ثَبَتَ الشَّيْءُ يَثْبُتُ ثَبَاتاً بالفتح وثُبُوتاً بالضمّ فهو ثابِتٌ وثَبِيتٌ وثَبْتٌ بفتح فسكون . شيءٌ ثَبْتٌ : أَي ثابِتٌ . وأَثْبَتَه هو وثَبَّتَه بمعنىً . ويُقال : ثَبَتَ فلانٌ في المكانِ يَثْبُتُ ثُبُوتاً : إِذا أَقامَ به فهو ثابِتٌ . والثَّبِيتُ كأَميرٍ : الفارِسُ الشُّجَاعُ الصّادِقُ الحمْلَةِ كالثَّبْتِ بفتحٍ فسكون . وقد ثَبُتَ الرَّجُلُ ككَرُمَ ثَبَاتَةً ككَرَامَةٍ وثُبُتَةً بالضَّمّ : أَي صارَ ثَبِيتاً . الثَّبِيتُ أَيضاً : الثّابِتُ العقلِ . قال العَجاج "
" ثَبْتٌ إِذا ما صِيحَ بالقَوْم وَقَرْ والثّبِيتُ : الثّابتُ القُوَّةِ والعَقْلِ قال طَرَفةُ :
الهَبِيتُ لا فُؤادَ لَه ... والثَّبِيتُ قلْبُهُ قِيَمُهْ هكذا أَنشدَه في الصِّحاح والذي بخطِّ الأَزهريّ هكذا :
فالهبِيتُ لا فُؤادَ له ... والثّبِيتُ قَلْبُهُ فَهمُه ورجُلٌ ثَبْتُ الجَنَانِ من رِجالٍ ثُبَّتٍ وثبْتُ القَدَمِ : لم يَزِلَّ في خِصامٍ أَو قِتال . وفارِس ثَبْتٌ ورجلٌ ثَبْتٌ وثَبِيتٌ : عاقل مُتَمَاسِكٌ أَو قليلُ السَّقَط كذا في الأَساس . وفي اللّسان : رجل ثَبْتُ الغَدَرِ إِذا كان ثابتاً في قِتالٍ أَو كلام ؛ وفي الصِّحاح : إِذا كان لِسانُهُ لا يزِلُّ عند الخُصُومات . الثَّبْتُ مِنَ الخَيْلِ : الثَّقِفُ في عَدْوِهِ أَي : جَرْيِهِ كالثَّبِيتِ أَيضاً . والثِّبَاتُ بالكسر : شِبَامُ البُرْقُعِ وهو خُيُوطُه . الثِّبَاتُ : سَيْرٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ وجَمْعُه : أَثْبِتَةٌ . المُثْبَتُ كمُكْرَمٍ : الرَّحْلُ المَشْدُودُ به أَي : بالسَّيْر ؛ قال الأَعْشَى :
زيَّافَة بالرَّحْلِ خَطَّارَة ... تُلْوِي بِشَرْخَيْ مُثْبَتٍ قاتِرِ وفي حديثِ مَشُورةِ قُرَيْشٍ في أَمر النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلّم قال بعضُهم : إِذا أَصْبَحَ فأَثْبِتُوهُ بالوَثَاق . المُثْبَتُ : مَنْ لا حَرَاكَ به من المَرَضِ يقال : أُثْبِتَ فُلانٌ فهو مُثْبَتٌ : إِذا اشتَدّتْ به عِلَّتُه وهو مَجاز كذا المُثْبِتُ بِكَسْرِ الباءِ وهو الّذِي ثَقُلَ من الكِبَرِ وغيرِه فَلمْ يَبْرَحِ الفِرَاشَ ومنه قولُهم : به داءٌ ثُباتٌ بالضَّمِّ أَي : مُعجِزٌ عن الحَرَكةِ أَي : يُثْبِتُ الإِنسانَ حتّى لا يَتحرّكَ . من المجاز أَيضاً : ثَابَتَه مُثابَتَةً وأَثْبَتَه إِثْباتاً : إِذا عرَفَهُ حقَّ المعْرِفَةِ . وأَثبتَ الشَّيْءَ مَعْرِفَةً : قَتَله عِلْماً . ونَظَرْتُ إِليه فما أَثْبَتُّهُ ببَصرِي . وإِثْبِيتُ . بالكسر كإِزْميلٍ : اسم أَرْضٍ أَو ماء لِبَنِي يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ ثمّ لبني المُحِلّ منهم قاله نَصْر وأَنشد للرَّاعِي :
" نَثَرْنَا عَلَيْهِم يَوْمَ إِثْبِيتَ بَعْدَماشَفْيَنَا الغَلِيلَ بالرِّماحِ البَوَاتِر أَو هو ماءٌ لِبَنِي المُحِلِّ بنِ جَعْفَرٍ بأَود كذا رُوِيَ عن السُّكَّرِيّ في شرح قول جَريرٍ :
أَتَعْرِفُ أَمْ أَنْكَرْتَ أَطْلالَ دِمْنَةٍ ... بإِثْبِيتَ فالجَوْنَيْنِ بالٍ جَدِيدُهَا وفي اللّسان : أَرضٌ أَو موضعٌ أَو جَبلٌ وقال الرّاعِي :
تُلاعِبُ أَولادَ المَها بِكُرَاتِها ... بِإِثْبِيتَ فالجَرْعَاءِ ذاتِ الأَباتِروثابِتٌ وثَبِيتٌ : اسمانِ ويُصَغَّرُ ثابتٌ من الأَسماءِ ثُبَيْتاً . فأَمّا ثابتٌ إِذا أَردتَ به نَعْتَ شَيْءٍ فتصغيرُه ثُوَيْبت . أَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بْن ثابت البُخَارِيُّ الثّابِتِيّ نِسْبة إِلى جَدِّ والِده ثابتٍ المذكور فَقِيهٌ شافِعِيٌّ من أَهْل بُخَارَى سكنَ بغدادَ وحدَّثَ بها عن أَبي القاسم بن حبابةَ وتَفَقَّه على أَبِي حَامِدٍ الأَسْفَرَايِينيّ وأَفْتَى وكان له حَلْقَةٌ بجامع المنصور وتُوُفِّيَ في رجب سنة 449 . وممّا بَقِيَ عليه ذِكْرُهُ : الإِمام أَبو بكر أَحْمَدُ بْن عليّ بنِ ثابتِ بنِ أَحمدَ بنِ مَهْدِيّ بنِ ثابِتٍ الحافظ صاحب التّصانيف المشهورة تُوفِّيّ ببغدادَ في شَوّال سنة 463 . وأَبو سَعْدٍ أَسْعدُ بنُ مُحَمَّدِ بْن أَحمدَ بْنِ أَبِي سعدِ بْن عليٍّ الثّابِتِيّ ؛ قيل إِنّه من أَولاد زَيْدِ بْن ثابتٍ الأَنصاريّ من أَهل بَنْجْدِيه تَفقَّه على مذهب الشافعِيّ وروي عن أَبي سعيد البَغَوِيّ وتُوفِّيَ سنَة 545 بها . وقَرِيبُه أَبو الفَتح محمّد بن عبد الرّحمنِ بْنِ أَحمَد الثّابِتيّ صُوفِيٌّ سمِعَ الكثيرَن قُتِلَ سنة 548 بدُولابِ الخازنِ بمَرْوَ . وأَبو طاهرٍ محمّد بنُ عليّ بنِ أَحمدَ بْنَ الحُسين الثّابتيّ من ولد ثابتِ بن قَيس بن شَمّاس الأَنصارِيِّ بغدادِيٌّ صالِحٌ عن عبد الكريم بن الحُسين بن رزبة وتوفِّيَ سنة 536 . وعبد الرَّحْمن بنُ محمَّد بن ثابت بن أَحمدَ الثّابتيِّ الخَرْقيّ أَبو القاسم المعروف بمُفْتِي الحَرَمَيْنِ روى عن أَبي مُحَمَّدٍ عبدِ الله بنِ أَحمدَ وغيرِه وعنه أَبو بَكْرٍ البَشّارِيّ ومات سنة 495 . وأَبُو ثُبَيْتٍ كزُبَيْرٍ : يَزِيدُ بنُ مُسْهِرٍ من بَني هَمّام بن مُرَّةَ ذكرَه الأَعشى في شعره . وأَبُو ثُبَيْتٍ الجَمّازِيُّ شيخٌ لعبد الحميد بن جعفر . وثُبَيْتُ بنُ كَثِيرٍ عن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأَنصاريّ وعنه يَحْيَى بنُ حمزَةَ . وهانئُ بنُ ثُبَيْتٍ الحَضْرَمِيُّ عن ابن عَبَّاسٍ . وعُقْبَةُ بْن أَبي ثُبَيْتٍ البصري شَيخٌ لِشُعْبَةَ . مُحَدِّثون . من المَجَاز أُثْبِتَ فلانٌ فهو مُثْبَتٌ إِذا اشتَدَّتُ به عِلَّتُه أَو أَثْبَتَتْهُ جِراحُه فلم يَتحرَّكْ . وقَوْلُهُ تعَالَى وعزَّ " لِيُثْبِتُوكَ " أَي : لِيَجْرَحُوك جراحةً لا تَقوم معها لِيَحْبِسوك وهو أَيضاً مجازٌ . وفي حديثِ أَبي قَتَادَةَ " فَطَعَنْتُه فَأَثْبَتُّه " أَي : حَبَسْتُهُ وجَعلتُه ثابتاً في مَكانِه لا يُفارِقُه ومنه أَيضاً : ضَرَبوه حتى أَثْبَتُوه أَي : أَثْخَنوه . وجَدْتُه من الأَثْباتِ والأَعْلام الثِّقاتِ وهو ثَبَتٌ من الأَثْباتِ : إِذا كان حُجَّةً لثِقَتِه في رِوايته وهو جمع ثَبَتٍ محرَّكة وهو الأَقيسُ . وقد يُسكَّن وَسَطُه . وفي المِصْباح : رجلٌ ثَبْتٌ : مُتَثَبِّتٌ في أُمُورِه . وثَبْتُ الجَنَانٍ : ثابتُ القلْبِ والاسمُ ثَبَتٌ بفتحتين . وقيلَ للحُجَّةِ : ثَبَتٌ بفتحتين إِذا كان عدْلاً ضابطاً والجمعُ الأَثبات كسَبَبٍ وأَسباب . وفي اللِّسان : ورجُلٌ له ثَبَتٌ عند الحَمْلَة بالتحرِيك أَي : ثَباتٌ . وتقولُ أَيضاً : لا أَحْكُم بكذا إِلاَّ بِثَبَتٍ أَي : بحُجَّةِ . وفي حديثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ : " بغَيرِ بيِّنَةٍ ولا ثَبَت " . وفي حديث صَومِ يومِ الشكِّ : " ثُمَّ جاءَ الثَّبَتُ أَنَّهُ من رَمَضان " الثَّبَتُ بالتَّحريك : الحُجَّةُ والبَيِّنَة . تَثَبَّتَ في الأَمْرِ والرَّأْيِ واسْتَثْبَتَ : إِذا تَأَنَّى فيه ولم يَعْجَلْ . واستَثْبَتَ في أَمرِه : إِذا شاوَرَ وفَحَصَ عنه . وثُبيْتَه كجُهيْنَةَ : بِنْت الضَّحَّاكِ أَو هي نُبَيْتَة بالنُّون لها إِدراكٌ . ثُبَيْتَة بِنْتُ يَعَارٍ الأَنصارِيَّةُ وبنت النُّعْمان بايعتْ قاله ابنُ سعد ؛ صَحابِيَّتان . وثُبَيْتَةُ بنتُ الرَّبِيع بن عمْرٍو الأَنصاريَّة ؛ وثُبَيْتَةُ بنتُ سَلِيط ذكرهما ابنُ حبِيب . ثُبَيْتَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ الأَسْلَمِيَّةُ تابعيّةٌ رَوَتْ عن أُمِّها قاله الحافظُ . ومِمّا يُستدرَكُ عليه : يُقال للجَرادِ إِذا رَزَّ أَذْنابَهُ لِيَبِيضَ : ثَبَتَ وأَثبَتَ . وأَثبتَهُ السُّقْمُ : إِذا لم يُفارِقْه . وثَبَّتَه عن الأَمرِ : كَثَبَّطَه . وطعَنَهُ فأَثبتَ فيهالرُّمْحَ : أَي أَنفَذَه . وأَثْبَتَ حُجَّتَهُ : أَقامَها وأَوْضَحَها . وقولٌ ثابتٌ : صحيح . وفي التَّنْزيل العزيز " يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ " وكلُّه من الثَّباتِ . والثَّبَتُ محرَّكَةً : الفِهْرِسُ الّذِي يَجمع فيه المُحدِّثُ مَرْوِيَّاتِه وأَشياخَه كأَنّه أُخِذَ من الحُجَّة ؛ لأَن أَسانيدَه وشُيُوخَه حُجَّةٌ له وقد ذكَره كثيرٌ من المُحّدِّثينَ . وقيل : إِنَّه من اصطلاحاتِ المُحَدِّثينَ ويُمْكِنُ تَخريجُه على المَجَاز . وأَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَبَاتٍ كسَحَابٍ الأَندَلسيُّ الفَقِيهُ سَمِعَ أَبا عَلِيٍّ الغَسّانِيَّ وعنه أَبو عبدِ اللهِ بْن أَبي الخِصال . ومن المجاز : أَثْبَتَ اسْمَهُ في الدِّيوانِ : كتَبَه . وثَبَتَ لِبْدُك : دعاءٌ بدَوَامِ الأمرِ . وهذان من الأَساس . حَ : أَي أَنفَذَه . وأَثْبَتَ حُجَّتَهُ : أَقامَها وأَوْضَحَها . وقولٌ ثابتٌ : صحيح . وفي التَّنْزيل العزيز " يُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ " وكلُّه من الثَّباتِ . والثَّبَتُ محرَّكَةً : الفِهْرِسُ الّذِي يَجمع فيه المُحدِّثُ مَرْوِيَّاتِه وأَشياخَه كأَنّه أُخِذَ من الحُجَّة ؛ لأَن أَسانيدَه وشُيُوخَه حُجَّةٌ له وقد ذكَره كثيرٌ من المُحّدِّثينَ . وقيل : إِنَّه من اصطلاحاتِ المُحَدِّثينَ ويُمْكِنُ تَخريجُه على المَجَاز . وأَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَبَاتٍ كسَحَابٍ الأَندَلسيُّ الفَقِيهُ سَمِعَ أَبا عَلِيٍّ الغَسّانِيَّ وعنه أَبو عبدِ اللهِ بْن أَبي الخِصال . ومن المجاز : أَثْبَتَ اسْمَهُ في الدِّيوانِ : كتَبَه . وثَبَتَ لِبْدُك : دعاءٌ بدَوَامِ الأمرِ . وهذان من الأَساس
" الشَّخْصُ " : سَوادُ الإِنْسانِ وغَيْرِه تَراهُ من بُعْدٍ وفي الصّحاح : من بَعِيدٍ . " ج " في القَلِيل " أَشْخُصٌ و " في الكَثِير " شُخُوصٌ وأَشْخَاصٌ " وفاتَه : شِخَاصٌ . وذكر الخَطَّابِيُّ وغَيْرُه أَنَّهُ لا يُسَمَّى شَخْصاً إِلاّ جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ له شُخُوصٌ وارْتِفَاعٌ . وأَمَّا ما أَنْشدَهُ سِيبَوَيْه لِعُمَرَ بنِ أَبِي رَبِيعَة :
فكَان نَصِيرِي دُونَ مَنْ كُنْتُ أَتَّقِي ... ثَلاَثُ شُخُوص كَاعِبَانِ ومُعْصِرُ فإِنّه أَراد ثَلاثَةَ أَنْفُسٍ . وفي الحَدِيث " لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ " . قال ابنُ الأَثِير : الشَّخْصُ : كُلُّ جِسم له ارْتفَاعٌ وظُهُورٌ . والمُرادُ به إِثْبَاتُ الذَّاتِ فاسْتُعِير لها لَفْظُ الشَّخْصِ . وقد جاءَ في روايَة أُخْرَى " لاشَيء أَغَيْرُ مِن اللهِ " . وقيل معناه : لا يَنْبَغِي لِشَخْصٍ أَنْ يَكُونَ أَغْيَرَ مِنَ الله . " وشَخَصَ كمَنَع شُخُوصاً : ارْتَفَعَ . و " يُقَال : شَخَصَ " بَصَرُهُ " فهو شاخِصٌ إِذا " فَتَحَ عَيْنَيْه وجَعَلَ لا يَطْرِفُ " قال للهُ تَعَالَى : " فَإِذَا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا " شَخَص المَيِّتُ " بَصَرَهُ : رَفَعَهُ " إِلى السماءِ فلَمْ يَطْرِفْ . وشَخَص ببَصره عِنْد المَوْت كَذلِكَ وهو مَجَازٌ . وأَبْصَارٌ شاخِصَةٌ وشَوَاخِصُ . وتقول : سَمِعْتُ بقُدُومِكَ فقَلْبي بينَ جَنَاحَيَّ رَاقِص وقال ابنُ الأَثير : شُخوصُ بَصَرِ المَيِّت : ارْتِفَاعُ الأَجْفَان إِلى فَوْق وتَحْدِيدُ النَّظَرِ وانْزعاجُه . شَخَصَ " من بَلَد إِلى بَلَد " يَشْخَصُ شُخُوصاً : " ذَهَبَ و " قِيلَ : " سَارَ في ارْتفَاع " فإِنْ سَارَ في هَبُوط فهو هابِطٌ . وأَشْخَصْتُه أَنَا . شَخَصَ " الجُرْحُ : انْتَبَرَ ووَرِمَ " عن اللَّيْث . وفي المُحْكَم : شَخَصَ الشَيءُ يَشْخَصُ شُخُوصاً : انْتَبَرَ . وشَخَصَ الجُرْحُ : وَرمَ . شَخَصَ " السَّهْمُ : ارْتَفَعَ عن الهَدَف " . فهو سَهْمٌ شَاخِصٌ وهو مَجَاز . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : لَشَدَّ ما شَخَصَ سَهْمُكَ وقَحَزَ سَهْمُكَ : إِذَا طَمَحَ في السَّماءِ . وقال حُمَيْد بنُ ثَوْر رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه :
إِنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي عِبَادَتُهَا ... حَتَّى أَصِيدَكُمَا في بَعْضِها قَنَصَا
شَاةُ أُوَارِدُهَا لَيْثٌ يُقَاتِلُهَا ... رامٍ رَمَاهَا بوَبْل النَّبْلِ أَوْشَخَصا " أَصيدكما أَي أَصيد لكما " وكَنَى بالشّاةِ عن المَرْأَةِ . شَخَصَ " النَّجْمُ : طَلَعَ " . قال الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بْنَ عُلاثَةَ :
تَبيتُون في المَشْتَى مِلاَءَ بُطُونُكُمْ ... وجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائصَا
يُراقِبْنَ مِنْ جُوعٍ خِلالَ مَخَافَةٍ ... نُجُومَ الثُّرَيَّا الطَّالِعَاتِ الشَّواخِصَا
شَخَصَتِ " الكَلمَةُ من الفَمِ : ارتَفَعَتْ نَحْوَ الحَنَكِ الأَعْلَى ورُبَّما كان ذَلِك : في الرَّجُل " خِلْقَةً أَنْ يَشْخَصَ بصَوْتِهِ فلا يَقْدِرُ على خَفْضِهِ " بها . من المَجَاز : " شُخِصَ به كعُنِي : أَتَاه أَمْرٌ أَقْلَقَهُ وأَزْعَجَهُ " ومنه حَدِيثُ قَيْلَةَ بنْتِ مَخْرَمةَ التَّمِيمِيَّةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْها " فشُخِصَ بِي " " يُقَال للرَّجُل إِذا أَتاهُ ما يُقْلِقُهُ قد شُخِصَ بِهِ " كأَنَّه رُفِعَ من الأَرْضِ لِقَلقِه وانزِعَاجه . ومنه شُخوصُ المُسَافِر : خُرُوجُه عن مَنْزِلِه . شَخُصَ الرَّجُل " ككَرُم " شَخَاصَةً فهو شَخِيصٌ : " بَدُنَ وضَخُمَ . والشَّخِيصُ : الجَسِيمُ " . وقيل : العَظِيم الشَّخْصِ " وهي شَخِيصَةٌ " بهَاءٍ " والاسْمُ الشَّخَاصَةُ . قال ابن سِيدَه : ولم أَسْمَعْ له بفِعْل . فأَقُول : إِنَّ الشَّخَاصَةً مَصْدر وقد شَخُصْت شَخَاصَةً . قالَ أَبو زَيْد : الشَّخِيصُ : السَّيِّدُ " . وقيل : رَجُلٌ شَخيصٌ : إِذا كانَ ذا شَخْص وخُلثقٍ عَظِيم بَيِّنُ . الشَّخَاصَةِ . من المَجَاز : الشَّخِيصُ " من المَنْطِق : المُتَجَهِّمُ " عن ابن عَبَّاد . " وأَشْخَصَه " مِن المَكَانِ : " أَزْعَجَهُ " وأَقْلَقَه فذَهَبَ . أَشخَصَ " فُلانٌ : حَانَ سَيْرُه وذَهابُه " . يُقَال : نَحْنُ على سَفَرٍ قد أَشْخَصْنَا أَي حان شُخُوصُنَا . قال أَبو عُبَيْدَةَ : أَشْخَصَ " به " وأَشْخَسَ إِذَا " اغْتَابَه " حكاه عنه يَعْقُوبُ وهو مَجَاز . أَشْخَصَ " الرَّامِي " إِذا " جازَ سَهْمُهُ الهَدَفَ " وفي بعض نُسَخِ الصّحاح : الغَرَضَ أَي من أَعْلاه وهو مَجَاز . قال ابنُ عَبَّادٍ : " المُتَشَاخِصُ " : الأَمْرُ " المُخْتَلِف . و " قال أَبو عُبَيْدٍ : المُتَشاخِصُ والمُتَشاخِسُ : الكَلامُ " المُتَفاوِتُ " . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الشُّخُوصُ : ضِدّ الهُبُوط عن ابن دُرَيْدٍ . وشَخَصَ عن قَوْمه : خَرَج مِنهم . وشَخَصَ إِليهم : رَجَعَ . والشّاخِصُ : الَّذِي لا يُغِبُّ الغَزْوَ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد :
" أَمَا تَرَيْنِي اليَوْمَ ثِلْباً شاخِصَا والثِّلْبُ : المُسِنُّ . وفي حديثِ أَبِي أَيُّوب " فَلَم يَزَلْ شاخصاً في سَبيلِ اللهِ " . وفي حديث عُثْمَانَ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه : " إِنّما يَقْصُرُ الصَّلاةَ مَنْ كانَ شاخِصاً أَو بحَضْرَة عَدُوٍّ " أَي مُسَافراً . وتَشْخيص الشَّيْءِ : تَعْيينُهُ . وشْيءٌ مُشَخَّصٌ وهو مَجَاز . وأَشْخَصَ إِليه : تَجَهَّمَهُ وهو مَجَاز وكَذلِكَ قَوْلُهُم : رَمَى فُلاَنٌ بالشَّاخصات . والمَشَاخِصُ : دَنَانِيرُ مُصَوَّرةٌ . وبَنُو شَخِيص كأَمِيرٍ : بُطَيْنٌ قال ابنُ سِيدَه : أَظُنُّهُم انْقَرَضُوا . قلتُ : والشَّخِيصُ : أَخو عَنْزٍ وبَكْرٍ وتَغْلِبَ بَنُو وَائِل بنِ قاسِط . قِيل : إِنَّهُ لَمّا وُلِدَ له الشَّخيصُ خَرَجَ فرَأَى شَخْصاً على بُعْدٍ صَغِيراً فسَمَّاهُ الشَّخِيصَ . قال السُّهَيْليّ : فَهؤُلاءِ الأَرْبَعُ هم قَبَائلُ وَائِل وهُمْ مُعْظَمُ رَبِيعَةً . وشَخْصَانِ : مَوْضِعٌ . قال الحَارِثُ ابنُ حِلِّزَةَ :