ والمعاصِيَ فيَتَّقِيها قال الأَزهري فيه
وجهان أَحدهما أَن المؤمن يَهابُ الذَّنْبَ فيَتَّقِيه والآخر المؤمنُ هَيُوبٌ أَي
مَهْيُوبٌ لأَنه يَهابُ اللّهَ تعالى فيَهابُه الناسُ حتى يُوَقِّرُوه ومنه قول
الشاعر لم يَهَبْ حُرْمةَ النَّدِيمِ أَي لم يُعَظِّمْها يقال هَبِ الناسَ
يَهابوكَ أَي وَقِّرْهُمْ يُوَقِّرُوكَ [ ص 790 ] يقال هابَ الشيءَ يَهابُه إِذا
خافَه وإِذا وَقَّرَه وإِذا عظَّمَهُ واهْتابَ الشَّيءَ كَهَابَهُ قال
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ ... أَشْرَفْتُه مُسْفِراً والشَّمْسُ
مُهْتابَهْ
ويقال تَهَيَّبَني الشيءُ بمعنى تَهَيَّبْتُه أَنا قال ابن سيده تَهَيَّبْتُ
الشيءَ وتَهَيَّبَني خِفْتُه وخَوَّفَني قال ابن مُقْبِل
وما تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَرْكَبُها ... إِذا تَجَاوَبَتِ الأَصْداءُ بالسَّحَر
قال ثعلب أَي لا أَتَهَيَّبُها أَنا فنَقَلَ الفِعلَ إِليها وقال الجَرْمِيُّ لا
تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَي لا تَمْلأُني مَهابةً والهَيَّبانُ زَبَدُ أَفْواهِ
الإِبلِ والهَيَّبانُ الترابُ وأَنشد
أَكُلَّ يَوْمٍ شِعِرٌ مُسْتَحْدَثُ ؟ ... نحْنُ إِذاً في الهَيَّبانِ نَبْحَثُ
والهَيَّبانُ الرَّاعي عن السيرافي والهَيَّبانُ الكثيرُ مِن كل شيءٍ والهَيَّبانُ
المُنْتَفِشُ الخَفيفُ قال ذو الرمة
تَمُجُّ اللُّغامَ الهَيَّبانَ كأَنهُ ... جَنَى عُشَرٍ تَنْفيه أَشداقُها
الهُدْلُ
وقيل الهَيَّبانُ هنا الخفيف النَّحِزُ وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على
إِزبادِ مَشافِرِ الإِبل فقال قال ذو الرمة يصف إِبلاً وإِزْبادها مشافِرَها قال
وجَنى العُشَرِ يَخْرُجُ مِثْلَ رُمّانة صغيرة فتَنْشَقُّ عن مِثْلِ القَزّ
فَشَبَّه لُغامَها به والبَوادي يَجْعَلُونه حُرَّاقاً يُوقِدُونَ به النارَ وهابْ
هابْ مِن زَجْرِ الإِبل وأَهابَ بالإِبل دَعاها وأَهابَ بصاحِبه دَعاهُ وأَصله في
الإِبل وفي حديث الدُّعاءِ وقَوَّيْتَني على ما أَهَبْتَ بي إِليه من طاعتِكَ يقال
أَهَبْتُ بالرجل إِذا دَعَوْتَه إِليك ومنه حديث ابن الزبير في بناءِ الكعبة
وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه أَي دَعاهم إِلى تَسويَتِه وأَهابَ الراعي بغَنَمِه
أَي صاح بها لِتَقِفَ أَو لتَرْجِعَ وأَهاب بالبعير وقال طَرَفةُ بن العبد
تَرِيعُ إِلى صَوْتِ المُهِيبِ وتَتَّقي ... بذِي خُصَلٍ رَوْعاتِ أَكلَفَ مُلْبِدِ
تَرِيعُ تَرْجِعُ وتَعُودُ وتتَّقِي بِذي خُصَل أَراد بذَنَبٍ ذي خُصَل ورَوْعات
فَزَعات والأَكلَفُ الفَحْلُ الذي يَشُوبُ حُمْرتَه سَوادٌ والمُلْبِدُ الذي
يَخطِرُ بذَنَبِه فيَتَلَبَّد البولُ على وَرِكَيْه وهابِ زَجْرٌ للخَيْل وهَبِي
مِثلُه أَي أَقْدِمي وأَقْبِلي وهَلاً أَي قَرِّبي قال الكميت نُعَلِّمها هَبِي
وهَلاً وأَرْحِبْ والهابُ زَجْرُ الإِبل عند السَّوْق يقال هابِ هابِ وقد أَهابَ
بها الرجلُ قال الأَعشى
ويَكْثُرُ فيها هَبِي واضْرَحِي ... ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأَعطالُها
وأَما الإِهابةُ فالصوت بالإِبل ودُعاؤها قال ذلك الأَصمعي وغيره ومنه قول ابن
أَحمر
إِخالُها سمِعَتْ عَزْفاً فتَحْسَبُه ... إِهابةَ القَسْرِ لَيْلاً حين تَنْتَشِرُ
وقَسْرٌ اسمُ راعي إِبل ابن أَحمر قائلِ هذا الشعر قال الأَزهري وسمعتُ
عُقَيْلِيّاً يقول لأَمَةٍ كانت تَرْعَى روائدَ خَيْلٍ فَجَفَلَتْ في يوم عاصفٍ
فقال لها أَلا وأَهِيبي بها تَرِعْ إِليكِ فجعَل دُعاءَ الخيل إِهابةً أَيضاً قال
وأَما هابِ فلم أَسْمَعْه إِلا في الخيل دون الإِبل وأَنشد بعضهم والزَّجْرُ هابِ
وَهَلاً تَرَهَّبُهْ [ ص 791 ]