معنى وطن نفسه على الأمر و له في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الأَمْرُ معروف
نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف
يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ
يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصه
الأَمْرُ معروف
نقيض النَّهْيِ أَمَرَه به وأَمَرَهُ الأَخيرة عن كراع وأَمره إِياه على حذف الحرف
يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه وقوله ورَبْرَبٍ خِماصِ
يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها
وإِلا فليس لهنَّ أَمر وقوله عز وجل وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين العرب
تقول أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل فمن قال أَمرتك بأَن تفعل
فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف
الباء ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ والمعنى
أُمِرْنا للإِسلام وقوله عز وجل أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه قال الزجاج
أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب والدليل على
ذلك قوله تعالى حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور أَي جاء ما وعدناهم به
وكذلك قوله تعالى أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً وذلك أَنهم
استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما
قد أَتى كما قال عز وجل اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر وكما قال تعالى وما
أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ وأَمرتُه بكذا أَمراً والجمع الأَوامِرُ
والأَمِيرُ ذو الأَمْر والأَميرُ الآمِر قال والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذا
هُمُ خَطِئُوا الصوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ
مُرْ وأَصله أُؤْمُرْ فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة
الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة وقد جاءَ على الأَصل وفي التنزيل
العزيز وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة وفيه خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ والأَمْرُ
واحدُ الأُمُور يقال أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ والأَمْرُ الحادثة
والجمع أُمورٌ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك وفي التنزيل العزيز أَلا إِلى الله تصير
الأُمورُ وقوله عز وجل وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها قيل ما يُصلحها وقيل
ملائكتَهَا كل هذا عن الزجاج والآمِرَةُ الأَمرُ وهو أَحد المصادر التي جاءت على
فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة وقالوا في الأَمر أُومُرْ
ومُرْ ونظيره كُلْ وخُذْ قال ابن سيده وليس بمطرد عند سيبويه التهذيب قال الليث
ولا يقال أُومُرْ ولا أُوخُذْ منه شيئاً ولا أُوكُلْ إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ
في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت
وأْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز وجل وأْمُرْ أَهلك بالصلاة فأَما كُلْ من أَكَلَ
يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو ويقولون وكُلا وخُذَا
وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ قال وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ
وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ
أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ فإِذا كان الفعل الذي أَوله
همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل إِيسِرْ يا فلانُ إِيْبِقْ
يا غلامُ وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا
إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً قال وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن
يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً
للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو فاستثقلت العرب جمعاً
بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا مُرْ فلاناً
بكذا وكذا وخُذْ من فلان وكُلْ ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ إِلا أَنهم
قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام
يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ فردوه إِلى
أَصله وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في
اللفظ ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا
الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ قال الله
تعالى وكُلا منها رَغْداً ولم يقل وأْكُلا قال فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى
أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ ؟ قيل لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا
الشيء إلى أَصله وربما بنوه على ما سبق وربما كتبوا الحرف مهموزاً وربما تركوه على
ترك الهمزة وربما كتبوه على الإِدغام وكل ذلك جائز واسع وقال الله عز وجل وإِذا
أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها قرأَ أَكثر
القراء أَمرْنا وروى خارجة عن نافع آمَرْنا بالمدّ وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه
مقصوراً وروي عن أَبي عمرو أَمَّرْنا بالتشديد وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف
الميم وبالقصر وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير أَمَّرْنا وسائر
الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ أَمَرْنا خفيفةً فسَّرها
بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة
خالَفَ إِلى الفسق قال الفراء وقرأَ الحسن آمَرْنا وروي عنه أَمَرْنا قال وروي عنه
أَنه بمعنى أَكْثَرنا قال ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا
ومعنى آمَرْنا بالمد أَكْثَرْنا قال وقرأَ أَبو العالية أَمَّرْنا مترفيها وهو
موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه قال سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا وقال أَبو إِسحق
نَحْواً مما قال الفراء قال من قرأَ أَمَرْنا بالتخفيف فالمعنى أَمرناهم بالطاعة
ففسقوا فإِن قال قائل أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً ؟ والمعنى أَنك
أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب ومثله قوله
أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها أَمَرْتُكَ فعصيتَني فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ
الأَمْرِ وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله وقرأَ الحسن أَمِرْنا مترفيها على مثال
عَلِمْنَا قال ابن سيده وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً قال الجوهري معناه
أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا قال وقد تكون من الإِمارَةِ قال وقد قيل إِن معنى
أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها قال والدليل على هذا قول النبي صلى الله
عليه وسلم خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي
مُكَثِّرَةٌ والعرب تقول أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم
مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود وقال لبيد إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا
وإِنْ أَمِرُوا يَوْماً يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله
مُهْرَةٌ مَأْمورة إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ قال وفيها لغتان قال
أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة وقال غيره إِنما هو
مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة فلما ازْدَوَجَ اللفظان
جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب إِني آتيه بالغدايا والعشايا
وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً
للفظين ولها نظائر قال الجوهري والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ كما قال
صلى الله عليه وسلم ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات وإِنما هو مَوْزُورات من
الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا وقال أَبو زيد مُهْرَةٌ مأْمورة
التي كثر نسلها يقولون أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها وأَمِرَ
القومُ أَي كَثُرُوا قال الأَعشى طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ أَمِرُونَ لا
يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ ويقال أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا وفيه
لغتان أَمَرَها فهي مأْمُورَة وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ ومنه حديث أَبي سفيان لقد
أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه يعني النبيَّ صلى الله عليه
وسلم ومنه الحديث أن رجلاً قال له ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ ؟ فقال والله
لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى ومنه حديث ابن مسعود كنا نقول في الجاهلية قد
أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا وأَمِرَ الرجلُ فهو أَمِرٌ كثرت ماشيته وآمَره الله
كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه ولا يقال أَمَرَه فأَما قوله ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى
ما قد أُنِسَ به من الإِتباع ومثله كثير وقيل آمَرَه وأَمَرَه لغتان قال أَبو
عبيدة آمرته بالمد وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ
فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك قال يعقوب ولم يقله أَحد
غيره قال أَبو الحسن أَمِرَ مالُه بالكسر أَي كثر وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً
كَثُرَتْ أَموالهم ورجل أَمُورٌ بالمعروف وقد ائتُمِرَ بخير كأَنَّ نفسَه
أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا تَمَارَوْا
وأَجْمَعُوا آراءَهم وفي التنزيل إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك قال أَبو
عبيدة أَي يتشاورون عليك ليقتلوك واحتج بقول النمر بن تولب أَحَارُ بنَ عَمْرٍو
فؤَادِي خَمِرْ ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ قال غيره وهذا الشعر لامرئ
القيس والخَمِرُ الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا
ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه قال القتيبي هذا غلط كيف يعدو
على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به
من الشر قال وقوله إِن المَلأَ يأْتمرون بك أَي يَهُمون بك وأَنشد إِعْلمَنْ أَنْ
كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي أَحْيَانَا قال يقول من ركب أَمْراً بغير
مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً قال وقوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف أَي هُمُّوا به
واعْتَزِمُوا عليه قال ولو كان كما قال أَبو عبيدة لقال يَتَأَمَّرُونَ بك وقال
الزجاج معنى قوله يَأْتِمرُونَ بك يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك قال أَبو منصور
ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا
واختصموا وتخاصموا ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي
قتلك قال وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي
يأْتيه وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى قال فمعنى قوله
يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي
إِنه بمعنى يهمون بك قال وأَما قوله وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف فمعناه والله أَعلم
لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من
ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً وقال العجاج لَمّا رَأَى
تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً
يقال بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك وقال شمر في تفسير حديث عمر رضي الله عنه الرجالُ
ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ قال شمر معناه ارْتَأَى وشاور
نفسه قبل أَن يواقع ما يريد قال وقوله اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه
فلا بد أَن يخطئ الأَحيان قال وقوله ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره ويقال
ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا وقال الأَعشى
فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمارا قال ومنه قوله لا
يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه
ويَعْقِدُ عليه وقال أَبو عبيد في قوله ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه
الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه الجوهري
وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله قال امرؤٌ القيس ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما
تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك ويقال ائْتَمَرُوا به إِذا
هَمُّوا به وتشاوروا فيه والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ المشاوَرَةُ وكذلك
التَّآمُرُ على وزن التَّفاعُل والمُؤْتَمِرُ المُسْتَبِدُّ برأْيه وقيل هو الذي
يَسْبِقُ إِلى القول قال امرؤٌ القيس في رواية بعضهم أَحارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي
خَمِرْ ويَعْدُو على المرْءِ ما يَأْتَمِرْ ويقال بل أَراد أَن المرء يَأْتَمِرُ
لغيره بسوء فيرجع وبالُ ذلك عليه وآمَرَهُ في أَمْرِهِ ووامَرَهُ واسْتَأْمَرَهُ
شاوره وقال غيره آمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته والعامة تقول
وأَمَرْتُه وفي الحديث أَمِيري من الملائكة جبريلُ أَي صاحبُ أَمْرِي ووَلِيِّي
وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته فهو أَمِيرُكَ ومنه حديث عمر الرجال
ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل
مُواقَعَة الأَمر وقيل المُؤْتَمِرُ الذي يَهُمُّ بأَمْرٍ يَفْعَلُه ومنه الحديث
الآخر لا يأْتَمِرُ رَشَداً أَي لا يأْتي برشد من ذات نفسه ويقال لكل من فعل فعلاً
من غير مشاورة ائْتَمَرَ كَأَنَّ نَفْسَه أَمرته بشيءِ فأْتَمَرَ أَي أَطاعها ومن
المُؤَامَرَةِ المشاورةُ في الحديث آمِرُوا النساءَ في أَنْفُسِهِنَّ أَي شاوروهن
في تزويجهن قال ويقال فيه وأَمَرْتُه وليس بفصيح قال وهذا أَمْرُ نَدْبٍ وليس
بواجب مثل قوله البِكر تُسْتَأْذَنُ ويجوز أَن يكون أَراد به الثَّيِّبَ دون البكر
فإِنه لا بد من إِذنهن في النكاح فإِن في ذلك بقاءً لصحبة الزوج إِذا كان بإِذنها
ومنه حديث عمر آمِرُوا النساءَ في بناتهنَّ هو من جهة استطابة أَنفسهن وهو أَدعى
للأُلفة وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما إِذا لم يكن برضا الأُم إِذ البنات إِلى
الأُمَّهات أَميل وفي سماع قولهنَّ أَرغب ولأَن المرأَة ربما علمت من حال بنتها
الخافي عن أَبيها أَمراً لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أَو سبب يمنع من وفاء
حقوق النكاح وعلى نحو من هذا يتأَول قوله لا تُزَوَّجُ البكر إِلا بإِذنها
وإِذْنُها سُكوتُها لأَنها قد تستحي أَن تُفْصِح بالإِذن وتُظهر الرغبة في النكاح
فيستدل بسكوتها على رضاها وسلامتها من الآفة وقوله في حديث آخر البكر تُسْتَأْذَنُ
والثيب تُسْتَأْمَرُ لأَن الإِذن يعرف بالسكوت والأَمر لا يعرف إِلا بالنطق وفي
حديث المتعة فآمَرَتْ نَفْسَها أَي شاورتها واستأْمرتها ورجل إِمَّرٌ وإِمَّرَة
( * قوله « إمر وإمرة » هما بكسر الأول وفتحه كما في القاموس ) وأَمَّارة
يَسْتَأْمِرُ كلَّ أَحد في أَمره والأَميرُ الملِكُ لنَفاذِ أَمْرِه بَيِّنُ
الإِمارة والأَمارة والجمعُ أُمَراءُ وأَمَرَ علينا يَأْمُرُ أَمْراً وأَمُرَ
وأَمِرَ كوَليَ قال قد أَمِرَ المُهَلَّبُ فكَرْنِبوا ودَوْلِبُوا وحيثُ شِئْتُم
فاذْهَبوا وأَمَرَ الرجلُ يأْمُرُ إِمارةً إِذا صار عليهم أَميراً وأَمَّرَ
أَمارَةً إِذا صَيَّرَ عَلَماً ويقال ما لك في الإِمْرَة والإِمارَة خيرٌ بالكسر
وأُمِّرَ فلانٌ إِذا صُيِّرَ أَميراً وقد أَمِرَ فلان وأَمُرَ بالضم أَي صارَ
أَميراً والأُنثى بالهاء قال عبدالله بن همام السلولي ولو جاؤُوا برَمْلةَ أَو
بهنْدٍ لبايَعْنا أَميرةَ مُؤْمنينا والمصدر الإِمْرَةُ والإِمارة بالكسر وحكى
ثعلب عن الفراء كان ذلك إِذ أَمَرَ علينا الحجاجُ بفتح الميم وهي الإِمْرَة وفي
حديث علي رضي الله عنه أَما إن له إمْرَة كلَعْقَةِ الكلب لبنه الإِمْرَة بالكسر
الإِمارة ومنه حديث طلحة لعلك ساءَتْكَ إِمْرَةُ ابن عمك وقالوا عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ
ففتحوا التهذيب ويقال لك عليَّ أَمْرَةٌ مطاعة بالفتح لا غير ومعناه لك عليَّ
أَمْرَةٌ أُطيعك فيها وهي المرة الواحدة من الأُمور ولا تقل إِمْرَةٌ بالكسر إِنما
الإِمرة من الولاية والتَّأْميرُ تَوْلية الإِمارة وأَميرٌ مُؤَمَّرٌ مُمَلَّكٌ
وأَمير الأَعمى قائده لأَنه يملك أَمْرَه ومنه قول الأَعشى إِذا كان هادي الفتى في
البلا دِ صدرَ القَناةِ أَطاعَ الأَميرا وأُولوا الأَمْرِ الرُّؤَساءُ وأَهل العلم
وأَمِرَ الشيءُ أَمَراً وأَمَرَةً فهو أَمِرٌ كَثُرَ وتَمَّ قال أُمُّ عِيالٍ
ضَنؤُها غيرُ أَمِرْ والاسم الإِمْرُ وزرعٌ أَمِرٌ كثير عن اللحياني ورجل أَمِرٌ
مباركٌ يقبل عليه المالُ وامرأَة أَمِرَةٌ مباركة على بعلها وكلُّه من الكَثرة
وقالوا في وجه مالِكَ تعرفُ أَمَرَتَه وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء
وأَمَرَتُه زيادته وكثرته وما أَحسن أَمارَتَهم أَي ما يكثرون ويكثر أَوْلادُهم
وعددهم الفراء تقول العرب في وجه المال الأَمِر تعرف أَمَرَتَه أَي زيادته ونماءه
ونفقته تقول في إِقبال الأَمْرِ تَعْرِفُ صَلاحَه والأَمَرَةُ الزيادة والنماءُ
والبركة ويقال لا جعل الله فيه أَمَرَةً أَي بركة من قولك أَمِرَ المالُ إِذا كثر
قال ووجه الأَمر أَول ما تراه وبعضهم يقول تعرف أَمْرَتَهُ من أَمِرَ المالُ إِذا
كَثُرَ وقال أَبو الهيثم تقول العرب في وجه المال تعرف أَمَرَتَه أَي نقصانه قال
أَبو منصور والصواب ما قال الفراء في الأَمَرِ أَنه الزِّيادة قال ابن بزرج قالوا
في وجه مالك تعرف أَمَرَتَه أَي يُمنَه وأَمارَتَهُ مثله وأَمْرَتَه ورجل أَمِرٌ
وامرأَة أَمِرَةٌ إِذا كانا ميمونين والإِمَّرُ الصغيرُ من الحُمْلان أَوْلادِ
الضأْنِ والأُنثى إِمَّرَةٌ وقيل هما الصغيران من أَولادِ المعز والعرب تقول للرجل
إِذا وصفوه بالإِعدامِ ما له إِمَّرٌ ولا إِمَّرَةٌ أَي ما له خروف ولا رِخْلٌ
وقيل ما له شيء والإِمَّرُ الخروف والإِمَّرَةُ الرِّخْلُ والخروف ذكر والرِّخْلُ
أُنثى قال الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَراً فلا تَغْدُونَّ إِمَّرَةً ولا
إِمَّراً ورجلٌ إِمَّرٌ وإِمَّرَةٌ أَحمق ضعيف لا رأْي له وفي التهذيب لا عقل له إِلا
ما أَمرتَه به لحُمْقِهِ مثال إِمَّعٍ وإِمَّعَةٍ قال امرؤُ القيس وليس بذي
رَيْثَةٍ إِمَّرٍ إِذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا ويقال رجل إِمَّرٌ لا رأْي له
فهو يأْتَمِرُ لكل آمر ويطيعه وأَنشد شمر إِذا طلعت الشعرى سفراً فلا ترسل فيها
إِمَّرَةً ولا إِمَّراً قال معناه لا تُرْسِلْ في الإِبل رجلاً لا عقل له
يُدَبِّرُها وفي حديث آدم عليه السلام من يُطِعْ إِمَّرَةً لا يأْكُلْ ثَمَرَةً
الإِمَّرَةُ بكسر الهمزة وتشديد الميم تأْنيث الإِمَّرِ وهو الأَحمق الضعيف الرأْي
الذي يقول لغيره مُرْني بأَمرك أَي من يطع امرأَة حمقاء يُحْرَمِ الخير قال وقد
تطلق الإِمَّرَة على الرجل والهاء للمبالغة يقال رجل إِمَّعَةٌ والإِمَّرَةُ
أَيضاً النعجة وكني بها عن المرأَة كما كني عنها بالشاة وقال ثعلب في قوله رجل
إِمَّرٌّ قال يُشَبَّه بالجَدْي والأَمَرُ الحجارة واحدتُها أَمَرَةٌ قال أَبو زبيد
من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه يا لَهْفَ نَفْسيَ إِن كان الذي
زَعَمُوا حقّاً وماذا يردُّ اليومَ تَلْهِيفي ؟ إِن كان عثمانُ أَمْسَى فوقه
أَمَرٌ كراقِب العُونِ فوقَ القُبَّةِ المُوفي والعُونُ جمع عانة وهي حُمُرُ الوحش
ونظيرها من الجمع قارَةٌ وقورٌ وساحة وسُوحٌ وجواب إِن الشرطية أَغنى عنه ما تقدم
في البيت الذي قبله وشبَّه الأَمَرَ بالفحل يَرقُبُ عُونَ أُتُنِه والأَمَرُ
بالتحريك جمع أَمَرَّةٍ وهي العَلَمُ الصغير من أَعلام المفاوز من حجارة وهو بفتح
الهمزة والميم وقال الفراء يقال ما بها أَمَرٌ أَي عَلَمٌ وقال أَبو عمرو
الأَمَرَاتُ الأَعلام واحدتها أَمَرَةٌ وقال غيره وأَمارةٌ مثل أَمَرَةٍ وقال حميد
بسَواءٍ مَجْمَعَةٍ كأَنَّ أَمارّةً مِنْها إِذا بَرَزَتْ فَنِيقٌ يَخْطُرُ وكلُّ
علامَةٍ تُعَدُّ فهي أَمارةٌ وتقول هي أَمارةُ ما بيني وبينك أَي علامة وأَنشد
إِذا طلَعَتْ شمس النهار فإِنها أَمارةُ تسليمي عليكِ فسَلِّمي ابن سيده
والأَمَرَةُ العلامة والجمع كالجمع والأَمارُ الوقت والعلامة قال العجاجُ إِذّ
رَدَّها بكيده فارْتَدَّتِ إِلى أَمارٍ وأَمارٍ مُدَّتي قال ابن بري وصواب إِنشاده
وأَمارِ مدتي بالإِضافة والضمير المرتفع في ردِّها يعود على الله تعالى والهاء في
ردّها أَيضاً ضمير نفس العجاج يقول إِذ ردَّ الله نفسي بكيده وقوّته إِلى وقت
انتهاء مدني وفي حديث ابن مسعود ابْعَثوا بالهَدْيِ واجْعَلوا بينكم وبينه يَوْمَ
أَمارٍ الأَمارُ والأَمارةُ العلامة وقيل الأَمارُ جمع الأَمارَة ومنه الحديث
الآخر فهل للسَّفَر أَمارة ؟ والأَمَرَةُ الرابية والجمع أَمَرٌ والأَمارة
والأَمارُ المَوْعِدُ والوقت المحدود وهو أَمارٌ لكذا أَي عَلَمٌ وعَمَّ ابنُ
الأَعرابي بالأَمارَة الوقتَ فقال الأَمارةُ الوقت ولم يعين أَمحدود أَم غير محدود
؟ ابن شميل الأَمَرةُ مثل المنارة فوق الجبل عريض مثل البيت وأَعظم وطوله في
السماء أَربعون قامة صنعت على عهد عاد وإِرَمَ وربما كان أَصل إِحداهن مثل الدار
وإِنما هي حجارة مكوَّمة بعضها فوق بعض قد أُلزقَ ما بينها بالطين وأَنت تراها
كأَنها خِلْقَةٌ الأَخفش يقال أَمِرَ يأْمَرُ أَمْراً أَي اشتدّ والاسم الإِمْرُ
بكسر الهمزة قال الراجز قد لَقفيَ الأَقْرانُ مِنِّي نُكْرا داهِيَةً دَهْياءَ
إِدّاً إِمْرا ويقال عَجَباً وأَمْرٌ إِمْرٌ عَجَبٌ مُنْكَرٌ وفي التنزيل العزيز
لقد جِئْتَ شيئاً إِمْراً قال أَبو إِسحق أَي جئت شيئاً عظيماً من المنكر وقيل
الإمْرُ بالكسر والأَمْرُ العظيم الشنيع وقيل العجيب قال ونُكْراً أَقلُّ من قوله
إِمْراً لأَن تغريق من في السفينة أَنكرُ من قتل نفس واحدة قال ابن سيده وذهب
الكسائي إِلى أَن معنى إِمْراً شيئاً داهياً مُنْكَراً عَجَباً واشتقه من قولهم
أَمِرَ القوم إِذا كثُروا وأَمَّرَ القناةَ جعل فيها سِناناً والمُؤَمَّرُ
المُحَدَّدُ وقيل الموسوم وسِنانٌ مُؤَمَّرٌ أَي محدَّدٌ قال ابن مقبل وقد كان
فينا من يَحُوطُ ذِمارَنا ويَحْذي الكَمِيَّ الزَّاعِبيَّ المُؤَمَّرا
والمُؤَمَّرُ أَيضاً المُسَلَّطُ وتَأَمَّرَ عليهم أَيَّ تَسَلَّطَ وقال خالد في
تفسير الزاعبي المؤَمر قال هو المسلط والعرب تقول أمِّرْ قَنَاتَكَ أَي اجعل فيها
سِناناً والزاعبي الرمح الذي إِذا هُزَّ تدافع كُلُّه كأَنَّ مؤَخّرِه يجري في
مُقدَّمه ومنه قيل مَرَّ يَزْعَبُ بحِملِه إِذا كان يتدافع حكاه عن الأَصمعي ويقال
فلانٌ أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه إِذا كان الياً وقد كان سُوقَةً أَي أَنه مجرَّب ومتا
بها أَمَرٌ أَي ما بها أَحدٌ وأَنت أَعلم بتامورك تامورهُ وعاؤُه يريد أَنت أَعلم
بما عندك وبنفسك وقيل التَّامورُ النَّفْس وحياتها وقيل العقل والتَّامورُ أَيضاً
دمُ القلب وحَبَّتُه وحياته وقيل هو القلب نفسه وربما جُعِلَ خَمْراً وربما جُعِلَ
صِبغاً على التشبيه والتامور الولدُ والتّامور وزير الملك والتّامور ناموس الراهب
والتَّامورَةُ عِرِّيسَة الأَسَدِ وقيل أَصل هذه الكلمة سريانية والتَّامورة
الإِبريق قال الأَعشى وإِذا لها تامُورَة مرفوعةٌ لشرابها والتَّامورة الحُقَّة
والتَّاموريُّ والتأْمُرِيُّ والتُّؤْمُريُّ الإِنسان وما رأَيتُ تامُرِيّاً أَحسن
من هذه المرأَة وما بالدار تأْمور أَي ما بها أَحد وما بالركية تامورٌ يعني الماءَ
قال أَبو عبيد وهو قياس على الأَوَّل قال ابن سيده وقضينا عليه أَن التاء زائدة في
هذا كله لعدم فَعْلول في كلام العرب والتَّامور من دواب البحر وقيل هي دوَيبةٌ
والتَّامور جنس من الأَوعال أَو شبيه بها له قرنٌ واحدٌ مُتَشَعِّبٌ في وسَطِ
رأْسه وآمِرٌ السادس من أَيام العجوز ومؤُتَمِرٌ السابع منها قال أَبو شِبل الأَعرابي
كُسِعَ الشتاءُ بسبعةٍ غُبْرِ بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ وبآمِرٍ وأَخيه
مؤُتَمِرٍ ومُعَلِّلٍ وبمُطْفَئٍ الجَمْرِ كأَنَّ الأَول منهما يأْمرُ الناس
بالحذر والآخر يشاورهم في الظَّعَن أَو المقام وأَسماء أَيام العجوز مجموعة في
موضعها قال الأَزهري قال البُستْي سُمي أَحد أَيام العجوز آمِراً لأَنه يأْمر
الناس بالحذر منه وسمي الآخر مؤتمراً قال الأَزهري وهذا خطأٌ وإِنما سمي آمراً
لأَن الناس يُؤامِر فيه بعضُهم بعضاً للظعن أَو المقام فجعل المؤتمر نعتاً لليوم
والمعنى أَنه يؤْتَمرُ فيه كما يقال ليلٌ نائم يُنام فيه ويوم عاصف تَعْصِف فيه
الريحُ ونهار صائم إِذا كان يصوم فيه ومثله في كلامهم ولم يقل أَحد ولا سمع من
عربي ائتْمَرْتُه أَي آذنتْهُ فهو باطل ومُؤْتَمِرٌ والمُؤْتَمِرُ المُحَرَّمُ
أَنشد ابن الأَعرابي نَحْنُ أَجَرْنا كلَّ ذَيَّالٍ قَتِرْ في الحَجِّ من قَبْلِ
دَآدي المُؤْتَمِرْ أَنشده ثعلب وقال القَمِرُ المتكبر والجمع مآمر ومآمير قال ابن
الكلبي كانت عاد تسمِّي المحرَّم مُؤتَمِراً وصَفَرَ ناجِراً وربيعاً الأَول
خُوَّاناً وربيعاً الآخر بُصاناً وجمادى الأُولى رُبَّى وجمادى الآخرة حنيناً
ورَجَبَ الأَصمَّ وشعبان عاذِلاً ورمضان ناتِقاً وشوّالاً وعِلاً وذا القَعْدَةِ
وَرْنَةَ وذا الحجة بُرَكَ وإِمَّرَةُ بلد قال عُرْوَةَ بْنُ الوَرْد وأَهْلُكَ
بين إِمَّرَةٍ وكِيرِ ووادي الأُمَيِّرِ موضع قال الراعي وافْزَعْنَ في وادي
الأُمَيِّرِ بَعْدَما كَسا البيدَ سافي القَيْظَةِ المُتَناصِرُ ويومُ المَأْمور
يوم لبني الحرث بن كعب على بني دارم وإِياه عنى الفرزدق بقوله هَلْ تَذْكُرُون
بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا أَو تَذْكُرونَ فَوارِسَ المَأْمورِ ؟ وفي الحديث ذكرُِ
أَمَرَ وهو بفتحِ الهمزة والميم موضع من ديار غَطَفان خرج إِليه رسولُ الله صلى
الله عليه وسلم لجمع محارب
معنى
في قاموس معاجم
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى
النَّفْس
الرُّوحُ قال ابن سيده وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب قال أَبو إِسحق النَّفْس
في كلام العرب يجري على ضربين أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه وفي
نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه
مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته تقول قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ
الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس قال أَبو خراش
في معنى النَّفْس الروح نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ ولم يَنْجُ إِلا
جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش
كما زعم الجوهري وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم
يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن
سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ
سيف وجفن السيف منقطع منه والنفس ههنا الروح كما ذكر ومنه قولهم فَاظَتْ نَفْسُه
وقال الشاعر كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ
وبُرُودِ قال ابن خالويه النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْس ما يكون به التمييز
والنَّفْس الدم والنَّفْس الأَخ والنَّفْس بمعنى عِنْد والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة
قال ابن بري أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما
قوله سبحانه اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها فالنَّفْس الأُولى هي التي
تزول بزوال الحياة والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل وأَما النَّفْس الدم
فشاهده قول السموأَل تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا ولَيْسَتْ عَلى
غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه
وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على
أَنْفُسِكم وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا
محمد وعليه الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم ما عندي
ولا أَعلم ما عندك والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ
أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ ويشهد بصحة
قوله في آخر الآية قوله إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب كأَنه قال تعلم غَّيْبي يا
عَلاَّم الغُيُوبِ والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن وذلك
أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه فجعلوا
التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى وعلى ذلك قول الشاعر
يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا
يَطُورُها ؟ وأَنشد الطوسي لمْ تَدْرِ ما لا ولَسْتَ قائِلَها عُمْرَك ما عِشْتَ
آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها ولم
تَكَدِ وقال آخر فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ تَجِدْ فَرَجاً مِنْ
كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول اجْهَدْ نجاءك لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ
عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم عندي ثلاثة
أَنْفُسٍ وكقوله تعالى أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب
اللَّه قال ابن سيده وقوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك أَي تعلم
ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه
فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ وقوله تعالى ويحذِّرُكم اللَّه
نَفْسَه أَي يحذركم إِياه وقوله تعالى اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها روي عن ابن
عباس أَنه قال لكل إسنسان نَفْسان إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز
والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة وقال أَبو بكر بن الأَنباري من اللغويين من
سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح
مذكر قال وقال غيره الروح هو الذي به الحياة والنفس هي التي بها العقل فإِذا نام
النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه ولا يقبض الروح إِلا عند الموت قال وسميت
النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها كما سَّموا الرُّوح رُوحاً
لأَن الرَّوْحَ موجود به وقال الزجاج لكل إِنسان نَفْسان إِحداهما نَفْس التمييز
وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى
والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ والنائم يَتَنَفَّسُ قال وهذا
الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ قال ونفس الحياة
هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به والنَّفْس الدمُ وفي الحديث ما
لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه وروي عن النخعي أَنه
قال كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه أَراد كل شيء له دم
سائل وفي النهاية عنه كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا
سقط فيه أَي دم سائل والنَّفْس الجَسَد قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على
بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن
عَمْرو ابن شمر
( * قوله « عمرو بن شمر » كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس )
الحنفي قتله نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس
المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ
وبِمَنْظَرِ والتامُورُ الدم أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه
ونفسه اللحياني العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا
قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا وكذلك جميع العدد قال وقد
يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع قال حكي جميع ذلك عن الكسائي
وقال سيبويه وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم
يريدون به الإِمنسان أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء ؟ قال
وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث
أَعْيُنٍ للعين من الناس وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء وقال الحطيئة ثلاثَةُ
أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى الذي خلقكم من
نَفْس واحدة يعي آدم عليه السلام وزوجَها يعني حواء ويقال ما رأَيت ثمَّ نَفْساً
أَي ما رأَيت أَحداً وقوله في الحديث بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد
حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس وأَطلق
النَّفَس على القرب وقيل معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان أَراد
إِني بعثت في وقت قريب منها أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا
قرب منه يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها ويروى في نَسَمِ
الساعة وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس ذو النَّفَس ونَفْس الشيء ذاته ومنه ما حكاه
سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل ونَفْسُ الجبل مُقابِلي ونَفْس الشيء عَيْنه
يؤكد به يقال رأَيت فلاناً نَفْسه وجائني بَنَفْسِه ورجل ذو نَفس أَي خُلُق
وجَلَدٍ وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة والنَّفْس العَيْن والنَّافِس العائن
والمَنْفوس المَعْيون والنَّفُوس العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس
ليُصيبَها وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه هذه عن اللحياني ويقال أَصابت فلاناً
نَفْس ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين وفي الحديث نهى عن الرُّقْيَة إِلا
في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس النَّفْس العين هو حديث مرفوع إِلى النبي صلى
اللَّه عليه وسلم عن أَنس ومنه الحديث أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء
فقال إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة يريد عيونهم ومنه حديث ابن عباس الكِلابُ من
الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً
ويقالُ نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك ابن الأَعرابي
النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين
الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين
والنَّفَس الفَرَج من الكرب وفي الحديث لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن
يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ وقيل
معناه أَي مما يوسع بها على الناس وفي الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم قال أَجد
نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن وفي رواية أَجد نَفَس الرحمن يقال إِنه عنى بذلك
الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم وهم يَمانُونَ لأَنهم
من الأَزد ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده
التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها أَو من نَفَس الريح الذي
يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به
عنه وقيل النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ
يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً
كأَنه قال اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن
بها عن المكروبين والتَّفْريج مصدر حقيقي والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر وكذلك
قوله الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن
الملهوفين قال العتبي هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن
ذلك فقال شيخ منهم ليس لنا ريح والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم والجمع
أَنْفاس وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس والتَنَفُّس استمداد النَفَس وقد تَنَفَّس
الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ ودواب الماء لا رِئاتَ
لها والنَّفَس أَيضاً الجُرْعَة يقال أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي
جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب قال جرجر
تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث
نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء وفي حديث آخر أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء
ثلاثاً يعني في الشرب قال الأَزهري قال بعضهم الحديثان صحيحان والتَنَفُّس له
معنيان أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه
وهو مكروه والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ
يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه
الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما
يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له وقال أَبو وجزة السعدي وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي
نََفَسٍ في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي شراب ذو نَفَسٍ أَي
فيه سَعَةٌ وريٌّ قال محمد بن المكرم قوله النَّفَس الجُرْعة وأَكْرَعْ في الإِناء
نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه فيه نظر وذلك أَن
النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس
الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة
جُرَع ويقال فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد واللَّه أَعلم ويقال اللهم
نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ
يقال نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها وفي الحديث من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة
نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في
الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة ويقال أَنت في نَفَس من أَمرك
أَي سَعَة واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض
والحوادث والآفات والنَّفَس مثل النَّسيم والجمع أَنْفاس ودارُك أَنْفَسُ من داري
أَي أَوسع وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل وهذا المكان
أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع وفي الحديث ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح
وأَبعد قليلاً ويقال هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما وهذا الثوب أَنْفَس
الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج
ووسع وفي الحديث من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته وفي حديث عمار لقد
أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ وأَصله أَن المتكلم إِذا
تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد
ماؤها وقال اللحياني إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً وقال ابن
الأَعرابي أَي رِيّاً وأَنشد وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ في كَوْكَبٍ من
نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل عن
اللحياني ويقال بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع ويقال لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ
أَي مُهْلَةٌ وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً
وتَنَفَّس النهار وغيره امتدَّ وطال ويقال للنهار إِذا زاد تَنَفَّسَ وكذلك الموج
إِذا نَضحَ الماءَ وقال اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس الماء وقال
اللحياني تَنَفَّس النهار انتصف وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ وتنَفَّس العُمْرُ منه
إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع أَنشد ثعلب ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها
تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إِذا
تَنَفَّسَ قال إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح وقال
مجاهد إِذا تَنَفَّس إِذا طلع وقال الأَخفش إِذا أَضاء وقال غيره إِذا تنَفَّس
إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه ويقال كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً
وقول الشاعر عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة ونَفَسُ الساعة
آخر الزمان عن كراع وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب ونَفْسَ الشيء بالضم
نَفاسَةً فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ رَفُعَ وصار مرغوباً فيه وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ
والجمع نِفاسٌ وأَنْفَسَ الشيءُ صار نَفيساً وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه
وأَكرمه عندي وقال اللحياني النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر ثم
عَمَّ فقال كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس قال النمر بن تولب لا
تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه فإِذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ
المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً ويقال إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه
أَي مرغوب فيه وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني رغَّبني فيه الأَخيرة عن ابن الأَعرابي
وأَنشد بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ
أَي رغَّبني فيه وأَمر مَنْفُوس فيه مرغوب ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه
نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً
بتحريك الفاء ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً الأَخيرة نادرة ضَنَّ ومال نَفِيس مَضْمون به
ونَفِسَ عليه بالشيء بالكسر ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله وكذلك نَفِسَه عليه
ونافَسَه فيه وأَما قول الشاعر وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها تُنافِسُ
دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا وإِما أَن
يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت وتَنافَسْنا ذلك
الأَمر وتَنافَسْنا فيه تحاسدنا وتسابقنا وفي التنزيل العزيز وفي ذلك
فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون وفي حديث
المغيرة سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء وفي
حديث إِسمعيل عليه السلام أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار
عندهم نَفِيساً ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه
المباراة في الكرم وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا وفي الحديث أَخشى أَن تُبْسط الدنيا
عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها هو من
المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه
ونَفِسْتُ بالشيء بالكسر أَي بخلت وفي حديث علي كرم اللَّه وجهه لقد نِلْتَ صِهْرَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فما نَفِسْناه عليك وحديث السقيفة لم نَنْفَسْ عليك
أَي لم نبخل والنِّفاسُ ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ فهي نُفَساءٌ والنَّفْسُ الدم
ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ بالكسر نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ
ونَفْساءُ ونَفَساءُ ولدت وقال ثعلب النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض والجمع
من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس عن اللحياني ونُفُس ونُفَّاس قال
الجوهري وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ ويجمع
أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات وامرأَتان نُفساوان أَبدلوا من همزة التأْنيث
واواً وفي الحديث أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت
ومنه الحديث فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها وحكى ثعلب
نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن
يُنْفَس أَي يولد الجوهري وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل
أَن يولد قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة وإِنَّا وإِخْواننا
عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ كما
طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما
يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ
لذلك ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر
أَشد من ولادة الثيب وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به
أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة وقولُ امرئ
القيس ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به
نفسه وربما كان داعَية للهلاك والمَنْفُوس المولود وفي الحديث ما من نَفْسٍ
مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار وفي رواية إِلا كُتِبَ رزقُها
وأَجلها مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة قال يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ فأَما الحيض فلا يقال
فيه إِلا نَفِسَتْ بالفتح وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ
على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه وفي حديث أَبي هريرة أَنه صَلَّى على
مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً وفي حديث ابن
المسيب لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت وقالت أُم
سلمة كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ
ثيابي ثم رجعت فقال أَنَفِسْتِ ؟ أَراد أَحضتِ ؟ يقال نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ
بالفتح إِذا حاضت ويقال لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير يقال ما سرَّني بهذا
الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ وفي حديث عمر رضي اللَّه عنه كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ
أَي خرج من تحته ريح شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم
وتَنَفَّسَت القوس تصدَّعت ونَفَّسَها هو صدَّعها عن كراع وإِنما يَتَنَفَّس منها
العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ ابن شميل
يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك قال ابن سيده
وأَرى اللحياني قال إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها قال ولست منه
على ثقة والنَّفْسُ من الدباغ قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من
القرظ وغيره يقال هب لي نَفْساً من دباغ قال الشاعر أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي
تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ ؟ قال الأَصمعي بعثت امرأَة من العرب
بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ
أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من
السرعة أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به المَنِيئَةُ
المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ وقيل النَّفْس من الدباغ مِلءُ
الكفِّ والجمع أَنْفُسٌ أَنشد ثعلب وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به على
الماء إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا
القَدْر من الدّباغ والنَّافِسُ الخامس من قِداح المَيْسِر قال اللحياني وفيه خمسة
فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز
ويقال هو الرابع
معنى
في قاموس معاجم
الوَطَنُ
المَنْزِلُ تقيم به وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله وقد خففه رؤبة في قوله أَوْطَنْتُ
وَطْناً لم يكن من وَطَني لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ بها ولم أَرْجُنْ بها
في الرُّجَّنِ قال ابن بري الذي في شعر رؤبة كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني
أَوْطَ
الوَطَنُ
المَنْزِلُ تقيم به وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله وقد خففه رؤبة في قوله أَوْطَنْتُ
وَطْناً لم يكن من وَطَني لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ بها ولم أَرْجُنْ بها
في الرُّجَّنِ قال ابن بري الذي في شعر رؤبة كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني
أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكن من وَطَني وقد ذكر في موضعه والجمع أَوْطان وأَوْطانُ
الغنم والبقر مَرَابِضُها وأَماكنها التي تأْوي إليها قال الأَخْطَلُ كُرُّوا إلى
حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا كما تَكُرُّ إلى أَوْطانها البَقَرُ ومَوَاطِنُ
مكة مَوَافقها وهو من ذلك وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ أَقام الأَخيرة أَعلى
وأَوْطَنَهُ اتخذه وَطَناً يقال أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلاً ومُسْكَناً
يقيم فيها والمِيطانُ الموضع الذي يُوَطَّنُ لترسل منه الخيل في السِّباق وهو أَول
الغاية والمِيتاء والمِيداء آخر الغاية الأَصمعي هو المَيْدانُ والمِيطانُ بفتح
الميم من الأول وكسرها من الثاني وروى عمرو عن أَبيه قال المَيَاطِينُ المَيادين
يقال من أَين مِيطانك أَي غايتك وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان لا يُوطِنُ
الأَماكن أََي لا يتخذ لنفسه مجلساً يُعْرَفُ به والمَوْطِنُ مَفْعِلٌ منه ويسمى
به المَشْهَدُ من مشَاهد الحرب وجمعه مَوَاطن والمَوْطِنُ المَشْهَدُ من مَشَاهد
الحرب وفي التنزيل العزيز لقد نصَركُمُ اللهُ في مَوَاطن كثيرة وقال طَرَفَةُ على
مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عنده الرَّدَى متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائصُ تُرْعَدِ
وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي اتخذتها وَطَناً
وكذلك الاتِّطانُ وهو افْتِعال منه غيره أَما المَوَاطِنُ فكل مَقام قام به
الإنسان لأَمر فهو مَوْطِنٌ له كقولك إذا أَتيت فوقفت في تلك المَوَاطِنِ فادْعُ
الله لي ولإخواني وفي الحديث أَنه نَهَى عن نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ
في المكان بالمسجد كما يُوطِنُ البعيرُ قيل معناه أَن يأْلف الرجل مكاناً معلوماً
من المسجد مخصوصاً به يصلي فيه كالبعير لا يأْوي من عَطَنٍ إلا إلى مَبْرَكٍ
دَمِثٍ قد أَوْطَنَه واتخذه مُناخاً وقيل معناه أَن يَبْرُكَ على ركبتيه قبل يديه
إذا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ البعير ومنه الحديث أَنه نَهَى عن إيطان المساجد
أَي اتخاذها وَطَناً وواطنَهُ على الأَمر أَضمر فعله معه فإن أَراد معنى وافقه قال
واطأَه تقول واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما في أَنفسكما أَن تفعلاه
وتَوْطِينُ النفس على الشيء كالتمهيد ابن سيده وَطَّنَ نفسَهُ على الشيء وله
فتَوَطَّنَتْ حملها عليه فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ له وقيل وَطَّنَ نفسه على الشيء وله
فتَوَطَّنَت حملها عليه قال كُثَيِّرٌ فقُلْتُ لها يا عَزَّ كلُّ مُصيبةٍ إذا
وُطِّنتْ يوماً لها النَّفْسُ ذَلَّتِ