لَحَكَهُ كمَنَعَه لَحْكًا : أَوْجَرَه الدَّواءَ
ولَحَكَ بالشيء لَحْكًا : شَدَّ الْتِئامَه كلاحَكَ وتَلاحَكَ وقد لُوحِكَ فتَلاحَكَ ورُّبما قِيلَ : لَحِكَ لَحَكًا وهي مُماتَةٌ
وفي الصِّحاحِ : اللَّحْكُ : مُداخَلَةُ الشيء في الشيء والْتِزاقُه بهِ يُقال لُوحِكَ فَقارُ ظَهْرِه : إِذا دَخَل بعضُها في بَعْضٍ
ومُلاَحَكَةُ البُنْيانِ ونَحْوِه وتَلاحُكُه : تَلاؤُمُه قال الأَعْشَى :
ودَأْيًا تَلاحَكَ مِثْلَ الفُؤُو ... سِ لاءم مِنْها السَّلِيلُ الفَقارَا وفي صِفَةِ سَيّدِنا رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليهِ وسلّم : " إِذا سُرَ فَكأَنَّ وَجْهَهُ المرآةُ وكأَنَّ الجُدُرَ تُلاحِكُ وَجْهَهُ " المُلاحَكَة : شِدَّةُ المُلاءَمَةِ أي لإِضاءةِ وَجْهِه صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّمَ يُرَى شَخْصُ الجُدُرِ في وَجْهه فكًأَنها قد داخَلَتْ وَجْهه
قُلْتُ : وقد تَأَمَّلْتُ هذا المَعْنَى في إِضاعَةِ وَجْهه الشَّرِيفِ عندَ طَلاقَةِ البَشَرَةِ في السُّرُورِ وما خُصَّ من الجَمالِ والهَيبَةِ وأَدَمْتُ هذه المُلاحَظَة في خَيالي ورَسَمتُها في لَوْحِ قَلْبِي ونِمْتُ فإِذا أَنَا فِيما يَراهُ النّائِمُ بينَ يَدَيْ حَضْرَتِه الشَّرِيفَةِ بالرَوْضَةِ المُطَهَّرَةِ فنَزَلْتُ أًتمَرَّغُ بوَجْهي وخَدِّيِ وأَنْفي على عَتَبَةِ الرَّوْضَةِ فإِذا أَنَا برَوائِحَ فاحت من التّربَةِ العَطِرَةِ ما لَم أَقْدِرْ أَنْ أصِفَها بل تَفُوقُ على المِسكِ وعَلَى العَنْبَرِ بل لا تُشْبِهُ روائَحَ الدُّنْيَا مُطْلقًا وانْتَبَهْتُ وتلكَ الرَّوائحُ قد عَمَّتْ جَسَدي بل البَيتَ كُلَّه وأُلْهِمْتُ ساعَتَئذٍ بأَنْواعٍ من صِيَغِ صَلَواتٍ عليهِ صَلَّى اللَّهُ تعالَى عليهِ وسَلَّمَ فمِنْها ما حَفِظْتُه ومِنْها ما نَسيتُه منها : اللّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم على سَيدِنا ومَوْلانَا مُحًمّدٍ الذي هو أَبْهى وأَذْكَى من المِسكِ والعَنْبَرِ اللّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم على سَيدِنا ومَولانا مُحَمَّد الذي كان إِذا سُرَّ أَضاءَ وَجْههُ الشَّرِيف حتّى يُرَى أَثَرُ الجُدْرانِ فيهِ وكانَتْ هذه الوَاقِعَةُ في لَيلَةِ الجُمعَة المُبارَكَةِ لسِت بَقِيَتْ من ذِي القِعْدَة الحَرامِ سنَةَ 1185 بَلَّغَنا اللَّهُ إِلى زِيارَتِه العامَ في إِقْبالٍ وإِنْعام وسلامَة الأَحْوالِ والإِكْرامِ عليه أزكَى الصَّلاةِ وأتمُّ السَّلامِ
واللَّحِكُ ككَتِف : الرَّجُلُ البَطِيءُ الإِنْزالِ نقَلَه الصّاغاني
وقالَ ابنُ الأَعرابِي : لَحِكَ العَسَلَ كسَمِعَ : لَعِقَهُ
واللُّحَكاءُ كالغُلَواءِ نقَلَه الصّاغاني . وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هي اللّحَكَةُ كهمَزَةٍ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ : دُوَيْبَّةٌ زَرْقاءُ تَبرُقُ تُشْبِهُ العظاءةَ ولَيسَ لها ذَنَبٌ طَوِيلّ كذَنَب العَظاءةِ وقَوائِمُها خَفِيَّةٌ قال الجَوْهَرِيُّ : وأَظُنُّها مَقْلُوبَةً مِنَ الحلَكَةِ
وقالَ أَبو عُبَيدٍ : المُتَلاحِكَةُ : النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ الخَلْقِ نقَلَه الجَوهرِيُّ
ويُقالُ : لُوحِكَ فَقارُ ظهْرِه أي : دَخَلَ بعضُه في بَعْضٍ
والمَلاحِكُ : المَضايِقُ من الجِبالِ وغَيرِها نقَله الصّاغاني
ومما يستدرك عليه : أَلْحَكَه العَسلَ : أَلْعَقَه عن ابن الأَعْرابيِّ وأَنْشَد :
" كأنما تُلْحِك فاهُ الرُّبَّا وشَيءٌ مُتلاحِكٌ : مُتَداخِلٌ بَعْضُه في بَعْضٍ قالَ ذُو الرمَّةِ :
أَتتكَ المهَارَى قَدْ بَرَى جَذْبُها السرَى ... نَبَا عن حَوانِي دَأْيِها المُتَلاحِكِ وفي النَّوادِرِ : رَجُلٌ مُستَلْحِكٌ ومُتَلاحِكٌ في الغَضَبِ : مُستَمِرّ فيه