العَقْبُ بفَتْح فَسُكُون : الجَرْيُ يجيءُ بَعْدَ الجَرْيِ الأَوّل . وفي الأَسَاسِ : ويُقَال للفَرَس الجُوُاد هو ذُو عَفْوٍ وعَقْبٍ فعَفْوُه : أَوَّل عَدْوِه وعَقْبُه : أَن يُعْقِب مُحْضِراً أَشَدَّ من الأَوَّل ومنه قولهم لمِقْطَاع الكَلاَم : لو كان له عَقْبٌ لتَكَلَّم أَي جَوَابٌ ومثله في لِسَان العَرَب . العَقْب : الوَلَدُ . ووالَدُ الوَلَد من الرَّجُلِ : البَاقُون بعدَه كالعَقِبِ كَكَتِفٍ في المَعْنَيَيْنِ . تقول : لِهذَا الفَرَسِ عَقْبٌ حَسَنٌ وفَرَسٌ ذو عَقْب أَي لَهُ جَرْيٌ بعد جَرْيٍ . قال امرؤ القَيْسِ :
على العَقْبِ جَيَّاش كَأَنَّ اهتِزامَهُ ... إِذا جَاشَ فيه حَمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ قال ابن مَنْظُور : وقالوا : عِقَاباً أَي جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ . وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِنَاءِ ويُرْ ... ضِيكَ عِقَاباً إِنْ شِئت أَو نَزَقَا وقول العَرب : لا عَقِبَ له أَي لم يَبْق له وَلَد ذَكَر والجَمع أَعْقَابٌ . العُثْبُ بالضَّمِّ و العُقُب بضمَّتَيْن مثل عُسْر وعُسُر : العَاقِبَةُ . ومنه قَوْلُه تَعَالَى : هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وخَيْرٌ عُقُباً . أَي عَاقِبَة . العَقْب بالتَّسْكِين وكَكِتِفٍ : مُؤَخَّرُ القَدَمِ مُؤَنَّثَة منه كالعَقِيبِ كأَمِير . ونَقَل شيخُنَا في هَذَا أَنّه لُغَيَّة رَدِيئة والمَشْهُورُ فيه الأَوّلُ . وفي المصباح : أَنّ عَقِيباً باليَاءِ صِفَة وأَن استعمالَ الفَقَهَاءِ والأُصُوليِّين لاَ يَتِمّ إِلا بحذْفِ مُضَاف وسَيَأْتِي . وفي الحديث أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيم لتَنْظُر لَهُ امرأَةً فقال : انْظُرِي إِلَى عَقِبَيْهَا أَو عُرْقُوبَيْهَا فقيل لأَنَّه إِذا اسوَدَّ عَقِبَاهَا اسوَدَّ سَائِر جَسَدِها . وفي الحَدِيث نَهَى عن عَقِب الشَّيْطان فِي الصَّلاَة وهو أَن يَضَع أَلْيَتَيْه على عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَين . وفي حَدِيث عَلِيّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْه وسَلّم : يَا عَلِيُّ إِنّي أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنَفْسِي وأَكْرَه لَكَ ما أَكْرهُ لنَفْسِي لا تَقْرَأْ وأَنْتَ رَاكِعٌ ولا تُصَلِّ عَاقِصاً شَعْرَك ولا تُقْعِ على عَقِبَيْك في الصَّلاة فإِنها عَقِب الشِّيْطَانِ ولا تَعْبَث بالحَصى وأَنْتَ في الصَّلاة ولا تَفْتَح على الإِمام . وفي الحديث : ويلٌ للعَقِبِ من النَّار وَوَيْلٌ للأَعْقَابِ من النَّارِ . قال ابن الأَثِيرِ : وإِنْمَا خَصَّ العَقِبَ بالعَذابِ ؛ لأَنَّه العُضْوَ الذي لم يُغْسَل . وقيل : أَرادَ صَاحِب العَقِب فحذَفَ المُضَاف ؛ وَجَمْعُها أَعْقَابٌ وأَعْقَبٌ . أَنشَد ابْنُ الأَعْرَابِيِّ :
" فُرْقَ المَقَادِيم قِصارَ الأَعْقُبِ
العَقَب : بالتَّحْرِيك : العَصَبُ الّذِي تُعْمَلُ منه الأَوْتَارُ الواحِدَة عَقَبَة . وفي الحَدِيثِ أَنّه مَضَغَ عَقَباً وهو صَائِم . قال ابنُ الأَثِيرِ : هو بفَتْح القَافِ : العَصَبُ . والعَقَبُ من كُلِّ شيءٍ : عَصَبُ المَتْنَيْن والسَّاقَيْن والوَظِيفَيْن يخْتَلِط باللَّحْم ويُسَوَّى منه الوَتَر وقد يكون في جَنْبَي البَعِير . والعَصَبُ : العِلْبَاءُ الغَلِيظ ولا خَيْرَ فِيهِ . وأَما العَقْب مُؤَخَّر القدم فَهُو مِنَ العَصَب لا مِنَ العَقَب . وفرق ما بَين العَصَب والعَقَب أَن العَصَب يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة والعَقَب يَضْرِب إِلى البَيَاضِ وهو أَصلَبُهما وأَمْتَنُهُمَا وقال أَبو حنيفة : قال أَبو زياد : العَقَبُ : عَقَبُ المَتْنَيْن من الشَّاةِ والبَعِيرِ والنَّاقَةِ والبَقَرةِ . وعَقَبَ الشيءَ يَعْقِبُه ويَعْقُبُه عَقْباً وعَقَّبَه : شَدَّه بعَقَبٍ . وعَقَب الخَوْقَ وهو حَلْقَةُ القُرْطِ يَعْقُبه عَقْباً : خَاف أَن يَزِيغَ فشَدَّه بِعَقَب . وعَقَب السهمَ والقِدْحَ والقَوْسَ عَقْباً إِذا لَوَى شَيْئاً مِنْهَا علَيْهَا قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة :
وأَسمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... به عَلَمَانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ في لِسَانِ العَرَب قال ابنُ بَرِّيّ : صوابُ هَذَا البَيْت : وأَصْفَرَ من قِدَاحِ النَّبْع لأَنَّ سهامَ المَيْسِر تُوصَفُ بالصُّفرة كقَوْل طَرَفَةَ :
وأَصفرَ مَضْبُوح نظرتُ حُوَارَه ... على النارِ واستَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ ثم قال : وعَقَبَ قِدْحَه بالعَقَب يَعْقُبه عَقْباً : انْكَسَر فشَدَّه بعَقَبٍ . والعَاقِبَةُ : مصدر عَقَب مكانَ أَبيه يَعْقُب والوَلَدُ . يقال : ليست لفلان عاقِبَةٌ أَي ليسَ له وَلَدٌ فهو كالعَقْب والعَقِب الماضي ذِكرُهما والجَمْع أَعْقَاب . وكُلُّ من خَلَفَ بَعدَ شَيْء فهو عاقِبَةٌ وعَاقِب له وهو اسم جاءَ بمَعْنَى المَصْدَر كقوله تعالى : لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ العَقْبُ والعَاقِب والعَاقِبَة والعُقْبَة بالضم والعُقْبَى والعَقِب كَكَتِف والعُقْبَان بالضم : آخر كُلِّ شَيْءٍ . قال خالدُ بنُ زُهَيْر :
فإِن كُنْتَ تَشْكُو من خَلِيلٍ مَخَافَةً ... فتِلْكَ الجَوَازِي عَقْبُها ونُصُورُهَايقول : حَدِّثْنَا بما فَعلْتَ بِابْن عُوَيْمِر والجمع العَوَاقِب والعُقُب والعُقْبَان والعُقْبَى بضَمِّهما كالعَاقبَة . وقالوا : العُقْبَى لَكَ في الخَيْر أَي العَاقبَة وفي التَنْزِيل ولا يَخَاف عُقْبَاهَا قال ثَعْلَب : مَعناه لا يَخَافُ اللهُ عَزّ وَجَلَّ عاقِبَةَ ما فَعَل أَي أَن يُرْجع عليه في العَاقِبَة كما نَخَافُ نَحْنُ . وفي لسان العرب : جِئْتُك في عَقِب الشَّهْرِ أَي كَكَتِف وعَقْبِه بفَتْح فَسُكُون وعلى عَقِبه أَي لأَيَّامٍ بَقِيَت منه عشَرَةٍ أَو أَقَلَّ . وجِئتُ في عُقْبِ الشَّهْر وعلى عُقْبِه بالضم والتَّسْكِين فِيهِمَا وعُقُبه بضَمَّتَيْن وعُقْبَانِه بالضم أَي بعد مُضِيِّه كُلِّه . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : جِئتُك عُقُب رَمَضَان بالضَّمِّ أَي آخِرَه وجِئتُ فلاناً على عُقْبِ ممَرّه بالضَّمِّ وعُقُبِه بضَمَّتَيْنِ وعَقِبِه كَكَتِف وعُقْبَانِه بالضَّمِّ أَي بَعْدَ مُرُورِه . وفي حدِيث عُمَرَ : أَنَّه سافَر في عَقْب رَمَضَان بالتّسْكين أَي في آخِره وقد بَقِيَتْ منه بَقِيَّةٌ . وقال اللِّحْيَانِيّ : أَتيتُك على عُقُب ذَاكَ بضَمَّتَيْن وعُقْب ذَاكَ بضَمٍّ فَسُكُون وعَقِبِ ذَاكَ كَكتِفٍ وعَقْبِ ذَاكَ بالتَّسْكِين وعُقْبَانِ ذَاكَ بالضَّمِّ وجئتُه عُقْبَ قُدُومِه بالضَّمِّ أَي بَعْدَه . قلت : وفي الفَصِيح نَحْوٌ مِمَّا ذُكِرَ . وفي المُزْهِرِ : وفي عقِب ذِي الحِجَّة يقال بالفَتْح والكَسْر لمَا قَرُب من التَّكْمِلَة وبِضَمٍّ فسُكُونٍ لِمَا بَعْدَهَا . ونقل شيخُنا جِئتُك على عُقْبِه وعُقْبَانِه أَي بالضَّم وعَاقِبِه وعَقِبِه . قال أَبو جَعْفَر : قال ابنُ عُدَيْس : وزاد أَبُو مِسْحَل : وعِقْبَانِه أَي بالكَسْرِ . وفي لسان العرب : ويقال : فلان عُقْبَةُ بَنِي فُلاَنٍ أَي آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُم . وحَكى اللِّحْيَانيّ : صَلَّينَا عُقُبَ الظُّهْر وصلَّيْنَا أَعْقَاب الفَرِيضَة تَطَوُّعاً أَي بَعْدَها . والعَاقِبُ من كل شيء : آخِرُه . والعَاقِبُ : السَّيِّد . وقيل : الَّذي دُونَ السَّيّد وقيل : الَّذِي يَخْلُف السَّيِّدَ بعدَه . وفي الحديث قَدِم على النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم نَصَارى نَجْرَان والسَّيِّدُ والعَاقِب والعاقِبُ : الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْلَه في الخَيْر كالعَقُوب كصَبُور وقيل : السَّيِّدُ والعاقِب هُمَا من رُؤَسَائِهِم وأَصْحَاب مَرَاتِبِهِم . وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلّم لي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ : مُحَمَّد . وأَحْمَدُ والمَاحِي يَمْحُو اللهُ بِي الكُفْرَ والحَاشِرُ أَحشُر الناسُ على قَدَمِي والعَاقِبُ . قال أَبو عُبَيْد : العَاقب : آخرُ الأَنْبِيَاء . وفي المُحْكَم : آخر الرُّسُل . وعَقَبَهُ يَعْقُبُه : ضَرَبَ عَقِبَه أَي مُؤَخَّرَ القَدَم . يقال : عَقَبَه يَعقُبه عَقْباً وعُقُوباً إِذا خَلَفَه . وكُلُّ ما خَلَف شَيْئاً فقد عَقَبَه وعَقَّبه كأَعْقَبه . وأَعْقَبَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وتَرَك عَقِباً أَي وَلَداً . يقال : كان لَهُ ثَلاَثَةٌ من الأَوْلادِ فأَعْقَب مِنْهُم رَجُلاَن أَي تَرَكَا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدُ . وقول طُفَيْل الغَنَوِيّ :
كريمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هَالِكاً ... من القَوْمِ هُلْكاً في غَدٍ غَيْرَ مُعْقِب يعني أَنَّه إِذا هَلَك مِن قَوْمِهَا سَيِّدٌ جاءَ سَيِّدٌ فهي لم تَنْدُب سَيِّداً وَاحِداً لا نَظيرَ لَهُ أَي أَنّ له نُظَراءَ من قَوْمه . وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذَا خَلَفه وهو مثل عَقَبه . وعَقَب مكانَ أَبِيهِ يَعْقُب عَقْباً وعاقِبةً . وعَقَّبَ إِذا خَلَف . وَعَقَبُوا من خَلْفِنا وعَقَّبُونَا : أَتَوْا . وَعقَبُونَا مِنْ خَلْفنا وَعَقَّبُونَا أَي نَزَلُوا بَعءدَ مَا ارتَحَلْنَا . وأَعْقَبَ هذَا هذَا إِذَا ذَهَب الأَوَّلُ فلم يَبْقَ منه شَيْءٌ وصارَ الآخَرُ مَكَانَه . عَقَبَ الرَّجُلَ في أَهْلِه : بَغَاهُ بِشَرٍّ وَخَلَفَه . وعَقَب في أَثَرِ الرَّجُل بما يَكْرَه يَعْقُب عَقْباً . تنَوَلَه بما يَكْره وَوَقَع فيه . والعُقْبَةُ بالضَّمِّ : قَدرُ فَرْسخَيْنِ والعُقْبَة أَيضاً : قَدْرُ ما تَسِيرُه والجَمْع عَقَبٌ : قال :
" خَوْداً ضِناكاً لا تَسِيرُ العُقَبَاأَي أَنها لا تَسِيرُ مَع الرِّجَال ؛ لأَنَّهَا لا تَحْتَمِل ذَلِكَ لِنَعْمَتِهَا وتَرَفِهَا والعُقْبَةُ : النَّوْبَةُ . تقول : تَمّت عُقْبَتُك . العُقْبَةُ : البَدَلُ والدُّولَة . والعُقْبَةُ أَيضاً : الإِبلُ يَرْعَاهَا الرَّجُل ويَسْقِيها عُقْبَتَه أَي دُولتَه كأَنَ الإِبلَ سُمِّيَت باسم الدُّولَة أَنسد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
" إِنَّ عَلَيَّ عُقْبَةً أَقْضِيها
" لَستُ بِنَاسِيها ولا مُنْسِيها أَي أَنَا أَسُوقُ عُقْبَتِي وأُحْسِنُ رَعْيَها . وقولُه : لستُ بِنَاسيها ولا مُنْسِيها يقول : لستُ بتَاركها عَجْزاً ولا بمُؤَخِّرها فَعَلَى هَذَا إِنَّما أَرادَ ولا مُنْسِئِها فأَبدَل الهمزَةَ يَاءً لإِقَامَةِ الرِّدِف . والعُقْبَة : الموضِع الذي يُرْكَب فيه . وتَعَاقَب المُسَافرانِ على الدَّابَّة : ركِب كُلُّ واحِدٍ منهُما عُقبَةً . وفي الحَديث : فكان الناضِحُ يعتَقِبُه منا الخَمْسَةُ . أَي يَتعاقَبُونَه في الرُّكُوب وَاحِداً بعد وَاحْدٍ . يقال : دارت عُقْبَةُ فلانٍ أَي جاءَت نَوْبَتُه ووقتُ رُكُوبِه . وفي الحدِيثِ : مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِه عُقْبَةً فَلَهُ كَذَا أَي شَوْطاً . ويقال : عاقبتُ الرجلَ من العُقْبَة إِذا رَاوَحْتَه في عَمَلٍ فكانَت لَه عُقْبَةٌ ولك عُقْبَةٌ وكذلك أَعْقَبْتُه . ويَقُولُ الرجلُ لزَمِيلِهِ : أَعقِب أَي انْزِل حَتَّى أَركبَ عُقْبَتِي وكذَلك كُلّ عَمَل ولمّا تَحَوَّلَتِ الخِلاَفَةُ إِلَى الهَاشِمِيّين عن بَنِي أُمَيَّة قال سُدَيْفٌ شاعِرُ بَنِي العَبَّاسِ لِبَنِي هَاشِم :
" أَعْقِبي آلَ هَاشِم يا مَيَّا يقول : انْزِلي عَنِ الخِلاَفَة حتى يَرْكَبَهَا بَنُو هَاشِمٍ فتَكُونَ لهم العُقْبَةُ . واعتَقَبتُ فلاناً من الرُّكُوب أَي أَنْزَلْتُه فركِبْتُ وأَعقبتُ الرجلَ وعاقَبتُه في الراحِلَة إِذا ركِبَ عُقْبةً وَرَكبْتَ عُقْبَةً مثل المُعَاقَبَةِ . ونَقَل شيخُنا عن الجَوْهَرِيّ تقول : أخذتُ من أَسِيرِي عُقْبَةً أَي بَدَلاً . وفي لِسَانِ العَرَب : وفي الحَدِيثِ : سأُعْطِيك منها عُقْبى أَي بَدَلاً عن الإِبقاءِ والإِطْلاقِ . وفي النِّهَايَةِ : وفي حَدِيث الضِّيَافِةِ : فإِنْ لَمْ يَقْروه فلَه أَن يُعْقِبَهم بمثل قِرَاه أَي يأْخذ مِنْهُم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى : يُقَالُ : عَقَبَهم مُخَفَّفاً ومُشَدَّداً وأَعْقَبَهُم إِذا أَخذَ منهم عُقْبَى وعُقْبَةً وهو أَن يأْخُذَ منهم بَدَلاً عَمَّاً فَاتَه . وقال في مَحَلٍّ آخَرَ : العُقْبَى : شِبْهُ العِوَض واسْتَعَقْبَ منه خَيْراً أَو شَرّاً : اعْتَاضَه فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَه وأَبدَلَه وهو بمَعْنى قَوْلِهِ :
ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطَاعَتِه ... كما أَطاعَكَ وادْلُلْه عَلَى الرَّشَدِ وسَيَأْتِي . العُقْبَةُ : اللّيْلُ والنَّهَارُ لأَنَّهُمَا يَتَعَقَبَان . والعَقِيبُ كأَمِير : كُلُّ شَيْءٍ أَعقَبَ شَيْئاً وهما يَتَعَاقَبَان ويَعْتَقِبَان إِذَا جاءَ هَذَا وذَهَبَ هَذَا كاللِّيْل والنَّهَار وهما عَقِيبَان كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا عَقِيبُ صاحِبِه . وعَقِيبُك : الّذي يُعَاقِبُك في العَمَل يعمَلُ مرة وتَعْمَلُ أَنتَ مَرَّة . وعَقَب الليلُ النهارَ : جَاءَ بعدَه وعاقَبَه : جاءَ بِعَقِبه فهو مُعَاقِبٌ وعَقِيبٌ أَيْضاً . العُقْبَةُ من الطَّائر : مسافَةُ ما بَيْنَ ارْتِفَاعِهِ وانْحِطَاطِهِ . ويقال : رأَيت عاقِبَةً من طَيْر إِذَا رأَيتَ طيراً يعقُب بَعْضُهَا بَعْضاً تقَع هذِه فتطِيرُ ثم تَقَع هَذِه مَوقِعَ الأُولى . وعُقْبَةُ القِدْرِ : قَرَارَتُه وهو ما الْتَزَق بأَسْفَلِهَا من تَابَلْ وغَيْرِه . العُقْبَةُ أَيضاً : شَيْءٌ من المَرَقِ يَرُدُّهُ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ إِذا رَدَّهَا أَي القِدْرَ . وأَحسن من هذا قَولُ ابْنِ مَنْظور : مَرَقَةٌ تَرَدُّ في القِدْر المُسْتَعَارة ثم قَالَ : وأَعْقَبَ الرجُلُ : رَدَّ إِليْه ذلكَ . قال الكُمَيت :
وحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلاَدُ ولم يَكُن ... لعُقْبةِ قدْرِ المُسْتَعِيرِين مُعْقِبُوكان الفَرَّاء يُجِيزُهَا بالكَسْر بمَعْنَى البَقِيّة . العُقْبَةُ والعُقْبُ من الجَمَال والسَّرْوِ والكَرَم أَثَرُه . و قال اللِّحْيَانِيّ أَي سِيمَاه وعَلاَمَتُه وهَيْئَتُه ويُكْسَر قال اللّحْيَانيّ : وهُو أَجْوَدُ . وفي لسان العرب : وعُقْبَةُ الماشيةِ في المَرْعَى : أَن تَرْعَى الخُلَّة عُقْبَةً ثم تُحَوَّل إِلى الحَمْض فالحَمْضُ عُقبَتُها وكَذَلِكَ إِذا تَحَوَّلَت من الحَمْض إِلى الخِلّة فالخُلَّة عُقْبَتُها وهذا المَعْنَى أَرادَهُ ذُو الرُّمَّ' بقَوْلِه يَصِفُ الظَّلِيم :
أَلهَاهُ آءٌ وتَنَّومٌ وعُقْبَتُه ... مِن لائِحِ المَرْوِ والمَرْعَى له عُقَبُ وقال أَبو عَمْرٍو : النَّعَامَةُ تَعقُب في مَرْعَىً فمَرَّة تَأْكُلُ الآءَ وَمَرَّة التَّنُّومَ وتَعْقُب بعد ذلك في حِجَارَة المَرْوِ وهي عُقْبَتُه ولا يَغِثُّ عليها القَمَرِ : عودَتُه بالكَسْر . ويقال عَقْبَة بالفَتْح وذلك إِذَا غَابَ ثُم طَلَع . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : عُقْبَةُ القَمَر بالضَّمِ : نجمٌ . يُقَارِنُ القمرَ في السَّنَةِ مَرَّةً . قال :
لا تَطْعَمُ المِسْكَ والكَافُورَ لِمَّتُه ... ولا الذَّرِيرَةَ إِلاَّ عُقْبَةَ القَمَرِ هو لبَعْضِ بَنِي عَامر . يقول : يَفْعَلُ ذلِكَ في الحَوْلِ مَرَّةً ورواية اللِّحْيَانِيّ عِقْبَة بالكَسْر وهذا مَوْضِع نَظَرٍ ؛ لأَنَّ القَمَر يَقْطَع الفَلَك في كُلَّ شَهْر مَرَّة وما أَعْلَم ما مَعْنَى قَوْله يُقَارن القَمرَ في كُلِّ سنَةٍ مَرَّةً . وفي الصَّحَاح يقال : ما يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلاَّ عَقْبَةَ القَمَرِ إِذَا كان يَفْعَلُه في كُلِّ شهرٍ مَرّة انتهى . قال شيخُنا : قلتُ : لَعَلَّ مَعْنَاه أَنّه وإِن كان في كُلِّ شَهْر يَقْطَعُ الفَلَك مَرَّة إِلا أَنّه يَمُرُّ بَعِيداً عن ذلك النَّجْم إِلاّ في يوم مِن الحَوْل فيُجَامِعُه وهذا ليس بَعِيداً لِجُوَازِ اختلافِ مَمَرِّه في كُلِّ شهر لِمَمَرِّه في الشَّهْر الآخَرِ كَمَا أَومَأَ إِليه المَقْدِسِيُّ وَغَيْرُه انتهى . العَقَبَة بالتَّحْرِيك : مرقىً صَعْبٌ من الجبَالِ أَو الجَبَلُ الطَّوِيلُ يعرِضُ للطَّرِيقِ فيأْخُذُ فِيهِ وهو طَوِيل صَعْبٌ شَدِيدٌ وإِن كَانَت خُرْمَت بَعْدَ أَن تَسْنَد وتَطُولَ في السّماءِ في صُعُود وهُبُوط أَطْول من النَّقْبِ و أَصْعَبُ مُرْتَقىً وقد يكون طُولُها واحِداً . سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسلِنْقاءٍ وسَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كهَيْئة الجِدَارِ . قال الأَزْهَرِيُّ : وج العَقَبَة عِقَابٌ وَعَقَبَاتٌ . قلت : وما أَلْطَفَ قَوْلَ الحافِظِ ابْنِ حَجَرٍ حِينَ زَار بَيْتَ المَقْدِسِ :
قَطَعْنَا في مَحَبَّتِه عِقَاباً ... وما بَعْدَ العِقَابِ سِوَى النَّعِيمويَعْقُوب اسْمُه إِسْرَائِيل أَبو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِمَا السَّلاَم لا يَنْصَرِف في المَعْرِفة للعُجْمَة والتَّعْرِيفِ ؛ لأَنَّه غُيِّر عن جِهَتِه فوَقَع في كَلامِ العَرَب غيرَ مَعْرُوفِ المَذْهَب كذا قالَه الجَوْهَرِيّ وسُمِّي يَعْقُوبُ بهذا الاسم لأَنه وُلِدَ مع عِيصُو في بَطْنٍ وَاحِد وُلِدَ عِيصُو قَبْلَه وَكَانَ يعقوبُ مُتَعَلِّقَاً بَعقِبِهِ خَرجَا معاً فعِيصو أَبُو الرُّوم . وفي لسان العرب : قال الله تَعَالَى في قِصَّة إِبراهِيم عَلَيْهِ السَّلاَم : وامْرأَتُه قائمَةٌ فَضَحِكَتْ فبَشَّرْنَاهَا بإِسْحَاقَ ومِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب زعم أَبو زَيْد والأَخْفَشُ أَنه منصوبٌ وهو في مَوْضِ' الخَفْضِ عَطْفاً على قوله فَبَشَّرنَاها بإِسحاق ومِنْ وراء إِسْحَاقَ يَعْقُوب قال الأَزْهَرِيُّ : وهذا غيرُ جَائِز عند حُذَّاقِ النَحْوِيِّين من البَصْرِيّين والكُوفِيِّين . وأَما أَبو العَبَّاس أَحمد ابْنُ يَحْيَى فإِنّه قال : نُصِب يعقوب بإِضمَار فِعْل آخَرَ كأَنه قال : فبَشَّرنَاهَا بإِسحاقَ وَوَهَبْنا لها من وَرَاءِ إِسْحَاق يَعْقُوبَ ويعقوبُ عنده في مَوْضِع النَّصب لا في مَوْضِع الخَفْض بالفعل المُضْمَر ومثله قَوْلُ الزَّجَّاج وابْنُ الأَنْبَارِيّ قال : وقَولُ الأَخفش وأَبِي زيْد عِنْدَهم خَطَأٌ . والبَعْقُوبُ باللام قال شيخُنَا : هو مَصْروفٌ لأَنَّه عَرَبِيٌّ لم يُغَيَّر وإِن كان مَزِيداً في أَوَّلِه فلَيْس على وَزْنِ الفعْل وهو الذَّكَر من الحَجَل والقَطَا قال الشاعر :
" عَال يُقَصِّرُ دُونَه اليَعْقُوبُ والجَمْعُ اليَعاقِيبُ . قال ابن بَرِّيّ : هذا البيتُ ذكرَه الجَوْهَرِيّ على أَنَّه شَاهِدٌ على اليَعْقُوب لذَكَرِ الحَجَل والظاهِرُ في اليَعْقُوب هَذَا أَنَّه ذَكرُ العُقَابِ مثل اليَرْخُوم ذَكَر الرَّخَم واليَحْبُور ذَكَر الحُبَارَى ؛ لأَن الحَجَل لا يُعرَفُ لها مثْلُ هَذَا العُلُوِّ في الطّيَرَانِ ويَشْهَدُ بِصِحة هذَا القَوْلِ قولُ الفَرَزْدَق :
يوماً تَركْن لإِبْرَاهِيم عافِيَةً ... من النُّسُور عَلَيْه واليَعَاقِيبِ فذَكَر اجتماعَ الطَّيْر على هَذَا القَتيل من النُّسُور واليَعَاقِيب ومَعْلُومٌ أَن الحَجَل لا يأْكُلُ القَتْلَى . وقال اللِّحْيَانِيُّ : اليَعْقُوبُ : ذَكَر القَبْجِ قَال ابنُ سِيدَه : فلا أَدْرِي ما عَنَى بالقَبْجِ الْحَجَلَ أَم القَطَا أَم الكِرْوَانَ . والأَعْرفُ أَن القَبْجَ الحَجَلُ وقيلَ اليَعَاقِيبُ من الخَيْل سُمِّيت بذَلِككَ تَشْبِيهاً بيعَاقِيبِ الحَجَل لسُرْعَتِهَا . وقولُ سَلامةَ بْنِ جَنْدَلٍ :
وَلَّى حَثِيثاً وهَذَا الشَّيْبُ يَتْبَعَهُ ... لو كَانَ يُدرِكُه ركْضُ اليَعَاقِيبِقيل : يَعْنِي اليَعَاقِيبَ من الخَيْل وقيل : ذُكُور الحَجَل وقد تعرَّضَ له ابنُ هشام في شَرْح الكَعبيَّة واسْتَغْرَبَ أَن يَكُونَ بمَعْنَى العُقَاب . وفي لسان العرب : ويقال : فَرسٌ يَعْقُوبٌ : ذو عَقْب وقد عَقَب يَعْقِبُ عَقْباً . وزَعَم الدَّمِيرِيُّ أَنَّ المُرَاد باليَعَاقِيب الحَجَل لقَوْلِ الرَّافِعِيّ : يجبُ الجزاءُ بقَتْل المُتَوَلِّد بين اليَعْقُوبِ والدَّجَاج قال : وهذا يَردّ قولَ من قال : إِنَّ المُرَادَ في البَيْتَيْن الأَوّليْن هو العُقَابُ فإِنَّ التَّنَاسُلَ لا يقع بين الدّجَاج والعُقَابِ وإِنَّما يقعُ بَيْنَ حَيَوَانَيْنِ بَيْنَهُمَا تَشَاكُلٌ وتَقَارُبٌ في الخَلْق كالحِمَار الوَحْشِيّ والأَهْلِيّ . قال شيخُنَا : ولا ينهض له ما ادَّعَى إِلاَّ إِذَا قيلَ إِنَّ اليَعْقُوبَ إِنما يُطْلَق على العُقَاب وأَمَّا مع الإِطْلاَق والاشْتِرَاك فلا كما لا يخفى على المُتَأَمِّل . ويَعْقُوبُ أَربعة من الصَّحَابَة انظر في الإِصَابة . ويَعْقُوبُ وفي نسخة يحيى بْنُ سِعِيد وعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيٍّ . ومحمدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب . و أَبو مَنْصُور مُحمَّدُ بنُ إِسْمَاعيلَ بْنِ سِعِيد بن عليّ البُوشَنْجِيّ الواعِظ حَدَّثَ عن أَبي مَنْصُور البُوشَنْجِيّ وغيرِه وعَنْه ابْن عساكر في شَاومانه إِحْدَى قُرَى هَرَاة وقع لنا حَدِيثُه عالِياً في مُعْجَمه . وأَبو نَصْر أَسعدُ بْنُ المُوَفَّق ابْنِ أَحمَد القاينيّ الحنَفِيّ من شُيُوخِ ابْنِ عَسَاكر حَدِيثُه في المُعْجَم وذَكَر ابنُ الأَثِيرِ أَبا مَنْصُور مُحَمَّد بنَ إِسماعِيل بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ رَوى عن جَدِّه وعن أَبِي عُثْمَان سَعِيدِ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِل وأَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمِن بْنِ خَلَف . وسَمِعَ منه أَهلُ بُخَارَى جَامِعَ التِّرْمِذِيّ ستّ مَرَّات وعنه أَبو العَبَّاس المُسْتَغْفِريّ ومات سنة 389 في شَهْرِ رَمَضَان كذَا في أَنْسَابِ البُلْبَيسيّ اليَعْقُوبِيُّون : مُحَدِّثُونَ نسبة كلهم إِلى جَدِّهم الأَعْلَى . وأَما أَبُو العَبَّاس أَحمدَ ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَر بْنِ وَاهبِ ابن وَاضِحٍ اليَعْقُوبِيّ الكَاتب المِصْرِيّ مَوْلَى أَبِي جعْفَرٍ المَنْصُور صَاحِبُ التاريخ فنِسْبَتُه إِلَى وَالِدِه ذَكرَه الرُّشَاطِي . وأَبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَعْرُوف الدستيخنيّ وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعِيّ وأَبو يَعْقُوب إِسْرَائِيلُ بن عَبْدِ المُقْتَدر بْنِ أَحْمَدَ الحَمِيدِيّ الإِربَلِيّ السّائِح . وأَبُو الصَّبْرِ يَعْقُوبُ ابنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الحُمَيدِيّ الإِرْبَلِي وأَبُو الفَضْل صَالحُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ حَمْدُون التَّمِيمِيّ . وأَبو الرَّجَاء يَعْقُوبُ ابنُ أَيُّوبَ بنِ عَلِيٍّ الهَاشِمِيّ الفارقِيّ حَدَّث عن أَبِي عَلِيٍّ الخَبَّاز وغَيْرِه . وأَبو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوب بْنِ إِسْحَاقَ شيخُ ابْنِ شَاهِين وقد تَقَدَّم في خ ض ب ويعقوبُ بنُ يُوسف بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيّ النَّخْذِيّ تَفَقَّه ببُخَارَى وروى عن أَبِي حَفْص عُمَرَ بْنِ مَنْصُور بن جَنْبٍ البَزَّاز مات ببلده أَندَخوذ بين بَلْخ ومَرْو . محدثون . وإِبِلٌ مُعَاقِبَةٌ : تَرْعَى مَرَّةً مِن وفي نُسْخَة في حَمْضٍ بالفَتْح فالسّكون ومَرَّة في وفي نسخة من خُلَّةِ بالضَّم وهما نَبْتَان وأَمَّا الَّتي تَشْرَبُ الماءَ ثُمَّ تَعُودُ إِلَى المَعْطِن ثُمّ تَعُودُ إِلَى المَاءِ فَهِي العَوَاقبُ . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : وعَقَبَت الإِبِلُ من مَكَانٍ إِلى مَكَان تَعْقُب عَقْباً وأَعْقَبَت كِلاَهُمَا تَحوَّلَتِ مِنْه إِلَيْهِ تَرْعَى . وقال أَيضاً : إِبل عَاقِبَةٌ : تَعْقُب في مَرْتَعٍ بَعْد الحَمْض ولا تكونُ عَاقِبَةً إِلا في سَنَة شَدِيدَة تَأْكُلُ الشَّجَرَ ثمّ الحَمْضَ قال : ولا تكون عَاقِبَةً في العُشْب . وقال غيرُه : ويقال : نَخْلَةٌ مُعَاقِبَة : تَحمل عاماً وتُخْلِفُ آخَر . وأَعْقَبَ زَيْدٌ عَمْراً في الرَّاحِلَة وعَاقَبَه إِذا رَكِبَا بالنَّوْبَةِ هذا عُقْبَة وهذا عُقْبَة وقد تَقَدَّم أَيضاً . عَقَبَالليلُ النهارَ : جَاءَ بَعْدَه وعَاقَبَه وعَقَّبَه تَعْقيباً : جَاءَ بعَقِبِهِ فهو مُعَاقِب وعَقيبٌ أَيضاً . والتَّعْقِيبُ مِثْلُه وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَه فُلاَنٌ بَعْدُ واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه وهما يُعَقِّبَانه ويَعْتَقِبَانِ عَلَيْه ويَتَعَاقَبَان : يَتَعَاوَنَان . والمُعَقِّبَاتُ : الخَفَظَة في قوله عزّ وجلّ : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ والمُعْقِّبَاتُ : مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لأَنَّهم يَتَعاقَبُونَ وإِنَّمَا أَنَّثَ لكَثْرة ذلِكَ مِنْهُم نحو نَسّابَة وعَلاَّمة وقَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب : لَهُ مَعَاقِيبُ . وقال الفَرّاء : المُعْقِّبَاتُ : المَلاَئِكَة ملائِكَةُ اللَّيْلِ تَعقُب ملاَئِكَةَ النَّهَارِ . قال الأَزْهَرِيُّ : جَعَلَ الفَرَّاءُ عَقَّب بمعْنى عَاقَب كما يُقَالُ : عَاقَدَ وعَقَّدَ وضَاعَفَ وضَعَّفَ فكأَنَّ ملائكَةَ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ فإِذَا جَاءَ الليلُ جَاءَ معه مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وصَعِدَ ملائِكَةُ النَّهارِ فإِذا أَقبَلَ النّهارُ عاد من صَعِد وصَعِد ملائِكَةُ اللَّيْل كأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً وكُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثم عَادَ إِليه فقد عقَّب . وملائكةٌ مُعَقِّبَة ومُعَقِّبَاتٌ جَمْعُ الجَمْع . قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم : مُعْقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنّ وهو أَن يُسَبِّح في دُبُرِ صَلاته ثلاثاً وَثَلاَثِين تَسْبِيحَةً ويَحْمَده ثَلاَثاً وثَلاثِين تَحْمِيدَةً ويكَبِّره أَربعاً وثَلاثِين تَكْبِيرَةً . وهي التَّسْبِيحَاتُ . سُمِّيت مُعقِّبَات لأَنَّهَا يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّة بعد مَرَّة أَو لأَنها تُقَالُ عَقِيبَ الصَّلاةِ . وقال شَمِر : أَراد بقَوْله مُعَقِّبَاتٌ تَسْبِيحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس . قال : والمُعَقِّب من كُلِّ شَيء مَا خَلَف بِعَقِبِ ما قَبْلَه . وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ : الليلُ النهارَ : جَاءَ بَعْدَه وعَاقَبَه وعَقَّبَه تَعْقيباً : جَاءَ بعَقِبِهِ فهو مُعَاقِب وعَقيبٌ أَيضاً . والتَّعْقِيبُ مِثْلُه وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَه فُلاَنٌ بَعْدُ واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه وهما يُعَقِّبَانه ويَعْتَقِبَانِ عَلَيْه ويَتَعَاقَبَان : يَتَعَاوَنَان . والمُعَقِّبَاتُ : الخَفَظَة في قوله عزّ وجلّ : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ والمُعْقِّبَاتُ : مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لأَنَّهم يَتَعاقَبُونَ وإِنَّمَا أَنَّثَ لكَثْرة ذلِكَ مِنْهُم نحو نَسّابَة وعَلاَّمة وقَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب : لَهُ مَعَاقِيبُ . وقال الفَرّاء : المُعْقِّبَاتُ : المَلاَئِكَة ملائِكَةُ اللَّيْلِ تَعقُب ملاَئِكَةَ النَّهَارِ . قال الأَزْهَرِيُّ : جَعَلَ الفَرَّاءُ عَقَّب بمعْنى عَاقَب كما يُقَالُ : عَاقَدَ وعَقَّدَ وضَاعَفَ وضَعَّفَ فكأَنَّ ملائكَةَ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ فإِذَا جَاءَ الليلُ جَاءَ معه مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وصَعِدَ ملائِكَةُ النَّهارِ فإِذا أَقبَلَ النّهارُ عاد من صَعِد وصَعِد ملائِكَةُ اللَّيْل كأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً وكُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثم عَادَ إِليه فقد عقَّب . وملائكةٌ مُعَقِّبَة ومُعَقِّبَاتٌ جَمْعُ الجَمْع . قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم : مُعْقِّباتٌ لا يَخِيبُ قَائِلُهُنّ وهو أَن يُسَبِّح في دُبُرِ صَلاته ثلاثاً وَثَلاَثِين تَسْبِيحَةً ويَحْمَده ثَلاَثاً وثَلاثِين تَحْمِيدَةً ويكَبِّره أَربعاً وثَلاثِين تَكْبِيرَةً . وهي التَّسْبِيحَاتُ . سُمِّيت مُعقِّبَات لأَنَّهَا يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّة بعد مَرَّة أَو لأَنها تُقَالُ عَقِيبَ الصَّلاةِ . وقال شَمِر : أَراد بقَوْله مُعَقِّبَاتٌ تَسْبِيحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس . قال : والمُعَقِّب من كُلِّ شَيء مَا خَلَف بِعَقِبِ ما قَبْلَه . وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ :
ولستُ بشَيْخِ قد تَوَجَّهَ دَالِفٍ ... ولكنْ فَتىً من صالِح الناسِ عَقَّبَايَقُولُ : عُمِّر بَعْدَهم وَبقِيَ . المُعَقَّبَاتُ : اللَّوَاتِي يَقُمْنَ عِنْدَ أَعْجَازِ الإِبِلِ المُعْتَرِكَاتِ على الحَوْضِ فإِذَا انْصَرَفَت ناقَةٌ دَخَلَتْ مَكَانَها أُخْرَى وهي النَّاظرَات العُقَبِ . والعُقَبُ : نُوَبُ الوَارِدَة تَرِد قِطْعَةٌ فتَشْرَبُ فإِذا وردت قِطْعَةٌ بعدها فشَرِبَت فذلك عُقْبَتُهَا وقد تَقَدَّم الإِشَارَةُ إِليه . والتَّعْقِيبُ : اصْفِرَارُ ثَمَرَةِ العَرْفَج وحَيْنُونَةُ يُبْسِهِ مِن : عَقَبَ النبتُ يعقُب عَقْباً إِذا دَقَّ عُودُه واصْفَرَّ وَرَقُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . التَّعْقِيبُ : أَن تَغْزُوَ ثم تُثَنِّيّ أَي تَرْجع ثانِياً مِنْ سَنَتِك . والمُعَقِّب : الذي يَعْزُو غَزْوَةً بَعْدَ غَزْوَةٍ ويَسير سَيْراً بَعْد سَيْر ولا يُقِيم في أَهْلِه بعد القُفُول . وعَقَّب بِصَلاةٍ بَعْد صلاة وغَزَاة بعد غزاة : والَى . وفي الحَدِيث : وإِنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعقُب بعضُهَا بَعْضاً أَي يكون الغزوُ بينَهُم نُوَباً فإِذَا خرجَت طَائِفَةٌ ثم عادَت لم تُكَلَّفْ أَن تَعُودَ ثانِيَةً حتى تَعْقُبَهَا أُخْرَى غيرها . ومنه حَدِيثُ عمرَ أَنَّه كَانَ كُلَّ عام يُعَقِّبُ الجيوشَ . قال شَمِر : ومعنَاه أَنه يَرُدُّ قوماً ويَبْعَث آخَرين يُعَاقِبونَهُم . يقال : عَقَّب الغَازِيةَ بأَمْثالِهِم وأَعْقَبُوا إِذَا وَجَّه مَكانَهم غَيْرَهُم . التَّعْقِيبُ : التَّرَدُّدُ في طَلَب المَجْدِ هكذا في نُسْخَتِنَا وهو غَلَط وصوابُه التَّردُّدُ في طَلَبٍ مُجِدّاً كما في لِسَانِ العَرَب والصَّحَاح وغَيْرِهِما . ويدل لذلك قولُه أَيضاً : والمُعَقِّب : المُتَّبِع حَقاً له ليَسْتَرِدَّه . وقال غيرُه : الَّذِي يَتْبَع عَقِب الإِنْسَانِ في حَقٍّ . قال لَبِيدٌ يَصِف حِمَاراً وأَتانَه :
حتى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهَاجَه ... طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ قال ابن مَنْظُور : واسْتَشْهَد به الجَوْهَرِيُّ على قولِه : وعَقَّب في الأَمْرِ إِذَا تَرَدَّد في طَلَبِه مُجِدّاً وأَنْشَدَه : وقال : رفع المظلوم وهو نَعْتٌ للمُعَقِّب على المَعْنَى والمُعَقِّب خَفْض في اللَّفْظِ ومعنَاه أَنَّه فَاعِل . ويُقَالُ أَيضاً : المُعَقِّب : الغَرِيمُ المُمَاطِلُ . عَقَّبَنِي حَقّي أَي مَطَلَني فَيَكُون المَظْلُوم فَاعِلاً والمُعَقِّب مَفْعُولاً . وقال غيرُه : المُعَقِّب : الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فيعود إِلى غَرِيمه في تَقاضِيهِ . التَّعِقِيبُ : الجُلُوسُ بَعْدَ أَن يَقْضِيَ الصَّلاَة لدُعَاء أَو مَسْأَلة . وفي الحَدِيثِ : مَنْ عَقَّب في صَلاَةٍ فهو في الصَّلاة . في حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِك أَنَّه سُئل عن التَّعْقِيب في رَمَضَانَ فأَمرَهُم أَن يُصلُّوا في البُيُوت . قال ابنُ الأَثِيرِ : التَّعْقِيبُ : هو أَن تَعمَل عَمَلاً ثم تَعُودَ فيه . وأَراد به هَاهُنَا الصَّلاَة النّافِلَة بَعْدَ التَّرَاوِيحِ فكَرِه أَن يُصَلُّوا في المَسْجِد وأَحَبَّ أَن يَكونَ ذلك في البُيوتِ . قلتُ : وهو رَأْي إِسْحَاقَ بْن رَاهَوَيه وسَعِيد بْنِ جُبَيْر . قال شَمِر : التعقِيبُ : أَن يَعْمل عَمَلاً من صَلاَةٍ أَو غيرِهَا ثم يعود فيه من يَوْمِه . قال : وسمِعتُ ابنَ الأَعْرَابِيّ يقول : هو الّذِي يَفْعَلُ الشيءَ ثم يعودُ ثانِيَةً يقال : صَلَّى من اللّيلِ ثم عَقَّبَ أَي عَادَ في تِلْك الصَّلاة . التَّعْقِيبُ : المُكْثُ والانْتِظَار يقال : عَقَّب فُلانٌ في الصّلاةِ تَعْقِيباً إِذا صلَّى فأَقَامَ في مَوْضِعه يَنْتَظِر صلاةً أُخْرَى . وفي الحَدِيث : مَنْ عَقَّب في صَلاَة فَهُو في صَلاَة أَي أَقَامَ في مُصَلاَّهُ بعد ما يُفْرُغُ من الصَّلاةِ . ويقال : صَلَّى القومُ وعَقَّب فلانٌ . والتَّعْقِيبُ في المَسَاجِد : انتظارُ الصَّلَوَاتِ بَعْد الصَّلَوَات . التَّعْقِيبُ : الالْتِفَاتُ . وقَوْلُه تَعَالَى : وَلَّى مُدْبِراً ولمْ يُعَقِّب قيل أَي لم يَعْطِف ولم يَنْتَظِر وقيل : لم يَمْكُث وهو قولُ سفيانَ . وقيل : لم يَلْتفِت وَهُو قولُ قَتَادَة . وقيل : لم يَرْجِع وهو قولُ مُجَاهِد ؟ وكلُّ رَاجِعْ مُعَقِّبٌ . قال العَجَّاج :
" وإِن تَوَنَّى التَّالِيَاتُ عَقْبَاوالعَقْبَى : المَرْجِع وعَقِبُ كُلِّ شَيْءٍ وعُقْبَاه وعُقْبَانُه وعَاقِبَتُه : خَاتِمَتُهُ . ويقال : إِنَّه لعالِم بعُقْمَى الكَلامِ وعَقْبَى الكَلامِ وهو غَامِضُ الكَلامِ الذي لا يَعْرِفه وهو مِثْل النَّوَادِرِ . والعُقْبَى أَيضاً : جَزَاءُ الأَمْرِ يقال : العُقْبَى لَكَ في الخَيْر أَي العَاقبَة . وأَعْقَبَه بِطَاعَتِه وأَعْقَبَه على مَا صَنَع أَي جازَاهُ . و أَعْقَب الرَّجُلُ إِذا مَاتَ وخَلَّف أَي تَرَك عَقِباً أَي وَلَداً . يقال : كان له ثلاثةُ أَولادٍ فأَعْقَبَ منهم اثْنان أَي تَركا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدٌ . وقد تقدم إِنشادُ قول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ . ويقال : أَعقَبَ هذَا هذَا إِذا ذَهَب الأَولُ فلم يَبْقَ منه شَيْءٌ وصارَ الآخرُ مكانَه . أَعْقَبَ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ : رَدَّهَا إِليه وفيها العُقْبَةُ بالضّم وهي قَرارةُ القِدْر أَو مَرَقَةٌ تُرَدُّ في القِدْر المُسْتَعَارَةِ . قال الكُمَيْتُ :
وحَاردَت النُّكْدُ الجِلاَدُ ولم يَكُن ... لعُقْبَةٍ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْقِبُ وقد تَقَدَّم . تعقَّب الخَبَرَ : تَتَبَّعَه ويقال تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذَا تَدَبَّرْتَه والتَّعْقُّبُ : التّدبُّر والنَّظرُ ثانيةً قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ :
" فلَمْ يَجِدِ الأَقْوَامُ فِينَا مَسَبَّةًإِذَا اسْتُدْبِرَتْ أَيَّامُنَا بالتَّعَقُّب يقول : إِذا تَعَقَّبُوا أَيَامَنا بن يَجْدُوا فِينَا مَسَبَّةً . ويقال : لم أَجِدْ عن قَوْلكِ مُتَتَقَّباً أَي رُجُوعاً أَنْظُر فِيهِ أَي لَمْ أُرَخِّص لنَفْسِي التَّعَقُّبَ فيه لأَنْظُرَ آتِيه أَم أَدَعُه . وقولُه : لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِه أَي لا رَادَّ لقَضَائِه . وعَاقَبه بذَنْبِه مُعاقَبَة وعِقَاباً : أَخذَه بِهِ وتَعَقَّبَه : أَخَذَه بذَنْبٍ كَانَ مِنْه . و تَعَقَّبَ عَن الخَبَر إِذا شَكَّ فِيهِ وعَاد للسُّؤَال عَنْه قال طُفَيْلٌ :
تأْوَّبَنِي هَمٌّ مع اللَّيْل مُنْصبُ ... وجَاءَ من الأَخْبَارِ ما لا أُكَذِّبُ
تَتابعْنَ حتَّى لم تَكُن لِيَ رِيبَةٌ ... ولم يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ وفي لسان العرب : وتَعَقَّب فلانٌ رأْيَه إِذَا وَجَدَ عَاقِبَتَه إِلى الخَيْر وتَعقَّب من أَمْره : نَدِمَ ويقال : تعقَّبْتُ الخَبَر إِذَا سأَلتَ غيرَ مَنْ كنتَ سأَلْتَه أَوَّلَ مَرَّة ويقال : أَتَى فلانٌ إِليّ خَيْراً فَعَقَبَ بخَيْر منه . الاعتقاب : الحَبْسُ والمَنْعُ والتَّنَاوُبُ . واعْتقَب الشيءَ : حَبَسَه عندَه . واعْتَقَبَ البائعُ السِّلْعَةَ أَي حَبَسَهَا عنِ المُشْتَرِي حَتَّى يَقْبِضَ الثَّمَنَ ومنه قَولُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ : المُعْتَقِب ضامِنٌ لِمَا اعْتَقَب يريد أَن البائع إِذَا بَاع شيئاً ثم مَنَعه من المُشْتَرِي حتى يَتْلَفَ عند البائِعِ فقد ضَمِنَ . وعبارة الأَزْهَرِيّ : حتى تلِفَ عند البائع هَلَكَ من مَاله وضَمَانُه مِنْه . وعن ابن شُمَيْل : يُقَالُ باعَني فلانٌ سِلْعَةً وعليه تَعقِبةٌ إِن كانت فيها, وقد أَدْرَكَتْني في السِّلْعة تَعْقِبَةٌ ويقال : ما عَقَّب فيها فَعَلَيْكَ مِن مَالك أَي ما أَدرَكَنِي فيها من دَرَكٍ فعَلَيْك ضمانُه . وقولُه عَلَيْه السَّلاَم : لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه . عقوبَتُه : حَبْسُه . وعِرْضُه : شِكَايَتُه . حكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وفسّره بما ذَكَرْنَاه . واعْتَقَبْتُ الرّجلَ : حَبَسْتُه كذا في لِسَانِ الْعرَبِ وبَعْضُه في المِصْبَاح والأَسَاسِ . ويقال : ذَهَبَ فلانٌ واعْتَقَب فلانُ بَعْدُ أَي خَلَفَه وهما يَعْقِّبَانِه ويَعْتَقِبَان عليه وَيَتَعاقَبان أَي يَتَعَاوَنَان كذا في الأَسَاسِ . والاعْتِقَابُ : التَّدَاوُلُ كالتَّعَاقُب وهُمَا يَتَعَاقَبَانِ ويَعْتَقِبَان أَي إِذَا جَاءَ هذَا ذَهَب هذَا والعُقَابُ بالضَّمِّ : طائِرٌ من العِتَاقِ . وعبارة المِصْبَاحِ : من الجَوَارِح م أَي مَعْرُوف يقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى إِلاَّ أَن يَقُولُوا : هذا عُقَابٌ ذكَرٌ . قال شيخُنَا : وقالوا : لاَ يَكُونُ العُقَاب إِلاَّ أُنْثَى ونَاكِحُه طَيْرٌ آخَرُ من غير جِنْسه . وقال ابن عُنَيْن يَهْجُو شَخْصاً يقالُ له ابنُ سَيِّدَةٍ :قلْ لابن سَيِّدَة وإِنْ أَضْحَتْ له ... خَوَلٌ تُدِل بكثْرة وخُيُولِ
ما أَنْتَ إِلاَّ كالعُقَابِ فأُمُّه ... مَعْروفَةٌ وله أَبٌ مَجْهُولُ ج أَعْقُبٌ أَي في القِلَّة لأَنَّها مُؤَنَّثَه كَمَا مَرّ وأَفْعُلٌ يختَصُّ به جمعُ الإِناثِ كأَذْرُعٍ في ذِرَاع وأَعْنُقٍ في عَنَاقٍ وهو كَثِير قاله شَيْخُنَا . وحَكَاه في لِسَانِ العَرَب أَيضاً بصِيغَة التَّمْرِيض وعِقْبَانٌ بالكَسْر جمع الكَثْرَة وأَعْقِبَةٌ عن كُرَاع وعَقَابِينُ جمعُ الجَمْعِ قال :
" عَقَابِين يَوْمَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ قال شيخُنا وحَكَى أَبو حَيَّان في شَرْح التَّسْهِيل أَنه جُمِعَ على عَقَائب واستبعَدَه الدَّمامِينِيّ انتهى . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : عِتَاقُ الطيرِ : العِقْبَانُ وسِبَاعُ الطَّيْرِ : التي تَصِيدُ والَّذِي لم يَصِدِ : الخَشَاشُ . وقال أَبو حَنيفَة : من العِقْبَان عِقْبَانٌ تُسَمَّى عِقْبَانَ الجِرْذَانِ ليْسَت بِسُودٍ ولكنَّهَا كُهْبٌ ولا يُنْتَفَع بِرِيشِهَا إِلا أَن يَرْتاشَ بها الصبيانُ الجَمَامِيحَ . العُقَابُ : حَجَرٌ نَاتئٌ وعبَارَةُ لِسَانِ العَرَبِ : صَخْرَة نَاتِئَةٌ ناشزَةٌ في جَوْفِ البِئرِ يَخْرِقُ الدَّلْوَ ورُبّمَا كَانَت من قِبَل الطَّيِّ وذلك أَن تَزُول الصخرةُ عن مَوْضِعها ورُبَّمَا قَامَ عليهَا المُسْتَقِي أُنْثَى والجَمْعُ كالجَمْعِ وقد عَقَّبها تَعقيباً : سَوَّاها . والرجُلُ الذِي يَنْزِل في البِئر فَيَرْفَعُهَا يُقَال له المُعَقِّبُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : القَبيلَةُ صَخرةٌ على رَأْسِ البِئر . والعُقَابَانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدَانهَا . قيل العُقَابُ : صَخْرَةٌ نَاتِئةٌ في عُرْضِ جَبَلٍ كمِرْقَاةٍ وقيل هو مَرْقىً في عُرضِ الجَبَل . العُقَابُ : شِبْهُ لَوْزَةٍ تَخْرُجُ فِي إِحْدَى قَوَائِمِ الدَّابَّة نقله الصَّاغَانِيُّ . العُقَابُ فيمَا يُقَال : خَيْطٌ صَغِيرٌ يَدْخُلُ في خُرْتَيْ تَثْنِيَة خُرْت بضم الخَاء وسُكُونِ الرَّاءِ والمُثَنَّاة الفَوْقِيَّةِ آخره وهو ثَقْبُ الأُذُنِ حَلْقَةِ القُرْطِ يُشَدُّ بِهِ وعَقَب القُرطَ : شَدَّه بِهِ . قال سَيَّارٌ الأَبَانِيّ :
" كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِهَا المَعْقُوبِ
" عَلَى دَباةٍ أَو عَلى يَعْسُوبِ جَعَلَ قُرطَهَا كأَنَّه عَلى دَباةٍ لِقِصَر عُنُقِ الدَّبَاةِ فوصَفَها بالوَقْص . والخَوْقُ : الحَلْقَة . والدّباةُ : نوعٌ من الجَرَاد . واليَعْسُوب : ذَكَرُ النَّحْل . وقال الأَزْهَرِيّ : العُقابُ : الخيْط الَّذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط . العُقَابُ : مَسِيلُ المَاءِ إِلى الحَوْضِ قال :
" كأَنَّ صَوتَ غَرْبِهَا إِذا انْثَعَبْ
" سَيْلٌ على مَتْنِ عُقَاب ذِي حَدَبْ العُقَابُ : الحَجَرُ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي بَيْنَ الحَجَرَيْنِ يَعْمِدَانِهِ . العُقَابُ : اسم أَفْرَاس لَهُم منها فرسُ حُمَيْضَةَ بْنِ سَيَّارٍ الفَزارِيّ وفَرسُ الحَارِث بْنِ جَوْنٍ العَنْبَرِيّ وفرسُ مِرْدَاسِ بْنِ جَعْوَنَةَ السَّدُوسِيّ . والعُقَابُ : الغَايَةُ . قال أَبو ذُؤيْب :
ولا الراحُ رَاحُ الشَّامِ جاءَتْ سَبِيئةً ... لها غايةٌ تَهْدِي الكِرَامَ عُقَابُهَاأَرادَ غَايَتَهَا . وحَسُنَ تَكرَارُه لاخْتِلاف اللَّفْظَين وجمعها عِقْبَانٌ . والعُقَابُ : الحَرْبُ عن كُرَاع العُقَابُ : عَلَمٌ ضَخْمٌ واسْمُ رَايَة للنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم كما وَرَد في الحَدِيث . وفي لِسَانِ العَرَب : العُقَابُ : الذي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّه بالعُقاب الطَّائر وهي مُؤَنَّثَة العُقَابُ : الرَّابِيَةُ وكُلُّ مُرْتَفِعٍ لم يَطُلْ جِدّاً . عُقَابُ : كَلْبَةٌ و عُقَابُ : امْرَأَةٌ وهي أُمُّ جَعْفَر بْنِ عَبْدِ الله الآتي ذِكْرهُ . وعُقَاب : موضِعٌ بالأَنْدَلس كانت به وَقْعَةُ المُوَحدِينَ مَشْهُورة استدْرَكَه شَيْخُنا . وفي لسَان العَرَب : العُقابَان : خَشَبَتَان يَشْبَحُ الرجُلُ بَيْنَهُمَا الْجِلْدُ والعربُ تُسمِّي الناقةَ السوداءَ عُقَاباً على التَّشْبِيهِ . عُقَيْبٌ كزُبَيْرٍ : ابنُ رُقَيْبَةَ صَحَابِيٌّ ويقال فيه : رُقَيْبَة بنُ عُقَيْب . قال الحافِظُ تَقِيُّ الدِّين بن فَهْد في مُعجَمِهِ : رُقَيْبَةُ بْنُ عُقْبَة أَو عُقَيْبُ بْنُ رُقَيْبَة مجهول وله حَدِيثٌ عجِيب . قُلتُ : أَو مرادُ المُصَنِّفِ عُقَيْبُ بنُ عَمْرِو بْنِ عَدِيٍّ فإِنَّه صحابِيٌّ أَيضاً شَهِدَ أُحُداً ولابنهِ سَعْد صُحْبَة أَيضاً . و : مَوْضِعٌ . ومُعَيْقِيب أَيْضاً صحابِيٌّ استدرَكَه شيخُنا . قلت : وهما اثْنَانِ أَحدهُما مُعَيْقِيبُ بنُ أَبِي فاطِمَة الدَّوْسيّ حَلِيفُ بني أُميَّة من مُهَاجِرَةِ الحَبَشَة وهو الَّذِي عُنى به شيخُنا . وثَانيهما مُعَيْقِيبُ بنُ معرض اليَمامِيّ تفرّد بذكره شاصويْه بن عبيد وهو يَعْلُو عند الجَوْهَرِيّ كَذَا في المُعْجَم . وكالقُبَّيْطِ : طائِرٌ لا يُسْتَعْمَل إِلاَّ مُصَغَّراً . و : ع ضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ مُصَغَّراً مع تَشْدِيد اليَاء المَكْسُورَةِ عن ابْن دُرَيْد . قلتُ : ولعلَّه من مضافات دِكَشْق وقد نُسِب إِليهَا أَبُو إِسحاقَ إِبراهيمُ بْنُ محمود بْنِ جَوْهَر البَعْلَبَكِّيّ ثم الدِّمَشْقِيّ المقرِئ الحَنْبَلِيّ عُرِف بالبَطَائِحِيّ حَدَّث بدمشق وغَيْرِهَا . روى عنه أَبُو مُحَمَّد الحسنُ بنُ أَبِي عِمْرَان المَخْزُمِيّ بدمشق ومُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى اليُونِينِيُّ البَعْلَبَكِّيُّ . وأَبو يُونُس الأَرمَنيّ . ومحمدُ بنُ عُبَادَةَ بْنِ محمد الأَنْصاريُّ الحَلَبِيُّ الثَّلاَثَةُ بالعُقَّيْبَة . المِعْقَبُ : كمِنْبَر : الخِمَارُ لِلمَرْأَةِ عن ابن الأَعْرَابِيّ لأَنّه يَعْقُبُ المُلاءَة وَيَكُونُ خَلَفاً مِنْها . قال امرؤُ القَيْسِ :
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ بَعْد جِدَّتِه ... كمِعْقَبِ الثوبِ إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ المِعْقَبُ : القُرْطُ نقله الصاغانِيّ . المعْقَبُ : السائقُ الحاذِقُ بالسَّوْقِ والمعْقَبُ : بَعِيرُ العُقَبِ . المِعْقَبُ : الذِي يُرَشَّح مَبْنِيّاً للمَجْهُول وفي نُسْخَة بصيغَة الفِعْلِ المَاضِي للخِلاَفَةِ بَعْد الإِمام أَي يُهَيَّأُ لها . المُعْقَّبُ كمُعَظَّم : مَنْ يَخْرُج من حَانَةِ الخَمَّارِ إِذَا دَخَلَها مَنْ هُوَ أَعْظَمُ قدراً مِنْه . قال طَرَفَة :
" وإِنْ تَبْغِني في حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِيوإِنْ تَلْتَمِسْنِي في الحَوَانِيتِ تَصْطَدِ أي لا أَكُونُ مُعَقَّباً . والمُعَقِّبُ كمُحَدِّثِ : المُتَّبِع حَقّاً لَهُ يسْتَرِدُّه . والذي أُغِير عليه فَحَرِب فأَغَارَ على الَّذِي أَغَارَ عليه فاستَرَدَّ مَالَه . والمِعْقَابُ : البيتُ يُجْعَلُ فيه الزَّبِيبُ . والمِعْقَابُ : المَرْأَةُ التي عَادَتِهَا أَن تَلِدَ ذَكَراً ثم أُنْثَى . وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَعَ مِنْ شَرٍّ إِلَى خَيْر . واستَعْقَبَه وتَعَقَّبَه إِذا طَلَب عَوْرَتَه أَو عَثْرَتَهُ وأَصْلُ التَّعَقُّب التَّتبُّع : واستَعْقَبَ منه خَيْراً أَو شَرّاً : اعتَاضَه فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَه وبَدَّلَه . وعَقِبٌ ككَتِفٍ : موضع . أنشد أبو حَنِيفَة لعُكَّاشَةَ بْنِ أَبي مَسْعَدَة :
" حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إِلَى ضَبُعْ
" في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْوكَفْرُ تِعْقَابٍ بالكَسْرِ وكَفْرُ عَاقِب : ع ويَعْقُوبَا الموجود عندنا في النُّسَخِ بالمُثَنَّاة التَحْتِيَّة وصوابُه بالمُوَحَّدَة ة كَبِيرَةٌ ببَغْدَاد على عشرة فَرَاسِخ منها على طَرِيقِ خُرَاسَان . واليَعْقُوبِيُّونَ كذلك صَوابُه بالباءِ : جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ منهم أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بنُ ا
وَقَعَ على الشَّيءِ وكذلكَ وقَع الشَّيءُ منْ يَدِه يَقَعُ بفَتْحِهِما وَقْعاً وُقُوعاً أي : سَقَطَ ويُقَالُ أيْضاً : وَقَعْتُ من كذا وعن كذا
ونَقَلَ شَيْخُنَا أنَّ الوُقُوعَ بمَعْنَى السُّقُوطِ والغُرُوبِ يُسْتَعْمَلُ بمِنْ وبمَعْنَى النُّزُولِ بعَنْ أوْ على . قلتُ : وفيهِ قُصورٌ لا يَخْفَى فتأمَّلْ
وقولُه تعالى : إنَّ عَذابَ رَبِّكَ لواقِعٌ أي : واجِبٌ على الكُفّارِ ومِنْهُ قَوْلُه تعالى : وإذا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أخْرَجْنَا لَهُمْ دابَّةً منَ الأرْضِ أي : وَجَبَ ونَقَله الزَّجَاجُ وكذلكَ وَقَعَ الحُكْمُ عَلَيْهِمْ وقيلَ : ثَبَتَتِ الحُجَّةُ عَلَيْهِم وكذلكَ قَوْلُه تعالى : فَوَقَعَ الحَقُّ أي : ثَبَتَ وقالَ اللَّيْثُ : وقَعَتِ الإبِلُ وُقُوعاً : بَرَكَتْ
وقَعَتِ الدُّوابُّ وُقُوعاً : رَبضَتْ وأنْشَدَ :
وقَعْنَ وُقُوعَ الطَّيْرِ فيها وما بهَا ... سِوَى جِرَّةٍ يُرْجِعْنَها بتعَلُّلِ وقالَ آخَرُ :
وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً ... يُبَادِرْنَ تَغْلِيساً سِمَالَ المَداهِنِ وتَقُولُ العَرَبُ : وَقَعَ رَبِيعٌ بالأرْضِ يَعْنُونَ بهِ أوّلَ مَطَرٍ يَقَعُ في الخَرِيفِ أي : حَصَلَ قالَ الجَوْهَرِيُّ : ولا يُقَالُ : سَقَطَ هذا قَوْلُ أهْلِ اللُّغَةِ . قلتُ : وقد حكاهُ سِيَبَوَيْهِ فقالَ : سَقَطَ المَطَرُ مَكَان كذا فمَكَان كذا ومنْهُ مَواقِعُ الغَيْثِ : مَسَاقِطُه
ووَقَعَتِ الطَّيْرُ تَقَعُ وُقُوعاً : نَزَلَتْ عنْ طَيَرانِهَا إذا كانَتْ على شَجَرٍ أوْ أرْضٍ مُوكِنَةً فهُنَّ وُقُوعٌ بالضَّمِّ ووُقَّعٌ كسُكَّرٍ وقدْ وَقَعَ الطّائِرُ وُقُوعاً فهو واقِعٌ قالَ الأخْطَلُ :
" كأنَّمَا كانُوا غُرابَاً واقِعا
" فطارَ لَمّا أبْصَرَ الصَّواقِعا وقالَ المَرّار بنُ سَعيدٍ الفَقْعَسِيُّ :
أنا ابْنُ التّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْراً ... عَلَيْهِ الطَّيْرُ تأْكُلُهُ وُقُوعا ورِوايَةُ سِيَبَوَيْهِ : بِشْرٍ وقالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يكرِبَ رضي الله عنه :
تَرَى جِيفَ المَطَيِّ بحافَتَيْهِ ... كأنَّ عِظَامَهَا رَخَمٌ وُقُوعُ وقالَ مُوسَى بنُ جابِرٍ الحَنَفِيُّ :
فَمَا نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدِي ... ولا أصْبَحَتْ طَيْرِي منَ الخَوْفِ وُقَّعَا وإنَّهُ لحَسَنُ الوِقْعَةُ بالكَسْرِ وأمّا بالفَتْحِ فهُو الاسمُ
والوَقْعُ : وَقْعَةُ الضَّرْبِ بالشَّيءِ يُقَالُ : سَمِعْتُ وَقْعَ المَطَرِ وهُوَ شِدَّةُ ضَرْبِه الأرْضَ إذا وَبَلَ وكُلُّ ضَرْبِ يابِسٍ فهُوَ وَقْعٌ نَحْو وَقْعِ الحَوافِرَ على الأرْضِ وما أشْبَهَها قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحَمِيرَ ووَقْعَ حَوافِرِهَا :
يَقْعَنَ بالسَّفْحِ ممّا قَدْ رَأيْنَ بهِ ... وَقْعاً يَكَادُ حَصَى المَعْزاءِ يَلْتَهِبُ وكذلكَ وُقُوعُ الحَافِرِ
والوقع : المكان المرتفع من الجبل نقله الجوهريعن أبي عمرو ونص التهذيب : المكان المرتفع وهو دون الجيل
والوَقْعُ : السَّحَابُ الطِّخافُ وهو المُطْمِعُ أنْ يُمْطِرَ وقد ذُكِر أيْضاً بالفاءِ عن أبي عَمْروٍ أو هُو الرَّقِيقُ كالوَقِعِ ككَتِفٍ وعلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ
وقالَ أبو عَدْنَانَ : الوَقْعُ : سُرْعَةُ الانْطِلاقِ والذَّهابِ
وفي الصِّحاحِ : الوَقَعُ بالتَّحْرِيكِ : الحِجَارَةُ الواحِدَةُ بهاءٍ قالَ الذُّبْيَانِيُّ :
بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِهَا ... فهُنَّ لِطَافٌ كالصِّعادِ الذَّوابِلِ قالَ : والوَقَعُ أيْضاً : الحَفاءُ وقَدْ وَقِعَ الرَّجُلُ كوَجِلَ يَوْقَعُ : اشْتَكَى لَحْمَ قَدَمِهِ منْ غِلَظِ الأرْضِ والحِجَارَةِ فهُوَ وَقِعٌ ككَتِفٍ ومنْهُ قَوْلُ أبي المِقْدامِ جَسّاسِ بنِ قُطَيْبٍ :
" يا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ منْ جِلْدِ الضَّبُعْ
" وشُرُكاً من اسْتِها لا تَنْقَطِعْ
" كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ قالَ الأزْهَرِيُّ : هُوَ كَقَوْلِهِم : الغَرِيقُ يتَعَلَّقُ بالطُّحْلُبِوالوَقْعَةُ بالحَرْبِ ونَصُّ العَيْنِ : في الحَرْبِ : صَدْمَةٌ بَعْدَ صَدْمَةٍ ونَصُّ الصِّحاحِ : الوَقْعَةُ : صَدْمَةُ الحَرْبِ والاسْمُ : الوَقِيعَةُ والواقِعَةُ وهُمَا : الحَرْبث والقِتَالُ وقيلَ المعْرَكَةُ وجَمْعُ الوَقِيعَةِ : الوَقَائِعُ وقدْ وَقَعَ بِهمْ ومنْهُ قَوْلُهُمْ : شَهِدْتُ الوَقْعَةَ والوَقِيعَةَ وهو مجازٌ
ووقَائِعُ العَرَبِ : أيّامُ حُرُوبِها وفي اللِّسَانِ أيّامُ حُرُوبِهِمْ وفي العُبابِ : أيّامُها الّتِي كانَتْ فيها حُرُوبُهم
ومن المَجَازِ : نَزَلَتْ بهِ الوَاقِعَةُ أي : النّازِلَةُ الشَّديدَةُ منْ شَدائِدِ الدَّهْرِ
والوَاقِعَةُ : اسْمٌ منْ أسْمَاءِ القِيامَة وقالَ الزّجّاجُ في تَفْسيرِ قوْلِه تعالى : إذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ يُقَالُ لكُلّ آتٍ يُتَوَقَّعُ : قَدْ وَقَعَ الأمْرُ كقَوْلِكَ : قدْ جاءَ الأمْرُ قال : والواقِعَةُ هُنَا : السّاعَةُ والقِيامَةُ
وفي الحَديثِ : يُوشِكُ أنْ يَكُونَ خَيْرُ مالِ المُسْلِمِ غَنَماً يَتَّبِعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ ومَواقِع القَطْرِ يَفِرُّ بدِينهِ منَ الفِتَنِ أي : مساقِطه ويُقَالُ : انْتَجَعُوا مَواقِعَ الغَيْثِ
ومَوْقَعَةُ الطّائِرِ بفَتْح القافِ وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرُ قافُه أيْضاً نَقَلَه الصّاغَانِيُّ : مَوْضِعُ وُقُوعِهِ الّذِي يَقَعُ عليه ويَعْتَادُ إتْيَانَه والجَمْعُ : المَواقِعُ قال الأخْيَلُ :
" كأنَّ مَتْنَيَّ منَ النَّفِيِّ
" منْ طُولِ إشْرَافِي على الطَّوِيِّ
" مَوَاقِعُ الطَّيْرِ على الصُّفِيِّ شَبَّهَ ما انْتَشَرَ من ماءِ الاسْتِسْقاءِ بالدَّلْوِ على مَتْنَيْهِ بمَوَاقِعِ الطَّيْرِ على الصَّفا إذا زَرَقَتْ عليهِ
والمَوْقَعَةُ كمَرْحَلَةٍ : جَبلٌ
والمُوَيْقِعُ تَصْغَيرُ مَوْقِع : ع بينَ الشَّأْمِ والمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ على ساكنها أفضلُ الصلاة والسلام قالَِ ابنُ الرِّقاعِ :
يا شَوْقُ ما بِكَ يَوم بانَ حُدُوجُهَا ... منْ ذِي المُوَيْقِعِ غُدْوَةً فَرَآهَا والمِيقَعَةُ بكَسْرِ المِيمِ : خَشَبَةُ القَصّارِ الّتِي يُدَّقُّ عليْهَا صارَت الواوُ ياءً لانْكِسَارِ ما قَبْلَها
والمِيقَعَةُ أيْضاً : المِطْرَقَةُ ومنهُ حديثُ ابنِ عَبّاسٍ : نَزَلَ معَ آدَمَ عليهِ السلامُ المِيقَعَةُ والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَانِ والجَمْعُ المَوَاقِعُ قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ يَصِفُ مَنَاسِمَ ناقَتِه بالصَّلابَةِ ويُشَبِّهُها بالمَطَارِقِ :
أنْمَى إلى حَرْفٍ مُذَكَّرَةٍ ... تَهِصُ الحَصَى بمَوَاقِعٍ خُنْسِ والمِيقَعَةُ أيْضاً : المَوْضِعُ الّذِي يَأْلَفُه البازِي ويَقَعُ عليهِ ويَعْتَادُ إتْيانَه
ويُقَالُ : المِيقَعَةُ : المِسَنُّ الطَّوِيلُ كما في الصِّحاحِ وقيلَ : هُوَ ما وُقِعَ بهِ السَّيْفُ والمِسَنُّ بكَسْرِ الميمِ . وقَدْ وَقَعْتُه بالمِيقَعَةِ فهُوَ وَقِيعٌ : حَدَدْتُه بها يُقَالُ : سِكِّينٌ وَقِيعٌ أي : حَدِيدٌ و كذلك سَيْفٌ وَقِيعٌ أي : وُقِعَ بالمِيقَعَةِ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ قالَ الشَّمّاخُ يَصِفُ إبِلاً :
بُباكِرْنَ العِضَاهَ بمُقْنَعاتٍ ... نَوَاجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ والحافِرُ الوَقِيعُ والمَوْقُوعُ : الّذِي أصابَتْهُ الحِجَارَةُ فوَقَعَتْهُ قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِماراً :
" يَرْكَبُ قَيْنَاهُ وَقِيعاً ناعِلا أي حافِراً مُحَدّداً كأنَّه شُحِذَ بالأحْجَارِ كما يُوقَعُ السَّيْفُ إذا شُحِذَ وقيلَ : الوَقيعُ : الحافِرُ الصُّلْبُ والنّاعِلُ : الّذِي لا يَحْفَى كأنَّ عليْهِ نَعْلاً وقالَ رُؤْبَةُ أيْضاً :
" لأمٍ يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقَا
" بكُلِّ مَوْقُوعِ النُّسُورِ أخْلَقَا وقَدَمٌ مَوْقُوعَةٌ : غَلِيظَةٌ شَدِيدَةٌوالوَقِيعَةُ : لُغَةٌ في الوَفِيعَةُ : بالفَاءِ هكذا في بَعْضِ النُّسَخِ : وقد تَقَدَّمَ أنَّه بالقافِ لَحْنٌ وفي أكْثَرِ النُّسَخِ : الوَقِيعَةُ : نُقْرَةٌ في جَبَلٍ أوْ سَهْلٍ ونَصُّ الجَوْهَرِيُّ : قالَ أبو صاعِدٍ : الوَقِيعَةُ : نُقْرَةٌ في مَتْنِ حَجرٍ في سَهْلٍ أو جَبَلٍ يَسْتَنْقِعُ فيهَا الماءُ وهِيَ تَصْغُرُ وتَعْظُمُ حتى تُجَاوِزَ حَدَّ الوَقِيعَة فتَكُونَ وٌقِيطاً قالَ اللَّيْث : ج : وِقاعٌ بالكَسْرِ ووَقائِعُ قالَ عَمْروُ بنُ أحْمَرَ :
الزّاجِرُ العِيسَ في الإمْليس أعْيُنُها ... مِثْلُ الوَقَائِعِ في أنْصافِها السَّمَلُ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ :
ونِلْنا سِقَاطاً منْ حَدِيثٍ كأنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ مَمْزُوجاً بماءِ الوَقائِع والوَقِيعَةُ : القِتالُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقيلَ : المَعْرَكَةُ والجَمْعُ : الوَقَائِعُ وهوَ مجازٌ
ومن المَجَازِ : الوَقيعَةُ : غَيْبَةُ النّاسِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ يُقَالُ : وَقَعَ في النّاسِ : أي : اغْتابَهُم وُقُوعاً ووَقِيعَةً وقيلَ : هوَ أنْ يَذْكُرَ في الإنْسَان ما لَيْسَ فيهِ ومنهُ الحديثُ : ذهَبَ رَجُلٌ ليَقَعَ في خالِدٍ أي : يَذُزَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه
ومَوْقُوعٌ : ماءٌ بناحِيَةِ البَصْرَةِ وقيلَ : ع بناحِيَةٍ بِهَا قُتِلَ بهِ أبو مَعْبَدٍ الشَّنِّيُّ الخارِجِيُّ
وقَاعِ كقَطَامِ : كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ على الجاعِرَتَيْنِ أو حَيْثُمَا كانَتْ وقيلَ : تَكُونُ بينَ القَرْنَيْنِ قَرْنَيِ الرَّأْسِ قالَ عَوْفُ بنُ الأحْوَصِ :
وكُنْتُ إذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فأكْوِيهِ وَقَاعِ ونَسَبَهُ الأزْهَرِيُّ لِقَيْس بنِ زُهَيْرٍ قالَ الكسائِيّ : ولا تَكُونُ إلا دارَةً حَيْثُ كانَتْ يَعْنِي ليسَ لها مَوْضِعٌ مَعْلُوم
وقدْ وَقَعْتُه كوَضَعْتُه وَقاعِ وقالَ شَمِرٌ : كَواهُ وَقَاعِ : إذا كَوَى أُمَّ رَأْسِه
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : أرْضٌ وَقِيعَةٌ : لا تَكادُ تَنْشَفُ الماءَ منَ القِيعانِ وغَيْرِها منَ القِفَافِ والجِبَالِ قالَ : وأمْكِنَةٌ وُقُعٌ بضَمَّتَيْنِ : بَيِّنَةُ الوَقائِعِ كذا في النُّسَخِ ومِثْلُه في العُبابِ والصَّوابُ : بيِّنَةُ الوَقَاعَةِ كما هُوَ نَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ وذكَرَهُ في التَّكْمِلَةِ على الصَّوابِ ويُؤَيِّدُه نَصُّ أبي حَنيفَةَ حَيْثُ قالَ : الوَقِيعُ منَ الأرْضِ : الغَلِيظُ الّذِي لا يَنْشَفُ الماءَ ولا يُنْبِتُ بَيِّنُ الوَقَاعَةِ والجَمْعُ : وُقُعٌ
والأوْقَعُ : شِعْبٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والوَقَعَةُ مُحَرَّكَةً : بَطْنٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ قالَ أبو دؤادٍ الرُّواسِيّ :
يا أُختَ دَحْوَةَ أو يا أُخْتَ أُخْتِهِمُ ... منْ عامِرٍ وسَلُولٍ أو بَنِي الوَقَعَهْ والوَقّاعُ كشَدّادٍ : غُلامٌ للفَرَزْدَقِ كانَ يُوَجِّهُهُ في قَبَائِحَ وأشْياءَ غَيْرَ جَمِيلَةٍ فهُوَ اسمٌ على مُسمَّاهُ
ورَجُلٌ وَقّاعٌ ووَقّاعَةٌ : يَغْتَابُ النّاسَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
ورَجُلٌ واقِعَةٌ أي : شُجاعٌ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وقيلَ : داهِيَةٌ وهوَ مجازٌ
وواقِعٌ : فَرَسُ رَبيعَةَ بنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
وواقِعُ بنُ سَحْبَانَ المُحَدِّثُ عن أُسَيْرِ بنِ جابِرٍ وعنْهُ قَتَادَةُ
وفاتَه : الحَسَنُ بنُ واقِعٍ عنْ ضَمْرَةَ بنِ رَبيعَةَ نَقَلَه الحافِظُوالنَّسْرُ الواقِعُ : نَجْمٌ كما في الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه كأنَّه الطّائِرِ كاسر جناحيه من خلف حيال النسر قُرْبَ بَنَاتِ نَعْشٍ ولمّا كانَ بحذائِهِ النَّسْرُ الطّائِرُ سُمِّيَ واقِعاً فالنَّسْرُ الواقِعُ شامِيٌّ والنَّسْرُ الطّائِرُ حَدُّهُ : ما بَيْنَ النَّجُومِ الشَّامِيَّةِ واليَمانِيّةِ وهو مُعْتَرِضٌ غَيْرُ مُسْتَطِيلٍ وهُوَ نَيِّرٌ ومَعَهُ كَوْكَبانِ غامِضَانِ وهو بَيْنَهُمَا وَقّافٌ كأنَّهُمَا له كالجَناحَيْنِ وقد بَسَطُهمَا وكأنَّهُ يَكَادُ يَطِيرُ وهو مَعَهُما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفٌّ ولذلكَ جَعَلُوه طائراً وأمَّا الواقِعُ فهوَ ثَلاثُ كَوَاكِبَ كالأثَافِيِّ فكَوْكَبانِ مُخْتَلِفَانِ لَيْسا على هَيْئَةِ النَّسْرِ الطّائِرِ فهُمَا له كالجَنَاحَيْنِ ولكنَّهُمَا مُنْضَمّانِ إليْهِ كأنَّهُ طائِرٌ وَقَعَ
ويُقَالُ : وُقِعَ في يَدِه كعُنِيَ أي : سُقِطَ في يَدِه قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ
ويُقَالُ : فُلانٌ يأكُلُ الوَجْبَةَ ويَتَبَرَّزُ الوَقْعَة أي : يأكُلُ في اليَومِ مَرَّةً ويَتغوَّطُ مَرَّةً قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ وابنُ السِّكِّيتِ : سُئل رَجُلٌ عن سَيْرِه : كَيْف كان سَيْرُك ؟ قالَ : كُنْتُ آكُلُ الوَجْبَةَ وأنْجُو الوَقْعَةَ . وأُعَرِّسُ إذا أفْجَرْتُ وأرْتَحِلُ إذا أسْفَرْتُ وأسِيرُ المَلْعَ والخَبَبَ والوَضْعَ فأتَيْتُكُمْ لمُسِْيِ سَبْعٍ قالَ ابنُ الأثِيرِ : الوَقْعَةُ : المَرَّةُ من الوُقُوعِ : السُّقُوطِ وأنْجُو : منَ النَّجْوِ : الحَدَثِ أي : آكُلُ مَرَّةً واحدَةً وأُحْدِثُ مَرَّةً في كُلِّ يومٍ
وأوْقَعَ بهِمْ في الحَرْبِ إيقاعاً : بالَغَ في قِتالهِمْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كوَقَعَ بِهِم وَقْعاً كوضَعَ وكذلكَ أوْقَعَهُ إيقاعاً كما في الأساسِ وهو مجازٌ
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بنَ مَسلمَةَ الأسَدِيَّ يَقُولُ : أوْقَعَتِ الرَّوْضَةُ إيقاعاً : أمْسَكَتِ الماءَ وأنْشَدني فيهِ :
" مُوقِعَةُ جُثْجاثُهَا قَدْ أنْوَرَا والإيقاعُ منْ إيقاع ألْحَانِ الغِنَاءِ وهُوَ أن يُوقِعَ الألْحَانَ ويُبَيِّنَها تَبْييناً هكذا هو في اللِّسانِ والعُبابِ وفي بَعْضِ النُّسَخِ ويَبْنِيَها من البِنَاءِ وسمَّى الخليلُ رحمهُ اللهُ تعالى كِتاباً منْ كُتُبِه في ذلك المَعْنَى كتابَ الإيقاعِ
ومُوقِعُ بالضَّمِّ في قَوْلِ رُوَيْشدٍ الطّائِيِّ :
ومُوقِعُ تَنْطِقُ غَيْرَ السَّدادِ ... فلا جيدَ جِزْعُكِ يا مُوقِعُ قَبيلَةٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
والتَّوْقِيعُ : ما يُوَقَّعُ في الكتابِ كذا في الصِّحاحِ والعُبابِ وهوَ إلْحَاقُ شَيءٍ بعْدَ الفَرَاغِ منْهُ لمَنْ رُفِعَ إليْهِ كالسُّلطانِ ونَحْوه منْ وُلاةِ الأمْرِ كما إذا رَفْعَتَ إلى السّلْطَانِ أو الوالي شَكاةً فكتَبَتحتَ الكِتابِ أو على ظَهْرِه : يُنْظَرُ في أمْرِ هذا ويُسْتَوْفَى لهذا حَقُّه ورُفِعَ إلى جَعْفَرِ بنِ يَحْيَى كِتابٌ يُشْتَكَى فيهِ بعامِلٍ فكتبَ على ظَهْرهِ : يا هذا قدْ قَلَّ شاكِرُوك وكَثُرَ شاكُوك فإمّا عَدَلْتَ وإلا اعْتَزَلْتَ ورُفِعَ إلى الصّاحبِ بنِ عَبّادٍ كِتابٌ فيهِ أنَّ إنْسَاناً هَلَكَ وتَرَكَ يَتِيماً وأمْوالاً جَلِيلَةً لا تَصْلُحُ لليَتِيمِ وقَصَدَ الكتِبُ إغْرَاءَ الصّاحِبِ بأخْذِهَا فوَقَّعَ الصّاحِبُ فيهِ : الهالِكُ رَحِمَهُ الله واليتيمُ أصْلَحَهُ الله والمالُ أثْمَرَهُ اللهُ والسّاعِي لَعَنَهُ الله ونَحْوُ هذا من التَّوقيعاتِ نَقَلَه شَيْخُنا منْ زوَهْرِ الأكَمْ في الأمْثَالِ والحِكَمْ لشَيْخِ مَشايِخِه أبي الوَفَاءِ الحَسَن بنِ مَسْعُودٍ اليُوسِيِّ رَحِمَهُ الله تعالى قيلَ : هُوَ مأْخُوذٌ منَ التَّوقِيعِ الّذِي هوَ مخالَفَةُ الثانِي للأوَّلِ وقالَ الأزْهَرِيُّ : تَوْقِيعُ الكاتِبِ في الكتابِ المَكْتُوبِ : أنْ يُجْمِلَ بَيْنَ تَضاعِيفِ سُطُورِه مَقَاصِدَ الحاجَةِ ويَحْذِفَ الفُضُولَ وهُوَ مأْخُوذٌ منْ تَوقِيعِ الدَّبَرِ ظَهْرَ البَعِيرِ فكأنَّ المُوَقِّعَ في الكِتَابِ يُؤَثِّرُ في الأمْرِ الّذِي كُتِبَ الكِتابُ فيهِ ما يُؤَكِّدُه ويُوجِبُه وفي زَهْرِ الأكَمِ بَعْدَ نَقَلَه هذه العِبارَةَ فسُمِّيَ هذا تَوْقيعاً لأنَّهُ تأْثِيرٌ في الكِتَابِ حِسّاً أو في الأمْرِ مَعْنىً أوْ منَ الوُقُوعِ لأنَّه سَبَبٌ لوُقُوعِ الأمْرِ المَذْكُورِ أو لأنَّهُ إيقاعٌ لذلكَ المَكْتُوبِ في الكِتابِ فتَوْقِيعُ كذا بمعْنَى إيقاعِه
قلتُ : ومن أحْسَنِ ما رَأيْتُ في التَّوْقِيعاتِ قَوْلُ العَفيفِ عبدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ منْ مَشَاهِيرِ رِجَالِ زَعْلٍ وَفَدَ على المُؤَيَّدِ صاحِبِ تَعِزَّ فداعَبَه في طَلبِ الفَسْخ قالَ :
يا مَلِيكاً لوْ وَزَنّا نَعْلَه ... بجَمِيعِ الخَلْقِ طُرّاً وَزَنَتْ
إنَّ منْ غابَ عنِ الإلْفِ زَنَى ... بَعْدَ طُولِ المُكْثِ عَنْها ... . . ولم يَكْتُبُ قافِيَةَ البَيْتِ الثاني فوَقَّعَ المُؤَيْدُ : وَزَنَتْ رحمَهُ اللهُ فدَلَّ ذلك على جُوْدَةِ فَهْمِهمَا نَقَلْتُه منْ كتابِ الأنْسابِ للنَّاشِرِيِّ
قالَ شَيخُنا : وقدْ زَعَمَ كَثِيرٌ منْ عُلماءِ الأدَبِ وأئِمَّةِ اللِّسانِ : أنَّ التَّوقيعَ منَ الكلامِ الإسْلامِيِّ وأنَّ العَرَبَ لا تَعْرِفُه وقد صَنَّفَ فيهِ جماعَةٌ ولا سيَّما أهْلُ الأنْدَلُسِ وكلامُهُم ظاهِرٌ في أنَّه غَيْرُ عربِيٍّ قديم وإنْ كانَ مأْخُوذاً منَ المعانِي العَرَبيّةِ فتأمَّلْ
ثم قال الجَوْهَرِيُّ : يُقَالُ : السُّرُورُ تَوْقيعٌ جائِزٌ قالَ شَيْخُنا : أي منْ أسْبَابِ السُّرُورِ التَّوْقِيعُ الجائِزُ أي : النّافِذُ الماضي الّذِي لا يَرُدُّهُ أحَدٌ لأنَّه يَدُلُ على كَمَالِ الإمارَةِ وتَمَامِ الرِّياسَةِ وهي للنُّفُوسِ أشْهَى منْ كُلِّ شَيءٍ ولذلكَ جَعَلَ السُّرُورَ مُنْحَصِراً فيها وهذا الكلامُ كأنَّهُ جوَابٌ منْ بَعْضِ الأكابِرِ في الإمْرَةِ والوَجاهَة ونُفُوذِ الإمْرَةِ كأنَّ شَخْصاً سألَ جَماعةً : ما السُّرُورُ لدَيْهِ ؟ فكُلُّ واحِدٍ أجابَ بما جُبِلَتْ عليهِ نَفْسُه وطُبِعَتْ عَلَيْهِ سَجِيَّتُه على حِسابِ الرَّغَباتِ وهو كَثِيرٌ
قالُوا : سُئِلَ عالِمٌ فقيلَ له : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : مَعْنىً صَحَّ بالقِياس ولَفْظٌ وَضَحَ بَعْدَ التِباس
وقيلَ لشُجاعٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ طِرْفٌ سَرِيع وقَرْنٌ صَرِيع
وقيلَ لمَلِكٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : إكْرَامُ وَدُود وإرْغامُ حَسُود
وقيلَ لعاقِلٍ : ما السُّرُور ؟ فقالَ : صَدِيقٌ تُنَاجِيه وعَدُوٌّ تُداجِيه
وقيلَ لمِغُنٍّ : ما السُّرُور ؟ فقالَ : مَجْلِسٌ يَقِلُّ هَذَرُه وعُودٌ يَنْطِقُ وتَرُه
وقيلَ لناسِكٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : عِبادَةٌ خالِصَةٌ منَ الرِّيَاءِ ورِضَى النَّفْسِ بالقَضاءِ
وقيلَ لوَزيرٍ : ما السُّرُورُ ؟ فقالَ : تَوْقِيعٌ نافِذٌقالَ شَيْخُنَا : وقَدْ وَقَعَ في مُحَاضَراتِ الرّاغِبِ ما يَدُلُّ على أنَّ الّذِي قالَ ذلكَ هو الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ فإنَّ الرّاغِبَ ذكَرَ في مُحَاضَراتِه باباً منْ الأمَانِيّ بحَسَبِ أحْوَالِ المُتَمَنِّينَ وذكَرَ فيهِ أنْوَاعاً ممّا أسْلَفْنَاهُ قالَ في أوائِلِهِ : قالَ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ للحُصَيْنِ بن المُنْذِر : ما تَتَمَنَّى ؟ فقالَ : لِوَاءٌ مَنْشُور وجُلُوسٌ على السَّرِير وسَلامٌ عَلَيْكَ أيُّهَا الأمِير وقِيل : لِعَبْدِ اللهِ بنِ الأهْتَم : ما تَتَمَّنَى فقالَ : تَوْقِيعٌ نافِذ وأمْرٌ جائِز وقيل لحَكيم : تَمَنّ ما تَشاءُ فقالَ : مُحادَثَةُ الإخْوَانِ وكَفافٌ منْ عَيْش والانْتِقالُ من ظِلٍّ إلى ظِلٍّ وقالَ بعضُهُم : العَيْشُ كُلُّه في صِحَّةِ البَدَنِ وكَثْرَةِ المالِ وخُمُولِ الذِّكْرِ ثم قالَ : ووقَعَ للجَاحِظِ أمْثَالُ هذا مُفَرَّقاً في كُتُبهِ على أنْواعٍ منْ هذا وفي هذا القَدْرِ كِفَايَةٌ
ثمّ قالَ الجَوْهَرِيُّ والتَّوقِيعُ : تَظَنِّي الشَيءِ وتَوَهُّمه يُقَالُ : وَقِّعْ أي : ألْقِ ظَنَّكَ على شَيءٍ وفي المُحْكَمِ : التَّوْقِيعُ بالظَّنِّ والكَلامِ يَعْتَمِدُه ليَقَعَ وهَمْه
وقالَ اللَّيْثُ : التَّوقيعُ : رَمْيٌ قَرِيبٌ لا تُبَاعِدُه كأنَّكَ تُرِيدُ أنْ تُوقِعَهُ على شَيءٍ وكذلكَ تَوقيعُ الأرْكانِ
قالَ الجَوْهَرِيُّ : والتَّوقِيعُ : إقْبَالُ الصَّيْقَلِ على السَّيفِ بمِيقَعَتِه يُحَدِّدُه ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ
والتَّوْقِيعُ : التَّعْرِيسُ وهُوَ النُّزُولَ آخِرَ اللَّيْلِ وقَدْ وَقَّعُوا قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
" إذا وَقَّعُوا وَهْناً كَسَوْا حَيْثُ مَوَّتَتْمنَ الجَهْدِ أنْفَاسُ الرِّياحِ الحَواشِكِ وقالَ اللَّيْثُ كما في العُبابِ وفي اللِّسَانِ : قالَ الأصْمَعِيُّ : التَّوقيعُ : نَوْعٌ منَ السَّيْرِ شِبْهُ التَّلْفيفِ وهو رَفْعَهُ يَدَهُ إلى فَوْقُ
ووَقَعَتِ الحِجَارَةُ الحافِرَ أي : قَطَّعَتْ سَنَابِكَهُ تَقْطِيعاً هكذا نَصُّ العُبابِ ومُقْتَضَى ذلكَ أنَّهُ من الثُّلاثِيِّ و الّذِي في اللِّسَانِ : وقَّعَتِ الحِجَارَةُ الحافِرَ فقطَّعَت سَنَابِكَهُ تَوْقيعاً وهذا أشْبَهُ لسباقِ المُصَنِّف وسياقِه وكِلاهُمَا صَحيحٌ
قالَ اللَّيْثُ : وإذا أصابَ الأرْضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ أو أخْطَأَ فذلكَ تَوْقِيعٌ في نَبْتِهَا وقالَ غَيْره : هُوَ إصابَةُ المَطَرِ بَعْضَ الأرْضِ وإخْطاؤُه بَعْضاً وقيلَ : هو إنْباتُ بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ
ومن المَجَازِ : المُوَقِّعُ كمُعَظَّمٍ الأخِيرُ عن اللِّحْيَانِيِّ : منْ أصابَتْهُ البَلايا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ الأخيرُ عنِ اللِّحْيَانِيِّ
والمُوَقِّعُ : المُذَلِّلُ منَ الطُّرُقِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً
والمُوَقَّعُ أيْضاً : البَعِيرُ تَكْثُرُ آثارُ الدَّبَرِ عَلَيْهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وهوَ مجازٌ زادَ في اللِّسانِ : لكَثْرَةِ ما حُمِلَ عليهِ ورُكِبَ فهُوَ ذَلُولٌ مُجَرَّبٌ أنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ :
فما مِنْكُمُ أفْنَاءَ بكْرِ بنِ وائِلٍ ... لِغارَتِنَا إلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ للحَكَم بنِ عَبْدَلٍ :
مِثْلُ الحِمَارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ لا ... يُحْسِنُ مَشْياً إلا إذا ضُرِبَا وفي حَديثِ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ : منْ يَدُلُّنِي على نَسيجِ وَحْدِه ؟ فقالَ لَهُ أبو مُوسَى رضيَ اللهُ عنه : ما نَعْلَمُه غَيْرَك فقالَ : ما هِيَ إلا إبِلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُهَا ضَرَبَ ذلكَ مَثَلاً لعُيُوبِه
وفي الأساسِ : وُقِّعَتِ الدَّابَّةُ بكَثْرَةِ الرُّكُوبِ : سُحِجَتْ فتَحاصَّ عَنْهَا الشَّعَرُ فنَبَتَ أبْيَضَ
والمُوَقَّعُ : السِّكّينُ المُحَدَّدُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : النِّصالُ المُوَقَّعَةُ هي : المَضْرُوبَةُ بالمِيقَعَةِ أي : المِطْرَقَةِ قالَ أبو وَجْزَةَ :
حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بِها ... على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجّاجِوقَدْ ذكَرَه الجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِه : ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ أي : مُحَدَّدَةٌ فإنَّ المُرَادَ بالمِرْمَاةِ هُوَ النَّصْلُ
والمُوَقِّعُ كمُحَدِّثِ : الخَفيف الوَطْءِ على الأرْضِ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ
واسْتَوْقَعَ : تَخَوَّفَ ما يَقَعُ بهِ قالَه اللَّيْثُ وهُوَ شِبْهُ التَّوَقُّعِ
واسْتَوْقَعَ السَّيْفُ : أنَى لهُ الشَّحْذُ قالَهُ اللَّيْثُ وفي الأساسِ : آنَ لَهُ أنْ يُشْحَذَ وفي اللِّسانِ : احْتاجَ إلى الشَّحْذِ
وقالَ الجَوْهَرِيُّ : اسْتَوْقَعَ الأمْرَ : انْتَظَرَ كَوْنَه كتَوَقَّعَهُ يُقَالُ : تَوَقَّعْتُ مَجِئَهُ وتَنَظَّرْتُه وفي الأساسِ : تَوَقَّعَهُ : ارْتَقَبَ وُقُوعَه وقالَ الرّاغِبُ : أصْلُ مَعْنَاهُ : طَلَبُ وُقُوعِ الفِعْلِ مَعَ تخَلُّفٍ واضْطِرابٍ
ومن المَجَازِ : واقَعَهُ في المَعْرَكَةِ : حارَبَه
ومن المَجَازِ : واقَعَ المَرْأَةَ : باضَعَهَا وخالَطَهَا قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراهُ عن ابْنِ الأعْرَابِيِّ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ : المَوْقُوعُ : مَصْدَرُ وَقَعَ يَقَعُ كالمَجْلُودِ والمَعْقُولِ قالَ أعْشَى باهِلَةَ
وألْجَأَ الكَلْبَ مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ بهِ ... وأْلَجأَ الْحَيَّ منْ تَنْفاحِها الحَجَرُ وأوْقَعَه إيقاعاً : أنْزَلَه وأسْقَطَه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
والمَوْقِعُ والمَوْقِعَةُ بكسرِ قافِهِما : مَوْضِعُ الوُقُوعِ الأخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيِّ
ووِقاعَةُ السِّتْرِ : مَوْقِعُهُ إذا أُرْسِلَ حَكاهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ وقالَ ابنُ الأثِيرِ : هُوَ مَوْقِعُ طَرَفِ السِّتْرِ على الأرْضِ وهِيَ مَوْقِعُه ومَوْقِعَتُه ويُرْوَى : الوَقَاعَةُ بفَتْحِ الواوِ والمَعْنَى : ساحَةُ السِّتْرِ
والمِيقَعَةُ بالكَسْرِ : داءٌ يأْخُذُ الفَصِيلَ كالحَصْبَةِ فيَقَعُ فلا يَكَادُ يَقُومُ
ووَقْعُ السَّيْفِ : ووَقْعَتُه ووُقُوعه : هَبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبَةِ
ووَقَعَ بهِ ماكِرٌ وُقوُعاً ووَقِيعَةً : نَزَلَ وفي المَثَلِ : الحِذَارُ أشَدُّ منَ الوَقِيعَةِ يُضْرَبُ ذلك للرجل يعظم في صدره الشيء فإذا وَقَعَ فيهِ كانَ أهْوَنَ ممّا ظَنّ
وأوْقَعَ ظَنَّهُ على الشَّيءِ ووَقَّعَه كِلاهُمَا : قَدَّرَه وأنْزَلَه
ووقَعَ بالأمْرِ : أحْدَثَهُ وأنْزَلَه
وأوْقَعَ فُلانٌ بفُلانٍ ما يَسُوءُ أيْ : أنْزَلَهُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وهو مجازٌ
ووَقَعَ منْهُ الأمْرُ مَوْقعاً حَسَناً أوْ سَيِّئاً : ثَبَتَ لَدَيْه
وأوْقَعَ بهِ الدَّهْرُ : سَطَا
والوِقَاعُ بالكَسْرِ : المُوَاقَعَةُ في الحَرْبِ قالَ القُطامِيُّ :
ولَوْ تَسْتَخْبِرُ العُلَمَاءََ عَنّا ... ومنْ شَهِدَ المَلاحِمَ والوِقاعا بتَغْلِبَ في الحُرُوبِ ألَمْ يَكُونُوا أشَدَّ قَبائِلِ العَرَبِ امْتِنَاعَا وقالَ أيْضاً :
وكُلُّ قَبِيلَةٍ نَظَرُوا إلَيْنَا ... وخَلَّوْا بَيْنَنا كَرِهُوا الوِقاعَا والوَقْعَةُ : النَّوْمَةُ في آخِرِ اللَّيْلِ
والوَقْعَةُ : وُقُوعُ الطّائِرِ على الشَّجَرِ أو الأرْضِ وطَيْرٌ أواقِعٌ قالَ الشاعِرُ :
لَكَالرَّجُلِ الحادِي وقَدْ تَلَعَ الضُّحَى ... وطَيْرُ المَنَايا فَوْقَهُنَّ أواقِعُ أرادَ : وواقِعُ جمعُ الوَقْعَةِ فهمَزَ الواوَ الأولَى
ووَقِيعَةُ الطّائِرِ : مِيقَعَتُه
وإنّه لواقِعُ الطَّيْرِ : أي : ساكِنٌ لَيِّنٌ وهو مَجازٌ
ووَقَّعَتِ الدَّوَابُّ تَوْقِيعاً : لُغَةٌ في وَقَعَت وكذا وَقَّعَتِ الإبِلُ تَوْقيعاً : إذا رَبَضَتْ وقيلَ : وَقَّعَتْ بالتَّشْدِيدِ : اطْمَأنَّتْ بالأرْضِ بَعْدَ الرِّيِّ أنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ :
" حتى إذا وَقَّعْنَ بالأنْبَاثِ
" غَيْرَ خَفيفاتٍ ولا غِراثِ وإنّمَا قالَ : غَيْرَ خَفِيفاتٍ إلى آخِره لأنَّهَا قَدْ شَبِعَتْ ورَوِيَتْ فثَقُلَتْ
ووَقَعَ بهِ : لامَهُ وعَنَّفَهُ
ووَقِعَ في العَمَلِ وُقُوعاً : أخذَ
ووَقَعَ في قَلْبِي السَّفَرُ وهو مجازٌ
وواقَعَ الأمُورَ مُوَاقَعَةً ووِقاعاً : داناها قالَ ابنُ سِيدَه : أُرَى قَوْلَ الشّاعِرِ أنْشَدَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ :ويُطْرِقُ إطْرَاقَ الشُّجَاعِ وعِنْدَهُ ... إذا عُدَّتِ الهَيْجَا وِقاعُ مُصادِفِ إنَّمَا هُوَ منْ هذا قالَ : وأمّا ابنُ الأعْرَابِيّ فلَمْ يُفَسِّرْهُ
ووَقَعَ على أمْرَأَتِه : جامَعَها وهُوَ مجازٌ قالَ ابنُ سِيدَه : وأُراهُ عن ابْنِ الأعْرَابِيِّ
والوَقَاعَةُ : صَلابَةُ الأرْضِ
والوَقْعُ : الحَصَى الصِّغارُ واحِدَتُها وَقْعَةٌ
والتَّوْقِيعُ : الإصابَةُ أنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وقَدْ جَعَلَتْ بَوَائِقُ منْ أمُورٍ ... تُوَقِّعُ دُونَه وتَكُفُّ دُونِي والوَقْعُ والوَقِيعُ : الأثَرُ الّذِي يُخَالِفُ اللَّوْنَ
والتَّوْقِيعُ : سَحْجٌ في ظهرِ الدّابَةِ وقيلَ : في أطْرافِ عِظَامِ الدَّابَّةِ منَ الرُّكُوبِ ورُبَّمَا انْحَصَّ عَنْهُ الشَّعَرُ فنَبَتَ أبْيضَ
ووقَعَ الحَديدَ والمُدْيَةَ والنَّصْلَ والسَّيْفَ يَقَعُهَا وَقْعاً : أحَدَّها وضَرَبها قالَ الأصْمَعِيُّ : يُقَالُ ذلكَ إذا فَعَلْتَهُ بينَ حَجَرَيْنِ
ونَصْلٌ وَقِيعٌ : مُحَدَّدٌ وكذلكَ الشَّفْرَةُ بِغَيْرِ هاءٍ قالَ عَنْتَرَةُ :
وآخَرُ مِنْهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وفي البَجْلِي مِعْبَلَةُ وَقِيعُ والوَقِيعُ منَ السُّيُوفِ : ما شُحِذَ بالحَجَرِ ويُقَالُ : قَعْ حَدِيدَكَ
والوَقِيعَةُ : المِطْرَقَةُ وهو شاذٌ لأنَّهَا آلَةٌ والآلَةُ إنَّمَا تأْتِي على مِفْعَلٍ قالَ الهُذَلِيُّ :
رأى شَخْصَ مَسْعُودِ بنِ سَعْدٍ بكَفِّهِ ... حَدِيدٌ حَدِيثٌ بالوَقِيعَةِ مُعْتَدُ والوَقِعُ ككَتِفِ : المَرِيضُ يَشْتَكِي رجلَهُ منَ الحجَارَة
وقالَ أبو زَيدٍ : يُقَالُ لغِلافِ القارُورَةِ : الوَقْعَةُ والوِقَاعُ والوِقَعَةُ للجَمِيعِ . قُلْتُ : صَوَابُه بالفاءِ وقد تقدَّمَ
والوَاقِعُ : الّذِي يَنْقُرُ الرَّحَى وهُم الوَقَعَةُ
وأهْلُ الكُوفَةِ يُسَمُّونَ الفِعْلَ المُتَعَدِّي واقِعاً نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وهذه نَعْلٌ لا تَقَعُ على رِجْلِي
ووَقَعَ الأمْرُ : حَصَلَ
وفُلانٌ يُسِفُّ ولا يَقَعُ : إذا دَنا منَ الأمْرِ ثُمَّ لا يَفْعَلُه وهُوَ مجازٌ
وتَوَاقَعا : تَحَارَبَا